صحيفة المثقف

حمزة بلحاج صالح: في النص ضد النص.. الخميني والعبور

حمزة بلحاج صالحفي انتظار خطاب تأسيسي جامع ومصلح غير المستهلك والسائد.

 إن التراكمات التاريخية لمنجزات الفرس كحضارة هي التي تضمن اليوم ديمومة المنجز الإيراني واستمراريته قبل أي عامل اخر...

وهي التراكمات التي ترعاها هبة اجتهاد الإمام الخميني رحمه الله عابرا من مقولة الإنتظار لإمام الزمان () أو الإمام المهدي المنتظر وهي مقولة مركزية في المخيال الجمعي لإخواننا الشيعة..

إلى مقولة ولاية الفقيه الزمنية إلى حد كبيرمهما تلبست باللاهوتي والمطلق المتعالي لا المحايث لأن لها ارتباط وثيق بالزمني والأرضي والدنيوي والمحايث مثل قضايا الحكم وطبيعته والحاكمية ومدلولاتها...

فعلى شيعة إيران خاصة وغيرهم صيانة هذا المنجز العظيم بتحرير التراث الذي يلهم ولاية الفقيه من نزعة الخرافي والأسطوري وشطط العرفاني والنصي من حيث وجهه المحايث من طرق التلقي وغيرها مهما كان تعبويا...

واستلهام اليقظة والتعبئة من كونية خطاب الثورة كما كان تراث الإمام علي رضي الله عنه كونيا وإنسانيا...

ودراسة سبل الموازنة بين تكرار مفردات الشخصنة والخرافة ومفردات أصالة الفكرة ومنابعها...

وضرورة التمييز بين المصدر الإلهي وما حمل صفة الإلهي بالتبعية تضخما أي بين إعتبار الرسول الأكرم وأعلاه الوحي منبعين أساسيين وملهمين لا تحل محلهما بقية المصادر البشرية مهما كانت مركزية ومحورية...

وأعني تردد صفة الرسول بعد الله كاسم ومعنى في الخطاب والفضاء العام وصياغته للمخيال الجمعي لا كرواية ودراية وسند وطرق تلقي للرواية وفهم واستدلال فذلك مشكل اخر...

ما لم يقبل الشيعة مثل هذا النقد العالم والعارف بشجاعة سيترنح التراث الشيعي كما يترنح اليوم التراث السني مكانه مهما كانت القوة المادية الداعمة لهذا التراث أو ذاك وسنستمر في نزاعنا كل يدعي الحق ويأتي به من التاريخ والتراث يستدعيه ليحارب به للأسف مسلمين اخرين في حرب طائفية ومذهبية ...

وأعتقد أن جمهورية إيران تملك اليوم قبل فوات الأوان القوة المادية وشجاعة القرار وكل أسباب النجاح للحسم في هذا الموضوع أكثر من بقية دول السنة باعتبار عدم استقلال كينونتهم المادية من هيمنات الاخر وتدخله ونفوذ مخابره التي تنمط وتهجن فهم الإسلام...

أتمنى أن يقرأني بإيجابية ويفهمني جيدا من يقرؤون نصوصي من شيعة ايران والعراق ولبنان وغيرهم والذين يقتربون من مصادر القرار...

فكلامي كسني يحب الشيعة من غير استبصار ولا تشيع لكن كلامه أقوى في تقديري من كلام المنتظمين داخل الفهم النسقي للمستبصرين والمتشيعين من السنة أو من أعلام الشيعة أنفسهم وأيضا السنة...

بل إن كلامي كمسلم فوق التصنيفات المتاكلة قدما واستقالة عن الواقع ومنها سني شيعي يحمل من قوة الحياد والتبصر بالحقيقة ما لا يحمله الشيعي والسني أيضا...

بعيدا عن الإغراق في البحث عن مفردات فقط من التاريخ الغابر جراحا وماسي لا تزيدنا إلا فرقة...

فبعض المشكلات وجب تجاوزها منهجيا حتى لا نبقى عالقين ومن ثمة ضرورة منعها وايقاف مفعولها بالحظر والحجر...

كلامي يشبه أو يتقاطع مع بعض ما يقوله الحيدري أو محمد يحي او الشيخ اليعقوبي مثلا لا حصرا وغيرهما من ذوي النزوع الوحدوي الجريء..

لكن بأدوات أقوى ومغايرة علينا إنتاجها تحرره من سطوة الدليل والدليل المضاد التي تنتجها مطاطية النص وطبيعة المنظومة النصية التي تنتج النقد ونقيض النقد بالنص والنص المضاد...

فليس التجديد من الداخل كالتجديد من الداخل والخارج معا استيعابا وتجاوزا للقديم وصناعة وتأسيسا للجديد...

لا ولن يتحقق هذا للأجيال القادمة ميراثا نتركه لهم يمنحهم مناعة ضد التشتت والتمزق والنزاع...

إلا عبر مؤسسة علمية حيادية ضخمة بفروعها لا تقع في فخ هيمنة الطائفة والمذهب وتنتخب بالمجهر نخبا تلتقطهم بعناء ومشقة وفق خصائص رفيعة جدا...

و بإيقاف ترسانة من المفردات من نوع أهل البيت والفرقة الناجية وحديث العترة النبوية والثقلان والسنة والجماعة والجمهور والروافض والنواصب...

 وغيرها من مفردات التخندق ومحمولاتها السيكولوجية والثقافية والمعرفية وما تعتمله في الوعي واللاوعي والباطن والظاهر بل في العقل والوجدان... الخ...

قد لا يرضي خطابي هذا الكثير من السنة والكثير من الشيعة وغيرهم ربما من زيدية وجعفرية ..الخ لكنني أكتب لأقول لمن أحب كلاما صريحا وعميقا ولو كان لا يرضيهم ويصدمهم...

وعلى السني إن شاء أن يقول عني أنني رافضي يستخدم التقية وعلى الشيعي إن شاء أن يقول عني أنني ناصبي مندس خطير على الشيعة ان يفعلوا ذلك ...

وعلي أن أستمر في نهجي لا يغريني كسب أو جاه أو مال أو مصالح انية إلا وحدة الأمة الإسلامية وتقارب قومياتها عروبة وأمازيغية وفرسا وأتراكا وكردا ودرزا ..الخ..مع تطوير الخطاب القومي تأسيسا بعد نقد وتحليل واستيعاب وتجاوز عندما يقتضي الامر ذلك ...

 

حمزة بلحاج صالح

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم