صحيفة المثقف

قائدٌ عربي ..

كريم الاسديقائدٌ عربيٌ يموتُ وميراثُهُ، كلُّ ميراثِهِ، لا يعادلُ راتبَ أبسط عاملْ ..

قائدٌ عربيٌ يوزعُ مرتبَهُ بسخاءٍ وحبٍ  ليمنحَ كلَّ فقيرٍ رآهُ، وكلَّ مريضٍ يعودَهْ

اذا أوشكَ الجيبُ ان تصفْرَ الريحُ فيه ينادي جنودَه

لكي يستدينَ الى آخر الشهر شيئاً من المالِ كيْ يشربَ الشايَ أو يشتري وجبةً مِنْ طعامْ .أكانَ يُمثلُ دوراً لبضعِ سنينْ؟!

أكانتْ لديهِ قصورٌ، ملاعبُ أُنسٍ، حدائقُ يمضي بها خلسةً ليلَهُ والغواني

وتأتي اليه بأطيب مافي الدنانِ الكؤوسُ

وأجمل ما في الرياضِ الأواني .

 

لا ..

 

 انَّهُ ابنُ ذاكَ الزقاقِ الفقيرِ يقاسمُ والدةً حانيهْ

غرفةً باليهْ

هي تحنو عليِهِ وترجوهُ حتّى ينامَ هنيئاً فتفترشُ الأرضَ حتى يكونَ السريرُ الوحيدُ لهُ لِينامْ

وهو يُكبِرُ فيها الأمومةَ اذْ ينزلُ الأرضَ ضيفاً فيترك للأمِ أعلى المقامْ .

لا ملايينَ، لا دورَ، لا أرصدهْ

للرئيسِ، سوى غرفةٍ باردهْ

وفي الصيفِ سطحٌ لبيتٍ عتيقْ

وأصداءُ أصواتِ سابلةٍ يعبرونَ الطريقْ

ثمَّ حلمٌ بأنْ يهنأَ الناسُ في كلِّ بيتْ

وانْ يغمرَ النهرُ والشمسُ بالخيرِ كلَّ حقولِ العراقْ

هكذا كانَ، والفضلُ يشهدُ فيهِ العدوُ الحقودْ :

التسامحُ والحبُّ والنبلُ والزهدُ والتضحيهْ

والشجاعةُ والجودُ والهمَّةُ العاليهْ

فلماذا يجورُ اللئيمُ بحقِّ الكريمْ 

هل لديكم زعيمٌ لنعرفَ ان لديكمْ زعيماً،  وحقاً زعيمْ

وانهُ ليسَ العميلَ الجديدَ وليسَ العميلَ القديمْ ؟!!

*** 

شعر: كريم الأسدي

.................

ملاحظة: زمان ومكان كتابة هذه القصيدة : السابع من شباط 2021، في برلين.

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم