آراء

محمود محمد علي: ثورة الثلاثين من يونيو 2013 ثورة عودة الهوية المصرية

محمود محمد عليفي مثل هذا اليوم ٣٠ يونيو منذ ثماني سنوات هب الشعب المصري ثائراً بعد أن اكتشف هول المؤامرة التي تعرض لها بالسماح لجماعة الإرهاب الاخواني بالسطو علي حكم هذا الوطن. كانت الفترة التي مرت علينا بعد أيام من إندلاع ثورة٢٥ يناير مرتعاً لتنفيذ مخطط تخريب وتدمير مصر. جري ذلك بمشاركة كل الحاقدين والمتربصين والمتسلطين والخونة والانتهازيين.

وفي احتفالنا بحلول ذكري هذا اليوم الخالد علينا أن نتذكر كل الأيام المريرة التي عشناها في ظل ما فعلته جماعة الارهاب الاخواني بنا وبمصر. أن صدمة شلح هذا الحكم الذي استهدف القضاء علي هوية وحضارية مصر جعل الجماعة لا تصدق ما حدث حتي الآن.. أن استراتيجيتها تأسست علي تبني الخداع والتضليل باسم الدين البرئ تماما من انحرافاتها ودمويتها.

فلقد مرت مصر بسنوات عجاف بعد أحداث 2011 عانت خلالها من اهتزاز وعدم استقرار وصلت للفوضى، فلم تكن الدولة المصرية مستعدة او على مقدرة لمجابهة مؤامرة حيكت ضدمها من قبل ذلك التاريخ فى سنوات رخوية الدولة وعدم تماسكها، مماد أدى لظهور نتواءت مثل حركات يتم تديبها خارجيا على إسقاط الدولة مثل "6 أبريل" وغيرها من دعاة الفوضى والتخريب، بالإضافة إلى استقواء  جماعة الإخوان  الإرهابية التى كانت تمثل دولة داخل الدولة يتم إدارتها من مكتب مرشدها العام سواء من المنيل أو المقطم، ونخرت هذه النتوءات فى عصب الدولة المصرية كالسوس.

ولذا علينا أن علينا أن نعود بالذاكرة إلى الوراء لنتأمل تطورات الأحداث التى عشناها مع عواصف السنوات العجاف والتى فرضت على الضمير الوطنى شعارا واحدا هو الحلم المشروع باستعادة الاستقرار فكانت استجابة العناية الإلهية لنداء الملايين فى 30 يونيو وسرعة ترجمة هذا النداء فى قرارات 3 يوليو 2013.. كان الحلم باستعادة الاستقرار يعنى الخروج من كهوف الظلام التى حفرتها كتائب الفاشية الدينية بعد أن تمكنت من اختطاف دعوات التغيير والإصلاح المشروعة فى مطلع عام 2011... ولربما كان أعمق ما فى 30 يونيو أنها لم تكن ثورة بالمعنى التقليدى للثورات التى يسيطر فيها الغضب على العقل بقدر ما هى رمز للإنقاذ والخلاص وإزالة كل فنون التنكر ومستحدثات التجميل التى استخدمتها قوى سياسية عديدة أخفت حقيقة نواياها وراء البراقع الدينية والقبعات الأجنبية.

والسؤال الآن: متى بدأت ثورة 30 يونيو؟.. ولماذا؟.. ونتذكر هنا ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أول تصريح له عقب الثورة.. وتحديداً يوم الأحد 14 يوليو 2013. وفى لقاء مع قادة وضباط القوات المسلحة، وكان وقتها يشغل منصب وزير الدفاع برتبة فريق أول.. حيث قال: «عندما تجلت إرادة الشعب بلا شبهة ولا شك، ووقع محظور أن تستخدم أدوات حماية الشرعية ضد مصدر الشرعية، فإنَّ الشعب وبهذا الخروج العظيم رفع أى شبهة وأسقط أى شك».. وأيضاً قوله: إنَّ «القوات المسلحة وجدت أن ما وصلت إليه الثورة ـ يقصد ثورة 25 يناير ـ لا يتناسب مع ما قصدته وسعت نحوه، وإنَّ رؤاها للمستقبل نزلت عليها عتمة وظلمة لا تقبلها طبائع عصور التنوير والمعرفة والكفاءة”.

فمنذ ما يقرب من 8 أعوام، توحدت كل فئات الشعب المصري علي اتخاذ وقفة جريئة ووطنية وحاسمة. تعيد مصر إلي الطريق الصحيح. بعد اختطاف الثورة من قبل جماعة إرهابية لا تعترف بالديمقراطية. ولا تؤمن سوي بالعنف والدم والإرهاب.. 30 يونيو أصبح عيداً وطنياً لن يُمْحَي من ذاكرة الوطن. واحتفالاً حقيقياً بثورة وطنية أجهضت كل المؤامرات والمخططات التي كانت تهدف لتقسيم الوطن ونهب ثرواته ونشر الفتنة بين أبنائه.. خمس سنوات مضت علي مصر منذ ذلك اليوم التاريخي الذي أعاد الأمل والطموح لأبناء الوطن.. تحديات وأزمات تحطمت علي صخرة الإصرار والوطنية.. إنجازات تاريخية تحققت.. مشروعات قومية عملاقة رأت النور.. ليس هذا فقط. بل استطاعت مصر الانتفاض من كبوتها وإعادة اقتصادها القومي لمساره الصحيح. فأول مرة في مصر يصل الاحتياطي النقدي الأجنبي لأكثر من 44 مليار دولار.

بلا شك فإن ثورة 30 يونيو تعد قصة إنقاذ وطن انتصرت مصر على الخونة والمتاّمرين، وعاد الوطن إلى أحضان المصريين الذين ناضلوا من أجل التخلص من جماعة الإرهاب فكانت ثورة 30 يونيوالتي أسقطت حكم الإخوان الأمل والرجاء لبداية عصر جديد من العمل والبناء، لكن الجماعة لاتزال تصر على أن لا تُجمل وجهها المخضب بدماء الشهداء من أبناء وطننا الأبرار الذين قادوا الثورة من أجل الخروج من الظلام إلى النور، تحلم بوهم العودة والانتصار.

ولذا على الشعب المصري العظيم الاًن أن يعي حجم المؤامرة وأن يكون مستعداً للتصدي لمحاولات إسقاط الدولة التي لا تتوقف عبر محاولات جر مصر إلى معارك جانبية على حدودها الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية، لكن القيادة المصرية تتفهم كل هذه المحاولات وتتعامل بالصبر الاستراتيجي مع كل هذه الملفات للحفاظ على مقدراتها.

ولذلك نقول في الذكري الثامنة مع الأستاذ محمد بركات : بدون تردد للحقيقة وللتاريخ .. لم تكن ثورة الثلاثين من يونيو 2013 تعبيرا عن رغبة عامة لازاحة حاكم متسلط وتنصيب آخر اكثر رشدا وعقلانية مكانه،...، كما لم تكن ايضا مجرد توجه عام لتغيير نظام الحكم واستبداله بنظام آخر اكثر حكمة وعدلا واعتدالا ، ولكنها كانت تحرك أمة ونهوض شعب لاستعادة الوطن من خاطفيه وإعادة مصر الي مصريتها، وانقاذها من المصير المظلم والمستقبل المجهول الذي كانت تهوي اليه، مدفوعة بجماعة الافك والضلال والتطرف والارهاب، التي سيطرت عليها وأمسكت بخناقها وقبضت علي زمام الحكم بها، وراحت تسوقها الي غياهب الرجعية والتخلف والظلام، مدعومة ومتآمرة مع قوي الشر الاقليمية والدولية الساعية لهدم الدولة واسقاطها .

 

الأستاذ الدكتور محمدو محمد علي

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

..............

1- جلال دويدار: خواطر .. ثورة ٣٠ يونيو.. ونهاية الجماعة الإرهابية.. مقال..

2- محمد بركات : بدون تردد – الثلاثين من يونيو ثورة جموع الشعب. .. مقال..

3- مرسي عطا الله : 30 يونيو .. لم تكن ثورة تقليدية. .. مقال..

4- أحمد الشامى :“أقول لكم ثورة 30 يونيو .. قصة إنقاذ وطن .. مقال..

5- محمد العزاوى : 30 يونيو .. ثورة أعادت مصر إلي الطريق الصحيح .. مقال..

6- مجدي سرحان : ” لله والوطن متى بدأت ثورة يونيو؟  .. مقال..

 

 

في المثقف اليوم