صحيفة المثقف

الخطاب الإعلامي الحالي ودور وزارة الثقافة والإعلام العراقية

عقيل العبودان ادارة البرامج وتوثيق تواريخ الشخصيات المهمة في المجتمع كالعلماء، والأطباء، والمتميزين، والفنانين، وأصحاب الخبرات العملية في مجالات الحياة المتعددة، مهم جدا في تنشيط الثقافة الإرشادية الصحيحة للمجتمع.

حيث في الوقت الذي تسعى فيه معظم القنوات التلفازية لتكريس الوقت للمقابلات السياسية مع المسؤولين، يكون المنهاج الخاص لهذه القنوات قد تجاوز الشروط العامة لنشر مفردات الثقافة الصحيحة والإعلام الواعي الناضج بين صفوف الجمهور، خاصة مع انحطاط نمط بعض المقابلات التي تنتهي بالإساءة والخروج عن الذوق العام للأخلاق.

ولذلك بدلا من التحدث عن برامج نافعة، تتضمن تجارب لشخصيات مهمة وأصحاب كفاءات مثلا، يتم السعي لغسل الادمغة من خلال ترويج شخصية مدير، اومسؤول تلك القناة، اوتلك، اوالحديث عن تغريدة فلان من الساسة، اوعلان من اصحاب الكتل، وإشغال الذائقة العامة للجمهور بموضوعات سطحية، لا صلة لها بما تتطلبه شروط النهضة الثقافية للحياة الاجتماعية، وهذا إنما يدل على الخروج عن شروط الإعلام الواعي.

فالمتأمل لبرامج الإذاعة والتلفزيون أيام زمان حتى في عهد الطاغية، يجد ان هنالك تنسيقا في عرض البرامج المتنوعة كالسينما والناس، والعلم للجميع، والسلامة العامة، والرياضة في أسبوع، وبرامج اخرى.

هذا ناهيك عن التزام تلك القنوات بخط إعلامي واضح وهو سياق لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال.

ولذلك من الضروري التنبيه هنا عن أهمية الدور الذي يجب ان تقوم به وزارة الثقافة والإعلام.

للنهوض بمفردات الثقافة الواعية سواء على مستوى المسرح والسينما والتمثيل، اوسواء على مستوى باقي البرامج، وهذه الشروط لا اعتقد الإتيان بها تحت ظل التخبط السياسي للأحزاب والكتل التي صار شغلها الشاغل تعبئة الجمهور بهذا القائد اوذاك.

أتمنى ان يكون هنالك مبادئ لإدارة الفن والثقافة والإعلام وهذه المبادئ تحتاج الى توحيد الجهد الإعلامي من خلال وضع سياسة موحدة لجميع هذه القنوات تتماشى ومنهج الخطاب الإعلامي الناضج.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم