صحيفة المثقف

راضي المترفي: (سبايكر) الجريمة الكاملة

راضي المترفيفشل السياسة في العراق في مرحلة ما قاد إلى سقوط في الأخلاق وانهيار القيم وتلاشي القانون وتفكك المجتمع وضعف الانتماء الوطني وغلبة العشيرة والطائفة والعرق واختلال المجتمع وتحوله إلى مجاميع متناحرة تقودها مطامع واحن وثارات موهومة وعداء ذا جذور دينية تاريخية مع سقوط واضح للإعلام في هذه البؤرة وتحوله إلى مجموعات تصدر نعيقا كريها وتفرز سموما قاتلة محرضا على الفتنة والاقتتال والتشرذم والفرقة متغذيا بمال سياسي غير مشروع مغذيا ثنائيات لاتلد غير الشحناء مثل: (هدام مجرم العصر) في جانب وعلى الجانب الآخر(القائد الشهيد) و(مظلومية الشيعة) و(تهميش السنة) و(حقوق العرب) و(حق الكرد) وكانت هذه الثنائيات هي بذور الفتنة التي غرست في أرض خصبة من الجهل ورشت بسماد من التاريخ والخلافات المذهبية ونوايا الساسة ورعتها أموالهم ومصالحهم فاينعت سريعا واثمرت مبكرا تكفيرا وتهجيرا وسلاحا منفلت وملثمين والجنوب والغربية والاكراد والأقليات وحصدنا القتل على الهوية وثمار المفخخات والميليشيات وثوار العشائر والقاعدة وجيش المهدي ثم داعش والحشد الشعبي ثم ملئنا سلالنا برؤوس مجهولي الهوية والمتطوعين للعمل في الجيش والشرطة ومن يعمل مع حكومة (الرافضة) وتوالت المحن وأصبحت لنا حكومة كردية في الشمال وحكومة سنية في الرمادي والموصل وتكريت وحكومة شيعية في الوسط والجنوب وكانت اولى ثمرات هذا التثليث (مجزرة سبايكر) و(تهجير المسيحيين) و(نكبة الايزيديين) ودخول أمريكا وإيران المعركة الدائرة بين الطوائف بشكل علني من دون غطاء او مسميات أخرى وضحايا (سبايكر) لم يقتلوا في حرب ولم يقعوا في الأسر ولم يقتل ايا منهم برصاص (داعش) بسبب كونهم من (الرافضة) إنما جرى قتلهم على طريقة (قريش) في قتل النبي . ص . ليلة الهجرة ليضيع دمهم بين قبائل وعشائر تكريت ثارا لصنم اسقطته أمريكا.. لكن كيف تحولت (سبايكر) إلى جريمة كاملة مع نفي كل خبراء الإجرام وقوع جريمة كاملة ؟ .. نعم أصبحت جريمة كاملة لأنها عومت في سوق السياسة وتجاهلتها الحكومة فلم تتابع ولم تقص أثر القتلة وغفل عنها الضمير العالمي وحقوق الإنسان وعجز أهل الضحايا من رفع صوتهم واستغلها السياسيون في الحصول على المنافع واهملت وهي ربما أكبر من مجزرة الارمن ومن ما جرى في البوسنة والهرسك .

 

راضي المترفي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم