آراء

هل الصين مسؤولة عن تفشي كورونا بالعالم؟ (1)

محمود محمد علييبدو أن محاولات الصين لتسويق نجاحها وانتصارها في جائحة كورونا لم تفلح حتي الآن، فهي علي جانب آخر أيضاً تواجه اتهامات أمريكية واضحة وأخري ضمنية أوربية، بمحاولة بسط نفوذها الاقتصادي علي العالم في ظل سياسات الإغلاق وتسويقها لسياسة التظاهر بالكرم، وهو ما يثير تساؤلات عديدة مجددا عن مسؤولية الصين في انتشار هذا الفيروس حول العالم؛  خاصة وأن الاتهامات تتضمن علامات استفهام حول الفيروس، وهل تحور بشكل طبيعي؟، أم أنه مصنوع في مختبر؟، وإن كان كذلك فكيف أفلت ليمسك برقبة الكرة الأرضية ويوقف حركتها؟ هل نحن بصدد حرب باردة جديدة بين الصين والولايات المتحدة  بعد أن اعتقدنا أن الحرب الاقتصادية السابقة قد وضعت أوزارها ولن تعود في شكلها السابق أو في شكل جديدة؟ وهل فعلا ًالفيروس صنع في الصين؟ ولماذا عاد الجدل مرة أخري حول فيروس كورنا إلي المربع الأول؟ ألم تصبح الولايات المتحدة والغرب عموماً أكثر المشككين في منشأ الفيروس وطبيعته؟ لماذا اتهموا الذين اعتبروا الكورونا لعبة دولية كبري من أصحاب نظرية المؤامرة بينما تحقق الولايات المتحدة الآن فيما إذا كان الفيروس طبيعياً أم مصنعاً؟ وكيف وصل الفيروس إلي حاملات الطائرات والغواضات الأمريكية والأوربية في عرض البحر دون أن يصل إلي بكين؟ ألا تطالب دول أوربية بتعويضات بمليارات الدولارات من الصين؟ أليست الأحداث التاريخية الاقتصادية المرافقة للكورونا مؤشراً صارخاً علي أنها باتت لعبة دولية إن لم نقل حرباً عالمية ثالثة بأسلحة جديدة؟ لكن في المقابل أليس من الخطأ ربط انهيار أسعار النفط بوباء الكورونا؟ ألا يمكن أن تكون الانهيارات الاقتصادية نتيجة طبيعية للوباء بعد أن شل حركة البشرية؟ ألا ينتمي كورونا المستجد إلي عائلة فيروسية تعود جذورها إلي ستينات القرن الماضي؟ ألم يصب العالم من قبل بأوبئة مشابهة عبر التاريخ؟ فلماذا ما يزال البعض يحاول التلاعب بعقول البشر وأعصابهم في هذا الوقت العصيب؟ ألا تواجه البشرية جائحة كبري بغض النظر فيما إذا كانت طبيعية أم حرباً استخباراتية دولية؟

من الصعب الإجابة بالتفصيل علي تلك التساؤلات، لكن يكفينا أن نسجل هنا ما ذكره البعض قائلاً بأنه في عالم السياسة الدولية لا يمكن أبداً وصف أي حادثة بهذا المستوي علي أنها جاءت عن طريق الصدفة، ففي العلاقات الدولية لا يوجد مكان للصدف وللأمور الطبيعية، فكل هذه الأمور عملية مبرمجة؛ إذ إننا يجب أن نرجع قليلاً للوراء وليس كثيراً لنري الظروف التي نشأت بها هذه الحالة الفيروسية، فنري أن الرئيس الأمريكي ترامب في بداية الأمر كان يعاني من ضغطاً خانقاً في محاولة لعزله عبر الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، وبنفس الوقت هدد في حدوث حرب أهلية داخلية فيما لو تم عزله، كما كان ترامب يعاني أيضاً من مشكلة مع إيران بعد أن قام بعملية اغتيال قاسم سليماني وشقيقه المهندس، وكان ترامب يتوعد بأن يضرب 52 هدفاً ثقافياً فيما لو قامت إيران بالرد، لكن إيران قامت بالرد ولكنه عجز عن الرد من خلال الجهة العسكرية المباشرة لديه، ثم بدأنا بعد ذلك نسمع بظاهرة فيروس كورونا التي تفشت في الصين، وهناك الكثير من التقارير التي أفادت بأنها جاءت حتي علي لسان مسؤولين صينيين قالوا بصريح العبارة بأن العدوي جاء عبر الجنود الأمريكيين الذين أتوا إلي ووهان تحديداً للمشاركة في عرض عسكري بعد أن أصيبوا بهذا الفيروس في أفغانستان في معامل أمريكا، أيضاً هناك تسجيل علي موقع جوجل في موقع براءات الاختراعات يؤكد براءة اختراع مسجلة في أمريكا بهذا الفيروس في 2015م، ثم تم تطوير هذا الفيروس في 2019  لذلك سمي بكوفيد 19، وبالتالي هذه الأزمة بدأت لفرملة الاقتصاد الصيني الذي كان يتفوق بكثير علي الاقتصاد الأمريكي بمئات التريليونات الدولارات، ويهدد بوجوده الاقتصاد العالمي، فحين تلقت الصين هذه الضربة قامت الصين بتشريح الفيروس ووجدت أنه مؤلف من 4 فيروسات من ضمنها فيروس السيدا، وبالتالي فهو ليس من تخلق الطبيعية، بل صنعته أمريكا كمحاولة للتعويض عن الحرب النووية الثالثة التي إن قامت بها سوف يتم تدمير العالم بأسره، فقامت بهذا المشروع التدميري للبشرية كلها، وبالتالي قامت الصين في تشريح هذا الفيروس، واعتبرت أن هذه حرباً بيولوجية شنت عليها، فقامت بتعديل هذا الفيروس وأعادته إلي مصدره في أمريكا وإلي الغرب وإلي القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في البحار وفي البراري العالمية، وبالتالي فقدت أمريكا القدرة علي السيطرة، ولو نلاحظ أن ترامب في بداية هذه الأزمة قد صرح أنه يملك ملايين العقاقير لهذا الفيروس، لكن بعد فترة وجد أن هذا الفيروس لا تصلح له العقاقير الأمريكية الجاهزة الصنع سلفاً، وبالتالي قام علي الفور وزير الخارجية الأمريكية " بومبيو" وطالب الصين وقال هذه العيارة :" يجب علي الصين أن تخبر العالم علي التطورات الإيجابية التي حدث لديها في مكافحة فيروس كورنا".. لكن هذا الهجوم الذي حاولت الولايات المتحدة اللجوء إليه لم تستطع أن تفرضه حقيقة علي الصين ولا علي مختبراتها، إذ تمكنت الصين أن تتعافي وأن تضرب هذا الفيروس في مناطقها، مع أنه كان قد كلف الصين الأعداد البشرية الهائلة، حيث إن هناك بعض التقارير حول أن شركات اتصالات دولية رصدت اختفاء 21 مليون خط هاتف من الصين ؛ بمعني أن هؤلاء قد ماتوا جراء هذا الفيروس، لذلك كان الرد الصيني عنيفاً علي الولايات المتحدة بهذا الاتجاه، وفقدت الولايات المتحدة السيطرة علي هذا الوباء الذي لم يعد كل المحاولات تصل معه.

لذلك اضطر الرئيس ترامب بوصفه جمهورياً إلي أن يلجأ إلي نفس الحيلة التي لجأ إليها من قبل الرئيس الأمريكي بوش الابن حين اتهم العراق بأنها تحوي أسلحة دمار شامل تبيد البشرية.. ولذلك وجدنا إدارة ترامب تزعم بأنها كشفت عن استخبارات أمريكية تحقق بجدية في نشأة الفيروس بمختبر ووهان ورغم استبعاد الولايات المتحدة الأمريكية لانتقال العدوي في شن حرباً بيولوجية، فإنها في الوقت نفسه تحمل بكين مسؤولية تسرب الفيروس، مرجحة حدوث خطأ بشري في مختبر ووهان، ولذلك  طلب الرئيس الأمريكي ترامب بإرسال محققين إلي الصين لبحث أبعاد تفشي كورنا ..

موقف الرئيس الأمريكي يأتي بعد اتهامه بكين مراراً بإخفاء معلومات هامة عن العالم حول أعداد الضحايا وحقيقة الفيروس بداية خلال تفشيه، علاوة علي أنه انضمت استراليا إلي فرنسا وبريطانيا في حملة تقودها واشنطن لمطالبة السلطات الصينية بالكشف عن المعلومات الحقيقية حول مصدر الفيروس، فيما قدم نواب جمهوريون في الولايات المتحدة تشريعاً يسمح للأمريكيين مقاضاة الصين للحصول علي تعويضات الوفاة والإصابة والضرر الاقتصادي الناجم عن تفشي كورونا ..وللحديث بقية !

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط.

 

في المثقف اليوم