علوم

حسن عجمي: القوانين الطبيعية السوبر خلاّقة

بالنسبة إلى المنهج التحليلي السوبر خلاّق، القوانين الطبيعية = إنتاج العلاقات السببية والشَرطية × إنتاج التفاسير الناجحة. من هنا، القوانين الطبيعية سوبر خلاّقة لأنها فعّالة في إنتاج العلاقات السببية والشَرطية وتفاسير الظواهر الطبيعية. وللمعادلة السابقة قدرات تفسيرية ناجحة كتفسير لماذا القوانين الطبيعية تحتِّم نشوء الانتظام في الكون ولماذا القوانين الطبيعية مبنية بمعادلات رياضية.

مثل على أنَّ القوانين الطبيعية = إنتاج العلاقات السببية والشَرطية × إنتاج التفاسير الناجحة هو قانون نيوتن في الفيزياء القائل بأنَّ القوة = الكتلة × التسارع الذي يُنتِج علاقات شَرطية وسببية وتفاسير ناجحة. فبما أنَّ القوة = الكتلة × التسارع، إذن إذا شيء معيّن يملك قوة معيّنة، فحينئذٍ يمتلك أيضاً كتلة وسرعة والعكس صحيح. هكذا يُنتِج قانون نيوتن السابق علاقات شَرطية كالعلاقة التالية: إذا يملك شيء معيّن قوة معيّنة، فعندئذٍ يمتلك أيضاً كتلة وسرعة. وبما أنَّ القوة = الكتلة × التسارع، إذن ازدياد تسارع شيء معيّن يُسبِّب امتلاك ذلك الشيء لقوة أكبر. هكذا قانون نيوتن السابق يُنتِج علاقات سببية كالعلاقة السببية السابقة. و علماً بأنَّ القوة = الكتلة × التسارع، إذن شيء معيّن يملك قوة معيّنة بسبب كتلته وتسارعه. هكذا يقدِّم قانون نيوتن السابق تفسيراً ناجحاً للظواهر الطبيعية كظاهرة لماذا شيء معيّن يمتلك قوة معيّنة. كلّ هذا يرينا أنَّ القوانين الطبيعية مُنتِجة للعلاقات الشَرطية والسببية وتفاسير الظواهر الطبيعية مما يؤكِّد على صدق تحليل القوانين الطبيعية من خلال إنتاجها للعلاقات الشَرطية والسببية والتفاسير.

ينجح التحليل السوبر خلاّق للقوانين الطبيعية في تفسير لماذا القوانين الطبيعية تحتِّم نشوء الانتظام في الكون. فالكون منتظم بمعنى أنَّ الأسباب نفسها تؤدي إلى النتائج نفسها كأن يؤدي دائماً الاستثمار في إنتاج العلوم إلى تطوير الحضارة وتؤدي الأشجار إلى إنتاج الأوكسجين. فبما أنَّ القوانين الطبيعية = إنتاج العلاقات السببية والشَرطية × إنتاج التفاسير الناجحة، و علماً بأنَّ الكون ينتظم من جراء علاقاته السببية والشَرطية بحيث تؤدي الأسباب والظروف ذاتها إلى النتائج نفسها، إذن القوانين الطبيعية تحتِّم نشوء الانتظام في الكون من خلال إنتاجها للعلاقات السببية والشَرطية. هكذا المعادلة القائلة بأنَّ "القوانين الطبيعية = إنتاج العلاقات السببية والشَرطية × إنتاج التفاسير" تنجح في تفسير لماذا القوانين الطبيعية تحتِّم نشوء الانتظام في الكون. وعلى ضوء هذا النجاح التفسيري تكتسب تلك المعادلة صدقها.

المعادلة السابقة هي فرضية علمية لأنها قابلة للاختبار. فبما أنَّ القوانين الطبيعية = إنتاج العلاقات السببية والشَرطية × إنتاج التفاسير الناجحة، إذن إذا وُجِد قانون طبيعي بلا وجود علاقات شَرطية وسببية وبلا تفاسير للظواهر مرتبطة به، فحينئذٍ معادلة أنَّ القوانين الطبيعية = إنتاج العلاقات السببية والشَرطية × إنتاج التفاسير الناجحة هي معادلة كاذبة. من هنا، المعادلة السابقة قابلة للاختبار مما يشير إلى أنها علمية.

من الممكن التعبير عن المعادلة العلمية السابقة بِطرُق عديدة منها أنَّ القوانين الطبيعية برامج سوبر خلاّقة مُنتِجة للتفاسير والعلاقات الشَرطية والسببية. فبما أنَّ القوانين الطبيعية = إنتاج العلاقات الشَرطية والسببية × إنتاج التفاسير الناجحة، و علماً بأنَّ أيّ إنتاج لا يتحقق سوى على ضوء برنامج حاو ٍ على معلومات حيال كيفية تحقيق ذلك الإنتاج، إذن القوانين الطبيعية برامج معلوماتية على ضوئها تُنتَج التفاسير والعلاقات الشَرطية والسببية. وبما أنَّ القوانين الطبيعية برامج معلوماتية بينما البرامج مكوَّنة من معادلات رياضية خوارزمية، إذن من الطبيعي أن تكون القوانين الطبيعية مبنية بمعادلات رياضية (من الرياضيات) كمعادلة أنَّ القوة = الكتلة × التسارع. هكذا تنجح فرضية أنَّ القوانين الطبيعية برامج معلوماتية في تفسير لماذا القوانين الطبيعية مبنية بمعادلات رياضية. و هذا النجاح دليل إضافي على صدق أنَّ القوانين الطبيعية برامج معلوماتية.

***

حسن عجمي

 

في المثقف اليوم