شهادات ومذكرات

عود على قائمة المترجمين العراقيين عن الروسية

ضياء نافعاستلمت العديد من التعليقات والآراء المختلفة بشأن مقالتي الموسومة – (قائمة اولية بالمترجمين العراقيين عن الروسية)، وقررت ان اكتب جوابا لكل هذه الملاحظات، لاني اعتقد جازما، ان الموضوع يستحق التوسع و وضع النقاط على الحروف كما يشير القول المشهور.

اولا، اود ان اعبر عن اعتزازي بمن ارسل هذه التعليقات بغض النظر عن روحية العتاب التي جاءت في بعضها، وثانيا، اود ايضا ان اعبر عن فرحي وسروري بردود الفعل السريعة، اذ ان ذلك يعني حيوية هذا الموضوع وحتى ضرورته في حياتنا الثقافية، وثالثا، اود ان اذكّر الجميع باني اشرت الى ان شخص واحد (وانا اقترب من العقد الثامن من عمري) لا يمكن ان يؤدي هذه المهمة لوحده ابدا، ودعوت بصريح العبارة الى مشاركة الآخرين بوضع هذه القائمة المهمة، بل واقترحت ان تكون هناك لجان متعددة وحسب الاختصاصات لتنفيذ هذا العمل الكبير، وردود الفعل التي استلمتها تؤكد – مرة اخرى – هذه الحقيقة العلمية البسيطة والساطعة في آن، ورابعا، اود ان اكرر ما ذكرته في مقالتي تلك، وهو اني أحلم ان أرى قائمة تفصيلية بالمترجمين العراقيين عن الروسية مع الاشارة الى اعمالهم الترجمية، وذلك لان هذه القائمة – في حالة تحقيقها - ستكون دليلا ومصدرا مهما للباحثين في هذا المجال الفكري المهم، وستؤدي دراسة هذا الدليل وتحليله الى السير ابعد واعمق في تطوير العلاقات الفكرية بين الشعبين، والى اخضاع عملية الترجمة نفسها الى اسس علمية دقيقة.

والآن اتوقف قليلا عند ابرز الملاحظات التي وردت في هذه التعليقات، ولعل اهمها ما كتبه الزميل العزيز والباحث الكبير أ.د. ميثم الجنابي، اذ أثار اولا موضوع المترجم الياس شاهين، وهل هو عراقي ام لبناني؟ والحقيقة ان هذا الموضوع طرحه عليّ بعض الزملاء ايضا، وقد أجبتهم بانه عراقي، وانا قابلته شخصيا ولعدة مرات في القسم الداخلي لجامعة موسكو في بداية الستينات، حيث كان يدرس في قسم الدراسات العليا (الاسبيرانتورا) في كلية الاقتصاد، وهو من يهود العراق، الذين رفضوا الهجرة الى اسرائيل في حينها بداية الخمسينات، واستطاع الوصول الى الاتحاد السوفيتي مع مجموعة صغيرة عراقية من اليهود ايضا، وهم كلهم من القريبين من الافكار الماركسية طبعا، وكان الياس شاهين حساسا جدا و يتجنب الاختلاط بالعراقيين في جامعة موسكو نظرا لكل هذه العوامل والوقائع، وكنّا نحن الطلبة آنذاك نعامله باحترام، اذ انه كان أكبر منّا سنّا ويتصرف وفق أخلاقية عالية وأدب جمّ. لقد ارتبط الياس شاهين بحركة الترجمة في الاتحاد السوفيتي منذ الخمسينات، وكان هو أحد واضعي قاموس الجيب الروسي – العربي الصغير، والذي استخدمناه عند وصولنا للدراسة في موسكو بداية الستينات، اذ لم يكن هناك اي قاموس آخر، وليس عبثا ان الياس تخصص بعدئذ بالترجمة السياسية، وبالذات لكتب ماركس وانجلس ولينين، ولا زالت مطابع بيروت تعيد طبع ترجماته . اما الجزء الآخر من تعليق الجنابي، فانا متفق معه كليا، اذ ان الترجمة عن الروسية الى العربية لم تبلغ بعد (سنّ الرشد !!!)، وهذا موضوع يرتبط بمستوى الثقافة ومسيرتها في مجتمعاتنا العربية، وأظن، ان وضع قائمة بالمترجمين العراقيين عن الروسية هو بداية طريق التحليل العلمي السليم لحركة الترجمة عن الروسية والتخطيط لمسيرتها اللاحقة .

التعليق الاخير الذي اود التوقف عنده قليلا هوملاحظات احد طلبتي سابقا وزميلي في التدريس لاحقا وهو الرئيس السابق لجمعية المترجمين العراقيين الدكتور علي عدنان، وانا متفق معه بشكل عام، رغم بعض السمات الحادة التي جاءت في تعليقه، وقد ذكرت في مقالتي الى عدم قدرة شخص واحد القيام بهذا العمل العلمي الكبير، غير اني أردت ان احرّك (المياه الراكدة !) ليس الا، ولكني اريد ان اعلق على تهمة خطيرة جاءت في ثنايا ذلك التعليق، وهي ان يضع شخص اسمه على غلاف كتاب مترجم، واتمنى يا اخي د. علي ان تفضحوا مثل هذه الظواهر في اوساطكم، اذ اننا لم نعرف مثل هذا التدني والانحدار في زماننا.

اخيرا، اقدم ملحقا باسماء المترجمين العراقيين عن الروسية، والذين فاتني ذكرهم في مقالتي تلك مع الاعتذار لهم، واشكر الاصدقاء الذين ساعدوني على تلافي ذلك السهو، واود ان اؤكد مرة اخرى ان هذا العمل يبقى غير متكامل دون مشاركة الآخرين.

 

الاسماء

د. اكرم عزيز // د. ايناس طارق // د. برهان جلال // د. برهان شاوي // خلف حامد // د. سامر أكرم // د. سعد عجاج // د. سلمان احمد اسماعيل // صادق حسين // د. صادق كمر // ضياء خميس العبادي// د. عبد الجبار الربيعي // المرحوم عدي عجينه // د. علي عدنان مشوش // د. غالب عبد حسين التميمي // فاضل فرج // د. فردوس بريهي // المرحوم د. فلاح الفلاحي// د. كفاح الجواهري // مالك حسن // د. محمد سعدون // المرحوم د. محمد صبري// محمد فريح // د. محمود غازي// د. ميثاق محمد // د. ناظم مجيد الديراوي // د. نهله جواد // المرحوم د. نوري السامرائي // هاشم الموسوي // هيلان كريم // د. ياسين حمزه .

 

أ. د. ضياء نافع

 

 

في المثقف اليوم