قضايا

فكتوريا مناتي: سوق العمل في العراق بين الانكليزية والفرنسية

المقدمة: من بين القضايا المهمة التي تتعلق باللغة الفرنسية في الوقت الحاضر قضية أوضاع هذه اللغة في إطار التعليم الجامعي، ومنها أوضاعها في الأقسام غير المتخصصة في كلية اللغات (قسم اللغة الانكليزية)، ولعل ابرز مظاهر هذه الأوضاع، تدن  حاد في المهارات اللغوية المكتسبة من قبل الطلبة، وعزوف بعضهم عن الاهتمام بدراستها، وقد أجمعت دراسات وبحوث كثيرة تناولت هذه الإشكالية في  الكليات التي تدرس فيها اللغة الفرنسية  للطلبة غير المختصين على أن الإشكالية في إطارها العام ناجمة عن عوامل كثيرة بعضها، يتصل بالطلبة وأساليب التدريس، وواقع التعليم، فيما يتصل بعضها الأخر بالظروف الذاتية والموضوعية المتصلة بالتعليم الابتدائي والثانوي.

مظاهر المشكلة في كلية اللغات

من خلال تجربتنا البسيطة في تدريس  اللغة الفرنسية في الكلية، لمسنا خلالها أن هناك موقفا عقليا ونفسيا تجاه أهمية اللغة الفرنسية وقيمتها وضرورتها في حياة الطلاب الخاصة والعامة، وهذا الموقف هو ثمرة تجارب بعض الاساتذة في تعلم الفرنسية منذ المراحل الأولى للتعليم الثانوي، وما تزال هذه التجربة  تتأكد نتيجة ما عليه طرائق تدريس هذه المادة حاليا في الجامعة سواء أكانت  منهجا  أم أساتذة وظروفا عامة تحيط بكل ذلك، وقد أضيفت إليها في كلية اللغات نظرة بعض زملائنا من أساتذة القسم إلى ما عليه تدريس تلك المادة (كاختصاص ثاني) من فشل، فصار بعضهم يتندر بها ويعدها عالة على موادهم العلمية في جداولهم الدراسية، ومما يواجهون به من التسرب الملحوظ والتغيب عن حضور محاضرات الفرنسية، ومن ثم ما تؤول إليه النتائج عند نهاية العام الدراسي . أما الأسباب المباشرة الدقيقة التي تتعلق بتدريس اللغة الفرنسية فنعتقد أنها ناجمة عن عدة أسباب موضوعية وذاتية.

أولا: الأسباب الموضوعية

تتصل هذه الأسباب بما يأتي:

1- ضيق الإطار الزمني المحدد لتدريس منهج اللغة الفرنسية.

2- غياب المناهج الحديثة.

3- ضخامة أعداد الطلبة وافتقاد الوسائل اللازمة للعملية التعليمية

4- غياب وسائل الإيضاح.

إن هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى إضعاف جهد الأستاذ وتبديد طاقته دون جدوى.

ثانيا الأسباب الذاتية

وتتصل بمفردات منهج تدريس اللغة الفرنسية، وأساليب التدريسي في تبسيط المادة وقدراته على استثارة فعالية الطلبة وترغيبهم بمفردات المنهج وجدواها لتخصصهم اللغوي، ويمكن تشخيص محورين رئيسين في هذا المجال:

1- ازدحام مفردات منهج تدريس اللغة الفرنسية بموضوعات غير وظيفية، أي لا يحتاج إليها المستخدم في حياته العلمية والعملية.

2-  فقدان الربط بين اللغة الفرنسية ومجال التخصص في الكلية، وغياب الأساليب الصحيحة في التدريس وترغيب الطلاب.

مفردات المنهج

إن تفحصا دقيقا لمفردات منهج تدريس اللغة الفرنسية في قسم اللغة الانكليزية في ضوء المعطيات المتوافرة يكشف عن أن هذه المفردات ولاسيما ما يتصل منها بمادة اللغة والقواعد النحوية لم تعد بشكل جيد، وليست واضحة المعالم والأهداف فهي قد وضعت بشكل متسرع ولا تلبي الحاجات الفعلية الدقيقة لتخصص الطالب في اللغات الأخرى ويمكن إجمال هذه المفردات وكما يأتي:

مفردات النحو والقواعد واللغة:

فالقواعد النحوية واللغوية التي ندرسها في قسم اللغة الانكليزية تستند إلى أشكال المقاربة الصورية أو القاعدية  القديمة ولا تعدو أن تكون في ضوء اللسانيات الحديثة موضوعات مجردة ليس إلا، فهي أقرب إلى كونها بنية مجردة،  أما المقاربة الوظيفية أو مقاربة المعنى التي يدعو إليها كثيرون في ضوء اللسانيات الحديثة فترى أن اللغة من الممكن أن تسخر لتحقيق التواصل داخل المجتمعات البشرية لأن العبارات اللغوية في ضوء ذلك تعد وسائل تستعمل لتأدية أغراض تواصلية وتمتلك حساسية شعورية ومعنوية وإنسانية، إن المنحى الوظيفي أو الواقعي في تدريس اللغة وقواعدها يعطي زخما تدريبيا يحول القواعد إلى أساليب ومهارات ملموسة ويسوق أصحاب الاتجاه الوظيفي  في تدريس اللغة .

المقترحات

1- تنمية معارف الطالب اللغوية وتدريبه على امتلاك الوسائل التي تُعِينه على التحليل اللغوي، والمقابلة بين اللغة الفرنسية واللغة التي يدرسها، ومعرفة الفروق النِّظامية بينهما، لأن ذلك سيعينه على الترجمة إذا ترجم، وعلى تعليم إحدى اللغتين إذا علم.

2- التركيز على النحو الوظيفي، وربط أمثلته بالحياة المعاصرة.

3- تقليل أعداد المجموعات الطلابية.

4- إعادة النظر في مفردات منهج اللغة الفرنسية في هذا  المجال، وتحديد الأهداف العامة لمادة اللغة الفرنسية العامة، والأهداف الخاصة لكل عنصر من عناصرها الآتية:

أ) التحصيل المعرفي.

ب) الأداء الوظيفي.

ج) التذوق الجمالي.

5- تكليف الطلاب بمحاولة الترجمة في الصفوف التي يمارس خلالها الطلبة مادة الترجمة، لاسيما في  السنتين الأخيرتين من كلية اللغات ـ إن وجدت ـ، وتصحيح الأخطاء التي يقعون فيها باستمرار.

 

م.م. فكتوريا مناتي محمود

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم