صحيفة المثقف

رائحة الجثث

سوران محمد  أشم ريحة نتنة

تأتي وتصارعني

من کل الاتجاهات

تبدو وكأنها ريحة أجساد هامدة

تطفو علی السطح

كسيقان أشجار مقطعة

فتجرفها  الامواج

الی ان تستقر علی اليابسة

فتتجمع حولها الحشرات

.

هنالك رائحة نتنة

انها ليست لبارود

بل هي ريحة تنبعث 

من اجساد الطرقات ليلا

تحت الاضواء البراقة

وبالنهار تختلط  بضجيج  المقاهي

فتعكر صمت الذي

يفهم من خلاله

كلمات أغاني الحياة الأزلية

   .

هنالك أمام أبواب الفيلات

أرتال طويلة من الخنافس

وفي باحة  المدارس

مجاميع من البزاق مسترخية

وأما العقارب

طالعة رأسها من  حفر القبور

يزحفن نحو الروائح الكريهة

دون أن يری

ظل للانسان

خلف ستائر الشبابيك

.

هنالك روائح نتنة

ريحة  موتة رمادية

موتة عفنة

ولن يشاهد أحد في المقابر-

قد يدفن،

وأشجار الطرقات التي تروی

بماء الحنفية الذي

 يغسل به

شراشف غرف نوم القصر

 لا تثمر الا  شوكا

.

هكذا تهرب النمال بعيدة

الی  قمم الجبال

هنالك ينظرن و

يضحكن من سکان 

قد أهدوا السلطان يوما ما

 أحسن أنواع التبوغ

و أحيان أخری

 أجود خنجر دبان

ولكنهم الآن

کزجاجة فارغة

يبحثون عن رٶسهم!

.

هنالك قد يسمع العواء من کل الاتجاهات

عواء الانسان

دون أن يری أحد

وكأنها مدينة الاشباح

أو منفی

ترفض أستقبال البشر

.

قد يسمع العواء من كل الاماكن

دون ان يتعرف أحد علی أحد

و كأن آثار مسارات الأمس

قد اختفت من الوجود تماما

.

كل الوجوه متشابهة

لا يعرف أحد أحدا

و يعلو  من کل الاتجاهات

صدی واحدا 

وهو: 'الموت'

ثم ينزل فجأة  

علی سطوح أرواح  قاحلة

يمزق التأريخ والذاكرة اربا اربا

و دون الفوت

***

سوران محمد

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم