صحيفة المثقف

بعدُكِ لاشِعرَ أكتبهُ للرِّيحِ

عبد الجبار الجبوريأنا قتيلُ قامتِها الفارعة، خذوا بِدمي، أنا أحلُّ لهَّا دَمي، أغارعليها من ثيابها، ومن لفتةِ المتّيّم، بكيتُ دماً يومَ النوى، والنّوّى ليس قائمُ، ألا أيّها النوّى، إسقِني من فَمِ رحيلِها، كأساتِ خَمر، وغنِّ بذكرها يافؤادي، هي السرابُ ينأى، بدمِ السراب، كُلّما تذكرّتُ أنذي تذكرّتُ، هيّجني البُّكا الى مضاربَ –ليلى- وطالَ النوّى وبَكى البَعادُ، أحسُدُ مِشيتَها، وما وطيءَ الحصى تحت نعليّها، تعالي أخبؤك والله، تحت لسان قصيدتي، وأسكبُ على نهدّيك، من عطشِ البحِر مواجعَه، لستُ أسمّيكِ، هذا سرُّمخبوءٌ تحت لساني قال البحرُ، وجهي راحلٌ إليها، وخيلُه تعْبى، بَعُدتُ عن السماء، وظلَّ نهرٌ حزينٌ ينوحُ ورائي، وقد بلغتُ من الحبِّ عَتيّا، تشيخ أزمنَتي ولاتشيخُ سمائي، فبعدُك لاشعرٌ أكتبهُ، ولا قمرٌ أنادمهُ، ولاشجرةٌ أستظلُّ بفيئِها سواكِ، ولاشالٌ ألوّحُ بهِ سواكِ، أنتِ التي، أمسَكْتِ بجلبابِ روحي، وألقيتِها في البئرالى الابد، غريقٌ وأحبّكِ، سأهمسُ في أذن القصيدة أحّبكِ، وأخبرُ اللهَ أني أحبّك، لا، لاتبوحي للرّيح، غدا أحضن البوحَ، حين يأتي الخميس، نأى الخميسُ الذي كنتُهِ، وصارَ في يدِّ الليلِ أغنيةً يابسةً، ودمعةً حَّرى، تهاطلتْ على خد الزمانْ، بَعدُكِ لاشعرَ أكتبه للرّيحِ، ولا أقرأ أسرارَ البحرِ، في كتاب الماء، مشى الليلُ على صفحاتِ الماء، ولاماءٌ في فمِ المَطر، ها هو العطشُ إليكِ، يجيءُ بلا ظمأٍ للقُبلِ، أراها مرسومةً على شِفاهِ البّحرِ، حين يرحلُ البحرُ، وينْسى على مصاطبِ شفتيكِ، قبلةً حائرةً، وزمانٍ خؤونْ.....

***

عبد الجبار الجبوري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم