صحيفة المثقف

شاهق الآثام

سامي العامرييا أمَّةً تعبتْ مـــــــن الإحرامِ

لكِ قد فرشـتُ عباءتي لتنامي

 

فدنتْ معذبةَ الحَشـــا حتى إذا

ظللَّتُها بســــــــــــلالم الأنغامِ

 

نامت كراهبةٍ وحـــين تنهدَتْ

فاجأتُها مــــن شــاهق الآثامِ!

 

 قـالت ملاكٌ أنت أم جِــــــنٌّ طغا

طَغْواً على قلبي الضعيف الداميْ؟

 

فأجبتُها ب - كلاهما - فتضاحكتْ

لا شأنَ لـــــــــي بملائكٍ وسخامِ!

 

قالت، ورشّـت طيبَ عمرٍ ناعمٍ 

قــــــــــــد طيَّنوهُ بغبرةٍ وجَهامِ

 

ثم اســتدارتْ كي تقول بنبرةٍ

بيضاء هذا مهبط الأحـــــلامِ

 

فهلمَّ نغفـــــــــــو ثانياً أو ثالثاً

فهنا العبادةُ والعفافُ الســامي

 

وبنوكِ؟ قاـت دَعْهمو لسبيلهم

لم يبق فيــــــــهم حافظٌ لذِمامِ

 

لم يبق فيــــهم طائرٌ في عشه

وكذا الغُصينُ سـعى بلا كمّامِ

 

وتوادعت شهبٌ أثيراتُ المَدى 

عدَماً تغلغلَ في رحـاب نظـامِ

 

حتى الخطى سُحِقتْ فما من مَلْمَحٍ

لهسيسها كغوابر الأعـــــــــــــوامِ

 

فأجبتُها يا عُرسَ عُرسِ قيامتي

كل الأســى ما صيغ في الأرحامِ

 

 هَلَعٌ تفتَّقَ كذبُهُ عـــــــــن لذةٍ

فالله كـــــــابوسٌ وأفقُ عِظامِ

 

لو لاح فينا هامــــشٌ لتحضُّرٍ

مـــــا اختالَ فينا مرْكبٌ لِلِئامِ

 

راموا المســـافة بيننا ضوئيةً

لا ضـــوءَ فيها والدجى للهامِ

 

إلا ســـماءً من هواك وكنتُني

فيها المبــــــادِرَ للندى كهمامِ

 

ولقد بلغْنا قمةً فـــــــــي لهْفنا

وســـنحتفي سيراً على الآلامِ

 

ونرى مدامعنا كحاناتٍ شَدَتْ

وكؤوسُـها ما شئتِ من أحجامِ

 

بينــــي وبينكِ خُصلتانِ وقُبلةٌ

تنساب لحناً مــن ربوع الشامِ

 

 فلتحملي قدميك وامشي في السنا

مشــــــيَ الهوينا مثلما بزحـــــامِ

 

ثُم اقتفي لغــــــة الصخور فإنها

فــــي مشيها لم تعترف بلجـــامِ

 

قلتُ الصخور ولا أبوح بسـرِّها  

إلا غلالاتٍ مـــــــــــــن الإلهام

 

فهـي السدودُ بوجهِ حِسٍّ قانطٍ

حتى من النارنج والشــــــمّامِ

***

سامي العامري - برلين

نيسان 2020

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم