شهادات ومذكرات

الأديب الراحل جعفر سعدون لفته الجامعي وحديث عن الحياة والموت والغربة في الوطن (1- 2)

jafar almuhajir2هذه المقالة نفحة وفاء لمعلم راحل ضرب مثلا للمربي المخلص المتفاني من أجل زرع قيم الخير والمحبة وزق العلم في نفوس الناشئة علاوة على كونه باحثا وأديبا وشاعرا متميزا. وقد تجسدت في شخصه قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي:

قف  للمعلم  وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أعظم أو أجل من الذي

يبني وينشئ أنفسا وعقولا

ربما لايعرفه الكثيرون في الأوساط الثقافية لكنه كان يعرف نفسه جيدا ولا يسعى إلى شهادة من أحد لكي يقول عنه أيها الأديب الكبير والشاعر المعروف بحكم بساطته وسيرته الطيبة،وابتعاده عن المظاهر الزائفة الخادعة التي سرعان ماتغيب وتتلاشى كالسراب. وهي الظواهر التي تميزت بها الساحة الثقافية في العراق لأعوام طويلة وما زالت كذلك حتى يومنا هذا.

كان يقضي معظم وقته في البيت بعد أن ينهي عمله في المدرسة وهو أحد الأسباب التي جعلته غير معروف في الأوساط الثقافية المتخمة بالعلاقات والمجاملات الشخصية والزيف على حساب الثقافة الأصيلة.

وهب جعفر سعدون لفته الجامعي حياته لتربية الأجيال وللأدب والثقافة والمطالعة باحثا في بطون الكتب عن المعرفة،ساعيا لها بكل جوارحه ولو تطلب منه ذلك السفر للبحث عن كتاب معين رغم ظروفه الصحية والمعيشية القاسية التي لم تتح له الحصول على شهادة عالية. لكنه ظل أعلى منها بثقافته التي تكونت من خلال البحث والمطالعة المستمرة. وقد سبقه العديد من المبدعين في هذه الحياة الذين لم تتح لهم ظروفهم الصعبة إكمال دراستهم العليا، وظلوا يمتلكون قدرات ثقافية عالية بلغت بهم الآفاق . ويمكننا أن نذكر عددا منهم وأولهم عباس محمود العقاد ذلك الكاتب والشاعر والمؤرخ الموسوعي الذي أبدع في العبقريات وألف حوالي مئة كتاب في مختلف شؤون المعرفة، ورفض قبول شهادة الدكتوراه الفخرية التي عرضتها عليه جامعة القاهرة. والكاتب الكبير مصطفى صادق الرافعي والروائي خيري شلبي والشاعر إيليا أبو ماضي والأديب الكبير إبراهيم أصلان وأشهر روائي في أمريكا اللاتينية هو جابريل جارسيا ماركيز وعملاق الأدب الروسي تولستوي مؤلف ملحمة الحرب والسلام والروائي الأمريكي الشهير أرنست همنغواي مؤلف رواية الشيخ والبحر وآخرون .   

لقد كان جعفر سعدون لفته الجامعي أديبا وباحثا متميزا وشاعرا قديرا متمكنا من اللغة العربية ومفرداتها واشتقاقاتها وأساليبها البلاغية إضافة إلى كونه مربيا فاضلا أحب تلامذته وزملائه وأحبوه لبساطته وخلقه الرفيع. وكرس جل حياته لتربية الجيل مع حبه الشديد للكتاب. وفي غمرة الشقاء الذي عشعش في المجتمع العراقي جراء الحروب والحصار وقلة ذات اليد وكان نصيبه منه وافرا لكن إرادته ظلت قوية في الكتابة والتأليف بعد أن طلق كل المظاهر الزائفة واختار بيته سجنا له. وكان يعتبرالتحصيل الثقافي من خلال الكتاب بمثابة أوكسجين الحياة والغذاء الفكري ومصباح ديوجين الذي ينير له الطريق. وغالبا ماكان يحلم بعالم إنساني نقي غير ملوث بأدران العصر لكن الرياح كانت تجري بما لاتشتهي السفن. فعاش في غربة موحشة في وطنه الذي تحول إلى غنيمة يتناهبها لصوص أشرار لايقيمون وزنا للمشاعر الإنسانية.

قضى الجامعي جعفر سعدون أكثر من ثلاثين عاما في مهنة التعليم يربي الناشئة على قيم الخير والمحبة والوطنية والعطاء ويقرأ ويؤلف بصمت، ويضع مؤلفاته التي يكتبها بخط يده على رفوف مكتبته البسيطة القديمة، ويعرضها على أصدقائه بين آونة وأخرى رغم الأعباء العائلية الثقيلة الملقاة على عاتقه كونه رب أسرة كبيرة تعتمد في عيشها على راتبه الشهري إعتمادا كليا وكأن لسان حاله يقول:

أفنيت عمرك بين اللوح والقلم

تبني السرائر بالإيثار والقيمِ

كشمعةٍ أنت في الآفاق لاهبةً

عبر المسالك تجلو حالك الظلمِ

ولد في منطقة العزة التابعة لمدينة الكوت عام 1940 وكان أسمها القديم (الفيصلية) وتقع على الضفة الأخرى لنهر دجلة. والكوت مدينة جميلة هادئة على شكل شبه جزيرة يحيط بها نهر دجلة من ثلاث جهات واهلها طيبون مسالمون ومتعاونون في الضراء والسراء ولم تفرقهم نعرة قومية أو مذهبية رغم الاحداث السياسية الصاخبة والمضطربة التي مرت على العراق طيلة نصف قرن، وسيطرة الإقطاع أثناء الحكم الملكي, وما لحق بالوطن من ويلات جراء الإحتلال الأمريكي البغيض وظهورالنعرات المذهبية والقومية المرافقة له على السطح بعد سقوط النظام الدكتاتوري الصدامي.   

إنحدر جعفر سعدون لفته الجامعي من أسرة فلاخية بسيطة واستمد منها الاعتزاز بالنفس والعفة والصدق وحسن الخلق والمعاشرة والوفاء وغالبا ماكان يتردد على سدة الكوت المعروفة ويسمع خرير مياه دجلة الخالد من تحتها ويتأمل النهر الذي كان يوما غزيرا بمياهه، متدفقا كالشلال من تحت بوابات تلك السدة التي تميزت بها المدينة. فأوحى له ذلك الخرير الهادر بأشياء معنوية كثيرة منها الإصرار والاندفاع والمضي في طريق البحث والكتابة دون توقف رغم كل الجفاف الفكري الجاثم على صدر المدينة.

وفي المرحلة المتوسطة قرأ لمصطفى لطفي المنفلوطي، ومصطفى صادق الرافعي، ونجيب محفوظ ، ويوسف السباعي ، وميخائيل نعيمه ،وجبران خليل جبران،وحافظ إبراهيم ، وإبراهيم عبد القادر المازني ،وإبراهيم ناجي، ومعروف عبد الغني الرصافي وجميل صدقي الزهاوي ومحمد مهدي الجواهري، ومحمد عبد الحليم عبد الله وعبد الملك نوري وغائب طعمه فرمان وغيرهم من الشعراء والأدباء المعروفين خلال استعارته لتلك المؤلفات من إحدى المكتبات الأهلية في المدينة لقاء فئة العشرة فلوس المعدنية التي كان يدخرها كل أسبوع ويسلمها لصاحب المكتبة ثمنا للإستعارة الإسبوعية . وتوسعت قراءته خلال المرحلة الثانوية فشملت الشعر الجاهلي ،والجاحظ وآبن العميد وابن المقفع وإبن رشد ومحي الدين بن عربي وعمر الخيام والحلاج وجلال الدين الرومي وابن المقفع ودواوين المتنبي والبحتري والمعري وأبي تمام والشريف الرضي والسياب ونازك الملائكة والبياتي وغيرهم الكثير. وقرأ القرآن ونهل الكثير من الفلسفة اليونانية والعربية والتراث العربي شعرا ونثرا. وقرأ للأدباء الأدباء الروس تولستوي ودستوفسكي وبوشكين ومكسيم غوركي وغوغول ولأدباء الغرب غوته وكافكا . وأليوت والبير كامو وأرنست همنغواي ووالت وايتمان وغيرهم فتكون لديه خزين ثقافي ثر إستطاع أن يؤلف من خلاله تلك المخطوطات التي ظلت قابعة على رفوف مكتبته تنتظر اليد التي تنقذها وتخرجها إلى النور.

ورغم إلحاح زملائه لم يطرق باب أي مسؤول في وزارة الثقافة ليساعده في طبع أحد كتبه لأنه كان يملك عزة نفس فريدة ويعلم جيدا إن أحدا في هذه الوزارة العتيدة التي توالى عليها وزراء لاشأن لهم بالثقافة لم يسعف طلبه. وقد حاول إبنه طبع ديوان شعر له في الأردن فاصطدم بعقبة المال الذي حال دون ذلك. وبعد وفاته طبع له بعض أصدقائه ديوانه (خوابي العمر) طبعة متواضعة. واحتوى بين دفتيه 32 قصيدة تدور معظمها حول فلسفة الحياة والموت والغربة في الوطن. وقد كتب الدكتور ثائر العذاري مقدمته. 

وسارت عجلة الزمن وأديبنا يقرأ ويؤلف. وبقي فقيرا لايملك من حطام الدنيا شيئا سوى كتبه المخطوطة التي خطها بأنامله على ضوء خافت في صومعته التي كانت عبارة عن غرفة بسيطة في داره على مر أعوام خدمته في التعليم حيث كان يزيل الغبارعنها بين الفينة والأخرى وتكاد الحسرة تأخذ بخناقه حين يعيد ترتيبها وكان كاتب هذه السطورغالبا مايشهد تلك الحاله المؤلمة.  

وكان أمله الوحيد أن يرى أحدها مطبوعا لكن ذلك الأمل لم ير النور في حياته. وبعد وفاته بعامين تفقدت زوجته أم لميس مخطوطاته فوجدت ورقة مكتوب عليها عبارة بخط يده:

(إلى من يقرأ عبارتي هذه ويستطيع إحياء ذكري بعد وفاتي أتمنى أن يحقق أمنيتي وأنا في قبري بطبع أحد مؤلفاتي إذا كان قادرا على ذلك وله الأجر والثواب) فاغرورقت عيناها بالدموع وآلت على نفسها أن تقوم بجهد شخصي وتطبع أحد كتبه رغم قلة ذات اليد وعدم خبرتها بهذا الأمر. وسافرت إلى بيروت واتفقت مع أحد الناشرين وتم طبع الكتاب الذي عنوانه (شواهد المثلث في القرآن الكريم) في مطبعة (دار الأثر) وهو دراسة قيمة تتمثل في إيراد حركات لثلاث كلمات تتشابه في الأصل والوزن وترتيب الحروف غير أنها تختلف في حركة فائها أوعينها سواء أكانت هذه الكلمات متفقة المعنى أم مختلفة.

كان الراحل قارئا نهما من الطراز الأول. يستغرق في مطالعاته ساعات طويلة مفضلا إياها على الأمور الحياتية الأخرى التي كانت ترمي بكل ثقلها على كاهله. وقد كنت وعدد من المعلمين نجتمع في داره البسيطة ونتداول أطراف الحديث في مختلف شؤون الحياة. وفي زمن الحرب العراقية الإيرانية كان حديثنا يدور حول أهوال تلك الحرب الكارثية بعد أن التهمت نيرانها مئات الألوف من شباب البلدين.

وكنا نتطرق فيها إلى تلك (المهرجانات الثقافية) المبتذلة التي كان جلاوزة النظام الصدامي يقيمونها لتقديم المديح لرأس النظام. أولئك الذين صيروا الثقافة أبواقا وأحذية للدكتاتور وبعضهم مازال يتصدر المشهد الثقافي بعد أن غيروا ثيابهم ، وانتموا إلى الأحزاب التي سيطرت على كل شيئ ومنها الثقافة وهي والثقافة على طرفي نقيض. 

وكانت فترة الحصار الظالم شديدة الوطأة على الشعب العراقي، وخاصة طبقة الموظفين وقد عشنا تلك الفترة القاسية بكل أبعادها واضطررنا لبيع كل مانملك من حطام الدنيا لكي نبقى على قيد الحياة. فباع الراحل جعفر سعدون معظم كتبه النفيسة بثمن بخس إلى تاجر كتب وقال لي أثناء بيعها :

(هذا هو أقسى يوم في حياتي وكأن سيفا هوى على سنابلي وحولها إلى هشيم) وكان قلبه المريض يزداد ألما.

 ورغم الضغوط التي كانت عليه لم يلوث قلمه قط بمدح الدكتاتور والطغمة البعثية الجائرة وبقي في صومعته يقرأ ويؤلف دون أن ينشر كلمة واحدة في ذلك الزمن المجدور. وكم من مرة استمعت إليه وهو يقول:

(أليس من حقنا أن نعيش كبشر في وطننا الغني الذي وهبه الله هذه الثروات العظيمة بدلا من أن يتخطف الموت أبناءنا في الصحارى والوهاد والوديان في حرب عبثية طاحنة أشعلها دكتاتور يريد أن يبني من جماجم أبناء شعبه صرحا له كصرح فرعون ليقول عنه المطبلون والمزمرون والأذناب ماأعظمك سيدي!؟ ولكن لايمكن لصفة القداسة الزائفة أن تدوم طويلا . ولابد أن يدفع الدكتاتور ثمن تصرفاته الكارثية التي أدت إلى سفك أنهار من دماء الشعبين العراقي والإيراني)

 وأثناء الحرب مسخت الثقافة تماما الثقافة وتحولت إلى حذاء يلبسه الدكتاتور. وصارت وزارة الثقافة سوقا للدعاية والتهريج وإقامة الحفلات بأعياد ميلاده، وطبع مايكتبه الأزلام المنتفعون من مدح له على حساب مآسي الشعب دون أن يفكر أحد من المسؤولين فيها بطبع كتاب واحد لمثقف لايسير في ركاب الزمرة الحاكمة. في الوقت الذي كانت الحرب تلتهم مليارات من الدولارات وتترك وراءها الموت والدم والخراب. وكانت تلك الأيام تجسد غربة المثقف التي يعيشها في كل لحظة من حياته رغم وجوده في وطنه.

أهم مؤلفاته المخطوطة :

1- سفر المناجاة. (ديوان شعري)

2- قربان قبل مجيئ الصحو(ديوان شعري)

3- معجم شعراء الإصابة (من جزأين)

4- شواهد المثلث في ألفاظ القرآن الكريم طبع بعد وفاته من قبل زوجته.

5- المختار من ديوان الرجز.

6- رؤيا الأصابع الحزينة (ديوان شعري)

7- من خوابي العمر (ديوان شعري) طبع بعد وفاته من قبل زملائه.

8- الأشجار تصرخ عندما تهب الريح(ديوان شعري)

9- العيش في زمن مستعار (سيرة ذاتية)

10- قصائد ومقالات متناثرة في مختلف شؤون الحياة.

وربما كانت له مؤلفات أخرى لاعلم لي بها.

لم يفارق جعفر سعدون لفته الجامعي مدينته الكوت إلى أن بلغ السبعين من العمر بعد أن أصيب بمرض في القلب. وكنت كلما أطلب منه أن يهتم بنفسه، ويستمر على العلاج كان يردد الآية الكريمة :

(قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

ولم ينتم طيلة حياته إلى حزب. وكل من عرفه أحبه لبساطته الشديدة وأسلوبه الشيق في الحديث وطبيعته الهادئة الرزينة، وأدبه الجم . وخاصة بين الأسرة التعليمية التي كان ينتمي إليها. وكان يردد دائما البيت الشعري :

لاتبك ميتا ولا تفرح لمولود

فالميت للدود والمولود للدود.

وغالبا ماكان يردد أبياتا عن الحياة والموت لأبي العلاء المعري في لزومياته والتي كانت لاتفارقه:

بنو الدهر مهلا إن ذممت فعالكم

فإني  بنفسي  لامحالةً  أبدأُ

متى يتقضًى الوقتُ والله قادرٌ

فنسكنُ في هذا الترابُ ونهدأُ؟

تجاوز هذا الجسم والروحُ برهةً

فما برحت تأذى بذاك وتصدأُ

لقد كانت تربطني بهذا المعلم العصامي والأديب أكثر من وشيجة كوننا كنا نمارس مهنة التعليم ومتقاربين في العمر وجارين نلتقي صباح مساء لمدة ربع قرن وقارئين متابعين للثقافة وحين صرحت له برغبتي في الرحيل بعد أن زيف المزيفون من أعوان الدكتاتور كل معاني الحياة ،وحولوها إلى صور للموت الزؤام تتخطف الإنسان العراقي في وطنه قال لي بالحرف الواحد:

(عليك أن تستعجل بالأمر مااستطعت إلى ذلك سبيلا. فالموت البطيء يزحف على القلوب والأرواح وعلى الحجر والشجر هنا. والغربة القاتلة في الوطن تأخذ بخناقنا في كل لحظة نعيشها . وما أكثر الخيول الأصيلة التي يمتطيها السراق والجهلة في هذا الوطن الذي أصبح ملكا عضوضا للدكتاتور وعائلته وأزلامه المتعطشين للدم . فارحل ياصديقي وربما ستجد من يسعف لك جراحك هناك . . أسرع في الرحيل ياصديقي فإن وراء الأكمة غيوم داكنة ولولا مرض القلب الذي أعانيه ومسؤولياتي العائلية الكبرى هنا لفكرت بالخلاص كما تفكر أنت تماما أما أنا فسأبقى هنا متمثلا بقول الشاعر:

فما  للفتى إلا انفرادٌ ووحدةٌ

إذا هو لم يرزق بلوغ المأرب.

 قضى الراحل جعفر سعدون لفته الجامعي عمره داخل الوطن وهو يعاني غربة قاتلة وقلبه ينزف لكنه كان مغرما بحب الأرض والإنسان والخير والجمال فتفاعلت تلك الروح الوطنية والإنسانية المتأججة مع المعرفة وأنجبتا كاتبا وشاعرا أصيلا. وقد بعث لي ببعض قصائده وأنا في غربة المنفى إلى اليوم الذي توفي فيه بهدوء في فراشه في إحدى الليالي شتاء عام 2010 .  

ظل الأديب الراحل والمعلم الإنسان جعفر سعدون لفته الجامعي   سنبلة شامخة تعج بالعطاء رغم جرحه العميق إلى اليوم الذي خطفه الموت وليس لي إلا أن أقول:

ملء السنابل تنحني  بمهابة

والفارغات رؤوسهن شوامخ.

 

جعفر المهاجر.

   

 

 

في المثقف اليوم