نصوص أدبية

هذا ما يحدثُ

ثامر سعيدمثلما ترفرفُ حمامةٌ

على نافذةِ الليلِ

ثم تختفي،

تُباغتكَ مثل صفعةٍ من مجنون

فيذرفُ رأسُكَ أفكاراً لزجةً

تحولكَ إلى سفينةٍ، تقيمُ علاقةً مشبوهةً

مع الموجِ

فيلفظُها البحرُ .

 

مثلما تتقافزُ أحزانُكَ كأرانبَ ضوئيةٍ

وأنتَ تراقبُ برعماً يتفتحُ

على غصنٍ مكسورٍ

فيختنقُ الكلام .

 

أو مثلما تحاولُ أن ترشفَ امرأةً طازجةً

في الفجرِ

ريقُكَ صحراءٌ منذ دهور

فلا تدري ..

هل كنتَ تعلّقُ عطشَكَ

في أعلى الحبِّ

أم تدفنُ جمرةً في قلبِ أغنيةٍ

مطعونةٍ بالحنين ؟

هذا ما يحدثُ، حين تداعبُ جرحاً

بشفرةٍ عمياءَ

لا لشيءٍ، سوى أنكَ كنتَ تفتشُ

عن صندوقٍ أسودَ

وليس هنالك من طائرةٍ محطمة .

تنسى حروفَ المدِّ في جزرِ الغياب

وهمزاتِ الوصلِ في معطفٍ

حملته ذاتَ يأسٍ إلى مصبغة

وتفكرُ بلا رأسٍ، مثل كوخٍ

تشربهُ النّارُ بهدوء .

الكلماتُ جراحٌ

فانظرْ إلى دمِها لتفهم ما تقولُ .

 

مثلما تلبسُ عارضةُ أزياءٍ

دون أن تدري، كنزتها بالمقلوب

أو مئذنةٌ .. تتدثرُ بالبردِ

تحت شباطِ الأزرقِ

والليلُ عجوزٌ، من تجاعيدِ قلبِها

ضجرٌ ثقيلٌ يهطلُ

بينما النعاسُ حاجبٌ يتسمرُ خلف أحلامِها

فيطوحهُ النعاسُ

وهي تفتشُ عن موطئِ قلمٍ

لتدونَ أغنيتَها الأخيرة .

أو مثلما تضاجعُ غيمةً

وأنتَ عائدٌ من هزيمةٍ كاملة .

 

هذا ما يحدثُ

إذْ يدهمُكَ الشعرُ

أو العشقُ !!

***

ثامر سعيد

 

 

في نصوص اليوم