نصوص أدبية

إباء اسماعيل: الحربُ والغُربة

إباء اسماعيلرؤوسٌ تبحثُ عن أفكارِ الضوءِ

لتضيءَ طرقاتِ الليلْ

ورؤوسٌ تصطنعُ شذراتِ الخَرابْ.


 لهْفَتان من مطرٍ و جوعْ

تنْحتانِ في صخرِ أوجاعِ الإنسانْ

والوقتُ بينهما نجمةٌ شاردةْ.

2

لُقيا عربدةِ الوقتِ

باندحارِ الممكنِ

منْ سلامِ الروحْ.

3

سحابتانِ لا تُمطِرانِ

إلا دماً و ناراً وثلجاً..

4

قنديلانِ مُطفآنِ

إلا من بقايا بشرٍ منْسيّينَ على

عتباتِ الفوضى والانكسارْ.

5

صُحفٌ تدلقُ حبر أوراقِها

في وجهِ الحقيقةِ أو الكذبِ

حسْب ما يتطلّبُ الظرفُ الراهنْ.

6

بَشرٌ يُغيّبهم المكانْ

و بشرٌ يُغيِّبهم الزمانْ

قَد يلتقون في تُرابِ القيامةْ.

7

سَيِّدتانِ متّشحتان ِببَنفسجِ الغيابْ

حيثُ الضوءُ يَسْكَرُ من دمِ الليلِ

و الليلُ يرتدي جثثَ الراحلينَ مع الغيمْ.

8

شرودٌ عن نبض الإنسانْ

يزورهُ الموتُ أو يرتدي

لباسَ الغُربةْ.

9

أحذيةٌ متهالكة

تكوّمَت  فوق جثث الموتى,

و فوق جبالِ القهر

تحصد انتصارَ الأرضِ على الإنسانْ.

10

أحذية مُهتَرئة

بماركاتٍ عالميةْ!!

لا أرضَ لها ولا سماءْ

11

أحذية سَكْرى من قياسِ الأنوثة الماسيّةْ

تحصدُ سطوةَ جنونِها المرتقَبْ

بعد رحيلِ غبارِ الحربِ و الغربةْ.

12

أحذيةٌ من سَفَرِ القامات العاليةْ

إلى لا موطئِ قدَم

و أحذية من قاماتِ الجنونِ إلى حتْفِها الدمويْ.

13

رؤوسٌ تبحثُ عن أفكارِ الضوءِ

لتضيءَ طرقاتِ الليلْ

ورؤوسٌ تصطنعُ شذراتِ الخَرابْ.

14

أناملٌ تحفُّ بموسيقى  أوتارِ الإنسانْ

و أناملٌ تضغطُ

على زنادِ الموتْ.

15

شِفاهٌ تقول: كفى

يا هذياناتِ الوحوش الآدميّةِ

نريد صوتَ الحقيقة يهدُرُ،

لِصوتِ الإنسانِ

أنْ يشقَّ طريقَهُ إلى الحُبّ.

16

أفْواهٌ تُخْرِج من ألسنتِها ثعابينَ السمِّ

المحفوفِ بالدمّ والخَرابْ

لتجْرحَ شغَفَ الأنوثةِ المُغْتالةْ.

17

أعينٌ على طفولةِ الروحِ والإنسانْ

تزرَعُ الحبَّ

وتحصدُ الأمنياتْ.

18

أعينٌ

تتربّع على عرشِ الشيطانْ

وتقيمُ في مخالبهِ العتيقةْ.

19

قُلوبٌ تقطفها ورودُ الأمنياتْ

وتهدرُ بأريجِ المحبّةْ

وقلوبٌ  تُفجِّر شرايينَ الأرضِ والإنسانْ!!.

***

إباء اسماعيل

 

في نصوص اليوم