صحيفة المثقف

إلى السيد ماكرون (21):

حسين سرمك حسنهجمات باريس: المهاجرون حصان طروادة للإرهابيين

واين مادسن

ترجمة: حسين سرمك حسن


2020 باريس 1بعد يوم الجمعة مباشرة تقريبًا حيث وقعت هجمات الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL) الإرهابية في باريس التي خلفت 129 قتيلاً و 352 جريحًا - 100 منهم لديهم إصابات بالغة – أعلن جورج سوروس George Soros المُيسّر الرئيسي للتدفق الهائل للمهاجرين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أوروبا بمن فيهم الجهاديون "عملاء نائمون sleeper agents"، أعلن أن إلقاء اللوم على الهجمات كان أمرًا شائنًا في وقت كان الناس بحاجة إلى الحداد. كانت وسائل التواصل الاجتماعي وعناصر الدعاية التي تمولها شبكة جورج سوروس العالمية من جبهات المنظمات غير الحكومية وراء حملة تشجيع المهاجرين السوريين بشكل أساسي في تركيا على اقتحام أوروبا من مراكز اللاجئين في تركيا.

كان إعلان أسف عصابة جورج سوروس حول إلقاء اللوم على أي مهاجرين في الهجمات الإرهابية محاولة ساخرة لتحويل الانتباه عن حقيقة أن مجموعات سوروس هي التي مكّنت الإرهابيين من دخول أوروبا عن طريق دمج أنفسهم كخيول طروادة داخل مجرى المهاجرين. في اجتماع عُقد مؤخرا في اسطنبول، دعا سوروس إلى إنفاق 10 مليارات يورو لتسهيل حركة أكثر من مليون من العالم الثالث واللاجئين المسلمين أساسا إلى أوروبا.

2020 باريس 2

(جورج سوروس)

في حين أن معظم اللاجئين، وخاصة النساء والأطفال الذين يرغبون في دخول أوروبا هم مهاجرون سياسيون واقتصاديون شرعيون يستجيبون لدعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الشاملة، فقد استخدمت منظمة سوروس بسخرية قضية المهاجرين لتعزيز أجندتها الخاصة.

تمّ دمج إرهابيي داعش الذين كانوا يعتزمون تنفيذ نوع الهجمات الإرهابية الذي شهدته باريس تمامًا في الكتلة البشرية للاجئين التي اجتاحت رأس جسر البلقان. ومع ذلك، في عرض للجرأة المطلقة واستخدام مهارات الاستقطاب المشينة وتقنيات "فرّق تسد"، قال نشطاء سوروس إن أيّ شخص يلقي باللوم على المهاجرين هو شخص عنصري وكاره للأجانب. رداً على ذلك، من المهم أن نذكر أن سوروس وعملاءه الذين مكّنوا مباشرة من خلق أسوأ أزمة للاجئين في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ليسوا أكثر من مساعدين ومُحرّضين على الإرهاب الجهادي. بفضل أساليبهم غير المسؤولة المتمثلة في إغراق أوروبا بتيارات المهاجرين التي لا يمكن السيطرة عليها، وبالتالي تحطيم آليات الأمن الأوروبية، فإن أيدي عملاء سوروس المنافقة ملطخة بدماء الضحايا الأبرياء لهجمات داعش.

حتى بعد أن قرّرت السلطات الفرنسية أن أحد الإرهابيين القتلى في باريس كان، في الواقع، أحمد المحمد، وهو لاجئ سوري من إدلب دخل أوروبا من تركيا في 3 أكتوبر عبر جزيرة ليروس اليونانية بجواز سفر سوري، طالب عملاء سوروس بأن يستمر تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط وآسيا وشمال إفريقيا بلا هوادة على الرغم من انهيار حدود أوروبا الخارجية وأمنها الإقليمي. انتقل أحمد المحمد من اليونان إلى مقدونيا وصربيا وكرواتيا والمجر والنمسا ثم إلى ألمانيا ثم إلى فرنسا في نهاية المطاف. إحدى هذه النداءات للحفاظ على الوضع الحالي للهجرة جاءت من مدير الطوارئ في هيومن رايتس ووتش، بيتر بوكيرت Peter Bouckaert. يجب التأكيد على أن سوروس قد «استأجر» هيومن رايتس ووتش في عام 2010 بـ 100 مليون دولار على مدى فترة عشر سنوات. منذ ذلك الوقت، خدمت المنظمة غير الحكومية مصالح سوروس العالمية، بما في ذلك تقويض حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وتلفيق تقارير إخبارية مزيفة حول «القنابل البرميلية» وهجمات الأسلحة الكيميائية التي شنّها الجيش السوري. ادّعى بوكيرت أن جواز السفر السوري الذي عُثر عليه على المهاجر الإرهابي الميت كان مزيفًا. ثم تبيّن أن ادعاءه خاطئ.

2020 باريس 3

(بيتر بوكيرت)

بسبب ضغوط من جماعات مثل هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، والمنظمة الدولية للهجرة، وغيرها من الأدوات الجيوسياسية التي يموّلها سوروس، خفّفت الحكومة السورية من سياساتها الصارمة الخاصة بتجديد جوازات السفر بعد انتقادها لعدم قيامها بأي شيء لمساعدة السوريين الذين فرّوا بسبب الحرب الأهلية التي تجتاح البلاد. في أبريل 2015، سُمح للسوريين في الخارج، حتى أولئك الذين غادروا البلاد بشكل غير قانوني، وأعضاء جماعات المعارضة في المنفى، والسوريون الذين تهرّبوا من الخدمة العسكرية، بتجديد جوازات سفرهم السورية في القنصليات السورية في تركيا واليونان ولبنان والإمارات العربية المتحدة. كان هذا تنازلاً مباشراً من الأسد للمعارضة السورية قبل بدء محادثات السلام في جنيف.

في اليونان، صدر جواز السفر السوري الطارىء لإرهابي هجمة يوم الجمعة الثالث عشر في  باريس، والذي فبركت هيومن رايتس ووتش خبر أنّه جواز سفر مزيف. هل تحاول هيومن رايتس ووتش صرف الانتباه عن حقيقة أن الإرهابيين يحصلون على جوازات سفر صالحة لدخول أوروبا؟

مجموعتان أخريان يموّلهما سوروس وسهلت دخول اللاجئين الجهاديين إلى أوروبا وهما W2EU (مرحبًا بكم في الاتحاد الأوروبي) و MigrationAid Hungary. زودت W2EU المهاجرين بكتيبات «دليل تقريبي Rough Guide » مكتوبة باللغة العربية تُوجِّه المهاجرين، المعروفين الآن بتضمينهم إرهابيين، حول كيفية السفر إلى ألمانيا والنمسا وطلب اللجوء والطعام والسكن واستحقاقات البطالة. من الواضح أن مجموعات سوروس عملت جنبًا إلى جنب مع المستشارة ميركل التي صاحت من مقرها في برلين ليأتي جميع اللاجئين إلى ألمانيا. حتى عندما أُبلغت بوجود جهاديين بين صفوف اللاجئين، أمرت ميركل بأن تظل الحدود الألمانية مفتوحة. هي وحكومتها الائتلافية من الديمقراطيين المسيحيين والديمقراطيين الاجتماعيين تشاركوا أيضا في إلقاء اللوم على مذبحة باريس يوم الجمعة 13. كما استخدم سوروس منظمات غير حكومية مثل البرنامج الأوروبي للتكامل والهجرة (EPIM) للضغط من أجل تخفيف القيود على الهجرة من قبل الاتحاد الأوروبي.

2020 باريس 4

(الرسام جان جوليان)

2020 باريس 5

(.. وشعار السلام الذي صمّمه بعد هجمات باريس)

بعد دقيقة واحدة من التقارير الإخبارية الأولى لهجمات الجمعة يوم الثالث عشر، ادّعى رسام كاريكاتير مقيم في لندن يدعى "جان جوليان Jean Jullien " أنه صمّم رمز السلام مع صورة برج إيفل. أصبح الرمز العلامة التجارية لإحياء ذكرى الهجوم. كما هو الحال مع هجمات شارلي إيبدو Charlie Hebdo، تم نشر الصور التسويقية الباهرة على الفور. في حالة عملية شارل إيبدو، ظهرت علامات جديدة تعلن «أنا شارلي Je suis Charlie» في جميع أنحاء باريس وعلى وسائل التواصل الاجتماعي في غضون دقائق بعد الهجوم. في الهجوم الأخير، انتشر رمز السلام في برج إيفل على وسائل التواصل الاجتماعي بصورة فيروسية، ولم تنتشر العلامات التي تعلن عن «أنا باريس Je suis Paris» على الإنترنت فحسب، بل بدأت تظهر في جميع أنحاء فرنسا على الفور تقريبًا. وكما تمّ تجربته مع حملات الثورة التي صمّمها كبير خدم سوروس، جين شارب، أصبح الإنتاج الإعلامي المتميز للرموز والشعارات المحملة بالعاطفة جزءًا لا يتجزأ من حملات الاضطرابات الاجتماعية المرتبطة بسوروس.

2020 باريس 6

2020 باريس 7

(لاعب كرة سلة أمريكي رسم شعار "أنا باريس" على رأسه الحليق)

2020 باريس 8

 كما يقع اللوم أيضا على عاتق مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأوروبية فيكتوريا نولاند، وهي أداة المحافظين الجدد لبنيامين نتنياهو واللوبي الإسرائيلي، اللذين سحقا اليونان بسلسلة من تدابير التقشف الاقتصادي المزعزعة للاستقرار. لقد قوّضت نولاند حكومة مقدونيا بمحاولة «ثورة ملونة» على الطراز الأوكراني. من خلال اليونان ومقدونيا تم إطلاق غزو اللاجئين لأوروبا. لم يكن أي من البلدين في وضع يسمح له بالدفاع عن حدوده البحرية والبرية.

كما يتضح من هجمات تشارلي إيبدو الإرهابية في باريس، فإن نخب نتنياهو الصهيونية حريصة مرة أخرى على كسب رأس مال سياسي من أي عملية جهادية. يمتد الدعم العسكري والمخابراتي الإسرائيلي المباشر للجماعات الجهادية السورية والعراقية، بما في ذلك جبهة النصرة والقاعدة، كقواسم مشتركة بين الهجومين الجهاديين الرئيسيين في باريس في عام 2015.

قبل يوم واحد فقط من الهجوم الذي وقع يوم الجمعة 13، شدد باراك أوباما على أن داعش لا تحتاج إلى القضاء عليها، بل إلى مجرد "الاحتواء" في سوريا والعراق، ومن الواضح أن أوباما قد أَبلغ فقط عن رغبات مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، الذي قد يكون بالفعل «الجهادي جون» الفعلي. بالمناسبة، زعمت الولايات المتحدة أنها قتلت «الجهادي جون» الموثق بالفيديو في اليوم السابق لهجوم باريس الأخير. كالعادة في مثل هذه التبجّحات الصاخبة، وكما رأينا سابقًا في "مقتل" أسامة بن لادن، فشلت الولايات المتحدة مرة أخرى في تقديم أي دليل قوي على أنها قتلت داعية داعش «الجهادي جون».

2020 باريس 9

(مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان)

إن احتضان أوباما وبرينان لداعش قد مكّن "الخلافة الإسلامية" المعلنة ذاتياً من قتل مئات الآلاف من الأبرياء في سوريا والعراق والمنطقة الكردية واليمن وليبيا ونيجيريا وسيناء ولبنان وتايلاند وبنجلاديش وأفغانستان وتونس وفرنسا وتركيا.

في قمة العشرين حاول أوباما التنسيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة محاربة الدولة الإسلامية. ومع ذلك، إن موقف أوباما كان ضعيفًا ومتأخرًا. إن أي خطة ذات مغزى لمحاربة الجهادية بالتنسيق مع روسيا وفرنسا والصين وإيران ومصر وغيرها من الدول، ستلزم بضرورة طرد برينان من إدارة وكالة الاستخبارات المركزية وتطهير وكالة الاستخبارات من العناصر الداعمة لإسرائيل.

 

...........................

* واين مادسن:

صحافي استقصائي، مؤلف وكاتب عمود. لديه ما يقرب من عشرين عاما من الخبرة في القضايا الأمنية. بصفته ضابطًا بحريًا أمريكيًا، أدار أحد أول برامج أمان الكمبيوتر للقوات البحرية الأمريكية. لقد كان معلقًا سياسيًا وأمنيًا متكررًا على قناة Fox News، كما ظهر على شبكة ABC، و NBC، و CBS، و PBS، و CNN، و BBC، و Al Jazeera، و MS-NBC. تمت دعوته للإدلاء بشهادته كشاهد أمام مجلس النواب الأمريكي، والمحكمة الجنائية الدولية لرواندا، ولجنة تحقيق في الإرهاب تابعة للحكومة الفرنسية. عضو في جمعية الصحفيين المحترفين (SPJ) والنادي الوطني للصحافة. يعيش في واشنطن العاصمة.

* هذه ترجمة لمقالة:

Paris Attacks: Migrants a Trojan Horse for Terrorists

Wayne Madsen

Quemado Institute

 NOVEMBER 20, 2015

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم