صحيفة المثقف
قصيدة جريح الماء
للشاعر الإسباني فيديريكو غارثيا لوركا
ترجمها عن الإسبانية: جميل حسين الساعدي
أريدُ أن أنزلَ إلى البئر
أريدُ أن أتسلّقَ جدران َ غرناطة
أنظر إلى القلب القديم
من خلال المخرز الداكن للماء
الطفلُ المُصــابُ يتأوّهُ
مُتوّجــاً بالصقيع
بركٌ وصهاريج ُ ونافوراتٌ
ترفعُ سيوفها في وجه الهواء
أيّ غليان حبّ
أيّ نصلٍ جارح
أيّ شائعةٍ ليلية
أيّ موتٍ أبيض
أية صحارى ضوء
تغرق في رمال الفجر
الطفلُ كان وحيدا
مع المدينة النائمة في الحنجرة
نبعٌ يأتيهِ من الأحلام
يدفعُ عنهُ جوع الطحالب
كان الطفل وسكرة موتهِ وجها لوجه
مطرين اخضرين متلاصقين
كانَ الطفلُ مُستلقياً على الأرض
منحنيا لسكرةِ الموت
أريدُ أن أنزلَ إلى البئر
وأموت موتي غصّةً بعدَ غصّة
أريدُ أنْ املأ قلبي طحلباً
كيما أرى جريحَ الماء
****
........................
ولد فيديريكو غارثيا لوركا في الخامس من يونيو 1898 من والدين إسبانيين ، عاش متنقلا بين غرناطة ومدريد ، وخلال عشر سنوات من تجواله أقام علاقات وصداقات مع أناس أصبحوا فيما بعد مشاهيروذاع صيتهم في الآفاق مثل سلفادور دالي ، الكسندر دانييل ألبرت وبابلو نيرودا.
يُعتبر لوركا من أهم شعراء اسبانيا في القرن العشرين، ومن أبرز كتابها المسرحيين . اعدم وهو في الثامنة والثلاثين من عمره وذلك في بداية الحرب الأهلية الإسبانية في 19 أغسطس من عام 1936
............................
النص باللغة الإسبانية
Casida del Herido por el agua
Quiero bajar al pozo
quiero subir los muros de Granada
para mirar el corazón pasado
por el punzón oscuro de las aguas.
El niño herido gemía
con una corona de escarcha.
Estanques, aljibes y fuentes
levantaban al aire sus espadas.
¡Ay qué furia de amor! ¡qué hiriente filo!
¡qué nocturno rumor! ¡qué muerte blanca!,
¡qué desiertos de luz iban hundiendo
los arenales de la madrugada!
El niño estaba solo
con la ciudad dormida en la garganta.
Un surtidor que viene de los sueños
lo defiende del hambre de las algas.
El niño y su agonía, frente a frente
eran dos verdes lluvias enlazadas.
El niño se tendía por la tierra
y su agonía se curvaba.
Quiero bajar al pozo
quiero morir mi muerte a bocanadas
quiero llenar mi corazón de musgo
para ver al herido por el agua.