شهادات ومذكرات

عبد المالك ابو الأنوار (أبا تراب) نجمة زرقاء في مجرة الصفاء

najat zebayerعادة ما تستفزني القصائد لأكتب عنها، فأراني أسافر في متاهاتها، أحاول القبض على جمالها، لكن لفتت انتباهي قصيدة إنسانية تسللت لجسد الإبداع بشتى أشكاله؛ لترسم دوائر من الصفاء الروحي ، نعانق من خلالها ما هو أبهى وأجمل في هذا الوجود.

عبد المالك ابو الأنوار، هذا الإنسان الذي يحمل في يديه قنديل عوالمه ليضيء به فضاءنا، يكتب اسمه بماء النور الأسطع على لوح الحياة الثقافية.

عرفته وهو يجدف هنا وهناك في بحر أزرق، يرحب بكل المسافرين في متاهات اللغة، ويقدم لهم سلالا من الحلم الجميل.

هكذا يفتح روحه لكل العابرين، ويقرأ القصص التي ينام على إيقاع نبضها العشاق، والحيارى، والمعذبون، والتائهون...

  وكلما اجتاحت ريح النبل وجدانه، دق بقوة وتد الخيام فوق أرضه، كي يعانق سحر فراشات لا تحسن الطيران إلا من خلال كفه.

 الآن؛ هو غيمة تمطر حبا لكل المحترقين بالنار البروميثية، وكلما انتهى طريق، نراه يمشي في آخر يفتح دفاتره للفجر كي يتسلل إلينا همسه، ويضرب لنا موعدا تحت أغصان الروح، كي نعانق قسمات الغير بمحبة كبيرة.

هو عاشق للكلمة الجميلة، أنى حطت رحالها نراه يدق بابها و يستأذن حُجَّابها، ليقول لنا، هنا كتابات بإيقاعات مختلفة، علينا أن نسمع موسيقاها، فتغدو هذه القارة الزرقاء مرآة نلتقي في صفائها.

...يتحرك في وطن الكتابة فارسا يتشح برداء البهاء، ليواكب نبض الآخرين، ويصغي لكل الأصوات التي تصدح بين أهداب الثقافة الجادة، ليصنع لنفسه مكانة في قلوب كل من صافح أيامهم.

ابو الأنوار اسمه؛ وهو رمز جميل لوجه الثقافة العربية البعيدة عن طواحين الهواء،يراه كل محبيه شمسا تلاطف بأشعتها وجدانهم، وسفيرا  لعالم الكتابة المترامي الأطراف، فهو رجل قلما يجود الزمان بمثله.

 

نجاة الزباير

في المثقف اليوم