صحيفة المثقف

ريكان ابراهيم: قصيدتان

ريكان ابراهيم1- في غرفة "freud"

قُمْ تَوضأْ لتُصلّي ركْعتينْ

فهما شَرطُ دخولِ القدَمينْ

حرَمَ البوحِ بما كانَ خفيّا

إنَّ هذي سُنّةٌ تسري عليكْ

وسواءٌ كنتَ بُوذيَّ الهوى

أو دونَ دينْ

إنَّ للبوحِ شروطاً، وشروطُ اللغةِ

الفُصحى قيود

نَم على هذا السرير

وتلحّفْ معطفِ الشيخِ المُسمّى

جَدَّنا "freud"ولا تَنظُر

إليّا ...

إنّني سوف أُناجيكَ ،وعيني لاترى عينَكَ،والسِرُّ الذي

أبحثُ عنهُ

فيك مازال حيّياً أنْ يبينْ

أدبُ الجَلْسةِ يقضي أنْ تكونْ

هادئاً مثل نبِّي، صامتاً مثلَ جبانٍ،

إنَّك الآنَ بعيدٌ عن عيون الرُقبَاءْ

إنّكَ الآنَ "أنا"آخرُ مخلوعٌ

الرداءْ

أنتَ في المَحوِ، وقد ذهبَ الصَحوُ،

فأعلِنْ فيكَ عن موتِ بقايا الكبرياءْ

إخلعِ الثَوبَ،هنا ينتحِرُ الصمتُ،

وتبدو عَوْرةُ الصِدقِ كما كانتْ فلا تخصِفْ

على العورةِ شيئاً من حياءْ

إدنُ من نفسِكَ أكثر

إدنُ مِنّي،إنني أنتَ،فخُذْ مثلي شهيقاً

كافياً أنْ تتصَوّر.

إنّك الآنَ طليقُ الذِهنِ ،محروسٌ من السِحرِ،

بعيدٌ عن عيون الجِنِّ ،فاسمع وتمدّد

وادر طَرفك في الغرفة مثنى وثلاثاً ورباعاً

ودعِ الأفكارَ جذلى تتداعى

فسريرُ العالمِ"freud"مُريحٌ

إنه يُشْبهُ كرسي المحاكِمْ

(مع تعديل بسيطٍ في النوايا)

أنتَ مظلومٌ ولكنْ مُتَّهمْ

أنتَ في غرفة هذا المُلحِدِ المشؤومِ

قِدّيسٌ مليءٌ بالنَدمْ

فتوضّأ قبل أن تُبحِرَ في جوفِ العدَمْ

**

ياصديقي ...

حينما تخرجُ من غرفةَ عَمِّ التُعسَاءِ الأشقياءْ

أغْلِق البابَ وراءَك

إنَّ أسرارَ الكثيرينَ على الرَفِّ

وأخشى من عيون الرُقَباءِ

أغلِق البابَ ففي الغُرفةَ

أسماءٌ لمرضى

من صِغارِ الناسِ حتى الزُعماءْ

**

2-عقدة إلكترا

كُلُّ الأشياءِ لدى ليلى رائعةٌ

ليلى ليلٌ من شَعرٍ، ونهارٌ من بيضٍ مكنونْ

ليلى هيفاءٌ مقبلةً، ردفاءٌ مدبرةً،

لاشيءَ لدى ليلى لا يسحَرُ إلاّ

عَيْبٌ أرهقَها وأقضَّ مضاجعَها،

ليلى أكسَبها (الإخصاءُ) كراهَتها للأُمِّ

وصارت تنظرُ للبيتِ كسجن

وترى في الأُمِّ مثالَ السَجّانْ

وأحبّتْ والدَها ورأتْ فيهِ خيرَ نقيضٍ

للإخصاءِ وللخصيانْ

(كُلُّ فتاةٍ بأبيها مُعجبَةٌ) قولٌ

صارَ شعاراً كتبتُهُ فوق الجُدرانْ

**

كبُرت ليلى ...

صارتْ تقرأُ عن مأساةِ عروبتِها

قرأتْ عن جيلِ رجالٍ أفسدَهُ النفطُ

فأهملَهُ التاربخْ

قرأتْ عن رجلٍ عربيِّ يأكلُ أكثرَ مِمّا يُنتجُ

لكنْ يحلُم بالعيشِ على المرّيخْ

قرأتْ عن سيرةِ كُلّ العُملاءِ فلم تعثر بنساءْ

فالعُملاءُ رجالْ

والمنحرفون رجالْ

ولصوصُ المالِ رجالْ

ويكادُ العُهْرُ يكون بأجمعهِ من صُنْع رجالْ

وقفَتْ ليلى تنظرُ في المرآة ألى عُقْدتِها

فتمنّت لو أنَّ جميعَ رجالِ  الأرضِ

مصابون بداء الإخصاءْ

فيصير الجنسانِ نساءْ

***

د. ريكان ابراهيم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم