قراءة في كتاب

تجلياتهن.. كتاب جديد عن المبدعات العراقيات

1135 likaaلم تحظ المرأة العراقية المبدعة بما تستحق من اهتمام وتوثيق، ولم يصدر عنها بما يتناسب مع عطائها، وما قدمته إلى العربية بشكل عام والعراقية على وجه خاص من نتاجات مميزة ومؤلفات قيمة، ويمكن أن نذكر في هذا الجانب كتاب (شاعرات العراق) لسلمان آل طعمة، و(النتاج النسوي) لعبد الحميد العلوجي، و(النتاج الثقافي النسائي) لباسم عبد الحميد حمودي، و(معجم الأديبات والكواتب العراقيات ج1-4) لصاحب هذه السطور، وضمن هذا المسار التأليفي صدر حديثا كتاب (تجلياتهن ؛ ببليوغرافيا الرواية النسوية العراقية مع دراسة في المضامين والأشكال الفنية 1953- 2016) لمؤلفته الدكتور لقاء موسى الساعدي .

قدم الكتاب دراسة وإحصاءً منفردا للنتاج الروائي النسوي العراقي؛ بهدف التعريف بنشاط الروائيات العراقيات ؛ لاسيما وقد تزايد عددهن في السنوات الأخيرة بما شكل ظاهرة لافتة للنظر تستحق التقصي النقدي كماً ونوعاً، وقد رافق هذه الدراسة المعمقة إحصاء عددي وتتبع ببليوغرافي لنتاجهن غطى سنوات البداية وصولا لسنوات الغزارة ؛ لذا امتدت دراسة الكتاب لتشمل الرواية النسوية العراقية من سنة 1953م إلى سنة 2016م .

تضمن القسم الأول من الكتاب دراسة تمهيدية تناولت البدايات المبكرة للرواية النسوية في العراق، وأهم المضامين التي ظهرت في النصوص النسوية، وأهم الأساليب الفنية التي شكلت ملمحا أسلوبيا في تلك الروايات، وتوقفت المؤلفة عند موضوع هو الأكثر ترددا في الرواية النسوية العراقية خلال مرحلة دراستها، وهو مضمون (الحرب)، ورأت أن أغلب النساء يرفضن الحرب بينما لا يمكن القول إن أغلب الرجال يرفضونها، بل قد يجدون فيها حلولا في كثير من الأحيان .

وتوقفت أيضا عند مضامين أخرى ؛ منها (قضية المرأة) في صراعها الاجتماعي لنيل حقوقها، وقد ظهر ذلك لدى رائدات الكتابة النسوية وأولهن سميرة المانع في رواياتها (القامعون) و(حبل السرة) و(الثنائية اللندنية)، وعند ناصرة السعدون في روايتها (أحببتك طيفا)، وصبيحة شبر في روايتها (العرس) ؛ كما توقفت عند موضوع الأقليات وما لحقها من الظلم والأذى والتهجير القسري كما هو الحال في محنة الكرد الفيلية، وعرضت في الدراسة إلى مضمون (رواية السجون)، ومضمون (انهيار الطبقة الوسطى)، لتنهي القول بحقيقة جريئة بأنها لا تزعم (أن كل الأعمال الروائية التي نشرت لنساء عراقيات خلال المدة موضوع الدراسة هي أعمال ترقى لمستوى الفن الجيد في الكتابة الروائية) فقد رصدت (بعضا منها منشور لأغراض تجارية ولا يمكن أن يوصف بعمل روائي لافتقاره لأبسط مقومات هذا الفن) !!

أما القسم الثاني من الكتاب وهو الأكبر حجما فقد تضمن الببلوغرافيا الخاصة بالروائيات العراقيات، وقد احتوى على سير ونتاجات 76 روائية معززة بصورهن الشخصية وصور إصدارتهن، وقد رتبت حسب حروف المعجم، وختم الكتاب بذكر المراجع التي  اعتمدتها المؤلفة، وبضمنها الدوريات ومواقع على الشبكة العنكبوتية (الانترنيت) .

 

جواد عبد الكاظم محسن

 

 

في المثقف اليوم