نصوص أدبية

يا شمعة

حمزة الشافعييا شمعة محاطة بالظلام،

أراك ترسلين واديا من الدموع،

سرعان ما يجف…

يا شمعة من بياض

يحترق ألما وحسرة،

على أيام حوالك مضت،

شكرا على الصمود

للحظات طويلة.

يا شمعة،

في آخر عمرك،

أبكتني آخر دمعة بياض،

يتضاءل أمام جيوش،

من جهل و ظلام…

هذه ريح قوية،

ترتدي برنسا من مؤامرة،

تداعب لهيبك المتآكل

جراء طول احتراق...

ريح قوية،

حالفت الجهل،

لتنتشي بلحظة الوصول

إلى أشد قمم لهيب نيرانك

المتبقية!

يا شمعة عانت كل الويلات،

وصدحت بشتى أنواع الآهات،

وأرسلت أفصح رسائل الانبعاث

بكل اللغات واللهجات،

هل لي أن أطفئ لهيبك،

لتنتهي آلامك

جراء طول احتراق؟

أم أترك ذكراك

وبقايا جسمك النحيف،

تندثر ببطء أمام أعيني،

وأتطلع إلى فجر جديد

من نار أقوى

ليكمل درب التنوير المضن.

يا شمعة معزولة

تقاسي آلام الظلام والجهل،

أخاف أن أطفئك

فتمحى بأنفاسي الأمازيغية،

آخر شذرات تاريخ غير مكتوب...

أخاف أن افعل

 فأكون سبب يتم هذا الوطن

 العريق.

يا شمعة،

أخشى أن ترحلي

ويتأخر عنا الفجر،

ويبسط الليل ظلمته،

ويستبد بنا الجهل

ويتبخر حلم ولادة ثانية …

يا شمعة،

أخاف أن يختصر

تاريخ وطني الكبير

في كتب التاريخ،

وفي مدارس الجبال النائية

في  اثنا عشر قرنا فقط!

***

حمزة الشافعي - تنغير/المغرب

23/11/2013

 

في نصوص اليوم