صحيفة المثقف

عقيل العبود: مشهد مُرَوَّعٌ

عقيل العبودوجدوا أنفسهم مغلولين بصورة لا يسمح لأرواحهم أن تقابل مصير حتفها المؤكد.. مهج تدب في دواخلها صيحات قيح ممزوجة بحرارة لاهبة، بعد تعليق الضحية بسلاسل حديدية، بصورة تشبه تسييخ الدجاج في ماكنة الشواء، ليبقى مخاض أنينهم مكبلًا وسط العراء.

وفي المكان إذ تستعر تحت أجسادهم، مسالخ النار المتقدة وهي تغفو على طريقة شواء هادئة، يستأنف الجناة أوامر حكامهم بحثًا عن الترقية.. أوجاع تضطرم، تسعى لان تقفز من محاجر عذاباتها، تصرخ بقوة، لتركن إلى خيبتها المتهالكة، تستنجد بصمت إصرارها، لعلها تستريح عند وقفات لوعتها المهولة.. إطارات بلاستيكية تلتهمها النيران، تروغ على اجسادهم، تأخذ أشكالًا اميبية كما حيوان مفترس، إذ المجني عليه، جثة مقيدة تتمنى أن تفك سيور شرنقتها، وتهوى مذعنة إلى آخر ما تبقى لها من أنفاس.

لغة القصاص هذه المرة ليست على شاكلة سكين يجيد ذبح الضحية، إنما هو تسويق لمشاهد جديدة في إزهاق الأرواح.. دواليب تحتدم مخالبها، تنصهر بصورة مرعبة، بينما إذعانا لأوامرها، جلود تلك الكيانات يجري اذابتها وفقًا لمشهد ينذر بجنوح آخر ما تبقى من مفردات الحقيقة الإنسانية.

هنالك تتحول اللحظة المباغتة إلى عروض مروعة لمسلخ يمارس صاحب القرار فيه كل ما يطيب له أن يفعل، حيثما منجنيق الموت يمارس دوره المرعب لالتهام طريدته على شاكلة هذا النمط من المشاهد.

***

عقيل العبود

.........................

* لقطة مصورة لإحراق أجساد بشرية من قبل تنظيمات داعش، بعد تعليق الضحية وترويعها.

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم