صحيفة المثقف

ماذا اقولُ

عبد الامير العباديالريحُ التي لا تعصفُ بي

لا تهزني، تستمطرُ دموعي

تكورني ثورةٌ من الحبِ

ليستْ بشيءٍ من خلقِ اللهِ

 

الريحُ حينَ تختلسُ غفلاتِ

صمتي وتأملي بسحرِ العيونِ

لنْ تستقطبني وانْ هزأتْ

بتراتيلِ الشجرِ او نداءِ البحرِ

 

الريحُ اريدها لي نغمةَ صحوٍ

او لسانَ حالِ املٍ مرتجى

نذرٍ اكتبهُ بصفحاتِ العشقِ

العشقِ الذي اينما مرَّ سحابةً

اتبعهُ

 

الريحُ تدغدغني بحديثِ

الصباحِ والمساءِ وعندَ الغبشِ

قلبي لها خزينٌ ومنعطفٌ

غداً اتوهجُ به اشتريهُ نهجاً

ومرتعاً

 

الريحُ تلقفتني معَ مسارِ الحالمينَ بنشوةِ وطنٍ

ظننتُ اني امزقُ جوزاتِ ترحالي

اعودُ اليهِ وبساطَ اهاتي انتصارهُ

 

الريحُ كلمةٌ تطوقني ،تشذبُ

فرحي مصطفاً معَ عبراتٍ

عبراتٍ هي غريبةٌ ليستْ لنا

لكنّا الفناها معَ ضيمِ الازمنةِ

 

الريحُ سليلةُ عمري اطاردها

هي المستوطنةُ بحدقاتِ العيونِ

الريحُ ليتها لاتنامُ من السهرِ

وليتها تغفو على جبينِ حبيبتي

حارساً ابدياً

 

الريحُ انا اسيرها وتسيرني

بينَ الزنابقِ الريحُ وفيةٌ لي

انا الناسكُ لها والحالمُ انْ تكونَ

لي وسادةً وفيضَ انتفاضتي

المؤجلةِ

 

الريحُ صديقتي المبجلةُ دليلي

لعشقِ البياضِ ،تؤطرني ثلجاً

اجدني التمُ انا وساحرتي التي

تيمتني وانصرفتْ مع وريقاتِ

الشجرِ

 

الريحُ غزالتي التي اتسابقُ معَ

ظلها ،أه يا آخرَ محطاتِ عمري

مَن يهزُ ظفائرَ معشوقاتِ وطني

انْ تغيرتَ بوصلتكَ ورحتَ فوقَ

قممِ الضياعِ

 

الريحُ وطنٌ اسمه العراق. غداً

تُجرفُ النكراتُ ويمتدُ فوقها

عنفوانٌ وصدى لصوتٍ سماويٍ

هو العراقُ

***

عبدالامير العبادي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم