نصوص أدبية

عبد الامير العبادي: حافلتنا

عبد الامير العباديكنتُ اجلسُ على المصطبةِ الخشبيةِ

انتظرُ الحافلةَ

كم هي جميلةٌ حافلةٌ تجمعُ الفقراءَ

احدهم لا يكترثُ اين يجلسُ

او ربما يصلُ لمبتغاه وقوفاً

امرأةٌ تجلسُ قربَ النافذةِ

تغطي رضيعها كي ترضعهُ الحليب

غداً يكبرُ ، في وطنٍ ربما لا يجده

اوتراه شهيداً من الوثبةِ الى تشرين

لا مستقرَ للحافلةِ

يترجلُ الركابُ

الشيخُ يتعثرُ من الضيمِ

احدهم ترى التبغَ غريباً يعانقُ شفتيه

واطفالٌ يمسكون اسمالَ النساءِ

حتماً يكبرون ،ولا يجدوا الا الوهمَ صديقاً لهم

يرفعون الايدي غضباً

الحافلةُ تتركهم في طرقٍ مجهولةٍ

في وطنٍ مجهولٍ

 

لا بكارةَ لهذهِ الارضِ

لقد استلتْ عنوةً '

اغتصبتْ ،حتى تيبسَ جذرها

مَنْ يوقف جريان صمتها الغريب؟

نحن المدثرين برسائلٍ

رسائلِ وهمنا الذي حبسناهُ

تحتَ اطلالِ قلنا انها عجائبُ الربِ

تهمةُ دمٍ هي قلادةُ

هديةٍ لكلِ صدورِ المومساتِ

 

نحنُ ابناءَ الازقةِ الضيقةِ

حناجرنا ضيقةٌ

مقابرنا ضيقةٌ

رقابنا لا تعرفُ النظرَ للاعالي الشاهقةِ

وحين نموتُ يطلبُ ذوينا

ايها الدفانُ وسعْ قبرَ فقيدنا

 

فقط اننا نتبجحُ بعشقِ النساءِ ، وفروسيةِ الاجدادِ، نعلقُ على دورنا

تعاويذٌ ووصايا فتحِ ابوابِ الارزاقِ لكم هي موحشةٌ خطاباتٌ تعددُ خطاباتِ النفي، تلك مصائرٌ ليس لها ضيعةٌ او افقٌ رسمناه

***

عبد الامير العبادي

 

 

في نصوص اليوم