صحيفة المثقف
وجدانيّات
يشيخُ الجسدُ ويتعفّنُ، لكنَّ القلبَ لا يتعفّنُ
رابعة العدويّة
رحماك يا ورد
عاهدتني ونكثتَ بالعهْد ِ
ماذا جرى يا أجملَ الورْد ِ
مِنْ بعدما امتلأ الفؤادُ هوى ً
فارقْتَني وتَركْتَني وحْدي
فتأوّهتْ لتأوّهي يَمن ٌ
ورثى لي َ العشّاقُ في نَجْد ِ
يا مالكي بالعشْق ِ هلْ ملك ٌ
في الأرض ِ يأمَنُ سطوةَ الوجْد ِ
أغريتني بالقُرْب ِ فانقلبتْ
كأسي فذقْتُ مرارة َ البُعْد ِ
أنت َ الجحيمُ بكلِّ قسوته ِ
وظننتُ أنّك َ جنّة ُ الخلد ِ
كمْ مِنْ وعود ٍ ما وفيتَ بها
ولكمْ نقضْتَ الوعْدَ بالوعد ِ
حتّى يئستُ من الوعود ِ فما
في النفس ِ غيرُ توقّع ِ الضدِّ
يا ورْدُ طبْعُ الورْد ِ مُختلفٌ
ما كانَ طبْعُ الشوكِ في الورْد ِ
رفقا ً بأشواقي وعاطفتي
لا تجرحِ الأشواق َ بالصدِّ
ما عاد َ لِيْ صبْرٌ ولا أملٌ
يكفيك َ ما بِيْ عُدْ إلى الرُشْد ِ
**
شكوى إلى غزالة
لا تعجبي مِن نظـــــرتي
إنْ مازجتها لـــــــــــوعتي
أنا يا غــــزالةُ منذُ أع
وامٍ أنادمُ دمْعـــــــــــــتي
تقتاتُ أحلامـــــي الندا
مة ُ لا أفارقُ حســــــــرتي
أحيا على ذكرى التي
ضيّعتُها فــــــــــــي لحظة ِ
تلكَ التي أنستنيَ ال
دنيا فكانتْ خمــــــــــرتي
فتّشتُ عنها لمْ أجِدْ
أثرا ً لهـــــــا فــــــي بلدة ِ
وسألتُ عنها البحرَ لك
نّــــــي رجعتُ بخيبة ِ
حتّى الجنائن طفتُها
متقصيّا ً فــــــــــــــــي لهفة ِ
بينَ الزهورِ فربّما ا
ختبأت هناكَ كزهـــــــــــرة ِ
ولكمْ نظرتُ إلى النجو
م ِ لعلّ فيهـــــــــــا نجمتي
تُصغي لأنّاتي البعـــي
دةِ في ليالــــــــــي وحْدتي
حيران أنظرُ في الوجو
ه ِ فتُسْتفزُّ لنظـــــــــرتي
مِنْ كُثْر ِ ما ْ حدّثتُ عن
هـــــــــا الناس َ ملوا قصتي
أنا يأ غزالةُ لنْ تعو
دَ بدونهـــــــا لِي فرْحتي
أنا مُنذ ُ أنْ فارقتها
فارقتُ فيهـــــــا جنّتي
**
إشاعة
أنا ما نسيتك ِ أو مللتُك ِ كلُّ ما
نقلوهُ عنّي كانَ محضَ إشاعهْ
صعْب ٌ عليَّ بانْ أغادرَ عالمي
واكونَ شخصا ً آخر ا ً في ساعهْ
انا لنْ أكونَ سوى انا ، فبداخلي
ضدَّ التقلّبِ مُذْ ولدتُ مَنَاعهْ
سأكونُ أوّلَ مَنْ يغيّرُ طبعهُ
لوْ غيّرَ الورْدُ الجميلُ طِباعَهْ
مَنْ لِيْ سوى عينيك ِ ألمحُ فيهما
سِرَّ الجمالِ وسِحْرَهُ وشعاعهْ
الحبُّ مُنْذُ البدْءِ زورقنا الذي
كُنّا نسجنا بالوفاءِ شِراعهْ
بالأمسِ عِشتُ مع َ الأماني حالما ً
حتّى تلاشتْ فجأة ً كفُقاعهْ
واليوم َ إذْ أيقظتِني مِنْ غفوتي
أرجعت ِ ما لمْ أسْتطعْ إرجاعَهْ
وأضأت ِ في قلبي قناديل الهوى
وجعلتِ نبْع َ مسرّةٍ أوجاعَهْ
حرّرتِني مِنْ عالم ٍ مُتحجّرٍ
اللهُ والإنسانُ فيه ِ بضاعهْ
منْ يربحُ الدنيا ويخسرُ حُبّهُ
ضحّى بعمْرٍ كامل ٍ وأضاعهْ
***
جميل حسين الساعدي