نصوص أدبية

جاسم الخالدي: أتسلّى بالفراق

جاسم الخالديمازلتُ أتسلّى بالفراق

اتخيّلُك في رحلةٍ صيفية

أو ربّما في عطلةِ عيد

تسافرُ الى مكانٍ آخر

قطارُ الأيام يمضي

على عجلٍ

وأنا واقفٌ في مكاني

أنتظرُ عودةَ حقيبتِكَ

أنتظرُ

طائرَ السعدِ

يعودُ مرفرفًا

يعلنُ انتهاءَ الرحلةِ

اكتبُ:

عدْ يا ولدي

ثمة ما ينتظرُكَ

ما زال القلبُ عَطِشاً

لامرأةٍ

تكملُ معها الطريقَ

ما زالَ الأصحابُ

ينتظرون

فهل من عودةٍ

تبددُ وحشةَ الايامِ

طالت سفرتُكَ

ويئسَ الاصدقاء

لم يعدْ صديقُكَ

يطرقُ البابَ

مرةً وجدتُه جالسًا

امامَ غرفتِك

يرسلُ نظراتِهِ إلى شباكِها

لعلك تطلُّ ثانيةً

لتوعدَهُ بالنزولِ

عدْ يا ولدي

القصيدةُ باردةٌ

وختامُها ينتظرُكَ

***

د. جاسم الخالدي

............................

يحيى السماوي

أحبتي الأعزة أدباء وقراء المثقف الغراء: تحاياي ومحبتي ..

د. جاسم الخالدي  صديق له في  قلبي وقلوب كلّ الذين عرفوه، منزلة ليست أقلّ من منزلة شجرة المروءة في بستان مكارم الأخلاق، والربيع في ضمير العشب، عذب كالعافية، نقي كالندى، له حضوره الشاخص في المشهد النقدي العراقي، تخرّجت على يديه أجيال من طلبة كلية التربية .. يرأس منتدى اعلام  الأدب، ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة واسط ..

شاء القدر أن يُفجِعه بنجله  الشاب  مدرس اللغة العربية " حسن "  الذي لم يمضِ على تعيينه أكثر من بضعة شهور بعد إصابته بالجائحة، فرثاه بقصيدتين مدهشتين باستعاراتهما البليغة وما تضمنتاه من صور مبتكرة لم نألفها في شعر الرثاء الذي قرأناه ـ ولقد استأذنته في نشر واحدة منهما،  آملاً أن يسمح لي بنشر الثانية ..

 

في نصوص اليوم