صحيفة المثقف

مصطفى معروفي: ظلال الكستناء

مصطفى معروفيســموت إلى السماء أريد نجما

عــلى كــفي يحط و فوق مائي

 

على حين ارْتَمى الغد في رماد

و كــان الوقت أبطأ من ورائي

 

تــهــاويل  الــمسافات اعْــترتْهُ

لــها بــللٌ تــناثر فــي ســمائي

 

أنا  نسق الحروف تجيش خوفا

و قــد أبــت الضيافة في دمائي

 

أداريــهــا لــعــل بــهــا يــباسا

تــأثَّــل  فـــي ذراهـــا بــالتواءِ

 

أرى قــمر العجائب ليس يذوي

و  قــد ألــف التمظهر في رياء

 

عــلى غبش الضحالة قد تردّى

و يــزعم أنــه عــن ذاك نــائي

 

كــراريــس  الــكــناية هــمَّشتْه

فــأوغــل فــي حــناياه الــتنائي

 

ألا كــم مــن أيــائل لــيس تغفو

تــخاف  تــرى كوابيس المساء

 

و  كــم من نجمة تصحو سؤالا

يــراودها  الــشرود بــلا انتهاء

 

إلــى أن يــسفر الصبح ابتساما

و تزهر في العيون ربى ضياء

 

و  أســأل عن مسارات التحدي

بـــلا  كــلل و جــحفلها إزائــي

 

مــنازلة الــسهوب تصير قوسا

إذا  أنـــا أُبْــتُ مــنها بــارتواءِ

 

عــلى فــرح تــهب طيور ظني

لــتصنع  مــن يدي خط استواء

 

مَــداراتــي لــديها كــل مــعنى

مــتى  ما طال في شجن ثوائي

 

ســمو الــحلم مــن حقي و إني

لــترأف بــي ظــلال الــكستناءِ

 

هرعتُ إلى جذوع الريح رهوا

لعل  صدى دمي يطري رثائي

 

هناك على ضفاف الفجر أمشي

و أرفــع عــند أجــملها لــوائي

 

هي  الأشجان تكرع سؤر عمر

عــلى ســيل الــغواية كــالغثاء

 

دهــاني أنــني أمــشي شــموخا

تــراني  في الطريق بلا انحناء

 

و  قــد أغشى المجالس للمعالي

يــقــدمني مــقــالي لا ردائـــي

 

فــقل  لــذوي المظاهر لا هنئتم

مــظــاهركم  كــهــوفٌ لــلبلاءِ

***

مصطفى معروفي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم