صحيفة المثقف

صادق السامرائي: جرم صغير وأصغر!!

صادق السامرائيالصغير الأصغر أعظم من الكبير الأكبر، في الجسيمات المتناهية الصِغَر تكمن القدرات الفائقة المطلقة،

وفي جزيئات الإليكترون والبروتون والنيوترون وأخواتها، القوة الحقيقية الفاعلة في الأكوان، وإذكاء الدوران الصاخب الدائب، المولد للطاقات والباعث للحيوات في أصقاعه المتعددة، ومنها جرمنا المتناهي بالصغر، والذي يبدو كبيرا وفقا لقدراتنا الحسية والتصورية، التي تؤهلنا للبقاء والحياة.

فالعلم الحقيقي في الذي لا نعلمه، ولا يمكننا رؤيته بحواسنا المحدودة القدرات والمديات.

فقوة الوجود في اللاموجود، وطاقة الحياة في كونٍ لا نراه،  ولا نحسه، ولا نتصوره، لكنه فاعل فينا ويوجهنا إلى حيث يريد ويسعى.

عالم آخر تبحث فيه العقول، وتمعن بإكتشاف قوانينه، وإستخدامها لبناء واقع دنيوي جديد، سيؤثر على حياة البشر في القرن الحادي والعشرين، وتتواصل الأبحاث والدراسات والإكتشافات والإستنتاجات والإستخدامات والتصنيعات المتنوعة، المعتمدة على قوانينه ومعادلاته ومنطلقاته، التي ستأخذنا إلى عالم أبعد من الإفتراضي.

فالتماهي في الصغر لا يعني ضعفا وهوانا، وإنما تخزينا لقوة ذات شأن كبير في صناعة الآتيات.

ولهذا فأن الحالات التي تبدو وكأنها إندثرت، هي تكوّرت وإستجمعت طاقاتها القصوى في أصغر ما فيها من العناصر، وتجدها عندما تحين فرصتها تنبثق بإقتدارٍ جديد عارم الجريان.

أي أن توهم الضعف بالإنكماش إنحراف في التفكير يمليه الجهل المتعاظم الفاعل فينا، فحالما نفتح باب الإدراك حتى نجد العديد من الأبواب المغلقة، التي تدعونا لإكتشاف مفاتيحها وولوج عوالمها الخلابة، المزدحمة بما لا نعلم ولا نتخيّل.

وكذا الوجود في رحلة إتساع وإكتناز وإرتكاز على أصغر ما يمكن تصوره من الموجودات.

فهل سنتعلم أسرار نكون؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم