نصوص أدبية

جاسم الخالدي: شوقي اليك يكاد يقتلني

جاسم الخالديويعــــودُ هذا الطفلُ للحقلِ

يجري ويجري خلفه ظلّي

 

وانا المعنّى رحتُ أرقبـــــهُ

هل يرتمي ظلّي على طفلي

 

في روضةٍ غنّاء تحرسُها

كفُّ الإلهِ وخاتمُ الـــرسْلِ

 

حاولت منْ شغفٍ أعانقه 

لكنهُ قد غاب فـــي الظلِّ

 

ولهي مع الأحزان يعقدُنِي

ويعيدُنِي فـــي ساعة الفَلِّ

 

شوقي اليكَ يكــاد يقتلني

ففراقُنا أمضى من القتْلِ

 

 

لو عدتَ عاد الصبحُ يبسمُ ليْ

والليلُ يغدو ضاحــــكَ الظلِّ

 

وتغردُ الأطيارُ فـــــــــي غنجٍ

ويميدُ خصر الفجرِ من حولي

 

ويصيحُ بابُ الدارِ  في شجنٍ

اضغطْ على المزلاجِ في مهْلِ

 

الدارُ بعدكَ أصحرتْ فغدتْ

قفراً وكانت فيكَ كالحقــــلِ

 

وجعي عليكَ وحرقتي لهبٌ

وأنا  العزيز غدوتُ في ذلِّ

 

أُهطلْ على عينيَّ يا  مطراً

قد كان من عينيَّ كالكحلِ

 

وارفعْ يديك مؤذّناً وأعِــــدْ

كالأمسِ تـتلـو سورة النحلِ

***

د. جاسم الخالدي

 

في نصوص اليوم