قراءة في كتاب

كتاب فن النحو لديونيسيوس ثراكس وسبل انتقاله للسريانيين

محمود محمد عليبدأ انتشار اللغة اليونانية في منطقة الشرق الأدنى في أعقاب غزو الإسكندر الأكبر لها، إذ كان دخوله للشرق وما تلاه من تكوين إمبراطورية يونانية في غرب البلاد اليونانية بمثابة نقطة تحول في التاريخ السياسي، والاجتماعي والفكري بها ؛ حيث دبت فيه حياة جديدة من الحضارات المختلفة والتي تتكون منها الحضارة الشرقية عامة، والتأم شملها في وحدة جديدة تحمل طابع الروح اليونانية، وصارت اليونانية لغة الإدارة العليا والمهن، ولغة الرقي الاجتماعي، وأصبح تعليم اللغة اليونانية لغير اليونانيين أول مرة نشاطا واسع الانتشار له أساليبه ومتطلباته. ومنذ ذلك الوقت اشتهرت اللغة اليونانية في البلاد السريانية وأصبحت لها منزلة اللغة الرسمية.

وتشير بعض المصادر إلى أن الترجمات السريانية عن اليونانية ترجع إلى القرن الثاني الميلادي، على أقل تقدير ؛ حيث تبنت الحضارة الرومانية الحقـائق اللغوية التي وصلت إليها الحضارة الإغريقية، ولا عجب فقد تتلمذ الرومان على يد اليونانيين، فنقلوا علوم اللغة اليونانية إلى غيرهم من الأمم، فتعلموا اللغة اليونانية، ونهلوا الكثير من آدابـها، ورغم ذلك فقد أسهمت الحضارة الرومانية ولو بقسط قليل في تطوير الدراسـات اللغوية ؛ وخاصة ما تعلق بالجانبين الدلالي والبلاغي.

كما تشير  مصادر أخرى إلى أن الترجمات السريانية عن اليونانية بدأت منذ أواخر القرن الرابع الميلادي، وكانت ترجمات الكتاب المقدس تحتل مكان الصدارة، تليها شروح العهد الجديد من اليونانية إلى السريانية. وفي القرن السادس نشطت حركة الترجمة واتسع نطاق الأعمال التي نقلها السريان ولا سيما في الفلسفة والطب  ؛ كما اهتم السريان بنقل بعض ما كتب باليونانية في النحو، مثل ترجمة كتاب فن النحو للعالم اليوناني ديونيسيوس ثراكس( 170–  90 ق. م).

وكان ديونيسيوس من تلاميذ مدرسة الإسكندرية التي غلب عليها الفكر الأرسطي والرواقي، ومن ثم استفاد التراث الفلسفي واللغوي السابق، وتأثر بالأفكار الأرسطية والرواقية معا. وقد وصلت أقسام الكلام عند ديونيسيوس إلى ثمانية أقسام، هي: الاسم – الفعل – المشترك – الضمير – الأداة – الحرف – الظرف – الرابط، ورغم أن هذه الأقسام الثمانية كانت معروفة عن أريستارخوس، فإنها لم تظهر فى مؤلف نحوي منظم إلا عند ديونيسيوس، ولهذا يعد ديونيسيوس أول نحوي يضع كتابًا متخصصا في النحو يصف فيه قواعد اللغة اليونانية بهذا الشكل.

وتؤكد معظم الدراسات التي تناولت تطور اللغة السريانية ونحوها أهمية ترجمة كتاب "فن النحو" الذي وضعه ثراكس؛ إذ ينظر إليها على أنها كانت بمثابة عمل تأسيسي في قواعد اللغة السريانية. ويعد كتاب ديونيسيوس ثراكس، أول عمل نحوي منظم وضع في اللغة اليونانية ؛ حيث يقدم فيه المؤلف تعريفه للقواعد، ودور الدراسات اللغوية ككل، والهدف من إجراء مثل هذه الدراسات.

وتشير المصادر اليونانية المختلفة إلى أهمية كتاب ديونيسيوس أن هذا الكتاب كان بمثابة حجر الأساس للدراسات النحوية في العصر الروماني، ثم في العصور اللاحقة؛ حيث راح النحاة الرومان مثل "فارو "، و"بريشيان"، و" أبوللونيوس يسكولوس" و"سكستوس أمبريكوس" وغيرهم يسيرون على نهجه، وكان النواة الحقيقية لأعمالهم. وقد احتفظت الكتابات النحوية في العصور الوسطي والعصر الحديث بالوصف الذي وضعه "ديونيسيوس" لدور القواعد ودور الدراسات اللغوية ككل، وللهدف من إجراء مثل هذه الدراسات. وقد ظل هذا التعريف مقبولا دون اعتراض في الأعمال النحوية المتأخرة لليونانية واللاتينية. كما ترك هذا التعريف أثرا كبيرا على التوجه العملي للدراسات اللغوية في أوروبا.

ويقع كتاب فن النحو في حوالي خمس عشرة صفحة، ويقدم فيه الكاتب وصفًا موجزًا لبنية اللغة اليونانية، يبدأ بتعريف الدراسات النحوية، كما يراها النحاة السكندريون، فيقول إن:" القواعد هي المعرفة العملية باستعمالات كتاب الشعر،والنثر للألفاظ، وهي تشتمل على ستة عناصر: الأول:القراءة الصحيحة مع مراعاة الأوزان العروضية، والثاني: تفسير التعابير الأدبية في المؤلفات، والثالث: تقديم الملاحظات حول أسلوب ومادة الموضوع، والرابع: اكتشاف أصول الكلمات، والخامس: استنباط القواعد القياسية، والسادس: تقدير قيمة الـتأليف الأدبي. ثم ينتقل الكاتب إلى الحديث بشكل موجز عن النبرات، والتنقيط، والحروف، والمقاطع، وقد حظي العنصر الخامس، الخاص باستنباط القواعد، بالاهتمام الأكبر من المؤلف، إذ إنه يتناول القضايا الأساسية للنحو، ولذلك يفرد له عرضًا أكثر تفصلًا عن سواه من العناصر، وهذا هو الجزء الذي نقل إلى اللغة السريانية.

ويحدد "ديونيسيوس" وحدتين أساسيتين للوصف، أولاهما: الكلمة وهي أصغر جزء في تركيب الجملة، ثانيتهما: الجملة وهي حد مركب من الكلمات التي تعبر عن معنى تام. ثم يذكر أن أقسام الكلام ثمانية، ويعرف كل قسم منها علي النحو التالي:-

1- الاسم وهو قسم من أقسام الكلام، يتصرف حسب الحالة، ويدل على شيء مادي أو مجرد ومحسوس. وهو يقصد بالمادي اسم الذات والمحسوس وهو اسم الذات أو المصدر. كما يقسم الاسم إلى اسم عام وآخر خاص، فالمقصود بالاسم العام هو اسم الجنس والاسم الخاص هو اسم العلم، ومن ناحية أخرى فهو يقسم الاسم العام إلى اسم عام وآخر غير عام، وهو يقصد بالاسم العام الاسم الذي يأتي مرة مذكرا ومرة مؤنثا ولكن يغلب عليه صفة التذكير. والاسم غير العام هو الاسم الذي يأتي مؤنثا فقط وليس له مذكر، أو يأتي مذكرا فقط وليس له مؤنث.

2- الفعل وهو قسم لا يتصرف حسب الحالة، بل حسب الزمن، والشخص، والعدد، ويدل علي حدث.

3- المشترك، وهو قسم يشترك في ملامح الاسم والفعل، ويتصرف كما الاسم والفعل وهو يقصد به أسماء الفاعل والمفعول.

4- الأداة: وهي قسم من أقسام الكلام يتصرف أيضا حسب الحالة وتسبق الاسم في الوضع أو تليه (50).

5- الضمير: فهو كلمة تحل محل الاسم، ويتميز بالإشارة إلى الشخص.

6- حروف الجر: وتقع قبل كلمات أخرى في تركيب الجملة.

7- الظرف: وهو قسم قسم مرتبط بالفعل.

8- الروابط: وهي تربط بين معاني الكلام المتناثر وتعمل علي شرحه وتفسيره.

يتبع المؤلف كل قسم من هذه الأقسام ببيان للخواص الصرفية والاشتقاقية التي تنطبق عليه، ويطلق عليها اسم " الخصائص". فالاسم يصرف حسب خاصية الجنس من حيث المذكر، والمؤنث والمحايد. وخاصية النوع من حيث أنه اسم أصلي مثل الأرض، أو اسم مشتق مثل الأرضي، وهو يقصد بالاسم الأصلي أصل الاسم دون أن يدخل عليه أية تغييرات، والمشتق هو كل اسم يلحقه تغييرات، أو علامة من علامات النسب، أو التصغير، أو المقارنة، أو التفضيل،أو الاشتقاق. وخاصية الشكل من حيث إنه اسم بسيط أو مركب. وخاصية العدد من حيث هو الإفراد والجمع والتثنية. وخاصية الحالة من حيث حالات الفاعل والمفعول والنداء والإضافة والمفعول غير المباشر (القابل). ويعرض المؤلف أنواع الاسم مثل اسم العلم، واسم الذات، والاسم المترادف، والاسم المزدوج، والاسم المتجانس، واسم الإشارة، واسم الاستفهام، واسم الجمع، واسم الفاعل، واسم العدد، وغيرها، ويعرف كل منها مع تقديم أمثلة لتوضيح مقصده.

وبالمثل، يصرف الفعل حسب " الصيغة "، مثل الصيغة الخبرية، والصيغة المصدرية، وصيغة الأمر، وصيغة الطلب، وصيغة التمني. وخاصية " البناء للمعلوم أو المجهول"، وخاصية " النوع"، من حيث إنه أصلي، أو مشتق، وخاصية " الشكل "، من حيث إنه بسيط أو مركب، أو أكثر من مركب. وخاصية العدد، من حيث الإفراد والجمع والتثنية، وخاصية " الشخص"، من حيث إنه يدل علي المتكلم أو المخاطب أو الغائب. وخاصية " الزمن " من حيث إنه مضارع أو ماضي أو مستقبل. ويحدد المؤلف أربع صيغ للفعل الماضي، وهي المتناقض، والتام (البعيد)، والتام (القريب)، والبسيط. وخاصية " التصرف".  أما الأداة فتصرف حسب خصائص " الجنس"، و" العدد "، و" الحالة" فقط، بينما تصرف الضمائر حسب خصائص " "الجنس " ، و" العدد"، و" الشخص"، و" النوع "، و" الحالة"، و"الشخص"، و"الصيغة".

وينتقل المؤلف إلى الحديث عن الحروف، فيذكر أنها ثمانية عشر حرفًا، ستة منها بسيطة أي تتكون من مقطع واحد، واثنا عشر حرفًا مركبًا؛ أي تتكون من مقطعين. وفيما يتعلق بالظروف، يذكر المؤلف أنها غير معربة، ولكنها تتبع الفعل، ومنها البسيط والمركب. ويهتم المؤلف بالمعاني المختلفة التي تدل عليها الظروف، فيعرض له ستة وعشرين معني، مثل دلالتها علي الزمان، والمكان، والكم، والعدد وما إلى ذلك، ويسوق أمثلة توضح هذه المعاني والفروق فيما بينها. ويقسم الروابط إلي سبعة أقسام، يؤدي كل منها وظيفة دلالية خاصة في الجملة، مثل أدوات الربط، والفصل، والسببية، والنتيجة، وأدوات التحسين، وغيرها. ويقدم أمثلة توضيحية لكل من هذه الأقسام.

وقد  قام "يوسف الأهوازي"، أستاذ مدرسة نصيبين (المتوفي 580م)، بترجمة كتاب " فن النحو " لديونيسيوس ثراكس  إلى اللغة السريانية، ومن الواضح أن ترجمة الأهوازي لكتاب "ديونيسيوس" إلى اللغة السريانية كان الغرض منها أن يجعل النص فى متناول القراء السريان الذين لا تتوافر لديهم المعرفة الكافية بالخلفية الفكرية التي استند إليها "ديونيسيوس"، بالإضافة إلى الاستفادة من وضع قواعد للنحو السرياني، وهو الأمر الذي كان السريان فى ذلك العصر فى أمس الحاجة إليه.

وأشارت الدكتورة "زاكية رشدي" في كتابها "نشأة النحو عند السريان وتاريخ نحاتهم"،  إلي أن:"يوسف الأهوازي"  أستاذ مدرسة نصيبين يعد صاحب أقدم مؤلف سرياني عُرف فى النحو".

وقد وُجدت نسخة من مؤلف "ديونيسيوس"، الذي ترجمه "الأهوازي" ملحقة بأحد كتب "سرجيوس الرأس عيني (ت:536م) "، الذي ألف "مقالا فلسفيا في أجزاء الكلام". وهو ما يؤكد أيضًا تأثره بالمعطيات الفلسفية اليونانية، وبخاصة عن طريق مدرسة الإسكندرية التي تلقن "سرجيوس"، فيها العلم. كما أن أشهر علماء النحو السرياني: يعقوب الرهاوي (ت: 708م) اعتمد على أشهر النحاة اليونان: ثراكس وثيودوسيوس.

وتذكر أكثر المصادر أن كتاب يعقوب الرهاوي (المتوفي 708م) صاحب كتاب "غراماطيقي"، هو أول مؤلف فى النحو السرياني، وقد استعمله السريان كثيرا في التدريس، وقد عده السريان أول كتاب فى النحو لديهم،إلا أنه قد ضاع،ولم يبق منه سوى شذرات، ورآه " مار يعقوب " واضع علم النحو السرياني  وصاحب أول مؤلف نحوي  منظم.

كانت اللغة السريانية حتى أواخر القرن السابع للميلاد تُكتب دون تشكيل، ثم استعمل السريان حروف العلة الثلاثة: الألف، والواو، والياء، كحركات لضبط اللفظ، ولكن هذه الطريقة كثيرًا ما تربك القارئ حيث لا يميز فيما إذا كانت الحروف قد استعملت في الكلمة، كحركة أم حرف. أما التنقيط فقد استعمل قبل القرن السابع كتشكيل للكلمات، ولـ "يعقوب الرهاوي" رسالة في ذلك يوضح فيها طريقة وضع النقط تحت الحرف، أو فوقه، ضبطًا للمعاني، وتمييزًا بين المرادفات وما إليها. ولعل السريان الغربيين هم الذين استنبطوا طريقة التنقيط لأنها لا تشتمل على الشدة المستعملة في لهجة السريان الشرقيين، ولا يزال السريان الغربيون يستعملون أحيانا طريقة التنقيط القديمة، وهي الطريقة الوحيدة في ضبط اللغة لدى السريان الشرقيين.

وقد استنبط "يعقوب  الرهاوي" علامات الحركات آخذا بعضها عن اليونانية التي كان يجيدها ؛ حيث إنه رأى أن جميع أصوات الصوائت السريانية كما ينطقها الرهاويون يمكن أن تمثلها حروف يونانية، وكطريقة للإشارة يمكن أن تكون أكثر وضوحًا للقارئ من مجموعة النقط الصغيرة، فأخذ من اليونانية حرف الألف وجعله للفتح، والهاء للكسر، والعين مع الواو للضم، والحاء للكسر المشبع، والعين وحدها للضم الممال إلى الفتح، وجعل صورة هذه الحروف اليونانية صغيرة. وكان أسلوبه في تشكيل الكلمات كتابة الحركات (الحروف الصوائت) مع الحروف الصوامت على السطر، ولم يكتب لهذه الطريقة الـبقاء  طويلا، وتطورت  بعدئذ  فوضعت الصوائت، كعلامات صغيرة فوق الحروف، أو تحتها. كما أن السريان الغربيين لم يتركوا طريقة التنقيط، بل سارت الطريقتان جنبًا إلى جنب أجيالا عديدة، ثم فضلت الحركات لوضوحها وسهولتها، فاستعاض السريان بها عن التنقيط.

وإذا كنا قد قلنا من قبل إن النحو السرياني قام معتمدًا على النحو اليوناني، فإن من المهم هنا أن نشير إلى أن هذا النحو اليوناني، قد استمد من تراثه المنطقي والفلسفي كثيرًا من الأسس الفكرية التي شكلت خلفية معالجاته لقضايا النحو واللغة. ولقد أكد ثراكس – في تقسيمه السداسي لوظائف النحو، كما يذكر "روبنز"على وظيفة استنباط النظام القياسي في اللغة، هذه الوظيفة أصبحت الوظيفة الأساسية للنحو".

في هذا السياق التاريخي إذن نستطيع أن ننظر إلى جهود نحاة العرب لنبرز أنه قد كانت الثقافة العربية في علاقة تفاعل مع الثقافة المنطقية اليونانية، والسريانية، منذ أمد بعيد قِبل هؤلاء النحاة، وبين أيديهم.والدليل على ذلك هو تشابه اللغتين السريانية والعربية واضح في بناء الجمل، وفي دلالة الألفاظ، وفي الضمائر، والأعداد، وغيرها، مثل تقسيم الكلمة إلي ثلاثة أقسام هي: الاسم، والفعل، والحرف، ومثل المركب المزجي الذي كان يطلق عليه السريان: Eskima، Merakabe، ووجود مصطلح التصغير الدال علي التقليل في النحو السرياني والنحو العربي بعد سيبويه، والتصرف مصطلح عند السريان يقصدون به تصريف الفعل مع الضمائر ويسمونه: Surafa بمعني فرع أو غصن. والعطف عندهم ويسمي عندهم eTufya، أي العطف، والفتح يسمي عند السريان Petaha أي الفتح، وكذلك مصطلحات اسم الفاعل، واسم المفعول، واسم المرة، واسم النوع، واسم الزمان، والمكان.

وهذا التشابه الواضح بين اللغتين يجعلنا نقول: إن اللغة العربية، واللغة السريانية من فصيلة واحدة، إن لم تكن إحداهما هي الأصل والأخري فرع منها، وقد وجدت صلات طيبة بين العرب والسريان قبل الإسلام وتوثقت هذه الصلات بعد الإسلام، فاتخذ منهم الأمراء العرب الكتاب في الدواوين والأطباء واستعانوا بهم فيما بعد في الترجمة والنقل حتي استهر منهم في العصر العباسي عدد غير قليل لعل من أبرزهم: حنين بن إسحق.

وقد دعا النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه إلى تعلم اللغات الأجنبية في أكثر من مناسبة، وقد حث زيد بن ثابت على تعلم السريانية ؛ فقد جاء في الأثر أن زيدا بن ثابت قال: قال لي النبي صلي الله عليه وسلم: إني أكتب إلي قوم فأخاف أن يزيدوا علي أو ينقصوا، فتعلم السريانية، فتعلمها في سبعة عشر يوما.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل

 

 

في المثقف اليوم