صحيفة المثقف

بكر السباتين: بايدن يبارك للاحتلال خيبته وأكاذيب بالجملة!

بكر السباتينبايدن في كلمة قبل قليل تحدث عن "تجاوب تل أبيب لجهوده نحو إيقاف الهجوم على غزة".. وقال بأن "إسرائيل" تدافع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية "الإرهابية" التي طالت المدنيين الإسرائيليين.

 ولم يأت هذا البايدن إلى ذكر أسباب هذه المواجهات التي تتجلى بالاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على المصلين في الأقصى تمهيداً لما أطلقوا عليه بالاجتياح الكبير من أجل تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود مكانياً وزمانياً أسوة بما جرى للحرم الإبراهيمي، وكل ذلك يأتي لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعزم.. أيضاً محاولة تنفيذ حكم المحكمة الإسرائيلية العليا بإخراج 28 عائلة في حي الشيخ جراح والذين بالأصل كانوا قد أخرجوا من بيوتهم عام ثمانية وأربعين في يافا وحيفا والتي خضعت بعد احتلالها لقانون "أملاك الغائبين" الاستعماري العنصري.

 أيضاً شكر بايدن (دون خجل) جهود كل من ساهم في إيقاف هذه الحرب وعلى رأسهم مصر، ولم يذكر بأنه كان يحرض على الإمعان في قصف غزة من خلال تأييد الضربات الإسرائيلية التي هدمت بيوت الفلسطينيين فوق رؤوس أهلها، ولولا صواريخ المقاومة التي ضربت الاحتلال الإسرائيلي في العمق لما استسلمت "إسرائيل" لشروط حماس والمقاومة التي وضعت الخطوط الحمر لنتنياهو ومن ورائه بايدن نفسه.. إذن ماذا سيفعل بايدن إزاء المقاومة وقد وضع كل ثقله عسكرياً وسياسياً خلف المجازفة الإسرائيلية فما حصد إلا الخيبة والفشل.. وظلت قواعد الاشتباك في يد المقاومة.. ورغم علمه بأن العالم لن يصدق كلمة مما يقول إلا أنه استمر في تضليله للرأي العام إرضاءً لغرور ربيبته "إسرائيل" التي مرغ جبين قادتها في التراب.

والغريب أن بايدن كَذَّبَ عدسات التصوير وعيون العالم حينما مدح على استحياء، القبةَ الحديدية التي ساهمت أمريكا ببنائها، مع أن كل التقارير حتى داخل ما يسمى ب"إسرائيل" أقرت بفشل القبة الحديدية التي لم تُسقط أثناء تصديها لصواريخ المقاومة المطورة والمصنوعة محلياً رغم الحصار المطبق، سوى 20-30 % في أعلى تقدير، مع أن تكلفة صاروخ القبة الواحد يتجاوز أل 60 ألف دولار مقابل أل 500 دولار تكلفة أغلى صواريخ القسام من نوع H120 .. ليس هذا فحسب، بل تحولت صواريخ القبة الحديدية العمياء التي ضلت طريقها في سماء ليست لهم، إلى قذائف سقطت على الأحياء اليهودية في العمق الإسرائيلي وأحدثت بعض الدمار المشهود. . إنها كذبة مكشوفة وتسويق فاشل لمنظومة لم تحقق أهدافها، ولن ينقذ سمعتها خطاب مقتضب لجو بايدن الذي أحرجته الحقيقة الدامغة التي طبعت بالصوت والصورة في أذهان الصحفيين من أمامه.. وقد هرب من أسئلتهم على الفور درءاً للحرج.

 ثم قال بايدن بأنه سيشارك في إعادة إعمار غزة من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية لمنع حماس والمنظمات (الإرهابية) من إعادة بناء نفسها.

وهذا هراء.. فبدون موافقة حماس التي تشترك مع الفصائل الفلسطينية بغرفة عمليات مشتركة (كانت عصية على الاختراق)، لن تنظم عملية الإعمار، ولن تقبل بدخول حصان طروادة من باب إعادة الإعمار فمن هو الغشيم الذي يأتي بالدب إلى كرمه!.. ولو تجاوبت السلطة للمؤامرة الصهيوأمريكية الرامية إلى إضعاف المقاومة فلن تجني إلا الخيبة وهي تدرك مدى عجزها في تنفيذ ما ترمي إليه كلمة بايدن، وتعلم أنها لو انتقصت من أهمية سلاح المقاومة في ظل ما أحدثته من ردع دفاعاً عن المقدسات ستكون كمن ترمي نفسها بالحجارة.. فقطاع غزة المحاصر أعيد إعماره بعد كل حرب رغم أنف تل أبيب وعملائها ومن ورائهم بلاد العم سام.. والشعوب العربية التي استعادتها القضية الفلسطينية تقول:"ليذهبوا جميعاً إلى الجحيم لأن كلمة المقاومة التي انتصرت هي العليا، وهم يهتفون في مظاهراتهم العارمة التي غاصب بها العواصم العربية والعالمية باسم الخصم الأول لما تسمى ب"إسرئيل" محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، كتائب الأقصى، الذي تحول إلى أسطورة وصاحب الكلمة المؤثرة الفصل.

 فكلمة بايدن حول إعادة إعمار غزة تتضمن إشارة للمقاومة كي تنتبه إلى الدعم الذي سيأتي على صورة حصان طروادة تحت شعار بناء غزة وتحجيم قدرات المقاومة.. وترسانتها من الأسلحة التي لولاها لأمعن الصهاينة بدعم أمريكي في تدمير غزة وتمهيدها على مستوى الأرض اليباب، وإركاع الشعب الفلسطيني الذي وصفه بايدن ب "شعب غزة" وكأنه يجرد الغزييّن من كونهم فلسطينيين يطالبون بحقوقهم وأولها حق العودة.. وخاصة أن قائد الجناح العسكري محمد ضيف، والشهيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، وإسماعيل هنية، والسنوار كلهم من أصول تعود إلى مدينة عسقلان المحتلة التي دكتها صواريخ المقاومة، حيث طرد آباؤهم من تلك الديار السليبة على يد العصابات الصهيونية عام النكبة.. وإنهم لعائدون.. ولتذهب كلمة جو بايدن أدراج الرياح فكلمة محمد ضيف هي الفصل، وهي المسموعة لدى "الفلسطينيين" الذين ابتهجوا للنصر، واستعادوا حلمهم بتحرير فلسطين الذي دخل حيز الممكن، و"الإسرائيليين" الذين يدركون بأنهم حدث طارئ وسيزول.. لأن صاحب الأرض يقاتل عن عقيدة وإيمان بحقوقه المشروعة.. أما المحتل فهو يعشق الحياة وقد حمل في جيبه جواز سفر يحمل اسم البلاد التي قدم منها.. وهنيئاً للصهاينة بكلمة بايدن وهنيئاً للأمة العربية والإسلامية بوعود محمد ضيف وصواريخ القسام.. الرجل الذي قاد المعركة بحنكة واقتدار قل مثيلهما باعتراف الخصم الصهيوني الذي ما لبث يلعق الهزيمة بانكسار..

 

بقلم بكر السباتين

20 مايو 2021

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم