شهادات ومذكرات

حبيب الشاروني.. فيلسوف الجسد

محمود محمد عليليس من المعقول أن تمر هذه الأيام علينا ذكري وفاة الأستاذ الدكتور حبيب الشاروني (أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بكلية الآداب – جامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية)، وأن نمر عليها مرور الكرام، دون ذكر أو وقفة أو تسليط الضوء على شيء من منجزات هذا المفكر الكبير، الذي تمثلت فيه إنسانية الفطرة الأصيلة، وعظمة الأستاذ الأكاديمي الهادئ المتزن، وطموح الدارس المهموم بشئون الحياة من وجهة نظر فلسفية، فقد كان شغوفاً بالفلسفة منذ صباه وهو لا يزال بعد طالباً بالتعليم الثانوي، ينكب علي مؤلفات عبد الرحمن بدوي قارئاً نهماً، علاوة علي أنه كان أستاذاً بكل ما تحمله كلمة الأستاذية من معان نبيلة وقيم سامية، وكان رحمه الله مخلصاً للفكر بغير حدود ولم يكتب في حياته مقاله واحدة يسعي بمقتضاها إلي الشهرة. لقد عرف خطورة الكلمة المطبوعة وأنها تعد أمانة في أعناقنا، وأننا إذا لم نلتزم بذلك فقد انتشر الفساد والإفساد.

فلا أنسي تلك الكلمات الرائعة التي قالها في حقه أستاذي الدكتور عاطف العرافي (في مقاله الشهير حبيب الشاروني كما عرفته) قال :"كان يوماً حزيناً في حياة المشتغلين بالفكر الفلسفي وبقية أرجاء العالم العربي حين اهتزت أسلاك البرق معلنة وفاة رائد من رواد الفلسفة في عالمنا الذي نعيش فيه، وأستاذاً أخلص للعلم والمعرفة إخلاصاً بغير حدود ؛ بحيث كانت أفكاره هي حياته، وحياته هي أفكاره؛ إنه الزميل والصديق والإنسان حبيب الشاروني، والذي عرفته عن قرب طوال فترة زادت علي ربع قرن من الزمان .

كما لا تزال ترن في أذني تلك الكلمة البليغة التي قالها في حقه الأستاذ والمفكر الكبير محمود أمين العالم عندما قال :"... ما أقسي الجرح علي الجرح .. جرحان يتواليان علي قلوبنا كأنهما علي موعد. والحق أن كل من العزيزين الفقيدين حبيب الشاروني ومحمود رجب كان دائماً في حياتهما المتبتلة، وإبداعهما، واهتماماتهم الفكرية، وأخلاقهما النادرة كان علي موعد ولقاء دائم فيما بينهما دو اتفاق شأن فراقهما عنا أخيراً، ولكنهما لم يكونا معنا علي موعد بهذا الفرق القاسي نحن زملائهما من أعضاء لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة.

كما لا أنسي تلك الكلمات الرائعة التي قالتها في حقه الدكتور" صفاء عبد السلام جعفر" : : عرفته أنساناً نبيلاً حينما أصبح النبل كلمة نادرة في قاموس الحياة ...وعرفته إنساناً متفانياً في كل نصيحة أسداها مخلصا لي ...وعرفته صلباً يتحمل الألم في صمت، فإذا ما اشتدت المعاناة انسحب في هدوء وإباء لا يعرف الشكوى... عرفت من خلاله أن الإنسان موقف وقد شاء القدر أن تجمعني به عدة مواقف كان فيها دوما الإنسان العظيم الذي لا يحيد عن مبادئه مهما كلفه الأمر ... في بداية عهدي به أستاذاً في القسم كان متوحداً، متفرداً، يشعرك دوماً بأنه قيمة في ذاته، فإذا ما دنوت منه تسأله تفسيراً أو شرحاً لأمر ما أدهشك من فيض نبله وكرم خلقه ... ثم عرفته أستاذاً عظيماً في مناقشتي لرسالة الدكتوراه فلم يضن علي بتشجيع أو إسداء نصح.

والحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون وهي أن الدكتور حبيب الشارونى هو واحداً من كبار الرواد في دراسة الفلسفة الفنومنولوجية، وقد استطاع من خلال بحوثه ومؤلفاته أن ينقل البحث في الفنومنولوجيا من مجرد التعريف العام بها، أو الحديث الخطابي عنها – إلي مستوي دراستها دراسة موضوعية، تحليلية – مقارنة؛ وقد كان في هذا صارماً إلي أبعد حد: فالنص الفلسفي لديه هو مادة التحليل الأولي، ومضمونه هو أساس التقييم، والهدف منه هو الذي يحدد اتجاه صاحبه.

لقد كانت حياة حبيب الشاروني رمزا لكثير من القيم الخلقية، كما أن علمه الشمولي والتحليلي في مجال الفلسفة الحديثة والمعاصرة، فضلا عن إلمامه الدقيق باللغات الفرنسية والإنجليزية واللاتينية من أهم أسباب التي جعلتني أكتب عنه ـ أما مؤلفاته فقد تميزت وتميزها بدءا من "برجسون"و"سارتر"، مرورا بفكرة الجسم في الفلسفة الوجودية، و"الوجود والجدل في فلسفة سارتر "، وفلسفة" فرنسيس بيكون"، و"مين دي بيران "و"العين والعقل لميرلوبونتي"، وانتهاءً بفلسفة "جان بول سارتر"، فضلا عن ترجمة محاورة بارمنيدس لأفلاطون إنها تمثل (كما قالت د. راوية عباس في مقالها عنه ) كوكبة تثري المكتبة الفلسفية بموضوعات جادة ومتخصصة في كل زمان ومكان. ولو أضفنا إلي سلسلة كتبه الأخرى القيمة مجموعة أبحاثه العلمية بدءا من "الله إلي الإنسان"، و"العلاقة بين الأنا والآخر في فلسفة سارتر"، فضلاً عن الاغتراب في الذات، وانتهاءً بأصول المنهج الفلسفي عند أفلوطين لتبين لنا رحابة الإنتاج العلمي ودورانه في فلك الفكر الفلسفي اليوناني والحديث والمعاصر .

وكان الدكتور حبيب الشاروني قمة في التواضع، فهو الإنسان بكل ما تحمله كلمة الإنسان من معاني ودلالات، فلقد وهب حياته كلها للجامعة: تعليماً وبحثاً، وظل اهتماماته الرئيسية هي اهتمامات أستاذ جامعي يسعي إلي أن يرتفع بعمله إلي أعلي مستوي ممكن، ومن هنا فإنه يمثل القدوة والريادة وستظل كتاباته تمثل المنارة التي يهتدي بها الإنسان في الظلام تمثل الشعلة الخالدة، شعلة الفكر، وما أعظمها من شعلة .

واسمح لي عزيزي القارئ أن أتحدث عن "حبيب الشاروني... فيلسوف الجسد" ؛ حيث يعد مفهوم الجسد مفهوماً مستعصيا علي الفهم، نظراً لتراكم الدلالات حوله، بالإضافة إلي تقاطعه مع مفاهيم أخري، مثل البدن والجسم، وتقابله مع مفاهيم مثل الروح والنفس داخل التصور الميتافيزيقي، والجسد يمثل موضوعا من موضوعات الوجود والمعرفة المطمورة والمهمشة ؛ حيث وجدنا أفلاطون لم يهتم بالجسد بقدر ما كان اهتمامه موجها للنفس ؛ حيث يري أن الجسد منجذب إلي الملذات، بينما النفس تصبو إلي العلم والحكمة، وبالتالي أضحي الجسد في معناه الأفلاطوني حاويا وسجنا للنفس.

وعندما جاء أرسطو أقام تقسيمه للموجودات علي أساس أن بعضهما موجود بالطبع، والبعض الآخر غير ذلك . وفي حدود هذا التقسيم يعد الجسم الإنساني موجوداً طبيعياً تدرسه الفلسفة بغية الكشف عن ماهيته ومبادئه، ولكن البحث في الجسم الإنساني قد تأثر في بعض العصور بالرؤي الدينية والأخلاقية التي أدت إلي الإقلال من شأن الجسم ؛ في حين أنه لدي الاتجاهات الأخرى المادية أعُتبر الجسم هو الأصل الذي تُرد إليه مظاهر الحياة النفسية كلها (وذلك كما أكد صديقي الدكتور رمضان الصباغ رحمة الله عليه في مقاله عن فكرة الجسد عند حبيب الشاروني).

وقد عمل مذهب الوحدة علي حل إشكالية ثنائية النفس والجسد بإرجاع الأشياء جميعاً إلي أصل واحد ومبدأ واحد، إلا أن أهم فلاسفة العصر القديم ونخص بالذكر أفلاطون وأرسطو يمكن اعتبارهما من أتباع المذهب الثنائي، وقد كان تأثيرهما كبيراً حتي علي مفكري وفلاسفة العصر الحديث ؛ حيث ظلت المشكلة تخضع لفكرة الماهية أو الجوهر، وهي الفكرة التي وُرثت عن أفلاطون بصفة خاصة ، حيث وضع أفلاطون الجسد في مرتبة أقل من النفس كما ذكرنا من قبل، فلم يكن للجسم وجود حقيقي لدي أفلاطون، ونفس الثنائية نجدها عند أرسطو وإن كان لا يعتبر طرفيها منفصلين تمام الانفصال كما هو الحال عند افلاطون وهي ثنائية الهيولي والصورة (وذلك حسب ما ذكره الدكتور رمضان الصباغ) .

ويعد ديكارت أول فيلسوف ثنائي اهتم بمشكلة الجسم، وإن بقيت عنده مشكلة طبيعية، كما كانت في الفلسفة القديمة، وثيقة الصلة بالعلم الطبيعي . إلا أن أهم ما تمضي إليه فلسفة ديكارت، وكل الاتجاهات المثالية، هو إغفالها الوجود الجسماني ؛ فمثالية ديكارت لا تقف فحسب عند وضع الجسم والانفعال في مرتبة أدني مع النفس والتفكير؛ بل تذهب إلي حد التفكير في استبعاد الجسم. أما مع مين دي بيران فقد كان اكتشاف اتحاد النفس يعود إلي اكتشاف الواقعة الأصلية الأولية، وهي واقعة الجهد العضلي، وقد أتاح له هذا الاكتشاف أن يقيم فلسفة الجهد والإرادة، وهو بذلك يعود غلي الفكرة اليونانية القديمة التي ترجع إلي " الأورفية" وهي فكرة التمييز بين الجسم والنفس، وهو بذلك يكرس الثنائية رغم محاولته أن يستمد الاتحاد من الشعور بالأنا في تجربته الباطنية (وذلك حسب ما ذكره الدكتور رمضان الصباغ) .

وقد ظلت المشكلة قائمة لدي فلاسفة القرن التاسع عشر، ومع ظهور مذهب التوازن النفسي الفسيولوجي الذي يقابل بين الحالة النفسية والحالة الجسمانية نجد أن الأمر قد توقف عند هذه النتيجة دون أن يقدم التفسير لهذا التقابل،وقد حاول هذا المذهب ارجاع الظواهر النفسية إلي تغيرات جسمانية تقابلها في التنفس / في الدورة الدموية، أو الإفرازات، أو الحركات العضلية، كما حاول تحديد الأعضاء أو المراكز العصبية التي تقابل كل وظيفة نفسية ليصل في النهاية إلي المراكز الدماغية التي تسيطر علي وظائف النطق والحديث. وهذه النظرية (نظرية التوازي) لم تكن مبدأ تفسير بل كانت بمثابة أسلوب منهجي، أي كفرض يوجه البحث، ويساعد في الوصول إلي النتائج، هذا كان ما جاء في الفصل الأول من كتاب فكرة الجسد في الفلسفة المعاصرة، والكتاب يمثل الجزء الأول من مشروع يتبناه الدكتور الشاروني وبدأ في تنفيذه في خروج هذا الجزء عام 1974، بينما خرج الجزء الثاني سنة 1977 بخروج كتاب الوجود والجدل في فلسفة سارتر، ثم خروج الجزء الثالث عام 1981 بخروج كتاب " فلسفة جان بول سارتر " .

وفي مقدمة كتاب فكرة الجسد في الفلسفة الوجودية يبين الدكتور حبيب الشاروني أنه كغيره من دارسي الفلسفة صاحب تجربة، وتجربته تعود إلي سنوات إقباله علي تعليم الفلسفة، وأحس أنه حائر بين وجهتين، هما التصورية التي تبدأ بالفكر أو النفس وتقف عنده وقد استعدت الجسم واعتبرته مجرد تصورات وتقف عنده وقد استبعدت الجسم واعتبرته مجرد تصورات، والوجهة المادية التي اضافت القيمة الذاتية للمادة لا الفكر، واستبعدت النفس حين اعتبرتها مجرد فكرة طارئة علي تغيرات الجسم، ولم تكن تلك الحيرة فلسفية بحتة، وإنما كانت حيرة تلتمس السبيل إلي السيطرة علي الجسد من أجل السيادة عليه.. "، وهو موقف وجودي وسارتري (كما ذكر الدكتور مصطفي العبادي في مقاله حبيب الشاروني .. الصديق والإنسان) فوق كل شئ وثيق الصلة بقيمة الحرية ومفهوم الإنسانية في فلسفة سارتر،من حيث أن الوجود المادي للفرد فعل طبيعي، وأن علي الفرد بإرادته الحرة إعادة إنشائه ليصبح إنساناً وجودياً حقاً، فالحرية عند سارتر كما كشفها حبيب الشاروني في كتابه الوجود والجدل في فلسفة سارتر وسيلة وغاية في الوقت عينه.

وهنا كشف لنا حبيب الشاروني علي أنه ليس فحسب دارسا مرموقا في للفكر الوجودي وما يقوم عليه من أسس فينومنولوجية راسخة، وإنما مؤمناً به أيضاً إيماناً لا يختف عن إيمانه بالفلسفة الأولي باعتبارها رؤية جذرية للوجود وتأكيدا لايكل لمعني الإنسانية فيما تقوم عليه من مبادئ الحرية والإرادة وقيم المشاركة والتضامن، التي هي أفق العلاقات عبر الذاتية، بل والقبلية التي يقيم عليها هوسرل مفهومه للذاتية الترنسندنتالية (وذلك حسب ما ذكرة د. محمد علي الكردي في ذكري حبيب الشاروني).

إن درس سارتر يتيح للشاروني تأكيد الوعي الإنساني بما هو " وجود لذاته" أمام العالم بما هو " وجود – في – ذاته" ؛ وهو وعي لا يتأكد إلا علي أساس من الحرية، التي هي قدر الإنسان قبل أن تكون مجرد اختيار له، ومن الإرادة المبدعة، الأمر الذي يسمح له بتحويل العالم من كينونة صماء لا هدف لها إلي عالم قابل للفهم وتحقيق المعني والتعايش والحوار الحقيقي بين الأنا والآخر ولكن بعد تجاوز موضوعية الأجساد وإمكانية تصادمها بواسطة بناء وتوثيق العلاقات " البين ذاتية " . وليس من شك في أن هذه الرؤية الوجودية الأولية هي التي تتيح لنا تجاوز الثنائية المتعارضة التي شطرت الفكر البشري إلي رؤيتين متنافرتين لا سبيل إلي التقائهما : الرؤية المادية من جهة، والرؤية المثالية من جهة أخري . فالمادية ترد الإنسان إلي مكوناته الفيزيقية البحتة ونجعل من الفكر مجرد إنعكاس آلي لوظائفه الفزيولوجية والعصبية ؛ والمثالية تفصل بين روحه وجسده وتجعله مجرد صورة وهمية لنفسه أو مجرد ظل لأنوار لا يستطيع بلوغها إلا بعد موته وفنائه (وذلك حسب ما ذكرة د. محمد علي الكردي).

لقد استطاعت الوجودية عبر فكر " سارتر " و" ميرلو-بونتي " أن ترد الاعتبار إلي الجسم بعد أن فصلت بينه وبين الشعور بالفلسفات الثنائية السابقة فالجسم ليس بآلة، كما ذهب الطبيب "دي لامتري " وليس بسجل للنفس، يقول حبيب الشاروني :" نحن نلقي هذا الآخر حين نعود إلي تجربة الجسم من حيث هو حركة نحو العالم، وباعتباره القوة الفاعلة التي أحصل خلالها علي هذا العالم، فإذا عانيت هذه التجربة وتبنيت التلازم بين وعي وجسمي والعالم، تبينت بالمثل أن جسم الآخر حاصل علي وعي أو أن الآخر له جسم خاص يماثل جسمي ويحمل مثله الوجود . إن الجسم، مثل بقية الموجودات التي تنبثق علي أفق الوجود البشري، مشبع بالدلالات والمعاني ؛ كما أنه نتاج لثقافة متفردة، وإن كان تفردها لا يكتسب معناه إلا عبر لغة تقوم علي التماثل والاختلاف مع الثقافات الأخرى المعاصرة أو السابقة عليها تاريخيا . والتاريخ بدوره، إذا نظرنا إليه هو أيضا من المنظور الفنومنولوجي ؛ أي منظور الحياة والتجربة المعيشة لا يشكل مجرد قالب زمني تفرضه علاقات القوي السائدة، فهو في جوهره، مجموعة الفرس التي يتجلي من خلالها الوعي البشري، ولا يكتسب معناه إلا انطلاقا من الحاضر في انفتاحه علي بعده الماضي من جهة، وفي انفتاحه من جهة أخري علي عالم الاحتمالات الممكنة التي يتشكل منها المستقبل (وذلك حسب ما ذكرة د. محمد علي الكردي).

وفي النهاية فإن الكلمات لا تستطيع أن توفي هذا الأستاذ الاكاديمي حقه، صحيح أن هذه الكلمات جاءت متأخرة فكثير ممن يطلقون علي أنفسهم لقب أساتذة لا يعرفون قدر هذا الأستاذ الاكاديمي، فتحية طيبة للدكتور حبيب الشاروني الذي كان وما زال يمثل لنا نموذجاً فذاً للمفكر الموسوعي الذي يعرف كيف يتعامل مع العالم المحيط به ويسايره في تطوره، وهذا النموذج هو ما نفتقده بشدة في هذه الأيام التي يحاول الكثيرون فيها أن يثبتوا إخلاصهم لوطنهم بالانغلاق والتزمت وكراهية الحياة، وإغماض العين عن كل ما في العالم من تنوع وتعدد وثراء.

رحم الله الدكتور حبيب الشاروني الإنسان والأستاذ وإن كان جسده قد فارقنا، فإن فكره سيظل باقيا ن ما بقيت الحياة علي وجه الأرض . ولا يسعني إلا أن أقول مع أستاذنا الدكتور عاطف العراقي أن أخاطب روحه في السماء قائلا: اذكريني، وذلك بعد أن انتشر الفساد الفكري والظلام الثقافي، ازدادت فيه طرق وأساليب جيوش البلاء والظلام، بحيث أصبح الإنسان ذئباً لأخيه الإنسان، وإن كان أكثرهم لا يعلمون .

نعم أقول لروحه اذكريني حين يتم لقاء الأرواح بالأرواح في عالم الخلود، وبعيداً عن العالم الزائل الذي نعيش فيه.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم