صحيفة المثقف

من سنّ السوء بالعراق فعليه حصاده!

نبيل احمد الاميرلا فرق بين قوانين الفيزياء الكلاسيكية والمناورات السياسية من حيث التفسير النظري والنتائج، فمن يقرأ قانون نيوتن (Action and Reaction)، الذي يقول فيه لكل فعل ردة فعل تساويه في المقدار وتعاكسه في الاتجاه، يَكْتَشف ان عمارة اليماني (من فقهاء وشعراء الدولة الفاطمية في زمن الفائز بن الظافر، مات مصلوبا في مصر على يد صلاح الدين الأيوبي بتهمة الزندقة)، قد سبق نيوتن في عالم السياسة حينما توصل إلى صيغة تحذيرية لردود الأفعال غير محسوبة العواقب، عندما قال: (ولا تحتقر كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي من سموم العقاربِ) .

وعندما نقرأ قانون الجاذبية الأرضية لنيوتن نكتشف ان الإمام الشافعي قد سبقه أيضاً بالتنبؤ بالنهايات المحتومة للطغاة والمعاندين والمجانين والمتهافتين على الكراسي عندما قال: (ما طار طير وأرتفع إلا كما طار وقع) .

وسنكتشف في نهاية المطاف ان معظم القوانين الفيزياوية ونتائجها الكارثية المدمرة تنطبق تماما على الأوضاع السياسية المتفجرة في العراق .

وعندما نقرأ الحديث الشريف:

(من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده) نعلم أن أكثر سياسيي اليوم سيتحمّلون وزر سُننهم وسُنن من عمل بها الى يوم الدين وستكون وجوههم سوداء في صفحات التاريخ .

وبعد هذه المقدّمة نتوصل إلى أن:

(من دعا إلى هدي كان له الأجر، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم وآثام من تبعه)، ونتواصل في هذا المشوار لنقف عند الحديث الشريف:

(من دل على خير فله مثل أجر فاعله) حتى نكتشف بأنفسنا حقيقة أن من سن سنة طائفية في عالم السياسة فليتحمل نتائجها، وليحصد نتائجها أو من بذر بذرة طائفية بغيضة كان عليه أكل ثمارها .

في الأزمات لا يتردد السياسيون الطائفيون في إحراق الأخضر واليابس إذا ماشعروا بالمخاطر المحدقة بهم وبمصالحهم، فالطائفية والمحاصصة وإستمرار الفساد هي خيارهم وسلاحهم الخبيث كلما ضاقت بهم السبل ونفذت حيلهم، لكنهم لا يعلمون أنها لن تجديهم نفعا ولن ينجحوا في تضليل الناس بعد اليوم، لأن الشعب إستفاق من غيبولة كذبة الحرية والديمقراطية، ولاشك سينقلب السحر على الساحر، فلكل فعل ردة فعل بين صفوف الشعب تعاكس فعلهم في الاتجاه وستكون أكثر شدة منه هذه المرّة .

وتبقى الأسئلة . .

أين العراق الآن؟

وما الذي سنقوله لأجيالنا القادمة؟.

فلطفكم.. اتركوا العراق للعراقيين، فللعراق رب يحميه وشعب يَفْتَديه.

 

بقلم: د. نبيل أحمد الأمير

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم