قراءات نقدية

قصة بيت الوالدة في حلب ذكرياتي مع رياض الصالح الحسين

لكي يضفي الكاتب رزوق على بطل قصته سمة خاصة تجعلنا نتعاطف معه نجده يذكر  شخصيات عربية وعالمية  بعضها إيجابي وبعضها الآخر سلبي وفي قصة السيرة الفنية التي بين أيدينا  نجد الاسماء التالية

الأسماء الأجنبية:

أجاثا كريستي كاتبة قصص اختصت بالتأليف عن الجريمة\ رياض شاعر مسالم يلتقيان في الأدب ويفترقان في النوع الأدبي.

هنري مور نحات يترك فجوة سريالية في تماثيله\ رياض شاعر يقتنص الفكرة السريالية فتبدو الفكرة غنية عنده بفراغ قد نسميه الفراغ الأبدي

الكسندر تراكي كاتب اسكتلندي عاهر مارس الدعارة وتحدثت كتبه عنها\رياض نفس نقية تحدث عن خراب الكون من خلال خراب الإنسان أو خراب الدورة الدمويّة

عاموس عوز كاتب استخدم أسلوبا جديدا في الرواية\ رياض شاعر اتخذاسلوبا جديدا في الشعر

سكوت ماينر أديب وشاعر إنكليزي دعم معنويا السارد أدبيا  وهو شخصية إيجابية\ رياض شاعر يلتقي مع سكوت في الإبداع غير أن ماينر مستقر نفسيا ومتوازن

بوريس سوكتشكوف صاحب نظرية في الواقعية \رياض متحرر من أية نظرية

كولن ويلسون كاتب بريطاني يساري احتفى به الشيوعيون العرب واليساريون وترجموا كتبه \رياض يساري النزعة عُدّ يساريا متطرفا وسجن بضعة أيام بتلك التهمة وتبرأ منه ومن  سلوكه الشيوعيون العرب.

أوريل روائي مشهور كتاباته تعري المجتمع بخاصة روايته البيوت الزجاجية \رياض يعري بقصائده النثرية أحلامنا وعوالمنا الداخلية

بيير ماشري وفوكو ودريدا،أدباء فنسيون دعوا للحداثة\رياض مارس الحداثة عبر قصيدة النثر

فيليب تيرمان أستاذ الأدب الحديث في جامعة كلاريون نشر بعض أعمال رياض شخصية إيجابية

إذن يمكن تصنيف الشخصيات الأجنبية الموازية لشخصيّة بطل القصة على الأنماط التالية:

الشخص المحايد الذي يدعم وجوده شخصية البطل ثم المفكرين الفرنسيين.

الشخص السئ كالكاتب القواد والعاهر الذي نحتاج وجوده لتبيان نقاء بطلنا وعفويته.

البطل الذي يهتم بالجريمة مثل أجاثا كريستي التي يمثل عالمها في الكتابة عن الجرايمة وحوادث القتل الغامضة عالما متناقضا مع شخصية البطل ونفسيته وأحلامه وعالمه الواسه المتحرر من العنف.

الشخصيّة الخيرة الهادئة الموازية لشخصية رياض الصالح الحسين في الإبداع والسلوك الهادي ونذكّر بهذا الصدد بشخصيتي فيليب تيرمان وسكوت ماينر وكلاهما اهتم يشعر رياض ونشره.

الشخصيّة العربية

تطالعنا في قصة السيرة التي بين أيدينا شخصيات مهمة أثرت في العمل الإبداعي لبطل القصة وللسارد  نفسه وهنا نجد تلك الأسماء:

خلدون الشمعة زعيم التيار القومي في حلب

بوعلي ياسين زعيم التيار اليساري

صباح فخري فنان كان يثقل على زوجته باب البيت حين يخرج في الليل للغناء.

