دراسات وبحوث

رؤية ختامية للمقارنة بين الشيرازي وسبينوزا في مفهوم وحدة الوجود

تماضر مرشد آل جعفرتقسيمات المبحث المقارن:

سبق الحديث عن البناء المنهجي والرؤى الفلسفية التي اعتمدها الفيلسوفان صدر الدين الشيرازي وسبينوزا في واحدة من أهم المسائل الفلسفية الصوفية، وأثرها في الفلسفة الإسلامية والغربية، ومسائل الوجود التي انعكست على تلك المسألة، ضمن الأداة المنتجة لها هي: الروح والعقل. وقد ختمت تلك المنهجية بدراسة مقارنة عامة، تأكيدًا لعنوان البحث: (دراسة مقارنة). ارتأيت فيها أن يُؤخذ كلَّ مفكرٍ منهم بمعزلٍ عن الآخر لأعرض من خلال منهجه، عرضًا فلسفيًا ما يحتويه من طروحات ونظريات وإشكالات ووصايا ونتائج، وصولاً إلى المقارنة، اعتقادًا مني بفائدة هذا الأسلوب**.

أولاً: مقارنة الوسط البيئي للفيلسوفين.

1- أثر البيئة العامة بظروفها السياسية والاقتصادية والثقافية في الفيلسوفين.

2- مسألة العزلة التي عاش فيها كلا الفيلسوفين وأثرها في تكون فكرهما الفلسفي.

3- أثر رجال الدين في فكر الفيلسوفين والنقد الذي تعرضا له.

لِما للأثر النفسي الذي تتركه البيئة على فكر الفلاسفة والمفكرين أبتدي بها، عاش كلٌّ من الشيرازي وسبينوزا وسط عائلتين تميزتا بالثراء والثقافة العلمية، إضافة إلى أنها كانت من الطبقات المقربة للسلطة ورجال الدين، أفاد كلا الفيلسوفين من تلك المكانة في إثراء ثقافتيهما، وسهولة تلقيهما للعلوم، إذ لم يكن للفقراء آنذاك نصيبٌ من ذلك.

انعكست بشكل أو بآخر تلك البيئة الأسرية في اتخاذ الفيلسوفين جانبًا من التحرر، أو كما اعتقدا أنهما سيكونان حرَين في إبداء رأيهما وسط تلك المكانة العائلية.

اصطدم الشيرازي بالوسط الفقهي الذي كان يسود إيران إذ ذاك فرُفِضَت آراؤه، ولم تكن لديه تلك العلمية لمقارعة الفقهاء والمدارس الفقهية والفلسفية التي كانت سائدة في عصره، فاضطر للاعتزال والابتعاد عن المجتمع، ريثما تتكون لديه من القراءات مايوصله إلى دليل يستطيع به الانتصار لرأيه.

كانت لسبينوزا نفس الأوضاع التي عانى منها الشيرازي، والمجابهة التي لقيها من رجال الكنيس اليهودي المسيطرين على قرارات الدولة والحكم، إلا أنَّ ماتعرض له سبينوزا كان أكثر إيلامًا لنفسه ابتداءً من هجرة العائلة بسبب العنصرية، إلى طرده من المجمع الكنسي، ثم تبرؤ العائلة من آرائه، بينما لم يلاقِ الشيرازي هذا الاضطهاد إلا أنه اختار الاعتزال بفكره.

عاد الشيرازي من عزلته بمؤلفاته ناشرًا فكره مستغلاً رضا الشاه عباس عنه وعما ذهب إليه من آراء فقهية وفلسفية، بينما قاوم سبينوزا كل دعوات الأمراء والجامعات التي أرادت الإفادة من فكره، حفاظًا على مبادئه التي آمن بها والتي تخالف مايذهب إليه رجال الدين والأمراء.

الاستنتاج:

بدأ الشيرازي التذمر والتظلم من العيش وسط مجتمع ساده التزمت لرأي الظاهرية والاستخفاف بمنطق العقل، كذلك كان سبينوزا منزعجًا من المجتمع الذي تسلط على قراراته الكهنة ورجال الدين، وبينما وافق الشيرازي على نشر فكره تحت عباءة الشاه عباس، رفض سبينوزا العمل في جامعات رأى أنها ستفرض رأيها عليه، ربما كان ذلك من انعكاس نشأة الشيرازي في بيت وزير في الدولة هو والده، فرأى أنَّ السلطة قادرة على حماية فكره، ولم ير سبينوزا هذا الرأي من أثر الطرد الذي تعرضت له العائلة بسبب التفرقة العنصرية التي سادت بلده وقت ذاك، فما رأى للسطلة من حماية بقدر ما هي ناهضته العداء.

لم يورد أي من الشيرازي وسبينوزا سيرتهما أو الإشارة إليها إلا ما ورد من ذكر الشيرازي للأوضاع التي سادت عصره وكثرة من وصفهم (أهل الأهواء)، مع إشارته لتاريخ ولادته.

بينما استطاع الشيرازي أن يحفل برضا الشاه فيمكنه من فتح مدرسة وجمع تلاميذ ومريدين، لم يستطع سبينوزا إلا أن يقوم بتدريس أفكاره لبعض أصدقائه في عزلته كما أنه لم يتمكن من ذكر اسمه على مؤلفاته إلا الحرف الأول فقط.

وأخيرا لابد من القول بأنَّ تأثير البيئة عليهما كان واضحًا في اختيارهما لمنهجهما العلمي والفلسفي.

ثانيًا: مقارنة المنهج (اعتماد الأدلة والبراهين العقلية والنقلية).

1- الإبداع في برهنة القضايا الفلسفية.

2- الاعتماد على البراهين والحجج في حل إشكالات الفلسفة.

3- الأسس الفلسفية عند الفيلسوفين (اعتماد الهرم الهندسي الرياضي) لفكرة وحدة الوجود.

إنَّ الأساس الذي يقوم عليه أي منهج هو: وجود فكرة، تدفع المفكر والفيلسوف أن يسلك منهجًا محددًا حول تلك الفكرة وحل إشكالياتها، كما أنَّ أية دراسة لأية فكرة لايمكن أن تحقق نتيجة ناجحة ما لم يتم ربطها بالماضي أو الأساس الذي نبعت منه، لذلك اعتمد الشيرازي وسبينوزا منهجًا هندسيًا في تفسير وحدة الوجود اعتمادًا على هندسة الفلاسفة الأوائل الذين خاضوا تلك التجربة، فهما ليسا أول من ربط بين المنهج الهندسي وبين الكتابة الفلسفية، فقد استُخدِم هذا المنهج جزئيًا في العصور القديمة.

المفاهيم التي قامت عليها منهجية الشيرازي هي المفاهيم الإسلامية التي قيدت فكرته ـ في بعض الأحيان ـ كما أنه دار بين العقل والعرفان، وكان الفكر الإشراقي مسيطرًا عليه، ولم يتجاوز الشيرازي في منهجيته تلك دستور الإسلام (القرآن) والأحاديث النبوية، واعتمد التوفيق بين الشريعة الإسلامية، وبين الفلسفة والعرفان، منهجية قائمة على التذوق العرفاني، والبرهان الفلسفي الرياضي، كما سعى الشيرازي لفكرة واحدة في كل كتبه وهي، التطابق بين العقل والنقل، إلا أنَّ غلبة الروح الإشراقية وتأثره بالسُهروردي جعلت حجية العقل ليست الأساس في طروحاته الفلسفية.

من منهجه الرياضي أطلق على أسفاره (الحكمة المتعالية) ليُرتب على أساسها مراتب الوجود عنده "الله تعالى" ثم الطبيعة، والإنسان، كان لهرمه الهندسي أساسًا وضعه أرسطو في تصوره لتركيبة الموجودات، الذي جعل قاعدته (الهيولى) وقمته (الصورة) أو صورة الصور "الله تعالى".

أما بالنسبة لمنهج سبينوزا الهندسي فقد تأثر بالنجاح الهائل للعلوم الرياضية الذي أدى إلى الاقتداء بالدقة الرياضية في صياغة الأفكار الفلسفية، وإلى جعل الرياضة أنموذجًا ومثلاً أعلى للمعرفة البشرية في كافة ميادينها. وإذن فمنهج سبينوزا الهندسي لم يكن بدعة ليست لها سوابق في تاريخ الفكر الفلسفي، لكن كانت له دلالة خاصة تزيد على كونه مجرد اقتداء بمثل أعلى سائد في عصره، فهو يشترط أن يكون العقل الرياضي المجرِب أساسًا لجميع الأبحاث العلمية المدققة.

اتبع سبينوزا المنهج الهندسي، فكان أقرب في شكله لكتب الهندسة منه لكتب الفلسفة، إلا أنَّ مضمونه كان في قمة التجريد الميتافيزيقي وفي البحث عن الغاية الأخلاقية، كما تحدث في هرمه الهندسي عن السطوح والمساحات والخطوط والأجسام الهندسية والبديهيات، فكان يجمع التعريفات والبديهيات والجمل التعليمية مع البراهين ثم يخلص إلى النتائج والأحكام ثم المسلمات، لم يكن سبينوزا مسَلّمًا بقضية إلا بعد البرهنة عليها، فهدم كل المعتقدات التقليدية التي ورثتها أوربا في القرون الوسطى.

76 tamader600

الاستنتاج:

نقاط الاختلاف والالتقاء بين الشيرازي وسبينوزا:

‌أ- الاتفاق: هو أن كلاً منهما اتخذ البرهان طريقًا للوصول إلى مبتغاه، تأثر الفيلسوفان بالمنهج الرياضي والأسلوب الهندسي للوصول إلى نتائج منطقية يرضاها العقل معتمدَين الأدلة والبراهين، وكان "الله تعالى" في قمة الهرم الهندسي لكلا الفيلسوفين، كما أن كلاهما استخدما الأدلة العقلية على آرائهما في وحدة الوجود.

‌ب- الاختلاف: بينما كان العقل قاسمًا مشتركًا بينهما، إلا أنَّ النقل والكتب الدينية كان الفارق، فبينما كان القرآن الكريم والأحاديث النبوية مصدرًا هامًا عند الشيرازي، كان سبينوزا ناقدًا للكتب التي اعتمدها رجال الدين والتي صرح هو بخطأ نسبتها للأنبياء.

قامت منهجية الشيرازي في الاعتقاد بالنظر العرفاني والإيمان بالإشراقات الربانية ـ الروحية ـ القائمة على الرياضات والتجليات النورانية، بينما كان سبينوزا من أشد المخالفين لتلك الأفكار وأنه يراها من الأبواب التي تجلب الإيمان بالخرافات والأساطير، فقد كانت المعرفة الحدسية التي يحققها العقل هي العامل الأساس الذي قامت عليه نظريات سبينوزا وفلسفته.

ثالثًأ: مقارنة مدى تأثر الفيلسوفين بالمصادر والروافد.

1- أثر الفلسفتين اليونانية والإسلامية.

2- دخول الفكر الصوفي والعرفاني إلى فلسفة الشيرازي وسبينوزا.

نهل كل من الشيرازي وسبينوزا من الفكر اليوناني في الإلهيات خاصة، فكان لأرسطو وأفلاطون وتلميذه أفلوطين أثرًا واضحًا في مسائل ترتيب الوجود التي أثرَت فلسفة وحدة الوجود.

أفاد الشيرازي من ترتيب أرسطو للموجودات، وتفسيره العلة والمعلول، كما كان لفكرة الصدور والفيض عن أفلوطين واضحة، وأيضًا كان للترتيب الصعودي والنزولي لأفلوطين أثر في تناسق ارتباط الصدور من العقل الأول إلى الإنسان، ومع تأثره بنظرية المُثل الأفلاطونية ودفاعه عنها، إلا أنَّ الاعتقاد بنظرية التشكيك في الوجود ينقض نظرية المثل، لذلك ترك الشيرازي الباب مفتوحًا لأسئلة عدة حول سبب دفاعه عن مثل أفلاطون، المرفوضة أصلاً من الفكر الإسلامي، كونها تجعل العالم خيالات خارجة عن حقيقتها، كما رُفضَت فكرة وحدة الوجود.

بدت آثار الفارابي في الوجودات الرابطة عند الشيرازي، والقريبة جدًا من فكر الفيوضات، وهي فكرة تفكَّر الشيرازي بها كثيرًا حتى انتهى بها إلى أنﱠ الوجود المفاض ليس إلا تعلقًا وربطًا بالوجود المفيض, وليسا وجودَين، كلٌّ منهما قائم بذاته مستقل بها، ولابن سينا أثره في الجمع بين العقل والإلهام، فقد أخذ منه اعتباراته للماهية ليعكسها على اعتبارات الوجود.

أما تأثر الشيرازي بالفلسفة الإشراقية ممثلة بالسُهروردي، والعرفانية ممثلة بابن عربي، فكان كبيرًا، ألقى بظلاله على فلسفة الشيرازي في وحدة الوجود بشكل كبير، مناقضًا ما أورده هو بأنه لا يؤمن بالحلول والاتحاد الذي يؤمن به كل من السُهروردي وابن عربي، وهذه أيضًا فتحت مجالاً للسؤال عن سبب تلك التناقضات، أراد الشيرازي أن يوفق بين الفلسفة الإشراقية والصوفية وبين الفلسفة المشائية المنطقية من جهة، وبين تعاليم الإسلام من جهة أخرى، ومع تمتع الشيرازي بفكر حر جعل العقل أساسًا لكل ما يذهب إليه الإنسان وما يعتقده، إلا أن نشأته في زحمة الروح الإشراقية ـ التي كانت من أبرز مميزات مجتمعه ـ كونت جزءًا كبيرًا من شخصيته، يقول الشيرازي: إن مجرد المكاشفة غير كافٍ في السلوك من غير برهان كما أن مجرد البحث من غير مكاشفة نقصان عظيم في السير(1).

بدأت فلسفة وحدة الوجود عند اليونان قائمة على أساس وحدة العنصر الطبيعي، كقول طاليس: بالماء أصل الأشياء، فانطلقت الفكرة عند الفلاسفة الطبيعيين في البحث الأونطولوجي، ثم أخذ بتلك المباحث في وحدة الوجود، هيراقليطس وبارمنيدس، ثم تداعت الفلسفة بعدهم لتعود إلى مفاهيم الدين وتقسيم الوجود بين الإله المتعالي وبين الموجودات، فألغى الدين تلك الوحدة وجعلها وحدة تراتبية، ثم جاء أرسطو ليقسم مفهوم الوجود وتعدد معانيه، بمقولاته العشر،، فهو وجود متراتب متناسب، فنسبة الجوهر هي نفسها نسبة العرض، لكن هذا التناسب لم يعط للوجود وحدته التي تطالب بها الأنطولوجيا، كان هذا من فلسفة اليونان التي قرأها سبينوزا، أما فكر التصوف الديني فدخله عن طريق فلسفة ابن رشد وتوما الأكويني، لكنهما جعلا الفلسفة توافق الدين، وهذا ماترفضه أنطولوجيا الوجود، ثم انتقل فكر المعتزلة ليعيد للفلسفة العقلية مكانتها في أوربا، وإن كانت وحدة أبي هشام المعتزلي وابن سينا، ووحدة دونس سكوت في الفلسفة المسيحية، وضعت اللاهوت في أحضان الفلسفة لتعيد لوحدة الوجود مفهومها، إلا أنها لم تقترب من الوجود إلا من خلال مفهوم الحياد، كل تلك الروافد أثرت في قراءة سبينوزا فلم يقتنع بها حتى ثار عليها، فأصبح الوجود عنده واحدًا، متواطئًا، واثباتيًا.

الاستنتاج:

رأينا الشيرازي متمسكًا بمصادره الدينية والكلامية، جامعًا إياها مع مصادره الفلسفية العقلية، لذلك لم يستطع إلا أن يجعل الوجود مقسمًا بين"الله تعالى" وبين مخلوقاته، ألزمته بذلك عقيدته الإسلامية فما خرج عنها، فكان بذلك فيلسوفًا لاهوتيًا، فسار على خطا أسلافه من الفلاسفة والعرفانيين مع محاولته تعدي ما وقفوا عنده من المسائل، إلا أن خطاه كانت مترددة.

أما سبينوزا فقد تجاوز كل ما قيده من فكر رجال الدين، ففصل الفلسفة عن الدين وأعطى لأنطولوجيا الوجود قوتها، وإن كان قد تأثر بمن سبقوه، إلا أنه كان له فكره الخاص وفلسفته التي لم يستطع ديكارت أن يصل إليها أو أن يخرج من قيد الدين، فسبينوزا اتخذ من ديكارت أساسًا انطلق منه لفلسفته العقلية، إلا أنه رفض كل ثنائيات ديكارت ليجعل من هرمه الهندسي وحدة واحدة مترابطة، ثم نسف كل مبادئ ديكارت التي بقيت مع تميزها، رهينة بقايا لاهوتية.

رابعًا: النظام الهندسي لتفسير مباحث الوجود الثلاث: "الله تعالى"، الكون أو الطبيعة، والإنسان، عند الشيرازي وسبينوزا.

1- تفسير الفيلسوفين لمفهوم "الله تعالى"، وصفاته لتبرير كثرة الصفات مع وحدة "الله".

2- "الله تعالى" بسيط الحقيقة، مع كثرة ذهنية.

3- التشابه في تفسير صفات "الله تعالى" بين الشيرازي وسبينوزا.

4- (الطبيعة والإنسان) في هرم كل منهما، النفس الإنسانية وارتباطها "بالله تعالى" في فكرهما.

تُعد مباحث الوجود الثلاثة: (الله تعالى، الطبيعة، الإنسان) هي أهم المباحث التي شغلت فكر الشيرازي وسبينوزا لتفسير وحدة الوجود.

قامت منظومة الشيرازي على المثلث الهندسي العرفاني، فعرَّف الشيرازي "الله تعالى" بتعريف المسلمين العرفانيين، فهو اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإلهية المنعوت بنعوت الربوبية المتفرد بالوجود الحقيقي، فإنَّ كل موجود سواه غير مستحق الوجود بذاته وإنما استفاد الوجود منه، فهو من حيث ذاته هالك ومن الجهة التي تليه موجود، فكل موجود هالك إلا وجهه"سبحانه".

ألحق الشيرازي اسم "الله تعالى" كل صفات الكمال، المناسبة للذات الإلهية ومرتبة الربوبية، ثم تكلم عن الكثرة، فتكثر الأسماء والصفات لا يعني أن ذات واجب الوجود تحصل فيها الكثرة، وإنما تتعدد  بتعدد الأسماء والصفات فقط، فالموجودات المتكثرة ماهي إلا مظاهر تجلي الأسماء والصفات للذات الإلهية المقدسة، وإن كانت هذه الوجودات متمايزة ومستقلة، فهي تعيُّنات للحق"سبحانه وتعالى"، وهذا ما توافق فيه مع ابن عربي.

صفات "الله تعالى" عنده ضمن ثلاثة أقسام كلها تدل على أنه الواحد، غير القابل للتجزئة، الواجب الوجود، الخالق، القائم بأعمال الرزق لعباده، وغيرها من صفات الفعل، حي، غير قابل للعدم.

الكثرة في الصفات اعتبارية وليست في حقيقة الذات الإلهية، كما أنها مجردة عن الطبيعة ولا تتدركها الحواس، بل يدركها العقل، صفاته "سبحانه" ليست زائدة عليه، وليست مترادفة.

بيَّن الشيرازي بأنﱠ صفات مرتبة الألوهية المتعلقة بالذات الإلهية المطلقة تؤكد أنَّ "الله تعالى" لم يكن وجوده معلولاً ومسبوقًا بزمن معين.

الطبيعة عند الشيرازي قائمة على الترتيب، فهي تبدأ من خلق الممكن الأول، ثم تتدرج إما بإيجاد شيء من شيء، كخلق الأبدان من الهيولى الأولى، أو إيجاد شيء من لا شيء كخلق الأرواح.

الجوهر عنده هو الهيولى الأولى التي تتكون منها الأبدان، ثم الأجساد القابلة للذوبان، ثم الروح، وتحقق من إفاضة الخالق"سبحانه" للأبدان، وإنَّ أقرب علة للجوهر هي الطبيعة التي تكون سبب حركة الأجسام، فالطبيعة جوهر سيال، نشأت من مادة شأنها القوة والزوال، وفاعل محض شأنه الإفاضة والإفضال.

يعتمد الشيرازي ـ كباقي الفلاسفة ـ على امتداد النفس وقواها في تفسيرهم للإنسان، فبَين الشيرازي أنَّ تلك النفس نشأت في النظام الوجودي بقواها النباتية والحيوانية والناطقة، وعدَّ النفس بهذا التعبير بأنها كمال أول للجسم الطبيعي، وأنها مفارقة للأجسام الطبيعية في النبات والحيوان وغيره بما ميزه الله " سبحانه وتعالى" بالعقل.

أما رؤى سبينوزا فهي: "الله تعالى" في فكر سبينوزا جوهر، لا متناهٍ، صفاته لا معدودة، كلٌّ منها أزلية لامتناهية، الجوهر واحد، واجب الوجود أزلي، لا متناهٍ، ولا يقصد سبينوزا بالجوهر الشيء المادي وإنما هو الحقيقة الأساسية التي تشكل أساس كل الأشياء.

صفات الجوهر أو "الله" عند سبينوزا تتكون من أعداد لا متناهية، كلها تدل على الكمال، وهي صفات لذاته وليست خارجة عنه ولا زائدة.

وللجوهر أحوال هي جزئيات الكون وفردياته التي نراها، وهي معتمدة في وجودها على غيرها، والطبيعة عند سبينوزا لا تنفصل عن الجوهر فهو يؤمن بأنَّ "الله" هو الطبيعة، وقسم الطبيعة إلى: طبيعة طابعة وهي الخالقة، لا تتغير، وطبيعة مطبوعة هي المخلوقات، المتغيرة، وأعطاها نفس صفات "الله" أو الجوهر فقال بقدم العالم، "فالله تعالى" هو علة الأحداث ولكنه ليس مفصولاً عنها بزمن، بل كل الكون والإنسان متواجدة معه.

الاستنتاج:

"الله تعالى" في فكر الشيرازي وسبينوزا، واحد، خالد، أزلي، لامتناهٍ، واجب الوجود وموجود بالضرورة، صفاته متعددة لا متناهية أيضًا، كثرتها لا تدل على كثرة آلهة، وإنما هي كثيرة لذات الواحد، ليست زائدة، هي عين ذاته، أما كثرة سبينوزا فهي في الأحوال التي تُدرَك وتوجد بوجود الجوهر ولا توجد بدونه. وليست خارجة عن الكون أو"الله" تنتظم بانتظام الكون في وحدة كاملة.

بينما كان الجوهر عند الشيرازي هو الطبيعة، كان الجوهر عند سبينوزا هو "الله"، وهنا الفرق بين جوهر الشيرازي الممثَل بمادة، وجوهر سبينوزا اللامادي ولاجسماني.

تخلُق الإنسان الكامل بصفات "الله تعالى" عند الشيرازي تأتيه من الفيوضات الربانية، بينما عند سبينوزا تكون صفات "الله تعالى"، الفكر والامتداد، بين "الله" والإنسان في ترابط واحد، إلا أنها روحانية لا جسمانية.

تتمثل فكرة الامتداد عند الفيلسوفين في مفهوم قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾ [سورة الأعراف، الآية:143]. فمفهوم التجلي هنا هو الإحساس بوجود الشيء.

كل الصفات الإلهية عند الشيرازي وسبينوزا تُدرَك بالعقل، ولكن الإنسان عند الشيرازي يتوصل إليها عن طريق المعارف والرياضات العرفانية، بينما يرى سبينوزا أنه يدركها ويستشعر بها عن طريق المعرفة الحدسية المقرونة بالتفكر العقلي أو الحب العقلي، وإن كان التعبير يوحي بالتشابه، إلا أن الشيرازي وكغيره من العرفانيين رأى أن التقرب إلى "الله تعالى" يكون بالرياضة العلمية والعملية للحصول على المعارف الإلهية، وأن النفس الإنسانية طالبة للكمال دائمًا لتصل إلى رضا ربها وتنعم بالسعادة الخالدة، والإنسان الكامل هو المتجرد عن النزوات والأهواء، يعرف ربه بجميع المشاهد والمشاعر، متخلقًا بصفات"الله تعالى" كي يستمد فيوضاته، ويصل مرتبة النبوة، وقد بدا الشيرازي هنا متمسكًا بالروحانيات من تأثير الفلسفة الإشراقية، بينما يرى سبينوزا أن العقل هو وحده من يوصل الإنسان بربه"سبحانه"، فالتدبر والتفكر هو مايوصله إلى أسباب السعادة، على أن ذلك هو الأقرب لقوله تعالى:  ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [سورة البقرة، الآية:242].

 

قيد الشيرازي مسألة وصول الإنسان إلى السعادة القصوى بحدود (الطاقة البشرية)، فما هو فوق طاقته لا يستطيع الوصول إليه، بينما قيدها سبينوزا بعلل يجهلها الإنسان، فهو حر في حدود ما يجهله من علل تحركه ألا وهي إرادة "الله".

ثم أنَّ النبوة كانت هبة من"الله تعالى" لبشر مخصوصين صَفَت سرائرهم وتفكرت عقولهم ليستطيعوا الاتصال "بالله تعالى"، فنالوا صفة الإنسان الكامل.

تُعد سلسلة الهبوط والصعود للترتيب الوجودي من أهم المسائل الفلسفية عند صدر الدين الشيرازي، إذ يقرر فيها العلاقة بين "الله تعالى" والطبيعة والإنسان، وكيفية صدور الأُخريين عنه "سبحانه" إذ أوجد كلّاً من الطبيعة وأوجد الإنسان من العدم، فخلق الهيولى الأولى لهما، وهي الوجود بالقوة، الوجود الناقص الذي يفتقر إلى الصورة ليكتمل، فبَين أن تَميز الإنسان وإكرامه في أطواره إنما كان من الفيوضات الربانية، إنَّ تقلب الإنسان في تلك الأطوار تبين أنه مفتقرٌ دائمًا إلى الفيوضات الربانية، ثم يكتمل كمال النفس البشرية بالعلوم والمعارف الكسبية والإلهامية.

أما سبينوزا فلا يؤمن بتقسيمات الوجود وتراتبه، فالكون عنده وحدة واحدة متواطئة، فالطبيعة هي "الله" أو الجوهر والطبيعة وحدة، والإنسان جزء من الطبيعة.

كذلك تتجلى وحدة الوجود في تفسير الشيرازي واعتقاده بالفيوضات الربانية على الجسد من تجدد الروح بفعل الحركة في الجسم حتى بعد تحلله وذوبانه، بينما خالف سبينوزا هذا الرأي بقوله إن النفس تخرج من الجسد بعد تحلله، إلا أنه رآها تتجدد في النوع الإنساني لا في نفس الجسد الشخصي.

حرية الإنسان عند الشيرازي مكفولة بإرادة الاختيار، أما عند سبينوزا فالإنسان ليس حرًا إلا بما يجهل من العلل الموجهة لعلته، "والله تعالى" حر لأنه غير محكوم بعلة.

خامسًا: وحدة الوجود بين (الكثرة في وحدة الشيرازي) و(الوحدة الواحدة) لسبينوزا

1- الخروج من مسألة الحلول في وحدتهما.

2- مفهوم الكثرة والإتحاد وحل إشكالاتها عنهما.

3- العلاقة بين الواحد والكثير، وجودًا رابطيًا أو فيضًا.

4- مفهوم الجعل البسيط، التشكيك في حقيقة الوجود عند الشيرازي، والمحايثة عند سبينوزا.

5- تقسيم مراتب الوجود بين الفيلسوفين.

الاشتراك المعنوي يقع في المفهوم وليس في المصداق، فمفهوم الوجود هو الأمر الثابت المتحقق في الخارج، أما في المصداق فلا اشتراك لأنَّ حقيقة وجود "الله تعالى" تغاير حقيقة وجود الممكن، ولأنَّ الوجود هو الثبوت والتحقق بالمفهوم كان ضد العدم وهو نقيض الثبوت، ( بمعنى أنَّ وجوده "تعالى" ليس كمثله شيء بحسب المصداق، وإن كان يوجد مثله شيء بحسب المفهوم، فسائر المخلوقات تشترك مع"الله تعالى" في مفهوم الوجود، ولكنها تتمايز عنه"سبحانه" في مصداق الوجود).

الوحدة التي يتداولها الفلاسفة هي (وحدة العالم)، سواء في الفلسفة الإسلامية أو اليونانية، والوحدة عند المسلمين ليست وحدة اليونان، مع اعتمادهما على أصالة الوجود واعتبارية الماهية.

القول بأصالة الوجود جعل الشيرازي محاولاً الخروج من مذهب العرفان إلى الفلسفة لإعطاء أدلة منطقية عقلية لوحدة الوجود، لكنه لم يستطع الخروج من خطوطها الرئيسة.

بينما قال ابن عربي بالحلول من خلال وحدة الإله مع المخلوقين، أراد الشيرازي أن يثبت أنَّ "لله تعالى" مرتبة عليا إلا أنه جعل الموجودات في تعلق وارتباط ببعضها ولا استقلال لها، حاول أن يحل الإشكالات التي توقف عندها فلاسفة الإسلام بنظرية التشكيك، والوجود الترابطي، لكنه لم يخرج من ذلك إلا بما خرج به سبينوزا من كثرة الموجودات في الطبيعة مع وحدة "الله".

رأى الشيرازي في كثرة الموجودات بأنها ضمن مراتب، أما سبينوزا فرآها كثرة في هرم واحد، وهيكلية واحدة لا يخرج فيها شيء عن"الله تعالى"،ولم يقصد سبينوزا أنَّ الطبيعة هي "الله" بالمعنى الواحد المادي، لكنه فسرها بحلول"علم الله" في عقل الإنسان، وإحاطة علم "الله تعالى" بكل مخلوقاته.

الاستنتاج:

كان من لوازم أصالة الوجود هو اعتقاده بأنَّ العالم هو أحد مظاهر الوحدة على أساس أن الاتحاد بين شيئين في الواقع هو من ناحية الوجود، وغلبة أحكام الوحدة بسبب غلبة أحكام الوجود، أما الكثرة الموجودة في العالم فهي كثرة تشكيكية تقود إلى الوحدة، أما لو نظرنا إلى العالم من جهة أصالة الماهية لشاهدناه وقد غلبت عليه أحكام الكثرة وكانت الوحدة فيه اعتبارية.

كان هدف الشيرازي من المنهجية التي اتبعها اثبات أنَّ "الله تعالى" بسيط الحقيقة كل الأشياء، وأنه ليس في شيء من أشيائه التي خلقها فليس هو حالٌّ بها، كما أنه بذل جهدًا كبيرًا محاولاً تعدي الإشكالات التي توقف عندها فلاسفة الإسلام ومن قبلهم الفقيه(أبو حنيفة) رضي الله عنه، فأراد أن يثبت أن الوحدة مع "الله" موجودة ولكنها (كثرة في وحدة)، بينما حاول سبينوزا اتباع المنهج الهندسي الهرمي لإثبات أنَّ الكل يجتمع في وحدة واحدة مع "الله تعالى"، الطبيعة والإنسان، لأنه كما بينت حاول أن يفسر تلك الوحدة بحلول علم "الله تعالى" في الطبيعة والإنسان وأنَّ الكل يسير وفق إرادته بوحدة مترابطة مع بعضها، فلم يكن الإنسان حرًا في اتخاذ قرار مخالف لإرادة "الله".

الوحدة عند الشيرازي صفة حقيقية لمراتب الوجود المتنوعة، المختلفة والمشككة، بالشدة والضعف، وذلك ما رآه سبينوزا في تفسيره لأجزاء الكون، لكنه لإيمانه الفلسفي بوحدة الوجود اعتبرها حالاً من أحوال"الله تعالى".

معلوم أنَّ وحدة الوجود الصوفية والفلسفية تضيف إلى "الله تعالى" صفة الجسمانية، بما يفهم منها (الحلول)، وذلك على "الله" محال، لذلك حاول الشيرازي الخروج بها من مفهوم الحلول عن طريق جعل الموجدات متراتبة بعضها أشرف من بعض، والمرتبة العليا"لله تعالى"، كذلك بين سبينوزا أن الامتداد يكون روحيًا لا جسمانيًا، كتفسيرنا للقول بأنَّ ما حل في فكر الإنسان هو علم "الله" من تطلع الإنسان للوصول إلى أعلى المراتب ليحظى بالسعادة.

والذي أثر في سبينوزا في ترسيخ فكرة وحدة الوجود التي هي الاعتقاد بأن لا وجود إلا "الله تعالى"، وأن المخلوقات مجرد مظاهر، وإنما ينسب إليها الوجود علي سبيل المجاز لا على الحقيقة، فلا وجود مطلقًا إلا "الله تعالى" لأنه حقيقة وليس مادة، بخلاف عالم الأشياء، وقد خاض سبينوزا صراعاً ضد الجدية والسلبية ولكنه تأثر بالفكر الرواقي في رؤيته الأخلاقية، إلا أنه في نهاية المطاف آمن بحرية الحكيم الباطنية، وميز بين الخير والشر وبين الفضيلة والرذيلة، ومن هذا المنطلق يصف سبينوزا الحرية الحقيقية بأنها حياة أبدية تكون ناتجة عن حب "الله".

تخلص الشيرازي من فكرة الحلول، فأوجد مفهوم الاشتراك الاسمي بين الواجب والممكن في الوجود، هذا المفهوم عند الشيرازي جعله يقف كغيره من فلاسفة الإسلام موقف الحياد الذي ترفضه أنطولوجيا الوجود، فهي تطالب أن يكون الوجود إثباتيًا، فكان ذلك على يد سبينوزا، فرفض مفهوم الاشتراك الاسمي ومفهوم التناسب، فللجوهر، أي للوجود، معنى واحد سواء أكان هذا الجوهر صفات أو أحوال، فما عاد عنده معانٍ متعددة كما هو شأن الفلسفة الدينية.

في الوقت الذي تمسك به الشيرازي بمنهج أرسطو وأفلاطون في التراتب للوجود، تخلص سبينوزا من ذلك، لكنه أفاد من التمييز عند ابن سينا بين الماهية والوجود المأخوذ أصلاً عن المعتزلة، أفاد منه سبينوزا لتصبح الماهية عنده درجة من القوة وليس تجريدًا، ثم أخذت على يد سبينوزا تهيمن في ساحة العلم الطبيعي مع معالم القرن السابع عشر.

(الواحد) "الله تعالى" في وحدة الشيرازي متعالٍ في أعلى مراتب الوجود، بينما عند سبينوزا، علة قريبة محايثة لمعلولاتها.

في الصفات عالج سبينوزا مسألة الكثرة، صفاته كثيرة غير متناهية إلا أنه لا يتجزأ، وهو غير متناهٍ، ولا تعني لا نهائية الجوهر لا نهائية مكانية، بمعني أنها ليست لا نهائية في إمكان انقسام الجوهر إلى عدد لا متناهٍ من الأجزاء، "فالله" وصفاته شيء واحد، هو بذلك يبعد عن القول بأن تكثر الصفات يعني تكثر جواهر أو (آلهة). فمع أن صفاته كثيرة إلا أنه لا يتجزأ.

-  صدر الدين الشيرازي وقبله ابن عربي شط بهم الإبحار الفكري نحو تجسيد مفهوم وحدة الوجود بحكم التدين، فنظرا إلى "الله تعالى" على أنه حقيقة لا ماهية أو خيال مرسوم في الأفهام كما تراه الأديان الوثنية والخرافة والأساطير، وهذا من صلب عقيدتهما، بينما كان لثورة سبينوزا على رجال الدين أثر كبير في تعامله مع مفهوم" الله" أو الجوهر والطبيعة، فكانت فكرته متماهية بين لاهوت ديكارت وعقل سبينوزا، مع كونه أخرج نفسه ـ قبل أن يتم طرده ـ من عقيدة التدين اليهودي والنصراني، تلك المسألة جعلته أكثر جرأة في تناول فكرة وحدة الوجود والتوسع بها لتظهر بمظهرها الفلسفي الرائع ـ مع عدم إيماني بالفكرة من أساسها ـ.

-  (بسيط الحقيقة) هو عند سبينوزا كل شيء ولكنه أيضًا كما قال الشيرازي (ليس حالاً بكل شيء) إلا بمعنى الإحاطة.

- فكرة (الله) عند سبينوزا فكرة متماهية لأنه يقول لا تصورات خارج الجوهر الإنساني غير الجوهر الإلهي، ثم أخفق في ربط العلاقة بين العقل والجسد، و(الفكرة والجوهر) وتمثل الحلول بهما، مع محاولته دفع شبهة الحلول.

- وأخيرا من أجمل صور الوجود عند سبينوزا أن قاربت أصالة الوجود فكره عن وجود "الله" وطبيعته الطابعة، ومع أن الفارق الزماني بين الشيرازي وسبينوزا لم يكن كبيرًا إلا أني لم أستطع أن أصل إلى ما يدلني على قراءة سبينوزا لمؤلفات الشيرازي لكن هذا لا يبدو محالاً إذ تنتقل الفلسفات الشرقية إلى الغرب والعكس يحدث، وربما توصلت إليها يوما ما!

 

د. تُماضر مرشد آل جعفر

....................

* ملخص من كتاب: وحدة الوجود بين الملا صدرا الشيرازي وباروخ سبينوزا، للدكتورة تُماضر مرشد آل جعفر، مؤسسة المثقف في أستراليا، ودار العارف لبنان، المبحث المقارن.

** في ذات الكتاب.

(1) صدر الدين الشيرازي: الأسفار، ج7 ،ص326.

 

في المثقف اليوم