صحيفة المثقف

فقدان هيبة دولة

كيف يكون شعور الانسان وهو يرى من يتعدى على داره او لا يُحترم من قبل اولاده في بيته؟ فهل يدعي انه رب اسرة ومالك الدار؟ ماهو شعورك يا رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، ماهو شعورك ايها الوزير وانت ترى بلدك بلا حدود؟ وانت ترى مؤسساتك عرضة للتجاوز؟ ما قيمة المنصب الذي تجلس عليه وانت اديت القسم بانك تحافظ على تراب الوطن ووحدة الشعب وترى القوات التركية تتعدى على ارض تابعة للدولة التي انت جزء من حكومتها؟ كيف تتغاضى عن شخصيات في شمال العراق لا تعترف بك ولا بادارتك وتعمل ما يحلو لها تسافر وتستقبل وتستورد وتصدر وتجبي اموال دون رقيب؟ كيف تشعر وانت ترى من يطلق صواريخ من عاصمة الدولة العراقية على مقر حكومتك وسفارات دول بالعرف السياسي صديقة؟ كيف تتجاهل وانت ترى التجاوز الامريكي على هيبة الدولة في المنطقة الخضراء دون ان تتخذ ما يردعها ؟ كيف يرتاح ضميرك وعوائل عراقية تنام بلا طعام؟ ماذا ستقول لرب العباد وانت جزء من منظومة ظلم العباد؟ وانت ايها المواطن الا تفرق بين الحكومة والدولة؟ ماذا قلت لنفسك وانت تتجاوز على مؤسسات الدولة التي هيبتها من هيبتك؟ لماذا تخلط المفاهيم وتشتم شتما جمعيا؟ لماذا تشتم القومية او الديانة او المذهب بسبب الفساد؟

وانت ايتها الاحزاب التي من المفروض اهدافك هي تكوين دولة قوية ذات هيبة بينما فيما بينكم تختصمون على المناصب وتوزعونها بينكم وكانها ملك صرف عائدة لكم، وماذا تقولون لاتباعكم وهم يستعرضون اسلحتهم بين المدنيين ولا اعتبار لسلطة الدولة، جامع مخزن للصواريخ، مزارع للحنطة تحترق، مؤسسات دولة فيها وثائق مهمة تحترق، مليارات تختفي، تعلق جثة وسط بغداد باسم المظاهرات، جرائم تحدث بمنتهى البشاعة ويخرج الرئيس او الوزير ليتحدث عن الدولة العراقية وانها خط احمر ومن غير حياء .

سفراء ورؤساء دول تملي على الحكومة العراقية ماذا تفعل، ولا تتجرا ان ترفض ما يمس مصالح بلدها، ومسالة رد اعتبار العراقي لو اعتُدي عليه في الخارج مسالة ميؤس منها لانه في بلده يعتدى عليه ولا يسترد حقه .

كل موظف صغير يجتهد بالقوانين في عمله حسب مزاجه وتعجز الحكومة عن ردعه، وزير لص ومسؤول فاسد ومدير ارهابي تكتفي الحكومة بتغير موقع عمله او اعفائه مع الابقاء على كل امتيازاته المالية من راتب تقاعدي وحماية وغير ذلك .

الا تخجلون وانتم تتابعون ان كنتم حقا تتباعون المنظمات العالمية وهي تصنف العراق باسوء الدرجات من حيث الجودة واعلى الدرجات من حيث الفساد والرداءة؟ الا تشعرون بالخجل عندما يتحدث مواطن باقبح الكلمات عن بلده وحكومته بل لا يتوانى عن بيع وطنه ان اتيحت له الفرصة؟ تستقرضون رواتب موظفيكم من دول اخرى يقابله التنازل عن حقوق الدولة لتلك المستقرضة لكم، الا تستحون والمواطن يستذكر مكانة العراق في اواسط القرن العشرين من حيث التعليم والعمران والثقافة والفن والاقتصاد الرصين ويقارنها بحالنا البائس اليوم؟ هي اسئلة بلا اجوبة ولانها بلا اجوبة ستبقى الجراح تفرز تقرحاتها حتى تلتهب كل ذرة في الجسد العراقي وعلى اثرها ستهرب كورونا من العراق بسبب طبقة سياسية لا اعلم كيف يرتاح ضميرها عندما يضع المسؤول راسه على وسادته ليلا لينام مطمئن وقرير العين على ما قام به من اعمال هدت وهدمت كيان الدولة العراقية، الحديث ليس للطبقة السياسية الحاكمة اليوم بل لكل سياسي دخل العراق سنة 2003  واكتفى بما خفى من اموال واختفى، هل تعتقدون ان الافواه الجائعة سوف لا تنطق بالشهادة يوم الحساب؟ 

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم