صحيفة المثقف

ثـقـوبُ الـنـاي

جمال مصطفى(سـباعـيّات شَـتّـى)

(1) نـسـيـمـيّـونَ

مـا اعـتَـلّـوا ولـكـنْ

تَـعَــرَّيْ

فـادخـلـي مـائـي وَعُــومـي

أُحِـبُّ الـبَـرْقَ

يَــصـهَــلُ فـي غـيـومـي

 

ورَقْـصَ شَـقـائِـقِ الـمَـعـنـى

عَــذارى

 عـلى

إيـقــاعِ مُــفْــتَــضٍّ كَــتــومِ

 

 أهـيــمُ وراءَهــا

 فـي كُـلِّ وادٍ

ويَـتْـبَـعُــنــا الـغـواةُ

إلـى الـتُـخـومِ

 

سـعــادَتُـهـمْ،

 دراويـش الـحُـمَـيّــا

تَـرنُّـحُـهُــمْ

عـلـى عَـدْلٍ ظَـلـومِ

 

وجُـلُّ نَـهـارهِــمْ (يـا لـيْـلُ)

حـتّـى

تَـغــارقَ جـاهِــلاً

بـحـرُ الـعـلـومِ

 

نـسـيـمـيّـونَ

مـا اعـتَـلّـوا ولـكـنْ

تَـراهُــمْ هـكـذا

ريـحُ الـسَـمـومِ

 

أنـا

تَـرشـيـقُ غـزلانِ الـمَـعـانـي

فَـحـتّـى

فـي الـجِـنـانِ

أصـيـحُ: صـومـي

**

(2) شـهـرزاد شـاعِـرةً

قـالـتْ:

وقـفـتُ أرى بِـغــالَــكْ

فـي الـصـبْـحِ

صـاعِــدةً جـبـالَـكْ

 

لَـمْ تـكـتَـرِثْ،

وأنـا الـغـيـومُ تَـمـرُّ سـابـحـةً

خِـلالَــكْ

 

قـالَ:

 اهـطـلـي يـا شـهْــرزادُ

تَـبَـسَّـمَـتْ

يـا لِـي ويـا لَــكْ

 

مـسْـكُ الـقـصـيـدةِ كـلُّـهُ

مِـنّـي أنـا

إسـمـعْ غــزالَـكْ

 

هـذا

 زوالُ نـهـارِ يـومِـكَ

كـيـفَ

تَـحـسـبُـهُ زوالَـكْ ؟

 

تـلـك الـلـيـالـي الـ ـ ـ ـ جـاوزتْ

ألْـفـاً

أمـا هَـزَمَـتْ مَـلالَـكْ ؟

 

مـا عـدْتَ ذاكَ الـشـهْــرَيـارَ

أراكَ

تَـتّـشِـحُ اعـتـزالَـكْ

 **

(3) فـتْـحـةٌ

لِـتَـحْـريـكِ الـسـكـون

أجـمَـلَ مِـن أيـائِـلـي قُـرونــا

أظُـنُّـهــا

وأتْــبَـعُ الـظُـنــونــا

 

حـرائـقـي

فـي غـابـةٍ بِـلـيـلٍ

تُـضـيءُ،

لا

لـن تُـحـرقَ الـغــصـونـا

 

هـيّـا إذنْ

عـلـى هُـدى حُـدوسٍ

تَـحـدو خُـطـى مُـجْـتـازِهـا

 لُـحـونـا

 

يـرفـعُ فـيـهـا الـفِـطْـرُ

قُـبّـعــاتٍ

لِـعـابـرٍ

يُـريـدُ أنْ يَـكـونـا

 

شـامـانَـهـا الـمَـشّـاءَ

وَهْــيَ تَـحـكـي

مـا يـجـعـلُ الآذانَ

والـعــيـونـا

 

تُـسَـجّـلُ

الـفــرْدوسَ فـي سِـجّـلٍ

مِـن ورقِ الأشـجـارِ

زيْـزَفـونـا

 

فـي الـصـبْـحِ

كـانَ نـونُـهـا رَوِيّـاً

بَـفـتْـحـةٍ

تُـحـرِّكُ الـسـكـونـا

**

(4) مـصـادفـة

صـادفـتُ

ولّادةً يـومـاً بـقـرطـبـةٍ

شـيْـبـاءَ تـَـمـشي عـلـى

عُـكّـازهـا الـذَهَـبـي

 

لَـوّحْـتُ، قـلْـتُ أُحـيّـيـهـا

اخـتَـفَـتْ

عـجـبـاً

الـوهـمُ يَـخـطـرُ أحـيـانـاً

بِـلا سـبَـبِ

 

لا بـلْ هـنـاك مِـن الأسـبـاب

 سِـلْـسِـلَـةٌ

حـتـى الـهـواءُ مُـوَشّـى

 بـالـصـدى الـعـربـي

 

كـمْ كـنـتُ

 أرغـبُ فـي تَـقـبـيـل مـفْـرقِـهـا

أيْ أنْ أقـبّـلَ فـيـهـا

 أجـمـلَ الـحـقَــبِ

 

ولاّدةٌ

 جَـدّتـي حُـسْـنـاً وقـافـيـةً

وإنَّ مِـن ذَهَــبٍ

عـكّـأزَهـا الـخـشـبـي

 

وإنّـهـا أوّلُ اللـيـمـونِ،

 آخِـرُهُ

وإنـهـا ضـوعـةُ الـقـدّاحِ

فـي الـكُـتُـبِ

 

صـادفـتُ ولاّدةً يـومـاً

بِـقـرْطـبـةٍ

تَـحـكـي

كـقـادمـةٍ لـلـتَـوِّ

مِـن حَـلَـبِ

**

(5) في مـديـح ِ الـقـافـيـة

يـا قـافـيـتـي

 لَـمّـا أزلْ مُـنْـبَـتّـا

أدعـوكِ إلـى سِــرْبـي

 وسِـرْبـي شَـتّـى

 

 مِـن فَـرْطِ

 خُـمـاسـيـن الـريـاحِ الـسُـودِ

قـد طـرْتُ

ولا ريـشـةَ عـنـدي حـتّـى

 

مَـحـسـوبُـكِ

 يـا قـافـيـةً زرقــاءا

صـلّاكِ عـلى رجـائـهِ

 اسـتـسـقــاءا

 

وانـحـازَ إلـى

 إيـقـاعِـكِ الـمعـهـودِ

يا حـاتـمَـتـي

 جُـودي وأيـضـاً جُـودي

 

يا مـا جَـرّبَـتْ مـولاتُـهُ

تَـعْــنـيـفَـهْ

غَـتَّـتْـهُ

 فـمـا أوجَـسَ مـنهـا خِـيـفَـهْ

 

 إنْ كُـنْـتِ

 كَـمـا الـقـنـبـلـةُ الـموقـوتَـهْ

لا عـشْـتُ

 أنـا الـقـتـيـلُ بـاليـاقـوتَـهْ

 

 مـا إنْ سـمعـتْ

تَـمَـوْسـقَـتْ مُـمْـتّـنّـهْ

يـا قـافـيـتـي تَـسـلَـمُ هـذي

 الـغُـنّـهْ

**

(6) غـريـبـان بـأرض الـروم

وقـفـتُ أمـامَ الـبَـحْـرِ

والـبـحـرُ هـائِـجُ

كـأنَّ صـدى الأمـواجِ

فـي الـروح مـائـجُ

 

رجعـتُ إلـى الـبحْـر الـطـويـلِ

 تَـعـلّـقـاً

وفي الـقـلـبِ

مـا زالَـتْ تَـشـبُّ لَــواعِـجُ

 

أنـا الآنَ وحـدي يـا امـرأَ الـقـيـسِ

هـذهِ

فـلاتي ومِـن حـولي

ريـاحٌ رَواهِـجُ

 

أنـا الآنَ أهْـذي

 لا فـلاةَ هـنـا، أنـا

مُـقـيـمٌ بـأرضِ الـروم ِ،

 لـكـنْ وشـائِـجُ

 

وشـائِـجُ

لـنْ تَـنْـبَـتَّ بـيـني وبـيـنـكـمْ

ولَـو ظَـعَـنَـتْ رنْـثى

وبـادتْ هَــوادجُ

 

ورُبـتّـمـا تَـحـتـجُّ:

 كـيـفَ وجَـدْتَـهُـم ؟

ألـيـسـوا بِـغَـدّاريـنَ،

 هـل أنتَ سـاذَجُ ؟

 

أيـا صـاحـبـي،

الـدنـيـا كَـخِـدْرِ عُـنَـيْـزَةٍ

ومـا الـنـاسُ إلاّ

حـيْـثُ تُـقْـضـى الـحـوائِـجُ

**

(7) إلـى صـديـق رحَـلَ

ولـن يَـعــود

أدقُّ عـلى الـبـابِ: هـذا أنـا

أتـيـتُ

إلى مـوعِــدٍ بَـيـنَـنـا

 

أدقُّ وأعـرفُ

 مـا مِـن جـوابٍ

سـوى أنَّ دَقّـي

غـدا دَيْـدَنـا

 

سـوى أنَّ

 لا أحَـداً كَي يَـردَّ

ولـكـنـني

لَـمْ أزلْ مـؤمِـنـا

 

فـلَـيـسـتْ بِـدارٍ:

 مُـجَـرّدُ بـابٍ

ولا لـيـسَ بـابـاً:

بَـقـايـا بِـنـا

 

ولـيـستْ بَـقـايـا:

غُـبـارٌ يَـطـيـرُ

ومـا مِـن غـبـارٍ:

هـبـاءٌ دَنـا

 

ولَم يَـدْنُ حـقّــاً

أيَـدنـو الـسـرابُ ؟

سَـيَـدنـو

ونـشربُ يا كـأسَـنـا

 

أدقُّ عـلى الـبـابِ،

 جـاءَ الـجـوابُ:

أنـا

لـسـتُ يـا صـاحـبـي هـا هُـنـا

***

جـمـال مـصـطـفـى

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم