آراء

قاسم حسين صالح: نتيناهو.. سيكولوجيا

نتيناهو يميني متطرف تتحكم في سلوكه عقدتان: كرهه للعرب كشعب وكرهه للاسلام كعقيدة قائم على تعصب عدواني صهيوني وليس يهودي.

والعقدة الأخطر في نتيناهو أنه مصاب بـ (حول عقلي) يرى في اليهود أنهم افضل من العرب، ويرى في الدين اليهودي أنه افضل من الدين الأسلامي..يضخم ايجابيات اليهود ويغمض عينه عن سلبياتهم، ويضخم سلبيات العرب ويغمض عينه عن ايجابياتهم، ويرى ان مشاكل الشرق الأوسط سببها الدول العربية مع ان اسرائيل كدولة شريك فيها.

ونتيناهو مصاب بالنرجسية، يرى انه السياسي العبقري الوحيد في اسرائيل .وهو براغماتي..بمعنى انه لا يلتزم بمباديء او عقيدة او ايديولوجية او اخلاق، بل يعمل بما يخدم مصالحه الشخصية وبقاءه في السلطة.

ونتيناهو يمثل انموذج (الميكافيللي) في العصر الحديث..الذي يعرف كيف يوظف المكر والخداع بمهارة(وفهلوة) في السياسة، ويجسد (بشيطنة حداثوية!) ما اوصى به ميكافيلي بان يكون الحاكم :

غدّارا اذا وجد أن محافظته على العهد لا تعود عليه بالفائدة، وأن يكون دعيّا ومرائيا، وأن يجمع بين خداع الثعلب ومكر الذئب وضراوة الأسد، وأن لا يخجل في اختيار أي أسلوب مهما تدّنى لتحقيق أهدافه وطموحاته، وأن لا يتقيد بالمحاذير الأخلاقية التقليدية لتحقيق مبتغاه، وأن يتقن الكذب والمراوغة ليحقق مآربه بأية وسيلة ملتوية، وان يوظّف الدين لخدمة بقائه في السلطة لا لخدمة الفضيلة والاخلاق.

المفارقة.. ان معظم حكام العرب المعاصرين يشبهون نتيناهو في تجسيده لوصية ميكافيللي!

***

أ.د. قاسم حسين صالح

في المثقف اليوم