صحيفة المثقف

بعض من تداعيات النفس في أزمة كوفيد19

قاسم محمد الياسريمن المهم جدا أن نفهم أنفسنا ونحاول التحكم فيها وتجاوزها في هذه الظروف المصاحبه لانتشار كوفيد19فالحجر الصحي المنزلي الشامل يدفعنا لممارسة التأمل والاستغراق الذهني الذي يساعد للتغلب على الضغوط النفسية لكنه يزيد القلق والتوترعند آخرين فالأفضل تشتيت الانتباه بممارسة أشياء اخرى فقد فاجئنا كوفيد19 ولم نختبره من قبل وفرض علينا جميعا عزله جسديه رغم أن الجميع يعلم أن هذا الحجرهو من أجل المصلحه العامه الجماعيه فلا يجب أن يكون الحجر الجسدي يرافقه حجرعاطفي بل يجب أن يرافقه تواصل إجتماعي وأسري وتكافل لحاجات المجتمع الاساسيه والضروريه لديمومة الحياة فالفئه التي يجب الخوف عليها أكثرهم الفئه التي تعاني سلفا من الفقر وضعف إجتماعي واقتصادي من الذين لا يملكون الامكانيات الكافيه لضمان حاجياتهم الدنيا على غرارالأكل والشرب ودخولهم في فترة الحجر الصحي الشامل ومنعهم من الخروج والحصول على قوة عيشهم حيث ستتولد لديهم مشاكل اجتماعيه وينتج عنها مشاكل نفسيه فينتابهم الشعور بالاضطهاد  وشعوربإهمال الدنيا والوطن ولم تساندهم الدوله من هنا يشعر الافراد بالكهوله والعجزعن إعالة أطفاله وعائلته ويصبح هو بذاته بحاجه للطمأنينه فالبعض يفقد السيطرة على تصرفاته ويدفع بالفرد لسلوك بنفس خطورة كوفيد19 وأحيانا يعتقد مريض والحقيقة هو يشعر بالخوف والذعرفقط وليس مريض..كذالك سيتولد شعور خوف وارتفاع نسبة القلق عند عموم المجتمع مما يولد شعور وفرضيات بناء سيناريوهات كارثيه في نفسية الافراد بعدم قدرة البشريه على مواجهة الفايروس..فحالات الخوف والهلع التي تخلفها وضعية الحجر الصحي الشامل ومحدودية الحركه يمكن ان تولد إرتفاء في نسبة العنف الاسري وقد يتطور الى عنف عام والشعور بالغضب الجامح لا يمكن التحكم به لأن في الازمات المهدده للوجود تتكاثرحالات العنف الاسري والخطوط الساخنه تلتهب لان العنف مكون بشري أصيل والمعنفون محجورون مع معنفيهم..لذا من الواجب النصح ويوافقني الرأي الزملاء الباحثين النفسانيين بالخروج وتغييرالمكان لبعض الوقت وهوسلوك ناجح مع بعض الحالات التي صادفتنا فمكنتهم من التحكم بسلوكهم وحالات غضبهم التي يمرون بها..ومن الاثار النفسيه التي تظهر على السلوك العام للمجتمع في أزمه كوفيد 19 هي انتشاراضطرابات متعدده مع مشاعر التبلد والخوف والقلق فتتسم السلوكيات بالتوتر والخوف المتواصل في ضل معلومات متعدده عن الوباء وسرعة انتقاله بين الافراد وهذا يترك شعور بالعجز ويخلق انطباع عند افراد المجتمع انه غير قادرعلى السيطره والتحكم فيولد فقدان القدره على الاحساس والادراك ومن ثم شعورعام بفقدان التحكم  فيما يلف حياتهم من غموض فالجميع أصبح يبحث عن معلومات جديده ويتابع اخبارالإصابات الجديده وعدد الوفيات في دول العالم أجمع وهذا ناتج عن إرتفاع مستوى الرعب والقلق الذي إنتشرفي كل المجتمعات وهذ ما نجده عند الكثير وحتى أنا نفسي حيث يرتفع مستوى القلق وهذا مافسره لنا نتائج الاستبيان الذي قمنا به أنا وكروب من الباحثين المتخصصين في علم النفس هنا في مدينة من مدن أوكرانيا قبل شهرحيث تبين لنا ان 42% من الاوكرانيين يشعرون بالغضب و49% يشعرون بالخوف و54% يشعرون بالحزن كل هذه نسب متوسطه يمكن التحكم بها ..فلو تواصل الحجر الصحي لفترات أطول وأكثر فهذا قد ينذر بتطورالاضطرابات النفسيه العامه للمجتمع بعد أن أصبحت السيقان لا تطاوع أصحابها للسيروالاجساد عالقه في تكاسلها الاجباري والافكار مبتوره في الرأس قبل أن تخرج من الأفواه..حيث فوجئت المجتمعات بمواجهة أزمة كوفيد 19 ولم تكن جاهزه لها من قبل فان طال زمنها اكثر قد يخلق اضطرابات ما بعد الصدمه ويكون وقع الازمه اشد على كبار السن وعلى ضعيفين المناعه ولديهم اشكاليه في التنفس وكذالك على النساء الحوامل فتزداد مشاعر الخوف الغير مرتبطه باسباب ملموسه فتخرج على شكل حالات هلع وخوف من امكانية الاصابه ونقل العدوى مما يرفع مستوى الخوف الغير مبني على المنطق فيضاعف هذا النوع من الخوف والهلع الزائد وكثرة متابعة الاخبار في مواقع التواصل الاجتماعي والاشاعات والعديد من الاراء المختلفه والمتباينه التي تؤثر على افراد المجتمع بصوره عامه فيضيف انعكاسها على الحجر الصحي المنزلي والحاله الوبائيه بارتفاع نسبة القلق وتشتت الافكار وامكانيات العدوى غير المؤكده وشعورالناس بالعزله والضعف..وأقوى أنواع الخوف هو إنخفاض فعالية الصحة الروحية اي ضعف قدرة الفرد على توليد الإيمان والقوه الداخليه .وبالاضافه لما تقدم فقد يولد الوضع العام اضطرابات نفسيه وحالات تعكر في المزاج وهلع واضطرابات مزاجيه وتعم النظره التشائميه واضطراب النوم والتفكير المطول وحالات الاكتآب واحيانا يلتجئ المواطن الى العلاج الكيمياوي وتناول الادويه من اجل الضفر بساعات نوم عاديه او التحكم في حالة هلعه التاي يمرفيها والتخفيف من الاكتاب..وهنا نحذرمن فرضيات استعمال الادويه المكثف لفتره طويله اوالتطبيب الذاتي لأنها قد تسبب إدمان على الادويه  وتظهر ايضا إضطرابات مابعد الصدمه التي تجعل المواطن في انتظار دائم لحصول كارثه وفي تأهب دائم فيولد حالة فزع دائم ويثورلابسط الامور وتنتابه كوابيس وحالات ارق وفوبيا التنفس يتضاعف تدريجيا إن لم يتم التحكم فيه تسهل الاصابه بكوفيد 19 ويصل البعض الى الاصابه بنوبات قلبيه فيعزل نفسه ويصاب بافكار تشائميه وانتحاريه مثلما نسمع بحالات الانتحار والعنف الاسري في بلدنا العراق .وكثيرا مايتم التركيز بالنصائح الارشاديه والاهتمام بالنظافه والتعقيم وغسل اليدين وهذا يمكن ان يكون سببا في تعكرحالة المصابين بمرض الوسواس القهري وهؤلاء ايضا يمكن ان تسوء حالتهم اكثر ويرتفع مستوى الوسواس لديهم فترتفع حدة القلق عموما وكل هذه الحالات النفسيه التي سبق ذكرها تؤثر سلبا على المجتمع بشكل عام .فالفئات الاكثر عرضه للازمات النفسيه والاضطرابات في هذا الضرف هم كبار السن والاطفال والذين يعانون اساسا من اشكاليات نفسيه سابقه بالإاضافة لهذه الفئات الثلاث هناك أفراد في المجتمع كان لهم طفوله قاسيه وصعبه ومشاكل عائليه حاده في طفولتهم فكلما كان الماضي يحمل صعوبات وذكريات سيئه مكبوته ومخزنه في النفس يجعل جهاز المناعه النفسي غير قادر على مواجهة الصعوبات والتغيرات ويرفع من منسوب الهشاشه لديه ولا يكون لديها اليات الدفاع النفسي اللازم لمواجهة الصعوبات والوضعيات الكارثيه على غرار مانمر به اليوم ..فالسلوك الامثل في الحجر داخل المنزل هو المشاركه مع العائله والحفاض على الحركه كمشاركه في التنظيف اوالرياضه واي جهد جسمي يساعد في افراز هرمونات تساعد على النوم والسعاده والحفاظ على الوزن وخاصة ان السمنه عامل مؤزم للحاله النفسيه عند البعض فالافضل القيام بنشاط جسدي يوميا لمدة 15 دقيقه تشارك فيه العائله داخل البيت اوحديقة البيت او البالكون لخلق جو من الالفه والضحك والمزاج يخفف من مشاعر الغضب والخوف التي تتزايد بالعزله واضفاء الاحساس بالطمأنينه والتحكم بالهلع النفسي الذي قد يشعر به افراد الاسره وايضا تقاسم المشاعر السلبيه مع افراد السره مهمه جدا تمكن من التصرف فيها ويمكن تقاسم مشاعر الهلع والبحث المشترك عن الحلول لتخطي مشاكل الاضطرابات النفسيه وعلينا وضع سلوكيات جديده نحافط بها على نفس الشعور للتحكم بحياتنا لكي لا يتملكنا الشعور بالملل والافضل ان نغير اهتماماتنا طول اليوم هو العمل والقراءه ونشاط رياضي وغيرها رعاكم الله ايها المحرومون في كل مكان من المعموره..

 

د. قاسم محمد الياسري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم