صحيفة المثقف

القاريء والعالم الرقمي

القاريء الكاتب3.2

يتمسك بعض المؤلفين بمفاهيم قديمة لاتلائم تطورات عصرنا ، فقد اصبح القاريء هو الكاتب والعكس صحيح . وفرت مواقع التواصل الاجتماعي فرصا نادرة للقراء بالاشتراك بالكتابة او التعليق على المقالات والمنشورات والمؤلفات وازيلت الكثير من الحواجز بين القاريء والمؤلف بدون وسيط ، واصبحت العلاقة تفاعلية مباشرة ادت الى تطورات باتجاهات مختلفة ومتناقضة احيانا .

وتغير تبعا لذلك مفهوم المتلقي من دوره كمتلق بين طرفي العملية الاعلامية لان طرفها الاول المؤلف او الكاتب تغير الى دور تفاعلي او مباشر يساهم في صياغة او اعادة صياغة بعض الافكار واقتراحات التجديد واداء فعل الكتابة على قدم المساواة مع الكتاب والمؤلفين .

طرفا العملية الاعلامية : المرسل "الكاتب او المؤلف او كاتب الرسالة" والثاني المتلقي "القاريء" ، سمي اعلاميا المتلقي لانه يقرأ ما انجزه غيره من الكتاب والمؤلفين ، ولكن العملية تغيرت واصبح فاعلا ومشاركا حقيقيا للكاتب والمؤلف من خلال قنوات التواصل والمرسلات الفورية ومناقشة الرأي حول ما قرأه وكتابة ما يوازيه دحضا او تأييدا لمحتويات الكتب والمؤلفات اي مشارك حقيقي وفاعل مع المرسل او المؤلف ، اشبه بعملية : "ديمقرطة التأليف" لذا ليس المؤلف الطرف او الفاعل الوحيد في العملية الاعلامية .

واسقطت التغيرات التي احدثتها التقنيات الجديدة الكثير من الحصون والابراج العالية التي كان يتحصن بها المؤلفون واصبحوا اكثر عرضة للمشاركة والانتقاد من مستويات ثقافية متعددة للقراء وازيلت المسافة الفاصلة بين المؤلفين والقراء لتغير دورهم من متلقين الى فاعلين ومنتقدين وموجهين ومشاركين لمحتوى المؤلفات .

ورغم هذة التغيرات في المفاهيم الاعلامية تبقى بصمة المؤلف التي تميزه عن غيره من الكتاب والمؤلفين محافظة على استمراريتها وقد تساعد بشكل او اخر على تجذير تميز الكتاب والمرلفين عن بعضهم لانها في النتيجة تساهم الى حد ما في تطوير مراحل التأليف اوالكتابة بما فيها الكتابة الابداعية .

وتصل بها الى درجة عالية في سلم التطور الذي احدثه العالم الرقمي في الحياة والسلوك وطرق ووسائل العمل .

ونما يزيد حضور القاريء ليس كمتلق صامت كما كان يحدث في الماضي او قبل ثورة المعلومات او عصر الملوماتية ان وسائل النشر متاحة له على قدم المساواة مع الكتاب والمولفين بدون تمييز مما يعزز حضوره وتغيره من متلق صامت الى مشارك بطرح افكاره ورؤيته الخاصة به مع توفر فرص نشر واسعة لديه لايصالها الى جمهوره او الجمهور .

اثبت بعض القراء بشكل عملي من فئة من ليس لديهم خبرة واسعة بالكتابة اوالتأليف وفقا لاحصائيات السوشيال ميديا ان اعداد جمهورهم يفوق اضعاف المرات جمهور وقراء الكثير من الكتاب والمؤلفين اذ استثنينا النخبة المثقفة من القراء .

ان اهم ما احدثه عصر المعلوماتية ان لا اعزالية او ابراج عالية للكتاب والمؤلفين فقد الغيت من قبل عصر التقنيات الجديدة اما من تبقى متحصنا بتلك الابراج فقد وسفقد ما تبقى له من جمهور في المستقبل اشبه بعملية انحسار جمهور القراء عن شراء الجرائد والصحف الورقية وقراءتها على الانترنيت او قراءة الاخبار على مواقع وكالات الانباء مباشرة ساعة بساعة وقد تشثمل هذه التطورات العديد من الوسائل الاعلامية التقليدية "الكلاسيكية" كالمجلات الاسبوعية والشهرية والفصلية والكتب الورقية فاضافة الى سهولة الوصول الى هذه المطبوهات على الانترنيت فانها عايرة للحدود وبالامكان قراءتها من اي بلد كان ، مما يضفي قتامة واضحة على مستقبل عمليات النشر الورقية مستقبلا ومدى الجدوى منها .

وهذه الاستنتاجات ليست تنبؤات او استنتاجات شخصية لان الاخصائيات تشير الى تضاعف اعداد مرتادي الانتريت من مختلف مستويات القراءوان وسائل الاعلام الكلاسيكية "التقليدية" بحاجة الى التكيف مع التغيرات الجديد ، ولم يعد في عصرنا ما عرف سابقا بالمتلقي او المتلقي الصامت او من يتجشم عناء شراء الجرائد والمجلات من المكتبات لان الانترنيت والموبايل "ايفون" اصبحا الخيار الاسرع والامثل للاجيال الجديدة في البحث عن الكتب والمصادر والمؤلفات والمعلومات والاخبار من الاجيال القديمة .

كما ينسحب ذلك ايضا على مشاهدة القنوات التلفزيزنية ومن اي بلد تبث لحضورها على الانترنيت على مدار اليوم ولميزاتها الفريدة وتحكم المشاهد في الوقت الذي يود مشاهدة هذه النشرة الاخبارية او ذلك المسلسل او الفليم او ما شاء من البرامج الرياصية او الثقافية ومعارض الفنون التشكيلية والنحتية او الندوات الثقافية والفنية .

وهذ الخدمات وهي غير مجانية تتيح كذلك مشاركة المشاهد بطرق تفاعلية او مباشرة مع ما يبث من برامج واخبار وندوات .

ورغم هذه التطورات التقنية العملية التي اوجدها عصر المعلوماتية هناك من يدعو الى التريث ، اما لماذا التريت؟

الجواب :

لاننا لحد الان لا نعرف اتجاهات وتطورات عصرنا!

بينما عمليا نقضي معظم اوقات فراغنا على الانترنيت والعالم الرقمي او "الافتراضي" .

 

قيس العذاري

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم