نصوص أدبية

مُسافرٌ بِلا حَقائِـب..!!

محمد المهديانتصب وافِرَ الظِّـل

كَما السّنديان..

قالت وهِي تَتأمل

جوازَ السفر .

إلــى أيــن؟؟

قلتُ إلـى حيث المَـفَـر ..

إلى حيث يَنْبُت العُشب بين مَفاصل الحِيطان وتحت الشجر.

إلـى حيث تَـلهو الفراشاتُ زاهيةً

وحيث تُسافر الريح بشذى الزهر .

إلى حيث تَرْبو الأرض ولا يَشِحُّ المطر،

ويَنقَشِع ضوءُ الشّمس غَداةَ السَّحَر .

إلى حيث الإنسان يَعيش إنسانًا

بِلا خوفٍ أو ضَجَر ..

إلى حيث الإنسان يَمْضي

إلى حَالِ سَبيلهِ دون سُؤالٍ يُـــلاحقهُ..

أو غريمٍ يَرقبُــــــــهُ،

ولا عيونُ مُخبر .

إلى حيث لا قُبّعةٌ ولا حِذاءُ عَسْكَر.

قالتْ لقَد أوجَعْتني أيـّها

الهارٍب مِن سَقَـر..

كَم تَحمِل مِن أوجاع مُضْنِيَّـة

يَنُوءُ بِحِملها الحَجَر .

فاعذرني إن حركْتُ فيكَ وَجَعا ساكِنا

أو أثَرْتُ فيك ماضِيا قَد اسْتَـتَـر ..!!

قلتُ لا عليكِ

فأنا المسافرُ دوما بلا سَفَـر،

وأنا الهاربُ من مَصيري منذُ الصّغَـر.

قَد عَوَّدَتْنـي المرافئُ أن أنامَ تحت المطر،

وأن آكُـلَ من أديمِ الأرض وأسكنَ الحَفر .

أنا الإنسان عندما يَنْزَعُ سِرَّ الحياة

وعندما يَسْتَبِـد بالأرض الطُّغاة،

والميادينُ يَعْمُرُها التّـتَـر..!!

***

محمد المهدي -المغرب

 

 

في نصوص اليوم