صحيفة المثقف

هل فشل النهج.. أم فشلت القيادة؟

نبيل احمد الاميربحسن نية أو بسوء ظن، يعلن البعض هنا أو هناك أن الاحزاب الإسلامية قد فشلت في قيادة العراق في جميع مفاصل إدارة الدولة (بدون الخوض بمفاصل هذا الفشل).. خصوصاً وهذه الاحزاب على رأس الهرم منذ سقوط الصنم الى اليوم .

بينما يرى البعض الآخر بحسن نيّة أيضاً أو بسوء ظن، أن الذي فشل في إدارة الدولة هم قادة الاحزاب وليس النهج أو المنهج الذي تأسست عليه هذه الاحزاب.

وفي كل الأحوال.. فالفشل في إدارة الدولة ومكافحة الفساد وخدمة المواطن قد تم تأشيره من المؤسسات المحلية والدولية المتخصصة.. بغض النظر عن سبب هذا الفشل، كما أن المواطن البسيط لايهمه الجهة التي فشلت.. قادة كانوا أم أحزاب، قدر مايهمه أن الفشل أصبح عنواناً لحياته .. ويكفي أنه على يقين أن الدولة وإدارتها التنفيذية والتشريعية لم تكن بمستوى طموحه ليرتقي هو وعائلته لينال الحد الأدنى من الكرامة والعيش الكريم في كل الحكومات التي تعاقبت منذ سقوط النظام البائد .

لذلك نرى اليوم وبعد كل ماوصل له حال المواطن والوطن.. أن على الأحزاب وقادتها مراجعة أعمالهم ومناهجهم وإمكاناتهم القيادية والإدارية، وإن يُحاسِبوا وينتقدوا أنفسهم لتصحيح المسار خدمة للصالح العام .

كما نرى أن كل من حكم العراق منذ 2003 ليس بمعصومين عن الخطأ أو فوق المساءلة، لكن علينا أن نكون منصفين في تقييم النقد الموجّه لهم بطريقة علمية وعملية مدروسة، حتى لا نُتّهم أن إعتراضاتنا عليهم ماهي إلاّ تسقيط للنيل من رموز هذا الحزب أو المكوّن أو ذاك.. بغضّ النظر عن إمكانات وأحقّية هذه الرموز أو الأحزاب في إدارة الدولة .

وهناك اليوم رؤية شبابية جديدة في المجتمع، يقودها بعض الشباب والناشطين المدنيين والسياسيين المتحزبين والمستقلين، تفيد إن الشعب سئم تربع الشيوخ على الكراسي واستئثارهم بالسلطة والقيادة والامتيازات، بل وصل الأمر من البعض بالمطالبة بتنحى شيوخ القيادات لكل المكوّنات والأحزاب، وإخلاء الميدان لقيادات جيل جديد، وجلوس المُتنحين في الصوامع لقضاء ماتبقّى من أعمارهم بالزهد والعبادة، والتكفير عن الأخطاء الكاريثية التي أوقعوا فيها العراق وشعبه، وأدت بالجميع الى ماوصل بهم الحال من سوء وتردّي .

لكن السؤال ...

هل سيسمح هؤلاء الشيوخ بتسليم السلطة (سلميا)ً لجيل جديد من القيادات والإعتراف بالفشل الذي سببوه لهذا الوطن وهذه الدولة؟

وهل سيتمكن الشعب سلمياً من مُحاسبة الفاشلين من هذا المكوّن أو الحزب أو ذاك، ويُجبرهم دخول قفص العدالة عن الجرائم الجنائية والإدارية والفساد التي اُرتكبت بحقه؟

نعيش ونشوف !!!!!!

فالمراجعة واجبة قبل فوات الأوان ..

هكذا نرى الامر بهدوء ورويّة .

والله من وراء القصد

 

بقلم / د. نبيل أحمد الأمير

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم