صحيفة المثقف

علي رسول الربيعي: الشر والغرض الكوني لله (6)

علي رسول الربيعيهل يريدنا الله أن نكون سعداء؟ إذا فعل، وإذا كان بإمكانه أن يجعلنا سعداء، فلماذا يكون معظم الناس بائسين للغاية؟1

تختلف المتعة عن السعادة، المتعة هي شعور ممتع، والسعادة هي الرضا العام عن حياتنا على أساس فهم كيفية ارتباط حياتنا بأهداف أوسع. قد يكون لدينا الكثير من الملذات ولكننا نكون غير سعداء، ونرى أن حياتنا من الملذات لا معنى لها في نهاية المطاف. أو قد يكون لدينا القليل من الملذات ولكننا نكون سعداء، ونرى حياتنا ذات مغزى عميق، كأحداث تغيير إيجابي في حياة الناس. يريدنا الله أن نكون سعداء ولكنه لا يهتم كثيرًا بما إذا كانت لدينا حياة ممتعة.

لماذا الكثير من الناس بائسين؟  يعود ذلك أساسا الى أن أنهم يبحثون عن السعادة في المكان الخطأ، من أجل المصلحة الذاتية والمتعة الفورية. المأساة الحقيقية في الحياة ليست المعاناة من الألم، بل العيش بطريقة أنانية وبلا معنى.

لماذا لا يسعدنا الله؟ مفتاح السعادة هو العيش بشكل لائق، وأن نحيًا حياة كريمة كما يريد الله لنا: مثلا الاهتمام بالآخرين يجعل الحياة ذات معنى. بمعنى آخر، نحن بحاجة إلى الحب والإيمان؛ هذا يكسبنا مائة ضعف هنا والحياة الأبدية فيما بعد. لكن يمكننا أن نختار غير ذلك، لأن الله جعلنا أحرارًا.

 

الدّكتور عليّ رّسول الرّبيعيّ

...................

 1- Hume, David, (1779) Dialogues Concerning Natural Religion, ed. Norman Kemp Smith, Indianapolis, IN: Bobbs-Merrill, 1947.

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم