شهادات ومذكرات

صلاح فضل.. عاشق العربية (1)

محمود محمد عليصلاح فضل.. هكذا أبدأ الحديث بلا ألقاب- مع حفظها بالتأكيد- وذلك لأن الألقاب لا تفيه حقه، ولا يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى تقديري واحترامي له، لا لكونه أستاذاً فاضلاَ فحسب، بل ولكونه يمثل زمراً لشخصية متميزة تختلف عن شخصيات كثيرين غيره من الأساتذة الأكاديميين بجامعاتنا المصرية؛ شخصية تتوفر علي سمات ومقومات وأبعاد، تنتزع بذاتها الاحترام وتفرضه، وتستأهل التقدير وتثير الإعجاب، وتغرس في النفوس حباً تخامره رهبة، وأملاً يواكبه شعور بالتفائل من عالم وأديب ومفكر كثيراً ما يشرفونا نحن المصريون في كافة المحافل الدولية؛ فهو واحداً من  رواد الخيال الواسع والأفكار المتراقصة في المخيلات الذهنية، وهو أحد أهم وأشهر النقاد المصريين المعاصرين القادرين علي مطاوعة الألفاظ والمعاني، وهو والله نعم الأستاذ، والعالم المتوحد الشامخ: سراجاً هادياً، عالياً كالمنار، وارفاً كالظل، زاخراً كالنهر، عميقاً كالبحر، رحباً كالأفق، خصيباً كالوادي، مهيباً كالعلم، لا يرجو ولا يخشي، طاقته لا تنضب، كأن وراءها مدداً يرفدها من سر الخلود .

ولقد عرفت صلاح فضل منذ أكثر من ربع قرن عندما كنت أقرأ له كتاباته، وبحوثه، ومقالاته الأدبية والشعرية، وزادت معرفتي به عندما حل علينا ضيفاً للمشاركة في مؤتمر كلية الآداب الدولي بجامعة أسيوط الزاهرة، في الخامس من أبريل عام 2016 م، وكان هذا المؤتمر بعنوان "الاتجاهات التراثية والمعاصرة في العلوم الإنسانية"، وفي المؤتمر التقيت به، وتعرفت عليه، وأهديته كتابي " النحو العربي وعلاقته بالمنطق "، والذي أُعجب به .. ومن هنا بدأت أتابعه عن كثب واستمع إليه من خلال تعليقاته النقدية  العذابة  علي (مسابقة أمير الشعراء وغيرها من المسابقات)، وكأن الله قد عوضني عن أستاذي ومعلمي " فاروق شوشه" في شخصه الكريم.

ولذلك لا أكون مبالغاً حين أقول بأن صلاح فضل بالنسبة لي يمثل واحداً من أعظم نقادنا المصريين القلائل الذين يلزمنا الإصغاء لهم ومتابعتهم دون ذلك الضجر الذي ينتاب بعض الكُتاب عادة، من أولئك النقاد المتحمورين حول كتابات وأسماء بعينها، ولا يحيدون عنها نحو متابعة جديدة لما يطرأ في الحياة الثقافية العربية، حيث النقد بهذا المعني مغروراً عن نبض الحياة وانبثاق الإبداع، ولهذا فإنني أعشق صلاح فضل (ذلك العالم والأديب) الذي ينتمي إلي عائلة النقد المختلف والمنفتح علي أكثر من مدار جديد من غير عقدة أجيال أو قديم وحديث .

ولما كان من البديهي لأي ناقد عربي أن تكون اللغة العربية هي البنية الأساسية التي من خلالها انطلق مشروعه النقدي، إذ يتسنى للناقد العربي أن يكون جملة من المفاهيم التي من خلالها تتاح له الفرصة للشروع في بنائه النقدي ؛ وصلاح فضل، كغيره من النقاد العرب، شكلت له اللغة العربية الانطلاقة الأولي لدراسته، فقد كان عاشقاً لها، غيوراً عليها، حظياً بها – وقد انعكس ذلك كله علي أسلوبه في النقد الأدبي (وبالأخص في مجال تقييم الشعر والشعراء)؛ حيث كان أسلوبه في الحديث جذلاً، فيه رصانة وطراوة، وإغداق وإثمار، وفيه عذوبة تشد الآذان إليه لسهولته، وإن تكن من نوع السهل الممتنع . فعباراته قصيرة، لكنها واضحة الدلالة؛ وتنتظم في حلقات من سلسلة تشبه جواهر منظومة في عقد، تجسد الفكرة، وتقدمها للمتلقي في سياق يصعب أن تحذف منه كلمة، أو تضيف إليه كلمات، وتكاد تشعر أنك مع شاعر مبدع يعزف علي أوتار كلماته لحناً عذباً رائعاً يستلب القلوب، ويأخذ بمجامع العقول، فيشيع فيها امتاعاً  وأنساً مع شئ من الحماسة تضطرم به الأفكار، غير أنك لا تكاد تسمع منها في الأعماق إلا همساً . ومع هذا أسلوب علمي يتضمن صياغات في ثوب أدبي - رفيع - قشيب.

ولد الدكتور صلاح فضل (محمد صلاح الدين) بقرية شباس الشهداء بوسط الدلتا في الحادي والعشرين من مارس عام 1938م، اجتاز المراحل التعليمية الأولى الابتدائية والثانوية بالمعاهد الأزهرية. حصل على ليسانس كلية دار العلوم – جامعة القاهرة عام 1962م. عمل معيدًا بالكلية ذاتها منذ تخرجه حتى عام 1965م ؛ وقد أوفد في بعثة للدراسات العليا بإسبانيا وحصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة مدريد المركزية عام 1972م، عمل في أثناء بعثته مدرسًا للأدب العربي والترجمة بكلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد منذ عام 1968 م حتى عام 1972م. تعاقد خلال الفترة نفسها مع المجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا للمساهمة في إحياء تراث ابن رشد الفلسفي ونشره.

وبعد عودته عمل صلاح فضل أستاذًا للأدب والنقد بكُلِّيتي اللغة العربية والبنات بجامعة الأزهر، وعمل أستاذًا زائرًا بكلية المكسيك للدراسات العليا منذ عام 1974م حتى عام 1977م. أنشأ خلال وجوده بالمكسيك قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة المكسيك المستقلة عام 1975م؛ ثم انتقل للعمل أستاذًا للنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس منذ عام 1979م حتى الآن. انتدب مستشارًا ثقافيًا لمصر ومديرًا للمعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد بإسبانيا منذ عام 1980م حتى عام 1985م. رأس في هذه الأثناء تحرير مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد. اختير أستاذًا شرفيًا للدراسات العليا بجامعة مدريد المستقلة؛ وبعد عودته انتدب إلى مصر عميدًا للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بمصر منذ عام 1985م حتى عام 1988م، وعمل أستاذًا زائرًا بجامعات صنعاء باليمن والبحرين حتى عام 1994م، كما عمل أستاذًا للنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس ورئيسًا لقسم اللغة العربية وهو الآن أستاذ متفرغ فيها.

ولصلاح فضل عشرات الإصدارات التي يعرفها متذوقو النقد وعشاقه؛ نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر: قراءة الصورة وصور القراءة، وبلاغة الخطاب وعلم النص، ومناهج النقد المعاصر، وعلم الأسلوب مبادئه وإجراءاته، ونظرية البنائية في النقد الأدبي، وأساليب الرد في الرواية العربية، منهج الواقعية في الإبداع الأدبي، من الرومانث الإسباني: دراسة ونماذج، تأثير الثقافة الإسلامية في الكوميديا الإلهية لدانتي، إنتاج الدلالة الأدبية، ملحمة المغازي الموريسكية، شفرات النص، بحوث سيميولوجية، ظواهر المسرح الإسباني، أساليب السرد في الرواية العربية، أساليب الشعرية المعاصرة، أشكال التخيل، من فتات الحياة والأدب، مناهج النقد المعاصر، قراءة الصورة وصور القراءة، عين النقد على الرواية المعاصرة، نبرات الخطاب الشعري، تكوينات نقدية ضد موت المؤلف، شعرية السرد، تحولات الشعرية العربية، الإبداع شراكة حضارية، وردة البحر وحرية الخيال الأنثوي، حواريات في الفكر الأدبي، جماليات الحرية في الشعر، لذة التجريب الروائي، وثائق الأزهر.. ما ظهر منها وما بطن .. وهلم جرا..

أما عن ترجماته عن المسرح الإسباني فنذكر مثلا: الحياة حلم، لكالديرون دي لاباركا، نجمة أشبيلية، تأليف لوبي دي فيجا، القصة المزدوجة للدكتور بالمي، تأليف بويرو باييخو، حلم العقل ودون كيشوت، تأليف بويرو باييخو، وصول الآلهة، تأليف بويرو باييخو.. الخ..

وتنقسم كتابات صلاح فضل (سواء  المؤلفة او المترجمة) إلي قسمين: القسم الأول علمي أكاديمي لا يستطيع إلا أن يلتزم الدقة والمنهجية والإشارة العلمية، وهذا ربما يؤدي إلي شئ من التعثر في القراءة، لكونها تمثل مرحلة من الأمانة العلمية والاكاديمية ومن الرقي المعرفي بنسبة الأفكار إلي أهلها، وهذا النوع من الدراسات الأكاديمية مثقل بأمرين: الأمر الأول هو محاولة التزام الدقة والعمق في التعريف بالأفكار والمناهج والنظريات وبتقديمها في مصطلحاتها، وهذه المصطلحات لا بد أن تمثل عائقة في التذوق، لأنها جديدة، وكل جديد يحتاج إلي مجهود لتمثله وتقبله، لكنه يمثل المنطلقات العلمية التي لا تستطيع أن تضيف إليها إلا إذا دخلت في قلبها .أما المرحلة الثانية فعندما يمتلك الناقد أداته المنهجية ووسائله المعرفية ويبدأ في ممارسة التواصل مع النصوص الإبداعية .

وفي تقدير صلاح فضل أن مفهوم الإبداع ذاته هو يعني الابتكار والخلق من العدم والمبدعون دائماً يقعون بين نارين الخط الأحمر الأول أنهم لا بد ان يتكئوا علي تراث ويستوعبوا التقاليد السابقة ويتفهموا الأشكال، والأصناف، والانجازات الجمالية والإبداعية السابقة عليهم، حتي يستطيعوا أن ينخرطوا في غمارها ويخلقوا أشكالهم علي نمطها وعلي مثلها، لكنهم من ناحية أخري لا يستطيعون تقليد ما سبق ولا تكراره لأنهم مطالبون بأن يبتكروا أشياء جديدة فيما بين أتباع النموذج السابق علي الأقل في الجنس الأدبي وفيما استقر عليه، وضرورة الإتيان بالجديد تتجلي عبقرية المبدع فلا بد له ان يقوم بعملية تجريب مستمرة، يقول صلاح فضل (في إحدي فيديوهاته علي البرامج الشعرية علي قناتي الإمارات وأبو ظبي): أنت عندما تكتب قصيدة تستوعب في باطنك كل نماذج الشعر التي تمثلتها واستوعبتها وسقيتها صغيراً وكبيراً لكي تكتب مثلها ؛ لكي تريد أن تتجاوزها ولا تقلدها ولا تكرر ما سبق إنجازه فيها، فليس أمامك إلا أن تجرب ابتكار أشكال وأنماط جديدة لا تقطع الصلة بينك وبين القديم .. صغار المبدعين يتكتفون بتقليد من قبلهم ولذلك يظلون صغاراً .. لكن كبار المبدعين هم الذين يجربون دائماَ في كل الفنون، فعملية التجريب مرادفة لعملية الإبداع..

وثمة نقطة أخري مهمة وجديرة بالإشارة أود أن أشير إليها هنا، وهي تتعلق  بمنهجية صلاح فضل في كتاباته ومقالاته؛ إذ كشفت لنا هذه المنهجية عن اقتدار وكفاءة عالية في التزام فضل لقواعد المنهج العلمي وضوابطه، وقد لا حظت ذلك بجلاء في طرحه للموضوعات، وإثارة المشكلات، وطريقة تناولها ومعالجتها. فهو في تلك الكتابات والمقالات كثيرا ما يفصل فضل المجمل، ويكشف عن المستور من المعاني التي تخفيها ظواهر النصوص، ويوضح الغامض من الأفكار، وهو في هذا لا يترك لنا شاردة ولا واردة تتصل اتصالاً وثيقاً بالموضوع إلا ويذكرها أو أشير إليها، وهذا عن دل علي شئ فإنما يدل علي مدي الجيدة والعطاء التي يتحلي بها صلاح فضل في عالم ضنين من الجدية والعطاء.

ثمة بعد آخر نجده عند صلاح فضل ألا وهو قدرته في تلك الكتابات والمقالات علي تحديد موضوع البحث تحديداً دقيقاً، وتعمده إلي إبراز أهم عناصره ومحاوره وأبعاده،  ثم أستعرضه للآراء  التي قيلت بخصوص كل عنصر، مع محاولة ردها إلي أصولها ومصادرها الأصلية، وهو بهذا يكشف عن مدي تأثر اللاحق بالسابق من الأدباء والمفكرين والباحثين؛  ثم يتابع الفكرة في تناميها وتطورها منذ نشأتها، حتي يصل إلي منتهي ما وصلت إليه لدي من تناولوها بالدراسة؛ بحيث يكشف عما طرأ علي الفكرة أو النظرية من انتكاسة، أو إضافة، أو تجلية، أو دعم، أو هجوم نقدي، أو تأصيل عقلي وفكري، ومحاولة وضع ذلك كله في منظومة علمية تبث الروح في النظرية، وأن تثير في القارئ ميلاً عقلياً إلي احتضانها أو النفور منها، بمبررات عقلية – منطقية في كلتا الحالتين، بحيث يفرض عليَ أن أتخذ موقفاً ما، دون الاقتصار علي مجرد التلقي أو السرد والحكاية .

وأما فيما يخص نشاط الدكتور صلاح فضل نشاط المجمعي ؛ فنجده يمثل عضوا في لجنة الاقتصاد، ومقرر للجنة الأدب، فهو صاحب مشروع كبير لتطوير العمل بالمجمع وتوسيع دائرة نشاطه ونشر رسالته، وقد قدمه إلى مجلس المجمع؛ وتقديرًا لدوره المتميز في الدرس الأدبي والنقدي، حصل على: جائزة البابطين للإبداع في نقد الشعر عام 1997م، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2000م... الدكتور صلاح فضل ناقد بصير بفنون الأدب العربي، يتميز بلغته الفصيحة الرشيقة – وبخاصة في مقاله الأسبوعي بجريدة الأهرام - ومتابعته الدؤوبه لما ينتجه الأدباء من شعر وقصة ومسرحية، وهو ناقد معايش لكل اتجاهات الأدب العالمي وتياراته النقدية.

فلا أنسي تلك الدراسة الرائعة التي قدمها صلاح فضل عن (ضمير الشعر ضمير العصر إطلالة أولي: مملكة البياتي)؛ حيث قدم قراءة حاولت النفاذ من مسلك لغوي مطروق، وهو الضمائر النحوية لاستكشاف الوعي والضمير الشعري عند البياتي، فقد ركزت هذه الدراسة علي الضمير الفاعل مستفيدة من الأشكال البلاغية كالالتفات الذي يعتمد علي تغيير الضمير دون المضمر، والتجريد الذي يتمثل في الحديث عن (أنا) باعتبارها (هو) مستفيدة من الإحصاء الأسلوبي.

كما لا أنسي روعة صلاح فصل في تحليله لقصيدة (النور يأتي من غرناطة) ضمن مجموعة مملكة السنبلة علي مقياس تردد الضمير المعبر عن الفاعل، فيري أن القصيدة تحتوي علي أكثر من ضمير هي: ضمير الشاعر الذي تردد خمس مرات، وضمير الموسيقي الأعمى الذي تردد أقل منه، وضمير الرجل والمرأة الأسبانيين، وضمير رجل في سفر . ويري أن ارتفاع نسبة ضمير الشاعر يتعانق مع ضمير الأعمى في توحيد بينهما في عذاب الميلاد والمحتضر: الشاعر يري الحضارة ولا يستمتع بها، والأعمي لا يري الحضارة ولكنه يعيشها . ويري صلاح فضل أن ضمير المرأة يمثل المفقود من حضارة الأمة، وأن الشاعر هو ميلاد جديد في شعر الحضارة الإنسانية المتوحدة بالكون، المترفعة عن التعصب الأعمى، ومن هنا يستنتج فضل أن هذه القصيدة ليست شجناً ذاتياً، وأن صوت البياتي يعبر عن أضفي درجات الغنائية التي تلبس بالآخرين، وبروح الكون في توافق هرموني عارم شديد الوعي في تجسداتها الواقعية علي المستويات السياسية، والاجتماعية، والفنية.

وفي كل هذه المعالجات يتكئ صلاح فضل علي الوسائل التقنية الفنية التي تتمثل في الضمائر، أو في الإيقاع الدرامي الذي تصب في شفرته الإيديولوجية، وهي تعدد الأدوار والشكل الكتابي والبنية الإيقاعية والمستوي الرمزي في القصائد التي عالجها .

وفي معالجة ثالثة قدم صلاح فضل دراسة لديوان سيرة البنفسج لأخي وصديقي الشاعر حسن طلب . ولعل أول ما استرعي انتباه فضل في هذا الديوان الصغير أنه يتحقق فيه قدر من الاتساق عبر وحدة الدال مع تعدد المدلول، وان الديوان بكامله يتخذ من البنفسج زمراً لغوياً وكونياً لجملة من التجارب الشخصية والقومية . وقد لا حظ فضل في الديوان اختزال الشاعر للأفعال خاصة أفعال الكينونة . وفي رأيه أن هذا قد جاء نتيجة ولعه بمعايشة الضيغ التراثية، واستحضارها من مجالاتها الدينية، وأن هذا لا يفيد القصيدة في شئ إلا أنه يبرز قدرته الفائقة علي النظم  وإتقان عظيم لتوقفات الإيقاع الخارجي، وامتلاك مدهش لناصية اللغة، وقد يضعف من جانب آخر وعيه بتغير المجتمع والعصر، وبمعني ما فإنه يري في ظاهرة الاختزال عيباً فنياً ودلالياً . ومن الجوانب المهمة في تعليق صلاح فضل أنه توقف أمام رمزية البنفسج باعتبارها دالاً أي أنها تمثل بنية لغوية تنتظم الديوان والقصائد، وتشير إلي وردة معينة،غير أنها في نظره تفقد مسماها وتأثيرها لأنه ينعت بها القصيدة بكاملها، ويمعن بها في محاكاة لغة الصوفية ... ونكتفي بهذا القدر .. وللحديث بقية..

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط.

.............

1- شكري بركات إبراهيم: قراءة في منهج حداثي: البنيوية عند صلاح فضل أنموذجا، مجلة الدراسات العربية، جامعة المنيا - كلية دار العلوم، ع 12 , مج، 2005م .

2-محمود قنديل: الناقد د. صلاح فضل: الابداع خط أحمر، أدب ونقد، حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، العدد 374، 2018م.

3- سيد محمد السيد قطب: صلاح فضل و قوانين الشعرية، فصول، العدد 78،  الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2010م.

4- أمجد ريان: صلاح فضل والشعرية العربية، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 2000م.

 

 

في المثقف اليوم