بندر عبد الحميد كاتب محرر في إحدى الصحف

رياض عصمت محرر مجلة الشبيبة الناطقة باسم منظمة شبيبة الثورة. وأصبح لاحقا سفير سوريا في باكستان، ثم وزيرا للثقافة، ثم مديرا للمعهد العالي للفنون المسرحية. وختم هذا المشوار بالسفر إلى أمريكا، ليتوفى هناك من جراء الإصابة بكوفيد. 

زكريا تامر كاتب حداثي

جورج سالم أستاذ السارد

نزار قباني شاعر يتباهى بعلاقته مع النساء

محمد أبو صلاح فنان تشكيلي فلسطيني

أدونيس شاعر معروف

السارد الدكتور صالح الرزوق

فائق المحمد يترأس صحيفة اغتاله الإخوان\ رياض مات بطريقة شبه اغتيال

هذه أهم الشخصيات التي وردت في قصة السيرة وتجاوزت عن ذكر بعض الأسماء لكن الذي أودّ أن اذكره أن الشخصيات الأدبية والسياسية في حلب لم تكن لتشكل عقبة في طريق السارد أو بطل قصته بل العقدة في العاصمة ومن يتحمل مسؤولية الثقافة واتخاذ القرار هناك

ويمكن أن نحدد تلك الشخصيات التي وازت شخصية البطل بالمواصفات التالية:

أولا: الشخصيّة المتناقضة ويمثلها المغني والمطرب صباح فخري المفروض أن يكون متحررا لأنّه مبدع لكن مع كل شغفه بالإبداع نجده يقفل الباب على زوجته ويأخذ المفتاح معه حين نقرأ ذلك تتبادر إلى أذهاننا صورة بطل قصة السيرة الذي يدعو إلى التجديد بكلّ صدق وإخلاص هل أراد السارد أن يقول إن الآخرين المبدعون يمارسون زيفا هائلا مع أنفسهم ويستثني بطله؟

ثانيا شخصية السادي الذي يلتذ بتعذيب الآخريات نزار له صديقات يتباهى بهن ويذيع أسماءهن أما رياض فلا يتباهى لا لأنه خال من الصداقات لكنه صامت يهتم بالجوهر لا الظاهر علاقته بالصديقات كما يقول قاص السيرة رزوق أنه يقشرهن مثل التفاحة ثم يقضم كنت ارى وأنا في الجامعة أن شعر نزار جميل من حيث المفردة لكن فيه الكثير من المباشرة والأن خفت بريثه هو شعر يفقد الموقف الكوني الفلسفي ولعلني وجدت في وصف الرزوق لعلاقة نزار بالمرأة بموازاة علاقة رياض بالمرأة أقول لعلني وجدت في وصف الدكتور رزوق ضالتي للتوكيد على مباشرة شعر نزار وسطحيته بعض الأحيان هذا الرأي الذي خالفت فيه اساتذتي في جامعة البصرة ومنهم المرحوم ناصر حلاوي وزاهد العزي.

ثالثا الشخصيّة المغرورة: الطاووس المتكبر الذي يتطلع إلى العظمة يقف بباب الصالة وينطلع إلى الشارع هو أدونيس وانظر تواضع الشاعر رياض وسعيه الدؤوب في المؤتمر نفسه.

رابعا: الشخصية السلبية يمثلها رياض عصمت الذي وازى الشاعر بينه وبين نفسه ورياض فكأن هناك وجها واحدا لهما هو ورياض في حين يمثل عصمت وبندر الوجه السلبي الآخر والروتيني .

الشخصية الضحية:فائق المحمد الذي اغتيل ويمكن للقارئ أن يتابع شخصية رياض وكيف أصبح هو نفسه ضحية.

إنّ المؤلف وضع نفسه بموازاة شخصية رياض فأصبحنا نتعاطف معهما فهو يستشير رياضا في نشر أعماه القصصية ورياض يستشيره في نشر أعماله الشعرية الشعر مقابل القصة  طريقان يلتقيان ويفترقان لذلك يمكننقول من دون تردد: صالح الرزوق كاتب مذهِل!

الدكتور قصي الشيخ عسكر