صحيفة المثقف

هيومان رايتس ووتش ومؤازرة الإسلاموية

محمود محمد عليربما جمع القدر بالتزامن وفاة روبرت برنشتاين أول رئيس لمنظمة هيومن رايتس ووتش Human Rights Watch، وتقريرها الكذوب عن توصيف الحرب ضد الإرهاب التي تخوضها مصر في سيناء التي استشهد فيها الكثير من أبنائها دفاعاً عنها ضد طيور الظلام؛ حيث كشف تعاطي وتعاون تلك المنظمة مع الأوضاع في مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013 م كشف عن مدي انحياز وتحيز هذه المنظمة سواء في بياناتها وتقاريرها أو في مواقفها وفي طبيعة من اتخذوه حقيقة من بيانات لا تحدث تماما علي حقيقة الأوضاع علي الأرض وبدأ أن المنظمة تتخذ موقفاً ايديولوجياً منحازاً ضد الدولة المصرية وربما متعاطفا مع بعض التنظيمات الإرهابية، مثل جماعة الإخوان المسلمين .

ففي الوقت الذي يتزايد فيه عدد الدول التي تضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب وتحظر أنشطتها، لم تتوان منظمة "هيومان رايتس ووتش" بإصدار بيان يحتوي تحذيرات عدة موجهة للبيت الأبيض وإدارة الرئيس الأمريكي الجديد من خطوة حظر الجماعة في الولايات المتحدة.

إن هذا الموقف أثار علامات التعجب صوب تلك المنظمة الحقوقية الدولية التي دأبت في الآونة الأخيرة الخروج عن نطاق اهتماماتها الأصلية بحقوق الإنسان وتركز اهتماماتها على الدخول في قضايا سياسية بحتة، كما أنه لم يكن الموقف الأول أيضا الذي تدعم فيه جماعة الإخوان الإرهابية.

لا شك في أن "هيومان رايتس ووتش" المعنية في الأساس بحقوق الإنسان حول العالم، تربطها علاقة وثيقة بجماعة الإخوان الإرهابية، بل إن معظم أعضائها والعاملين بها أمريكيون ينتمون للحزب الديمقراطي المعروف بتحيزه للجماعة الإرهابية، وهو ما يفسر بيان التحذير الذي أصدرته المؤسسة للبيت الأبيض الذي يعتزم حظر الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أن عددا لا بأس به من الإخوان يعملون في صفوف منظمة هيومان رايتس ووتش كباحثين أكاديميين، ومن الوارد جدا أن يظهر تأثيرهم في بياناتها، خاصة ما كان على شاكلة البيان الأخير المدافع عن الجماعة ضد البيت الأبيض.

علاوة علي أن اتجاه المنظمة شبيه بقناعات جهاز الاستخبارات الأمريكي، على رأسها أن الولايات المتحدة الأمريكية سيلاحقها الخطر إذا ما نفذت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تهديدها بحظر الإخوان؛ فالجماعة الإرهابية في هذه الحالة ستتجه لتنفيذ الإرهاب داخل الولايات المتحدة أيضا.

والسؤال الآن: لماذا تدافع منظمات حقوقية دولية عن الإخوان؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة بعدما دافعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" مؤخرًا، عن الإخوان بشكل مستميت أمام الإدارة الأمريكية، لعدم اعتبارها منظمة إرهابية، فهل هذه المنظمات تضع معايير وبناءً عليها تصدر تقاريرها؟ أم أن تقاريرها مغلفة بالقرار السياسى؟ أم أنها هناك تواصل بينها وبين جماعة الإخوان؟.وهذا ما نجيب عنه في مقالنا الثاني من نفس الموضوع.

هناك حقوقيون وخبراء كشفوا طرق تمويل الإخوان للمنظمات الحقوقية الدولية من أجل الدفاع عنها أمام دول العالم، مؤكدين أن مقدار التمويل يصل إلى 500 مليون دولار، وتدشين مركز حقوقى عقب 30 يونيو 2013 فى امستردام للتواصل مع المنظمات الحقوقية لتجميل صورتها.

ففي فبراير 2017، وفي ظل هجوم بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي على جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي  قالت منظمة هيومن رايتس إن مساعي الإدارة الأمريكية الجديدة لإدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية سيؤدي إلى مساواتها "خطأ" بجماعات متطرفة وعنيفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. واعتبرت لورا بيتر مستشارة الأمن القومي الأمريكي، في المنظمة المعنية بحقوق الانسان، أن تطبيق القرار سيقوض ممارسة الحقوق السياسية لأعضائها في الخارج. وكانت تقارير أمريكية ألمحت إلى استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ قرار يعلن فيه تصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" تنظيما إرهابيا، وإدراجها على لائحة العقوبات الأمريكية أسوة بباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى، ما قد يؤثر على علاقات واشنطن بعدة دول من بينها قطر وتركيا. وقالت المسؤولة الحقوقية إنه إذا أدرجت الحكومة الأمريكية الجماعة كمنظمة إرهابية سيتعرض أعضاؤها، وأي شخص أو جهة يُشتبه في تقديمهم لدعم لها في الولايات المتحدة أو خارجها لخطر الإبعاد من الولايات المتحدة كما سيكون هؤلاء أيضا عرضة للاستهداف والملاحقة خارج الولايات المتحدة.

ولذلك وجدنا من اسطنبول إلى نيويورك مرورا بلندن، تتقاطع الدوائر بين عناصر ‌‏الجماعة الإرهابية والمنظمة الدولية، وتحولت العلاقة من الضغط ‌‏بالمظلومية على المنظمة مقابل الاستخدام السياسي من جانب الجماعة ‌‏والتى نسجت خيوطها خلال العشرين عاما الماضية بين المنظمة وقيادات ‌‏التنظيم الدولى فى لندن أنس التكريتى وعزام التميمى، إلى علاقة تحريك ‌‏كامل من جانب الجماعة للمنظمة المدعومة رسمياً من الملياردير ‌‏الأمريكي جورج سوروس صاحب التمويل الأكبر للمنظمة والرجل الذى ‌‏أقسم على تدمير أنظمة الشرق الأوسط السياسية وقبلها إدارة ترامب، ولا ‌‏يخفى سوروس ميله للديمقراطيين فى الولايات المتحدة ويتشارك معه فى ‌‏ذلك تميم بن حمد، وكلاهما جزء من تيار العولمة المسيطر على شركات ‏برامج التواصل الاجتماعي ومعهم جماعة ‏الإخوان والدليل الانخراط ‏الكامل من جانب الجماعة  فى دعم المرشح الديمقراطي جو بادين فى ‏اوساط المسلمين سواء فى امريكا او العالم .

ولذلك وضعت جماعة  الإخوان المسلمين خطة عمل المنظمة ضد مصر والتى تضمنت عددا من ‌‏الأهداف وهى:‏

‏1-‏ الدفاع عن أفراد الجماعة الإرهابية والتشكيك فى محاكمتهم ‏والضغط ‏على الدولة المصرية للإفراج عنهم.‏

‏2-‏ رفض عقوبة الاعدام التى حكمت بها المحكمة المختصة ضد ‌‏العناصر الإرهابية ولا مانع من الدفاع عنهم إذا استلزم الأمر ‏وهو ما تم ‏قبل اعدام قتله الشهيد هشام بركات النائب العام ‏الاسبق.‏

‏3- مهاجمة عمليات التطهير التى تقوم بها القوات المسلحة ضد ‌‏التنظيمات الإرهابية فى سيناء.‏

‏4-‏ تشويه أوضاع حقوق الإنسان بشكل عام بانتقاد اوضاع السجون ‌‏والترويج لوجود حالات اعتقال وتعذيب واختفاء قسرى، وحبس ‌‏للصحفيين.‏

ولإتمام ذلك ليس بالصعوبة التى يتصورها البعض، فالفبركة ونسج ‌‏القصص وصناعة الشائعات منهج إخوانى مستديم، والمنظمة وصلت ‏الى ‏مرحلة غير مسبوقة من التدنى المهنى، وأصبحت تنتظر ما يرسله ‏عناصر ‏الإخوان المتعاونة معها لتضع عليه شعارها وتنشره دون ان تحقق ‏أو تدقق ‏أو تراجع أى جهة معنية فى مصر، ولا مانع لديها من غسيل ‏سمعة أى ‏إرهابى وتحويله الى معارض سياسى، وتدوير نفايات الإخوان ‏لتصبح ‏اتهامات موجهة للدولة المصرية‎.‎

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط.

..............

1- محمود بسيون: هيومان رايتس ووتش في خدمة الحمدين ‏... مقال.

2- فيلم وثائقي يستعرض أبرز أكاذيب منظمة "هيومن رايتس ووتش".. يوتيوب..

3- انتقادات هيومن رايتس ووتش.. ويكبيديا..

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم