علوم

علوم

عامر هشام الصفارفي العلم كما في السياسة لابد من أن نرصد حدوث ثورات تسعى للتغيير بعد أن جاء واقع الحال بأسئلة تتحدى الأنسان وطموحه نحو الأفضل دائما. وكما في السياسة فليست كل ثورة بناجحة، بل وحتى أن نجحت الثورات فلن يكون تحقيق أهدافها مضمونا..

واليوم ونحن نشهد التطورات الكبيرة التي فرضتها فايروسات الكورونا أو الكوفيد19 على بني البشر لابد من أن نرصد دروسها لتستمر خدمة أيجابية متواصلة مع ثورة العلم عبر التاريخ.

يقول لورنس برينسيبيه في كتاب له بعنوان الثورة العلمية والتي حصرها في أوروبا بين عامي 1500-1700م، أن هذه الثورة كانت قد أنطلقت من خلال أهتمام الأوروبيين بالعالم الطبيعي من حولهم وتفاعلهم معه، حيث أدت هذه الثورة الى فتوحات علمية في شتى المجالات؛ فعبر أمعان النظر من خلال التليسكوبات الآخذة في التطور، تمكّن الأوربيون من رؤية عوالم هائلة جديدة؛ أقمار لم يكونوا يحلمون بها حول كوكب المشتري مثلا، وحلقات كوكب زحل، وعدد لا حصر له من النجوم الجديدة. وبواسطة التقنيات الحديثة اليوم صار الناس يتحدثون مع بعضهم البعض بالصورة والصوت وهم على بعد آلاف الأميال..ثم أن البشر تمكّن من أستخدام ميكروسكوبات المختبرات العظيمة للكشف عن تراكيب جزيئية دقيقة لمخلوقات في الكون فيها ما يمرض الأنسان فيؤذيه، وفيها ما يتعايش معه فيفيده. ومن هنا تأتي بشائر الثورة العلمية الجديدة، والتي تتحدّد معالمها اليوم أكثر من أي وقت مضى، فكأن أنتشار وباء الكورونا وفايروس الكوفيد 19 المستجّد قد كان بداية الأنطلاق التي أنتظرها العلماء.

ولابد من تحديد بعض صفات ثورة العلم الجديدة:

* لقد تم التركيز مؤخرا على أستخدام النظريات العلمية وتطبيقاتها غير السريرية في مجالات العلوم الصرفة ومجال الأختبار السريري، وبما يسرّع من الحصول على النتائج المرجوة من التنظير العلمي والأجتهاد البحثي.

* لقد تم التعاون بشكل مدهش وأيجابي بين مراكز البحوث الجامعية الأكاديمية من جهة، ومختبرات الصناعة والأنتاج من جهة أخرى، لفائدة تحقيق التجربة الدوائية لخدمة الأنسان. ولم يكن ذلك ممكنا لولا توفر الأرادة والقيادة العلمية لجميع الأطراف في هذه العملية المعقدة... أيمانا بدور الجميع في أحداث ثورة علم ينتظرها كل البشر. وكمثال حي على ذلك هو التوجه العلمي الصارم والسريع لشركات الأدوية العظمى والجامعات لتجربة لقاحات مضادة للكورونا، وبأستخدام تقنيات أنتاج غير مسبوقة، لتحقيق النتائج المطلوبة، وبالتالي أتاحة الفرصة أمام السياسي ورجل الدولة بأتخاذ قرارات صعبة بفتح أغلاق المدن، وجعل عجلة الأقتصاد في الدول تدور من جديد.

أن سرعة التوصل الى لقاحات مضادة للكورونا خلال فترة تقل عن عام واحد، أنما ستكون علامة فارقة في قرننا الجديد، دلالة على ما يمكن أن يتحقق في حالة التعاون بين الأكاديمي ورجل الأعمال، بتوفر القرار السياسي، وتوفر المال اللازم.

* لقد توضح أكثر اليوم من أي وقت مضى الدور الكبير للأعلام بفروعه وتخصصاته المختلفة، في حشد الرأي العام وتثقيفه وأطلاعه على ما يمكن أن يشكّل تهديدا للصحة العامة، وعلى أهمية الألتزام بطرق وأساليب الوقاية من المرض. كما ساهم الأعلام خلال فترة الأشهر القليلة الماضية بالتصدي للخرافات والشائعات حول أهمية اللقاحات لمجابهة وباء الكورونا، مما سيثبت الدور المهم الذي سيكون عليه الأعلام العلمي الصحي بالذات في المستقبل، بصدد التوعية وأيجاد رأي عام يساعد المسؤول السياسي في أتمام عملية البناء على كافة الأصعدة.  وكما يذكر مؤلف كتاب الثورة العلمية الذي أشرت أليه، فأن العلم لا يقتصر على دراسة المعارف الخاصة بالعلم الطبيعي وتكديسها؛ فبدءا من أواخر العصور الوسطى، وصولا الى يومنا هذا، تزايد أستخدام المعرفة العلمية من أجل تغيير ذلك العالم، ومنح البشر سيطرة أكبر عليه.  

 

عامر هشام الصفار

 

 

جواد بشارةإعداد وترجمة د. جواد بشارة

المادة الأصلية:


المادة الأصلية الأولى للكون المرئي البدئي لم تعد سراً مجهولاً مائة مليون مليار ذرة ديوتريوم حوصرت وقصفت إلى أن تم إعادة توفير أو إنتاج الشروط والظروف الأساسية التي كانت سائدة في بداية كل شيء يتعلق بمادة الكون المرئي البدئي أي دقيقة بعد حدوث الانفجار العظيم البغ بانغ. ولقد تم تحليل ردود أفعال وتفاعلات تلك الذرات وأعطت القيم التي يفتقدها علم الكوسمولوجيا أو علم الكونيات، أي كمية المادة الأصلية للكون المرئي البدئي. فخلال عامين تحت الأرض   في مختبر غران ساسو Gran Sasso في إيطاليا قام علماء تجربة لونا Luna بتسريع البروتونات لينتجوا، بمساعدة كاشفات في غاية الحساسية photodétecteurs Ultrasensibles تفاعل نووي كالذي حصل إبان الكون البدئي.

21.01 كغم بالضبط لكل متر مكعب. إذن هذه هي كمية المادة الأصلية في الكون بعد ثانية فقط من الانفجار العظيم، عندما كانت درجة حرارة الكون ثابتة حوالي1 مليار درجة. تمثل المادة التي بالكاد ولدت نسبة ضئيلة من محتويات الكون، حيث غرقت في 20 مليار مليار مليار مليار فوتون لكل متر مكعب، والفوتونات هي جسيمات الضوء. "هذا الرقم هائل لأنه يعود إلى أقرب وقت تركت فيه قوانين الفيزياء كما نعرفها حفريات يمكن فحصها تجريبيًا"، كما يقول بريان فيلدز من جامعة إلينوي. في الواقع، قبل ثانية، المادة الأصلية نفسها لم تكن موجودة ... فكيف ظهرت الأو انبثقت المادة الأولى. قبل 13.8 مليار سنة، من مرق أو حساء الطاقة النقية الذي شكل الكون بعد ذلك؟ لقد عرف الفيزيائيون السيناريو منذ ذلك الحين! "" هناك مقال نُشر في عام 1948بهذا الخصوص. تحدث عن التركيب النووي البدائي الشهير: أولاً، يتم تجميع الكواركات مكونة البروتونات، والنيوترونات؛ التي اجتمعت معًا في نوى ذرية: لتشكل عناصر الهيدروجين والديوتيريوم. والتريتيوم ، والهيليوم ... وفي سياق ظهورها ، اصطدمت كل هذه الذرات ودمرت بعضها البعض وفقًا لاثني عشر تفاعلًا نوويًا مختلفًا (انظر الرسم البياني) باستثناء أحد هذه التفاعلات ، احتراق الديوتيريوم - تدميره بالبروتونات -. ظل هذا التفاعل غامضاً. وقد تم بالفعل تنفيذ تدابير بهذا الصدد في السبعينيات. لكن دقتها كانت بعيدة عن أن تكون كافية. يقول كارلو جوستافينو، عالم فيزياء في معهد الفيزياء النووية في فراسكاتي (إيطاليا): "ظهرت آخر عقبة لم تكن تتميز بشكل جيد" ، وكانت هي آخر عقبة لا يزال يتعين التغلب عليها من أجل التقدير الدقيق لكثافة المادة والطاقة في الثانية الأولى من الكون ". ومع ذلك، فقد حدد الفيزيائيون لفترة طويلة أن هذا الديوتيريوم ، على وجه التحديد ، هو المفتاح الذي يسمح بالوصول إلى كثافة المادة الأصلية المعروفة باسم "باريونيك" للكون: النيوترونات والبروتونات التي ستكون كل الذرات منها وذلك لسبب بسيط: فعلى عكس الذرات البدائية الأخرى، فإنه يتشكل فقط في هذه اللحظة. بعد ثلاث دقائق من الانفجار الكبير. لذلك فإن كميته هي مسند ثابت يمكن الاعتماد عليه ... للعودة في الوقت المناسب. كان لا يزال من الضروري قياس هذا الاحتراق الشهير للديوتيريوم ، وبالتالي تحديد كميته بدقة بواسطة كاشفات فائقة الحساسية. وعلى أساس هذه الملاحظات كان لدى كارلو جوستافينو وعالم الكونيات ماكس بيتيني فكرة مجنونة. في مؤتمر في أستراليا عام 2003: إعادة إنتاج تفاعل الاحتراق، لإخضاعه للدراسة والتحليل. في ذلك الوقت، كانوا بالفعل يبتكرون بروتوكولًا: قصف عينة غازية تحتوي على 1.7.1017 ذرة من الديوتيريوم لكل 100،000 مليار بروتون في الثانية، تسارعت إلى سرعات ممثلة لتلك التي كانت تحكمها في بداية الكون. ثم تم تعداد الاصطدامات، من خلال ومضات الضوء الصغيرة التي تنتجها، بفضل أجهزة الكشف الضوئية فائقة الحساسية. وأخيرًا حساب كفاءة التفاعل. الا إذا، في كثير من الأحيان، يتبين أن الأفكار البسيطة على الورق معقدة أثناء التطبيق... تُقصف الأرض باستمرار بالأشعة الكونية القادمة من الفضاء. تتفاعل مع الغلاف الجوي وتنتج ميونات مما يؤدي إلى تدافع أجهزة الكشف الضوئي، كما توضح ساندرا زافاتاريلي، أحد الأشخاص المسؤولين عن تجربة لونا. وهذا هو السبب الذي جعل من الضروري إجراء التجربة تحت الأرض، محمية من الميونات الكونية ... في هذه الحالة في غران ساسو Gran Sasso ، أكبر مختبر تحت الأرض في العالم ، على بعد 120 كم من روما ... وتحت 1.4 كم من الصخور. بدأت التجربة في عام 2017. .. كانت الصعوبة الأكبر هي التحكم في معاملات وإعدادات القياس طوال التجربة، وكذلك ثبات التيار الكهربائي الذي يسرع شعاع البروتونات. أو الكثافة المستهدفة لعينة الديوتيريوم. وتقليل ضوضاء الخلفية قدر الإمكان. كما يروي زميله ماريالويزا أليوتا. بمتوسط معدل 10 تصادمات في الدقيقة، استغرق الأمر عامًا كاملاً من أجل جمع البيانات حتى تكون النتيجة ذات صلة إحصائيًا. وأخيرا، قبل بضعة أشهر، حصل الباحثون على معدل تفاعلهم الثمين، والذي حقنوه في برنامج كمبيوتر خاص بهم،بارتبينوب Partbenope.   للوصول بالحسابات لكثافة الباريونات، ثانية واحدة بعد الانفجار العظيم: 21.01 كغجم / م3. وهي قيمة منخفضة بشكل يبعث على السخرية مقارنةً بالمياه على الأرض. 1000 كجم / م3. نعم، ولكن على كوكب ما، فإن المادة مركزة للغاية: الكون ككل فارغ بشكل أساسي، واليوم يحتوي فقط على 0.252 باريون لكل متر مكعب ... أو باريون واحد فقط لكل 4 م3. أثناء التركيب النووي. بدأ التوسع بالكاد، وكانت الأحجام أكثر ضغطًا بنحو 5.1025 مرة عما عليه اليوم. يبدو أن هذه الكثافة البالغة 21.01 كغم / م 3 تؤكد بدقة لا تصدق النماذج الحديثة لفيزياء الجسيمات وعلم الكونيات ... أي النظرية بأكملها، التي تشكلت خطوة بخطوة منذ السبعينياتلتطور مادة الكون. يقول براين فيلدز: "نعم، إنه بالتأكيد انتصار للنموذج المعياري. إنها النتيجة الأكثر إثارة. يضيف ماكس بيتيني. تتوافق هذه القيمة مع قيمة تلسكوب بلانك الفضائي، بين عامي 2010 و 2013 ، في الواقع ، لاحظ القمر الصناعي الأوروبي أول ضوء للكون ، انبعث بعد 380.000 سنة من الانفجار العظيم ، وقدمت الاختلافات الطفيفة في درجة حرارته تقديرًا دقيقًا بشكل مخيف لجميع المعلمات الكونية ، مثل معدل توسع الكون نحو ، عمره الدقيق ، و ... كثافته الباريونية الأولية ، أكبر بنسبة 0.18٪ فقط من تلك التي قاسها فريق لونا تبدو حقيقة وقوعها على نفس الشكل تقريبًا وكأنها معجزة صغيرة. يردد ماكس بيتيني: "لا أعرف ما إذا كان بإمكانك تخيل ما يعنيه الوقوع على نفس قيمة بلانك إلى هذه الدرجة من الدقة، وقبل كل شيء بطريقة مختلفة تمامًا". هذا ليس كل شيء: المعلمات الكونية التي يقيسها بلانك كلها مترابطة، لذا ت تجربة لونا جميعها الآن. بالتأكيد ... لكن فريقًا آخر، بقيادة Cy ril Pitrou سيريل بيترو في معهد الفيزياء الفلكية في باريس، يعتقد أنهم عثروا على ثغرة. بعد استنساخ حسابات الإيطاليين، وجدوا فرقًا بسيطًا بين قيمة لونا وقيمة بلانك. تقول إليزابيث فانجيوني: "كنا حريصين على إعادة هذه الحسابات. كنا نعلم أن النتائج ستنهار قريبًا، لذلك أعددنا مقالًا كان كل ما علينا فعله هو إدخال قيمتها". وهكذا، في بداية ديسمبر الماضي، بعد أسبوعين فقط من فريق لونا، تمكن الباحثون الفرنسيون من تقديم تفسيرهم الخاص للنتائج ... وانتهى بهم الأمر بقيمة 1.88٪ أقل من بلانك: 20.62 كغم / م 3! فجوة صغيرة، اعتبرها كارلو جوستافينو ليست بذات قيمة. بالنسبة له، إنه ببساطة ناجمة عن حيز الخطأ المسموح به لأي تجربة. "ستلاحظ أننا نواجه فروقًا طفيفة؛ الضبط المثالي صعب، حتى بالنسبة لمثل هذه الرموز الرقمية المتقنة والمعقدة،" لكن بالنسبة للفرنسيين، ليس هناك شك في أن الاختلاف بين القيمتين كبير: "يستخدم الفريقان نفس البيانات النووية ونفس الملاحظات، لكننا لا نصل إلى نفس القيمة أو إلى نفس النتيجة التي توصلوا إليها، يشرح جان فيليب أوزان، المتخصص العالمي في نظريات تباين الثوابت. وهذا يدل على أن هناك افتراضات مختلفة في قلب الحسابات، لا سيما حول طريقة تمرير البيانات حول معدلات تم قياس الاحتراق بواسطة لونا بكميات متوسطها عند درجة حرارة ضرورية للتنبؤات الكونية. ومع ذلك، لدينا حجج قوية للاعتقاد بأن نهجنا أكثر منطقية من الناحية المادية، وبالتالي فإن التوتر بين لونا وبلانك حقيقي".

هذا النموذج القياسي اليائس:

وهذا سيكون بالفعل أخبارًا جيدة! لأنه إذا كان التحقق من صحة النموذج القياسي نتيجة جيدة، فهو أيضًا ميؤوس منه قليلاً. يعرف الفيزيائيون أن هذا النموذج لا يروي القصة كاملة: فهو لا يقول شيئًا عن الطاقة الداكنة أو المعتمة أو السوداء أو المظلمة ولا عن المادة السوداء أو المظلمة. لذلك يتجاهل 95٪ من محتوى الكون! منذ بضع سنوات، يبحث الباحثون عن أدنى عيب في النموذج، حيث يمكنهم الإسراع في البحث عن فيزياء المستقبل، بدءًا من طبيعة هذه المواد السوداء أو المظلمة الغامضة. "هذا السيناريو حيث يكون" كل شيء على ما يرام "محبطًا بعض الشيء، لأنني أود أن أرى ما هو أبعد من النموذج القياسي"، حتى يتعرف كارلو جوستافينو. وفقًا لسيريل بيتروـ Cyril Pitrou ، هناك ثلاث فرضيات لشرح الاختلاف. فإما أننا ببساطة مخطئون بشأن الكمية النهائية من الديوتيريوم الناتج عن التخليق النووي، والتي يعتمد عليها الفريق الفرنسي. "لأنه بدلاً من الرجوع إلى كثافة الباريونات، فإن الكمبيوتر يقوم البرنامج بالعكس: يتم إدخال كميات أولية مختلفة من الباريونات فيه، ويتم تدوير كود التنبؤ بوفرة الديوتيريوم في نهاية التخليق النووي، والذي يحاكي التفاعلات النووية مثل احتراق الديوتيريوم. بمقارنة كمية الديوتيريوم المتبقية المتوقعة في نهاية التخليق النووي، بتلك الملاحظة أو المرصودة في الكون كما يوضح الباحث. لذلك إذا تبين أن تركيز الديوتيريوم أقل قليلاً مما قاسه الإنجليز، فسوف يرتفع قليلاً في الكثافة الأولية للباريونات ... والتوتر مع بلانك يختفي ". ومع ذلك، فإن هذه الكمية هي أيضًا مغامرة علمية بحد ذاتها، والتي تطلبت خمسة عشر عامًا من العمل من قبل علماء الفلك ريان كوك وماكس بيتيني، من جامعة كام بريدج، حيث قاموا أولاً بتتبع أبعد سحب للغاز في البيانات التي تم جمعها بواسطة مسح Sloan Digital Sky Survey.  ووجدوا عشرات الآلاف منهم. ثم اختاروا الأكثر عزلة، والأقل ازدحاماً بالنجوم ... وبالتالي أولئك الذين يكون تركيبهم الكيميائي هو الأكثر تمثيلاً لتركيبهم. ثم اختاروا أكثر النجوم انعزالًا والأقل اكتظاظًا ... وبالتالي أولئك الذين يكون تركيبهم الكيميائي هو الأكثر تمثيلًا لتركيب الكون البدائي في نهاية أطروحة النيوكليوزين. "أنا شخصياً قمت بتمرين تتبع التطور الكوني للديوتيريوم في الكون بين نهاية التركيب النووي ومليار سنة، هو الزمن الذي رصد فيه الفريق الإنجليزي غيومهم السبعة، وأؤكد أن نسبتها لم تتغير في هذه الفترة الزمنية "، كما تقول إليزابيث فانجيوني. ". لقد عزلوا سبعة، سبع غيوم عذراء بحجم مجرة ، ولكنها بعيدة 12 مليار سنة عن الأرض، لقد وجهوا أفضل التلسكوبات في العالم. تلسكوب: VLT في تشيلي وتلسكوب كيك في هاواي؛ كانت المسافة كبيرة بمكان، حتى أنه مع هذه الأجهزة العملاقة، تطلب التحليل الطيفي ليلة كاملة من المراقبة! يوضح ماكس بيتيني: "كان هذا هو الحد الأدنى للتمييز بين الخطوط الطيفية للديوتيريوم والهيدروجين.

هل الثوابت خاضعة للسؤال ومعترض عليها؟

الفرضية الثانية: معدلات التفاعل. إن احتراق الديوتيريوم الذي تم قياسه بواسطة لونا يحظى بالإجماع. ولكنه واحد فقط من الاثني عشر تفاعلاً التي تحكم التركيب النووي الذي يتكامل فيه النموذج الأقصىprimat. على وجه الخصوص، هناك اثنان آخران يتعلقان أيضًا بتدهور الديوتيريوم. تقليديا، من المقدر أن يتم التحكم في معدلها بشكل جيد، ولكن من يدري؟ "إذا كانت هذه أقل فاعلية بقليل مما يتم قياسه حاليًا، فإن التنبؤات النظرية ستميل إلى تدمير كمية أقل من الديوتيريوم لنفس الكمية الأولية من الباريونات، وبالتالي تقليل الجهد"، حسب تحليل سيريل بيترو.  أخيرًا، الفرضية الثالثة، الأكثر روعة على الإطلاق: الفرق بين القيمتين، قيم بلانك وقيم سحابة الديوتيريوم التي تم قصفها ببروتونات لونا، قد يعني أن الفيزياء نفسها غير صحيحة. "يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن النموذج القياسي هو بناء نظري، مما يجعل من الممكن تفسير جميع القياسات والملاحظات واختبار تناسقها. يتذكر جان فيليب أوزان. عندما تزداد دقة القياسات، يطرح السؤال حول صحة النموذج ". على وجه الخصوص، يعتمد النموذج القياسي على 22 من الثوابت الأساسية التي تحدد شدة التفاعلات بين الجسيمات وكذلك كتلتها. سرعة الضوء في الفراغ، لأشهرها: أو ثابت البنية الدقيقة: ثابت يرمي، الخ. والحال، إن بعض النظريات التي تدعي تجاوز النموذج المعياري تقترح أنه ربما لاتكون ثابتة كما نعتقد. فقيمها قد تكون مختلفة عن القيم التي كانت موجودة في أصل الكون البدئي، عما نقيسه اليوم في المختبرات، والذي من شأنه أن يكون له تداعيات متتالية على خصائص الباريونات وتشكل الذرات الأولية. مع ذلك، فإن بعض النظريات التي تتظاهر بأنها تذهب إلى أبعد من ذلك تشير إلى أنها قد لا تكون ثابتة كما أعتقد! كانت قيمتها تختلف في أصل الكون عما تم قياسه في المختبر اليوم ... سيكون لهذا عواقب متتالية على خصائص الباريونات وتكوين الذرات الأولى. وبالتالي فإن طاقة الارتباط بين النيوترون والبروتون التي تشكل نواة الديوتيريوم تؤثر على اللحظة التي قد تكون قد تشكلت منها في الكون البدائي. إذا كانت طاقة الربط أكبر ، فربما تكون قد تشكلت في وقت سابق. يتم تدميره بشكل أكثر كفاءة من خلال تفاعل لونا ، في نهاية التخليق النووي ، سيبقى أقل. يمكن أن يفسر هذا سبب انخفاض كثافة الباريونات التي حسبتها الرئيسيات عن تلك التي قيسها بلانك من الخلفية المنتشرة. أمثلة أخرى: إذا كانت نسبة الكتلة 0.1٪ بين البروتون والنيوترون أو إذا تغير زمن اضمحلال النيوترون. هذا من شأنه أن يؤثر على كمية النيوترونات المتاحة في بداية التخليق النووي. وبالتالي على كمية نوى الذرات التي يمكن وبالتالي على كمية نوى الذرات التي يمكن أن تكونت. ويخلص جان فيليب أوزان إلى أن "التوترات التي نشأت في السنوات الأخيرة مع تحسين الإجراءات يمكن أن تحمل معها بذور تطور النموذج القياسي القادم". ولكي نحسم الموضوع يجب أولاً استبعاد الفرضيتين الأوليين. وننتظر، في السنوات العشر القادمة. مجيء تلسكوبات من الجيل الجديد، مثل ELT أو TMT ، من أجل إعادة قياس كمية الديوتيريوم السائد في السحب الرقيقة للهيدروجين في عمق الكون. لكن بحلول ذلك الوقت. يحلم المنظرون بالفعل بإعادة بناء الفيزياء أو التأسيس لفيزياء جديدة. الكرة في ملعب الفيزيائيين. الأمر متروك لهم للاتفاق من الآن فصاعدًا على نماذجهم الرقمية "، كما يدعو ماكس بتيني Max Pettini." وسواء كان هناك توتر أم لا، فإن النجاح المذهل لـ Luna سيحفز بلا شك دراسة الأزمنة الكونية في أوقات أبعد. من التخليق النووي الباريوني، كما يعد بريان فيلدز. بفضل سحابة صغيرة من ذرات الديوتيريوم مدفونة في جبل إيطالي، قمنا بتحديد كمية المادة الأولى في الكون البدئي... وأطلقنا الفيزياء في مغامرة جديدة.

الليثيوم: الشذوذ البدائي الآخر مثل الديوتيريوم، تم إنتاج الليثيوم بكميات دقيقة أثناء التخليق النووي البدائي. إن وفرته التي لوحظت في الكون كانت أقل بثلاث مرات من تلك المستخلصة من ملاحظات بلانك! هذه المرة، كان الاختلاف واضحاً، لم يعد وارداً التحجج بهوامش الخطأ. "فحتى يومنا هذا. أكبر مشكلة في التخليق النووي البدائي، كما تقدر ساندرا زافا تاريللي Sandra Zavatarelli ، من فريق لونا. الاختلاف الكبير مع الديوتيريوم هو أننا هذه المرة لا نعتقد أن الحل سيأتي من تفاعلات الفيزياء النووية، بل من عدم اليقين بشأن الملاحظات الفلكية. " استمر لغز الليثيوم لمدة 40 عامًا ". هذا نجاح كبير لنظرية التخليق النووي البدائي، والتي هي في حد ذاتها واحدة من الركائز الثلاث التي تستند إليها نظرية الانفجار الأعظم ... على الأقل كتقريب أولي، لأن حساباتنا يبدو أنها تشير إلى انحراف بسيط عن حسابات وقياسات  تلسكوب بلانك، التي لا يمكن استيعابها إلا من خلال هوامش الخطأ. إذا تم تأكيد التوتر في السنوات القادمة. فقد يكون ذلك عيبًا في النموذج القياسي ويمكن من خلاله استكشاف فيزياء المستقبل. " "نتيجة لونا هي تأكيد رائع للنموذج القياسي لفيزياء الجسيمات وعلم الكونيات. وتتزامن نتائجهما مع نتائج ساتل بلانك، مع أقل من فرق 0.2٪. لا أعرف ما إذا كان بإمكانك تخيل ما يعنيه الحصول على نفس القيمة بهذه الدرجة من الدقة، وقبل كل شيء بطريقة مختلفة تمامًا. خاصة وأن المعلمات الكونية التي قاسها بلانك كلها مترابطة: لذلك تأكدت جميعها الآن من خلال هذه التجربة الجديدة! "

المادة المختفية:

المادة المخفية أخيرًا تم كشف النقاب عنها:

ظل جزء من المادة العادية بعيد المنال لعقود. تمكن فريق من الباحثين من اكتشافه، في شكل غاز، في الداخل خيوط المجرية لكوننا. "مسألة المادة الخفية للكون أو المادة المختفية في الكون... فهي لم تعد مخفية أو مختفية ! فقد تم استخراجها من مخبئها داخل فجوات ولقطات كونية عمرها ثلاثين عامًا وتم تحليلها من قبل فريق علمي من معهد الفيزياء الفلكية الفضائية التابع لجامعة باريس de l'Institut D’astrophysique spatiale (CNRS/ université Paris-Saclay) .  تجدر الإشارة بدءاً: بأنت المادة الخفية لا علاقة لها با"المادة السوداء أو المظلمة" الشهيرة، والتي تشكل حوالي ربع الكون والتي يجهل طبيعتها وماهيتها وحقيقتها باحثو وعلماء الفيزياء تمامًا. فالمادة الخفية هي جزء من المادة العادية المؤلفة من النيوترونات والبروتونات التي هي أساس كل الذرات. وتوجد على شكلين كما توضح عالمة الفيزياء الفلكية نبيلا آغانيم Nabila Agha nim التي شاركت في الدراسة المنشورة في نوفمبر في علم الفلك وعلم الفيزياء الفلكية&Astro physics la revueAstronomy

شكل مكثف، من النجوم والثقوب السوداء والكواكب، ... وشكل "مخفف" من: الغاز، وخاصة الهيدروجين. عندما نراقب الكون البعيد جدًا، عندما كان عمره 370000 سنة، بدت المادة العادية على وشك الاكتمال، ولكن عندما ننظر إلى شريحة من الكون أقرب إلينا، فإننا ندرك أن نسبة 40٪  من المادة قد تبخرت. وإن هذه النسية من المادة هي التي تلعب لعبة الغميضة مع العلماء بين الاختفاء والظهور منذ عقود عديدة والتي تمكن الفريق الفرنسي من الكشف عنها أخيراً ". ولإجراء تحقيقهم، كان لدى العلماء دليل: البحث أولاً في الشكل المخفف. يكمن التفسير في الواقع في بنية كوننا ذاتها وعلى المقاييس والنطاقات الضخمة، حيث لم تعد مجرتنا درب التبانة سوى نقطة واحدة ضائعة بين مليارات من النقاط الأخرى. منذ حوالي عقدين من الزمن، عرف علماء الكونيات المظهر العام للكون بفضل عمليات المحاكاة الحاسوبية بواسطة الكومبيوتر. فهذه تعيد إنتاج التطور الكوني، منذ ولادة الكون المرئي حتى اليوم، انطلاقاً من التكوين في المادة والطاقة للكون البدائي، ومعدل توسعه وبعض المعلمات أو المعايير الأخرى. النتيجة: المشهد المذهل لـ "شبكة كونية "حيث تشكل مجموعات الآلاف من المجرات عقدًا مرتبطة ببعضها البعض بواسطة خيوط، وهي نفسها منسوجة من المجرات. يمكن أن تصل هذه الخيوط إلى 300 مليون سنة ضوئية، وهي أبعاد يصعب تخيلها، مقارنة بالقطر الهائل بالفعل لمجرتنا 100،000 سنة ضوئية. لكن هذه المحاكاة، التي تعطي "جغرافيا" الكون، توفر أيضًا معلومات حول "تعداده" بطريقة ما. تشير إلى أنه بمرور الوقت، يتركز غاز الهيدروجين والهيليوم الذي لم يتشكل بعد على شكل حشود وعناقيد مجرية، يتركز في الشبكات المجرية المتشابكة. هذا هو المكان الذي قرر فيه الباحثون تعقب المواد المخفية أو المختفية la matière cachée. المشكلة: إن هذا الغاز لايتيح مهمة رؤيته بسهولة أي لا يمكن رؤية هذا الغاز بسهولة، فمن المسلم به أن درجة حرارته (بين 100000 و 10 ملايين درجة) يجب أن تجعله من الناحية النظرية يلمع في مجال الأشعة السينية، ولكن نظرًا لأنه مخفف للغاية ، فقد شك الباحثون منذ فترة طويلة في أن هذا البث أو الانبعاث قد حدث فعلاً  حتى حدوث تحول درامي للأحداث ، في عام 2018. تم الإبلاغ عن أول ملاحظة من قبل الفيزيائي الإيطالي فابريزيو نيكاسترو Fabrizio Nicastro  وفريقه من المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في روما. إن الانبعاث الغازي يحدث داخل خيوط مجرية مضاءة بواسطة كوازارات ، وهو مصدر ضوء شديد للغاية يقع خلفه. تمتص محتويات الشعيرة الشبكية الضوء جزئيًا، ومن خلال مراقبة أطوال الموجات التي تم أخذ عينات منها، استنتج الفريق الإيطالي وجود غاز الهيدروجين. ملاحظة لطيفة ... لكنها غير مباشرة وفي شبكة filament خيطية واحدة: لم ير الفريق انبعاث أشعة إكس X بالمعنى الدقيق للكلمة. تم تجميع الملايين من اللقطات. "كان هدفنا إذن مراقبة الغاز بشكل مباشر وفي عدد كبير من الخيوط" ، تتابع نبيلة أغانم. أولاً، كان علينا تحديد موقعها، لكي نعرف أين نبحث. لهذا، استخدمنا بيانات من Sloan Digital Sky Survey ، وهو أكثر التلسكوبات دقة في قراءة الأجسام السماوية التي تم تحديثها للتو. وما أن يتم تشخيص ورصد الشبكة الخيطية  (حوالي 25000) ، "قمنا بإجراء أول قياس غير مباشر للغاز باستخدام ما نسميه الخلفية الكونية المنتشرة "، يضيف عالم الفيزياء الفلكية هيديكي تانيموراHideki Tanimura ، عضو فريق Institut d'astro physiquepatiale (C RS / جامعة باريس ساكلاي). إن أقدم ضوء انبعث - بعد 370،000 سنة من الانفجار العظيم - الخلفية الكونية الميكروية المنتشرة تشكل نوعًا من قاع الكون. يقول هيديكي تانيمورا: "كل شيء تراه في الفضاء موجود بالضرورة في المقدمة، بما في ذلك اغاز الشبكة الخيطية". في عام 2019، جاء الفريق لالتقاط "الظل" الذي شكله هذا الغاز على الخلفية المنتشرة، وهو ما يسمى تأثير سونايف زليدوفيتش Sunyaev Zel'dovich. نتيجة أولى مشجعة للغاية! لم يبق شيء سوى الانتقال من الظل ... إلى الضوء من نوع أشعة إكس السينية. لهذا، أظهر الفريق براعة. "لم نكن نعرف ما إذا كان الانبعاث قابل للتلقي ويمكن استقباله بواسطة تلسكوبات الأشعة السينية ولم نتمكن من اللجوء إلى عمليات رصد تعاقبي جديد. فريق عمل فابريزيو نيكاسترو Fabrizio Nicastrof استخدم ثمانية عشر يوما من وقت التلسكوب لكنه لم يعثر سوى على شبكة خيطية واحدة filamentلاستغلالها اكما تذكر نبيلة أغانم." عندا طرأت لدينا فكرة البحث عن ذلك الانبعاث الإشعاعي من خلال تجميع آلاف لقطات التلسكوب الألماني

روسات [الذي تم سحبه من مداره في عام 2011] والتي تتطابق مع مناطق الكون التي تتواجد فيها الشبكات الخيطية أو حيث نجد الخيوط الغازية. وتمكنا من ملاحظة المزيد من 15000 منها! "ثم يذهب الفريق إلى أبعد مدى "لتكديس" الصور من نفس المنطقة. مبدأ القياس بسيط: الانبعاث منخفض للغاية، إذ يتم إنتاج عدد قليل من الفوتونات. بالإضافة إلى ذلك، فقد غرقوا في الضوضاء الطفيليّة المحيطة، مثل التشويش على البث الإذاعي. لكن بإضافة الصور، تمكن الباحثون من تجميع فوتونات X لتعزيزها، مع إنها بطبيعتها عشوائية. من خلال تراكم هذه الضوضاء، يمكن أن نحصل على متوسط قيمة قريب من O. "إنها مهمة كبيرة وعمل شاق على البيانات. ومن أجل البحث عن الخيوط وتحليلها، نلجأ إلى استخدام خوارزميات التعرف على الأنماط والإحصاءات وما إلى ذلك، من أجل إزالة جميع المصادر غير المرغوب فيها للأشعة السينية، مثل الثقوب السوداء الهائلة في قلب المجرات ... "، تحدد هيديكي تانإيمورا. لا يزال يتعين تحديد جميع خزانات الغاز. وهكذا انتهى التوهج الخافت للغاز بالسطوع على هذه الصور، على قطعة من الكون تقع بين 2.6 و 7.1 مليار سنة ضوئية من الأرض! هل يمكننا أن نقول إنه تم توضيح غموض المادة المخفية؟ ليس كليا. لأنه لا يزال يتعين تحديد كمية هذا الغاز. "لذلك، سيكون ذلك ضروريا مراقبة ورصد مقطع أكبر من الكون، حسب نبيلة أغانم. واختتمت نبيلة أغانم بالقول: "من أجل ذلك، سيكون من الضروري مراقبة جزء أكبر من الكون. سيتعين علينا أيضًا تقليل الضوضاء الطفيلية من أجل "رؤية" هذا الغاز بشكل أفضل، والذي لا نعرف كثافته ودرجة حرارته بدقة. بالإضافة إلى أن دراستنا ركزت فقط على خيوط المجرة بينما لوحظ الغاز أيضًا، على مستوى أصغر المقاييس، في "جسور المادة" التي تربط مجموعات وعناقيد وأكداس المجرات. لذلك يجب جرد كل هذه الاحتياطيات الغازية» إذا كانت المادة الخفية قد تم كشفها، لذلك لا يزال ينتظر أن يتم احتسابها. عضو فريق معهد الفيزياء الفلكية الفضائية يذكرنا بأن غاز الهيدروجين والهيليوم يشكلان المادة "الخفية" القديمة تقريبا بقدم الكون. بدأ تكوين الهيليوم بعد حوالي ثلاث دقائق من الانفجار العظيم. ثم بدا الكون وكأنه "حساء جسيمات" شديد السخونة مكون من 12٪ نيوترون و88٪ بروتونات. هذا الخلل يرجع جزئيًا إلى حقيقة كون النيوترون غير مستقر: بعد 880 ثانية في المتوسط يتحول إلى بروتون. وتصف سيريل بيترو Cyril Pitrou ، الفيزيائية في معهد الفيزياء الفلكية في باريس: "لتحقيق الاستقرار فيه ، يجب تجميعه مع بروتون". يحدث هذا بعد ثلاث دقائق من الانفجار العظيم، عندما تنخفض درجة حرارة الكون إلى أقل من مليار درجة. يتفاعل البروتون مع نيوترون لتشكيل نواة الديوتيريوم. ثم تتبع أنواع أخرى من التفاعلات بعضها البعض حتى تصل جميعها تقريبًا ينتهي الأمر بالنيوترونات في نوى الهليوم 4 [نظير الهليوم]. هذا هو التركيب النووي البدائي ، الذي يجب تمييزه عن "النجم" الذي يحدث بعد ذلك بكثير في قلب النجوم. تستغرق هذه الخطوة دقيقتين فقط في نهايتها يكون الكون قد تكون من نوى الهيليوم 4 (24٪) والبروتونات (76٪) ، وهي أيضًا نوى ذرات الهيدروجين ، وأخيرًا جزء من الديوتيريوم (نظير الهيدروجين) وتحدث الخطوة التالية بعد 370000 سنة ، عندما كان الكون في درجة 3000 درجة مئوية فقط. الإلكترونات، حتى الآن حرة، وسوف ترتبط بالنواة لتشكيل الذرات. يؤدي التقاطها إلى إطلاق فوتونات لا يمكنها التنقل بحرية. هكذا يظهر الضوء الأول للكون، ما يسمى بالخلفية الكونية المنتشرة.  إن دراستها المتعمقة، ولا سيما بفضل الملاحظات من القمر الصناعي بلانك، تسمح أن نقيس بدقة نسبة المادة البدائية موجودة في ذلك الوقت ومقارنتها بالتنبؤات النظرية، بناءً على دراسة التفاعلات بين النوى. وهو ما قد يكشف عن بعض المفاجآت، كما أشارت سيريل بيترو للتو في دراسة نُشرت في 23 نوفمبر 2020 على موقع Arxiv الإلكتروني ". القياسات الدقيقة الأحدث لمعلمات واحدة من ثلاثة ردود فعل أساسية ينتج عن التخليق النووي البدائي كمية من المادة العادية قليلا أقل أهمية من تلك الملاحظة في الخلفية الكونية المنتشرة. يجب إجراء قياسات على التفاعلين الآخرين، ولكن إذا استمر الخلاف، فإن الأصل من هذا النقص في المادة العادية. "

الأستاذ هيرفي دول HERVÉ DOLE  في معهد الفيزياء الفلكية الفضائية في أورساي (إيسون) ونائب رئيس جامعة باريس ساكلاي يقول إن هذه النتيجة تؤكد نماذج تطور الكون » "كان من المتوقع وجود مادة عادية مخبأة في الشبكة الخيطية: لقد تنبأت بها عمليات المحاكاة ، وقد حدثت بالفعل ملاحظات غير مباشرة ، ولكن على أساس مخصص. ومع ذلك، في علم الكونيات، من الصعب المرور من حالات قليلة، وأحيانًا شديدة الخصوصية أو اكتشافات حدثت بالصدفة، إلى العموميات، فريق نبيلة أغانم توصل لهذه النتيجة باستخدام طريقة معروفة، بسيطة وقوية للغاية: تكديس الصور، التي استخدمتها بنفسي لقياس الأشعة تحت الحمراء للمجرات. لقد أخذوا في الاعتبار كمية كبيرة جدًا من البيانات التي أدت إلى هذا العمل "النظيف" للغاية، مع إشارة تبرز بوضوح. نحن بلا شك نتخذ خطوة إلى الأمام، وهذا أمر مريح - أو نادم، الأمر نسبي- لأنه يثبت صحة نماذج تطور الكون ، ولكن أيضًا الاستنتاجات المتعلقة بتكوينه بناءً على الخلفية الكونية المنتشرة.ت شكلت الذرات الأولى في الكون من البروتونات والنيوترونات التي ملأت الكون بعد الانفجار العظيم. عندما تنخفض درجة الحرارة أدناه اندمجت المليار درجة والبروتونات والنيوترونات لتكوين الديوتيريوم (تفاعل 1) والفوتونات، جسيمات الطاقة النقية. ثم حدثت سلسلة من ردود الفعل من الديوتيريوم ، أهمها موضحة هنا. في نهاية هذا التركيب النووي البدائي، يتكون الكون أساسًا من الهيليوم 4 ج • هو) والبروتونات. التفاعلات الثلاثة الرئيسية للتخليق النووي البدائي نيوترون بروتون ديوتيريوم فوتون 0 + + ديوتيريوم بروتون هيليوم 3 و} + + ديوتيريوم هيليوم 3 وهيليوم 4.

شطحات ميتافيزيقية؟

عندما يقيّم إيلون ماسك ELON MUSK الحضارات الخارجية غير الأرضية:

صنع إيلون ماسك اسمًا لنفسه مرة أخرى من خلال التلميح إلى وجود حضارات قديمة خارج كوكب الأرض. وفقًا للملياردير الأمريكي، فإن الحياة الذكية من الممكن أن تختفي في الفضاء المأهول دون اكتشاف تكنولوجيا الفضاء. لهذا السبب فإن الأبحاث التي أجراها البشر تظل عبثًا. هذا البيان بالإضافة إلى فرضيات أخرى تم طرحها في محاولة لشرح "مفارقة فيرمي.  يبدو أن نظرية الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس مستوحاة من دراسة نشرها علماء في مختبر الدفع النفاث ووكالة ناسا الفضائية ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في ديسمبر الماضي. جادل الباحثون بأن البشر هم آخر من ولد في مجرة درب التبانة. كانت هناك حضارات أخرى خارج كوكب الأرض، لكنها قد تكون انقرضت. تذكر أن الفيزيائي إنريكو فيرمي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1938 لمشاركته في تصميم أول قنبلة ذرية. في عام 1950، كان أول من شكك في وجود حضارات خارج كوكب الأرض وإمكانية وجودها بيننا بمعادلته الشهيرة وإنها ربما تعرضت إلى نوبات شبيهة بتلك الموجودة في الأرض؟ لن أتفاجأ إذا كانت هناك حضارات ازدهرت في مجرتنا وانهارت تدريجياً. كما وجدت حضارات عظيمة مثل حضارة السومريين، المصريين القدماء والبابليين. لقد تمكنوا من الوصول إلى تقنيات رائعة، لكنهم جميعًا هلكوا. يمكن أن تحدث أحداث مماثلة على كواكب أخرى يقول " ايلون مسك على الرغم من سنوات من البحث، لا تزال المفارقة قائمة. ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع أكثر من واحد، حتى الأكثر عقلانية، من النظر في الاحتمال. هذه هي الطريقة التي ظهرت بها التكهنات في كل مكان. توجد الآن قوائم طويلة من الشهادات المتعلقة بتفشي الالظاهرة. حتى أن بعض الباحثين ، مثل أولئك في SETIمعهد  ، يستثمرون في البحث والتطوير لطرق أفضل لاكتشاف الحضارات الذكية خارج كوكب الأرض.  وللعثور على حضارة خارج كوكب الأرض، قد تضطر إلى البحث عن الثقوب السوداء وهي نظرية مبنية على معادلة فرانك دريك ظهرت الحضارات على الأرض متأخرة، وفقًا لباحثي مختبر الدفع النفاث. للوصول إلى هذا الاستنتاج، اعتمدوا على معادلة صاغها في عام 1961 عالم الفلك فرانك دريك. سمحت لهم هذه الصيغة بحساب احتمالات وجود حضارات خارج كوكب الأرض من عدد النجوم في مجرتنا وعدد الكواكب المناسبة للحياة. لاحظ أن البحث يدمج أحدث البيانات التي تم الحصول عليها من الأبحاث حول الكواكب الخارجية والمناطق الصالحة للسكن.  وهناك أيضاً نظرية الغابة المظلمة لشرح عدم وجود اتصال مع حضارة خارج كوكب الأرض لكي يكون الكوكب مناسبًا للحياة، يجب أن يفي بعدد من الشروط، مثل أن يكون على الأقل على مسافة 13000 سنة ضوئية بعيدًا عن مركز مجرته. لذلك سيكون من المحتمل للغاية أن هذه الحضارات الافتراضية القديمة خارج كوكب الأرض كان عليها التعامل مع تقلبات الطبيعة. كان من الممكن أن يكونوا تحت تهديد دائم بالدمار، تمامًا مثل الجنس البشري، حتى يحدث ما لا رجعة فيه. من بين الأسباب المحتملة التي كان من الممكن أن يكون سبب اختفائها هو الإشعاع، والتقدم التكنولوجي السيئ التحكم، وتغير المناخ، وحتى التدمير الذاتي.

هل يمكن أن يكون هناك كون مرآة على الجانب الآخر من الانفجار العظيم؟

إنه سيناريو خيال علمي حقيقي: قد يكون هناك أكوان أخرى غير كوننا. وحتى أكوان متعددة! منظور يجعلك تشعر بالدوار ... ولكن تتلاقى حوله الآن العديد من نظريات الفيزياء. نحن مقيدون بواحدة من مئات المليارات من الكواكب في مجرة درب التبانة، مجرة واحدة من بين 2000 مليار أخرى في الكون ... والتي بدورها قد تكون حبة غبار مفقودة بين بلايين آخرين؟ فكرة "الكون المتعدد" تجعلك تشعر بالدوار. ومع ذلك، فإن وجودها يتبع بشكل طبيعي العديد من النظريات الفيزيائية الحالية الأكثر صلابة، والنسبية العامة، والتضخم، والفيزياء الكمومية ... تعترف كل منها بإمكانية وجود كون متعدد، يتمتع بخصائصه الخاصة. وبالتالي، لن يكون هناك كون واحد ، بل العديد من الأكوان المتعددة! كانت الأكوان المتوازية تدور حولنا. أطروحة دافع عنها بجدية شديدة باحثون مثل ستيفن هوكينغ الشهير أو الفرنسي أوريليان بارو. المشكلة هي أنه ليس لدينا أي دليل على ذلك. الأسوأ من ذلك، لا أحد يعرف ما إذا كان من الممكن رصدها! "في الماضي، كان الكون على علاقة سببية مع كون آخر واحتفظ بأثرها. لا شيء أقل تأكيدًا، "يخشى فيليب براكس، أخصائي التضخم في الوكالة الأوروبية للفضاء CEA. لا يزال بعض الباحثين يقومون بهذا الرهان، ويتتبعون إشارات غير مفسرة يمكن تفسيرها على أنها آثار اتصال مع عالم آخر. أحدث مثال: تجربة أنيتا، التي أجرتها وكالة ناسا في القارة القطبية الجنوبية. في عام 2016، اكتشف بالون الطقس الستراتوسفير ثلاثة نيوترينوات عالية الطاقة للغاية لم يتمكن أحد من تفسير أصلها ... حتى الربيع الماضي. باحث من جامعة مدينة نيويورك هو لويس آنكرودوكي Luis Anchordoqui   اقترح بالفعل أن هذه النيوترينوات يمكن أن تكون دليلًا غير مباشر على أنه سيكون هناك كون مرآة "على الجانب الآخر من الانفجار الأعظم". وُلد في نفس الوقت مثل عالمنا، وسوف يكون مليئًا بالمادة المضادة ويجري الزمن فيه ... إلى الوراء ! ...

 

د. جواد بشارة

 

محمود محمد عليفي هذا المقال ننهي حديثا فيما يخص الثقافة الفلكية عند قدمائنا الشرقيين وتجلياتها عند الإغريق، حيث نناقش قضية مهمة تدور حول ما أخذه الفلكيون اليونانيون من علم الفلك عند قدماء الشرقيين؛ وهنا نقول لقد أخذ اليونانيين جل معارفهم الفلكية من المصريين والبابليين وهناك دلائل كثيرة على هذا، منها أن طاليس أخذ دورة الكسوف المتعاقبة عن القدماء المصريين والبابليين، الأمر الذى حدا به لأن يتنبأ للأيونيين باحتجاب ضوء النهار وحدد فى اثناء العام الذى وقع فيه هذا الاحتجاب بالفعل . كما أخذ " انكسمندر الملطى " (610-545 ق.م) عن المصريين والبابليين "آلة المزولة "واسمها فى اليونانية Gnomon . ويقول سارتون "وكان اختراع هذه الآلة فى بابل ومصر، ولكنها من البساطة، بحيث يمكن أن طاليس أو انكسمندر أو بعض اليونانيين الأوائل أعاد اختراعها".

ويعلل مؤرخ العلم الأمريكي "جورج سارتون" سبب اهتمام طاليس وانكسمندر وغيرهما بعلم الفلك إلى أنه من المحتمل جداً أن تكون المنابع الشرقية زادت فى تحريك فضولهم . ذلك أن البحارة والتجار الذين وفدوا إلى مطلية كانوا يجلبون معهم أفكار بابلية ومصرية .

ومن ناحية أخرى نجد "كليوستراتوس التنيدى " واحد من اليونانيين المهتميين بعلم الفلك، ويعزى الباحثون إليه أنه استطاع بفضل مشاهداتة الفلكية فى "تنيدوس " تحديد زمن الانقلابين بالضبط أن يدرك صور البروج منطقة وهمية فى السماء على جانبي فلك البروج، والحقيقة أن كليوستراتوس أخذ هذه الفكرة عن الفلكيين فى بابل، حيث كانوا يدركون أنه من المستحيل رؤية مسارات القمر والكواكب أثناء أى مدة من الزمن دون أن يدرك الرائى أن هذة الاجرام السماوية تسير فى منطقة ضيقة نسبياً، وأنها ليست بعيدة من جهة خط العرض عن الشمس (أو كما يقول فلك البروج).

كما ينسب إلى كيلوستراتوس التنيدى كشفاً آخر، وهو دورة فلكية فى ثمانية أعوام، وهى مدة تشتمل على عدد من الأيام والشهور القمرية والسنوات 365 وربع يوما × 8=2922 يوماً =99 شهراً، وكانت هذه الدورة معروفة كذلك للبابليين، ولعل كيلوستراتوس أخذها عنهم، أو أن تحديدهم للشهور والسنين يسر له إعادة كشفها، ولم تكن هذه الدورة إلا أولى دورات أخرى متعددة اكتشفها الفلكيون اليونانيون بين فينه وأخرى لخدمة أغراض التقويم .

وإذا انتقلنا إلى فيثاغورس (850- 497 ق.م) نجد أنه أول من نادى هو وأتباعه بكروية الارض، ولا يعرف كيف تم لهم ذلك . ومن المحتمل أنهم استعاروا هذه الفكرة من المصريين والبابليين، وقد أمكن بهذه الفرضية تفسير ظاهرة الكسوف والخسوف.

وهناك فلكيون يونانيون استفادوا استفادة كبيرة من الفلك المصري والبابلي، نذكر منهم على سبيل المثال : "يدوكسوس الكيندى " الذى يروى عنه المؤرخون أنه رحل إلى مصر للتعلم، حيث لبث ستة عشر شهراً فى مصر (فيما بين سنة 378وسنة 364) خالط في أثنائها الكهنة العلماء، وكان قد درس قبل ذلك فى الأكاديمية، وألم بالفلك الفيثاغورى، فلم يرضه كل ذلك، ولما كان فى تفكيره دقة أسخطه نقص الأرصاد فى هذا الفلك، ولم يكتف بما حصل عليه من أرصاد مصرية، بل عمل بأرصاد جديدة، وأقام لذلك مرصداً بين "هيلوبوليس " و"كركيسورا" ظل معروفاً حتى زمن الإمبراطور" اغسطس " (27 ق.م-14م) ثم بنى بعد ذلك مرصداً آخر فى بلدة "تينودوس" ولم يكن رصداً سهلاً، وكان آنا ذاك لايرى من خطوط العرض العليا، ويرجع علم " يودكسوس" بالفلك المصرى إلى المدة التى قضاها فى مصر، فهل كان ملما أيضاً بالفلك البابلى وهو أغزر مادة من الفلك المصرى . ليس لدينا ما يدل على أنه رحل إلى ما بين النهرين أو إلى فارس، ولكنه كان العلم القديم حق المعرفة.

وهذه المعرفة الواسعة التى اكتسبها "يودكسوس" أتاحت له أن يبتكر نظريات فلكية كثيرة ومن أشهرها اختراعه نظرية الكرات المتحدة المركز والتوسع فيها، وبهذا يعد مؤسس الفلك العلمى وأحد عظماء الفلكيين فى جميع العصور".

ونفس الشئ يقال عن أفلاطون، فقد تعلم من الشرقيين أموراً فلكية كثيرة، فمثلاً يعزى إليه زمن دورة كل من القمر والشمس والزهرة، واعتقد أن أزمنه دورات كل من الثلاث الأخيرة متساوية وأنها سنة واحدة، ولكنه لم يعرف أزمنه دورات الكواكب الأخرى، وهو مع ذلك يتكلم عن السنة الكبيرة عندما تعود الدورات الثمان إلى نقطة ابتدائها "دورات الأجرام السبعة مضافاً إليها دورة الكرة الخارجية" وتساوى هذه السنة الكبيرة 36000 سنة، فكيف قدرها، وأنه لم يقس شيئاً ، بل أخذها عما تواتر عن البابليين من فكرة النظام الستينى (42)، فمن بين أسس العدد 60 يوجد أس خاص يكثر وروده فى الألواح القديمة وهو 460=12،960،000، وهذا هو الرقم الهندسى عند افلاطون، وأن 12،960،000 يوم =36،000 سنة لكل منها 360 يوم، وهى " السنة الأفلاطونية العظمى " "مقدار مدة الدورة البابلية " وأن حياة الإنسان التى تمتد إلى مائة عام تحتوى على 36،000 يوم، أى  على عدد من الأيام بقدر ما تحتوي السنة العظمى من السنين، وهكذا فإن" العدد الهندسى " أى العدد الذى يحكم الارض ويضبط الحياة على الارض من أصل بابلى ولا ريب .

وإذا انتقلنا إلى" أرسطو" نجد أنه كان على دارية بالفلك المصرى، والبابلى، حيث يقول" تاتون": " أورد سيمبلكوس " Simplicus أنه بخلال فتوحات الاسكندر، أرسل كاليستان Callisthene إلى حالة أرسطو كشفاً بملاحظات الكشوف الفلكية الجارية منذ 1900 سنة قبل تلك الحقبة ". ومن خلال إطلاع أرسطو على تلك الكشوف استطاع التوصل لإثبات أن الأرض كروية لا محالة لكى يتحقق التماثل والتوازن، ثم إن العناصر التى تتراكم عليها تأتيها من جميع نواحيها، فلابد لهذه المتراكمات من أن تكون على شكل كرة . زد على ذلك أن حافة الظل أثناء خسوف القمر مستديرة دائماً، وإذا سار الإنسان شمالاً أو جنوباً تغير وضع نجوم السماء فتظهر نجوم لم يكن يراها من قبل، وتختفى نجوم كان يراها، وكون تغير ضئيل فى موضعنا " على خط الزوال " يؤدى إلى مثل هذا الاختلاف الكبير برهان على أن الأرض صغير، بالإضافة إلى غيرها، وإليك ما يقوله أرسطو فى ذلك :" هناك تغير كبير ؛ أعنى فى النجوم التى فوق رؤوسنا، وإن سار الإنسان شمالاً أو جنوباً، فإن النجوم التى تظهر له هى غير النجوم التى كان يراها من قبل،والواقع أن بعض النجوم التى ترى فى مصر وعلى مقربة من قبرص لا يمكن رؤيتها فى الأقاليم الشمالية . والنجوم التى لا تغيب أبداً فى الشمال تطلع وتغرب فى البقاع الجنوبية . كل هذا دليل على أن الأرض مستديرة وعلى أنها ليست كبيرة المقدار، ولولا أنها كذلك لما كان لهذا التغير الطفيف فى المكان هذا الأثر العاجل، ومن ثم لا ينبغى أن نجاوز الحد فى رد رأى القائلين بأن هناك اتصالا بين الجهات المحيطة بعمودى هرقل The Piller of hercules " جبل طارق" والجهات التى حول الهند، وربما يترتب على ذلك من أن المحيط واحد، ولهؤلاء دليل آخر هو مجرد الفيلة فى هذين الإقليمين مع بعد الشقة بينهما، فكأنهم يرون فى اشتراك الاقليمين فى هذه الخاصية دليلاً على اتصالهما ".

ولاشك فى أن هذا النص يدل دلالة واضحة على مدى تأثر أرسطو بالفلك عند المصريين والبابليين، وأن وفرة الأرصاد الشمسية والقمرية والكوكبية لدى اليونانيين فى القرنين الخامس والرابع ق.م، تدل على أنها قد جاءت من مصر ومن بابل ؛ حيث ذكر سيمبلكوس فى شرحه لكتاب Decaelo لأرسطو أن لدى المصريين كنزا من الأرصاد عن 630.00 وأن البابليين جمعوا أرصاد 1440000 سنة، ونقل سيمبلكوس عن بورفيروس تقديراً متواضعاً ؛ حيث ذكر أن الأرصاد التى كالليستنيس من بابل بناء على طلب أرسطو كانت من 31000 سنة وكل هذا إلى الخيال أقرب، وإن كان من الثابت أنه كان فى متناول الباحثين اليونانيين أرصاد شرقية لقرون عدة، وأنها كانت كافية لأغراض وقد حصلوا عليها من مصر ومن بابل ولا يمكن أن يكونوا قد حصلوا عليها فى بلادهم، ففى بلادهم آثر رجال العلم أن ينقطعوا للبحث الفلسفى كل على طريقته ولم توجد قط على مر العصور هيئة ترى الدأب على جميع الارصاد الفلكية وما مبالغات سيمبلكوس إلا إشادة بقدم علم الفلك عند المشارقة وباتصاله اتصالاً يدعو إلى الأعجاب ".

ولم تنقطع آثار المعارف الفلكية المصرية والبابلية عن اليونانيين فى القرنين الخامس والرابع، بل اشتدت وزادت بكثير خلال القرون اللاحقة، وخاصة فى القرنين الثانى والأول ق.م.

وكتاب " المجسطى " خير دليل على ذلك ؛ حيث يعرض فيه بطليموس نصوصاً كثيرة تبين ما عسى أن يكون للمصريين والبابليين من أثر فى تقدم الفلك اليونانى، فمثلاً يقول بطليموس أن نظريات " هيبارخوس " عن حركة القمر وحركات الكواكب السيارة مستمدة لدرجة ما بين الأرصاد البابلية ".

كما برهن الأب "كوجلر" على أن العينات التى أوجدها هيبارخوس لطول الشهر والوسطى والقمرى، والنجمى، والفلكى، والعقدي " تنطبق تماماً على العينات التى وجدت فى الألواح الكلدانية المعاصرة .

ومن ناحية أخرى فإن بعض مؤرخى العلم المنصفين قد حاولوا أن يبينوا أثر الفلك الشرقى فى تقدم الفلك اليونانى، فمثلاً يذكر سارتون أن الأفكار التنجيمية التى انبعثت من فارس وبابل، قد دمجت فى عهد باكر بتصورات الفيثاغوريين والأفلاطونيين . كما يذكر أيضاً أن التقويم اليوناني الذى أسس سنة 45 ق.م، قام على أساس التقويم المصرى القديم 50). كما يذكر أيضاً أن البابليين كانوا أول من فكروا فى أسبوع يتالف من سبعة أيام، فعند البابليين نشأت فكرة الأيام السبعة من أصل كواكبى (ذلك أنهم عرفوا سبعة كواكب سيارة تشمل الشمس والقمر) . وقد شاع استعمال فكرة هذه الأيام فى الأزمنة الهيلنستية، فكانت أسماء الكواكب تترجم إلى اليونانية أو تعطى ما يقابها من أسماء مصرية فى مصر فى عهد البطالمة.

مما سبق يتضح لنا أن علم الفلك عند اليونان لم يأت على غير مثال، بل كان نتيجة جهود الشرقيين السابقين فى مصر وبابل وفارس والهند ثم حاول فلكيو اليونان أن ينظموا ما أخذوه عن الشرقيين، فكان ذلك الفلك اليونانى .

وهناك حقيقة نود أن نشير إليها هنا ألا وهي يجب أن لا نغفلها، وهى أننا فى أى جيل من الأجيال السابقة لا نجد مفكرا ما ممن ينسب إليهم أبداع أو ابتكار أو أصالة أو تجديد فى عصره، إلا ونجده قد تأثر بصورة أو بأخرى وبدرجة أو بأخرى، بمفكر آخر أو أكثر من المفكرين السابقين عليه، أو المعاصرين له ممن يشاركون أو يماثلونه فى الاهتمام بهذا المجال الفكرى أو ذاك . ذلك لأن المفكر لا يبدأ من فراغ ولا ينطلق من نقطة الصفر، وإنما ينشأ ويتربى فكريا أولاً وأخيراً على تراث السابقين .

وإذا كان اليونانيون قد أخذوا كثيراً عن المصريين والبابلين أصول علم الفلك، فإن هذا لا يفضى إلى إلغاء شخصياتهم العملية ومعطياتهم الإبداعية فى مجال علم الفلك، بل بالعكس أن لديهم طاقات متجددة ومبادرات خلاقة أضافت إلى رصيد الإنسانية قيمة لا تقدر .

ولكى نبين جهود وإبداعات اليونانيين فى علم الفلك، لا نجد بداً من أن نغض النظر بعض الشئ عن الترتيب الزمنى، ذلك لأن جهودهم وإبداعاتهم فى مجال علم الفلك لا حصر لها  ونكتفى ببعض الأمثلة وذلك فيما يلى :

1- افتراض الفيثاغوريون أن الأجرام السماوية ذات شكل كروى وأنها فى مدارات دائرية، وأنكروا أن تكون الأرض ثابتة فى مركز الكون، وجعلوا بدلاً منها ناراً مركزية، وأحدثوا بذلك ثورة على التصور القديم بهيئة الفلك، وقد شاعت فكرة كروية الأرض، وأخذ بها أغلب فلاسفة الإغريق . غير أنهم اعتقدوا أنها ثابتة فى مركز الكون، وكان الفيثاغوريون يقديون الأرقام ويرون أن لها صفات خاصة، وتصوروا السماء ذاتها على أنها توافق أرقام، وأن المسافات بين الأجرام السماوية إنما تخضع هى الأخرى لنسب رقمية معينة، وكانوا يرون فى الرقم عشرة صفات عجيبة واعتبروه عددا تاماً كاملاً؛ حيث يضم خصائص الأعداد، وعلية فإن الأجرام السماوية لابد أن تكون عشرة، ولما كانت الأجرام المعروفة وقتذاك تسعة فقط " الشمس، الأرض، القمر، عطارد، الزهرة، المريخ، المشترى، زحل، النجوم، الثوابت " فقد أضافوا جرماً عاشراً، جعلوه أرضا مقابلة . واعتقد الفيثاغوريون أن الشمس والقمر والكواكب، كأنها مرتكزة على كرات مجسمة وتدور حول النارية المرتكزة، ويتولد عن دورانها الموسيقى السماوية،، وأن الأرض تدور من الشرق إلى الغرب " ولا يعرف كيف تم لهم معرفة ذلك مرة كل يوم " نهاره وليلة " . أما الشمس فإنها تدور حول النار المركزية مرة كل عام، وعللوا عدم رؤية النار المركزية بأن وجه الأرض المقابل لنا يتحرك دائماً بعيداً عن هذه النار المركزية . كذلك عللوا عدم رؤية الأرض المقابلة بوجود النار المركزية دائما بين الأرضين .

2- يحظي الفكر اليوناني في العصر الهيليني بعلماء وفلاسفة اهتموا اهتماماً كبيراً بعلم الفلك من أهمهم "يودكسوس"، الذي اشتهر في علم الفلك بنظرية الكرة المتمركزة، تلك النظرية الجميلة التي ابتدعها ليفسر الحركة الظاهرية للسيارات، وبصفة خاصة النقط التي تبدو ثابته فيها وما يظهر عليها من التراجع، والنظرية تصدق أيضاً علي الشمس والقمر، وقد استخدم يودكسوس لكل منها ثلاث كرات، وقد مثل حركة كل سيارة كأنها ناشئة من دوران أربع كرات متداخلة متحدة المركز مع الأرض وتتصل علي الوجه التإلي، كل كرة من الكرات الداخلة تدور حول قطر ثبت طرفاه ( القطبان ) في الكرة التالية التي تحيط بها. فأما الكرة الخارجية فتتمثل الدورة اليومية، والثانية تمثل حركة على محيط الدائرة البروجية، وقطباً الكرة الثالثة مثبتان فى الكرة السابقة، وقطبا الكرة الرابعة ويحملان السيارة مثبته على خط استوائها قد ثبتا على الكرة الثالثة ورتب فرع الدوران واتجاهاته بحيث ترسم السيارة على الكرة الثابتة منحنيات يسمى حدوة لحصان أو شكل حرف ثمانية بالغة الإفرنجية، وهو يقع على طول الدائرة (البروجية) ويتناصف بها والترتيب بأجمعه يدل علي ذكاء هندسى خارق .

3- فى القرن الثانى بعد الميلاد جمع كلوديوس بطليموس " 90- 167م" الذى أسماه العرب بطليموس القلوزى أو القلوذى " كل المعارف المتاحة فى الفلك ونسق بينها وشرحها وهذبها وأزال غموض بعضها وأضاف إليها وضمها فى كتابه المشهور " التصنيف الرياضى " ويقع فى 13 مجلداً، وترجمه العرب باسم " المجسطى " وشرح فيه بطليموس الظواهر الفلكية وحركات الشمس والكواكب وطول اليوم وأوقات الشروق والغروب للنجوم فى مختلف المناطق على سطح الأرض، وأتى بالبراهين الصحيحة على كروية الأرض، وذكر شيئاً عن المثلثات الكروية، وطول السنة والشهر القمرى، وشرح أدوات الرصد وأهمها الإسطرلاب، وظاهرتى الكسوف والخسوف، وقد ظل هذا الكتاب المرجع الأساس لعلم الفلك فى الشرق والغرب بعد ذلك .

وقبل بطليموس كانت لعلماء الاسكندرية فى الفلك آراء مبتكرة فى علم الفلك، من أهمهم " أريستارخوس " " ت23 ق.م " وقد أحدث أريستارخون ثورة فى التصور الفلكى القديم للكون " هيئة الفلك " بأن جعل النجوم الثوابت والشمس ساكنة لا تتحرك وجعل الأرض والكواكب السيارة هى التى تتحرك حول الشمس فى محيط دائرة الشمس مركزها، وهو بذلك قد أحل الشمس محل النار المركزية فى نظام الفيثاغوريين، وافترض أريستارخون أن الأرض تدور فى فلك مائل، وفى نفس الوقت تدور حول محورها الذى تدور علية، واعترض معاصروا أريستارخون " من أمثال " بطليموس " على هذه النظرية ولم يقبلوها، والتى تعتبر أعظم اكتشاف فلكى فى العصور القديمة،ولكنه لم يكتب له الذيوع والشهرة وتمسك الفلكيون بالتصور

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط

 

 

محمود محمد علينعود ونستأنف حديثنا حول الثقافة الفلكية عند قدمائنا الشرقيين وتجلياتها عند الإغريق، وهنا نناقش الثقافة الفلكية عند العراقيين والصينيين والهنود، وهنا نقول: اهتم العراقيون؛ وبالأخص البابليون بعلم الفلك اهتماماً كبيراً، لدرجة أن قدماء اليونانيين كانوا يعزون إليهم نشأة علم الفلك.

ويكفينا فى هذا الصدد أن البابليين كانوا فى علم الفلك شأنهم شأن قدماء المصريين، حيث سجلوا مشاهدات دقيقة عن مواقع الاجرام السماوية لمدة تربوا عن ألفى سنة، وعرفوا الكواكب السيارة، واكتشفوا الكسوف والخسوف، ووصفوا المزولة والساعات المائية .

غير أنه كعاده دعاة المعجزة اليونانية التنكر للشرقيين القدماء، فلقد انتقد "دى بورج" (في كتابه " تراث العالم القديم) الفلك البابلي، حيث ذهب بأنه فلك قائم على نزعة عملية بحتة خالية من أى نظرية، وفى هذا يقول " أن الفلك البابلي قائم على الملاحظة، غير أن مجرد الملاحظة ليس بعلم . ويتضح هذا عندما نبحث عن النفع الذى حققه الفلكيون البابليون من هذه السجلات، وبينما كشف الإغريقي فى قرن واحد من الزمان السبب الحقيقي للكسوف والخسوف، فإن البابليين لم يواتهم أبداً حتى أن يصلوا إلى التفسير المعقول لهما، لقد استخدموا معطياتهم لأغراض فلكية خالصة، فإذا حدث أن كسوفا أعقبة مرة، حرب مع عيلام، فإن حرباً مع عيلام كأن قد تنبئ به من حدوث الكسوف، والملاحظة مهما كانت دقتها التي ينتفع بها لمجرد أن تكون أساساً لاستنتاجات يجمع فيها، لا يأتي من وراها معرفة علمية .

والحقيقة أن النظرة فيها تحيز واضح وبعد عن الحقيقة، والصواب، فلم تكن  المعارف الفلكية عند البابليين كلها قائمة على الخيال والتنجيم، ويكفينا دليلاً لإثبات تهافت هذه النظرة أن البابليين استطاعوا أن يضعوا تقويماً فلكياً يستند أساساً على حركة القمر " تقويم قمري"، حيث جعلوا طول الشهر القمري يتراوح ما بين 29 و30 يوماً بالتتابع؛ ومعنى أن الشهر ذا التسعة وعشرين يوماً يعقبه شهر ذو ثلاثين يوماً، وهكذا حتى ينقضي العام، ولذا جاء معدل اثنى عشرا قمريا "384 يوماً " جاء بعام أطول من السنة الشمسية، ولكى يوفقوا بين الدورتين القمرية والشمسية استخدم البابليين اثنى عشرة شهراً قمرياً، مع إضافة شهر ثالث عشر عند الضرورة، وصار التقويم نموذجاً للتقاويم اليهودية والإغريقية أو الرومانية بعد ذلك،حتى منتصف القرن الأول قبل الميلاد .

ولما كانت طبيعة الشهر القمري تدعو إلى تقسيمه فترات متميزة بأوجه القمر،  فقد قسم البابليين الشهر إلى فترات كل منها سبعة أيام، غير أن الأسابيع البابلية لم تكن مستمرة فى نظام تتابعها مثل أسابيعنا الآن، بحيث لا يتقيد أول الاسبوع بأول الشهر، بل كان نظام الأسبوع البابلي هو ضرورة أن يكون اليوم الأول من كل شهر هو اليوم من الأسبوع الذى يقع فيه، وقسم البابليون اليوم إلى 24 ساعة والساعة إلى 60 دقيقة، والدقيقة 60 ثانية، حسب النظام الستينى .

كما توصل البابليون إلى كشف ظاهرتي الكسوف والخسوف و كما عرفوا المزولة الشمسية والساعة المائية والبولو Polos وهى أداه كان يستعملها البابليون، وكانت مؤلفة من نصف كرة جوفاء قطرها كبير وحدبتها نحو السماء، وعلق فوق هذه الكرة بشكل مثبت مع مركزها جلة صغيرة تعترض نور الشمس، أما ظلها فينفذ على السطح الداخلي للكرة، وهكذا ترسم حركة الشمس فى باطن البولو . أما انحناء دائرة البروج فيقرأ مباشرة فى الآلة، وكذلك تاريخ تساوى الفصول وتاريخ انقلاب الشمس الصيفي والشتوي.

وعن طريق استخدام تلك الأدوات استطاع البابليون رصد مجموعات نجمية كثيرة، وأهم أرصاد البابليون لتلك المجموعات إرصادهم الخاصة بالزهرة ؛ حيث عرفوا أول ظهور الزهرة، وأخر ظهورها، أى عند غروب الشمس وشروقها، كما عرفوا طول مدة اختفائها، كما عرفوا اقترانها "584"يوماً، وأدركوا مدة الثماني السنوات التي تعود فيها الزهرة إلى الظهور، فتظهر خمس مرات فى نفس المواضع كما تشاهد من الارض .

كما عرف البابليون أن القمر والكواكب السيارة ولا تبتعد  فى حركتها مسافة بعيدة فى خط العرض عن مدار الشمس فى منطقة البروج، كما رصدوا المواضع النسبية للكواكب والنجوم  فى تلك المنطقة الضيقة من السماء، ثم أنهم حسبوا مدة قران عطارد بخطأ لا يتجاوز الخمسة الأيام، على أن الكبير فى ميدان  المعرفة الفلكية هو المعرفة العامة، إذ الواقع كما يقول "جورج سارتون" أنهم المؤسسون للفلك العلمي، وأن النتائج المدهشة التي حصل عليها الفلكيون الكلدانيون والإغريق من بعدهم أمكن تحقيقها بفضل استنادها إلى الأساس البابلي .

ومن ناحية أخرى لا ننكر أن الفلك البابلي كان مرتبطاً بالتنجيم إلى حد ما فمثلاً:

1- ربط البابليون بين الظواهر الفلكية والأحداث التى تقع على الأرض، فإذا أحاطت بالقمر هالة معتمة دل ذلك على أن الشهر ماطر، وإذا أحاطت هالة، وكانت فتحتها نحو الجنوب، هبت الرياح من الجنوب، وإذا كان المريخ مرئياً فى شهر يوليو "تموز " كان ذلك إنذار بوقوع هجوم عسكرى، وإذا شوهد عطارد فى الشمال، وقعت حرب فى ذات الجهه، وإن دنا المريخ من الجوزاء.. كان ذلك إنذار بموت الملك ووقوع الفتن والفوضى التى تعم البلاد.. وغير ذلك من التنبؤات الغربية فى التراث البابلى.

2- حين رصد البابليون ظاهرة خسوف القمر، اعتبروا هذا الخسوف فألاً حسناً، وأعوزه إلى عمل الشياطيين التى تحاربه وتمنع ظهوره، وكان على الكهنة أن يشعلوا ناراً على مذابح الدقورات، وينشدون الأناشيد الدينية، وخلال خسوف القمر يتخلى الناس على غطاء رؤوسهم المعتاد ويغطونها  بثيابهم، ولكى لا تصيب المدينة الكوارث، كان على الناس أن يعلو صراخهم ويشتد عويلهم وينوحوا حتي ينتهى الخسوف، ويظهر القمر من جديد وعندئذ يتوقف الناس عن الصراخ ويطفئ الكهنة النار التى أشعلوها فى مذابح الدقورات.

3- حين رصد البابليون المجموعة النجمية، قسموها إلى اثنى عشرة مجموعة أو برجاً، وتصوروا أن لكل  برج رئيسي من الآلهة المستشارين، وكانوا يعتقدون أن الشمس تقوم بزيارة هذة الأبراج وتبقى شهراً فى ضيافة كل واحد منها على التوالي، وهكذا حتى ينتهى العام تكون الشمس قد زارت الاثني عشر برجاً، ومكثت ثلاثين يوماً عند كل برج ما عدا الأخير، فإنها تظل فى زيارته لمدة خمسة وثلاثين يوماً، وبذلك تكون الشمس قد أتمت 365 يوماً فى زيارة المجموعات النجمية (أى سنة شمسية). ويقال أن هذه المجموعات النجمية الأنثى عشر أصبحت الآن تشكل دائرة البروج " (زودياك) وكما أن هناك أجرام سماوية فى السماء العليا تؤثر على الأحياء وتحدد مصائرهم، واعتقد البابليون أيضاً أن هناك أجرام سماوية غير مرئية فى السماء السفلى وتؤثر على الأصوات فى العالم الآخر.

ولاشك أن السعي إلى التنجيم والتنبؤ بالطالع كان من أهم الأسباب التى حفزت البابليون على الاهتمام  بعلم الفلك  .

وننتقل للحديث عن الثقافة الفلكية عند الصينين والهنود، حيث تأثرت شعوب الشرق الأقصى بالفلك عند المصريين والبابليين، فنجد أن الصينيين قد عرفوا السنة الشمسية المكونة من 365 يوماً وربع اليوم، ثم السنة القمرية وتتكون من12أو13 شهراً قمرياً. وعرفوا الدورات الفلكية التى تتراوح مدتها من19 إلى 76 سنة وحتى 31420 سنة .

كما عرف الصينيون المجموعات النجمية وحصروا منها 28 مجموعة نجمية أو برجاً وعرفوا كسوف الشمس وخسوف القمر . كما وصفوا الجداول الفلكية واستخدموا أدوات رصد أهمها: المزولة الشمسية والساعة المائية 000 وغيرها .

وأما الهنود فقد كان شأنهم شأن الصينيين فقد اهتموا بعلم الفلك: حيث رصدوا مجموعتين من النجوم تضم إحداهما 27 نجماً، والأخرى 18 نجماً، واعتبروا هذه المجموعة بمثابة بيوت القمر التى ينزل فيها تباعاً فى دورانه الشهري الذى يستغرق 27 يوماً أو 28 يوماً و .واستخدم الهنود تقويماً شمسياً وآخر قمرياً، وقسموا السنة إلى360 يوماً موزعة على اثنى عشر شهرا، وجاء ذكر لاسم شهر ثالث عشر الصافى من 25 أو 26 يوماً وأحياناً 30 يوماً، وذلك لسد الفرق بين القمرية والسنة الشمسية،وكانت تضاف هذه الأشهر الإضافية كل خمس سنوات وبعدها يعتبر كل من قد أكمل عدداً من الدورات الكاملة، وطول دورة الخمس سنوات هذه 1830 يوماً "60 شهراً كل منها 30 يوماً . بالإضافة إلى شهر آخر" وقسموا السنة إلى ثلاث فصول متساوية طول كل منها أربعة أشهر وعرفوا الأسبوع الذى يتألف من سبعة أيام تسمى بأسماء الكواكب.

ومن ناحية أخرى اعتقد الهنود القدماء فى وجود دورات فلكية معينة تتم فى الكون وتكمل فيها بعض الاجرام السماوية دورة خاصة إحداهما فى سنة "الإلهية " طولها 360 يوماً إلهياً  وهى تعادل360 سنة شمسية، وكان لدى فلكى الهنود سنة كونية كبرى، وهى حقبة زمنية تتواجد فيها مجموعة من الأجرام السماوية فى موقع معين بعد أن يكون كل منها قد أتم عدداً كاملاً من الدورات الكاملة، وكان طول هذه السنة الكونية 4320000 سنة شمسية وهى تساوى 1200 سنة الهية "12000×360=432000 " .

والجدير بالذكر أن المؤرخ العربي أحمد ابن أبى يعقوب ذكر فى كتابة "تاريخ اليعقوبي " هذا النص: " ... وقالت الهند ان الله عز وجل خلق الكواكب فى أول دقيقة وهو أول يوم فى الدنيا ثم سيرها فى ذلك الموضع فى أسرع  من طرفه العين، فجعل لكل كوكب  منها سيرا معلوما حتى يوافى جميعها فى عدة أيام السند هند إلى ذلك الموضع الذى خلقت أيام الدنيا من السند هند منذ أول ما دارت الكواكب إلى أن تجتمع  جميعا فى دقيقة الحمل كما كانت يوم خلقت " دورة كاملة "4320000000 سنة شمسية .

ومن ناحية أخرى يذكر "البيروني" أن للهنود اهتمامات فلكية، منها أنهم أحصوا جداول فلكية ورصدوا حركات الكواكب وخسوفات الشمس والقمر ونظام الكون وأعمال أخرى خاصة بالتنجيم .بالإضافة إلى وصف بعض أدوات الرصد كالمزولة الشمسية وجهاز الكرة ذات الحلقات "الكرة المحلقة ....الخ" .. وللحديث بقية..

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل - جامعة أسيوط

 

 

جواد بشارةمن الكون الواحد إلى الكون المتعدد: De l’Univers au multivers

`` كم عدد العوالم المعطلة، والمفقودة، التي تبددت، وأصلحت وتبددت ربما في كل لحظة، في أماكن بعيدة ... حيث تستمر الحركة وستستمر في دمج مجموعات من المادة، حتى أنهم حصلوا على بعض الترتيبات التي يمكنهم المثابرة فيها؟ " دينيس ديدرو، رسالة عن المكفوفين.

هل نظرية الكون المتعدد خيال علمي أم حقيقة علمية؟ يمكن أن توجد أكوان موازية، سواء تمكن علماء الكون من إثبات ذلك أم لا. علم الفلك يدرس موضوع الأكوان المتعددة وكذلك علم الكونيات الكوسمولوجيا ويتكون الكون المتعدد من عدة أكوان منفصلة ومتميزة، والسؤال هو هل نعيش في كون متعدد؟ لقد فكر الحالمون في اليقظة ومؤلفو الخيال العلمي في الأكوان الموازية وطالما وصف العلماء أكواننا متجاورة ومتباعدة ومتداخلة ومتوازية لكنها تظل غامضة ومحض خيال. يحتوي كوننا على كل ما نعرفه - من الكواكب والنجوم والمجرات إلى المكان والزمان نفسه. وهو حقًا مذهل في الحجم، ويمتد على حوالي 93 مليار سنة ضوئية، وفقًا لتقديرات علماء الفلك. هذا أكثر مما يمكن أن يأمل جنسنا في استكشافه. ولكن ماذا لو لم يكن كوننا هو الوحيد؟ ماذا لو كانت الأكوان البديلة تتنقل على طول المدى الزمكاني دون أن يتم اكتشافها، "بجوار" عالمنا؟ يسمي علماء الكونيات هذه الفكرة بالكون المتعدد، وهناك سبب وجيه للنظر في هذا المفهوم. في الواقع، يعتمد العديد من أفضل النماذج العلمية لإنشاء كوننا في الواقع على وجود كون متعدد. نظريات تشير إلى أكوان بديلة لم يتم دفع فكرة الكون المتعدد إلى المجتمع من قبل كتّاب الخيال العلمي الخياليين فحسب، بل ولدت من مبادئ أخرى، مثل نظرية الأوتار وميكانيكا الكموم. حتى نظرية التضخم الكوني، التي تقع في قلب الأفكار الحالية لعلماء الفلك حول كوننا، تتنبأ بوجود كون متعدد. قد يعج الكون المتعدد بأكوان أخرى متطابقة تقريبًا مع كوننا - أو قد تكون مختلفة بشكل لا يمكن تصوره. في كلتا الحالتين، تفتح عوالم الأكوان المتوازية العديد من الاحتمالات المثيرة للاهتمام (والمحيرة للعقل). كما تصور العديد من المؤلفين على مر السنين، إذا كان هناك أكوان أخرى لا حصر لها، فهناك على الأقل بعض الأكوان التي تحتوي على أشباه أو نسخ من نفسك. لكن هذه النسخ البديلة منك قد تواجه أيضًا حقيقة فيزيائية مختلفة تمامًا، لأن قوانين الطبيعة ليست بالضرورة هي نفسها لكل كون. الأنواع الأربعة من الأكوان المتوازية وفقًا لعالم الرياضيات وعالم الكونيات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ماكس تغمارك Max Tegmark، يمكن أن يأتي الكون الموازي بأربع نكهات مختلفة. لا يمكن أن يكون للكون الموازي شيء جديد نوعيًا ومختلفًا عن كوننا. يمكن أن يكون للكون الموازي قوانين أساسية مختلفة تمامًا للفيزياء. يمكن أن يكون للكون الموازي نفس القوانين الأساسية للفيزياء، لكنه بدأ بشروط أولية مختلفة. يمكن أن يكون للكون الموازي نفس القوانين الأساسية للفيزياء، لكن بلوائح داخلية فعالة مختلفة. رفض العديد من العلماء فكرة الكون المتعدد على مر السنين بسبب حقيقة واحدة بسيطة: إذا لم تتمكن من مغادرة كوننا، فلا توجد طريقة لإثبات وجود أي أكوان أخرى. ومع ذلك، لا يتفق الجميع مع هذه الفرضية، نحتاج لدليل على وجود كون متعدد فكيف نثبت أننا نعيش في كون متعدد؟ إذا اصطدم كوننا بآخر، فسيقدم بعض الأدلة - رغم أنه من غير الواضح ما إذا كنا سنبقى على قيد الحياة لدراسته. وقد اقترح بعض المنظرين أن الأكوان المتصادمة يمكن أن تترك بقعًا باردة أو نقاطًا ساخنة على الخلفية الكونية الميكروية (CMB)، الشفق اللاحق للانفجار العظيم. إذا كان الأمر كذلك، يجب أن نكون قادرين على اكتشاف تلك البقع من خلال عمليات مسح السماء المتقدمة. قد توفر موجات الجاذبية - تموجات في نسيج الزمكان - دليلاً يدعم نظرية التضخم الكوني. تتنبأ النظرية بأن موجات الجاذبية المتبقية من الانفجار العظيم يمكن أن تضع تجعيدات صغيرة في CMB، والتي تبحث عنها بعض التلسكوبات بنشاط اليوم. إذا تمكن الباحثون من اكتشاف مثل هذه التجاعيد في الخلفية الأحفورية الميكروية الإشعاعية المنتشرة CMB - كما اعتقدوا في عام 2014 - فقد يؤدي ذلك في النهاية إلى تعزيز الدعم لفكرة وجود شخص آخر هناك، يمارس حياته اليومية في عالم بديل، مما يثبت صحة كتاب الخيال العلمي مرة اخرى. أو ربما لا. ربما ليس لدينا عدد لا يحصى من الأقارب الكونيين. وربما هذا ليس بالأمر السيئ.

 مصطلح "الكون المتعدد multivers " استخدم لأول مرة في 1895 من قبل عالم النفس الأمريكي وليام جيمس William James في سياق الأخلاق: "الطبيعة المرئية هي فقط اللدونة واللامبالاة، كون أخلاقي متعدد، إذا جاز التعبير، بدلاً من كونًا أخلاقيًا واحداً"، كما كتب وليام جيمس. اليوم، دخلت المذهب الجديد مفردات بعض علماء الفيزياء النظرية ولكن بمعنى مختلف جذريًا، في إشارة إلى وجود الكون بالمعنى المادي والحقيقي للمصطلح. حاول أرسطو في كتابه الميتافيزيقيا إثبات وحدة الكون – وهي حجة تم تناولها بشكل ملحوظ في القرن التاسع من قبل عالم الرياضيات ثابت بن قرة ومعلقين آخرين. لكن في العصور الوسطى بدأت الأصوات تتحدى العقيدة الأرسطية. تساءل الغزالي في الشرق وجون دونس سكوت Jean Duns Scot في الغرب عما إذا كان الله قد خلق "أفضل ما في كل العوالم الممكنة"، معترفًا ضمنيًا أنه كان بإمكانه خلق أكوان أو عوالم أخرى. إن الإدانة الصادرة في عام 1277 من قبل أسقف باريس إتيان تيمبير Étienne Tempier  ضد 219 اقتراحًا فلسفيًا ولاهوتيًا من ذوي الإلهام الأرسطي أو الرشدي ( نسبة لإبن رشد) شجب بشكل خاص فكرة تفرد العالم، لأن ذلك، وفقًا له، يأتي على عكس القدرة الإلهية المطلقة. . في مقالاته وأبحاثه عن الثيوديسية Essais de théodicée  التي نُشرت عام 1710، تخيل جوتفريد فيلهلم لايبنيز Gottfried Wilhelm Leibniz أنه يمكن أن يكون هناك عدد لا نهائي من الأكوان مزودة بقوانين طبيعة مختلفة، شريطة ألا تؤدي إلى تناقضات منطقية. ومع ذلك، فإن حجة لايبنيز تصطدم بالعائق الفلسفي الذي طرحه أرسطو بالفعل فيما يتعلق بمفهوم اللانهاية "الحالية" - والتي ستتحقق فعليًا في الطبيعة - مقابل فكرة اللانهاية "المحتملة". - التي يمكن أن توجد فقط كخيال مفيد للفكر، بدون نظير مادي أو فيزيائي • وفقًا للتقليد الأرسطي، قدر لايبنيز أن عددًا لا نهائيًا من الأكوان المتماسكة منطقيًا لا يمكن أن تكون "في الواقع" حتى من قبل إله كلي القدرة dieu omnipotent، وأن هذا الأخير كان سيختار العالم الحالي على أساس معيار كونه "الأفضل". le meilleur possible إن الرد المذهل على الصراع الصارخ بين التصور اللايبنيزي لكون واحد، الذي يُفترض أنه أفضل ما يمكن، والواقع التاريخي الذي لا يتوقف أبدًا عن إثبات العكس، ليس بأي حال من الأحوال نظامًا فلسفيًا، بل نظامًا ماديًا، فيزيائي -رياضياتي physico-mathématique، تروق للمفارقة الظاهرة لـ "الضبط الدقيق réglage fin " للمعلمات والمعايير الكونية paramètres cosmologiques والتفسير المحتمل لهذا من حيث الكون المتعدد المادي multivers physique أو التعدد الكوني الفيزيائي.

 الهشاشة الظاهرة للكائنات الحية:

 اعتبر عالم الفيزياء الفلكية البريطاني مارتن ريس Martin Rees أنه في عالم به قوانين فيزيائية تعسفية، كانت ظروف ظهور الحياة غير محتملة للغاية، لأنها تتطلب ضبطًا دقيقًا للغاية بين قيم ستة ثوابت عالمية وظروف ظهور الهياكل المعقدة مثل تلك الموجودة في الكائنات الحية. وبحسب قوله فإن هذه الأرقام الستة هي: - عدد أبعاد الفضاء ؛ فمنذ عام 1917، جادل بول إهرنفست Paul Ehrenfest جادل بأن الحياة - كما نعرفها على أي حال - يمكن أن توجد فقط في الزمكان الرباعي الأبعاد، وإلا فإن الأنظمة الذرية والكواكبية ستكون غير مستقرة - النسبة بين شدة تفاعل الجاذبية والتفاعل الكهرومغناطيسي الذي يعتمد عليه تكوين النجوم جزء من الطاقة الكتلية للنواة الذرية أطلق في التفاعلات النووية، ويسمح للنجوم بتكوين ذرات ثقيلة عن طريق الاندماج ؛ قيم الثابت الكوني والكثافة الكلية للمادة -الطاقة في الكون، والتي تنظم معدل التوسع الكوني ؛ - الجزء من الكتلة -الطاقة masse-énergie لعنقود من المجرات، المطلوب لتفريقها ثقاليًا، والذي يعتمد عليه التوزيع الواسع النطاق للهياكل الفلكية. وفقًا لريس، فإن أي انحراف، مهما كان صغيراً، عن القيم التي تمتلكها هذه الثوابت العالمية في كوننا من شأنه أن يمنع ظهور الكائنات الحية. حتى لو كان بإمكان المرء مناقشة هذا الاختيار المحدد لستة ثوابت أساسية لتقييد مظهر الحياة، تظل الحقيقة أن أي اختلاف لعدد معين من الثوابت في الفيزياء (مثل مضاعفة كتلة البروتون) غير مواتية له، وقد سبق وريس في هذا الاتجاه باحثين مثل روبرت ديك Robert Dicke أو براندون كارتر Brandon Carter  أو جون بارو John Barrow. والذين طوروا مفهوم "المبدأ الكوني الأنثروبي principe anthropique cosmologique «، والذي بموجبه لا يمكن للحياة أن تظهر إلا في كون قوانينه الفيزيائية قريبة جدًا من تلك التي تسود في عالمنا. نظرًا لأن هذه القوانين تستند إلى ثوابت عالمية ثابتة بمرور الوقت، فإن هذا يعني أن مجموعة محدودة للغاية من الشروط الأولية هي فقط مواتية لتطوير التعقيد la complexité. هذه مفارقة، على الأقل ظاهرياً، تسمى "الضبط الدقيق" للبارامترات الكونية. Réglage fin des paramètres cosmologiques. أول تبرير ممكن هو "التصميم الذكي" dessein intelligentفي هذه الحالة اعتناق أطروحة الروح الإبداعية الخلاقة Esprit Créateur التي كانت ستختار بحكمة وبدقة شديدة ضمن مجموعة لا نهائية من القيم الأولية المحتملة تلك التي تسمح بوجودنا. على الرغم من أن هذا المنطق يستند إلى نتائج ذات طبيعة فيزيائية، فإن نفس هذا المنطق يتضمن أو ينطوي على وجود إله خالق هو من ضبط المعايير الكونية وهذا ليس بأي حال من الأحوال تفسيرًا علميًا (إنه ليس حتى ليس تفسيراً لاهوتًا جيدًا.). بشكل عام، يوضح تاريخ العلم أن تقدم المعرفة يسقط بشكل منهجي جميع أنواع التفكير النهائي finaliste - الحالة الأكثر إقناعًا هي حالة نظرية الانتقاء الطبيعي، والتي وفقًا للبنى المعقدة التي لوحظت في النباتات والحيوانات هي نتيجة الطفرات العشوائية mutations au hasard وهي نتيجة عمل حرفي هاوي bricolage ناجح، وليس اختراع أو تصميم مبرمج. قامت نظرية تشارلز داروين بتفكيك "حجة الساعة" التي اقترحها القس الإنجليزي ويليام بالي William Paley في عام 1802، والتي وفقًا لها، أظهرت الساعات، مثل النباتات والحيوانات، من خلال بنائها المعقد تصميمًا تصوره ذكاء متفوق. une intelligence supérieure لذلك اقترح الباحثون في الفيزياء الأساسية physique fondamentale تفسيرًا آخر للضبط الدقيق، والذي وفقًا له يكون كوننا الخاص جدًا مجرد إدراك أو إنجاز عشوائي ضمن مجموعة كبيرة جدًا، بل وحتى لانهائية من الأكوان "المتوازية d'univers « parallèles " التي تجمع جميع الاختلافات والتنويعات الممكنة لثوابت الطبيعة: التي تفرز كونناً تعددياً ، سنجد أنفسنا في هذا الكون المرئي الذي نعيش فيه و الذي يبدو مميزًا جدًا بالنسبة لنا فقط لأنه الوحيد الذي يجمع ظروف وجودنا. لم يعد هذا تفكيرًا لاهوتيًا بل تفكيرًا علميًا، حتى لو كان قائمًا على نظريات فيزيائية أساسية لا تزال قيد التطوير ولم يتم اختبارها تجريبيًا. يعتمد حل المفارقة هناك على تأثير اختيار النوع "الأنثروبي الضعيف" de type anthropique faible " حيث تتلاشى الصدف المزعومة في كون متعدد عادي. مع هذا النجاح المعرفي الواضح، اكتسب مفهوم الأكوان المتعددة شعبية كبيرة، كما يتضح من الأعمال الشعبية العديدة التي كتبها باحثون مشهورون روجوا لها (ميشيو كاكو Michio Kaku، وألكسندر فيلينكين Alexander Vilenkin، وستيفن هوكينغ Stephen Hawking، وبريان غرين Brian Greene)، إلى حد إحداث بعض الخراب الفلسفي في دوائر فكرية معينة، لم يتدرب سوى القليل منها على الانضباط الصارم في العادة للفيزياء النظرية. والحال، حتى لو بدا قادرًا على حل مفارقة الضبط الدقيق réglage fin، لا تثبت الحجة البشرية الأنثروبية الضعيفة الوجود الحقيقي للكون المتعدد. ليس لأن كوننا منظم بدقة يجب أن يكون بالضرورة جزءًا من مجموعة من الأكوان الأخرى. قد تكون المبادئ الفيزيائية التي تم تجاهلها حتى الآن تزيد بشكل كبير من احتمالية أن يكون الكون فريدًا، بينما لا يزال يمتلك للوهلة الأولى الخصائص غير المحتملة التي نلاحظها - كما هو الحال في لعبة النرد المزورة حيث تسجل جميع أسطح النرد الرقم ستة. هذا هو السبب الذي دفع العديد من الباحثين إلى البحث عن نظرية أساسية حقيقية لكل شيء Théorie du Tout ، والتي من شأنها أن تثبت قوانينها أن كونًا مثل كوننا فريد من نوعه لأنه لا مفر منه ... وهذا سيشكل بلا شك الإجابة الأكثر اقتصادا وأناقة على السؤال الشهير الذي طرحه ألبرت أينشتاين: "هل كان لدى الله خيار عندما خلق الكون؟" " لكن كما رأينا، فإن نظرية كل شيء بعيدة عن متناولنا حاليًا، وربما تظل كذلك لفترة طويلة قادمة، أو حتى يمكن ألا توجد في مكان آخر غير حلم الفيزيائيين الباحثين عن التوحيد. يمكننا أن نؤمن بها ونأمل في تحقيقها أو الوصول إليها يومًا ما، ولكن في غضون ذلك، بسبب عدم وجود أي شيء أفضل، لدينا الحق في أن نأخذ على محمل الجد العدد المتزايد من الباحثين الذين يعتبرون أن الكون المتعدد يفسر مشكلة الضبط بشكل أفضل من نظرية كل شيء الافتراضية. التبريرات المادية الفيزيائية للكون المتعدد: Les justifications physiques du multivers

 يبدو أن مفهوم الكون المتعدد يتدفق بشكل طبيعي من عدة نماذج مستخدمة الآن في فروع مختلفة من الفيزياء الأساسية. قائمة شاملة لجميع أنواع الأكوان المتعددة ستكون خارج نطاق هذا الفصل لأنها تحتاج لعدة كتب لشرحها. سأقتصر هنا على ذكر خمسة منها، مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، وسأقوم بشرح نشأتهم بإيجاز. الأكوان المتعددة لميكانيكا الكموم في تفسير إيفريت Everett لميكانيكا الكموم، فهذاالأخير،تاريخياً هو أول نظرية في الفيزياء المعاصرة تدرس بجدية وجود عوالم متعددة de mondes multiples، وذلك بفضل التفسير الذي اقترحه هيوغ إيفريت Hugh Everett في عام 1957 للانتقال بين المستويين المجهري والماكروسكوبي للنظام أثناء "اختزال دالة الموجة réduction de la fonction d'onde "، بمعنى آخر للقياس. لنتذكر أنه في ميكانيكا الكموم تكون الحالة العامة للنظام عبارة عن تراكب لحالات superposition d'états تتأثر باحتمالات مختلفة، يتم وصف الكل بدالة موجية يحكم تطورها الزمني معادلة شرودنغر Schrodinger، والتي هي قابل للعكس وحتمية. وأشهر مثال على ذلك هو قط شرودنغر المحبوسة في صندوق مرتبط بقنينة من السم ومقيداً بتفكك ذري لنواة مشعة. قبل أي قياس، تثبت الدالة الموجية للقطة أن حالة الحيوان هي تراكب بين حالة "قطة ميتة" وحالة "قطة حية" في آن واحد مع احتمالات متطابقة. بعد القياس، يبدو أن "المسلم به" هو أن الحالة العيانية للقطة هي فقط إما ميتة أو حية. بعبارة أخرى، دمر قياس النظام تراكب الحالات وخفض أو اختزل دالة الموجة إلى حالة كلاسيكية واحدة. هذا على الأقل هو التفسير المعتاد لميكانيكا الكموم، استنادًا إلى مدرسة كوبنهاغن، والتي لا تذهب دون طرح بعض الصعوبات المعرفية لأن عملية القياس تدخل عدم انعكاس ينتهك الحتمية المتأصلة في معادلة شرودنغر، وهي خاصية تسمى القابلية للانعكاس الدقيق أو التوحيدية.  microréversibilité ou unitarite في تفسير إيفريت، لا يقلل القياس بأي حال من الأحوال من دالة الموجة إلى حالة واحدة ؛ على العكس من ذلك، كل الحالات الممكنة تستمر في الوجود، لكن في أكوان منفصلة. في الحالة البسيطة جدًا للقطة، فإن هذا الأخيرة ميت بالفعل في أحد الأكوان (على سبيل المثال، المكان الذي يوجد فيه الراصد الذي أجرى القياس)، ولكنها حية تمامًا في كون آخر. وهكذا، عند كل قياس، يتم إنشاء العديد من الأكوان كلما كانت هناك حالات متراكبة في دالة الموجة قبل القياس. في الأكوان المتعددة على غرار إيفريت، هناك دالة موجية واحدة فقط تتطور بطريقة وحدوية، دون أن تتفرع. من ناحية أخرى، بالنسبة لكل مراقب يتحرك في كون معين، تنقسم الدالة الموجية بشكل لا رجعة فيه مع كل قياس يتم إجراؤه. يقدم هذا الكون المتعدد الكمومي بالتالي بنية شجرية، على غرار التفرع الشجري، حيث يزداد عدد العوالم التي يتم إنشاؤها باستمرار بمرور الوقت، بينما تظل محدودة. كما يبدو محيرًا، فإن تفسير إيفريت أكثر تحفظًا من تفسير كوبنهاغن، من حيث أنه يأخذ افتراضات نظرية الكموم في ظاهرها، ولا سيما من خلال الحفاظ على خاصية الوحدة. الكون المتعدد لعلم الكون التضخمي: Le multivers des cosmologies inflatoires

 يعتمد النموذج القياسي لعلم الكونيات النسبي على حل متجانس مكانيًا ومتناحيًا homogène   et isotrope لمعادلات آينشتاين، ويتم تنفيذه بواسطة مرحلة أولية افتراضية من التوسع السريع للغاية، المعروفة بالتضخم l'inflation. لا توجد نظرية حقيقية متماسكة للتضخم، ولكن هناك مجموعة من "السيناريوهات" تؤدي إلى تنوع كبير في النماذج والمعلمات والمعايير القابلة للتعديل التي تجعل من الممكن تفسير أي بيانات كونية تجريبية. بشكل عام، تفترض سيناريوهات التضخم وجود حقل أو مجال طاقة ذو ضغط سلبي قوي يسمى التضخم "inflation"، وهو مشابه لشكل من أشكال الفراغ الكمومي vide quantique ، والذي وجد لفترة وجيزة في وقت مبكر جدًا من تاريخ الكون (عادةً في الجزء I0-35  من الثانية الأولى، قد يسرّع بشدة تمدد عامل القياس من خلال إعطائه معدلًا أسيًا. على وجه الخصوص، كان هذا من شأنه أن يجعل منطقة الفضاء حيث نتواجد، تنمو بعامل لا يقل عن 1026، أو حتى أكثر حسب النماذج، والتي تتوافق مع القيمة المنخفضة جدًا للانحناء المكاني و التجانس الكبير للخلفية الكونية المنتشرة. بالإضافة إلى ذلك، خلال مرحلة التضخم، يتم تضخيم التقلبات الكمومية للفراغ وإحضارها إلى المقاييس العيانية أو النطاقات الماكروسكوبية، حيث تفقد طابعها الكمومي. يمكن بعد ذلك تكثيف عدم التجانس الناتج عن الفراغ تحت تأثير الجاذبية، مما يؤدي إلى ظهور الهياكل المرصودة. هناك المئات من نماذج التضخم. في سيناريو "التضخم الفوضوي inflation chaotique " الذي اقترحه أندريه ليندي Andrei Linde عام 1983، لم تحدث عملية التوسع بشكل متجانس في الفضاء؛ من مكان إلى آخر، أدى التضخم إلى توسيع التقلبات الكمومية للفراغ إلى فقاعات عملاقة، وهي نظرية الأكوان- الفقاعات، فكل فقاعة عبارة عن كون، ويمثل كوننا المرئي جزءًا صغيرًا فقط من إحدى هذه الفقاعات. أما بالنسبة للأكوان الفقاعية الأخرى univers-bulles، فيمكنها أن ترث جميع الخصائص الفيزيائية الممكنة والتي يمكن تخيلها، بسبب الطبيعة العشوائية والمتقلبة للفراغ الكمومي: فقاعات في حالة توسع وانكماش أوتقلص، وأخرى في حالة توسع دائم، بعضها مليء بالنجوم، ,أخرى "فارغة"، أو مليئة بالإشعاع فقط، أو بثقوب سوداء، إلخ. في "التضخم الأبدي inflation éternelle "، تكون التقلبات الكمومية في مجال التضخم كبيرة بما يكفي لتسبب انتقال مناطق مختلفة من الكون من حالة فراغ إلى أخرى، ومن هنا جاءت فكرة التضخم الكوني الأبدي حيث تخرج المناطق التي تخضع لتقلبات منخفضة من آلية التوسع الأسي والاستقرار (ستكون هذه حال منطقتنا)، بينما في عدد لا حصر له من المناطق الأخرى يستمر التوسع الأسي إلى أجل غير مسمى، ويتم تشكيل فقاعات منفصلة بشكل كبير عن بعضها البعض، ولكل منها قوانينها الفيزيائية الخاصة. الكون المتعدد المتضخم الناتج على هذا النحو هو لانهائي ويؤدي إلى بنية كسورية شبيهة بالشجرة structure fractale arborescente من الأكوان التي يكون لكل منها سلف واحد فقط: ألا وهو الفراغ البدائي le vide primordial. لاحظ أن الافتراضات اللازمة لتطوير التضخم الأبدي لم يتم التحقق منها بدقة.

 الكون المتعدد لنظرية الأوتار: Le multivers de la théorie des cordes

 أذكر بإيجاز شديد أن نظريات الأوتار المختلفة، وكذلك النظرية القصوى المحتملة أو الميتانظرية métathéorie وهي النظرية M-theory (M) التي من المفترض أن تشملها جميعًا، تتطلب من ناحية أن الزمكان، الموصوف تقليديًا باستخدام ثلاثة أبعاد مكانية و وبعد الزمني، يكتسب عددًا معينًا من الأبعاد المكانية الإضافية، ومن ناحية أخرى، يستدعي تكامل التناظر الفائق لوصف الجسيمات الأولية المختلفة وتفاعلاتها.

كما يتطلب الإدراك "الفعال" لنظرية الأوتار في الزمكان الفيزيائي وجود حالات مستقرة أو فوق مستقرة أو غير مستقرة للفراغ الكمومي. حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم يكن أي منها معروفًا، إلى أن بدأ رافائيل بوسو Raphael Bousso وجوزيف بولشينسكي Joseph Polchinski في اكتشاف مدى حلول نظرية الأوتار من خلال إظهار التنوع الشديد في الحدود الدنيا المحلية الفراغات المحتملة، المقابلة للأكوان غير المستقرة. تم اقتراح آليات تثبيت الفراغ من قبل العديد من النظريين، الذين وجدوا أن جميع الفراغات التي تصف الأكوان المتوسعة بشكل كبير كانت قابلة للاستقرار واستقرت في النهاية في فقاعات- أكوان ذات خصائص فيزيائية موحدة. وقدر عدد هذه الفراغات بحوالي 10500، إن لم يكن أكثر من ذلك بكثير. ثم طور ليونارد سسكيند Leonard Susskind سيناريو "المشهد الكوني paysage cosmique "، بناءً على دراسة انتقالات الطور بين الفراغات المختلفة لنظريات الأوتار. المشهد الكوني يعني هنا مجموعة هائلة من الفراغات المزودة عمليا بكل قيمة يمكن تخيلها. في مناطق معينة من المشهد هناك "فراغات" يمكن مقارنتها بـ "السهل" بارتفاع صفري، تكون الفراغات متماثلة للغاية ويكون الثابت الكوني صفرًا تمامًا (وهو ما يتعارض مع الملاحظات الرصدية في كوننا المرئي). لكن هذه الفراغات مستقرة بشكل هامشي ويمكن أن تكون متحمسة؛ بالابتعاد عن السهل، نجد الوديان والتلال حيث ينكسر التناظر الفائق. الوديان هي حدود دنيا محلية تقدم طاقة الفراغ الخاصة بها، في مثل هذا العدد بحيث يوجد بالضرورة واحدة على الأقل يمكن أن تتوافق مع القيمة الملاحظة اليوم للثابت الكوني الكوسمولوجي. ولكن، وفقًا لسسكيند وأتباعه، فإن جميع الحدود الدنيا المحلية هي أكوان مادية فيزيائية في حد ذاتها، ومن هنا فإن الأكوان المتعددة الشاسعة للغاية، وإن لم تكن غير محدودة، مرتبطة بمشاهد نظريات الأوتار.

 الكون المتعدد للجاذبية الكمومية الحلقية: Le multivers de la gravité quantique à boucles

 لقد أكدت بالفعل عدة مرات أنه في النسبية العامة الكلاسيكية وفي ظل فرضيات عامة للغاية، فإن القوانين التي تحكم مصير المادة داخل الثقوب السوداء تؤدي حتما إلى حيث يصبح الانحناء والكميات أو القيم الفيزيائية الأخرى لانهاية. الشيء نفسه ينطبق على نماذج علم الكونيات مما يؤدي إلى الفرادة الثقالية singularité gravitationnelle خلال الانفجار العظيم البغ بانغ ومع ذلك، قبل الوصول إلى التفرد أو الفرادة، لا يمكن وصف الدينمايك الصحيح، إلا من خلال نظرية كوانتية أو كمومية للجاذبية théorie quantique de ­

la gravitation   أو بواسطة علم الكونيات الارتدادي غير الكمومي cosmologies à rebond non quantique في وقت مبكر من الستينيات، تكهن جون ويلر John Wheeler وبرايس ديويت Bryce DeWitt ، أن من المتوقع أن تعكس تأثيرات الجاذبية الكمومية الانهيار وتوليد التوسع. وبالتالي، لن ينتهي الزمن في التفردات، وستكون هناك مناطق جديدة من الزمكان في حالة التوسع في مستقبل ما يمكن أن يكون من الناحية «الكلاسيكي حالة فرادة. أعطت الجاذبية الكمومية الحلقية أساسًا صلبًا نسبيًا لهذه التخمينات. إن الإنهيار الثقالي يتوقف قبل الفرادة بسبب وجود تفاعل طارد شديد يتجلى فقط على مقياس بلانك يؤدي إلى ارتداد إلى حالة إنهيار. يمكننا نمذجة هذا، بافتراض أن الانفجار العظيم الخاص بنا هو إعادة ارتداد في كون مضيف أوسع بثير، وأنه يوجد في كل ثقب أسود انفجار كبير، أي كون جديد، نوع من طائر الفينيق phénix الذي يولد من جديد من رماده. بدأ الفيزيائي الأمريكي لي سمولين Lee Smolin من قناعة في التطور؛ مما دفعه إلى التفكير في أجيال من الأكوان وأضاف فرضية داروينية بحتة: في كل انفجار كبير جديد، تتغير قيم الثوابت الأساسية بشكل كبير. وعلى نحو عشوائي، لكن قليلًا جدًا - تمامًا كما هو الحال في الكائنات الحية، تختلف جينات الأطفال قليلاً جدًا عن جينات الوالدين. هذه المقدمات تجعل من الممكن بناء نظرية تطورية للكون يكون فيها كون مثل كوننا سينتج حتمًا في يوم أو آخر، لأن الكون سوف يتطور وفقًا لقوانين الانتقاء الطبيعي على أساس نجاح التكاثر البسيط. كون ينتج الكثير من الثقوب السوداء، والكون الذي ينتج الكثير من الثقوب السوداء هو كون خصب. سيكون لجميع المتحدرين منه معايير متشابهة جدًا والتي ستؤدي إلى ثقوب سوداء أكثر أو أقل، وبالتالي إعادة إنتاج نفسه أو يتكاثر أكثر أو أقل. وبالتالي يتم تعزيز إنتاجية الثقب الأسود عبر الأجيال. وفقًا لبعض التقديرات، تحدد الثقوب السوداء النجمية أو المجرية البدائية نوع الكون الذي يحتويها، فإن كوننا يحتوي على 1018 ثقبًا أسود على الأقل؛ لذلك كان سينتج أكبر عدد من الأكوان الأطفال. يشبه الكون المتعدد الذي يتكون من الثقب الأسود شجرة عائلة غير محدودة مؤقتًا، حيث يكون لكل كون سلف ونسب.

 الكون الرياضاتي المتعدد: Le multivers mathématique

 بدءًا من مسلمة تقول بأن كوننا المادي هو بنية رياضياتية، افترض عالم الكونيات الأمريكي من أصل سويدي ماكس تيغمارك Max Tegmark أن جميع الهياكل الرياضياتية هي أكوان حقيقية جدًا. هذا يعني أن العناصر الأساسية للواقع لن تكون المكان، ولا الزمن، ولا الجسيمات الأولية وتفاعلاتها، ولا حتى الفراغ الكمومي، ولكن الإطار الرياضياتي الأكثر عمومية والذي تندرج فيه جميع نظريات الفيزياء الأساسية كحالات خاصة جدًا. من الواضح أنه نموذج الأكوان المتعددة الأكثر تخمينًا وربما الأغنى، والذي يحتوي على وجه الخصوص على جميع الأكوان المتعددة المذكورة سابقًا. ومع ذلك، في مواجهة الصعوبات التي ينطوي عليها تحديد البنية الرياضياتية بشكل صحيح، ومع الأخذ في الاعتبار عدم اكتمال النظم البديهية التي تظهرها نظرية غوديل عن اللاتكاملية l'incomplétude، قام تيغمارك لاحقًا بتقييد اقتراحه لكون متعدد رياضياتي إلى مجموعة (لا نهائية دائمًا) من الأكوان القابلة للحساب، والتي تتوافق مع جميع الهياكل الرياضياتية التي لا تحتوي على اقتراح غير قابل للتقرير بمعنى الذي قصده غوديل .

هل يمكننا إثبات الكون المتعدد؟ Peut-on prouver le multivers ?

` إنهم لا يسعون إلى بناء نظريات وأسباب لتفسير الحقائق المرصودة، لكنهم يبحثون عن الحقائق لإدخالها في بعض النظريات والآراء الخاصة بهم، وهم يسعون فقط إلى استيعابها. وهم يستمدون قناعتهم ليس من الحقائق، بل من المنطق. أرسطو: دراسة عن السماء

لقد رأينا للتو أن الأساليب المتنوعة للغاية في الفيزياء الأساسية تشير، بشكل عام تقريبًا، إلى أكوان متعددة تحتوي على عدد كبير جدًا، بل وحتى لانهائي من الأكوان. في كل من هذه النظريات، سيكون من الضروري إضافة قيود صارمة لتقليل عدد الأكوان المحتملة إلى واحد، في حين أن النظريات المعنية، خالية من هذه القيود، تكون أكثر "نقية" وأكثر أناقة، حتى لو كانت يتم الحصول على البساطة الوجودية على حساب وفرة من الأكوان المتميزة. تكشف هذه النظريات أيضًا عن أكوان متعددة ذات أشكال متنوعة للغاية: في الأكوان المتعددة للتضخم الفوضوي le multi­ vers de l'inflation chaotique تكون الأكوان المختلفة مفصولة عن بعضها بمسافات هائلة ؛ في نظرية الأوتار، تتكشف وتنتشر في أبعاد إضافية للفضاء ؛ في نظرية الجاذبية الحلقية، تتبع بعضهما البعض وتتعاقب على مر الزمن، مفصولين بمراحل ارتداد، وفي ميكانيكا الكموم، على غرار إيفريت، يتباعدون على طول خطوط زمنية مختلفة بينما يتعايشون في نفس المكان. ومع ذلك، إذا كنا راضين عن البحث عن حل لمشكلة الضبط الدقيق المذكورة أعلاه، فلا داعي للقلق بشأن هذه التفاصيل الدقيقة: في هذا المستوى، تكون جميع الأكوان المتعددة متكافئة إلى حد ما. حقيقة أن عددا من النظريات الحديثة في الفيزياء الأساسية (ولكن ليس الكل) يتنبأ بشكل أو بأن نوعًا ما من الأكوان المتعددة تضيف مصداقية إلى وجودها الفعلي؟ نود أن نصدق ذلك إذا تذكرنا أن النظرية البحتة قد تنبأت بشكل متكرر بظواهر لم نشاهدها من قبل. وغالبًا ما يُستشهد بمثال البوز يترون positron، الجسيم المضاد للإلكترون. الذي تنبأ به في عام 1928، بول ديراك وصاغ المعادلة النسبية التي تصف الإلكترون ووجد أنها اعترفت بالحلول الرياضياتية التي يتوافق جزء منها فقط مع الإلكترون، في حين أن الجزء الآخر لا يبدو منطقيًا. في عام 1931، انتهى به الأمر إلى إعطائها معنى فيزيائيًا من خلال اقتراح وجود جسيم جديد، وهو الإلكترون المضاد. تم اكتشاف الأخير في الواقع في العام التالي في الأشعة الكونية. تم التنبؤ أيضًا بأشياء أخرى في الفيزياء مثل النيوترينوات والنجوم النيوترونية والثقوب السوداء وموجات الجاذبية أو بوزون هيغز إنجليرت Higgs-Englert  قبل أن يتم الكشف عنها من خلال الملاحظة. أو التجربة. ومع ذلك، بالمقارنة مع الحالات السابقة، فإن حالة الكون المتعدد تطرح مشاكل محددة في النظام المعرفي. الأول هو إمكانية التحقق منه. من الواضح أن الدليل المباشر على وجود كون متعدد بعيد المنال في الوقت الحاضر، لكن هذا ليس اعتراضًا قاتلاً. كان هذا هو الحال أيضًا لفترة طويلة بالنسبة للثقوب السوداء، التي اعتمد وجودها فقط على أدلة غير مباشرة، حتى تم الكشف عنها مؤخرًا (في نهاية عام 2015) عن طريق موجات الجاذبية المنبعثة من اندماج أزواج من الثقوب السوداء، متبوعة بأول صورة تلسكوبية للثقب الأسود فائق الكتلة M87 * تم تسليمها في أبريل 2019. الدليل غير المباشر ممكن أيضاً. أندريه ليندي Andrei Linde هو أول فيزيائي اقترح نموذجًا دقيقًا نسبيًا للكون المتعدد. كما ذكرت بإيجاز أعلاه، فإن الفكرة الأساسية لعلم الكونيات التضخمي la cosmologie inflatoire هي توليد مناطق شاسعة من الفضاء (والتي سيكون كوننا المرئي من بينها ضمن مجموعة فرعية متجانسة متوافقة مع الملاحظات والرصد) ولكنها مستقلة سببيًا، كل منها يتم تزويدها بخصائص فيزيائية مختلفة. للتمييز بين هذه المناطق المتضخمة من الكون بشكل كبير و "الأكوان الأخرى" المفترضة تمامًا والمنفصلة عن بعضها البعض والتي تنبأت بها النماذج الأخرى، أطلق عليها ليند اسم الميني أكوان أو "الأكوان الصغيرة mini-univers " (أو "الكون" للجيب ". univers de poche في هذه الحالة المحددة، المصطلح "الكون المتعدد" ينطبق على جميع الأكوان الصغيرة داخل نطاق الكون الفريد المتضخم بشكل هائل. وهو الكون المطلق أو الكلي. اعتقد الباحثون مؤخرًا أنهم اكتشفوا إشعاعًا متحجرًا في الميكروويف، وهذا الصدى البارد للانفجار العظيم، وآثار الاصطدام بين الأكوان الصغيرة "كما تخيلها ليند" وكوننا المرئي. ومع ذلك، فإن هذه الملاحظات تروق لعدد من الفرضيات والتفسيرات بعيدة المنال بحيث لا تتمتع بدرجة من المصداقية، على الأقل حتى يلغي أحدها أي تفسير بديل (والذي، في رأيي، من غير المحتمل أن يحدث). المشكلة المعرفية الثانية التي تواجه مفهوم الكون المتعدد، وهي بلا شك أكثر خطورة من سابقتها، هي قابليته للدحض. تم تعميق مفهوم القابلية للدحض في الثلاثينيات من قبل فيلسوف العلم كارل بوبر Karl Popper، والذي بالنسبة له، لم يكن المبدأ الذي بموجبه يكون التوافق مع التجربة هو المعيار الوحيد الكافي لحقيقة النظرية العلمية وصلاحيتها وهو مبدأ لن يكون كافيا وحدهً، نظراً لعدم وجود "تجربة حاسمة" لتأكيد البيان. لذلك اقترح بوبر معيار القابلية للدحض بدلاً من معيار القابلية للتحقق ليس لتوصيف الحقيقة، ولكن لبقاء النظرية العلمية: البيان énoncé قابل للتطبيق علميًا فقط إذا كان يتوافق مع ملاحظة أو تجربة من المحتمل أن تتعارض معها. على سبيل المثال، نظرية التطور الداروينية قابلة للدحض: يكفي اكتشاف أرانب أحفورية تعود إلى عصر ما قبل الحقبة الكمبرية Précambrien لإبطالها. وبالمثل، فإن نموذج الانفجار العظيم قابل للدحض: يكفي العثور على نجم أقدم من عمر الكون المحسوب في النموذج. لكن ليس لأن هذين النموذجين لم يتم دحضهما (حتى الآن) أنهما مثبتتان! وبالتالي فإن القابلية للدحض هي طريقة لرفض التصريحات العلمية. والبيانات الأشياء التي لا يمكن مواجهتها بالتجربة. الوضعية كان لموقف بوبر الصارم إلى حد ما فيما بعد تأثير كبير جدًا في فلسفة العلم لدرجة أنه، حتى لو ارتفعت المفاهيم المعرفية الأخرى الأكثر مرونة ضد بوبر، في أذهان العديد من الباحثين الحاليين. يظل عدم قابلية نموذج أو نظرية للدحض إشارة تحذير معرفية. من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن الجدل حول دحض لقد تجاوز الكون المتعدد لنظرية الأوتار المسألة البسيطة المتمثلة في المواجهة العلمية المعتادة والصحية، ليؤدي إلى تبادلات خبيثة وليست مشرفة دائمًا بين علماء الفيزياء البارزين من الآراء المتعارضة • في الواقع، ما تمت مناقشته لم يكن الكون المتعدد في حد ذاته، ولكن الإطار النظري نفسه، أي المشهد الكوني لنظرية الأوتار. ومع ذلك، يمكن ملاحظة أن الأكوان المتعددة التي تختلف اختلافًا كبيرًا عن ميكانيكا الكموم، أو الكوسمولوجيا المتضخمة أو الجاذبية الحلقية لم تتم مناقشتها بشكل خاص فيما يتعلق بدحضها. في فرنسا، يعتبر الباحث أورليان بارو

 Aurélien Barrau مدافعًا قويًا للمفهوم وفقا له، الكون المتعدد العام - لأسباب أكثر فلسفية من كونها تقنية. يجادل بأن أي نظرية للكون المتعدد "مثيرة للاهتمام علميًا" قادرة على عمل تنبؤات حول كوننا، والتي يمكن اختبارها تجريبيًا. إذا نجحت النظرية في الاختبارات، فإنها تكتسب المصداقية والكون المتعدد الذي تتنبأ به أيضًا؛ إذا فشلت، يتم دحضها. بهذا المعنى، يمكن دحض نظريات الكون المتعدد. يبدو أن المنطق مشكوك فيه. أولاً، سيكون من الضروري تحديد الأكوان المتعددة الأكثر "اهتمامًا علميًا" من الأكوان الأخرى - على سبيل المثال تلك التي تضم بالضرورة كونًا مشابهًا تمامًا لكوننا. في هذا الصدد، تم بالفعل حذف بعض النماذج المحددة للغاية من نظرية الأوتار. بعد ذلك، فإن أي دليل تجريبي يمكننا جمعه في كوننا سيكون، بحكم الواقع، دائمًا متوافقًا مع هذا أو ذاك أو مع تلك الأكوان المتعددة "المثيرة للاهتمام علميًا". يبدو بالفعل أنه، مثلما لا يوجد حد لعدد الأكوان المحتملة، لا يوجد حد على ما يبدو لعدد الأكوان المتعددة المحتملة أو الممكنة.

جنون لطيف:

" لا يجب أن تكون في أي مكان، لكي تكون في كل مكان. " ميشيل دي مونتاين، Michel    DE MONTAIGNE, Essais  ابحاث، 1، 8

 في هذه المرحلة من الارتباك، يتساءل المرء لماذا سيتطلب الأمر الكثير من المتاعب لإثبات إمكانية التحقق أو دحض نماذج الأكوان المتعددة. للاستمرار في العمل بهدوء، ألا يكفي تبني الموقف المعرفي الذي دعا إليه فيلسوف العلم بول فييرابند Paul Feyerabend، والذي يتمثل في رفض أي منهج توجيهي؟ وفقًا له، "في الواقع، يتقدم العلم خلال تاريخه باستخدام جميع الأساليب المتاحة لفرض نظرية أو أخرى، بحيث تكون القاعدة المنهجية الصالحة الوحيدة لتحديد تقدم العلم هي "اللاسلطوية المعرفية"، والتي يمكن تلخيصها بالصيغة البسيطة "كل شيء جيد". في هذا الترتيب من الأفكار تم وضع مفهوم الكون الرياضياتي المتعدد. في كتابه عام 1986 حول تعددية العوالم، الفلسفة On the Plurality of Worlds, le philo­

sophe طرح ديفيد لويس David Lewis فرضية "الواقعية النموذجية" réalisme modal، والتي بموجبها توجد جميع العوالم الممكنة بالفعل في شكل أكوان غير متصلة. إنه نوع من ذكريات "مجموعة كل العوالم الممكنة" التي استند إليها لايبنيز ذات مرة. كانت الأسباب التي دفعت لويس إلى الترويج للواقعية الشكلية مختلفة نوعًا ما عن تلك التي قدمها الفيزيائيون عمومًا. تدور عوالم لويس حول إعادة بناء الحس السليم. يقول لويس أننا، في الفطرة السليمة، نتلاعب بالأحكام الشرطية "المخالفة للواقع" - أي الأحكام التي كان من الممكن أن تحدث ولكنها لم تحدث - والتي لها قيم الحقيقة. كيف نفسر قيمة الحقيقة لحكم يقع تحت الفطرة السليمة مثل "لو تركت الزجاج" لكان قد سقط "، عندما لا يتعلق الأمر بشيء يمكن ملاحظته؟ يؤكد لويس أن قيمته تعتمد الحقيقة على العوالم المحتملة الأخرى حيث تم إطلاق الزجاج. هناك بالتأكيد عدد لا نهائي من هذه العوالم، ولكن إذا حددنا "مقياس القرب" بين العوالم المحتملة، فسنقول إنها الحقيقة. أن "الزجاج ينكسر في أقرب العوالم" مما يعطي قيمة الحقيقة للحكم المضاد الذي تم ذكره في البداية. لذلك فإن عوالم لويس المحتملة مبنية ومبنية من حيث القرب لتحليل منطق الفطرة السليمة. لا علاقة لها بالأكوان غير المترابطة للكون المتعدد للفيزياء. وعادة ما يتم تقديم هذا الأخير من حيث عدد الأكوان الكبير بشكل لا يمكن تصوره ولكنه محدود. كما رأينا، فإن عدد الأكوان المرتبطة بنظرية الأوتار الفائقة هو 10500 على الأقل - وهو رقم هائل جدًا إلى جانبه يعتبر عدد الذرات في كوننا المرئي غير مهم. مع تقدم النظرية (على كل حال على المسار الصحيح)، تكتشف المزيد والمزيد من المتغيرات؛ نحن نتحدث بالفعل عن 10100000 ربما هم في النهاية عدد لا حصر له. آلان غوث Alan Guth، أحد آباء نموذج التضخم، مقتنع بذلك: "عندما بدأ التضخم، لم يكن ليخلق كونًا واحداً فقط، بل عدد لانهائي من الأكوان. ." . الواقعية الشكلية التي يدعمها لويس تجلب إلى حيز التنفيذ كل العوالم الممكنة، الكل يقابل ربما لانهاية غير قابلة للعد. أتذكر أن المعدود هو أصغر اللانهائيات الرياضياتية، المقابلة للكاردينال من مجموعة الأعداد الصحيحة. لكن مجموعة الأعداد الحقيقية لها عدد لا نهائي من الرتب الأعلى، غير القابلة للعد • الآن الكون المتعدد ومع ذلك، فإن الكون المتعدد "النهائي الأقصى أو الكلي ultime " الذي دعا إليه تغمارك Tegmark يقع ضمن هذه الفئة الأخيرة. ووفقًا له، فإن جميع الهياكل الرياضياتية ستتحقق من منظور الأكوان الفيزيائية، والتي يمكن تلخيصها من خلال المعادلة البسيطة الرياضيات = الفيزياء Mathématiques = Physique. على سبيل المثال، معادلات نظرية كل شيء (نظرية M أو أي نظرية أخرى يمكن تخيلها) هي مجرد تراكيب رياضياتية من بين أمور أخرى، معقدة بما يكفي لمنحنا الوقت للتفكير فيها. وبالتالي، فإن الكون الرياضياتي المتعدد هو الكون المتعدد "النهائي الأقصى المتسامي الكلي الشامل" لأنه يحتوي بالضرورة على جميع الأكوان المتعددة لجميع النظريات الممكنة في الفيزياء. يلغي الكون الرياضياتي المتعدد الحاجة إلى شرح سبب عيشنا في كيان أو إنجاز خاص réalisation particulière : إن وجود عالم مضياف للإنسان هو صدفة لا ينبغي أن تفاجأ بعد الآن، إنها نتيجة بسيطة إحصائية. من بين العدد اللامتناهي من الأكوان، يجب أن يكون عالمنا موجودًا تمامًا كما سيكون هناك دائمًا شخص ما يرسم الأرقام الستة الصحيحة للعبة اللوتو إذا لعب عدد كافٍ من الأشخاص. من السهل جدًا حساب أنه إذا لعب جميع البشر اللوتو على الأرض، فسيكون هناك أكثر من 1000 فائز في كل سحب! للوهلة الأولى، يبدو أن الكون المتعدد الرياضياتي يتعارض مع مبدأ البساطة المقدس، يُطلق عليه أيضًا "شفرة أوكامOckham's razor" rasoir d'Ockham، من اسم هذا اللاهوتي الإنجليزي من القرن الحادي عشر الذي قال: "من غير المجدي أن نحقق بوسائل أكثر ما يكفي لإنتاج بعدد أقل من الوسائل. بعبارة أخرى، في مجموعة من النماذج التي تشرح الحقائق، يجب إعطاء الأفضلية للنموذج الذي يستدعي الحد الأدنى من عدد الفرضيات. غالبًا ما لعب مبدأ البساطة دورًا إرشاديًا في تاريخ العلم في فرز النماذج والنظريات المتنافسة • ولكن يمكن أن يقودنا الحدس بسهولة إلى الضلال في البحث عما هي البساطة حقًا. إن مجموع كل معادلات نظرية الأوتار محددة تعتبر مجموعة معادلات نظرية الأوتار بمعنى معين "أبسط" من أي من حلولها الخاصة، لأنها تعرض المزيد من التماثلات أو التناظرات symétries وتستخدم عددًا أقل من المعلمات أو الإعدادات المجانية. Paramètres libres

 يعتبر العديد من الفيزيائيين النظريين أطروحة ماكس تغمارك Tegmark خيالية بحتة وغير كفؤ رياضياتيًا • على سبيل المثال، يستدعي Tegmark مفهوم القياس على مساحة الهياكل الرياضية المحتملة، والتي لا يمتلكها أحد لا يزال بإمكانه إعطاء معنى رياضياتي محدد. لكن لا يجب بالضرورة التغاضي عن الفكاهة والأهواء في هذه الأمور. قارن مارتن ريس Martin Rees، الكون المتعدد بمتجر ملابس كبير: إذا كان الاختيار كبيرًا بما يكفي، فلن يفاجأ أحد بالعثور على شيء يناسبه. بهذا المعنى، لكنا وجدنا كوننا الخاص. من ناحيتي، سأختتم هذه المناقشة بإحالة القارئ إلى Fontenelle. ألقى في صحبة ساحرة محادثاته حول تعددية العوالم، تردد في أن يقسم أن "هذا كان صحيحًا" بينما قال إنه يحب أن يكون صحيحًا من أجل المتعة التي كان يتمتع بها في تصديقها. وماذا رد عليه الماركيز؟ حسنًا، "بما أن جنونك لطيف جدًا، أعطني إياه." سأؤمن بالنجوم كيفما تشاء، طالما أجدها ممتعة "!

ماذا كان يوجد قبل البغ بانغ؟:

 مَنْ سأل هذا السؤال: قبل الدهر أو قبل بداية الزمن، هل كان هناك شيء؟ في حين أن الكلمة السابقة تدل أو تنطوي على فكرة الزمن، تتصرف تمامًا كما لو كانت تسأل: "في الزمن الذي سبق بداية الزمن، هل كان هناك شيء؟ (xm siècle). Guillaume n'AUVERGNE, De Universo

نحن نعتبر عمومًا الانفجار العظيم بداية لكل شيء، ونمنع أنفسنا من التفكير فيما ربما حدث قبل ذلك. إذا التزمنا بالنسبية العامة الكلاسيكية وحلول فريدمان-لومتر Friedmann-Lemaître الكونية المستخدمة في النموذج القياسي، فإن مسألة "قبل الانفجار العظيم" ببساطة لا معنى لها. في هذه النظرية، يشير الانفجار العظيم إلى أن الزمن نفسه بدأ بالتزامن مع الفضاء والمادة والطاقة قبل 13.8 مليار سنة. حتى بداية هذا القرن، كان السؤال الذي يُطرح كثيرًا في مؤتمرات الترويج للانفجار العظيم يُحرج المتحدث. كان عليه بشكل عام أن يرد على ذلك التخيل للزمن، كان عليه عمومًا أن يقول إن تخيل حقبة قبل الانفجار العظيم هو كالبحث عن لحظة قبل وجود الزمن نفسه. من الواضح أن هذه الإجابة لم ترضي أحدا. هناك طرفة بشأن السؤال المماثل الذي طرح على القديس أوغسطينوس منذ زمن بعيد (وإن كان في سياق مختلف): "ماذا كان الله يفعل قبل خلق العالم؟»، وإجابته، بلا شك، ملفقة، "كان يعد الجحيم لمن يسأل هذا السؤال"! " لحسن الحظ، تغير هذا الرأي. فمن ناحية، لم يعد علماء الكونيات المعاصرين يخشون الجحيم، ومن ناحية أخرى يحاولون إيجاد حلول يمكن أن تأتي من فيزياء الكموم. فبنفس الطريقة التي حلت بها نظرية الكموم مشكلة فرادة أو تفرد la singularité نموذج رذرفورد Rutherford الكوكبي للذرة، فلماذا، من خلال دمجه في النسبية العامة، لن يلغي أيضًا الفرادة أو التفرد الذي يمثل بداية الزمن؟ تُحرج المفردات الفيزيائيين لأنها مرتبطة بقيم لا حصر لها من الكميات والقيم الفيزيائية أو الهندسية، مثل درجة الحرارة أو كثافة الطاقة أو انحناء الفضاء. منذ بدايات علم الكون النسبي والنموذج الأول "للذرة البدائية" الذي طوره جورج لومتر في عام 1931، كان يشتبه في أن السيناريو الكلاسيكي لم يعد صحيحًا عندما خضع الكون الشاب لقوانين فيزياء الكموم. لكن على مدى عقود، لم يكن لدى الباحثين أي شيء آخر ليقدموه. لم يروا حتى التسعينيات كيف يمكن لمقاربات الجاذبية الكمومية أن تجعل التفرد الأصلي يظهر. لقد أصبح بالنسبة لبعضهم، ولكن ليس جميعهم، أحد أهدافهم الرئيسية. لذلك لا شيء يمنع من تخيل أن الكون كان يمكن أن يكون موجودًا قبل الانفجار العظيم، لم يعد هذا الأخير حالة فردية، بل انتقالًا عنيفًا بين حالتين مختلفتين من الكون. الاستعداد لمراعاة ما قد يحدث "قبل الأصل" ليست سوى أحدث الانتكاسات الفكرية التي تبعت بعضها البعض لآلاف السنين. واجه الفلاسفة واللاهوتيون من جميع الثقافات والأديان مسألة بداية الزمن. هل تعود شجرة عائلتنا إلى الأبد في الماضي، أم أنها تتجذر في مرحلة ما؟ دافع أرسطو عن غياب البداية من خلال التذرع بالمبدأ الذي بموجبه لا يمكن لأي شيء أن ينشأ من العدم: إذا كان الكون لا يمكن أن يولد من العدم، فلا بد أنه كان موجودًا دائمًا، ويجب أن يمتد الوقت إلى أجل غير مسمى في الماضي مثلما في المستقبل. اتخذ اللاهوتيون المسيحيون وجهة نظر معاكسة. وفقًا لهم، الله، الموجود خارج المكان والزمان، خلقهم جنبًا إلى جنب مع جوانب أخرى من العالم. ماذا كان يفعل من قبل؟ ببساطة لم يكن هناك من قبل... قادت نظرية النسبية العامة علماء الكونيات إلى استنتاج مماثل، على الرغم من استنادهم إلى حجج عقلانية أخرى، وهي أن الاستقراء في الماضي لنماذج فريدمان لومتر يأتي حتماً مع الزمن صفر.

تفضل نظريات الجاذبية الكمومية إثبات صحة طرح أرسطو بجعل التفرد يختفي. لسوء الحظ، فهم لا يحلون المعادلات التي تصف الكون في المنطقة المجاورة مباشرة للانفجار العظيم. على سبيل المثال، الحسابات في نظرية الأوتار ممكنة فقط عند الطاقة المنخفضة، أي عندما تتفاعل الأوتار بشكل ضعيف مع بعضها البعض. ولكن في الانفجار العظيم بالتحديد، تكون الأوتار متشابكة للغاية وتتفاعل بأقوى طريقة ... وتواجه نفس الصعوبات في نظريات أخرى. ومع ذلك، هناك نماذج مختلفة تتجاوز النسبية العامة تخاطر بوصف جوانب معينة من "ما قبل الانفجار العظيم". أي تصف الكون قبل الانفجار العظيم كما في «علم الكونيات الارتدادي"، والذي بالمناسبة لا يقع بالضرورة في إطار الجاذبية الكمومية. وينطبق الشيء نفسه على نظرية آينشتاين-كارتان d'Einstein-Cartan، التي تستند إلى الهندسة مع الالتواء التي يجعل نظريات هوكينغ-بنروز الكلاسيكية حول الحدوث الحتمي l'occurrence inévitable للفرادات لم تعد تنطبق. في الواقع، يسمح الالتواء بتمديد جسيمات الفرميونية مكانيًا وليس باعتبارها نقطية ponctuelles، مما يتجنب تكوين التفردات عن طريق استبدالها بالارتداد. لنتذكر أيضًا أن نظرية الجاذبية الكمومي الحلقية la théorie de la gravitation quantique à boucles، من خلال افتراض القيم القصوى المحدودة للانحناء والكميات الفيزيائية المرتبطة به، يستبدل أيضًا تفرد الانفجار العظيم بارتداد كبير. كان الكون قبله موجودًا مسبقًا وخضع لانكماش سريع. من جانبها، تتسم نظرية الأوتار بالمرونة لدرجة أنها تقبل "سيناريوهات" عديدة مما قبل الانفجار العظيم. تم الاقتراح الأول في عام 1992 من قبل غابرييل فينيزيانو Gabriele Veneziano و موريزيو غاسبيريني Maurizio Gasperini. تستغل مقاربتهم واحدة من أكثر الخصائص المحيرة لنظرية الأوتار المسماة "الثنائية dualité ": يمكننا وصف الحالة النشطة التي يكون فيها الكون في لحظة معينة من حيث حجمه بطريقتين مختلفتين، ولكن يرتبط كل منهما بالآخر بواسطة عنصر معين، بالتناظر symétrie الخاص والازدواجية أو الثنائية. من وجهة نظر طاقوية، لا يمكن تمييز كون أكبر بمرات من مقياس بلانك (lQ-33 سنتيمتر) عن كون أصغر بمقدار l / R مرة. لذلك لم يعد هناك أي عائق أمام الاعتراف بأن الكون كان من الممكن أن يكون أصغر وأصغر كلما عدنا بالزمن إلى الوراء، ولاستقراء ما بعد الانفجار العظيم. لا يصبح أكثر وأكثر سخونة ولا يزداد كثافة: الازدواجية أو الثنائية تضمن، على العكس من ذلك، أنه يمكن وصفه بأنه عالم يزداد اتساعًا وبرودة متزايدة. نتيجة لذلك، سيكون الكون ما قبل الانفجار العظيم عبارة صورة معكوسة للكون اللاحق. دعونا نأخذ مرة أخرى في هذا السياق تاريخها في وقت مضى قبل 14 مليار سنة من الانفجار الكبير التقليدي، لنقل 50 مليار. الكون عبارة عن مساحة شاسعة متجمدة، شبه فارغة، يمر بها عدد قليل من حقول الطاقة. تتأرجح وتتقلب هذه الحقول الكوانتية بنسب متفاوتة بحكم مبدأ عدم اليقين الكمومي ؛ مع مرور الوقت، تزداد قوى التفاعل وتتقلب هذه المجالات بنسب مختلفة وفق مبدأ الريبة أوعدم اليقين الكمومي ؛ ومع مضي الزمن، تزداد قوى التفاعل حدة في بعض المناطق، وتبدأ المادة في التجمع، وتتراكم على حساب المناطق المجاورة. يتم نقل هذه الكتل grumeaux فجأة إلى ما وراء نقطة اللاعودة وتنخرط في عملية انهيار لا رجعة فيها: تتشكل الثقوب السوداء. المادة المحاصرة بالداخل تعزل نفسها، وينقسم الكون إلى قطع منفصلة. داخل كل ثقب أسود، تزداد كثافة المادة باستمرار. ينهار الفضاء فجأة على نفسه في عملية "انكماش" déflation (صورة معكوسة للتضخم)، مصحوبًا بارتفاع مهول في درجة الحرارة. تتركز كل الطاقة في حجم مجهري. عندما تصل الكثافة ودرجة الحرارة والانحناء إلى القيم القصوى التي تسمح بها نظرية الأوتار، فإن هذه الكميات "ترتد" وتبدأ في الانخفاض. لذلك فإن الانفجار العظيم ليس سوى اللحظة التي يحدث فيها هذا الانعكاس. من هناك، يصبح الحدث هو قصة التوسع الذي وصفه علم الكونيات القياسي. هناك سيناريو مختلف تمامًا ناتج عن امتداد لنظرية الأوتار: وهو نموذج الإيكبيروتيك le modèle ekpyrotique إذ يشير إلى نموذج العودة الأبدي الذي دعا إليه فلاسفة العصور القديمة الرواقيين، فإنه يقدم دورة لا نهاية لها من حرائق الكون تليها تطورات متطابقة لأكوان جديدة. يقال إن الانفجار العظيم هو تبادل هائل للطاقة يحدث عندما تتلامس أغشية ثلاثية الأبعاد branes tridimensionnelles. كوننا المكون من 3 غشاء، يطفو في الكون الفائق ذي الأبعاد الإضافية، قد خضع بالفعل لأكثر من انفجار كبير واحد، وسيتكرر هذا الحدث. على الرغم من مغرياتها، فإن كل هذه النماذج تثير تكهنات ميتافيزيقية أكثر مما تثيره النظريات الفيزيائية، لأنها لا تستند إلى أي حسابات موثوقة. ومع ذلك، يبحث علماء الكون عن عواقب يمكن ملاحظتها تجعل من الممكن التفاوض بينهم. من الكون السابق يمكن أن تبقى آثار موجات الجاذبية، التي يختلف توزيعها في الترددات العالية والمنخفضة وفقًا للنماذج. يمكن أن تساعد ملاحظات كاشفات الجاذبية Virgo و LICQ على الأرض ومستقبلاً LISA في الفضاء في الاختيار بينهما، حتى لو كنا بالكاد نصدق ذلك. يبدو على أي حال أنه، بغض النظر عن النهج المستخدم لمحاولة توحيد النسبية العامة وفيزياء الكموم، فإن الإنفجار العظيم Big Bang بالمعنى الضيق قد تم التخلص منه باعتباره فرديًا أو فرادة كونية، وإعادة اكتشاف خلود الزمن الماضي، وبالتالي القضاء على المفهوم اللاهوتي الإشكالي لـ " السبب الأول «. أو المسبب الأول".

 علم الكون المطابق الدوري لبنروز: La cosmologie conforme cyclique de Penrose

 "يرتبط البحث المجنون باكتشافات غير متوقعة" بول فاليري، بخصوص Eureka لإدغارآلان بو

ينهي جون بيير لومينيت هذا الفصل من كتابه بمناقشة ونقد النظرية الكونية الأكثر إسرافًا، من وجهة نظره، من بين كل تلك التي سبق عرضها أعلاه. سأخصص بضع صفحات لها بطريقة استثنائية، ليس لأنه يؤمن بها، ولكن لأنها تنبع من واحدة من أقوى الشخصيات العلمية التي قابلها على الإطلاق والتي لا تزال تظهر حتى اليوم، في العالم. البالغ من العمر 88 عاماً، وإبداع استثنائي. وهو يشير هنا إلى روجر بنوروز، المذكور عدة مرات في فصول مختلفة كتاب" رغوة الزمكان". قدم السير روجر بنروز مساهمة عميقة في تجديد النسبية العامة خلال الستينيات والسبعينيات، مع الاستفادة من مفاهيم وطرق الهندسة الجبرية والطوبولوجيا التفاضلية. نحن مدينون له بالنظرية الأولى حول الفرادات singularities المتعلقة بفيزياء الثقوب السوداء، وبالتعاون مع ستيفن هوكينغ، أظهر النظرية الثانية المتعلقة هذه المرة بعلم الكونيات النسبية. لكن لديه العديد من الخيوط الأخرى لقوسه. في عام 1958، أثناء الدردشة مع والده، وهو طبيب نفساني، وكان يخربش رسومات صغيرة على ورقة، وجد الشاب روجرز بينروز شكلاً أو نمطًا غريبًا يشبه المثلث للوهلة الأولى، ولكن من المستحيل بناؤه في الفضاء العادي ثلاثي الأبعاد. بعد أن نشر مقال له في مجلة علم النفس يصف فيه رسمه الذي سماه «مثلث بنروز triangle de Penrose " وعدد قليل من الرسوما والتخطيطات والأشكال المستحيلة الأخرى من نفس النوع، اتصل به الفنان الهولندي موريتس كورنيلس إيشر Maurits Cornelis Escher: وكان هذا الأخير يرسم منذ فترة طويلة أشكال مجردة مستحيلة دون أن يعرف أنها كانت أشياء رياضياتية جديدة ومدهشة. بعد تبادلات مثمرة بينهما، استوحى إيشر الإلهام من عمل بنروز في نسختين شهيرتين بعنوان الشلال Chute d'eau، والتي تستخدم مثلث بنروز، والصعود والنزول Montée et descente,، والتي تُظهر سلمًا مستحيلًا لايمكن للمرء أن يصعد وينزل عليه إلى ما لا نهاية، مع البقاء على نفس المستوى . اشتهر بيرنوز Penrose أيضًا باكتشافه في عام 1974 لأسقف مكونة من شكلين (على سبيل المثال البنتاغون والماس pentagones et des losanges)، والتي لها خاصية تغطية سطح بالكامل بطريقة غير دورية. بدا الأمر وكأنه ترفيه رياضياتي جميل حتى اكتشاف شبه البلورات، في عام 1984، وهي مواد غريبة ذات بنية منظمة بقوة مثل تلك الموجودة في البلورات cristaux، ولكن ليس بشكل دوري. في السنوات 1990، خلال عشاء مع صديقه المشترك براندون كارتر Brandon Carter (والذي كان بنروز أستاذه قبل خمسة عشر عامًا قبل أن يصبح كارتر بدوره مشرفًا على أطروحة جون بيير لومينيت!)، أتيحت له الفرصة لمناقشة تعاونه مع إيشر، والتبليط غير الدوري، وبشكل عام العلاقات بين العلم والفن والهندسة. أظهر بنروز شرائح من بعض الأسقف غير الدورية التي حصل عليها ببراءة اختراع والتي تستخدمها اليوم شركات البلاط، مضيفًا بكل روح الدعابة البريطانية أنه في النهاية يمكنك كسب المال من خلال الاكتشافات الرياضياتية، وهو أمر نادر إلى حد ما! تساءل روجر بنروز، أحد أتباع المفهوم الأفلاطوني للرياضيات الذي بموجبه يكون جمال وأناقة القوانين بمثابة علامات على الحقيقة، في الروابط بين الوعي البشري وقوانين الفيزياء. يعتقد أن أجهزة الكمبيوتر تعمل مثل آلات تورينغ من حيث الخوارزميات، وهي غير قادرة بشكل أساسي على نمذجة الذكاء والوعي، والتي هي خوارزمية جزئيًا فقط. لا يستبعد بينروز إمكانية الذكاء الاصطناعي على أساس العمليات الكمومية، لأنه، حسب رأيه، فإن العمليات الكمومية processus quantiques، ولا سيما تقليل الحزمة الموجية (وهي جوهرياً غير حتمية في الأساس)، هي التي تلعب دورها في سبر ظاهرة وعي - والإدراك. وهكذا اقترح حلولًا بيولوجية تسمح لظاهرة التراكب الكمومي بالحدوث في الدماغ، الأمر الذي جعل جميع الباحثين في العلوم المعرفية يصرخون - هذا هو الثمن الذي يجب دفعه مقابل الأصالة.

 لكن دعنا نصل إلى علم الكونيات الذي يهمنا هنا، وما ورد أعلاه لم يكن غير ضروري حيث سنرى أن كل شيء متصل في ذهن بنروز. من الواضح أنه عالج المشكلة الهائلة المتمثلة في توحيد مفاهيم فيزياء الكموم مع تلك الخاصة بالفيزياء النسبية. لذلك اقترح في عام 1967 نظريته عن twisteurs "الملتوية"، وفي عام 1971، نظرية شبكات السبينات réseaux de spins. تم تطبيق الأول على نطاق واسع على نظرية الأوتار في إطار مراسلة AdS / CFT، والثاني على أساس الجاذبية الكمومية الحلقية. كما رأينا، هاتان النظريتان مرشحتان جادتان لعنوان نظرية الجاذبية الكمية ويمكنهما حل السؤال: "ماذا كان هناك قبل الانفجار العظيم؟" لا يخفي بنروز حقيقة أنه لا يؤمن كثيرًا بنظرية الأوتار وأبعادها المكانية الإضافية. كما أنه غير راضٍ عن نظرية التضخم. وإذا كانت هذه الأخير نجحت بالفعل في اجتياز العديد من الاختبارات فذلك بفضل قياسات الإشعاع الأحفوري التي أجراها تلسكوبات WMAP و Planck، فذلك ليس كافياً لكي يتم إثباتها بأي حال من الأحوال، وبالتالي لا ينبغي أن تكون جزءًا من النموذج القياسي لعلم الكونيات، على الرغم من رغبة العديد من الفيزيائيين الذين روجوا لها. لطالما وجد بنروز الحلول التي قدمتها نظرية التضخم للمشاكل، سواء كانت صحيحة أو خاطئة، للنموذج الكوني القياسي خاطئة، على وجه الخصوص لأنها لا تحل لغز الحالة الأولية الخاصة جدًا للكون، وصلة ذلك بـ المبدأ الثاني للديناميكا الحرارية. إن مسألة مكانة المبدأ الثاني للديناميكا الحرارية second principe de la thermodynamique في علم الكون النسبي قديمة. يعود تاريخها إلى عمل الفيزيائي الأمريكي ريتشارد تولمان Richard Tolman، بناءً على النماذج الأولى للأكوان الديناميكية التي اكتشفها ألكسندر فريدمان في عام 1922. عادة يبدأ نموذج فريدمان "المغلق" وينتهي في التفرد singularité,أو الفرادة، لكن مؤلفه اقترح إمكانية حل دائري cycloïdale يتم فيه توسيع الكون المغلق ويتقلص على التوالي عددًا كبيرًا من المرات. إذا قبل المرء معادلات "غريبة" معينة لحالة المادة، يحصل المرء بشكل فعال على حل حيث يتأرجح نصف قطر الفضاء بين قيمة دنيا (حالة الحد الأقصى من الضغط) وقيمة قصوى (حالة الحد الأدنى من الضغط). في نهاية عمله الأخير عام 1924 تم الاستشهاد به بالفعل، الكون كمكان وزمان، L'Univers comme espace et temps يقدم فريدمان، وإن كان بإيجاز شديد، حلول "الأكوان المتغيرة" univers variables التي اكتشفها ونشرها في شكل تقني قبل عامين. يكتب على وجه الخصوص: "يولد النوع المتغير للكون مجموعة أكثر عمومية من النماذج: في بعض الحالات، يبدأ نصف قطر انحناء الكون من قيمة معينة ويزداد باستمرار بمرور الزمن ؛ في حالات أخرى، يتغير نصف قطر الانحناء بشكل دوري، يتقلص الكون إلى نقطة حجمها صفر، ثم من هذه النقطة، يزداد نصف القطر إلى قيمة قصوى معينة، ثم يتناقص مرة أخرى ليصبح نقطة مرة أخرى، وهكذا. ويضيف عالم الكونيات الروسي ذلك "لا يخلو من التذكير ببعض المفاهيم الأسطورية عن الهندوس فيما يتعلق بـ" دورات الوجود ".إن مفاهيم الأكوان الدورية أو المتذبذبة شائعة جدًا في الأساطير المختلفة. بين الهندوس، كل دورة من الكون هي "كالبا" أو "يوم براهما"، والتي تستمر منذ 4320 مليون سنة. فيشنو، الذي يتحكم في الكون، لديه حياة من مائة "سنة كونية"، كل منها يحتوي على 360 كالبا. بعد 36000 دورة تقابل ما يقرب من 150 تريليون سنة أرضية، يقترب العالم من نهايته وتبقى الروح فقط. بعد فترة زمنية غير محددة، يظهر عالم جديد وفيشنو Vishnu جديد، وتستأنف الدورة. لاحظ أن طول يوم براهما قريب جدًا من العمر المنسوب إلى كوكبنا والنظام الشمسي (4.56 مليار سنة)، وبنفس الترتيب من حيث الحجم مثل عمر الكون في علم الكونيات الحديث! ومع ذلك، فإن هذه الذكريات الغريبة لعلم الكونيات الهندوسي التي ذكرها ألكسندر فريدمان لم تأخذ في الاعتبار المبدأ الثاني للديناميكا الحرارية. في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، كان ريتشارد تولمان Richard Tolman  مهتمًا بنموذج فريدمان الدوري، حيث يمر الكون بمراحل متتالية من الانكماش والتوسع، وذلك منذ الأزل، بدون بداية أو نهاية. وفقًا لتولمان، كان لابد من استبدال التفردات أو الفرادات الأولية والنهائية من خلال تكوينات صغيرة جدًا وكثيفة جدًا من الأكوان، من نوع "الذرة البدائية" التي اقترحها لومتر Lematre للتو. ومع ذلك، قاده عمله ليُظهر في عام 1934 أن الفكرة يجب أن تفشل بسبب المبدأ الثاني للديناميكا الحرارية. هذا يثبت أن إنتروبيا النظام المغلق - وهي حالة الكون المغلق - يمكن أن تزداد بمرور الوقت فقط. وفقًا لحسابات تولمان، يجب أن تكون كل بداية لدورة كون جديدة مصحوبة بزيادة في إنتروبيا المادة والإشعاع الذي كانت تحتويه سابقًا. ومع ذلك، فإن إنتروبيا كوننا الحالي محدودة ومنخفضة جدًا في النهاية، وهذا لا يتفق مع فرضية وجود عدد كبير جدًا، بل غير محدود، من الدورات السابقة لدورتنا. نحن نعلم اليوم أن الكون يتوسع بسرعة بسبب محتواه السائد في الطاقة المظلمة الطاردة. يبدو أن هندسته قريبة جدًا من كونها إقليدية، على الرغم من أن التحليلات الأخيرة لتلسكوب بلانك التي تميل إلى تفضيل مساحة من الانحناء الإيجابي قليلاً. على أي حال، إذا تم وصف الطاقة المظلمة جيدًا بواسطة ثابت كوني أو مجال متغير من الجوهر يبقيها دائمًا نابذة، فإن كوننا سيواصل تمدده المتسارع إلى الأبد. من الواضح أن هذا يغلق الباب أمام كون دوري. سيكون لكوننا حياة واحدة فقط، أبدية بالتأكيد ولكن محكومًا عليها بالانحلال بلا هوادة، كل الهياكل المعقدة في كوننا ستختفي بمجرد استنفاد مصادر الطاقة الموجودة في النجوم وفي الأشكال الأخرى. يرفض روجر بنروز هذه الفكرة. النظرية التي اقترحها منذ ذلك الحين ويُطلق على عام 2010 علم الكون المطابق الدوري la cosmologie conforme cyclique (اختصار CCC)، وباستخدام تعبير نيلز بور المعروف جيدًا، من الجنون بما يكفي أن تكون دقيقًا! لفهم CCC، دعنا أولاً نأخذ منعطفًا بسيطًا من خلال مفهوم التحويل المطابق، وهو مصطلح ينطبق بشكل عام في الهندسة على التحول الذي يحافظ على الزوايا بدلاً من الحفاظ على الأطوال (وهي حالة الاستدارة أو التدويرات le cas des trans­ lations ou des rotations,، وهي وبالتالي غير متوافقة). في الستينيات من القرن الماضي، أظهر بنروز بالفعل كيف يمكن مطابقة المخططات للزمكان اللانهائي، التي تصف جميع أحداث الكون في تاريخ معين، بمساعدة التحويل المطابق. بالضبط مع مربع واحد بحجم محدود. بعده، استخدم براندون كارتر هذه التقنية للوصف الكامل للثقوب السوداء. وبالتالي، فإن مخططات بنروز كارتر تجعل من الممكن تمثيل الخصائص السببية للثقب الأسود أو النموذج الكوني بكفاءة عالية، على ورقة، بما في ذلك اللانهايات الزمنية والمكانية المحتملة. بداهة، هذه مسألة خدعة رياضياتية لتمثيلها بطريقة محدودة خصائص الزمكان التي تتكشف إلى ما لا نهاية. بالفعل في نهاية القرن الحادي عشر، تصور هنري بوانكاريه تمثيلًا مطابقًا لسطح قطعي لانهائي plan hyperbolique في شكل قرص منتهي يُدرج فيه الفضاء المحدب hyperbolique بأكمله. كان موريتس كورنليس إيشر قد أنتج، مرة أخرى، في نهاية 1950 سلسلة من المطبوعات بعنوان الحدود الدائرية Circular Limit- Limite circulaire، والتي استخدم فيها التمثيل المطابق لـتصميم بوانكاريه Poincaré مع نموذجه في علم الكونيات المطابق الدوري، بدأ روجر بنروز باللعب بطريقة مماثلة مع معادلات النسبية العامة، ولكن بدلاً من اعتبار التحولات المطابقة كأداة رياضياتية للمهن التعليمية أو الفنية، كان مقتنعًا بأن التكافؤ المطابق بين حالة من التوسع اللانهائي للكون والحالة البدائية المحدودة كانت حقيقة فيزيائية! هذا ليس واضحًا، لأنه يتطلب وصف المراحل الأولية والنهائية للكون بمحتوى جسيمي من كتلة صفرية، وإلا فسيتم فقد التناظر المطابق. بالنسبة للمرحلة الأولى، تبدو الأمور جيدة في وقت أقرب. يُعتقد أنه عندما كانت درجة الحرارة مرتفعة بدرجة كافية، كان حقل هيغز المسؤول اليوم عن كتلة الجسيمات يساوي صفرًا، وهو ما ألغى فعليًا كتلة الجسيمات الأخرى. وحتى بدون هذا المجال أو الحقل، كانت الطاقات الحركية للجسيمات بعد الانفجار العظيم عالية جدًا لدرجة أنها هيمنت إلى حد كبير على تلك المرتبطة بكتلها. لذلك حدث كل شيء كما لو أن جميع الجسيمات الموجودة في الكون الصغير البدئي كانت بلا كتلة بالفعل.

 بالنسبة لمستقبل الكون البعيد، فإن السؤال أكثر إشكالية. ليس هناك ما يشير إلى أن كتل الإلكترونات أو الكواركات سوف تلغي بعضها البعض يومًا ما وأن الكون سيتكون فقط من جسيمات عديمة الكتلة. ومع ذلك، يمكننا استدعاء سيناريوهات غير مؤكدة مثل تفكك البروتونات، والتبخر الكمومي للثقوب السوداء أو حتى بحر من الثقوب السوداء الافتراضية التي تبتلع جزيئات المادة لبصقها في شكل فوتونات وتحويل كل محتوى المادة في الكون إلى ضوء. بعض الآليات الموجودة في نظريات الأوتار ذات الأبعاد المكانية الإضافية تسمح أيضًا لكتل الجسيمات بالتطور بمرور الوقت لتصبح صفرًا في النهاية. افترض إذن أن هذا الشرط قد تم التحقق منه في مستقبل بعيد جدًا (ليس بالضرورة غير محدود). لنتذكر إذن أنه في نظرية النسبية، لا يوجد وقت للجسيمات ذات الكتلة الصفرية التي تسافر بسرعة الضوء؛ حتى كلمة الخلود ليس لها معنى بالنسبة لها. يعتقد بنروز أنه مثلما لا ترى الفوتونات مرور الزمن، فإن هندسة الزمكان لن تتذكر الزمن الذي يمر، ولن يتم حساب سوى بنيته المطابقة sa structure conforme. المقياس La métrique، الذي يجعل من الممكن عادة إعطاء معنى لفترات الزمان والمكان، يفسح المجال لخصائص مطابقة. ومن ثم يصبح من الممكن رياضياتيًا ربط الزمكان النهائي بمرحلته الأولية من التوسع، وهذا دون وجود مشكلة مرتبطة بالتفرد الكوني الذي يحظر عادةً القيام بذلك. عند تطبيق نفس الفكرة على زمكان رباعي الأبعاد، فإن الفكرة نفسها تجعل من الممكن اعتبار الكون الإقليدي اللامتناهي في الزمان والمكان على أنه مكافئ لكون مفرط كروي محدود univers hypersphérique fini، والذي يتمدد ويتقلص في تناوب دائم، بطريقة مماثلة للانفجارات والنكماشات أو التقلصات الكبيرة الكبيرة Big Bang et Big Crunch  لأكوان الفينيكس des univers-phénix. لذلك سيكون كوننا دوريًا، حيث يولد من جديد باستمرار لمغامرة جديدة بعد فترة يسميها بنروز "eon". وهذا المصطلح، المشتق من اليونانية القديمة، يعني في البداية "الحياة" أو "أن تكون" قبل أن يتطور تدريجيًا نحو فكرة "شبه الخلود". في علم الكون المطابق الدوري، يختبر الكون سلسلة من تعاقب الدهور une succession d'éons. كانت الحقبة السابقة، قبل الانفجار العظيم، تشبه تلك التي نعرفها اليوم: المجرات المتجمعة في مجموعات احتلت الفضاء، مع وجود ثقوب سوداء في قلوبها أكبر بمليارات المرات من كتلة الشمس. تحت تأثير الجاذبية، انجذب العديد منهم، ووضعوا في مدار مشترك، ليندمجوا أخيرًا في رقصة الفالس النهائية. أطلق اندماجهم Leur coalescence طاقة هائلة في شكل موجات الجاذبية. انتشرت هذه الموجات بشكل كروي في الزمكان وتشويهه أثناء عبورها. لن يقتصر الأمر على غزوهم لكون الدهر le cosmos de l'éon  السابق، ولكنهم تركوا بصماتهم في إشعاع الخلفية لدهرنا notre propre éon، في شكل مناطق حلقية حيث تقل تقلبات درجات الحرارة. وبالتالي، لن يكون الانفجار العظيم بداية كل شيء، ولم تكن مرحلة التضخم التي يُستشهد بها تقليديًا لتحدث أبدًا. في نوفمبر 2010، نشر بنروز بالتعاون مع عالم الفلك الأرمني فاهي غروزاديان Vahé Gurzadyan مقالًا على الإنترنت أثار ضجة: زعموا أنهم رصدوا شذوذًا في تقلبات درجات الحرارة للإشعاع الأحفوري المسجل بواسطة التلسكوب الفضائي WMAP، والتي تظهر في شكل الدوائر التي تنبأت بها نظرية CCC. نظرًا لسمعة Penrose العالية، احتدم النقاش بسرعة. لقد أشار المتخصصون في تحليل الإشعاع الأحفوري عن حق إلى أنه في خريطة معقدة مثل تلك الخاصة بتباين درجة الحرارة، يمكن للمرء أن يجد جميع الأنماط الممكنة والتي يمكن تخيلها دون أن يعني هذا أي شيء بخلاف الصدفة الإحصائية الخالصة ''. حتى أن فريقًا كنديًا استمتع بالبحث عن مثلثات متحدة المركز متساوية الأضلاع بدلاً من الدوائر، ووجدوها! بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من القفزة العملاقة التي تحققت بفضل مهمة بلانك، التي أعطت في عام 2013 خرائط أكثر دقة لتقلبات درجة الحرارة للإشعاع الأحفوري وكذلك التقلبات في استقطابها، لم يأت شيء على الإطلاق لتأكيد تحليلات بنروز وغورزاديان. يذهب فقط لإظهار أن أناقة نموذج CCC ليست كافية لضمان صدقيتها لكن ذلك لم يثبط عزيمته ولا يزال مبتكرًا كما كان دائمًا، قدم روجر بنروز طريقة جديدة لاختبار نظريته بافتراض التناظر المطابق لمعادلاته ووجود مجال طاقة مشابه لذلك المرتبط ببوزون Brout- هيغز إنغلرتEnglert-Higgs في نموذج الجسيمات القياسي. يصف هذا المجال الجسيمات عديمة الكتلة في الأصل، ولكنها ستصبح ضخمة بعد الانفجار العظيم. مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالجاذبية، سيكون ترتيب الحجم الطبيعي لكتلة هذه الجسيمات بترتيب كتلة بلانك، أو حوالي 10-5 جرام. يقترح بنروز أن هذه الجسيمات هي مرشح طبيعي لعنوان المادة المظلمة غير الباريونية. وهي حساسة لقوة الجاذبية وحدها، سيكون من الصعب جدًا اكتشافها، تمامًا مثل WIMPs  في النموذج القياسي، والأسوأ من ذلك، من المستحيل إعادة إنشائها بشكل مصطنع في المسرعات الأرضية، لأنها ثقيلة جدًا. عمد بنروز هذه الجسيمات الجديدة باسم "érébons"، في إشارة إلى Erebos (بالفرنسية، érèbe)، الإله الجهنمي للأساطير اليونانية المولودة من الفوضى، مجسدة ظلام العالم السفلي. يفترض أن الأيروس غير مستقر وأنه يمكن أن يتفكك عن طريق التحول إلى موجات الجاذبية الكروية. لا تتفكك جميع هذه الحركات في نفس الوقت، فالموجات المنبعثة ستجمع لتشكل ضجيجًا في الخلفية يسمى العشوائية stochastique,، وهذا يعني التقلب في الشدة والترددات بشكل عشوائي، كما تفعل مجموعة الحصى الصغيرة. يتم رميها عشوائيًا، في الوقت المناسب والفضاء على سطح البركة. سيظل من الضروري أن يكون لهذه الموجات سعة كافية لدخول نطاق تردد أجهزة الكشف ولكي تحدث كثيرًا بشكل كافٍ. تكمن المشكلة في عدم وجود تنبؤ دقيق بخصائص موجات الجاذبية الناتجة عن اضمحلال الإيربونات الافتراضية ذاتها hypothétiques érébons. اتساعها وتردداتها، أو عدد المصادر لكل وحدة زمنية كدالة للمسافة أو الموقع على القبو السماوي، إذ هي غير معروفة على الإطلاق. لا بأس. في يونيو 2017 فريق من الباحثين المقيم في الدنمارك قال الفريق إنه وجد نتيجة غريبة عند تحليل الإشارات التي تم التقاطها بواسطة كاشفات موجات الجاذبية خلال الأحداث الثلاثة الأولى المسماة GW150914 و GW151226 و GW170104، أي تم الكشف عنها على التوالي في 14 سبتمبر 2015 و 26 ديسمبر 2015 ثم 4 يناير كانت هذه الإشارات موضوع دراسات مكثفة من قبل أعضاء فريق تعاون LIGO في الولايات المتحدة وفيرغو في أوروبا، ويتم تفسيرها على أنها مرور الأمواج على الأرض الناتجة عن اندماج الثقوب السوداء النجمية في الأنظمة الثنائية. ولكن، وفقًا للباحثين الدنماركيين، ستحتوي البيانات التي تم جمعها على مكون إضافي ظل دون أن يلاحظه أحد حتى ذلك الحين، والذي من شأنه أن يكشف عن ضوضاء خلفية لموجات الجاذبية. اقتنص روجر بنروز الفرصة وافترض أن هذا هو الضجيج العشوائي الناتج عن تفكك أذرعه. بالنسبة لباحثي LIGO-Virgo، المكون الإضافي الذي وجده زملاؤهم الدنماركيون كان ناتجًا عن خطأ يتعلق بفهم ضعيف للبيانات العامة التي يقدمها التعاون. وحتى لو كان مثل هذا المكون موجودًا، إذا كان بسبب موجات الجاذبية المرتبطة بانحلال الأيروس، فيجب العثور عليه في جميع البيانات وليس فقط أثناء مراقبة الأحداث الثلاثة الأولى. من غير المحتمل بشكل مطلق أن تمر الموجة الثقالية الناتجة عن التفكك العشوائي للإيربون عن طريق الصدفة وبدقة شديدة في نفس الوقت الذي تمر فيه موجة الجاذبية الناتجة عن اندماج ثقبين أسودين، لم يحدث ذلك قبل أو بعد ذلك. يجب أيضًا رؤية ارتباط ضوضاء الخلفية المرتبط بـ eros الإيروس في البحث الذي تم إجراؤه بواسطة كواشف LIGO و Virgo والآن KAGRA في اليابان. ومع ذلك، إذا تم اكتشاف اندماجات جديدة للثقوب السوداء الثنائية منذ عام 2017، فلن تظهر ضوضاء في الخلفية بخلاف تلك الخاصة بالأدوات. في الوقت الحاضر، لا أعرف ما إذا كان السير روجر بنروز سيجد جديدًا بخصوص هذه الفكرة لإثبات تصوره الأفلاطوني للعالم ... على أي حال، هذا النوع من البحث الاستفزازي وربما المحكوم عليه بالفشل مثير للاهتمام، لأنه يجعل من الممكن أن يشرح للطلاب والباحثين الشباب الحاجة إلى التفكير خارج النماذج القياسية، فقط اختبار متانة هذا الأخير. وفوق كل شيء، كما كتب الشاعر نوفاليس: "النظريات مثل الصيد: فقط من يرمي يجازف بالإمساك بشيء! "

الأكوان المتعددة في كون مطلق لامتناهي كلي القدرة ودائم التطور، حي وعاقل، هو المخرج الممكن من مأزق أو معضلة الألوهية الدينية:

إن لغز الألوهية بين اللاهوت والناسوت، معضلة واجهت وماتزال تواجه البشرية على مر العصور، والمقصود هنا تحديداً باللاهوت الرؤية الدينية أما الناسوت فهو الرؤية البشرية، بعبارة أخرى التناقض بين الرؤية الميثولوجية والرؤية العلمانية المادية. ومسألة الألوهية هذه تواجه البشر منذ ظهور الإنسان على وجه البسيطة عندما كان البشر الأوائل يعيشون كبقية دواب الأرض وفق الدوافع الغريزية والبقاء على قيد الحياة . نشأ التحدي منذ نشوء الوعي وملكة التفكير التي ميزت الإنسان عن الحيوان . بالطبع مسألة ظهور الوعي والتفكير العقلي عند الإنسان تحتاج للعديد من الأبحاث والدراسات والكثير من الكتب والمؤلفات لكشف جذور نشؤها وتطورها عند الإنسان أي كيفية ظهور الذكار الذي جعل البشر يفكر ويتأمل ويتساءل في أعماقه عن هذا الخوف من المجهول ومن مخاطر الطبيعة وتحدياتها كالزلازل والبراكين والعواصف والأعاصير والفيضانات والجفاف وافتراس السباع الجائعة ورهبته من الشمس والقمر والخسوف والكسوف . أعتقد البشر الأوائل إن في الطبيعة قوى خفية عليا فتاكة تهدده إذا لم يذعن ويطيع ويقدم القرابين . ثم تبلورت هذه العلاقة بين الإنسان والطبيعة وقواها الخفية لتأخذ أشكالاً وأسماء مختلفة لآلهة متعددة ومتخصصة يمثلها كهنة وعرافون وسحرة ومشعوذون للسيطرة على القطعان البشرية الهائمة وتدجينها وقيادتها. ثم تطورت الحياة الاجتماعية وظهرت الحضارات المجتمعية الوثنية المنظمة منذ العصر السومري ومن ثم الآشوري والبابلي والحضارة الفرعونية والحضارة الإغريقية لغاية ظهور الديانات التوحيدية التي اختلقت فكرة الإله الواحد الخالق والقادر على كل شيء والذي سوقته المؤسسات الدينية الأرضية الكنسية واستعبدت البشر باسمه.ومنذ ذلك الحين توالت القوانين والتشريعات والمحرمات ومفاهيم الحلال والحرام والعقاب والثواب والآخرة ويوم الحساب والجنة والنار والجحيم والفردوس ورسخت الخرافات والأساطير في رؤوس مليارات البشر وعقولهم وجعلتهم يصدقون ادعاءات الأنبياء ومعجزاتهم التي تخرق قوانين الطبيعة والتي يجب على البشر تصديقها وعدم التشكيك بها أو معارضتها تبلورت المشكلة اللغز المتعلقة بالألوهية ولم يتمكن أحد من تقديم صورة حقيقية أو وصف حقيقي مقنع وقابل للاثبات لهذا الإله الواحد. فتارة هو كائن قابل للتشبيه والتجسيد ويشبه البشر ويتشرك مهم بالعديد من الصفات والسلوكيات من قبيل الغيرة والانتقام والغضب والمكر وخصوصاً قدرته على لإتيان الشر . وتارة هو كائن خارج عن التصور ولايشبهه شيء ويعلو أو يسمو على الصفات والتشييئ وهو خالق للزمان وخارجه وخالق للمكان وخارجه . ثم دخل العلم، مواصلاً مهمة الفلسفة في العهود القديمة التي نازعت الأديان سلطانها وآيديولوجيتها، لكن دخول العلم حلبة الصراع زاد المشكلة تعقيداً ولم ينجح في إثبات عدم وجود هذا الإله الواح ولا إثبات وجوده. ومن ثم ظهرت النزعات الارتدادية والهرطقية والإلحادية والطوائف الانشقاقية واشتعلت المعرك الدامية بين المؤسسات الدينية والمؤسسات العلمية، بين علماء الدين وعلماء الطبيعة، بين الدين والعلم، بين اللاهون والناسوت.

أفرز العلم كم هائل من النظريات والفرضيات المليئة بالثغرات والحلقات المفقودة والافتراضيات النظرية المتخمة باللانهايات والفرادات عن الكون والحياة والتطور، فيما توغل الدين في الخرافات والماوراءيات والغيبيات الميتافيزيقية عن الخلق والحياة والإله الديني الثيولوجي وأدخلت البشرية في مأزق لابد للخروج منه ببديل يكون مقبولاً ومقنعاً علمياً ودينياً في آن واحد. رسمت الأديان، في أفضل الأحوال، صورة مثلى عن إله خارق، خرج الزمن وخارج المكان لايحتويه شيء وهو أكبر من كل شيء،أزلي أبدي سرمدي كلي القدر، خير، كلي العلم،خالق للكون والحياة، لم يلد ولم يولد، لانهائي في أبعاده وصفاته وماهيته . فيما تحدث العلم عن كون مرئي، كان ثابتاً ساكنا مستقراً لايتغير وأبدي، لكن العلم تطور وغير هذه الصورة إلى كون ديناميكي متحرك ومتطور ومتغير له بداية وستكون له حتماً نهاية محدود في الزمان والمكان موجود بذاته لم يخلقه أحد " كون من لاشيء" . فلا الدين وأتباعه يتقبلون النظرة العلمية ولا العلم وأتباعه يتقبلون النظرة الدينية للكون والطبيعة والحياة، وماتزال الحرب الشعواء دائرة بينهم. ليس كل المتدينيين وليس كل رجال الدين يتقبلون الرؤية الدينية الأرثوذوكسية، وليس كل العلماء يتقبلون بلا نقاش الرؤية المادية المحضة للكون والحياة. آن الأوان اليوم لطرح فرضية بديلة علمية ولاهوتية في آن واحد مع بعض التنازلات من هذا الطرف وذاك لتقريب المواقف والمفاهيم . وهذه الفرضية هي الكون المتعدد المطلق الكلي الحي العاقل الكلي القدرة لا بداية له ولانهاية لم يخلقه أحد ولم يخلق أحد فهو المطلق الوحيد واللانهائي الوحيد وماعداه نسبي وجزئي فهو اللامتناهي السامي وهو الوحيد الموجود في الوجود لأنه هو الوجود كله " كما تقول نظرية وحدة الوجود الصوفية" وكل شيء آخر في هذا الوجود هو جزء لايتجزأ منه. ونعني بالمتعدد هنا أن فيه عدد لانهائي من الأكوان على غرار كوننا المرئي تشبه وتختلف عن كوننا المرئي لانهائية العدد ولكل منها مكوناته وقوانينه وثوابته الخاصة كما هو الحال في كوننا المرئي الذي ندرسه ونعيش فيه من اللامتناهي في الصغر" الجسيمات الأولوية"، إلى اللامتناهي في الكبر" الأقمار والكواكب والنجوم والمجرات والسدم وأكداس أو عناقيد الجرات والحشود المجرية" وكافة المكونات المادية الأخرى من مادة وطاقة بكل أشكالها وأنواعها ومسمياتها، بما فيها نحن البشر والكائنات الحية الأخرى والنبتات والجماد " لكل دوره المحدد في هذه التركيبة وكل شيء متصل ببعضه ومرتبط ببعضه بتفاعلات لانعرف إلا الجزء اليسير منها الآن فكوننا المرئي ليس سوى جسيم أولي لامتناهي في الصغر في كينونة الكون المطلق الحي الكلي المتسامي والإنسان هو جزء من هذا الكيان الكلي اللامحدود والمطلق والذي يمكننا أن نسميه " الله" .

 

د. جواد بشارة

........................

لمعرفة اكثر

From the Big Bang to the Living: قابل جان بيير لومينيت وهوبير ريفز

مقال بقلم Laurent Sacco نُشر في 02/07/2011

 

 

 

 

بقلم: ماريا تممينغ

ترجمة وتجرير: بدر ثاني

رصدت محطة الفضاء الدولية نوعًا غريبًا من البرق المقلوب رأسًا على عقب يسمى طائرة زرقاء (مصورة) تنطلق من سحابة رعدية إلى طبقة الستراتوسفير في عام 2019.

تنطلق النفاثات الزرقاء إلى الأعلى من السحب الرعدية إلى طبقة الستراتوسفير، لتصل إلى ارتفاعات تصل إلى حوالي 50 كيلومترًا في أقل من ثانية. في حين أن البرق العادي يثير مزيجًا من الغازات في الغلاف الجوي السفلي ليتوهج باللون الأبيض، فإن النفاثات الزرقاء تثير في الغالب نيتروجين الستراتوسفير لخلق لونها الأزرق المميز.

2187 النفاثة الزرقاء

شوهدت هذه النفاثات من الأرض والطائرات لسنوات، ولكن من الصعب معرفة كيف تتشكل دون أن ترتفع فوق السحاب. الآن، رصدت الأجهزة الموجودة في محطة الفضاء الدولية نفاثة زرقاء تنبثق من انفجار قصير للغاية ولامع للكهرباء بالقرب من قمة سحابة رعدية، حسبما أفاد باحثون على الإنترنت في 20 يناير في مجلة Nature.

يقول فيكتور باسكو-عالم فيزياء الفضاء في ولاية بنسلفانيا، والذي لم يشارك في العمل-: يعد فهم النفاثات الزرقاء وظواهر الغلاف الجوي العلوي الأخرى المتعلقة بالعواصف الرعدية، مثل العفاريت والجان، أمرًا مهمًا لأن هذه الأحداث يمكن أن تؤثر في كيفية انتقال موجات الراديو عبر الهواء، خاصة تأثيرها المحتمل على تقنيات الاتصال.

لاحظت الكاميرات وأجهزة استشعار الضوء التي تسمى مقاييس الضوء في محطة الفضاء أن النفاثة الزرقاء تتدفق في عاصفة فوق المحيط الهادئ، بالقرب من جزيرة ناورو، في فبراير 2019. يقول تورستن نوبيرت-عالم فيزياء الغلاف الجوي بجامعة التقنية في الدنمارك "كل شيء يبدأ باعتقادي وكأنه انفجار أزرق". ويضيف: "كان ذلك الانفجار وميضًا مدته 10 ميكروثانية من الضوء الأزرق الساطع بالقرب من أعلى السحابة، على ارتفاع حوالي 16 كيلومترًا. فمن النقطة المضيئة تلك، انطلقت نفاثة زرقاء إلى طبقة الستراتوسفير، لتصل إلى ارتفاع حوالي 52 كيلومترًا على مدى عدة مئات من الميلي ثانية. "

ويقول نيوبرت أيضا: "إن الشرارة التي ولّدت النفاثة الزرقاء ربما كانت نوعًا خاصًا من التفريغ الكهربائي قصير المدى داخل السحابة الرعدية. وتتشكل صواعق البرق العادية عن طريق التفريغ بين مناطق سحابة مشحونة بشكل معاكس - أو سحابة وأرض - تفصل بينهما عدة كيلومترات. كما يقول نيوبرت: " ولكن المزج المضطرب العالي في السحابة قد يجلب مناطق مشحونة معاكسة على بعد كيلومتر واحد من بعضها البعض، مما ينتج عنه دفعات قصيرة جدًا ولكن قوية من التيار الكهربائي. رأى الباحثون أدلة على مثل هذه التصريفات عالية الطاقة وقصيرة المدى في نبضات موجات الراديو من العواصف الرعدية المكتشفة بواسطة الهوائيات الأرضية.

 

.....................

رابط المقال:

Space station detectors spot the source of weird ‘blue jet’ lightning | Science News

 

 

جواد بشارةقراءة في كتاب جون بيير لومينيت "رغوة الزمكان L’écume de l’espace-temps

النماذج القياسية للجسيمات وعلم الكونيات وتعدد الأكوان ومعضلة ماقبل البغ بانغ الانفجار العظيم.

كل ما تحتاج لمعرفته حول الكون مع جان بيير لومينيت، عالم الفيزياء الفلكية الشهير، جان بيير لومينيت، يتحدث إلينا عن الكواكب الخارجية والطاقة المظلمة والثقوب السوداء خلال هذه المقابلة وخلال العرض الموجز لمحتويات كتابه الأخير رغوة الزمكان الصادر حديثاً في أكتوبر 2020.أود التنويه إلى أن جون بيير لومينيت يحتل مكانة مرموقة في الوسط العلمي إلا أنه لايتردد في أن يقرن نفسه بالفطاحل من العلماء من باب تقليل أهمية الآخرين لإبراز نفسه وتسويق أهميته ومكانته ودوره. فلقد كرس ثلاث فصول للعبقري البريطاني الراحل ستيفن هوكينغ ليخلص إلا أن شهرته أكبر من منجزه العلمي ونفس الشيء مع علماء آخرين من قامة روجر بينروز الذي انتقد بشدة وقلل من أهمية ومصداقية نظريته الجديدة عن الكون المتطابق الدوري ccc وكذلك الاستخفاف بأعمدة نظرية الأوتار الفائقة وبالنظرية نفسها من أمثال برايان غرين ونقد نظرية الأكوان المتعددة التي تحدث عنها باسهاب ماكس تيغمارك وأورليان بارو وكرسا لها كتابين هما الكون الرياضياتي للأول والكون التعددي للثاني.

لمدة 35 عامًا تقريبًا، سعى أينشتاين إلى نظرية موحدة للمادة، والزمكان، ودمج قوة الجاذبية بالقوة الكهرومغناطيسية، والقادرة أيضًا على تفسير الظواهر الكمومية. منذ ما يقرب من 50 عامًا، تم استئناف هذا البحث ذي الآثار الفلسفية العميقة. في أحدث أعماله، يخبرنا عالم الفيزياء الفلكية الشهير جان بيير لومينيت عن المسارات السبعة التي تم استكشافها حول هذا الموضوع للوصول إلى نظرية الجاذبية الكمومية.

2186 رغوة الزمكان 1

موضوع جائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام والذي كان مثار اهتمام القائمين على هذه الجائزة هو العلماء الذين ساهموا باكتشاف وتطوير وتصوير الثقوب السوداء. تخيل العلماء النظريون الثقوب السوداء قبل عقود من عمليات الرصد والمراقبة والملاحظات الفلكية التي جعلت وجودها ممكنًا. أصبح الوجود ملموسًا بشكل أكبر بفضل تقدمين حديثين. من ناحية، منذ عام 2015، تم الكشف عن موجات الجاذبية المنبعثة أثناء اندماج ثقبين أسودين، مع تسجيل عشرات من هذه الأحداث حتى الآن. من ناحية أخرى، قبل بضعة أشهر، أنتجت شبكة من التلسكوبات الراديوية الصورة الأولى لثقب أسود: الصورة الضخمة الهائلة، التي تحتل مركز المجرة M87.

وهكذا تدخل الملاحظات الفلكية لهذه الأجسام حقبة جديدة. وسوف يقدمون معلومات طال انتظارها عن هذه النجوم الضخمة والمضغوطة لدرجة أن جاذبيتها تمنع الضوء من الهروب منها. وهو حدث منتظر للغاية على وجه الخصوص لأن الثقوب السوداء تشكل صعوبة كبيرة للمنظرين وجون بيير لومينيت من أحد أهم المتخصصين بالثقوب السوداء. في عام 1974، قدر الباحث البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ أن الثقب الأسود يجب أن يصدر إشعاعًا ضعيفًا، وبالتالي فإن هذا "التبخر" ينتهي، بعد وقت طويل جدًا، بجعله يختفي. لكن هذه الظاهرة تعني أن المعلومات المتعلقة بالمادة التي يبتلعها النجم ستضيع إلى الأبد، وهذا يتعارض مع قوانين فيزياء الكموم.

كيف يتم حل هذه المفارقة؟ يقدم الفيزيائي الأمريكي ستيفن غيدينغز دراسة السبل الرئيسية التي تم النظر فيها. يتضمن البعض منها مراجعة المفاهيم الأساسية للفيزياء. لفرز ذلك، ستكون الملاحظات المستقبلية حاسمة. علاوة على ذلك، ربما يرتبط حل مفارقة المعلومات داخل الثقب الأسود بمشكلة أكبر: عدم التوافق الحالي بين نظرية النسبية العامة، التي تصف الثقوب السوداء، ونظرية الكموم. وهكذا، تشكل هذه النجوم الغريبة اليوم مصيدة للفيزياء النظرية، لكن من الممكن أن تجلب لها الخلاص غدًا.

الثقالة أو الجاذبية الكمومية، هل هي رغوة الزمكان، هل هي مفتاح الانفجار العظيم وظهور الكائنات الحية؟ من هذا التساؤل المهم ينطلق جون بيير لومينيت لعرض أفكاره عبر فصول كتابه " رغوة الزمكان".

تقرر إعادة فتح المكتبات، بعد إغلاقها بسبب الحجر الصحي لمكافحة فيروس كورونا، لذا اغتنمت الفرصة للحصول على كتاب رغوة الزمكان أو "زبد الزمكان"، ملحمة نهاية العام، بقلم جان بيير لومينيت، الذي نُشر في أكتوبر 2020 بواسطة إصدارات Odile Jacob. تمتعت بقراءته، " فالكتاب يتعامل مع الجاذبية الكمومية ومناهجها المختلفة لمحاولة حل عدد من الصعوبات في الفيزياء الحالية: توحيد النسبية العامة وميكانيكا الكموم، والقضاء على الجاذبية المتفردة، فهم طبيعة المادة السوداء أو المظلمة والطاقة السوداء أو المظلمة، ومفارقة المعلومات المرتبطة بالثقوب السوداء، ودور الفراغ الكمومي، والكون المتعدد، وجبهة الانفجار العظيم، إلخ.

المناهج السبعة التي تمت مناقشتها هي الجاذبية الكمومية الحلقية، ونظرية الأوتار الفائقة، والهندسة غير التبادلية، والمجموعات السببية، والجاذبية الآمنة المقاربة، والتثليث الديناميكي السببي، والجاذبية الناشئة. وبصرف النظر عن الأولين، لم يتم الكشف عن أي شيء حتى الآن لعامة الناس ".

نحن مدينون بالكتاب لشخصية معروفة جيدًا لعشاق فيزياء الثقوب السوداء والأكوان المنهارة التي ستتعرفون عليها فورًا عندما يقدمها بنفسه. بالنسبة لأولئك الذين لديهم الوقت والإرادة لمعرفة المزيد، إليكم شيء لوضع الكتاب في منظور بسيط وحتى اكتشاف بعض أجزاء منه.

الفلسفة الطبيعية، مفتاح أساسي للفلسفة:

لماذا هناك شيء بدلا من لا شيء؟ ما هي مكانة الإنسان في الطبيعة؟ هذه الأسئلة فلسفية وكانت موضوع تأملات المفكرين اليونانيين، سواء أكانوا قبليين أم لا، ولكن أيضًا وربما حتى بشكل خاص من الفيدا الهندية وديانات الهندوس الذين ندين لهم بتعريفنا بملحمة الأوبنشاد. ومع ذلك، يبدو أن الإغريق كانوا أول من فهم أنه من أجل الأمل في حل هذه الأسئلة، كان من الضروري الجمع بين الرؤية البديهية المسبقة للعقل البشري، المستحثة والمستوحاة من التجربة الشعرية للظواهر الطبيعية، مع التصوف ومطالب الفكر العقلاني والرياضياتي، كبداية، ثم السعي للحصول على جزء من الإجابات من خلال ذلك الجزء من الفلسفة الذي كان لا يزال يُسمى في عصر نيوتن بالفلسفة الطبيعية.

يمكن العثور على ذروة هذا المفهوم بلا شك في حوارات أفلاطون والجمهورية وتيماوس على وجه الخصوص، وأهميتها تكمن، كما قال الفيلسوف وعالم الرياضيات ألفريد نورث وايتهيد بالفعل في عمله الشهير "العملية والواقع"، "أضمن توصيف عام للتقليد الفلسفي الأوروبي هو أنه يتكون من سلسلة من الهوامش لأفلاطون".

لا يزال واضحًا بشكل خاص في أعمال ونصوص مؤسسي الفيزياء الحديثة - من أينشتاين إلى أوبنهايمر مروراً بـهايزنبرغ (تشكل ذهني من خلال دراسة الفلسفة وأفلاطون وما إلى ذلك)، وباولي وشرودنغر - - الذي أنتج أيضًا الفيزياء الحديثة بلا شك كصدى لما قاله بالفعل أرخيتاس من تارانتو، عالم الرياضيات والفلك والمهندس والفيلسوف الفيثاغوري العظيم لأفلاطون: "يمكننا القول أن الفلسفة هي رغبة أن يعرفوا ويفهموا الأشياء بأنفسهم، متحدون بالفضيلة العملية، مستوحين ذلك من حب العلم وتحقق الغاية بواسطته. بداية الفلسفة هي علم الطبيعة. البيئة والحياة العملية؛ مصطلح العلم نفسه ".

الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء وولفانغ باولي (1900-1958) في السنوات عام 1930. نحن مدينون له بالعديد من المساهمات في نظرية المجال الكمومي وفيزياء الجسيمات، والنيوترينوات، ونظرية CPT، ونظرية دوران الإلكترون، ناهيك عن النظريات التي توقعها (نظريات القياس والكالوزا- كلاين - Kaluza-Klein) لكنه تحدث فقط في مراسلاته مع زملائه. مثل آينشتاين وهايزنبرغ وشرودنغر، ارتبط فكره وعمله ارتباطًا وثيقًا بأعمال العديد من الفلاسفة ونشأ، كما قال هايزنبرغ عنه، من نوع من التصوف العقلاني. يمكننا أن نقتنع بهذا من خلال هذا الإعلان: "أنا أدافع عن حق غير محدود للعقل للتحكم في أنظمة الفكر. ومع ذلك، فإنني أشير إلى طريقة غير عقلانية للمعرفة، والتي يتم اكتسابها بموارد أخرى غير العقل. أعتقد أن هذا النمط غير العقلاني للمعرفة أساسي وضروري. لا يوجد فكر فحسب، بل هناك أيضًا غريزة، وعاطفة، وحدس، وما إلى ذلك، ويبدو لي أن هذه الوظائف النفسية الإضافية ذات أهمية قصوى حيثما يتم إدراك امتلاء البشر. "؛ ويضيف قائلاً: "آمل ألا يؤكد أحد حتى الآن أن النظريات يتم استنتاجها من خلال التفكير المنطقي الصارم المستمد من مذكرات التجارب المعملية، وهي وجهة نظر كانت لا تزال عصرية تمامًا في ذلك الوقت.. تُبنى النظريات من خلال فهم مستوحى من المواد التجريبية، وهو الفهم الذي يمكن تحقيقه على أفضل وجه، وفقًا لآراء أفلاطون، كمراسلات ناشئة بين الصور الداخلية وسلوك الأشياء الخارجية. تثبت إمكانية الفهم هذه مرة أخرى وجود نزعات نموذجية تنظم كل من الظروف الداخلية والخارجية للبشر ".

كل هذه الاعتبارات تهدف فقط إلى المساعدة في تفسير سبب البحث عن نظرية الكموم للجاذبية وتوليف قوانين الفيزياء، والتي يجب أن تتوج بتوحيد نظرياتنا عن المادة، فهذا الموضوع والهدف المنشود يسحر علماء الفيزياء والزمكان والقوى لأن الفيزيائي بيتر بيرغمان، المتعاون مع ألبرت أينشتاين ورائد نظرية الجاذبية الكمومية، قال: "في كثير من الجوانب، لا يقوم الفيزيائي النظري إلا إذا اقترن بالفيلسوف وقيل عنه: هل هذا فيلسوف في ثوب العالم؟ ".

تلتقي الفلسفة والفيزياء على مقياس بلانك:

كل تطور الكون تحكمه "في نهاية المطاف" نظرية الجاذبية الكمومية التي توحد كل قوى وجسيمات المادة المعروفة. مثل هذه النظرية يجب أن تجعل من الممكن، أو على الأقل نأمل بذلك، فهم المرحلة البدائية للغاية من الكون البدائي وبنيته العامة، بحيث يكون من الممكن على الأرجح تحديد ما إذا كان ظهور الحياة والوعي ما هو إلا ظاهرة ظاهرية تنتجها أكوان متعددة عشوائية تمامًا، تلعب بلا هدف بأشكال الزمكان والمادة التي يحتويها منذ الأبد. إذا كان ينبغي النظر في فرضية معاكسة ودراستها على النحو الذي اقترحه بعض الفيزيائيين المؤيدين لأطروحة المبدأ الأنثروبي القوي - بالنسبة لقراءة اللغة الإنجليزية الفضولية، هناك عمل رائع يتعامل مع المبدأ الأنثروبي: المبدأ الكوني الأنثروبولوجي بواسطة جون بارو وفرانك تيبلر.

حتى أن عالم الكونيات أندريه ليند قد تكهن حول إمكانية توحيد المادة ليس فقط مع المكان والزمان للجاذبية الكمومية ولكن أيضًا توحيد نهائي مع فيزياء العقل التي لم يتم اكتشافها بعد (انظر نهاية كتابه الجسيمات: الفيزياء وعلم الكونيات التضخمية ص.230-232). من المثير للاهتمام مقارنة أفكار ليند حول هذا الموضوع بتكهنات روجر بنروز الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء فيما يتعلق بنظرية للوعي، تتضمن الأخيرة تأثيرات الجاذبية الكمومية على مستوى ما يسميه الفيزيائيون على وجه الخصوص هيكل الرغوة للزمكان من الفيزيائي الشهير جون ويلر. ونحن نعلم أن باولي كان منشغلاً بشدة بنظرية توحد الروح والمادة.

2186 رغوة الزمكان 2

في الخلفية، أعلى اليسار، إحدى النظريات الوحدوية التي اقترحها ألبرت أينشتاين مع استخدام الأعداد المركبة مثل فيزياء الكموم.

نحن نعلم أن رأيه في طبيعة الإبداع، فيما يتعلق بالفيزياء النظرية وأهميتها الفلسفية، كان قريبًا جدًا من رأي باولي كما تثبت الاقتباسات التالية: "إن المهمة العليا للفيزيائي هي الوصول إلى هذه القوانين الأولية العالمية التي من خلالها يمكن بناء الكون عن طريق الاستنتاج المطلق. لا يوجد مسار منطقي لهذه القوانين. فقط الحدس، على أساس الفهم الودي للتجربة، يمكنه الوصول إليهم "و" فكرة في الفيزياء النظرية ... لا تنشأ في الخارج وبشكل مستقل عن التجربة؛ ولا يمكن اشتقاقها من التجربة من خلال إجراء منطقي بحت. يتم إنتاجه من خلال عمل إبداعي. بمجرد الحصول على فكرة نظرية، من الجيد التمسك بها حتى تصل إلى نتيجة لا يمكن الدفاع عنها ". عن 2015 المعهد الأمريكي للفيزياء.

على أي حال، أظهر بنروز في منتصف الستينيات - في ظل ظروف معينة معقولة جدًا، وفي الواقع، والتي تبدو حتمية من الناحية العملية - أن نجمًا نفد وقوده النووي وهو ضخم جدًا يجب أن ينهار لإعطاء ثقب أسود كما أوضح أنه، في إطار معادلات نظرية النسبية العامة، يجب أن يحدث تفرد للزمكان داخل هذا الثقب الأسود، التفرد حيث انحناء الفضاء والكثافة يجب أن تصبح المادة لانهائية ولا تسمح بعد الآن بأي تنبؤ بالحالة النهائية لانهيار مادة الزمكان في النسبية العامة.

لاحقًا، سيتعاون بينروز مع ستيفن هوكينغ لإثبات أن تفرد الزمكان يجب أن يكون موجودًا أيضًا في نظرية أينشتاين عند تطبيقها لبناء النموذج الكوني للانفجار العظيم الذي تشير إليه. هذا في الواقع ليس مفاجئًا جدًا. إن هندسة الزمكان داخل نجم منهار جاذبيًا تشبه إلى حد بعيد هندسة الزمكان في نموذج من نوع الانفجار الكبير عن طريق عكس اتجاه مسار الزمن، الانهيار أصبح توسعًا من التفرد الأولي أو الفرادة الكونية التي ولد منها الانفجار العظيم. لكنها كارثة لأنها تعني أننا لا نستطيع حقًا فهم ما الذي يحدد ولادة الكون الذي يمكن ملاحظته، وبالتالي لماذا يتميز بالخصائص التي نراها فيما يتعلق ببنيته وتطوره. ومع ذلك، في كلتا الحالتين، الانفجار العظيم والثقب الأسود، ينتهي بنا المطاف بزمكان أصغر من ذرة بالقرب من التفرد، مما يعني أنه يجب علينا تطبيق نظرية الجسيمات الأولية وفيزياء مقياس الذرة أو في النطاق مادون المجهري أي اللامتناهي في الصغر وبالتالي نظرية الكموم. كما أوضح جون ويلر، يجب أن يؤدي الجمع بين نظرية الكموم ونظرية النسبية العامة إلى علم الكونيات الكمومية. كما يشير أيضًا إلى أنه في مقاييس زمنية قصيرة جدًا، تلك التي تسمى بلانك، إذا قارنا، كما هو معتاد، سلوك الزمكان بسلوك السائل، فإن الأخير يصبح شديد الاضطراب بما يعادل الفقاعات والرغاوي التي تتشكل مع رغوة الأمواج.

لسوء الحظ، ثبت أن البحث عن نظرية كمومية للجاذبية أكثر صعوبة مما كان يتصور. تم اقتراح العديد من النظريات لهذا الغرض وأكثرها شيوعًا هي تلك الخاصة بنظرية الأوتار الفائقة ونظريات الجاذبية الكمومية الحلقية. لكن هناك أمورًا أخرى مثل تلك التي تستند إلى الهندسة غير التبادلية للفائز بميدالية فيلدز، الفرنسي آلان كونيس، أو تلك الخاصة بالمثلثات الديناميكية السببية. تقوم هذه النظريات الموحدة والجاذبية الكمومية أحيانًا بعمل تنبؤات يمكنها حل الألغاز المرتبطة بالفيزياء بالوجود المفترض للمادة والطاقة السوداوين أو المظلمتين. يمكن أن يكون لها آثار على مفهوم الأكوان المتعددة، وبالتالي، كما أشرنا بالفعل، على الأسئلة المرتبطة بالمبدأ الأنثروبي وبالتالي بمكانة الإنسان، وبشكل أكثر واقعية من الأحياء، في أسرار الحياة والتطور الكوني.

أعمدة الحكمة السبعة:

جان بيير لومينيت معروف جيدًا، ولا سيما من خلال المقابلات التي أجراها والمحاضرات التي ألقاها، ناهيك عن العديد من أعماله وكتبه التبسيطية حول فيزياء الثقوب السوداء، وتاريخ العلوم المتعلقة باختراع الانفجار العظيم أو مكانة اللانهاية في الفيزياء وعلم الكونيات؛ يشتهر جان بيير لومينيت أيضًا بعمله الرائد في الفيزياء الفلكية للثقوب السوداء، من الصورة الأولى لمظهرها المحسوب على الكمبيوتر إلى حدوث الفطائر النجمية، مما أدى إلى ظهور ملاحظات ناجحة، كما يتضح من حدث تعاون Horizon Telescope. فهو تمامًا مثل أينشتاين أو هايزنبرغ، فإن جان بيير لومينيت موسيقي أيضًا، وهذا ليس مفاجئًا عندما نعلم أنه منذ أكثر من 2000 عام، قال آرتشيتاس بالفعل أن علم الفلك والرياضيات والموسيقى كانت تخصصات شقيقة. مثل أينشتاين وهايزنبرغ وشرودنغر وباولي أيضًا، لا تخلو أعماله من تفاعلات مع الأدب والفلسفة والفن بشكل عام.

يحمل أحدث أعماله التي نشرتها أوديل جاكوب علامات هذا التنوع الخلاق، وأثناء استكشافه للبحث عن عالم الجاذبية الكمومية وتوحيد الفيزياء في جوانبها غير المعروفة بالضرورة لعامة الناس، فهو أيضًا نداء حيوي لـ مفهوم وممارسة للعلم أثبت جدارته من كبلر إلى بنروز، بعيدًا عن الأوصاف الجافة لفلسفة وضعية معينة أو السلوكيات الغريبة المهتاجة لهيدغر الذي ادعى أن العلم لم يعتقد بعد ذلك أنه هو نفسه كان غير قادر على سبر الحقيقة كدليل لا لبس فيه، ولا ننسى حقيقة أن هيدغر كان لا يزال عضوًا، في أبريل 1942، في لجنة فلسفة القانون، وهي هيئة نازية، كما أظهر الفيلسوفة سيدوني كيلرير قبل بضع سنوات.

أول ما تم تقديمه للعمل من السنوات 1950-1960 يتعلق في البداية بما يسمى بالنهج الكنسي للجاذبية الكمومية والذي أدى إلى نظرية الجاذبية الكمومية الحلقية، ثم حلقة علم الكونيات الكمومية مما يجعل من الممكن القضاء على الفرادة الكونية singularité أو التفرد الكوني الأولي للانفجار العظيم وحتى تخيل ما قبل الانفجار العظيم.

الجاذبية وعلم الكونيات الكمومي في حلقات هي من بين فرضيات العمل التي تم استكشافها لنظريات الكموم للجاذبية. وهي تستند إلى معادلة ويلر-ديويت الشهيرة وتسمح بالنظر فيما قبل الانفجار العظيم والأكوان الموازية، تمامًا مثل نظرية الأوتار الفائقة. حسب جون بيير لومينيت

من الجاذبية الكمية الحلقية إلى الهندسة غير التبادلية:

تقترح نظرية الجاذبية الكمومية الحلقية أن الزمكان يمكن أن يكون متقطعًا، فما الذي يمكن أن يغيره لأفكارنا حول توحيد الفيزياء؟

في آخر ملحق لكتابه الشهير "معنى النسبية"، كشف ألبرت أينشتاين عن نتائج سعيه الدؤوب لتوحيد قوانين الفيزياء من خلال تعميم معادلات النسبية العامة. يجب أن تكون حقول المادة والقوة مظهرًا من مظاهر الهندسة الجديدة للزمكان المنحني. كان يأمل في أن يتمكن أيضًا من استنباط نسخة أعمق من ميكانيكا الكموم، حتمية تمامًا وقائمة على مجال مستمر.

وبوضوح، أنهى الأب اللامع لنظرية النسبية العامة، مع ذلك ملحقه بهذا الإعلان: "يمكننا تقديم أسباب وجيهة لشرح سبب عدم إمكانية تمثيل الواقع على الإطلاق بمجال مستمر. يبدو أنه يتبع على وجه اليقين من الظواهر الكمومية أن نظامًا محدودًا من الطاقة المحدودة يمكن وصفه بالكامل بسلسلة محدودة من الأرقام (أرقام كمومية). لا يبدو أن هذا يتفق مع نظرية الاستمرارية وينبغي أن يؤدي إلى محاولة إيجاد نظرية جبرية بحتة لوصف الواقع. لكن لا أحد يعرف كيفية الحصول على الأساس لمثل هذه النظرية. "

يعود تاريخ هذه الكلمات إلى عام 1954 وتظهر كنبوءة وكتحية جديدة لعبقرية أينشتاين عندما يلاحظ المرء عمل عالم الرياضيات الفرنسي آلان كونيس فيما يتعلق بالتطبيقات المحتملة لنظريته في الهندسة غير التبادلية لمشاكل توحيد قوانين الفيزياء في بحثه الموسوم مقدمة في الهندسة غير التبادلية وتطبيقاتها لتوحيد الفيزياء والذي حاز عليه جائزة نوبل.

كرست المجلات المتخصصة العديد من المقالات لهذه الهندسة، وفي كتابه، تناول جان بيير لومينيت أيضًا نظريات آلان كونيس.

إن ملحمة البحث عن الجاذبية الكمومية لم تنته بعد، واليوم لدينا سبب أقل للاختلاف مع روح ما قاله عالم الرياضيات العظيم هيرمان ويل بالفعل في ختام كتابه الشهير دورة حول نظرية النسبية قبل بداية العشرينيات: "الشخص الذي يقيس المسافة المقطوعة، من المقياس الإقليدي إلى المجال المتري المتغير اعتمادًا على المادة ويحتوي على مظاهر الجاذبية والكهرومغناطيسية، الشخص الذي يسعى إلى احتضان ما لدينا في لمحة مكشوف ومفتت بالضرورة، يجب أن يشعر هذا الشخص بالحرية، كما لو كان يخرج من قفص حيث كان محبوسًا حتى الآن ؛ يجب أن يكون مشبعًا باليقين بأن عقلنا ليس فقط حاجزًا إنسانيًا مؤقتًا للنضال من أجل الحياة، ولكنه تطور بالرغم من كل المزالق والأخطاء حتى نقطة حيث يمكنها اعتناق الحقيقة بموضوعية. وصلت بعض الأوتار القوية لهذا التناغم بين الكرات التي حلم بها فيثاغورس وكبلر إلى آذاننا ".

قام عالم الرياضيات والفيزياء العظيم هيرمان ويل، أكثر طلاب هيلبرت موهبة، بالكثير لإظهار أهمية المجموعات في فيزياء الكموم. نحن مدينون له أيضًا بكتاب ترويج صغير ممتاز حول مفهوم المجموعة (التناظر والرياضيات الحديثة) والصلات مع مفهوم التناظر في العلوم الطبيعية، سواء كان ذلك في علم البلورات أو علم الأحياء أو للنظرية النسبية، حتى في المجال الفني. ومع ذلك، يمكننا أيضًا الاستمرار في الاشتراك في إعلان ألبرت أينشتاين هذا بعد 50 عامًا من الاجترار المستمر للعالم الكمومي. "شيء واحد تعلمته على مدى العمر الطويل هو أن كل علومنا، مقاسة بالواقع، بدائية وطفولية. ومع ذلك فهو أغلى ما لدينا ".

"لقد ولدت في بيئة، لا أعرف من أين أتيت أو إلى أين سأذهب أو من أنا. هذ هي حالتي مثل حال كل واحد منكم. حقيقة أن كل رجل كان دائمًا في هذا حتى لو كان يواجه النهاية وسيظل هناك دائمًا لا يعلمني شيئًا. كل ما يمكننا ملاحظته لأنفسنا حول السؤال الملح عن أصلنا ووجهتنا هو البيئة الحالية.

لهذا السبب نحن حريصون على معرفة كل ما في وسعنا حول هذا الموضوع. هذا ما يتكون منه العلم، المعرفة، هذا هو المصدر الحقيقي لكل الجهود الروحية البشرية. نحن نحاول أن نكتشف قدر الإمكان عن السياق المكاني والزماني الذي وضعنا فيه ولادتنا. وفي هذا الجهد نجد الفرح، ونجده ممتعًا للغاية (ألن يكون هذا هو الغرض الذي نحن هنا من أجله؟). هذا ما قاله أحد آباء ميكانيكا الكموم، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء إروين شرودنغر. لقد وفرت ميكانيكا موجات المادة التي تحكمها المعادلة التي تحمل اسمه نظرة ثاقبة لخصائص الذرات والجزيئات. اكتشف مع أينشتاين في عام 1935 ظاهرة التشابك الكمومي التي ضمنتها معادلته. كان إروين شرودنغر شغوفًا أيضًا بالفلسفة. كانت هذه هي الأطروحة التي دافع عنها إروين شرودنجر في عام 1950 في إحدى المحاضرات العامة الأربع بعنوان "العلم كعنصر أساسي في الإنسانية". حتى أنه أضاف، باعتباره أحد مؤسسي ميكانيكا الكموم، بعد أن عمل على توضيح طبيعة الحياة وظهور المادة في نموذج نسبي لعلم الكونيات: "المعرفة المعزولة التي حصل عليها مجموعة من المتخصصين في مجال ضيق ليس لها في حد ذاتها قيمة من أي نوع؛ لها قيمة فقط في التوليف الذي يوحدها مع بقية المعرفة وفقط بقدر ما تساهم حقًا، في هذا التوليف، في الإجابة على السؤال: من نحن؟ "نحن نعلم الآن أننا على الأقل غبار النجوم لاستخدام التعبير الذي غالبًا ما يستخدمه هيوبرت ريفز وربما نعيش في كون به زمكان متكدس، كما يقترح جان بيير لومينيت.

حلم التوحيد:

 لطالما كان طموح الفيزياء هو شرح التنوع الحقيقي للواقع من خلال وحدة أساسية. يشرح قانون واحد سقوط التفاحات وحركة القمر، وآخر يشرح كلاً من الكهرباء والمغناطيسية. من خلال تجميع الظواهر المختلفة معًا في أوصاف فريدة، تمكن الفيزيائيون من وصف جميع الظواهر الطبيعية المعروفة · باستخدام أربع قوى جوهرية فقط، عرفت باسم "التفاعلات الأساسية". الثقالة تفسر الجاذبية وسقوط الأجسام، ولكن أيضًا المد والجزر ومسارات القمر والكواكب والنجوم والمجرات، حتى توسع الكون. تم وصفها بكفاءة ملحوظة من خلال نظرية النسبية العامة التي صاغها ألبرت أينشتاين. يشمل التفاعل الكهرومغناطيسي جميع الظواهر الكهربائية والمغناطيسية والضوء والتفاعلات الكيميائية أو البيولوجية أي علم الأحياء - في الواقع، تقريبًا جميع ظواهر الحياة اليومية باستثناء الجاذبية. يتم وصفها بشكل كلاسيكي بواسطة النظرية الكهرومغناطيسية لماكسويل. بعد حل العديد من المشاكل التقنية، ظهرت نظرية أكثر اكتمالا، وهي في آن واحد نسبية وكمومية في نفس الوقت، وتحمل اسم الديناميكا الكهربائية الكمومية. Électro¬ dynamique quantique.

 يضمن التفاعل النووي القويL’interaction nucléaire forte تماسك النوى الذرية، وبالتالي وجود المادة التي نعرفها والتي تشكلنا. يتم وصفه بواسطة نظرية الديناميكا اللونية الكمومية. La chromo¬ dynamique quantique.

 التفاعل النووي الضعيف يسبب الاضمحلال الراديوي النشط للجسيمات دون الذرية ويسمح بالانصهار الحراري أو الاندماج النووي la fusion thermonucléaire ¬ بين النجوم. ويتم وصفه بواسطة النظرية الكهروضعيفة. La théorie électrofaible تم تسليط الضوء على هذين التفاعلين الأخيرين فقط في منتصف القرن العشرين، عندما بدأ فهم بنية النوى الذرية. تم تصنيفهما على أنهما "نوويان" لأنهما يمارسان فقط في مقياس النوى الذرية؛ وبالتالي فهي تفاعلات قصيرة المدى للغاية. ومن ناحية أخرى، فإن التفاعل الثقالي l’interaction gravitationnelle (الذي يكون تأثيره ضئيلًا على النطاق المجهري) والتفاعل الكهرومغناطيسي l'interaction électromagnétique لهما نطاق لانهائي، وتتناقص شدتهما مع مربع المسافة بينهما. أربع تفاعلات لشرح كل الظواهر الفيزيائية وهي قليلة. لكن هذا لا يزال كثيرًا بالنسبة للمنظرين الباحثين عن الوحدة أو توحيد القوانين الفيزيائية الجوهرية. فهم يريدون تقليل هذا العدد. هل يمكن أن تكون التفاعلات الأساسية الأربعة جوانب أو مستويات مختلفة لنفس الواقع الذي يمكن وصفه على مستوى أعمق - أي، يتم التعبير عنه من خلال تفاعل واحد موصوف بواسطة "نظرية وحدوية توحيدية؟»، وتسمى أيضًا نظرية كل شيء Théorie du Tout؟ في غضون ذلك، قد يكون هذا الهدف بعيد المنال، عملية التوحيد تم الحصول عليها جزئيًا في إطار ما يسمى بنموذج الجسيمات "القياسي". يستخدم تعبير "النموذج القياسي أو النموذج المعياري modèle standard " بشكل عام للإشارة إلى نموذج علمي متماسك بدرجة كافية ومستقر لكسب الإجماع بين الخبراء في هذا المجال. وغني عن القول إن صفة "نظرية متماسكة" أمر ضروري لأنه لا يمكن أن يحتوي نموذج علمي توافقي على تناقضات، سواء كانت ذات طبيعة نظرية (يجب ألا تكون الرياضيات الأساسية غير متسقة، والقوانين الأساسية لـ الفيزياء المعروفة، مثل السببية أو الحفاظ على الطاقة، يجب ألا تنتهك)، أو تجريبية (لا يمكن أن يكون النموذج القياسي الذي يتعارض مع التجارب أو الملاحظات بمثابة نموذج قياسي معياري) . يتجاهل مصطلح "مستقر" حقيقة أن النموذج يجب أن يتم إنشاؤه على أسس صلبة بدرجة كافية حتى نتمكن من الاعتماد عليه من أجل تفسير جميع الظواهر التي تقع ضمن المجال. من الناحية اللغوية، يأتي مصطلح المعيار من الحامل الصلب القديم bas francique  stand hard، المستخدم لتعيين معايير القياس مثل النقود والأوزان المستقرة إلى حد ما والثابتة لتحديد المعيار، متوسط القيمة المرجعية. يلبي النموذج القياسي أو المعياري لفيزياء الجسيمات، الذي يصف الجسيمات الأولية وتفاعلاتها، والنموذج القياسي أو المعياري لعلم الكونيات le modèle standard de la cosmologie، الذي يصف بنية الكون المرئي والمراحل الرئيسية لتطوره، هذه المعايير تمامًا. هذا لا يضمن استدامتها بأي حال من الأحوال: وهي مثل أي نموذج، محكوم عليها بالتغير بمرور الوقت اعتمادًا على تطور معرفتنا. لذلك فمن الصحي والشرعي التشكيك في "ما وراء" هذه النماذج القياسية

نموذج الجسيمات المعياري أو القياسي Le modèle standard des particules

إن النظرية الحالية هي التي تجعل من الممكن شرح جميع الظواهر التي يمكن ملاحظتها على مستوى الجسيمات، دون معالجة تفاعل الجاذبية. على الصعيدين الكمومي والنسبية في آن واحد، يحتوي النموذج القياسي للجسيمات على تفاعلين متميزين: التفاعل القوي الموصوف بالديناميكا اللونية الكمومية، والتفاعل الكهروضعيف، وهو توحيد التفاعل الضعيف والكهرومغناطيسية. يتم تفسير جميع هذه التفاعلات المختلفة من خلال تبادل "البوزونات المقيسة bosons de jauge " بين الجسيمات الأولية المسماة الفرميونات. Fermions. يشتمل النموذج القياسي أيضًا علب بوزونات Brout-Englert Higgs ااختصار BEH)، المرتبط بمجال قوة جديد كان موجودًا فقط في الكون البدائي للغاية، وهو حقل هيغز le champ de Higgs، وهو شكل من أشكال طاقة الفراغ الكمومي. نقرأ بشكل عام أن بوزون BEH هو الذي أعطى، في الأيام الأولى للكون، كتلة لجسيمات أخرى (باستثناء الفوتون). وفي الواقع، تفاعلت الجسيمات، عديمة الكتلة في البداية، بشكل أو بآخر مع مجال أو حقل هيغز، وهذا التفاعل هو الذي أعطاها القصور الذاتي l'inertie الذي نخلط بينه وبين الكتلة la masse. وبالتالي، فإن كتلة الجسيمات، بمعنى ما، لا تأتي من تلقاء نفسها، بل تأتي من نوع من "الاحتكاك" بالفراغ. الجسيمات الأولية للنموذج القياسي هي 25 جسيماً بينها : 12 بوزونا، وهي نواقل التفاعلات المختلفة، وهي: - الفوتون الذي ينقل التفاعل الكهرومغناطيسي ؛ - 8 غلوونات، والتي تنقل التفاعل القوي ؛ - 3 بوزونات W+, و w- و Z0، والتي تنقل التفاعل الكهروضعيف. • 12 فرميونا، وهي جزيئات من مادة خاضعة لتفاعلات، مقسمة إلى فئتين: - 6 كواركات وكواركاتها المضادة، والتي تشكل جميع الجسيمات المركبة (مثل البروتون أو النيوترون) ؛ - 6 لبتونات (بما في ذلك الإلكترون والنيوترينو) ومضاداتها. • 1 بوزون هيغز BEH، الذي يعطي كتلة للفرميونات الأولية والبوزونات W و Z0 •

ما وراء النموذج القياسي:

 تم إنشاء النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات في التسعينيات " وهو يعمل" بشكل رائع، لكنه لا يمثل النظرية النهائية للفيزياء، والسبب الرئيسي هو غياب الجاذبية في هذه النظرية المعيارية. ولكن، حتى من خلال التمسك بالتفاعلات الأساسية الثلاثة الأخرى، فإن النموذج القياسي غير قادر على تفسير نسب الكتلة بين الجسيمات المختلفة (ما يسمى بمشكلة التسلسل الهرمي problème dit de la hiérarchie)، ويتوقع كتلة صفرية من النيوترينوات بينما هذا ليس موجوداً في الواقع. إنه لا يأخذ في الحسبان تكوين المادة السوداء أو المظلمة غير الذرية التي يبدو أنها موجودة في الكون، ولا طبيعة الطاقة السوداء أو المظلمة التي تسرع توسع الكون. أخيرًا، إنه لا يوحد فعليًا التفاعلات الكهرومغناطيسية، والتفاعلات النووية الضعيفة والقوية في تفاعل واحد يمكن للمرء أن يطلق عليه "الطاقة النووية". أو الكهرونووي électronucléaire .

في هذا الصدد، بعد النجاحات المبكرة لنظرية الكهرو ضعيفة la théorie électro¬ faible التي وحدت جزئيًا الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة، بدا أن الطريق إلى هذا التوحيد الأكثر اكتمالًا يمكن الوصول إليه بسرعة. في وقت مبكر من سبعينيات القرن الماضي، اقترح شيلدون غلاشو وهوارد جورجي Sheldon Glashow et Howard Georgi النظرية الموحدة الكبرى (GUT Grand Unified Theory) بناءً على شكليات فيزيائية رياضية مشتركة مشتقة من نظرية مجال القياس الكمي. كان التنبؤ الرئيسي لهذه النظرية الجديدة هو تفكك البروتونات، وبالتالي تفكك المادة العادية التي تشكلنا (مع احتمال ضئيل بما يكفي بحيث لا يزال أمامنا بضع مليارات من السنين!). لكن تبين أن النتائج التجريبية تتعارض مع هذه التوقعات: لا يمكن ملاحظة أي تحلل للبروتون، مما يضمن عمر البروتون لأكثر من 1035 عامًا. لذلك لا يبدو أن نظرية التوحيد العظيم صحيحة.

 من المفارقات، في سياق النسبية العامة، أن الجاذبية ليست قوة أو تفاعل. في هذا الوصف، وهو هندسي بحت، فإن أي شكل من أشكال الطاقة يحني الزمكان. تتحرك الأجسام الضخمة في هذا الزمكان دون التعرض لقوة الجاذبية، متبعةً الجيوديسية géodésiques المكافئة للخطوط المستقيمة في الفضاء بدون انحناء. بما أن النسبية العامة ليست نظرية للحقول الكمومية، فهي لا تفترض وجود جسيم وسيط للجاذبية. ولكن، نظرًا لأن العديد من الفيزيائيين مقتنعون بأن الجاذبية أو الثقالة تفاعل أساسي وأنه سيكون لها يومًا ما نظريتها الكمومية، فقد قاموا بتعميد الجسيم المسؤول عن الجاذبية (إن وجد وأسموه غرافيتون graviton) وابتكروا تجارب من شأنها أن تسمح أو تقود لاكتشافه. لم ينجح أي منها حتى الآن. لملء هذه الفجوات العديدة، طور الفيزيائيون امتدادات للنموذج القياسي مثل التناظر الفائق la supersymétrie والجاذبية أو الثقالة الفائقة la supergravité والنظريات ذات أبعاد الزمكان الإضافية أو حتى النماذج المركبة les modèles composites. لقد كرس جيلين من الباحثين حياتهم لاستكشاف هذه الاحتمالات المختلفة، ولكن حتى الآن لم يتم ملاحظة أي من الجسيمات الجديدة التي تنبأت بها هذه الامتدادات extensions للنظريات، سواء بشكل طبيعي من الكون أو بشكل مصطنع أثناء التجارب التي تم إجراؤها فيمصادم الجسيمات العملاق LHC، وهو أكبر مسرع للجسيمات في العالم.

النموذج القياسي لعلم الكونيات: Le modèle standard de la cosmologie

 النموذج القياسي لعلم الكونيات المعروف بــ ACDM، المبني حول الفكرة المركزية للانفجار العظيم Big Bang، خضع للعديد من التعديلات في العقود الأخيرة. مطابقة بنجاح قيود الرصد والمراقبة والملاحظة الجديدة، لا تزال هناك بعض المناطق الرمادية التي فشل النموذج في تسليط الضوء عليها، والتي تشكل مصدر نقاش حاد في المجتمع العلمي. هذا هو السبب في أن النموذج لديه معارضون. ومع ذلك، لا أحد منهم قادر اليوم على تقديم مثل هذا النموذج العلمي البديل المرضي أو المقبول، والذي من شأنه أن يفسر جميع الملاحظات التي تمت خلال القرن الماضي. لفهم حدود النموذج القياسي بشكل أفضل، دعونا نرى كيف يتم بناء النموذج الكوني بشكل عام. الشيء المادي المدروس، وهو هنا الكون، له خصوصية كونه فريدًا وغير قابل للتكرار. على عكس العديد من الظواهر الفيزيائية الأخرى، فإن هذا يمنع أي مقارنة وأي نهج تجريبي ذي طبيعة إحصائية. de nature statistique نحن أيضًا مراقبون موجودون داخل هذا الكائن أو الشيء الذي نريد دراسته، سواء من حيث الموقع المكاني أو لحظة الملاحظة. لذلك فإن الرؤية التي يمكن أن نحصل عليها عن الكون خاصة جدًا ومحدودة في الجزء الذي يمكن ملاحظته. ينتج عن هذا افتراضان أساسيان على الأقل: الأول هو أن أي نموذج كوني قياسي يجب أن يقدم حلاً علميًا يجعل من الممكن حساب جميع الملاحظات التي تم إجراؤها. قد لا يكون مثل هذا الحل فريدًا، ولا يوجد ما يثبت تفرده المحتمل. الفرضية الثانية هي أن قوانين الفيزياء التي نلاحظها محليًا - على الأرض وفي المختبرات وفي بيئتنا المباشرة - صالحة في أي نقطة أخرى في الكون وفي أي لحظة أخرى من تاريخه. هذه الفرضية ليست تافهة، وقبل كل شيء، لم يتم توضيحها. حتى بدون تغيير القوانين، يمكن لمعايير مختلفة مع ذلك أن تتطور وتتغير. وهكذا، تم إجراء العديد من التجارب لقياس ترتيب حجم التباين المحتمل بمرور الوقت للثابت الشمولي للجاذبية أو الثقالة أو سرعة الضوء في الفراغ. العديد من المقاربات والمناهج النظرية، مثل نظرية الأوتار la théorie des cordes، تأخذ في الاعتبار الاختلافات المحتملة في الثوابت الأساسية على نطاقات زمنية كبيرة، لكنها مقيدة بشدة بالملاحظات، التي ليست كذلك أي التي لا تظهر أي اختلاف قابل للقياس على مجمل التطور الكوني. بالإضافة إلى هذين الافتراضين المبدئيين، فإن النموذج الكوني المعياري أو القياسي le modèle standard cosmologique ¬ تم بناؤه حول أربع افتراضات رئيسية. الأول هو صحة نظرية النسبية العامة، والتي تقدم تفسيرًا متماسكًا لظواهر الجاذبية التي نلاحظها، والتي تتوافق تنبؤاتها بشكل استثنائي مع جميع القياسات التي تم إجراؤها. ومع ذلك، هناك العديد من النظريات البديلة التي، على الرغم من اختلافها العميق عن النسبية العامة، تؤدي إلى نفس التنبؤات ولكنها تختلف عندما يتعلق الأمر بوصف بدايات الكون. لأن المشكلة موجودة: النموذج القياسي لعلم الكونيات يُدخل نظريتين مع أسس غير متوافقة، النسبية العامة للهندسة "على النطاق الكبير" للزمكان والفيزياء الكمومية للسلوك المجهري لمحتواها المادي والطاقوي. إنها مواجهة مباشرة بين فيزياء "المستمر" continu أو المتصل، حيث يُنظر إلى الزمكان على أنه متشعب أو متغير سلس، وفيزياء "غير متصل discontinu «، حيث يكون للزمكان بنية يمكن وصفها بأنها "حبيبية " granulaire، حتى أنه لا يمكن وصفها بأنها أقل من طول بلانك (حوالي 10-33 سم)، والذي سيمثل نوعًا ما حجم أصغر الحبوب التي وصفتها نظرياتنا الفيزيائية. تصبح المشكلة مستعصية على الحل عندما يقترب المرء من "لحظة الصفر" المفترضة للكون، الانفجار العظيم، لأن أيًا من النظريتين غير كافيتين لوصف سلوك الكون في جواره. إن مجالات صدق كل منهم عفا عليها الزمن، ويحتاج الفيزيائي إلى أدوات أخرى لفهم ما حدث بالفعل أثناء الانفجار العظيم، أو حتى إذا كان موجودًا. الفرضية الثانية للنموذج القياسي الكوني هي الوصف الذي أعطي للمادة بواسطة قوانين الفيزياء المعروفة. على سبيل المثال، منحنيات سرعة دوران المجرات، وديناميات المجرات داخل مجموعاتها أو حشودها leurs amas، أو تكوين هياكل كبيرة ليست قابلة للتفسير، عبر النسبية . بشكل عام، وذلك بفضل إدخال كمية كبيرة من المادة السوداء أو المظلمة غير الذرية، التي يؤثر تأثيرها أو فعلها الثقالي على المادة المضيئة. وبالمثل، لا يمكن فهم التوسع المتسارع للكون، إلا في النموذج الكوني القياسي، من خلال افتراض وجود شكل من أشكال الطاقة الطاردة répulsive، وهي الطاقة السوداء أو المعتمة أو المظلمة، التي تمثل حاليًا ثلثي إجمالي محتوى الطاقة في الكون. من الواضح أن إدخال هذه المكونات الكونية الجديدة له تأثير مباشر على النموذج القياسي الآخر، وهو نموذج الجسيمات: ما هي طبيعة المادة المظلمة والطاقة المظلمة؟ هل يجب أن نكتشف جسيمات جديدة؟ تؤكد هذه الأسئلة على الارتباط العميق الموجود بين فيزياء "اللامتناهي في الصغر" وفيزياء " اللامتناهي" في الكبر". تستدعي الفرضية الثالثة خصائص معينة لتناظر الزمكان والتي تجعل من الممكن حل معادلات أينشتاين للنسبية العامة. إنها تعكس الإيزوتروبي l'isotropie (أي عدم وجود اتجاه مميز) الذي لوحظ في شعاع الخلفية الكونية أو حتى في توزيع المجرات على نطاقات كبيرة جدًا. ينتج عن هذا التناظر انخفاض جذري في عدد الاحتمالات لتحديد مقياس الكون. في الواقع، يقدم الإيزوتروبي اثنين فقط من الاحتمالات: إما أن كوننا متماثل كرويًا symétrie sphérique، ونحن موجودون بالقرب من مركزه، أو أنه متناح أو إيزوتروب isotrope عند كل نقطة من نقاطه، وهو ما يُترجم بحقيقة أن الكون متجانس مكانيًا بالإضافة إلى كونه موحد الخواص. هذا الاحتمال الثاني يشكل ما يسمى بالمبدأ الكوني le principe cosmologique. وبغياب القدرة على الحسم واتخاذ القرار من خلال الملاحظات، فهذا هو الذي يتم الاحتفاظ به كمسلمة للنموذج القياسي، بافتراض أنه لا يوجد سبب يجعلنا نحن المراقبين نحتل مكانًا متميزًا في الكون. يؤدي هذا إلى حل رياضياتي دقيق لمعادلات أينشتاين، مقياس فريدمان-لومتر la métrique de Friedmann-Lemaître، الذي سمي على اسم مكتشفيه الأوائل في عشرينيات القرن الماضي. يخبرنا أن شرائح الفضاء، محليًا، متناحية إيزوتروب ومتجانسة homogènes et isotropes ولا يمكن أن تكون هندستها إلا من ثلاثة أنواع مختلفة فقط، وهي كروية ذات انحناء إيجابي sphérique à courbure positive، أو إقليدية مع انحناء صفري euclidienne à courbure nulle  أو تحدبية بانحناء سلبي. hyperbolique à courbure négative الفرضية الرابعة تتعلق بالهيكل العام لـ الكون، والذي لا يمكن استنتاجه من الهندسة المرصودة محليًا. على سبيل المثال مقياس فريدمان-لومتر la métrique de Friedmann-Lemaître، تحتوي الأسطوانة على نفس المقياس أو نفس الهندسة المحلية مثل المستوى plan، لكن هيكلها sa topologie، أي شكلها العام، مختلف تمامًا. لقد كرس العالم الفرنسي جون بيير لومينيت أكثر من عشرين عامًا من العمل لهذا المجال الرائع من البحث الذي سماهسنة 1995 "الهيكل الكوني topologie cosmique ". تكمن المشكلة في أنه من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، تحديد شكل الكون بفضل الملاحظات والرصد فقط، خاصةً عندما يتجاوز حجمه نصف قطر الجزء المرئي منه. في الختام، يسمح النموذج القياسي لعلم الكونيات شرح بطريقة بسيطة واقتصادية نسبيًا جميع الملاحظات التي لدينا حاليًا على الكون واسع النطاق، من ديناميات المجرات إلى تكوين الهياكل الكبيرة، بما في ذلك توسع الفضاء، الوفرة النسبية للذرات المختلفة وخواص إشعاع الخلفية الكونية. لا يوجد نموذج مثالي، إلا أنه يعاني من بعض المناطق الرمادية التي من المرغوب توضحيها: من بينها، تعد طبيعة المادة المظلمة غير الذرية وهي نقطة حاسمة، وإدخال الطاقة المظلمة التي تهيمن تمامًا على محتوى الطاقة في الكون. يعاني النموذج أيضًا من عدم اليقين فيما يتعلق بعملية التضخم المحتملة التي قد يكون الكون قد اختبرها في مهده، والعلاقة بين التقلبات الكمومية البدائية les fluctuations quantiques primordiales وولادة الأجسام ذات الحجم الفلكي الأول .لاحظ أيضًا أن التعيين ذاته للنموذج الكوني القياسي، modèle standard

cosmologique ACDM، والذي تسبب في الفوز بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2019 لأحد المبادرين جيمس بيبلز James Peebles، يؤكد هذا بشكل متناقض المشاكل المحتملة. المصطلح A هو الرمز التقليدي للثابت الكوني، والذي لا يعرف على وجه اليقين ما إذا كان يجب تحديده مع الطاقة المظلمة التي تسرع من التوسع الكوني. يشير الرمز DM (المادة المظلمة Dark Matter) إلى أنه من أجل حساب حركات وتشكيل الهياكل الفلكية الكبيرة، يجب إدخال شكل من أشكال المادة المظلمة ذات الطبيعة غير المعروفة، حيث يشير الحرف C (بارد Cold) إلى أنه يمكن أن يكون " بارد "، وهذا يعني أنه متحرك بسرعات منخفضة مقارنة بسرعات الضوء.

أوفي حالة قرب إلى لحظة الانفجار العظيم، تكمن المشكلة في الفيزياء ككل، لأنها تتعلق بخصائص المادة بمقاييس المسافة والطاقة التي تتجاوز مجالات صحة وصلاحية ركيزتان أساسيتان للنموذج الكوني القياسي، ألا وهما النسبية العامة وميكانيكا الكموم. من الضروري إذن اللجوء إلى نظرية أكثر عمومية تشمل هاتين النظريتين، تمامًا كما تم استيعاب نظرية نيوتن في الجاذبية الكونية قبل قرن من الزمان بواسطة نظرية أينشتاين. يعتقد العديد من الفيزيائيين أن نظرية الجاذبية الكمومية théorie de gravitation quantique ضرورية لحل الأسئلة المتعلقة بالمادة السوداء أو المظلمة والطاقة المعتمة أو المظلمة، وتبرير بحثهم بهذه الحجة. ومع ذلك، فإن الثابت الكوني، الموجود بالفعل في النسبية العامة الكلاسيكية، يفسر تمامًا الطاقة المظلمة، بينما يمكن تفسير المادة المظلمة غير الذرية من خلال ما يسمى بالنيوترينوات العقيمة. في حين أن هذه المكونات الكونية تنطوي على فيزياء تتجاوز نموذج الجسيمات القياسي، فإنها لا تتطلب بالضرورة قياس الجاذبية. في الواقع، المبرر الوحيد المقنع لنظرية الجاذبية الكمومية، إلى جانب توحيد ركيزتي الفيزياء الحالية، هو القضاء على التفردات l'élimination des singularités. ولكن، هناك مرة أخرى، يمكننا الاستغناء عنها باستخدام علم الكونيات الارتدادي les cosmologies à rebond ...

وحدات بلانك:  Les unités de Planck

 يتم التحكم في مقياس الظواهر الفيزيائية المعروفة من خلال ثلاثة ثوابت أساسية: 

- سرعة الضوء في الفراغ c كلم/ثانية, 3000000 (299792458 م / ث) ثابتة المقياس الذي تكون فيه التأثيرات النسبية هي الغالبة ؛

- ثابت نيوتن G (6,673.10-11 m3/kg.s2) يقيس شدة تأثيرات الجاذبية ؛

 - ثابت بلانك المخفض fi= h/(2rr) (1,054.10-34 kg.m 2/s ) يميز مقياس التأثيرات الكمومية. في وقت مبكر من عام 1899، أشار الفيزيائي الألماني ماكس بلانك (1858-1947) إلى أنه يمكن الجمع بين هذه الثوابت بثلاث طرق مختلفة لإعطاء الوحدات الأساسية للطول والزمن والكتلة: -

 طول بلانك، Lp = [fi GlcT 12 = 1,61.10-35  mètre، هو a نوع من الطول الموجي الأدنى، أو "كم الفضاء" quantum d'espace ؛ -

زمن بلانك، tp = [fi G/c5 ] 112  = 5,39.10-44 seconde،، هو الزمن الذي يستغرقه الضوء في السفر بطول بلانك، أي مقدار الزمن الكمومي quantum de temps - كتلة بلانك، Mr = [fi c/GJl12  = 2,18.10-s  kilogramme، ومع ذلك، ليس كمًا للكتلة. في الواقع، إذا بدت كبيرة نسبيًا (تساوي تقريبًا كتلة حشرة السوس acarien)، فهي في الواقع بمقياس الحجمين الآخرين ؛ يمثل في الواقع كتلة الثقب الأسود الذي سيكون نصف قطره هو طول بلانك ووقت التبخر الكمومي d'évaporation quantique، أي زمن بلانك

 - يكمن جمال وحدات بلانك بشكل عام وطول بلانك بشكل خاص في أنه من خلال اعتمادها كمراجع لا يهم الوحدات التي يتم اختيارها لأخذ القياسات. سواء كنت فرنسيًا أو صينيًا أو أمريكيًا أو حتى من المريخ، فالجميع كذلك سوف يتفق على نفس الطول أو نفس الوقت. فيما يتعلق بوحداته، كتب بلانك نفسه في مقالته إلى أكاديمية العلوم البروسية: "سوف يحتفظون بالضرورة بمعناهم لجميع الأزمنة وجميع الحضارات، حتى غير البشرية وكائنات خارج الأرض، ويمكن للمرء أن يقوم بتعيينها كوحدات طبيعية. " ما المعنى العميق الذي يمكن أن نعطيه لهذه الكميات؟ هذه هي المقادير التي تصبح فيها تأثيرات الجاذبية والكمومية والنسبية ذات شدة مماثلة في نفس الوقت. على سبيل المثال، في نماذج Big Bang، كان زمن بلانك هو الزمن الذي كان من المقرر أن يخضع الكون الناشئ خلاله بشكل أساسي للتأثيرات الكمومية. يشير هذا إلى أن الوصف الصحيح للزمكان والمادة في الكون المبكر جدًا، وبالمثل داخل الثقوب السوداء، يتطلب نظرية تجمع بين الجاذبية النسبية وميكانيكا الكموم. القوى الأساسية الأربع المعروفة:

- القوة الشديدة (strong force) (النووية) وهي تعمل في نواة الذرة وتربط بين البروتونات والنيوترونات.

- القوة النووية الضعيفة (weak force) وهي تعمل داخل نواة الذرة وهي المسؤولة عن النشاط الأشعاعي لنواة الذرة.

- قوة الجاذبية أو الثقالة (gravity) وهذه تعمل بين الكتل، ويبلغ مداها إلي مالا نهاية. وقوة الجاذبية تعمل بين جميع الأجسام، وتظهر واضحة في التكوين الكري للأجسام السماوية من كواكب وشـموس، وكذلك تتحكم في أفلاك الكواكب حول الشمس، ودوران المجرات.

- القوة الكهرومغناطيسية هي التي تربط الإلكترونات بأنوية الذرات، وتربط الذرات بعضها البعض مكونة جزيئات وهي القوة المتحكمة في البنية البلورية. والقوة الشديدة هي التي تربط الكواركات في نواة الذرة وتربط ومكونات النواة (البروتونات) رغم شحناتها المتنافرة الموجبة. وقوة الجاذبية هي التي تكوّر الأرض وتكور الشمس وتجعل الكواكب تدور في أفلاك حول الشمس، وهي التي تربط المجرات بعضها البعض، وهي التي تجعلنا منجذبين إلى الأرض.

 هذا هو ما يسعى إليه العلماء منذ أكثر من قرن من الزمن.

لابد من التذكير بأن أهم الثوابت هو " الثابت الكوني" الذي أضافه آينشتاين لمعادلاته في بداية القرن العشرين ثم تخلى عنه واعتبره أكبر خطأ ارتكبه في حياته العلمية ثم عاد " الثابت الكوني هذه المرة على شكل الطاقة السوداء أو المعتمة او المظلمة" التي يعتقد أنها تتسبب في تسارع التوسع الكوني.

لإنقاذ الموقف، اعتقد علماء فيزياء الطاقة العالية بعد ذلك أن الثابت الكوني قد لا يكون ثابتًا حقًا. على سبيل المثال، اقترح روبرت كالدويل ومعاونوه في عام 1998 وجود كيان جديد، عنصر خامس، من شأنه أن يضفي على الفضاء نفس المسحة، تمامًا كما فعل الأثير في كون أرسطو، وهذا العنصر الخامس يسمى "الجوهر". تم اختيار المصطلح من قبل الباحثين لتطبيقه على مجال الطاقة الجديد الافتراضي هذا. والذي يُعزى إلى اختلاف بطيء للغاية، لا يزال من الممكن تمثيله في نماذج الكون باستخدام المصطلح الكوني، والذي يتوقف عندئذٍ عن تعريفه على أنه ثابت. يمكن تفسيره دائمًا على أنه ما يبقى في الكون عند إزالة كل المادة وكل الإشعاع منه. وبهذا المعنى، فإن الجوهر يتوافق مع شكل معين من الفراغ، ولكنه أكثر مرونة من الثابت الكوني لأنه يتغير بمرور الوقت. قيمة هذا المجال، عالية للغاية في الكون البدائي (لذلك وفقًا لحسابات علماء فيزياء الطاقة العالية. ستنخفض القيمة بشدة أثناء التطور الكوني، ووفقًا للقيمة التي يقيسها علماء الفلك اليوم. بتعبير أدق، فإن مجال الجوهر سيتطور بشكل طبيعي نحو الجاذب مما يمنحه قيمة منخفضة مهما كانت قيمته الأصلية. وبالتالي، فإن عددًا كبيرًا من الظروف الأولية المختلفة للانفجار العظيم سيؤدي إلى نفس الكون الحالي – يجب أن ننتبه بدقة للالتفاتة اللطيفة! التي قادتنا نحو نهج آخر هو نظرية الأوتار، الممتدة من نظرية التناظر الفائق المقصود منها تضمين وصف للغرافيتون وكذلك أحد أكثر مقترحاتها الأكثر إثارة للدهشة الذي يتعلق بالتعدد الكوني أو الكون المتعدد. نظرية الأوتار، كما قلنا هي امتداد للتناظر الفائق الذي يهدف إلى تضمين وصف للغرافيتون، وهو الجسيم المكون للثقالة أو الجاذبية، أكثر مؤيديها حماسة (وشهرة) مثل ليونارد سسكيند وبرايان غرين وماكس تغمرك Brian Greene أو Max Tegmark الذين يأملون في تحويل الإخفاق في الإقناع والتوضيح إلى تحايل رياضياتي جديد أكثر إسرافًا بكثير من ذلك الخاص بالجوهر أو العنصر الخامس quintessence: إذا لم نفهم القيم التي تأخذها الثوابت الأساسية في كوننا، فيكفي الافتراض أن كوننا ينتمي إلى مجموعة لا نهائية تقريبًا وغير قابلة للرصد من الأكوان المتنوعة، كل منها مزود بمعلمات ومعايير موزعة عشوائيًا. في "مشهد" الكون المتعدد، يكون الثابت الكوني كبيرًا بشكل غير عادي في معظم الحالات، ولكن لا بد أن يكون هناك كون بعيد الاحتمال حيث يكون الثابت الكوني صفرًا تمامًا، وكون آخر غير محتمل تمامًا حيث يكون له "القيمة الصحيحة". كما هو حال كوننا بالطبع. لذلك، بالنسبة لهم، يمتلك كوننا المعلمات والمعطيات غير المحتملة التي يمتلكها هو فقط لأن هذه المعلمات والمعايير والمعطيات هي التي تجعله صالحًا للسكن، وبالتالي باستخدام حجة من النوع الأنثروبي التي تبدت حدودها أعلاه. تعد النظرية M، امتداداً لنظرية الأوتار التي اقترحها إدوارد ويتن، وتطمح لأكثر من ذلك. وفقًا لمؤيديها، في عالم "الأغشية" متعدد الأبعاد الذي نشأ من النظرية أم M، يمكن استيراد الطاقة المظلمة المقاسة في غشاء الكون من الأبعاد الإضافية لـ "المصفوفة" التي سيكون مغمورًا فيها. يرى باحثون آخرون أصل التنافر الكوني في التفاعلات المحتملة بين الأغشية - والتي ترقى إلى القضاء على أي لجوء إلى الطاقة المظلمة. هذا لا يلقي أي ضوء على المشكلة، إذا تذكرنا أن النظرية M هي أكثر غموضًا من الطاقة المظلمة، التي لها على الأقل تأثيرات ملحوظة على سرعة التوسع الكوني. كما نرى، لا توجد أي من هذه النظريات الجديدة، مهما كانت مثيرة من هي قادرة على أن تحل الصعوبات بشكل أفضل من إصداراتها السابقة التي تتعاطى مع الطاقة المنخفضة. ففي كل مرة يتم دفع المشاكل إلى الوراء أكثر قليلاً، مما يزيل قدرًا من الخيال مثل النظريات المذكورة أعلاه: فيزياء موحدة تمامًا والتي ستكون على وشك الانتهاء. أتجاهل محاولات أخرى لا حصر لها لشرح طبيعة الطاقة المظلمة. حتى أن بعض الباحثين ينكرون وجودها، على سبيل المثال من خلال استدعاء كون غير متجانس بدلاً من نموذج فريدمان-لومتر المتجانس القياسي؛ في هذه الحالة، ستختلف سرعة التمدد في الزمان والمكان وفقًا للاختلافات في الكثافة، ولن تكون الطاقة المظلمة أكثر من مجرد قطعة أثرية. باختصار، يتم نشر اقتراح جديد للطاقة المظلمة في المتوسط كل شهر. يكفي القول إن الوضع مشوش إلى حد ما. قبل بضع سنوات، تطوع جيرارد هوفت، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1999، لكتابة مقال في مجلة بعنوان "100 حل لمشكلة الثابت الكوني، ولماذا جميعها خاطئة". قرر أخيرًا ترك المهمة لأحد طلاب الدكتوراه تحت إشرافه، معتبرًا أنها ستكون تمرينًا جيدًا للطالب في هذه المرحلة، من المشكوك فيه ما إذا كان اكتشاف التسارع الكوني، الذي يعتبر أحيانًا الأهم في العشرين عامًا الماضية في الفيزياء، يؤدي إلى الكثير من الالتواءات النظرية. من ناحية أخرى، يمكننا أن نعتقد أن الأمر يتطلب المزيد من الخيال والإبداع لإخراج الفيزياء النظرية مما نعتقد أنه طريق مسدود. من ناحية أخرى، يمكن للمرء أيضًا أن يتساءل عما إذا كانت الفيزياء الحالية لا تعاني من فائض من الخيال مقارنة بنقص البيانات التجريبية. بالإضافة إلى ذلك، يصبح الخيال، رأس المال للإبداع العلمي، غير منتج إذا لم يطرح الأسئلة الصحيحة. من غير المجدي أن نتعجب من حقيقة أن التناظر يمكن أن يوحد الجسيمات الأولية والتفاعلات الأساسية إذا كان الفيلسوف وعالم الرياضيات جوتفريد فيلهلم ليبنيز يؤمن بذلك في القرن الثامن عشر، ومؤخرًا المنظر البريطاني روجر بنروز، نحن نفهم الطبيعة بشكل أساسي، كلما بدت لنا قوانينها أقل تناسقًا. لقد رأينا أن ظاهرة التسارع الكوني يمكن وصفها ببساطة من خلال الثابت الكوني الكلاسيكي لمعادلات أينشتاين، دون اللجوء إلى الفيزياء الجديدة. لكن مجرد كونها أبسط تفسيراً وأكثرها طبيعية لا يعني أنها التفسير الصحيح: على مدى خمسة وعشرين قرناً من ممارستها، لم تتوقف العلوم، وجميع التخصصات مجتمعة. عن مفاجأتنا. ولكن إذا لم يكن الثابت الكوني المرتبط بالفراغ الكمومي هو الذي يسبب التسارع الملحوظ للتوسع الكوني، فما هو السبب الذي يقف وراء التسارع في التوسع الكوني؟ من خلال طرح مشكلة التوافق بين الوصف الكلاسيكي للمكان والزمان والجاذبية مع الطبيعة الكمومية للمادة التي لا تزال غامضة. تشير خطورة الطاقة المظلمة إلى أن شيئًا أساسيًا مفقود في فهمنا للكون المادي. على هذا النحو، يمكن أن يكون توضيحها بمثابة دليل حول كيفية تطوير نظرية جيدة للجاذبية الكمومية. كما هو الحال مع القضاء على التفردات أو حل مفارقة الانتروبيا للثقب الأسود، مثلما يعتبر تفسير القيمة الصحيحة لكثافة الطاقة المظلمة هو اختبار لهذه النظريات. سنرى أنه فيما يتعلق بالثابت الكوسمولوجي أو الكوني حيث فشتل نظرية الأوتار، فإن المناهج الأخرى مثل الجاذبية الكمومية الحلقية، والجاذبية الآمنة مقاربًا أو حتى المجموعات السببية لم تنجح. إنها تحية فريدة من نوعها إلى عباقرة مثل آينشتاين ولوميتر لنرى كيف سلك "الحمل الصغير، أي الراهب جورج لومتر" الذي ناقشوه بأدب في مؤتمر باسادينا منذ أكثر من ثمانين عامًا، مسارًا متعرجًا لا تزال نهايته غير مرئية.

معادلات الطاقة المظلمة:

هل يمكننا تخيل أجهزة تجريبية قادرة على تقييد النماذج المختلفة للطاقة المظلمة بشكل أفضل؟ يتميز هذا العامل " أي الطاقة السوداء أو المظلمة" بالضغط السلبي. هذا الأخير يعادل في الواقع التوتر، تمامًا مثل الأجسام المرنة والألواح المطاطية أيضًا، عند الشد، يوجد ضغط سلبي كامن موجه إلى الداخل. يتضح أنه عندما يكون ضغط الطاقة المظلمة أقل من ثلث كثافة الطاقة، تتغير قوة الجاذبية وتصبح نابذة. المعلمة الرئيسية هي معادلة الحالة التي تشرح العلاقة بين الضغط p للطاقة المظلمة وكثافة طاقتها p في p = wpc2، حيث w هو معلمة paramètre تعتمد على طبيعة الطاقة. للحصول على طاقة طاردة، يجب أن تكون w سالبة وأقل من -1/3. تنص إحدى المعادلات الأساسية للنموذج الكوني القياسي (المعروف بمعادلة فريدمان الثانية) على أن معدل تمدد الكون يتناسب مع- (p + 3p / c2). في الفيزياء اليومية، تكون الكثافة p والضغط p موجبة، لذا فإن معدل التمدد سالب، وهو ما يتوافق مع التباطؤ. ولكن إذا أخذنا في الاعتبار مجال طاقة يكون فيه (p + 3p / c2) سالبًا، يصبح معدل التمدد موجبًا ونحصل على تسارع. كما رأى لومتر في عام 1934، فإن الثابت الكوني الفراغ الكمومي يتميزان بـ w = -1 ؛ ولذلك فهي طاردة للغاية. أشكال أخرى من الطاقة المظلمة، مثل نماذج العنصر الخامس modèles de quintessence، والتي تترواح قيمة w فيها بين -1 و -113. يتميز الشكل الأكثر تطرفاً للطاقة النابذة أو الطاردة d'énergie répulsive، والمعروف باسم "الطاقة الوهمية énergie fantôme أو الطاقة الشبح"، بـ w <-1. المرونة النظرية تسمح أيضا إلى معادلة الحالة]'équation d’état  بأن تتغير بشكل تعسفي بمرور الوقت. وضع علماء الفلك برامج مراقبة طموحة قادرة على تقييد القيم الممكنة لـ w، وبذلك تكون نماذج الطاقة المظلمة مختلفة. الرهان أو التحدي كبير بالنسبة لعلم الكونيات لأنه، كما سنرى لاحقاً، فإن المستقبل طويل الأمد لكوننا يعتمد كليًا عليه.

 مسح الطاقة المظلمة Le Dark Energy Survey ويختصر بــ DES  هو برنامج مسح ضوئي دولي للأشعة تحت الحمراء وبالقرب من الأشعة تحت الحمراء باستخدام تلسكوب قطره 4 أمتار يقع في تشيلي ومجهز بكاميرا قوية عالية الوضوح للغاية. هدفه هو رسم خرائط لمئات الملايين من المجرات. يحلل DES البنية واسعة النطاق للكون باستخدام أربعة مؤشرات مختلفة:المستعر الأكبر أو السوبر نوفا من نوع la supernovae للكشف عن تاريخ توسع الكون، والتذبذبات الصوتية الباريونية للكشف عن توزيع المجرات ثلاثية الأبعاد، وتوزيع العناقيد المجرية، واستخدام عدسات الجاذبية الضعيفة. تتكون هذه الطريقة من قياس تشوه شكل المجرات تحت تأثير عدسة الجاذبية الناتجة عن المادة المرئية والمظلمة الموجودة بين الأرض وهذه المجرات. درجة التشويه تجعل من الممكن استنتاج كيفية توزيع المادة المظلمة، عن طريق طرح تأثير المادة المرصودة. برنامج المراقبة، الذي بدأ في عام 2012 واكتمل في يناير 2019، جمع كمية هائلة من البيانات التي بدأ تحليلها للتو. ستتولى مهمة إقليدس Euclid مسألة التتابع، وهو تلسكوب تابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، ومن المقرر إطلاقه في المدار الأرضي في غام 2022.  يشير اسمه إلى عالم الرياضيات والفلك العظيم في العصور القديمة، والذي كان قادرًا على قياس الزمن من ظل عصا عالقة في الأرض. ستستمر ملاحظات هذه الأداة الجديدة، التي تغطي 10 مليارات مصدر فلكي، ست سنوات على الأقل. تعتمد المهمة على قياسات القص الثقالي cisaillement gravitationnel والتحديد عن طريق التحليل الطيفي spectroscopie لمسافة المجرات المعنية. تم تطوير العديد من الطرق للكشف عن خصائصها على مدى السنوات الماضية. واحدة من أكثرها فعالية هي عدسة الجاذبية الضعيفة، والمستخدمة بالفعل في برنامج DES. علاوة على ذلك، من خلال قياس الانزياح الطيفي décalage spectral نحو اللون الأحمر للمجرات في الخلفية (انعكاس لعصر صورة المجرة)، يمكننا علاوة على ذلك، من خلال قياس الانزياح الطيفي نحو اللون الأحمر للمجرات في الخلفية (انعكاس عمر صورة المجرة)، يمكننا تقدير كيفية تطور ظاهرة التشويه بمرور الوقت. الهدف النهائي هو تحديد المعلمة w لمعادلة الحالة المتعلقة بضغط الطاقة المظلمة وكثافتها، بدقة 2٪ فيما يتعلق بجزءها الثابت، و 10٪  من أجل أن يعكس المكون تباينًا محتملاً لهذا الضغط بمرور الوقت - أي مرتبط بالتحول أو الانزياح الطيفي نحو الأحمر. إذا تبين أن المعلمة w قريبة جدًا من -1، فإن نظرية النسبية العامة وثابتها الكوني ستعطي حسابًا جيدًا لمعدل تمدد الكون ووجود الطاقة المظلمة. من ناحية أخرى، فإن الاختلاف الكبير في المعامل w يعني إما وجود شكل آخر من أشكال الطاقة المظلمة، أو مراجعة للنظرية النسبية العامة.

 مستقبل الكون والطاقة المظلمة:

 يعتمد تطور الكون بشكل أساسي على الكثافة الكلية للمادة والطاقة التي يحتويها في جميع أشكالها. عندما يقوم علماء الفيزياء الفلكية بتقييم ذلك، فإنهم يواجهون عددًا من المضاعفات والتعقيدات. سيطرت أشكال مختلفة من الطاقة بدورها على مسار التطور الكوني وفرضت ديناميكياته، أي، تغير عامل المقياس المكاني R بمرور الوقت – وهو عامل مقياس يمكن تحديده بالنسبة لنصف قطر الكون المرئي. يمكننا التمييز بين أربع مراحل تقريبًا. الأولى، المرحلة الافتراضية، وهي الفترة القصيرة جدًا من التضخم، حيث كان R يتوسع بشكل كبير تحت تأثير شكل متطرف من طاقة الفراغ d'énergie du vide. خلال هذه الفترة كان من الممكن إنشاء المادة. في المرحلة الثانية، سيطر الإشعاع، ولكن مع انخفاض كثافة طاقته مثل R-4 بينما زادت R، في المرحلة الثالثة حلت محلها المادة، أو تم استبدالها بالمادة، التي تقل كثافتها فقط كـ R-3 • لـ لأسباب مماثلة، في المرحلة الرابعة، استحوذت الطاقة المظلمة على امتداد ما يزيد عن 7 مليارات سنة، وهي تهيمن على الكون الحالي. تأثيرها هو تسريع التوسع، وإن كان بسرعة أقل مما كان عليه أثناء التضخم. نحن لا نعرف إلى أين ستقودنا تلك الطاقة الغامضة السوداء أو المظلمة، لأننا لا نعرف طبيعتها الحقيقية ولا نعرف قانون التباين الخاص بها بمرور الوقت. ولا ماهيتها الحقيقية. أخيرًا، دعونا نلخص عواقب الفرضيات المختلفة المتعلقة بالطاقة المظلمة على المستقبل البعيد جدًا للكون. • إذا كانت الطاقة المظلمة ثابتة، فإنها ستهيمن أكثر فأكثر على التوازن الطاقوي في الكون، وسيستمر التوسع الملحوظ للفضاء في التسارع حتى يصبح أسيًا exponentielle. ستتحطم الهياكل غير المتصلة ثقاليًا بالفعل وستبتعد أجزائها عن بعضها البعض بسرعات ظاهرة أكبر من سرعة الضوء. سوف يمنعنا التسارع في النهاية من مراقبة أجزاء مهمة من الكون والتي يمكن رؤيتها اليوم: وبعد حوالي 100 مليار سنة، ستكون جميع المجرات شديدة الانزياح نحو الأحمر بحيث لا يمكن ملاحظتها أو رصدها. ومع ذلك، فإن الهياكل المرتبطة بالجاذبية، مثل المجرات وأنظمة الكواكب، ستبقى كذلك. لذا فإن النظام الشمسي أو مجرة درب التبانة سيظلان كما هو عليه حالهما الآن، بينما سيبدو باقي الكون وكأنه يهرب منا. إن ما يسمى سيناريو البغ تشيلي Big Chili (التبريد الكبير grand refroidissement) وهو، في المستوى الحالية لمعرفتنا، السيناريو الأكثر منطقية. • إذا انخفضت كثافة الطاقة المظلمة في المستقبل (النمط الجوهري أو نموذج العصر الخامس modèle de quintessence)، فيمكن أن تصبح المادة مهيمنة مرة أخرى. سينمو الأفق الكوني ليكشف لنا عن جزء أكبر من الكون. ستنتصر الثقالة الجذابة مرة أخرى ولن يتوقف التوسع عن التسارع فحسب، بل سينعكس أيضًا، وسوف ينكمش الكون ككل ليختفي فقط في أنكماشة كبيرة Big Crunch قد تحدث خلال 18 مليار سنة.  على العكس من ذلك، إذا زادت الطاقة المظلمة بمرور الوقت، أو إذا هيمنت عليها الطاقة الوهمية شديدة التنافر، فإن الفضاء سوف يتوسع بمعدل متزايد باستمرار، وسوف يتسارع التسارع نفسه. في هذه الحالة، ستكون النتيجة تمزق كبير Big Rip قاتل أي grand déchirement تمزق عظيم مدمر، وذلك في حال أصبح التسارع غير محدود تقريبًا بعد فترة زمنية محدودة. سيتم تمزيق كل مادة في الكون، حتى الذرات، بسبب توسع الفضاء. في السيناريو الأكثر تطرفًا، قد يحدث هذا الحدث "بالكاد" بعد 22 مليار سنة. أولاً، سيتم فصل المجرات عن بعضها البعض وستتحلل العناقيد المجرية. حوالي 60 مليون سنة قبل التمزق الكبير Big Rip، ستكون الجاذبية أضعف من أن تحافظ على تماسك مجرتنا التي ستتشتت ؛ قبل ثلاثة أشهر من الانهيار الكبير، سيتمزق النظام الشمسي. في الدقيقة الاخيرة، النجوم والكواكب سيتم تمزيقها، في الجزء I0-19  من الثانية، قبل ذلك، سيتم تدمير الذرات والأنوية أو النوى الذرية نفسها، تاركة كوناً فارغاً بدون أي بنية.أو هيكيلية

2186 رغوة الزمكان 3

إذا تم تقليل الطاقة المظلمة إلى طاقة الفراغ الكمومي وظلت ثابتة بمرور الوقت، فسوف تهيمن أكثر فأكثر على طاقة المادة والتوسع، وسيظل الكون متسارعًا ليؤدي إلى البرود الكبير Big Chili (المنحنى الأوسط). إذا كانت الطاقة المظلمة مجالًا متغيرًا جوهريًا بمرور الوقت، فيمكنها تغيير معادلة الحالة وتصبح جاذبة. لذلك يصبح الإنكماش الكبير Big Crunch ممكناً مرة أخرى ويمكن أن يحدث في غضون 18 مليار سنة (منحنى القاع). إذا تم استيعاب الطاقة المظلمة في طاقة فانتوم وهمية أو شبحية أكثر كثافة وأكثر إثارة للنبذ ، فإن توسع الكون سيصبح سريعًا أسيًا لينتج عنه تمزق كبير Big Rip (منحنى علوي).

 

د. جواد بشارة

 

بقلم: إميلي كونوفر

ترجمة وتحرير: بدر ثاني


تتوهج مجرة درب التبانة بضباب أشعة جاما، مع طاقات تتجاوز أي شيء يمكن لعلماء الفيزياء إنتاجه على الأرض، وفقًا لبحث جديد. تم الكشف عن أشعة جاما- في الدراسة التي ستنشر في رسائل المراجعة الفيزيائية-أنها جاءت من جميع أنحاء قرص المجرة، ووصلت ما يقرب من كوادريليون (1015) إلكترون فولت، المعروف باسم بيتا إلكترون فولت أو (PeV).

تشير أشعة جاما المنتشرة هذه إلى وجود مسرعات جسيمات كونية قوية داخل مجرة درب التبانة. ويعتقد الفيزيائيون أن مثل هذه المسرعات هي مصدر الأشعة الكونية الغامضة عالية الطاقة، والجسيمات المشحونة التي تتجه عبر المجرة، تتحطم أحيانا على الأرض. عندما تصطدم الأشعة الكونية - التي تتكون أساسًا من البروتونات- بالحطام النجمي، يمكن أن تنتج أشعة جاما، التي هي شكل من أشكال الضوء عالي الطاقة.

يتوقع بعض العلماء أنه يمكن لبعض البيئات المجرية أن تزيد من سرعة جسيمات الأشعة الكونية إلى أكثر منPeV. وبالمقارنة، فإن مصادم الهادرون الكبير- وهو مُسرع الجسيمات الرئيسي المصنوع بواسطة البشر- يسرع البروتونات إلى 6.5 تريليون إلكترون فولت. لكن علماء الفيزياء لم يحددوا بشكل قاطع أي مسرعات كونية طبيعية قادرة على الوصول إلىPeV، والمعروفة

 باسم (PeVatrons). وتشير أحد الاحتمالات أن بقايا المستعر الأعظم، وبقايا النجوم المتفجرة، وموجات الصدمة المستضافة يمكنها تسريع الأشعة الكونية لمثل هذه الطاقات.

وفي حالة وجودPeVatrons، فإن الأشعة الكونية التي تنبعث منها سوف تتخلل المجرة، مما ينتج عنه انتشار وهجا لأشعة جاما ذات الطاقات الشديدة. فهذا بالضبط ما وجده الباحثون في تجربة Tibet AS-gamma. حيث يقول الفيزيائي ديفيد حنا من جامعة ماكجيل في مونتريال، والذي لم يشارك في الدراسة: "من الجيد أن ترى الأشياء تتلاءم معًا". ويعتقد العلماء أنه بعد انبعاث الأشعة الكونية من أماكن ولادتها، فإنها تجوب المجرة، ملتوية حول مجالاتها المغناطيسية. كما يقول عالم الفيزياء الفلكية باولو ليباري من المعهد الوطني للفيزياء النووية في روما، والذي لم يشارك في البحث أيضا: "نحن نعيش في فقاعة من الأشعة الكونية". ونظرًا لعدم انحراف أشعة جاما عن طريق المجالات المغناطيسية، فأنها تشير إلى مصادرها، مما يكشف عن مكان وجود الأشعة الكونية المتجولة. كما أن الجديد في الدراسة أنها تمنحك "معلومات حول كيفية ملء هذه الجسيمات للمجرة".

وبالرغم أن المجرة تتخللها أشعة جاما منخفضة الطاقة، لكنها تتطلب أشعة عالية الطاقة لفهم الأشعة الكونية ذات الطاقة الأعلى. تقول عالمة الفيزياء الفلكية إيلينا أورلاندو من جامعة ستانفورد، والتي لم تشارك في البحث: "بشكل عام، كلما زادت طاقة أشعة جاما، زادت طاقة الأشعة الكونية

ومن ثم، الكشف ... يخبرنا أن الأشعة الكونية PeV تنشأ وتنتشر في قرص المجرة ".

لاحظ العلماء في تجربة Tibet AS-gamma في الصين أن أشعة جاما ذات طاقات تتراوح بين حوالي 100 تريليون وكوادريليون إلكترون فولت قد جاءت من منطقة السماء التي يغطيها قرص مجرة درب التبانة. كما جاء البحث عن المصادر المحتملة للأشعة ذات 38 أعلى طاقة، وفوق 398 تريليون إلكترون فولت فارغًا، مما يدعم فكرة أن أشعة جاما جاءت من الأشعة الكونية التي كانت تجول حول المجرة. وفيما حملت الأشعة أعلى طاقة بحوالي 957 تريليون إلكترون فولت، فقد رفض الباحثون التعليق على الدراسة.

كما سبق للعلماء أن رأوا أشعة جاما شديدة النشاط من مصادر فردية داخل مجرة درب التبانة، مثل سديم السرطان، وهو بقايا المستعر الأعظم. فيما يمكن إنتاج هذه الأشعة بطريقة مختلفة، بواسطة إشعاع الإلكترونات لها أثناء الدوران داخل المسرع الكوني.

 

..........................

رابط المقال:

Milky Way’s newfound high-energy glow hints at cosmic rays’ secrets | Science News

 

محمود محمد عليعلم الفلك يُعنى بدارسة الأجسام السماوية والظواهر التي تحدث خارج الغلاف الجوي للأرض، فالفلك أسهم في إدراك الإنسان لنفسه وفهمه لأحواله وبالتالي إدراكه لما يحدثه من تأثير على الأرض التي يعيش عليها. فلولا الفلك مثلا لما أدرك الإنسان أن الأرض تدور حول الشمس، أو وجود المجموعة الشمسية. ولما عرف أن أفعاله الملوثة للبيئة أحدثت ثقبا في طبقة الأوزون التي تحميه. ما كان سيدرك نشاط الشمس وأثر الرياح الشمسية على الاتصالات الأرضية.

وفي كتاب لنا نشرناه عام 1997م بعنوان " الأصول الشرقية للعلم اليوناني"، بينا أن حضارات الشرق القديم ربطت آلهتهم مع الأجرام السماوية، وربطوا تحركات تلك الأجرام بتنبؤاتهم لما سيحصل في المستقبل، وهذا ما نسميه الآنْ بعلم التنجيم الذي هو بعيد كل البعد عن علم الفلك الحديث مع كل حقائقه وأدواته. والآنْ، مع تقدم فهمنا للعالم، نجد أنفسنا ورؤيتنا للعالم أكثر ارتباطًا بالنجوم. فمع اكتشافنا أنَّ العناصر الأساسية التي تشكل النجوم والسدم هي نفس العناصر التي تشكل أجسادنا، زادت درجة ارتباطنا مع الكون؛ ولا تزال هناك العديد من الأسئلة التي يسعى الفلكيون للإجابة عليها مثل: “كم عمرنا؟"، "ما هو مصير الكون؟"، وربما الأكثر إثارة للاهتمام هو “ما مدى تميز كوننا؟ وهل يمكن لكون مختلف قليلًا أنْ يدعم الحياة؟"، والسعي وراء تلك الأسئلة هو جزء أساسي من كونك إنسانًا، ولكن في عالم يتحتم على المرء تبرير سعيه وراء المعرفة.

من هذا المنطلق يمكن القول أن قدماء الشرقيين كانوا متقدمين تقدماً رائعاً فى العلوم الفلكية ؛ حيث عرفوا طريقة رصد النجوم والكواكب واستخدام أدوات رصد مناسبة، مثل المزولة والساعات المائية وغيرها. كما عرفوا أيضاً التقويم الشمسي والتقويم القمري ؛ حيث قسموا السنة إلى اثني عشر شهرا والشهر إلى ثلاثين يوماً، فتكون السنة الشمسية  365 يوم، فى حين تكون السنة القمرية  354 يوم، كما رصدوا ظاهرتى الكسوف والخسوف . بالإضافة إلى معلومات فلكية كثيرة سوف نوضحها بالتفصيل خلال هذا الفصل.

غير أن بعض الغربيين يرون أن الفلك الشرقي موجه لأغراض تتعلق بالسحر والتنجيم، وبالتالي فهم يأبون أن يطلقوا اسم العلم على تلك المعلومات الفلكية الرائعة التى توصل إليها قدماء الشرقيين، فمثلاً يقول "بيرنت" عن الفلك البابلي أنه: "قائم على أعراض تتعلق بالتنجيم مثل قراءة الطالع وما أشبهه "، فى حين يقول "سانت هلير " (في مقدمته لترجمة كتاب الكون والفساد أرسطو )عن الفلك المصري بأنه" " يعتمد علي مشاهدات مضبوطة، ولكنها  ليس لها علم فلكى ".

وفى الوقت الذى يقف فيه هؤلاء الغربيون هذا الموقف من الفلك الشرقى، نجدهم يعزون للفلك اليوناني كل خير؛ حيث يصفونه بأنه فلك علمي منظم أفاد البشرية افادة كبيرة، فنجد "بيرنت " في كتابه فجر الفلسفة اليونانية يقول: ":" أن أهم تطورات تنسب للفلك القديم هى من انتاج  العبقرية اليونانية فقد توصلوا:

أ- إلى أن الأرض كروية وليست مستقرة على شئ.

ب- كما اكتشفوا النظرية الحقيقية عن الخسوف.

ج- كما توصلوا إلى أن الأرض ليست وسط الكون، بل اكتشفوا الخطوة الأخيرة، أى أنها تدورحول الشمس،وإنما نذ كر ذلك لنبين عظم الفجوة بين علم اليونانيين ومثيله عند من سبقهم.

وهذه النظرة تنطوى على قدر كبير من التحيز والبعد عن الموضوعية، ولذلك سوف نفندها خلال هذا الفصل.

وسبيلنا الآن في هذا المقال هو عرض اسهامات قدماء الشرقيين فى علم الفلك  ؛ حيث كانت شعوب معظم الحضارات الشرقية القديمة شعوبا زراعية، لأن هذه الحضارات ظهرت علي ضفاف انهار كبري، وكانت عملية الزراعة  تتطلب من أجل نجاحها، معلومات فلكية كثيرة ؛ إذ أن من الضروري حساب المواسم الزراعية حتى يمكن زرع المحصول فى الوقت المناسب، ولا بد من توقيت دقيق لعمليات وضع البذور ورى الأرض وجنى المحصول ... الخ فضلاً عن ضرورة حساب مواعيد فيضان النهر والتغير فى حالة الطقس، وهكذا كان من الضروري أن تعرف هذه الحضارات حساب الفصول والسنين، وكانت أدق التقويمات الفلكية هى التى عرفتها حضارات زراعية عريقة، كالحضارة  المصرية القديمة وحضارة وادى الرافدين وغيرهما .

وكان من العوامل الأخرى التى أدت إلى تقدم علم الفلك فى هذه الحضارات، أن كثيراً من شعوبها كانت تمارس التجارة، وتحتاج إلى الملاحة البحرية على نطاق واسع،  ومن ثم كان الرصد الفلكى الدقيق ضرورياً فى عمليات توجيه السفن فى أعالى البحار.

وأخيراً فقد كان للمعتقدات والأديان الشعبية تأثير هام فى نمو معارف فلكية عملية كثيرة، وحسبنا أن نذكر فى هذا الصدد أهمية العقيدة  الدينية عند الفراعنة فى عمليات البناء الهائلة، التى تحققت تلبية لمطالب دينية، كالأهرامات والمعابد الضخمة،  وكذلك الحاجة إلى تخليد الإنسان، والرغبة فى قهر الاحساس بفائه التى حفزتهم إلى اكتساب المقدرة الخارقة على التحنيط والايمان بالتنجيم، ومعرفة الطالع من التطلع إلى النجوم الذى أعطى الناس فى تلك العهود طاقة هائلة من الصبر أتاحت لهم أن يقوموا بملاحظات وعمليات رصد مرهقة، أضافت إلى رصيد البشرية فى ميدان الفلك معلومات لها قيمة لا تقدر.

ولنذكر فى هذا الصدد أن الارتباط بين التنجيم وعلم الفلك، لم يكن فقد قائماً فى حضارات الشرق القديم ، بل كان موجوداً في كل العصور، حيث كانت ممارسة التنجيم تتطلب معرفة واسعة بالحقائق الفلكية، والأبراج التى يقول المنجمون أنهم يعرفون بها الطالع هى أشبه ما تكون بخريطة كبرى للسماء، تضم كثير من المعلومات الفلكية الصحيحة، واسم التنجيم ذاته يفترض معرفة النجوم، ومن ثم كان تدخلهم مع علم الفلك، بل ان كبار الفلكين كانوا فى الوقت ذاته منجمين، فمثلاً كان العلم الألماني  العظيم " كبلر" الذى حدد المدارات البيضاوية للكواكب، واهتدى إلى مجموعة من أعظم القوانين الفلكية الرياضية، كان يؤمن بالتنجيم ويمارسه، ولم يكن يعتقد أن ممارسته لة تتعارض – على أى نحو مع عمله الدقيق – بل إن السعي إلى جعل التنجيم والتنبؤ بالطالع، ربما كان واحد من أهم الأسباب التى حفزت العلماء على الاشتغال بعلم الفلك، والتي جعلت هذا العلم الذى يتناول ظواهر تبدو بعيدة كل البعد عن اهتمام الإنسان على وجه الارض، يصبح واحد من أقدم العلوم البشرية عهداً، ومن أدقها منهجاً، ولولا أن الحكام كانوا يحرصون على معرفة طالعهم، ويستشيرون  المنجمين فى قرارتهم الهامة لما أولوا لعلم الفلك ذلك الاهتمام وقدموا إليه ذلك التشجيع الذى أدى إلى نهوضه منذ وقت مبكر.

وإذا كان بعض الغربيين يفرقون بين الفلك الشرقي والفلك اليوناني، حيث يرون أن الفلك عند الشرقيين قائم على السحر والتنجيم، فى حين أن الفلك عند اليونانيين قائم على التنظيم العلمي،. فهذه التفرقة ليست موضوعية إذا اخضعناها للبحث العلمي الدقيق، إن المنطق والتاريخ يشهدان على أن قدماء الشرقيين قد وصلوا إلى مبتكرات فلكية أفادت اليونانيين الذين جاءوا بعد ذلك . حيث استفادوا من الموروث الفلكي عند السابقين عليهم، ثم وظفوه وبلوروه - فكانت أعمالهم الفلكية تعد ثمرة تأثير الشرقيين عليهم . ولزماً علينا هنا أن نثبت ذلك فنوضع مظاهر اهتمام الشرقيين القدماء بعلم الفلك، حيث نتكلم عن إرهاصات علم الفلك عند قدماء المصريين ثم عند البابليين ثم عند الهنود

وإذا انتقلنا إلي إرهاصات علم الفلك عند قدماء المصرين ؛ حيث تشهد بعض كتابات الغربيين فى تاريخ العلم نقداً شديداً للفلك  عند قدماء المصريين، فنجد "تاتون" يقول: " من العبث البحث فى النصوص المصرية عن إشارة واحدة إلى كسوف، وهذا  النقص فى الملاحظة يتعارض مع النصوص البابلية والكلدانية المعاصرة لهم، والتى تضمنت إشارات عديدة حول الوقائع الملحوظة من قبل الفلكيين . والصحيح أن حالة معارفنا عن علم الفلك المصرى، هى من الضألة بحيث يصعب أن نرى فى هذه الواقعة ظل جهل أو لا مبالاة من قبل المصريين  أكثر مما هى نقص فى المصادر.

ويسايره " فوريس" و"ديكستور هوز" (في كتابهما تاريخ العلم والتكنولوجيا)؛ حيث يقولا: " بالغ اليونايين كثيراً، كما بالغوا فى حالة الرياضيات، فى تقدير المصريين فى علم الفلك، والحقيقة أن علم الفلك المصري لم يتخطى مطلقاً المرحلة الابتدائية . إلا حين اتصل بعلم الفلك البابلي فى الفترة اليونانية ""300 ق.م" فليس لدينا سوى برديتين مصريتين  ديموطيقيتين مبنيتين على أصول أخرى تتناول علم الفلك .

والحقيقة ان هذه النقد يعتبر غير صحيح إلى حد ما، فلم يكن الفلك المصرى بدائياً بسيطاً ساذجاً لمجرد أنه لم توجد برديات كثيرة لشرح النظريات الفلكية، فقد كان الكهنة المصريون يعتبرونها " من أسرار المهنة " التى لا يجوز الاطلاع عليها. ورغم انعدام الوثائق عن معرفة الفلك المصري ظاهرياً و إلا  أنه كان يوجد فى مصر كتب فلكية أو على الأقل مجموعة تشبه المجموعات المماثلة بالنسبة إلى الحساب والطب . وقد كتبت فى العصر الهيلينستى مثل " بردية كارلسبرغ " التى دونت بعد الميلاد، هذا بالإضافة إلى وجود معلومات فلكية كثيرة يمكن تلمسها فى نقوش المقابر والمعابد مثل معبد " رمسيس الثالث " ومعبد " ابيدوس " ومعبد الآلهة "حتحور" بدندرة ...الخ، وهى تبين أن القدماء المصريين قد بذلوا جهوداً مبتكرة فى علم الفلك، وأن علماء الفلك المصريين مشغولون بقضايا علمية مثل قضية التقويم، وابتكار العام والشهر واليوم كوحدات فلكية لقياس الـزمن، وتقسيم النهار إلى 12 ساعة والليل إلى 12 ساعة، وكان اهتمامهم بالعالم غير المرئى قاصراً على الحياة بعد الموت، ولذلك لم يتحمسوا للتنجيم ؛ فى حين كان اهتمام اليونانيين لهذا العالم قاصرا على هذه الحياة المادية الملموسة، وظنوا أن التنجيم يمكن أن يؤدى بهم إلى فض مغاليقه .

فقد اكتشف المصريون القدماء منذ عهد الاسرة الأولى فكرة التقويم الشمسى، وقسما السنة إلى اثنى عشرا شهراً . وكل شهر إلى ثلاث سنـوات، بحيث تتكون السنة  من ستة وثلاثين عشرة "360 يوماً "، لكنهم سرعان ما أضافوا موسماً للأعياد مؤلفاً من خمسة أيام، فأصبحت سنتهم 365 يوم، وتبدأ السنة العادية فى أول يوم من الشهر " توت " وتبدأ السنة الفلكية أو سنة " العشري اليمانية " يوم يطلع هذا النجم بعد أن رصدوه عدة سنين، وذلك لأن مدة السنة العادية 365 يوماً، ومدة سنة الشعرى 365 وربع يوم، وهذا الاختلاف يجعل توافق طلوع الشمس والشعرى بصفة رأس السنة الفلكية، يتأخر يوماً كاملاً عن رأس السنة العادية  كل أربع سنوات، ومعنى ذلك أنه إذا وقع الفلكية فى أول شهر " توت "، فإنه بعد أربع  سنوات يقع فى اليوم التالي له، وبعد أربعين سنة يتأخر رأس السنة الفلكية من رأس السنة العادية عشرة أيام وهكذا، ومن ثم أدرك الفلكيون المصريون أن أول السنة الفلكية لا يقع أول السنة العادية إلا مرة كل 1460 عاماً، وهو ما يعرف بدورة "الشعرية اليمانية".

ولما كان من غير المقبول أن يبدأ فى مستهل السنة بعد مضى جزء منة "ربعه"،  وحتى لا يتسبب كسر اليوم فى تغيير مبدأ السنة على مر الايام فقد تغلب المصريين القدماء على هذه المشكلة باستنباط السنة "العادية " ذات الأيام الكاملة بدون كسور فيما يختص بعد السنيين فجعلوا فى كل دورة من أربع سنين، ثلاثة كل منها 365 يوماً، والسنة الرابعة 366 يوماً، مما جعل متوسط السنة-365 يوماً، والطريف أن كلمة " دورة " لازالت تعنى الرقم أربعة عند المصريين ويستخدمونها فى الريف المصري في إحصاء وعد بعض المنتجات الزراعية وغيرها . وتروى الأساطير المصرية القديمة أن آلهة الحكمة المصري " تحوت " قد اخترع العلوم كلها من 18000 سنة قبل الميلاد، وذلك خلال حكمة على ظهر الأرض البالغ ثلاثة آلاف من الأعوام . وأن أقدم الكتب فى كل علم من العلوم كانت من بين السنة والثلاثين ألف كتاب من الكتاب التى وضعها "توت " كما يروى المؤرخ المصري السمنودى" ماينتون " الذى عاش حوالى 300 سنة ق.م،ومن بين هذه العلوم علم الفلك والتقويم، وأنه قسم اليوم عشر ساعات، وكل ساعة مائة دقيقة، وكل دقيقة مائة ثانية.

ولم تقف جهود القدماء عند حد ابتكارهم للتقويم الشمسى، بل  كانوا  أول الشعوب معرفة بالنجوم، معرفة ترجع إلى أبعد عصر من عصور ما قبل التاريخ، لأن جو مصر الصافى ولطافة طقسها المنعش أثناء الليل حدا بالناس إلى التأمل فى حركات الأجرام السماوية، ولا بد أنهم لاحظوا أن النجوم موزعة توزيعاً غير متساو، وأنها مجموعات أو أبراج لها أشكال معينة يسهل التعرف عليها، ومن أساطيرهم الموغلة فى القدم أنهم تصوروا السماء كلها محاطة بجسم إلهة السماء" توت " التى  تحمل جسمها على يديها وقدميها، وهذه  النظرة الشاملة إلى السماء مكنت المصريين من التعرف على مجموعات سماوية شاسعة بالقياس إلى المجموعات الفلكية الحديثة التى توصل إليها الإنسان المعاصر بأحدث الأجهزة التكنولوجية وأكثرها تعقيداً . بل أنهم قاموا بدراسة منهجية لهذا المجموعات من خلال تقسيم منطقة واسعة على طول خط الاستواء إلى سته وثلاثين قسماً، يشمل كل منها أوسع النجوم والمجموعات أو أجزائها مما يمكن رصد ظهوره كل عشرة أيام متعاقبة، كما اكتشفوا العلاقة بين شروق الشعرى اليمانية والفيضان السنوي للنيل باعتباره أهم حدث فى الحياة المصرية وقوة الدفاع المتجددة لحضارتها، ومصدر  الرخاء لكل الشعب أو السبب فى ضنكه، إذا جاء منحفضاً،  فعلى الرغم من أن فيضان النيل لم يكن منتظماً دائماً، إلا أنهم اكتشفوا اتفاق هذا الحدث تماماً أو تقريباً مع شروق الشعرى اليمانية بصفتها أكثر النجوم تألقاً فى السماء.

كذلك تتجلى ريادة علماء الفلك المصريين فى استخدام أدوات فلكية بارعة مكنتهم من إجراء الرصد بدقة، ومن هذه الآلات: المزولة الشمسية "وهى عصا مستقيمة تنصب على سطح أفقى، ويكون لها ظل يتغير بتغير مسار الشمس، وتتجدد الساعة من طول ظل العصا، الذى يكون أقصر ما يمكن عند الظهيرة "، والساعة المائية التى تستخدم لتحديد الوقت فى الليل بصفة خاصة، وهى آلة ذات شكل أسطواني بها ثقب من أسفل يسمح بمرور الماء بصورة تدريجية، وعلى الآلة خطوط تدل على الساعة بصورة تدريجية  كلما انخفض مستوى الماء فيها، وهناك نوع آخر من هذه الساعات يعتمد على الامتلاء، حيث يسقط الماء فيه تدريجياً من إناء آخر .

ولاشك فى أن هذه الآلات قد ساعدت المصريين فى معرفة الكسوف والخسوف يقول " بلوتا خوس " اليوناني فى كتابة " ايزيس وأوزوريس ": " أن المصريين اكتشفوا ظاهرتى كسوف الشمس وخسوف القمر، وأنهم عللوا هاتين الظاهرتين مثلما تعللها نحن الآن، وكانو يعتقدون أن الشمس والقمر أبديان ومثلوها بثعبان يلتف على شكل دائرة، كما أنهم رمزوا للبروج التى تعرفها بأسماء بعض البلاد مثل برج الدلو الذى رمزوا له بجزيرة  " فيلة " أمام اسوان " وللمريخ برمز " أبو للونوليس " "إدفو " برمز " إسنا " وللمشترى برمز " أرمنت "وللحمل برمز " طيبة "  وللزهرة برمز "دندرة ".....وهكذا .

مما تقدم يتضح لنا أن الفلك المصري ليس فلكاً بدائياً بسيطاً كما يزعم بعض الغربيين،وإنما هو فلك علمي منظم " .. وللحديث بقية..

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل - جامعة أسيوط

 

 

 

اكتشف علماء الفلك في مركز الفيزياء الفلكية هارفارد وسميثسونيان أول كوكب يشبه المشتري بدون سحب أو ضباب في غلافه الجوي المرئي. وقد نُشرت النتائج هذا الشهر في مجلة Astrophysical Journal Letters.

تم الكشف عن عملاق الغاز الذي أطلق عليه اسم(WASP-62b) لأول مرة في عام 2012 من خلال مسح جنوبي واسع الزاوية للبحث عن الكواكب (WASP)، ومع ذلك لم تتم دراسة غلافه الجوي عن كثب حتى الآن.

تقول منازا علام، طالبة الدراسات العليا في مركز الفيزياء الفلكية التي قادت الدراسة: "بالنسبة لرسالتي، كنت أعمل على توصيف الكواكب الخارجية حيث ألتقط الكواكب المكتشفة وأتابعها لأعرف غلافها الجوي."

يقع (WASP-62b) المعروف باسم "المشتري الساخن"، على بعد 575 سنة ضوئية وتبلغ كتلته حوالي نصف كتلة كوكب المشتري في نظامنا الشمسي. ومع ذلك، على عكس كوكب المشتري الذي يستغرق ما يقرب من 12 عامًا للدوران حول الشمس، يكمل (WASP-62b) دورانًا حول نجمه في أربعة أيام ونصف فقط. فهذا القرب من النجم يجعله شديد الحرارة، ومن هنا جاء اسم "المشتري الساخن".

باستخدام تلسكوب هابل الفضائي، سجلت منازا علام بيانات وملاحظات الكوكب مستخدمة التحليل الطيفي، ودراسة الإشعاع الكهرومغناطيسي للمساعدة في اكتشاف العناصر الكيميائية. كما راقبت على وجه التحديد (WASP-62b) أثناء اجتيازه أمام نجمه المضيف ثلاث مرات، وقامت برصد الضوء المرئي، الذي يمكنه اكتشاف وجود الصوديوم والبوتاسيوم في الغلاف الجوي للكوكب.

تقول منازا علام: "سأعترف بأنني في البداية لم أكن متحمسًا للغاية بشأن هذا الكوكب، ولكن بمجرد أن بدأت في إلقاء نظرة على البيانات، شعرت بالحماس ".

بينما لم يكن هناك دليل على وجود البوتاسيوم، كان وجود الصوديوم واضحًا بشكل لافت للنظر. وقد تمكن الفريق من رؤية خطوط امتصاص الصوديوم الكاملة في بياناتهم، أو بصماتها الكاملة. تشرح منازا علام أن السحب أو الضباب في الغلاف الجوي من شأنه أن يحجب الصوديوم، ولا يستطيع علماء الفلك عادة سوى تقديم تلميحات صغيرة لوجوده. وتقول: "هذا الدخان دليل قوي على أننا نرى جوًا واضحًا".

إن الكواكب الخالية من السحب نادرة للغاية؛ لذا يقدر علماء الفلك أن أقل من 7٪ من الكواكب الخارجية لها غلاف جوي صافٍ، وفقًا لبحث حديث. فعلى سبيل المثال، تم اكتشاف أول كوكب خارجي معروف له غلاف جوي صافٍ في عام 2018، يُسمى (WASP-96b)، ويُصنف على أنه كوكب زحل ساخن.

يعتقد علماء الفلك أن دراسة الكواكب الخارجية ذات الأغلفة الجوية الصافية يمكن أن تؤدي إلى فهم أفضل لكيفية تشكلها. تقول منازا علام "إن ندرتها تشير إلى حدوث شيء آخر أو أنها تشكلت بطريقة مختلفة عن معظم الكواكب. كما تسهل الأجواء الصافية أيضًا دراسة التركيب الكيميائي للكواكب، والتي يمكن أن تساعد في تحديد مكونات الكوكب.

مع إطلاق تلسكوب جيمس ويب الفضائي في وقت لاحق من هذا العام، يأمل الفريق في الحصول على فرص جديدة لدراسة وفهم (WASP-62b) بشكل أفضل. كما يجب أن تساعد تقنيات التلسكوب المحسّنة، مثل الدقة العالية والضبط الأحسن، على استكشاف الغلاف الجوي بشكل أقرب للبحث عن وجود المزيد من العناصر، مثل السيليكون.

 

ترجمة وتحرير: بدر ثاني

..........................

مصدر القصة:

المواد التي يقدمها مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية.

Harvard-Smithsonian Center for Astrophysics.

رابط المقال:

https://www.sciencedaily.com/releases/2021/01/210121185411.htm

 

 

بقلم: كريستوفر كروكيت

ترجمة وتحرير: بدر ثاني


يعتبر الكون اليوم أدفأ عشرة مرات مما كان عليه قبل عشرة مليارات سنة، فبينما كان متوسط درجة حرارة الفضاء السحيق حوالي 200 ألف درجة مئوية (360 ألف درجة فهرنهايتية)، فإنها الآن ما يقرب من مليوني درجة مئوية (3.6 مليون درجة فهرنهايتية).

يقول يي كوان تشيانغ، عالم فيزياء فلكية في ولاية أوهايو جامعة كولومبوس، وقد قاد فريقًا بحثيًا لقياس درجة حرارة الكون:” هذه هي المرة الأولى التي يمكننا فيها تأكيد القيمة الدقيقة لدرجة حرارة الكون وكيف تتطور مع مرور الوقت". ونشر النتائج الجديدة في مجلة الفيزياء الفلكية (Astrophysical Journal.)  في 10 أكتوبر.

ويوضح تشيانغ أن تتبع درجات الحرارة يساعد علماء الفلك على فهم كيف بَنى الكون الهياكل الضخمة، وتشمل أيضا تجمعات المجرات الغنية بالنجوم، والمعروفة باسم العناقيد، التي يمكن أن تحتوي مئات المجرات المنتشرة عبر ملايين من السنين الضوئية.

عندما تتجمع العناقيد، فإنها تطلق طاقة، وتتحول الجاذبية إلى حرارة، مما يؤدي إلى ارتفاع الغاز المحيط. يقول تشيانغ:” يمكن لعلماء الفلك تحقيق تقدم، من خلال قياس مدى تغير درجة حرارة هذا الغاز بمرور الوقت".

الاحترار الكوني ليس مفاجأة

تقول مارتين لوكين عالمة الفيزياء الفلكية بجامعة تورنتو في كندا: "إن قياس درجة الحرارة الجديد ينسجم بشكل جيد مع ما توقعه علماء الفلك". وتستخدم مارتين نماذج الكمبيوتر وبيانات التلسكوب لفهم كيفية ارتباط الغاز والمجرات عبر الكون لتشكيل شبكة كونية. ويقوم الباحثون في هذه النماذج بإنشاء عوالم أطفال افتراضية حيث يحاكي الكمبيوتر الفيزياء. ثم يتيح برنامج الكمبيوتر للكون أن ينمو من تلقاء نفسه. فمن هنا، يرى العلماء مدى مطابقة تلك الأكوان الافتراضية مع الشيء الحقيقي. تقول مارتين لوكين: "تقوم هذه النماذج اليوم بعمل جيد في إعادة فحص المنظر من خلال التلسكوبات، خاصة عندما ترى أنك تحصل على هذا التسخين المستمر للغاز نتيجة تساقط المجرات في هذه المناطق الكثيفة الضخمة من الشبكة الكونية ".

إن قياسات درجة الحرارة الجديدة توفر لعلماء الفلك البيانات لتأكيد تلك المحاكاة. فمليوني درجة تبدو ساخنة جدًا، لكن لن تشعر بذلك إذا كنت في هذا الغاز وخلعت بدلة الفضاء الخاصة بك (نصيحة للمحترفين: لا تنزع ملابسك في الفضاء، إنها فكرة سيئة).

تقول مارتين لوكين "كيف نشعر كبشر بالحرارة على الأرض هو في الحقيقة من خلال نقل الطاقة الحرارية عندما نلمس شيئًا ما "، فيكون الموقد الساخن ساخنًا لأنه يحتوي على الكثير من الجزيئات تدور حوله. وتستمر في الاصطدام بيدك، ومع كل اصطدام تنقل الحرارة إليك. لكن في الفضاء، لا يوجد الكثير من الجزيئات، حتى الغاز بالقرب من العناقيد، تكون جزيئاته متباعدة جدًا. فلن تعرف حينئذ أنك محاط بالغاز، ولن تشعر بالحرارة. بل لن تشعر بشيء على الإطلاق.

كيف نقيس درجة حرارة الكون؟

لم يكن سهلا قياس درجة حرارة الغاز التي كانت موجودة منذ فترة طويلة. لكن التلسكوبات أصبحت الآن هي آلات الزمن، فعندما ينظر علماء الفلك بعيدًا، فإنهم ينظرون أيضًا إلى الماضي.

تخيل مجرة تقع على بعد مليار سنة ضوئية من الأرض. أخذ الضوء من تلك المجرة مليار سنة ليصل إلينا. فعندما ننظر إليها، فإننا لا نراها كما هي الآن. بل نشاهد ما كانت عليه قبل مليار سنة. لهذا السبب ذهب تشيانج وزملاؤه للبحث عن الغاز بالقرب من المجرات على مسافات عديدة من الأرض. حيث كان بعضها قريبًا، والبعض الآخر على بعد مليارات من السنين الضوئية.

ولأخذ درجة حرارة الغاز، حصل العلماء على مساعدة من ضوء قديم جدًا يسمى الخلفية الكونية الميكروية. وهو عبارة عن توهج ضعيف من كل الاتجاهات، وبقايا لم يمض وقت طويل عليها بعد الانفجار العظيم. (الانفجار العظيم (1) هو سبب بدء الكون، قبل حوالي 13.8 مليار سنة). فعندما ينتقل الضوء عبر الفضاء، يتدفق بعضا منه إلى غاز حول عناقيد المجرات، وتلتقط الطاقة من الإلكترونات التي تدور داخل هذا الغاز. فتعمل على تعزيز تردد الضوء بصورة قليلة. كما يعتمد مقدار تغير التردد أيضا على مدى سخونة الغاز.

نظر فريق تشيانج في البيانات القديمة من التلسكوبات في الفضاء التي رسمت الضوء الخلف، فبحثوا عن بقع حيث تم رفع التردد قليلاً، أبرزها مواقع الغاز الساخن في السماء. ثم قاموا بمطابقة هذه النتائج مع مسافات معروفة لعناقيد المجرات باستخدام تلسكوب على الأرض. ووضعوا كل هذا معًا لتحديد درجات حرارة السحب الغازية على مسافات مختلفة - وفي عدة نقاط زمنية. يقول تشيانج: "لقد فوجئنا بأنها عملت كما هو متوقع".

لكن تشيانغ لم ينته بعد من عمله، حيث يبحث وفريقه الآن في نوع آخر من الضوء يسمى الأشعة تحت الحمراء الكونية الخلفية التي تأتي من الغبار الدافئ في المجرات. فعند قياس درجة حرارة الفضاء، كان الفريق يتوخى الحذر حتى لا يترك هذا الضوء يعطل عملهم. ولهذه الأشعة أيضًا قصة ترويها، كما يقول تشيانج:” الأشعة تحت الحمراء الكونية الخلفية لها قصة عن تكوين المجرات ".

 

.....................

هوامش:

(1) الانفجار العظيم إحدى النظريات السائدة في الغرب حول نشأة الكون أما في الأسلام فإن الله هو خالق الكون.

رابط المقال:

https://www.sciencenewsforstudents.org/article/universe-getting-hotter-cosmic-warming

اقتباسات

Journal: Y.-K. Chiang et al. The cosmic thermal history probed by Sunyaev–Zeldovich effect tomography.

The Astrophysical Journal. Vol. 902, October 10, 2020. doi: 10.3847/1538-4357/abb403.

 

بقلم: كريستوفر كروكيت

ترجمة وتحرير: بدر ثاني


 

لا تدور كل الكواكب حول النجوم، فالبعض يتنقل عبر مجرتنا بمفرده. وقد وجد علماء الفلك أصغر هذه الكواكب المارقة حتى الآن. وتبلغ كتلته كتلة الأرض تقريبًا، مع عدم وجود شمس في سمائه، فدائمًا ما يكون الليل على هذا الكوكب المنعزل. وهذه السماء أكثر قتامة ومليئة بالمزيد من النجوم مما يمكن رؤيته من أي مكان على الأرض.

يقول برزيميك مروز عالم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا، كاليفورنيا والذي قاد الفريق الذي اكتشف الكوكب: "يجب أن تكون السماء رائعة والجو باردًا. "

وجد علماء الفلك على مدار العشرين عامًا الماضية أقل من عشرين كوكبًا بدون نجوم في مجرتنا، معظمها عبارة عن كرات كبيرة من الغاز تشبه إلى حد كبير كوكب المشتري، لكن العلماء يعتقدون أن هذه العوالم هي قمة جبل جليدي هائل، فقد يكون هناك المليارات في انتظار اكتشافها.

كوكب مهم تقول ديانا دراغومير عالمة الفلك في جامعة نيو مكسيكو في البوكيرك. إن العثور على هذا الكوكب الصغير "ذو قيمة كبيرة". وتبحث عن الكواكب حول النجوم أكثر من تلك التي حول الشمس، حيث يساعدها هذا العمل في معرفة عدد العوالم التي قد تكون موطنًا لها بخلاف الأرض، وفيها شكل من أشكال الحياة.

ولربما لا توجد حياة على هذا الكوكب اليتيم المظلم المتجمد. ولكن من المهم أن يمنح الاكتشاف دراغومير والعلماء الآخرين معلومات عن العوالم التي يصعب الوصول إليها، وتقول: " أن الحقيقة التي وجدناها تعني الكثير، حتى لو كانت تطفو فقط، لأنها تعني أنها تشكلت فيها في المقام الأول ".

يعتقد علماء الفلك أن الكواكب اليتيمة تشكلت في أنظمة شمسية مثل كوكبنا، لكن شيء ما طرد الكوكب، فربما أطاحت به جاذبية كوكب أكبر، أو اقترب نجم عابر وأثارت جاذبيته كوكبًا أو اثنين. وتقول دراغومير" إن هذا الكوكب المكتشف حديثًا ربما يكون بعيدًا جدًا عن نجمه الأصلي، فلو كان قريبًا، فإن جاذبية النجم ستمنعه من الهروب. فغالبًا ما يصعب العثور على الكواكب، خاصة الصغيرة منها والبعيدة عن نجومها. فعلى الرغم من أننا نعتقد أن هناك كواكب بعيدة حول العديد من النجوم، إلا أننا لا نستطيع معرفة ذلك بالتأكيد، وإن العثور على واحد فقط مثل هذا الكوكب المكتشف، باستخدام تقنية أخرى، مفيد حقًا لأنه يضاف إلى عينة صغيرة. كما يخبرنا اكتشافه بأن هذه الكواكب الصغيرة على مسافة معقولة من النجم المتشكل ".

متى يكون الكوكب ليس كوكبا؟

يعتقد معظم الناس أن الكواكب هي أجسام تدور حول النجوم، أما الاتحاد الفلكي الدولي- الجهة المخولة بإطلاق التعاريف والأسماء الرسمية للأجسام في الفضاء- فيعتمد في تعريفه أن الكوكب يجب أن يدور حول نجم محدد؛ وهو الشمس، بينما الكواكب المارقة لا ينطبق عليها هذا التعريف، كما تقول جيسي كريستيانسن، عالمة الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا - مثل دراغومير- والتي تقوم أيضًا بحصر جميع أنواع الكواكب الموجودة هناك.

بينما يجادل الكثيرون الآن بأنه يجب تحديد الكوكب فقط من خلال كيفية تشكله، يذهب الاتحاد الفلكي الدولي إلى القول بأن الكوكب هو أي شيء كبير بما يكفي بحيث تتحول جاذبيته إلى كرة، وإلا سيكون كويكبًا متكتلًا أو مذنبًا، وإذا أصبح بتلك الضخامة بحيث يسحق الذرات معًا ويبدأ في التوهج، عندها سيكون نجما.

تخضع الكواكب المارقة للمراقبة بناء على كتلتها، لكن كريستيانسن تقول:  " مؤسساتنا لم تدرك حقيقة أن هذه الكواكب موجودة حتى الآن"، كما تعمل ناسا على تعقب الكواكب خارج النظام الشمسي وترصدها في قاعدة بيانات الكمبيوتر يطلق عليه أرشيف ناسا للكواكب خارج المجموعة الشمسية، لكن دراغومير تقول: "أن قاعدة البيانات لا تشمل حتى الآن العوالم اليتيمة، وأنهم بصدد إعادة تصميمها ليتمكنوا من استضافة هذه الكواكب.

احتمالات منخفضة

يكتشف علماء الفلك معظم الكواكب من خلال كيفية تأثيرها على النجوم التي تدور حولها، اما بالنسبة للكواكب اليتيمة فإنها لا تؤثر ولا حتى تصدر ضوءًا، لذلك لا يستطيع علماء الفلك رؤيتها.

 وعلى العكس، يمكن لها أن تبدل الضوء الصادر عن النجوم البعيدة جدًا حيث ُ تعرف هذه العملية باسم عدسة الجاذبية. فإذا مر جسم في الفضاء بين الأرض والنجم، فإن جاذبيته تركز الضوء من ذلك النجم على الأرض. يقول مروز: إنها مثل العدسة المكبرة". لشخص ما على الأرض، فإن النجم يضيء ككائن يمر به، وهذه هي الطريقة التي اكتشف بها الباحثون هذا الكوكب المارق الصغير.

في يونيو 2016، سطع نجم خافت في كوكب القوس قليلاً، ثم تلاشى مرة أخرى إلى وضعه الطبيعي، فقام مروز وفريقه بقياس الوقت الذي استغرقه النجم حتى يضيء ويخفت، حيث استغرق التغيير حوالي خمس ساعات، واستطاعوا من خلاله قياس كتلة الجسم التقريبية، وقد قدروها بأقل من ثلث كتلة الأرض أو بضخامة كوكبنا مرتين. وقد شاركوا اكتشافهم في 1 نوفمبر في مجلة الفيزياء الفلكية تمكن مروز وفريقه من قياس الزمن المستغرق بواسطة تلسكوب(OGLE) الموجود في صحراء أتاكاما في تشيلي، والذي يستخدم تجربة عدسة الجاذبية البصري، والموجه نحو أجزاء من مجرة درب التبانة التي بها الكثير من النجوم، مثل مركز المجرة. ثم يبحث عن التغييرات في الأضواء الصادرة عن النجوم، والتي تسببها الأجسام المظلمة العائمة.

إن احتمالات العثور على جسم واحد فقط هي احتمالات فلكية، حيث يجب أن تكون المحاذاة بين الأرض وبعض الأجسام وخلفية النجم مثالية تقريبًا. يقول مروز :  "إذا لاحظت نجمة واحدة فقط، يجب أن تنتظر في المتوسط مليون سنة قبل أن يمر أي جسم  ". كما لا أحد يريد الانتظار كل هذا الوقت، لذا لزيادة فرصهم ف بدلاً من مشاهدة نجمة واحدة، يشاهد العلماء ملايين النجوم، حيث يراقب تلسكوب OGLE 200 مليون نجم كل ليلة صافية، بحيث يلاحظ مروز وفريقه بضعة آلاف من العوامات كل عام، معظمها مجرد نجوم مظلمة.

ماذا بعد

يقول مروز:  "يدفع هذا الكوكب الصغير الحد الأقصى لما يمكن أن تفعله التلسكوبات مثل " OGLE ، ولإيجاد المزيد، يحتاج علماء الفلك إلى تلسكوب في الفضاء يكون على مستوى التحدي. حيث يأتي التلسكوب الروماني نانسي غريس الفضائي في الصدارة والذي من المقرر اطلاقه تقريبا عام 2025 وسيكون بحجم تلسكوب هابل الفضائي، وسيغطي مسافة 100 ضعف في السماء في آن واحد، وسمي التلسكوب الجديد باسم الرومانية نانسي جريس -أول رئيسة لعلماء الفلك في ناسا- حيث كتبت في عام 1959 أنها سوف تضع تلسكوبا في الفضاء سيسمح لعلماء الفلك بالعثور على الكواكب حول النجوم الأخرى ( لن يكون تلسكوبها أول من يكتشف الكواكب في الفضاء. حيث عثر التلسكوب كبلر الفضائي، على سبيل المثال على أكثر من 2700 كوكبا خارجيا قبل نفاذ غازه في عام 2018.) وسوف يدور التلسكوب الروماني بعيدًا عن الغلاف الجوي للأرض، مما سيمكنه من العثور على العديد من الكواكب المتجولة، والقيام بالكثير من المهام العلمية الأخرى.

يقول سامسون جونسون-عالم الفلك في جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس-: "في الوقت الحالي، لا نعرف سوى القليل عن الكواكب الحرة". فبحسب جونسون وعلماء آخرين، فإن عدد الكواكب العائمة التي قد يجدها التلسكوب الروماني لا يقل عن 250 كوكبا، بعضها صغير مثل المريخ وقد نشروا هذه النتائج في سبتمبر بالمجلة الفلكية.

ويمكن لمثل هذه الاكتشافات أن تعطي علماء الفلك معلومات عن كيفية تشكل الكواكب، حيث تظهر بعض أنظمة الطاقة الشمسية الفوضى في مجرتنا التي أصبحت موطنا للكواكب ذات المدارات المائلة والمتباعدة بطرق غريبة.

يقول كريستيانسن: "أحد الأسئلة في المستقبل هو، أيهما أكثر شيوعًا؟" ، إذا كان التلسكوب الروماني يكتشف الكثير من الكواكب العائمة، فهذا يشير إلى أنها طُردت من منازلها وأن العديد من أنظمة الكواكب الحديثة فوضوية. كما أن النظام الشمسي كان فوضويًا ذات يوم.

 افترض علماء الفلك لمئات السنين أن هذا النظام يبدو لطيفا ومنظما دائمًا كما هو الآن، وأن أنظمة الكواكب الأخرى ستكون مشابهة له. لكن تنوع العوالم المكتشفة بما فيها الكواكب اليتيمة، غيرت هذه النظرة. فيما يعتقد بعض العلماء الآن أن النظام الشمسي فقد كوكبًا منذ فترة طويلة. ويقول كريستيانسن: " واحدة من الأشياء اللطيفة، والمدهشة، والمثيرة التي نتجت عن الكواكب الخارجية، هو اكتشاف أن هناك العديد من الأنواع المختلفة لأنظمة الكواكب."

مصطلحات:

الأرشيف: مكان جمع وتخزين المواد، بما في ذلك الأصوات ومقاطع الفيديو والبيانات والأشياء، بحيث يمكن العثور عليها واستخدامها عند الحاجة.  ويُعرف الأشخاص الذين يؤدون هذه المهمة باسم أمناء المحفوظات.

عالم الفلك: عالم يعمل في مجال البحث الذي يتعامل مع الأجرام السماوية والفضاء والكون المادي.

الغلاف الجوي: غلاف الغازات المحيط بالأرض أو كوكب آخر.

الذرة: الوحدة الأساسية للعنصر الكيميائي. تتكون الذرات من نواة كثيفة تحتوي بشكل إيجابي البروتونات المشحونة والنيوترونات غير المشحونة. تدور النواة حول سحابة من الإلكترونات سالبة الشحنة.

المتوسط: (في العلوم) مصطلح يشير إلى المتوسط الحسابي، وهو مجموع عناصر الأعداد الموجودة مقسومًا على عددها.

المذنب: جسم سماوي يتكون من نواة الجليد والغبار يكون المذنب "ذيله" الخلفي. عندما يمر بالقرب من الشمس والغاز والغبار المتبخرعن سطحه.

الكوكبة: مجموعة من النجوم البارزة تبدو قريبة من بعضها البعض في سماء الليل. يقسم علماء الفلك الجدد السماء إلى 88 كوكبة، 12 منها (المعروفة باسم الأبراج) تقع على طول مسار الشمس عبر السماء على مدار عام.  كانكري، الاسم اليوناني الأصلي لبرج السرطان، هو واحد من تلك الأبراج الاثني عشر.

الكوكب الخارجي: اختصار للكواكب خارج المجموعة الشمسية، إنه كوكب يدور حول نجم خارج النظام الشمسي.

التركيز: (في الفيزياء) النقطة التي تتلاقى عندها الأشعة (مثل الضوء أو الحرارة) وتتم أحيانًا بمساعدة عدسة.

المجرة: مجموعة من النجوم - وعادة ما تكون مادة مظلمة - جميعها مرتبطة ببعضها البعض بفعل الجاذبية. تحتوي المجرات العملاقة، مثل درب التبانة، غالبًا على أكثر من 100 مليار نجم. وقد تحتوي المجرات الخافتة على بضعة آلاف فقط. كما تحتوي بعض المجرات أيضًا على غاز وغبار تصنع منها نجومًا جديدة.

عدسة الجاذبية: تحريف الضوء بواسطة قوة الجاذبية الشديدة، مثلا عن طريق عناقيد من المجرات (أجسام ضخمة في الكون)، ويمكن للجاذبية أن تنحني أو تركز الضوء، مما يجعلها تبدو أكثر إشراقًا وفي مكان واحد أو أكثر في السماء.

الجاذبية: القوة التي تجذب الأجسام التي لها كتلة أو حجم بإتجاه أي شيء آخر له كتلة، وتزداد الجاذبية بازدياد كتلة الجسم.

مجلة: (في العلوم) منشور يشارك فيه العلماء نتائج أبحاثهم مع الخبراء (وفي بعض الأحيان حتى الجمهور). تنشر بعض المجلات أبحاثًا من جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بينما البعض الآخر خاص بموضوع واحد، وتخضع أفضل المجلات لمراجعة قريناتها فهي ترسل  مقالاتها إلى خبراء خارجيين لقراءتها ونقدها لتفادي أخطاء النشر والاحتيال.

المشتري: (في علم الفلك) أكبر كوكب في المجموعة الشمسية، وله أقصر طول نهار (10ساعات) وهوغاز عملاق، تشير كثافته المنخفضة إلى أنه يتكون من عناصر ضوئية مثل الهيدروجين والهيليوم. ويطلق هذا الكوكب أيضًا حرارة أكثر مما يتلقاه من الشمس حيث تضغط الجاذبية على كتلته (كما أنه ينكمش ببطء).

المريخ: رابع كوكب من جهة الشمس، على بعد كوكب واحد فقط من الأرض. يتخلله مواسم مثلها وجوّه رطبا وقطره لا يتجاوز نصف قطر الأرض.

الكتلة: رقم يُظهر مقدار مقاومة الجسم للتسريع والتباطؤ - بشكل أساسي قياس مقدار المادة التي يتكون منها.

درب التبانة: المجرة التي يوجد فيها النظام الشمسي للأرض.

المراقبة: اختبار شيء ما أو أخذ عينات منه أو مشاهدته، خاصة على أساس منتظم أو مستمر.

ناسا: اختصار للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء. وقد تم إنشاء هذه الوكالة الأمريكية في عام 1958، وأصبحت رائدة في أبحاث الفضاء وتحفيز الاهتمام العام باستكشاف الفضاء، ومن خلالها أرسلت الولايات المتحدة رواد الفضاء إلى المدارات ولاحقا إلى القم، لدراسة الكواكب والأجرام السماوية الأخرى في نظامنا الشمسي.

المدار: المسار المنحني لجسم سماوي أو مركبة فضائية حول مجرة أو نجم أو كوكب أو قمر، وهو الدائرة الكاملة حول الجرم السماوي.

الكوكب: جسم سماوي كبير يدور حول النجم وعلى عكسه، لا يولد أي ضوء مرئي.

النظام الشمسي: الكواكب الثمانية الرئيسية وأقمارها في مدار حول الشمس، مع أجسام صغيرة على شكل كواكب قزمة وكويكبات ونيازك ومذنبات.

النجم: اللبنة الأساسية التي تتكون منها المجرات. وتتطور النجوم عندما تضغط الجاذبية على سحب الغاز لتصبح ساخنة بدرجة كافية، وينبعث ضوءا وأحيانًا إشعاعا كهرومغناطيسيا. وتعتبر الشمس أقرب نجم إلينا.

الشمس: النجم الموجود في مركز النظام الشمسي للأرض. يبعد حوالي 27000 سنة ضوئية عن مركز مجرة درب التبانة. ويطلق مصطلح الشمس أيضا على أي نجم شبيه بها.

التلسكوب: أداة لجمع الضوء تجعل الأشياء البعيدة تظهر أقرب من خلال استخدام العدسات أو مجموعة من المرايا والعدسات المنحنية. ومع ذلك، يقوم البعض بجمع انبعاثات الراديو (الطاقة المنبعثة من أجزاء مختلفة من الطيف الكهرومغناطيسي) عبر شبكة من الهوائيات.

 

......................

رابط المقال:

https://www.sciencenewsforstudents.org/article/rogue-planets-wander-galaxy-space

اقتباسات

 Journal: P. Mróz et al. A terrestrial-mass rogue planet candidate detected in the shortest-timescale microlensing event. The Astrophysical Journal Letters. Vol. 903, November 1, 2020. doi: 10.3847/2041-8213/abbfad.

Journal: S.A. Johnson et al. Predictions of the Nancy Grace Roman Space Telescope Galactic Exoplanet Survey. II. Free-floating Planet Detection Rates. The Astronomical Journal. Vol. 160, September 2020. doi: 10.3847/1538-3881/aba75b.

Journal: N.G. Roman. Planets of other suns. The Astronomical Journal. Vol. 64, October 1959. doi: 10.1086/108038

 

 

 

 

محمود محمد عليكثيراً ما نجتمع حول الطبيب الجراح عند خروجه من غرفة العمليات بعد انتهائه من إجراء العمل الجراحي لأحد من ذوينا، لنسأله عن ِحال المريض، وهل نجحت العملية، وهل هو بخير أم لا؟. وذلك على الرغم من عدم خروج المريض من غرفة العمليات. لأنه ما يزال تحت تأثير التخدير العامِّ الذي أجري له، إذ يحتاج لبعض الوقت حتى يتمكن من الخروج من غرفة العمليات بصحة وعافية، وقلما نتوجه بالشكر إلي ذلك الشخص الذي قام بتخديره ومن ثم بإنعاشه، وذلك لعدم إدراكنا َ أهمية هذا الشخص الذي يقومُ به في غرفة العمليات.

ولو أدركنا جميعا أن حياة مريضنا الغالي في غرفة العمليات مرتبطة مبدى جناح عملية التخدير من ً عدمها، قياسا إلي مدى نجاح العمل الجراحي، لكنا اجتمعنا أكثر حول الطبيب المخدر الذي قام بتخديره، وشكرناه أضعاف ما شكرنا به الطبيب الجراح؟. فإذا كان عمل الجراحة وغايتها هي استئصال ورم ما، أو تصحيح مشكلة أو اضطراب أصاب جسمنا، وإذا كان هذا العمل الجراحي، على أهميته وسموه، يسبب لنا ً آلاما مبرحة، فيما لو أجري لنا ونحن بكامل وعينا، فإن غاية التخدير هي جَعْلنا نفقد الإحساس بالألم، وما ينتج عن هذا العمل الجراحي من نتائج على أجسامنا، فيما لو أجري لنا ونحن بوعينا الكامل، وخير مثال نسوقه في هذا المجال المثال الأتي: ماذا تشعر لو ِجُرحت جرحاً صغيراً ؟، وما هي تأثيراته عليك وعلى علاماتك الحيوية ؟ فما بالك بجرح كبريٍ كافٍ لاستئصال ورم أو ما شابه؟

إن وظيفة الطبيب الخدر هي جعل المريض لا يشعر بكل هذ التأثيرات، ومن ثمَّ مراقبتها لو طرأ عليها أي طارئ.

والتخدير هي المواد التي تستخدم لتخفيف الآلام أو انتاج حالة من تخدير بعض أو كل الحواس، وخاصة اللمس التي تتوقف عن العمل، ويعد اكتشاف التخدير أحد الإنجازات العظمى فى تاريخ الحضارة الإنسانية.. فقبله كانت الجراحة قاصرة على العمليات الصغيرة التى لا مفر منها مثل البتر أو نزع السهام وخلع الضروس. وكانت الوسيلة الوحيدة لتخفيف آلام المريض قبل العملية أن يضرب بالهراوة على رأسه فجأة فيفقد الوعى. ولكنها وسيلة غير آمنة وقد تحدث نزيفاً داخلياً فى الرأس. أما الطريقة الأكثر استعمالاً فكانت أن يسقى المريض كمية كبيرة من الخمر حتى يفقد الشعور والإحساس وينام.. ولكنها أيضاً طريقة غير مأمونة لأن بعض الناس كان يصاب بالهياج من كثرة السكر ولا يمكن السيطرة عليه وبعضهم لا يفقد الإحساس بالألم مهما سكر.

وكانت الجراحة فى العصور الوسطى مرتبطة فى أذهان الناس بصورة أربعة رجال غلاظ يمسكون بالمريض من يديه وقدميه حتى لا يتحرك من شدة الألم. وفى التاريخ العربى كان أطباء الجاهلية يستعملون الخمر كمخدر.. فلما نزل الإسلام بتحريمها جاءوا إلى الرسول يسألونه أن يأذن لهم باستعمالها فى الطب كدواء أو مخدر فأبى ذلك وقال.

"إنها دواء وليست دواء- وما جعل الله شفاء أمتى فيما حرمه عليهم" ومن هذه اللحظة اتجه الأطباء المسلمون إلى طب الأعشاب للتخدير. فتوصلوا إلى ما سموه (المرقد) أى الدواء الذى يجعل المريض ينام ويرقد.. (Sleepener) وهو كما وصفه ابن سينا عبارة عن اسفنجة تنقع فى محلول من الأعشاب المركبة (مثل القنب العربى والزؤبان- والخشخاش وست الحسن) ثم تترك لتجف وقبل العملية توضع الإسفنجة فى فم المريض فإذا امتصت الأغشية المخاطية تلك العصارة استسلم المريض لرقاد عميق لا يشعر معه بألم الجراحة. وفى شرح هذا التأثير يقول ابن سينا فى كتابه القانون والتخدير يزيل الوجع لأنه يذهب بحس الجسم وإنما يذهب بحسه لأحد سببين إما يفرط التبريد وإما يسميه مضادة لقوة الجسم وقد يكون التخدير بالنوم فإن النوم أحد أسباب سكون الوجع".

ولم يقتصر استعمال أطباء المسلمين للتخدير على طريقة الاسفنجة وحدها بل كانوا يستعملونه لبوساً من الشرج أو شراباً من الفم.. وفى ذلك يقول الرازى فى كتابه الحاوى (جـ31 ص 643) عن البنج أنه: "إن جعل فى المقعدة فتيلة أنامت وقد يعمل منه شراب يبطل الحس" ويسف الرازى مدة التخدير فيقول "إنه يسبت ويبقى سباته ثلاث أو أربع ساعات لا يحس بشئ ولا يعقل" كذلك عرف المسلمون التخدير بالاستنشاق وهو ما جاء ذكره كثيراً فى قصصهم مثل ألف ليلة وليلة.. وفى ذلك يقول ابن سينا عن البنج "من استنشق رائحته عرض له سبات عميق من ساعته".

وقد ابتكر المسلمون نوعاً آخر من الإسفنجة هو الإسفنجة المنبهة المشبعة بالخل لإزالة تأثير المخدر وإفاقة المريض بعد الجراحة.

وإلى جانب التخدير العام فقد برع المسلمون فى التخدير الموضعى وخاصة فى حالة آلام الأسنان والأذن والرأس وفى ذلك يقول ابن البيطار عن البنج "يدهن به الصدغان فيجلب النوم المعتدل وينفع فى وجع الأذن قطوراً" فكانوا يصنعون منه دخاناً يسلطونه خلال أنبوبة فوق الأضراس لتخديرها وإزالة الألم قبل الجراحة.

وعن التخدير بالتبريد يقول ابن سينا فى كتابه القانون "ومن حملة ما يخدر الماء المبرد بالثلج تبريداً بالغاً" ويصف استعمال التبريد كمخدر موضعى كما فى جراحة الأسنان فيقول "يؤخذ الماء بالثلج أخذاً بعد أخذ حتى يخدر السن فيسكن الوجع وإن كان ربما زاد فى الابتداء". ثم يتحدث عن التبريد كمخدر قبل عمليات البتر وتعتبره هذه أول إشارة فى تاريخ العلم إلى التخدير بالتبريد وقد أصبح هذا العلم اليوم من أهم عناصر الجراحة الكبيرة فى عصرنا الحديث واستعمل خاصة فى العمليات الصعبة مثل عمليات (القلب المفتوح) واستئصال الرئة وزرع الكلى.

وهكذا يعتبر اكتشاف التخدير الخطوة الأولى فى تقدم علم الجراحة عند المسلمين وفى أوربا فيما بعد.

وقد أقر للمسلمين بالسبق فى ميدان التخدير والفضل فى نقله إلى أوربا الكثير من المستشرقين وفى ذلك تقول سبجريد هونكه في كتابها ( شمس العرب تسطع على الغرب، ص279): "وللعرب على الطب فضل آخر كبير فى غاية الأهمية. ونعنى به استخدام المرقد (أى المخدر) العام قبل العمليات الجراحية.. والتخدير العربى يختلف كل الاختلاف عن المشروبات المسكرة التى كان الهنود واليونان والرومان يجبرون مرضاهم على تناولها قبل الجراحة" ثم تقول "وينسب هذا الكشف العلمى مرة أخرى إلى طبيب إيطالى فى حين أن الحقيقة تقول والتاريخ يشهد أن فن الإسفنجة المرقدة عربى بحت لم يعرف من قبلهم".

ويقول (جوستاف لوبون) فى كتابه حضارة العرب ص 523. "ومن فضل العرب استعمالهم البنج (المرقد) الذى ظن أنه من مبتكرات العصر الحاضر".

وهنالك قرائن تشير إلى أنّ علماء الطب الإسلامي هم الذين اكتشفوا الغول (الكحول)، ومن المحتمل أيضًا أنّهم وبصورة عفوية اكتشفوا جذر الأثير (-O-)، هنالك مصادر موثوقة تؤكد أنّ الكندي قد استقطر الغول من النبيذ، ومع أنّ كلمة الكحول عربية صرفة وهي تحريف للكلمة الأصل "الغول" من "الاغتيال" وهو روح الخمرة التي وصفها العرب بأنّها تغتال العقل، كما أنّها وردت في القرآن الكريم الذي يصف خمر الجنة بأنّها خالية من الغول ولا تتسبب في صداع من يتناولها وذلك في الآية الكريمة {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات: 47] بالرغم من كل ذلك كانت هنالك محاولات لرد فضل هذه التسمية إلى مؤلفين من الغرب.

وهنالك دراسة أخرى عن تاريخ هذه المادة أجراها الأستاذ الدكتور محمد يحيى الهاشمي (1968) وأخذ فهيا بوجهة نظر هولميالرد، وذهب إلى أبعد من ذلك فذكر أنّ الكحول هو جمع الكحل، وكما سيتضح من هذا البحث فإنّ كلتا المطالعتين بعيدتان عن الصحة، فكلمة الكحول لا وجود لها في اللغة العربية طبقًا لجميع المعاجم والموسوعات والتراث الأدبي، وإنّما هنالك: الكحل: ما وضع في العين بمستشفي به، وهو اسم مادة ولا تجمع، وقد اعتاد العرب القول: "ناعم كالكحل" لوصف شدة نعومة المواد الصلبة، وهو قول أقرب إلى العامية منه إلى الفصحى.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط.

...............

1- التخدير في الطب الإسلامي وأثره على الحضارة الغربية.. مقال.

2-نزار مصطفي كحلة : التخدير والانعاش عبر التاريخ .. كتاب..

 

جواد بشارةإعداد وترجمة د. جواد بشارة

ماذا كان هناك قبل الانفجار العظيم؟


يصف النموذج الكوني القياسي الانفجار العظيم بأنه فترة شديدة الكثافة والحرارة كان الكون قد مر بها منذ حوالي 13.8 مليار سنة، لتؤدي بعد ذلك إلى عملية التضخم والتوسع التي نلاحظها اليوم. إذا كانت رياضيات النسبية العامة قد استبعدت لفترة طويلة أي احتمال لحدوث انفجار كوني قبل الانفجار العظيم، فقد أدرك علماء الكونيات لعدة سنوات أن نظرية أينشتاين غير مكتملة وأنهم يطورون نماذج نظرية تقترح فرضيات تتعلق بفيزياء ما قبل الانفجار العظيم. أول شيء يجب فهمه هو ما هو الانفجار العظيم حقًا. يقول شون كارول، عالم الفيزياء النظرية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: "الانفجار العظيم لحظة من الزمن، وليست نقطة في الفضاء". قال كارول إنه من الممكن أن يكون كون ألــ  Big Bang صغيرًا أو كبيرًا بشكل لا نهائي، لأنه لا توجد طريقة للعودة بالزمن إلى ما لا يمكننا حتى رؤيته اليوم. كل ما نعرفه حقًا أنه كان كثيفًا جدًا جدًا وسرعان ما أصبح أقل كثافة. ويضيف كارول: "بغض النظر عن مكان وجودك في الكون، إذا عدت إلى الوراء 14 مليار سنة، فستصل إلى هذه النقطة المتفردة المعروفة باسم الفرادة الكونية، حيث كان الجو حارًا للغاية، وكثيفًا للغاية، ويليه توسع سريع".

2124 البداية الكونية 1

لا أحد يعرف بالضبط ما كان يحدث في الكون إلا بعد ثانية واحدة من الانفجار العظيم، عندما برد الكون بدرجة كافية لتصطدم البروتونات والنيوترونات وتترابط. يعتقد العديد من علماء الكونيات أن الكون قد مر بعملية توسع أسي، تسمى التضخم، خلال هذه الثانية الأولى. هذا من شأنه أن ينعم نسيج الزمكان ويمكن أن يفسر سبب توزيع المادة بالتساوي في الكون. لا أحد يعرف ماهية أو طبيعة الكون قبل الانفجار العظيم من المحتمل أنه قبل الانفجار العظيم، كان الكون عبارة عن حيز أو مساحة لا نهاية لها من المواد الكثيفة شديدة الحرارة، وبقي في حالة ثابتة حتى حدث الانفجار العظيم لسبب ما. ووفقًا لكارول، قد يكون هذا الكون المتمرد محكومًا بميكانيكا الكموم. لذلك كان الانفجار العظيم يمثل اللحظة التي تولت فيها الفيزياء الكلاسيكية دور المحرك الرئيسي لتطور الكون. بالنسبة لستيفن هوكينغ، هذه اللحظة ليست ذات صلة بحقبة ما قبل الانفجار العظيم ، حيث كانت الأحداث لا حصر لها ، وبالتالي غير محددة. أطلق هوكينغ على هذا "الاقتراح اللامحدود": الزمان والمكان محدودان، لكن ليس لهما حدود أو نقاط بداية أو نقاط نهاية، بنفس الطريقة التي يكون بها كوكب الأرض محدودًا، لكن لا ليس له حافة. قال هوكينغ في عام 2018: "نظرًا لأن الأحداث التي سبقت الانفجار العظيم لم يكن لها عواقب رصدية، فقد نرفضها أيضًا من النظرية ونقول إن الطقس بدأ في الانفجار العظيم". أو ربما كان هناك شيء آخر قبل الانفجار العظيم يستحق اهتمام الفيزيائيين. إحدى الفرضيات هي أن الانفجار العظيم ليس بداية الزمن، بل لحظة تماثل. في هذه الفكرة، كان هناك قبل الانفجار العظيم، كون آخر مطابق لهذا الكون، ولكن مع زيادة إنتروبيا نحو الماضي بدلاً من المستقبل. إن نمو الانتروبيا، أو "الفوضى" المتنامية في نظام ما، هو أساسًا سهم الزمن، لذلك في هذا الكون المرآة، سيكون الزمن يجري بعكس الزمن في الكون الحديث، وسيكون كوننا في الماضي. يقترح أنصار هذه النظرية أيضًا أن الخصائص الأخرى للكون قد انعكست في هذا الكون المرآة. على سبيل المثال، اقترح الفيزيائي ديفيد سلون David Sloan ، الفيزيائي بجامعة أكسفورد ، أن عدم التناسق في الجزيئات والأيونات (يُسمى chiralities)  الشيرالية والتي تعني خاصية الكائن اللولبي ، والتي لا يمكن فرضها على صورته في مرآة مستوية وهي تتحرك في اتجاهات معاكسة لما هو عليه في كوننا. هناك نظريات من الارتداد أو الانكماش العظيم Big Bounce إلى الكون المتعدد، وهي ذات صلة بالانفجار العظيم، تجادل بأنه لم يكن الانفجار العظيم بداية كل شيء، بل كان نقطة زمنية انتقل فيها الكون من فترة تقلص إلى فترة توسع. تشير فكرة "الارتداد الكبير" إلى إمكانية حدوث انفجارات كبيرة لانهائية بينما يتوسع الكون ويتقلص ويتوسع مرة أخرى على نحو دوري تعاقبي. المشكلة مع هذه الأفكار، وفقًا لكارول، هي أنه لا يوجد تفسير لسبب أو كيف يتقلص الكون المتوسع ويعود إلى حالة من الكون المنخفض والمنكمش وفقًا لنظريات النخالة، فإن كوننا موجود في غشاء يطفو جنبًا إلى جنب مع أغشية أخرى في "كتلة" الكون الفائق بأكثر من 4 أبعاد.

2124 البداية الكونية 2

الائتمان: جامعة برينستون

بالنسبة للنظريات الكونية للأغشية البارنات les théories branaires ، المستمدة عمومًا من نظرية الأوتار، فإن الانفجار العظيم، ثم كوننا، كان سيظهر بعد اصطدام بران أو غشاء في الجزء الأكبر من الكون بأكثر من أربعة أبعاد. هذا النموذج للكون، المسمى بالكون ekpyrotic ، يشير ضمنيًا كفرضية طبيعية إلى وجود الكون المتعدد. نظريات أخرى مثل التضخم الأبدي تقترح أن فقاعات الكون سوف تنشأ في كون أكبر في تضخم لانهائي. لدى كارول وزميلته جينيفر تشين رؤيتهما الخاصة قبل الانفجار العظيم. في عام 2004، اقترح الفيزيائيون، فكرة تقول باحتمال أن الكون المرئي الحالي كما نعرفه هو نسل الكون الأصلي الذي انفصل عنه بعض من الزمكان. يوضح كارول قائلاً: "إنها مثل النواة المشعة المتحللة": عندما تتحلل النواة، فإنها تنبعث منها جسيم ألفا أو بيتا. يمكن للكون الأصلي أن يفعل الشيء نفسه، باستثناء أنه بدلاً من الجسيمات، فإنه يبعث "أكوانًا طفولية"، ربما إلى ما لا نهاية. سيحدث هذا الجيل من أكوان الأطفال من خلال التقلبات الكمومية في الكون الأم الكلي المطلق. هذه الأكوان الوليدة هي "أكوان متوازية حرفيًا"، ولا تتفاعل أو تؤثر على بعضها البعض.

ربما تكون CERN قد أكدت للتو إحدى الفرضيات التي تشرح وجود الكون

| ألفريد باسيكا / مكتبة صور العلوم / غيتي إيماجز

2124 البداية الكونية 3

لأول مرة على الإطلاق، لاحظ الفيزيائيون العاملون في مصادم الهادرونات الكبير (LHC) اختلافات في تحلل الجسيمات والجسيمات المضادة التي تحتوي على لبنة أساسية من المادة: كوارك السحر. يمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في كشف لغز كبير، وهو وجود المادة. بعبارة أخرى، وبالتالي، يمكنها أيضًا أن تجيب، بمعنى ما، عن سؤال طرحناه على أنفسنا مرة واحدة على الأقل: لماذا يوجد الكون؟ قال شيلدون ستون، أستاذ الفيزياء في جامعة سيراكيوز (نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية)، وأحد المتعاونين الذين يعملون في مشاريع البحث الجديدة: "هذا حدث تاريخي". يحتوي كل جسيم من المادة على جسيم مضاد له كتلة متطابقة، ولكن له شحنة كهربائية معاكسة. عندما تلتقي المادة والمادة المضادة، فإنهما يبيدان أو يفنيان بعضهما البعض. وهذه "مشكلة" فيزيائية لم يتم حلها بعد: يجب أن يكون الانفجار العظيم قد خلق كمية مكافئة من المادة والمادة المضادة، وكل هذه الجسيمات يجب أن تدمر نفسها بسرعة، تاركةً فقط طاقة خالصة. لكن بدلاً من ذلك، نجا واحد فقط من كل مليار كواركات (الكواركات هي الجسيمات الأولية التي تتكون منها البروتونات والنيوترونات) من حدث الإبادة. وهكذا، أمكن أن توجد المادة، وبالتالي الكون. لكن هذا يعني أيضًا أن الجسيمات والجسيمات المضادة لا يجب أن تتصرف بنفس الطريقة تمامًا، كما قال ستون لمجلة Live Science. بدلاً من ذلك، يجب أن تتحلل بمعدلات مختلفة قليلاً، مما يسمح باختلال التوازن بين المادة والمادة المضادة. يطلق الفيزيائيون على هذا الاختلاف في السلوك انتهاك تكافؤ الرسوم (انتهاك CP). تم تقديم فكرة انتهاك CP في عام 1967 من قبل الفيزيائي الروسي Andrei Sakharov ، الذي اقترحه لشرح سبب بقاء المادة على قيد الحياة من الانفجار العظيم. قال السيد ستون: "إنه أحد المعايير الضرورية لوجودنا". "لذلك من المهم فهم أصل انتهاك مبدأ "حماية وحفظ المادة والطاقة." هناك ستة أنواع من الكواركات (من عدة أنواع تسمى النكهات)، ولكل منها خصائصه الخاصة: كواركات سفلية وأخرى علوية، وكواركات غريبة وسحرية، ثم الجمال ("القاع" سابقًا) والحقيقة (سابقًا "القمة"). في عام 1964، لاحظ الفيزيائيون لأول مرة انتهاك CP في كواركات غريبة. ثم في عام 2001، رأوا ذلك يحدث مع جسيمات تحتوي على كواركات قاع (أو جمال). افترض الفيزيائيون منذ فترة طويلة أن هذا هو الحال أيضًا مع الجسيمات التي تحتوي على كواركات ساحرة، لكن لم يتمكن أحد من ملاحظتها. علاوة على ذلك، أدى هذان الاكتشافان إلى الحصول على جوائز نوبل للباحثين المعنيين. ستون هو أحد الباحثين في تجربة Beauty LHC في CERN. مصادم الهادرونات الكبير (LHC) عبارة عن حلقة طولها 27 كيلومترًا تقع على الحدود الفرنسية السويسرية، والتي ترسل جزيئات دون ذرية إلى دائرتها من أجل تصادمها، وبالتالي تخلق دفعات من الطاقة الشديدة التي لها بعد الانفجار العظيم. عندما تلتقي الجسيمات، فإنها تنقسم إلى أجزاء مكونة لها، والتي تنقسم بعد ذلك (في أجزاء من الثانية) إلى جسيمات أكثر استقرارًا.

أطلس، في LHC (CERN). هذا عبارة عن جهاز آلي حلقي لمصادم الهادرونات الكبير، والذي يستخدم مغناطيسًا كهربائيًا حلقيًا يسمح للمجال المغناطيسي بالثني في الهواء. الائتمان: سيرن

تتعلق الملاحظات الأخيرة بتوليفات من الكواركات تسمى الميزونات ، وبشكل أكثر دقة D0 الميزون ("d-zero") والميزون المضاد لـ D0. يتكون الميزون D0 من كوارك ساحر وكوارك مضاد (الجسيم المضاد للكوارك العلوي). الميزون المضاد لـ D0 هو مزيج من كوارك مضاد للسحر وd فوق كوارك. هذان الميزونان يتحللان بعدة طرق، ولكن ينتهي المطاف بنسبة صغيرة منهما بالتحول إلى ميزونات تسمى كاون أو بيونات. قام الباحثون بقياس الاختلاف في معدل الاضمحلال بين الميزونات D0 والميزونات المضادة لـ D0، والتي تضمنت اتخاذ تدابير غير مباشرة للتأكد من أنها لم تكن تقيس ببساطة الفرق في الإنتاج الأولي للميزونات، أو الاختلافات الناشئة عن جودة معداتهم للكشف عن الجسيمات دون الذرية المختلفة. تظهر النتائج أن نسب الاضمحلال اختلفت بنسبة عُشر بالمائة. قال ستون: "هذا يعني أن الميزون D0 ومضاد D0 لا يتدهوران بنفس المعدل، وهذا ما نسميه انتهاك CP". أعلن الباحثون عن الاكتشاف في بث شبكي لـ CERN ، ونشروا وثيقة توضح بالتفصيل النتائج على خادم arXiv قبل النشر (من بين أمور أخرى). وهذا يجعلها ممتعة. يوضح ستون أن الاختلافات في الانحلال ربما ليست كبيرة بما يكفي لتفسير ما حدث بعد الانفجار العظيم، مما أدى إلى وجود الكثير من المادة. ولكن حسب قوله، فإن هذه الاختلافات كبيرة بما يكفي لتكون مفاجأة. ويضيف: "حان الآن دور علماء الفيزياء النظرية لجعل هذه البيانات تتحدث". يعتمد الفيزيائيون على ما يسمى بالنموذج القياسي أو المعياري لشرح كل هذه الظواهر على المقياس أو النطاق دون الذري. السؤال الآن هو ما إذا كانت التنبؤات التي قدمها النموذج المعياري يمكن أن تفسر قياس الكوارك الساحر الذي قام به الفريق للتو، أو ما إذا كان سيتطلب نوعًا من "الفيزياء الجديدة" (والتي قال ستون إنها ستكون النتيجة الأكثر إثارة). قال: "إذا كان من الممكن تفسيرها فقط من خلال فيزياء جديدة، يمكن لهذه الفيزياء الجديدة أن تحتوي على فكرة من أين جاء انتهاك CP".

: نكهة جديدة للمادة - تم اكتشاف عدم تناسق المادة المضادة للتو في CERN المصادر: Cern.ch، arXiv

2124 البداية الكونية 5

تسلط CERN  الوكالة الأوروربية للفضاء الضوء على لغز عدم تناسق المادة والمادة المضادة .على الرغم من أن النموذج الكوني القياسي  أو المعياري يتنبأ بأن المادة والمادة المضادة قد تم إنتاجهما بكميات متطابقة خلال الانفجار العظيم ، فإننا نعمل اليوم في كون مكون من مادة. هذه الظاهرة، التي تسمى عدم تناسق المادة والمادة المضادة، هي منطقة بحث نشطة للغاية وقد صيغت العديد من الفرضيات بمرور الوقت. في الآونة الأخيرة، كشفت نتائج تجربة LHCb التي أجرتها CERNوكالة سيرن مع الميزونات (جزيئات مكونة من كوارك وكوارك مضاد) عن آلية محتملة يمكن بواسطتها توليد هذا التباين. تم التنبؤ بوجود المادة المضادة من خلال معادلة الفيزيائي بول ديراك التي وصفت حركة الإلكترونات في عام 1928. في البداية لم يكن من الواضح ما إذا كان هذا مجرد فضول رياضياتي أم وصف الجسيم الحقيقي. ولكن في عام 1932، اكتشف كارل أندرسون شريكًا من المادة المضادة للإلكترون - البوزيترون - أثناء دراسة الأشعة الكونية القادمة من الفضاء إلى الأرض. على مدى العقود القليلة التالية، اكتشف الفيزيائيون أن جميع جسيمات المادة لها شركاء من المادة المضادة. يعتقد علماء الكونيات أنه في الحالة شديدة الحرارة والكثافة بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم، أعطت العمليات غير المعروفة الأفضلية للمادة على المادة المضادة. أدى هذا إلى خلق فائض صغير من المادة، ومع تبريد الكون، تم إفناء أو تدمير كل المادة المضادة بكمية متساوية، تاركًا فائضًا ضئيلًا من المادة. وهذا الفائض هو كل ما نراه في الكون اليوم. يمكن لسلوك الكواركات، وهي اللبنات الأساسية للمادة مع اللبتونات، أن يلقي الضوء على الفرق بين المادة والمادة المضادة. تأتي الكواركات بأشكال مختلفة، أو "نكهات" تسمى أعلى، وأسفل، وسحر، وغريب، وقاع، وأعلى، بالإضافة إلى ستة كواركات مضادة مقابلة. السلوك الغريب للميزونات الكواركات العلوية والسفلية هي تلك التي تتكون منها البروتونات والنيوترونات في نوى مادة الباريون (العادية)، ويمكن إنتاج الكواركات الأخرى من خلال عمليات عالية الطاقة - على سبيل المثال عن طريق اصطدام الجسيمات في مسرعات مثل من مصادم هادرون الكبير التابع لمنظمة CERN. تسمى الجسيمات المكونة من كوارك وكوارك مضاد بالميزونات ، وهناك أربعة ميزونات محايدة (B0S و B0 و D0 و K0) والتي تظهر سلوكًا فريدًا. الميزون هي هادرونات ، مثل الباريونات. لكن على عكس الأخير ، فهي تتكون من زوج كوارك-كوارك مضاد.

2124 البداية الكونية 6

© فورشونغز zentrum يوليش   SeitenPlan

يمكن أن تتحول تلقائيًا إلى شريكها المضاد ثم تعود إلى حالتها الأولى، وهي الظاهرة التي لوحظت لأول مرة في الستينيات ، نظرًا لأنها غير مستقرة ، فإنها سوف "تتحلل" إلى جسيمات أخرى أكثر استقرارًا في نفس الوقت. لحظة تذبذبهم. يحدث هذا الانحلال بشكل مختلف قليلاً بالنسبة للميزونات مقارنة بمضادات الميزونات، والتي تعني، جنبًا إلى جنب مع التذبذب، أن معدل الانحلال يتغير بمرور الوقت. يتم إعطاء قواعد التذبذب والانحلال من خلال إطار نظري يسمى آلية Cabibbo-Kobayashi-Maskawa (CKM). إنه يتنبأ بوجود اختلاف في سلوك المادة والمادة المضادة، ولكنه اختلاف أصغر من أن يولد المادة الزائدة في الكون المبكر الضروري لتفسير الوفرة التي نراها اليوم. يشير هذا إلى أن هناك شيئًا لا نفهمه وأن دراسة هذا الموضوع قد تتحدى بعض نظرياتنا الأساسية في الفيزياء. الاختلافات في معدلات الاضمحلال كانت النتيجة الأخيرة لتجربة LHCb دراسة لميزونات B0S المحايدة، وفحص تحللها إلى أزواج من الميزونات المشحونة K. تم إنشاء الميزونات B0S عن طريق اصطدام البروتونات بالبروتونات الأخرى في مصادم الهادرون الكبير، حيث تتأرجح في مضاد الميزون وحالتها الأولية ثلاث تريليونات مرة في الثانية. خلقت التصادمات أيضًا ميزونات مضادة للـبوزون B0S والتي تتأرجح بنفس الطريقة، مما أدى إلى عينات من الميزونات ومضادات الميزونات التي يمكن مقارنتها.

2124 البداية الكونية 7

تظهر الرسوم البيانية الفرق في الانحلال (يمين) للقنوات B → π + π− (أعلى اليسار) و Bs → K + K− (أسفل اليسار). © تعاون LHCb

قام الباحثون بحساب عدد حالات الاضمحلال للعينتين وقارنوا الرقمين، ليروا كيف تباين هذا الاختلاف مع تقدم التذبذب. كان هناك اختلاف طفيف - مع حدوث المزيد من التحلل لأحد الميزونات B0S. ولأول مرة بالنسبة لميزونات B0S ، لوحظ أن اختلاف الاضمحلال ، أو عدم التناسق ، يختلف باختلاف التذبذب بين الميزون B0S والميزون المضاد. بالإضافة إلى كونها خطوة مهمة في دراسة الاختلافات بين المادة والمادة المضادة، كان الباحثون أيضًا قادرين على قياس حجم التباينات. يمكن أن يؤدي هذا إلى قياسات العديد من المعلمات للنظرية الأساسية. توفر مقارنة النتائج مع القياسات الأخرى فحصًا للتناسق، لمعرفة ما إذا كانت النظرية المقبولة حاليًا هي وصف صحيح للطبيعة. نظرًا لأن التفضيل المنخفض للمادة على المادة المضادة الذي نلاحظه على مقياس مجهري لا يمكن أن يفسر الوفرة الهائلة للمادة التي نلاحظها في الكون، فمن المحتمل أن يكون فهمنا الحالي تقريبًا يحتاج إلى نظرية أكثر جوهرية. إن دراسة هذه الآلية المعروفة لتوليد عدم تناسق المادة والمادة المضادة، وسبرها من زوايا مختلفة، يمكن أن تخبرنا أين تكمن المشكلة. إن دراسة العالم على نطاق أصغر هي أفضل فرصة لنا لنكون قادرين على فهم ما نراه على نطاق أوسع.  المصادر arXiv

يمكن أن تفسر موجات الجاذبية الخاصة لغز وجود الكون

وفقًا للنموذج الكوني القياسي أو المعياري، في وقت الانفجار العظيم ، تم تكوين المادة والمادة المضادة بنسب متطابقة. لذلك كان عليهم أن يقضوا على بعضهم البعض، تاركين كونًا فارغًا. ومع ذلك، فإننا نلاحظ اليوم كون معظمه مادة. يسمى عيب المادة المضادة عدم تناسق المادة والمادة المضادة وهو أحد أكثر موضوعات البحث نشاطًا في فيزياء الجسيمات. تم طرح عدة فرضيات: يقترح أحدها أن النيوترينوات لعبت دورًا رئيسيًا في هذه الآلية. ومؤخرا، توصل علماء الفيزياء إلى طريقة لاختبار هذه الفرضية. تقترح فرضية النيوترينو أنه بعد حوالي مليون سنة من الانفجار العظيم، برد الكون وخضع لانتقال طوري. تسبب هذا التغيير في الطور في تحلل النيوترينوات إلى مادة أكثر من المادة المضادة، مما يعني انتهاكًا لتناظر CP. لكن وفقًا لجيف درور، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة وباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، لا توجد طريقة سهلة لفحص هذه النظرية وفهم ما إذا كانت هذه العملية قد حدثت بالفعل في الكون البدائي. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Physical Review Letters. وتصف مرحلة انتقالية في أصل تكوين الأوتار الكونية لكن درور وفريقه، من خلال النماذج النظرية والحسابات، وجدوا طريقة لرؤية هذه المرحلة الانتقالية. اقترحوا أن التغيير كان سيخلقsubstance، جوهر مادة هيكلية افتراضية، إنها ذات طاقة طويلة ورقيقة للغاية تسمى الأوتار الكونية، والتي ستظل موجودة في الكون حتى اليوم. وفقًا للمؤلفين، فإن انتقال الطور عند أصل عدم تناسق المادة والمادة المضادة كان سيخلق أيضًا هياكل معينة تسمى الأوتار الكونية والتي، اليوم، هي التي ستكون أصل موجات الجاذبية التي يمكن اكتشافها.

2124 البداية الكونية 8

الاعتمادات: R.Hurt / Caltech-JPL و NASA و ESA Credit: Kavli IPMU الأوتار الكونية هي عيوب طوبولوجية.

والعيوب الطوبولوجية هي هياكل افتراضية يفترض أنها مستقرة تشكلت في اللحظات الأولى من الكون. تتنبأ النظريات التي تشير إلى تكوين العيوب الطوبولوجية بأنها كانت ستظهر في نهاية فترة التضخم. وبشكل أكثر تحديدًا، يُعتقد أن العيوب الطوبولوجية قد تشكلت خلال التحولات الطورية المختلفة للكون المبكر. في النموذج القياسي أو المعياري، كانت هذه التحولات الطورية مصحوبة بانقطاعات تلقائية مختلفة في التناظر. وهكذا نشأت الأوتار الكونية عندما انكسرت التناظرات الأسطوانية والمحورية في نهاية الفترة التضخمية. إنها عيوب طوبولوجية أحادية البعد ذات شكل خطي. لا يمكن تحديد عدد الأوتار الكونية في الكون على وجه اليقين، ومع ذلك، تشير حسابات كيبل إلى أنه سيكون هناك ما يقرب من سلسلة كونية واحدة لكل حجم هابل، أو سلسلة كونية واحدة كل 1031 سنة ضوئية مكعبة.

الأوتار الكونية: المصادر المحتملة لموجات الجاذبية يقترح درور وفريقه أن هذه الأوتار الكونية هي على الأرجح أصل موجات الجاذبية. تحدث أشد موجات الجاذبية عند ظهور مستعر أعظم. عندما يدور نجمان ضخمان حول بعضهما البعض؛ أو عندما يندمج ثقبان أسودان. لكن موجات الجاذبية المحتملة التي تسببها الأوتار الكونية ستكون أضعف بكثير من تلك التي تم اكتشافها حتى الآن في التردد والسعة التي يمكن عندها اكتشاف موجات الجاذبية الناتجة عن الأوتار الكونية. يشار أيضًا إلى حساسيات الكشف للأدوات الحالية والمستقبلية.

2124 البداية الكونية 9

ائتمانات: جيف أ.درور وآخرون. 2020

ومع ذلك، عندما قام الفريق بنمذجة هذا الانتقال الطور الافتراضي في ظل ظروف درجات حرارة مختلفة، والتي كان من الممكن أن تحدث أثناء انتقال الطور، توصل إلى اكتشاف مشجع: في كلتا الحالتين، ستخلق الأوتار الكونية موجات جاذبية يمكن اكتشافها. بواسطة أدوات مستقبلية، مثل هوائي الفضاء لمقياس التداخل الليزري التابع لوكالة ناسا (LISA) ، ومرصد  Big Bang Observer التابع لوكالة الفضاء الأوروبية ESA ، ومرصد ديسي هيرتز لموجات الجاذبية التداخلية (DECIGO) التابع لوكالة جاكسا. يستنتج تانماي فاكاسباتي، عالم الفيزياء النظرية بجامعة ولاية أريزونا إنه: "إذا تم إنتاج هذه الأوتار بمقاييس طاقة عالية بما يكفي، فيمكنها بالفعل توليد موجات جاذبية يمكن اكتشافها بواسطة المراصد المستقبلية"

. المصادر: خطابات المراجعة المادية

تشير الملاحظات إلى أن الكون كان ذات يوم صورة ثلاثية الأبعاد Hologramme

يمكن أن تشكل هذه الملاحظة أول دليل على أن كوننا كان في يوم من الأيام صورة ثلاثية الأبعاد. ظل العلماء يتصارعون مع الأسئلة التالية منذ عقود: هل كوننا واقعي، أم أنه صورة ثلاثية الأبعاد عملاقة؟ عالم تتطلب قوانين الفيزياء فيه بعدين فقط، لتكشف عن ثلاثة أبعاد. كما يمكنك أن تتخيل، ليس من السهل إثبات هذه الفرضية، لكن علماء الفيزياء يدعون أن لديهم الآن ملاحظات قد تكون قادرة على إثبات أن الكون المبكر يتناسب تمامًا مع هذا التصور البصري نفسه. قول صورة ثلاثية الأبعاد، تمامًا كما هو الحال مع نموذج Big Bang القياسي. يوضح عضو الفريق نيايش أفشوردي من جامعة واترلو في أونتاريو (كندا): "نقترح استخدام هذا الكون الهولوغرافي ، وهو نموذج مختلف تمامًا للانفجار العظيم والذي يتم قبوله بشكل عام ويعتمد على الجاذبية والتضخم". ويضيف قائلاً: "يقدم كل نموذج من هذه النماذج تنبؤات مميزة يمكننا اختبارها أثناء قيامنا بتنقيح بياناتنا وتحسين فهمنا النظري - على مدار السنوات الخمس المقبلة". لنكون واضحين: لا يقول الباحثون إننا نعيش حاليًا في صورة ثلاثية الأبعاد. لكنهم يقترحون أنه خلال المراحل المبكرة جدًا من الكون، بعد بضع مئات الآلاف من السنين من الانفجار العظيم، تم إسقاط كل شيء في ثلاثة أبعاد من حدود ثنائية الأبعاد. في وقت مبكر من التسعينيات، نشر الفيزيائي ليونارد سسكيند فكرة أن قوانين الفيزياء كما نفهمها لا تتطلب تقنيًا ثلاثة أبعاد. منذ ذلك الحين، العديد من الباحثين تناولوا مسألة الكون، والتي قيل إنها كانت صورة ثلاثية الأبعاد. ولكن بعد ذلك، كيف يمكن أن يبدو الكون وكأنه ثلاثي الأبعاد، بينما في الواقع سيكون ثنائي الأبعاد فقط؟ الفكرة الأساسية هي أن حجم الفضاء "مشفر" على الحدود، أو أفق الجاذبية اعتمادًا على الراصد، مما يعني أنه مع بُعد واحد أقل (2 بدلاً من 3)، يمكن أن يظهر الفضاء كما نراه، في ثلاثة أبعاد. لذلك، مثل صورة ثلاثية الأبعاد مُسقطة من شاشة ثنائية الأبعاد، تشير الفرضية إلى أن الأبعاد الثلاثة لكوننا تم إسقاطها من حدود ثنائية الأبعاد. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 1997، تم نشر أكثر من 10000 دراسة تدعم هذه الفكرة. الآن أفشوردي وفريقه أفادوا أنه بعد التحقيق في عدم انتظام الخلفية الكونية المنتشرة (الإشعاع الكهرومغناطيسي من الانفجار العظيم، وفقًا للنموذج القياسي لعلم الكونيات)، تمكنوا من العثور على أدلة قوية تدعم ذلك. شرح ثلاثي الأبعاد للكون المبكر. "تخيل أن كل ما تراه وتشمه وتسمعه في ثلاثة أبعاد (وإدراكك للزمن) ينبع في الواقع من مجال مسطح ثنائي الأبعاد. تشبه الفكرة فكرة الصور المجسمة العادية حيث يتم ترميز الصورة ثلاثية الأبعاد في سطح ثنائي الأبعاد، مثل الصورة المجسمة على بطاقة الائتمان. يقول عضو الفريق كوستاس سكينديريس من جامعة ساوثهامبتون بإنجلترا "هنا الكون كله مشفر". أحد الأسباب التي دفعت علماء الفيزياء إلى دراسة مبدأ الهولوغرام هذا هو أن نموذج Big Bang القياسي، على الرغم من أنه أكثر عقلانية ومقبولًا من قبل المجتمع العلمي، إلا أن به العديد من العيوب الأساسية. في الواقع، وفقًا لسيناريو الانفجار العظيم، تسببت التفاعلات الكيميائية في توسع هائل أدى إلى تكوين كوننا، وتضخم هذا الأخير منذ المراحل المبكرة بسرعات لا يمكن تصورها. بينما يقبل معظم الفيزيائيين حقيقة التضخم الكوني، لم يتمكن أحد حتى الآن من فهم الآلية الدقيقة وراء حقيقة أن الكون قد تطور بشكل أسرع من سرعة الضوء (في حدوده) في اللحظات الأولى)، الانتقال من الحجم دون الذري إلى حجم "كرة الجولف" على الفور تقريبًا. لا تتفق النظريات الحالية للنسبية العامة وميكانيكا الكموم عندما نحاول شرح سلوك العناصر الضخمة في الكون، وصولاً إلى ذراتها: هذه القوانين الأساسية للفيزياء لا يمكنها تفسير كيف تكثفت مكونات الكون في مثل هذه النقطة الصغيرة. يقول أفشوردي: "إنها صورة ثلاثية الأبعاد بمعنى أن هناك وصفًا للكون يعتمد على نظام أبعاد أقل ويتوافق مع كل ما نعرفه عن الانفجار العظيم". من أجل اختبار كيف يمكن لمبدأ الهولوغرام أن يفسر أحداث الانفجار العظيم وعواقبه، صمم الفريق نموذجًا ببعدين للفضاء وواحد للزمن. عندما أدخلوا بيانات حقيقية من الكون، بما في ذلك ملاحظات الخلفية الكونية المنتشرة، وجدوا أن الاثنين متطابقان تمامًا. قام النموذج بإعادة صياغة سلوك الشرائح الرفيعة للخلفية الكونية المنتشرة بدقة، لكنه غير قادر على محاكاة صفائح الكون الأكبر من 10 درجات، الأمر الذي يتطلب نموذجًا أكثر تعقيدًا. اعترف الباحثون بأنهم ما زالوا بعيدين عن إثبات أن كوننا المبكر كان إسقاطًا مجسمًا في أي وقت، لكن حقيقة أن الملاحظات الفعلية يمكن أن تفسر بعض الأجزاء المفقودة من قوانين الفيزياء ثنائية الأبعاد، تعني أننا لا يمكننا استبعاد النماذج الثلاثية الأبعاد تماما ولنتذكر أن النموذج ينطبق على المراحل الأولى من الكون، لذلك هذا لا يعني أننا لا نعيش في صورة ثلاثية الأبعاد. "أود أن أقول إنك لا تعيش في صورة ثلاثية الأبعاد، ولكن كان من الممكن أن تخرج من صورة ثلاثية الأبعاد. [في عام 2017]، هناك بالتأكيد ثلاثة أبعاد "، اختتم أفشوردي. السؤال الذي يجب طرحه الآن: إذا كان هذا الافتراض صحيحًا، فكيف قامت عناصر الكون بالانتقال من بعدين إلى ثلاثة أبعاد؟

المصادر: خطابات المراجعة المادية

المادة المظلمة: هل تتكون من ثقوب سوداء بدائية من الكون المتعدد؟

تصنف الفيزياء الفلكية الثقوب السوداء رسميًا إلى ثلاث فئات، بناءً على كتلتها: الثقوب السوداء النجمية، والثقوب السوداء الثلاثة المتوسطة، والثقوب السوداء فائقة الكتلة. لكن علم الكونيات النظري يقدم فرضيات إضافية مثل الثقوب السوداء الدقيقة أو الثقوب السوداء البدائية (PBH). هذه كانت ستتشكل في بدايات الكون قبل وقت طويل من ولادة النجوم الأولى. تشير بعض النظريات إلى أن الثنائيات البعيدة المدى يمكن أن تشكل جزءًا من المادة المظلمة. في الآونة الأخيرة، اقترح فريق من الباحثين من معهد كافلي سيناريو لتشكيل الثنائيات الهيكلية التي تنطوي على الكون المتعدد التضخمي. أدى هذا العمل بالفعل إلى سلسلة جديدة من الملاحظات تهدف إلى تحديد ما إذا كانت الثقوب السوداء البدائية، بهذه الطريقة، يمكن أن تشكل بالفعل مادة مظلمة. يمكن أن تمثل الثقوب السوداء البدائية جزءًا من المادة المظلمة، وتكون مسؤولة عن بعض إشارات موجات الجاذبية المرصودة، وتكون مصدرًا للثقوب السوداء فائقة الكتلة الموجودة في مراكز المجرات. يمكن أن تلعب أيضًا دورًا في تخليق العناصر الثقيلة عندما تصطدم بالنجوم النيوترونية وتدمرها، مما يؤدي إلى إطلاق مواد غنية بالنيوترونات. على وجه الخصوص، هناك احتمال أن تكون المادة المظلمة الغامضة، التي تشكل معظم المادة في الكون، تتكون جزئيًا من ثقوب سوداء بدائية. مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020 للعالم والمنظر البريطاني، سير روجر بنروز، واثنين من علماء الفلك، راينهارد جينزل وأندريا جيز، لاكتشافاتهم التي أكدت وجود الثقوب السوداء. لمعرفة المزيد عن الثقوب السوداء البدائية، نظر فريق البحث إلى الكون المبكر بحثًا عن أدلة. كان الكون المبكر كثيفًا جدًا لدرجة أن أي تقلب إيجابي في الكثافة يزيد عن 50٪ سيؤدي إلى إنشاء ثقب أسود. ومع ذلك، فمن المعروف أن الاضطرابات الكونية التي أدت إلى انتشار المجرات أصغر بكثير. ومع ذلك، فإن عددًا من العمليات في بدايات الكون كان من الممكن أن تخلق الظروف المناسبة لتكوين الثقوب السوداء. نُشرت الدراسة في مجلة Physical Review Letters (الجادة جدًا) تحت عنوان: من الأكوان الصغيرة إلى الثقوب السوداء البدائية. أحد الاحتمالات المثيرة هو أن الثقوب السوداء البدائية يمكن أن تتشكل من "الأكوان الصغيرة" التي نشأت أثناء التضخم، وهي فترة من التوسع السريع يعتقد أنها مسؤولة عن تكوين الهياكل التي نلاحظها اليوم، مثل المجرات. وعناقيد المجرات. أثناء التضخم، يمكن أن تنفصل الأكوان الأطفال عن كوننا. سينهار الكون الصغير في النهاية، لكن الكمية الكبيرة من الطاقة المنبعثة في الحجم الصغير ستؤدي بعد ذلك إلى تكوين ثقب أسود. بالنسبة للمراقبين الخارجيين، تبدو الأكوان الصغيرة للكون المتعدد مثل الثقوب السوداء البدائية. © Kavli IPMU

وينتظر مصير أكثر خصوصية طفل الكون الأكبر. إذا كانت أكبر من حجم حرج معين، فإن نظرية النسبية العامة لأينشتاين تسمح للكون الرضيع بالوجود في حالة تبدو مختلفة عن المراقبين الداخليين والخارجيين. يرى مراقب داخلي أنه كون متوسع، بينما يرى مراقب خارجي أنه ثقب أسود. في كلتا الحالتين، ينظر المراقبون الخارجيون إلى الأكوان الصغيرة والكبيرة على أنها ثقوب سوداء بدائية تخفي البنية الأساسية لأكوان متعددة خلف أفق الحدث (أفق الحدث هو حد أدنى من ذلك) الذي لا يفلت منه كل شيء، حتى الضوء، محاصر ولا يمكنه الهروب من الثقب الأسود

. مادة مظلمة تتكون من PBH؟

الملاحظة لاختبار الفرضية في ورقتهم، وصف الفريق سيناريو جديدًا لتشكيل الثقوب السوداء وأظهر أن الثقوب السوداء في سيناريو الأكوان المتعددة يمكن العثور عليها باستخدام Hyper Suprime-Cam (HSC) من تلسكوب سوبارو 8.2 متر، ما يعادل كاميرا رقمية عملاقة تقع بالقرب من قمة جبل ماونا كيا في هاواي (على ارتفاع 4200 متر). أبلغ فريق HSC مؤخرًا عن وجود قيود رئيسية على وجود PBHs. إن وجود ثقب أسود بدائي بين HSC ونجم في مجرة أندروميدا سيكون بمثابة عدسة جاذبية. © Kavli IPMU  لماذا كان HSC ضروريًا في هذا البحث؟ تتمتع HSC بقدرة فريدة على تصوير مجرة المرأة المسلسلة أندروميدا كل بضع دقائق. إذا مر ثقب أسود عبر خط رؤية أحد النجوم، فإن جاذبية الثقب الأسود تحرف أشعة الضوء وتجعل النجم يبدو أكثر سطوعًا لفترة قصيرة. مدة سطوع النجم تخبر علماء الفلك عن كتلة الثقب الأسود. من خلال أرصاد HSC ، يمكن للمرء أن يلاحظ في نفس الوقت مائة مليون نجم ، وهي نافذة واسعة للثقوب السوداء البدائية التي يمكن أن تمر عبر أحد خطوط الرؤية. لقد أبلغت الملاحظات الأولى لـ HSC عن حدث مرشح مثير للاهتمام للغاية متوافق مع PBH "متعدد الأكوان"، مع كتلة ثقب أسود مماثلة لكتلة القمر. بتشجيع من هذه العلامة الأولى واسترشاد من خلال نظريتهم الجديدة، يجري الفريق جولة جديدة من الملاحظات لتوسيع نطاق البحث وتقديم اختبار نهائي لما إذا كانت الثقوب السوداء في سيناريو الأكوان المتعددة يمكنها تفسير جميع المادة المظلمة. المصادر: arXiv

المادة المظلمة: مما يتكون الكون حقًا؟

2124 البداية الكونية 10

الاعتمادات: من السهل أن تصاب بالدوار بمجرد تخيل كل ما نراه من السماء ... الكواكب والنجوم والسدم وحتى المجرات ليست سوى جزء صغير من الكون

تشكل المادة المظلمة والطاقة المظلمة 95٪ من كوننا. وبالتالي فإن المادة القياسية التي يمكن أن يدركها كل منا لا تمثل سوى الجزء المنبثق أو الظاهر من هذا "الجبل الجليدي الكوني" الحقيقي. لا يزال هذان العنصران المظلمان مجهولين للغاية بالنسبة لطبيعتهما. أحدث اكتشافهم الأخير (في غضون أقل من قرن) ثورة في علم الكونيات. يحتوي الكون كما نلاحظ اليوم على كمية هائلة من المادة: تم اكتشاف حوالي 225 مليار مجرة حتى الآن، تحتوي كل منها على حوالي 200 مليار نجم، وكلها تقريبًا مصحوبة بنظام من الكواكب على غرار نظامنا الشمسي. دعونا أيضًا لا ننسى الأحجام الهائلة للغاز والغبار. إذا قمت بتجميع هذا "الحشد" الكوني الحقيقي، فسوف يظهر ما يزيد عن (انتظر) 100 تريليون تريليون تريليون تريليون كيلوغرام (1053 كغم). كمية هائلة (وهذا هو الحال لقولها) لا يستطيع المرء تخيلها. والأكثر جنونًا هو أن كل هذا مجرد جزء صغير من اتساع الكون. ولكن بعد ذلك، كيف يتم تجميع هذه القطع معًا؟ لكي نتمكن من تجميع قطع هذا اللغز الهائل معًا، يجب أن نفهم بالفعل أن هناك بلايين من النجوم مثل شمسنا، الموجودة في مجرة واحدة من بين العديد من المجرات الأخرى! لم ينجح الأمر حتى 1920-1930 في قياس "تسرب" المجرات. في الواقع، بفضل ملاحظات إدوين هابل، نعلم الآن أن المجرات تبتعد عنا وأن الكون يتوسع بالتالي. بعد بضع سنوات، نجح عالم الفيزياء الفلكية السويسري فريتز زويكي ، الذي درس مجموعة مجرات الغيبوبة من جبل ويلسون (في كاليفورنيا) ، في قياس متوسط سرعة بعض هذه المجرات التي تتكون منها هذه المجموعة المسماة كوما. لكن حدث شيء واحد لم يتوقعه فريتز: هذه المجرات أسرع بعشر مرات مما كان متوقعًا! لذلك استنتج أن كتلة الغيبوبة أكبر بكثير مما تشير إليه المادة المرئية الوحيدة في البداية وأنه يجب أن تحتوي على كمية هائلة من المادة غير المرئية والتي أطلق عليها فيما بعد المادة السوداء أو المظلمة. واستنتاجات من هذا النوع، فإن فريتز زويكي سيكون لها عدة استنتاجات أبرزها حول أصل الأشعة الكونية ووجود عدسات الجاذبية

2124 البداية الكونية 11

... فريتز زويكي ، عالم الفيزياء الفلكية الأمريكي السويسري المعروف بأنه أعظم مكتشف للمستعرات الأعظمية. وقد أعجب البعض بأفكاره، لكن الآخرين كرهوه بسبب شخصيته (خاصة من قبل طلابه الذين أرهبهم). ائتمانات: ويكيبيديا

بالمناسبة، حكاية صغيرة عن فريتز زويكي. لم تكن هذه الشخصية تفتقر إلى الجرأة، بل كان يلقب بانتظام زملائه على جبل ويلسون "الأوغاد الكروية". تتساءل لماذا كروي؟ بكل بساطة لأنهم كانوا "أوغاد" (أغبياء) يقول حسب مجال الرؤية من أي جانب تنظر إليهم ... لكن دعونا نستأنف. خلال العقود التي تلت ذلك، تراكمت مؤشرات واضحة على وجود المادة السوداء أو المظلمة في الكون. على سبيل المثال، توضح القياسات المختلفة لدوران المجرات (بما في ذلك مجرتنا درب التبانة) أن "سرعة دوران النجوم لا تنخفض كما قد يتوقع المرء عندما يتحرك المرء بعيدًا عن مركز المجرة" يوضح إريك أوبورج، من مختبر الجسيمات الفلكية لعلم الكونيات (APC). "تظل هذه السرعة ثابتة تقريبًا على مسافات كبيرة ، وهو ما يمكن تفسيره بوجود هالة واسعة من المادة المظلمة. هذه الهالة التي، بقوة الجاذبية التي تنبعث منها على النجوم، تسرعها. إنها في الواقع تشبه إلى حد ما قوة الجاذبية على الأرض، والتي تسرع الأجسام مثل الأقمار الصناعية أو الكويكبات التي تمر في مكان قريب. المادة السوداء أو المظلمة كحقيقة غريبة ومع ذلك، لم تثبت المادة المظلمة نفسها على أنها حقيقة مخيفة حتى أواخر الثمانينيات، حيث أظهر العمل النظري المهم أنه بدونها، ستكون "وصفة" الكون ببساطة فاشلة. إذا عدنا إلى عام 1948، فإنه في هذا الوقت يحسب العديد من العلماء وفقًا لقوانين النسبية العامة، كيف وبأي نسب يولد الكون عناصره الأولى: الهيدروجين والهيليوم والليثيوم، بعد 15 دقيقة من الانفجار العظيم. تم التحقق من نتيجة هذه الحسابات مرارًا وتكرارًا وهي نهائية: مادة مرئية وعادية (خلية تمثل e الذي يتكون من البروتونات والنيوترونات) 15٪ فقط من إجمالي المادة المعروفة في الكون! وبالتالي يتكون الباقي من مادة غير مرئية، المادة السوداء أو المظلمة الشهيرة. مما تتكون هذه المادة المظلمة؟! في البداية، اعتقدنا أن المادة المظلمة تتكون من ذرات، ولكن في شكل غير مضيء. لذلك من الطبيعي أن ندرس النجوم الضخمة التي لا تتألق. في الواقع، هناك "نجوم فاشلة" فشلت في الوصول إلى كتلة عالية بما يكفي لإحداث الاندماج النووي في قلبها، وبالتالي لم "تشتعل". هذه الأقزام ذات اللون البني الغامق يمكن أن تشكل كتلة الكون المفقودة ولكن اتضح أنها فكرة خاطئة! اكتشفنا في أواخر التسعينيات أن بعض هذه الأجسام لها كتلة من 10 إلى 15 ضعف كتلة كوكب المشتري. وبقدر عددها، فهي لا تكفي لملء هذه الفجوة

2124 البداية الكونية 12

. انطباع الفنان عن قزم بني من النوع "Y" بدرجة حرارة (سطح) تبلغ حوالي 500 كلفن (~ 230 درجة مئوية) والتوقيعات الطيفية للأمونيا. لوحظ أول قزم Y (CFBDS0059) في عام 2008 باستخدام تلسكوب كندا-فرنسا-هاواي (CFHT). ائتمانات: ويكيبيديا

وبالتالي فإن هذه المادة المظلمة غير مرئية وتمنحها قوة جاذبية شديدة ... لكي توجد، فهي تحتاج إلى العناصر التالية: جسيم مستقر (حيث يبدو أن المادة المظلمة موجودة في الكون منذ الانفجار العظيم)، كتلة كبيرة (من 10 إلى 1000 غيغا إلكترون فلايت) ولديها فرصة ضئيلة جدًا للتصادم مع الجسيمات الأخرى (بحيث تتفاعل قليلاً جدًا مع المادة المرئية). في النظرية القياسية المعيارية لفيزياء الجسيمات، لا يوجد شيء اسمه خروف ذو خمسة أرجل. ومع ذلك! تعتبر النظرية البديلة (التي لم يتم تأكيدها بعد) تمثيلاً أكثر اكتمالاً لعالمنا وتتنبأ بوجود تناظر فائق بالقول إنه "لكل جسيم في الكون يوجد جسيم شريك يعمل عن طريق نفس الشيء يشرح إريك أوبورج "القوة ولكن بكتلة مختلفة". ماذا عن التناظر الفائق في كل هذا؟ لنفترض أنها تشبه إلى حد ما جوكر لعلماء الفيزياء. في الواقع، هذا يسمح لكليهما بحل العديد من الألغاز التي تطرحها النظرية الكلاسيكية، ولكنه يسمح أيضًا بتحقيق أكبر حلم: وهو توحيد القوى الثلاث التي تحرك الجسيمات الأولية (القوة الكهرومغناطيسية، القوة النووية القوية أو الشديدة والقوة النووية الضعيفة) داخل نفس القوة، التفاعل الإلكتروني النووي! بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التناظر الفائق لديه موهبة التنبؤ بوجود جسيم يجيب على جميع الأسئلة: النيوترالينو. هذا الكيان الخفيف جدًا (ولكنه أيضًا ضخم جدًا!) هو أكثر الجسيمات فائقة التماثل ثباتًا ويمكن أن يكون المكون الأساسي للمادة السوداء أوالمظلمة، كما تقول المعادلات. الآن كل ما تبقى هو "إثبات" وجودها من خلال التجارب والحصول على يديك على هذا المحارب الواعد للغاية. هذا ما كان يفعله بعض العلماء منذ ما يقرب من عشرين عامًا حتى الآن ... "نحن نراهن، نظرًا لأن هذه المادة الوهمية تشكل ما يصل إلى 85٪ من مادة الكون، فإن كوكبنا يتعرض دائمًا لاجتياح تدفق جسيمات المادة المظلمة "يتابع الباحث. ومع ذلك، فإن حصاد "قطرة" صغيرة من الجسيمات يمثل تحديًا معقدًا إلى حد ما. تذكر أن المادة المظلمة لا تتفاعل إلا قليلاً مع المادة المرئية وتشير حسابات الباحثين إلى أنه من بين طن من المادة المسماة "طبيعية"، فقط الباريون (بروتون أو نيوترون) يصطدم مع نيوترون، كل سنة! على أمل رؤية أحد هذه الأحداث النادرة للغاية، والتي تصدر إشارة ضوئية مميزة للغاية، طور الباحثون كواشف غير محتملة. في الواقع، تقع كاشفات المادة المظلمة على عمق مئات الأمتار تحت الأرض، حيث تكون ضوضاء الخلفية منخفضة للغاية. لأنه من أجل التقاط هذه الإشارة الضوئية الضعيفة الإضافية بنجاح، من الضروري الابتعاد قدر الإمكان عن الأشعة الكونية التي تقصف كوكبنا باستمرار لكي تضع يديك على المادة المظلمة! دعونا نلخص. لذلك يمكن التخلص من المادة المظلمة بفضل تأثيرات الجاذبية. تضخم الكتلة الهائلة للمجموعة الأمامية من المجرات وتشوه ضوء المجرات البعيدة. تأثير يسمح لنا بتحديد إجمالي المادة الموجودة في العنقود، بما في ذلك المادة المظلمة. يمكن زيارة تجارب اكتشاف المادة المظلمة بنظام CDMS (في مينيسوتا أو موداني أو حتى في كندا)، ولكن لهذا عليك التعمق في الأرض على ارتفاع 800 متر و 1400 متر و 2000 متر على التوالي. يمكن الوصول إلى هذه المختبرات الموجودة تحت الأرض عن طريق النزول الطويل في المصاعد. بعد أكثر من عشرين عامًا من البحث في أحشاء الأرض، لا توجد علامة على وجود المادة المظلمة ... ومع ذلك فإن الباحثين لا يثبطون الهمم. هنا، تحتوي أجهزة الكشف على الجرمانيوم، وهو هدف محتمل لجزيئات المادة المظلمة، لأنه ليس شديد النشاط الإشعاعي ومستقرًا ولا يتحلل. جزء آخر من المجتمع العلمي يراهن على تقنية بديلة: الزينون السائل. إنها مادة مستقرة جدًا مثل الجرمانيوم ولكنها تتميز بقدرتها على تخزينها بكميات أكبر. تقع تجربة "زينون 1 طن" على عمق 1400 متر تحت الأرض وتتكون من حوض سباحة ضخم مليء بطن من الزينون السائل بانتظار وصول جسيم المادة المظلمة ... يجب استخدام نسخة 5 طن بحلول عام 2018 وتأمل في تحقيق نتائج بحلول عام 2020، كما يقول الباحثون. ولكن من أجل وضع أيديهم على المادة المظلمة، ولدت أداة رائعة أخرى. إنه مصادم الهادرون الكبير، LHC  الموجود في جنيف ، سويسرا ، والذي يحتوي على معجل جسيمات يبلغ محيطه 27 كم! إنها أكبر آلة صممها الإنسان على الإطلاق ولديها أقوى مسرع للجسيمات حتى الآن (مما جعل من الممكن في عام 2012 تأكيد وجود بوزون هيغز)

 2124 البداية الكونية 13

مصادم الهادرونات الكبير LHC به مسرع جسيمات يبلغ محيطه 27 كم! الائتمان: سيرن

لا يحاول العلماء التقاط جسيمات المادة السوداء أو المظلمة، بل يحاولون توليدها عن طريق إحداث تصادم بين الجسيمات العادية عند طاقات هائلة، قريبة من تلك التي كانت سائدة في وقت الانفجار العظيم. وفقًا لقانون الحفاظ على الطاقة، لأي ظاهرة، يجب أن تكون الطاقة الإجمالية للنظام متساوية في البداية والنهاية. إذا كان النيوترالينو الشهير موجودًا بالفعل، فسوف يخون وجوده يومًا ما مع وجود عجز غير مبرر في توازن الطاقة نتيجة تصادم بين الجسيمات العادية. في ذلك اليوم، سنكون قد حللنا أحد أكبر الألغاز المتعلقة بالكتلة المفقودة في الكون

تتحدى مراقبة آلية تعديل الجاذبية المادة المظلمة ESO  في النموذج الكوني القياسي - نموذج lambda-CDM (للمادة المظلمة الباردة) - يتم تفسير الحالات الشاذة التي تم اكتشافها في منحنيات دوران المجرات ، وتشكيل الهياكل الكبيرة وبعض عدسات الجاذبية من خلال وجود شكل من أشكال مادة غير معروفة وغير مرئية تسمى المادة المظلمة. إذا كان حاليًا مجالًا نشطًا جدًا للبحث والفرضية السائدة، فهو ليس الوحيد الذي يتم اقتراحه لشرح هذه الظواهر. هناك نظرية منافسة، تسمى MOND (نظرية الديناميكيات النيوتونية المعدلة)، وهي لا تستغني عن المادة السوداء أو المظلمة وتستند إلى تعديل قانون نيوتن الثاني عند تسارع منخفض جدًا. ومؤخراً، لاحظ الباحثون إحدى الآليات الأساسية لـ  MOND  في المجرات، مما يدعم معقولية النظرية. نشرت مجموعة دولية من علماء الكونيات، بما في ذلك رئيس قسم علم الفلك بجامعة كيس ويسترن ريزيرف ، ستايسي ماكجو ، بحثًا يشير إلى أن فرضية كونية للمادة المظلمة المنافسة تتنبأ بدقة أكبر بظاهرة مجرية يبدو أنها تتحدى قواعد الجاذبية الكلاسيكية. يعتقد أنصار المادة المظلمة أن معظم المادة في الكون المعروف مكونة من مادة لا تتفاعل مع الضوء، مما يجعلها غير مرئية وغير قابلة للاكتشاف - لكن هذه المادة المظلمة هي مشكلة كبيرة. فمنها  يتكون جزء من الجاذبية بين المجرات. كانت هذه هي النظرية السائدة لما يقرب من 50 عامًا. كشف تأثير المجالات الخارجية في أكثر من 150 مجرة تقترح نظرية موند MOND ، وهي تفسير مضاد قدمه الفيزيائي مورديخاي ميلجروم من معهد وايزمان (إسرائيل) في أوائل الثمانينيات ، أن هذا الجاذبية موجود لأن قواعد الجاذبية تغيرت قليلاً. بدلاً من عزو الجاذبية المفرطة للمادة المظلمة غير المرئية وغير القابلة للاكتشاف، تقترح نظرية MOND أن الجاذبية عند التسارع المنخفض أقوى مما يمكن توقعه من خلال فهم نيوتن النقي. علاوة على ذلك، توصلت MOND إلى تنبؤ جريء: يجب ألا تعتمد الحركات الداخلية لجسم ما في الكون على كتلة الجسم نفسه فحسب، بل يجب أن تعتمد أيضًا على قوة الجاذبية لجميع الكتل الأخرى في الكون. الكون: ظاهرة تسمى تأثير المجال الخارجي (EFE). يقول ميلغروم إن النتائج، إذا تم تأكيدها بحزم، ستكون "الدليل على أن المجرات تحكمها ديناميكيات متغيرة بدلاً من إطاعة قوانين نيوتن والنسبية العامة

2124 البداية الكونية 14

". الرسوم البيانية التي تقارن ملاحظات منحنى دوران المجرات (النقاط السوداء) وفقًا لتطبيق EFE (يسار) أم لا (د. oite). يمكن ملاحظة أن الملاحظات تكون أكثر صدقًا إذا تم تطبيق EFE. © Kyu-Hyun Chae et al. 2020 يقول McGaugh وزملاؤه إنهم اكتشفوا هذا EFE في أكثر من 150 مجرة تمت دراستها. نُشرت نتائجهم مؤخرًا في مجلة الفيزياء الفلكية.

"تأثير المجال الخارجي هو توقيع فريد لموند لا يحدث في جاذبية نيوتن-أينشتاين. ليس لها تشبيه في النظرية التقليدية مع المادة المظلمة. يقول ماكجو إن اكتشاف هذا التأثير يمثل صداعًا حقيقيًا. "لقد عملت على افتراض وجود المادة المظلمة ، لذا فاجأتني هذه النتيجة حقًا. في البداية كنت مترددًا في تفسير نتائجنا لصالح MOND. لكن الآن، لا يمكنني إنكار حقيقة أن النتائج كما هي تدعم بوضوح MOND بدلاً من فرضية المادة المظلمة، "كما يقول كيو هيون تشاي، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كوريا الجنوبية. النتائج تعزز معقولية نظرية MOND حللت المجموعة 153 منحنى دوران لمجرات القرص كجزء من دراستهم. تم اختيار المجرات من قاعدة بيانات Spitzer Photometry and Accurate Rotation Curves (SPARC) ، التي أنشأها Federico Lelli. يقول المؤلفون إنهم استنتجوا EFE من خلال ملاحظة أن المجرات في الحقول الخارجية القوية تتباطأ (أو تظهر منحنيات دورانية متناقصة) بشكل متكرر أكثر من المجرات في الحقول الخارجية الأضعف - كما تنبأت MOND. يوضح ليلي أنه كان متشككًا في نتائج البداية. "لأن تأثير المجال الخارجي على منحنيات الدوران يجب أن يكون في حده الأدنى. لقد أمضينا شهورًا نتحقق من المنهجيات المختلفة. في النهاية، أصبح من الواضح أن لدينا اكتشاف حقيقي ومتين ". يقول ماكجو إن التشكك جزء من العملية العلمية ويتفهم إحجام العديد من العلماء عن رؤية نظرية موند كاحتمال. "لقد جئت من نفس المكان مثل أولئك الموجودين في مجتمع المادة السوداء أو المظلمة. من المؤلم أن نعتقد أننا قد نكون مخطئين. لكن Milgrom توقع ذلك منذ أكثر من 30 عامًا مع MOND. لا توجد نظرية أخرى تنبأت بالسلوك المرصود "

. المصادر: مجلة الفيزياء الفلكية الثقب الأسود المركزي في وضع الخمول هل الثقب الأسود فائق الكتلة في مركز درب التبانة يدور؟ إذا كان الأمر كذلك، فهو بسرعة منخفضة. لوك مانجين | 17 ديسمبر 2020 | 2 مليون - الفيسبوك - تويتر - ينكدين - غوغل + - لطباعة يوفر سلوك النجوم حول الثقب الأسود المركزي لمجرتنا معلومات عن دوران هذا النجم البالغ 4 ملايين كتلة شمسية. © ESO / L. Calçada / spaceengine.org

في الآونة الأخيرة، احتلت الثقوب السوداء مركز الصدارة مع العديد من النتائج، وبلغت ذروتها في جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020 التي مُنحت للبريطاني روجر بنروز لعمله النظري حول الثقوب السوداء بالإضافة إلى الألماني رينهارد جينزل والأمريكية أندريا جيز لاكتشافهما الثقب الأسود الهائل في مركز مجرة درب التبانة. الأخير، المسمى Sagittarius A * (Sgr A *)  لم يكشف بعد عن كل أسراره. وعلى وجه الخصوص، لا يُعرف الكثير عن دورانه. بحث أبراهام لوب من جامعة هارفارد وجياكومو فراغيون من جامعة نورث وسترن في إيفانستون بالولايات المتحدة في هذه القضية. للقيام بذلك، لاحظوا بعض أربعين نجمًا من النوع S (نجوم عملاقة قديمة) في مدار بالقرب من Sgr A *. مرتبة في ثقبين أسودين طائرين مائلين بالنسبة إلى المجرة، تصل أحيانًا إلى سرعات مذهلة قريبة من سرعة الضوء. بحث عالما الفيزياء الفلكية عن آثار تأثير لينس-ثيرينج. بم يتعلق الأمر؟  بالثقوب السوداء تنبأت بها نظرية النسبية العامة ، وتنص على أن النجم الدوار يشوه الزمكان المحيط ، خاصة وأن سرعة وكتلة النجم كبيرة. هذا التشوه له تداعيات على حركة النجوم في مدار حول الأول، وإذا كانوا هم أنفسهم في حالة دوران، فإن محور هذا الدوران يتحول ويرسم مخروطًا، تمامًا كما تفعل القمة في نهاية رحلتها.. نتحدث عن السبق. لذلك قام أبراهام لوب وجياكومو فراغيون بتعقب هذه الظاهرة الضعيفة للغاية من خلال مشاهدة بدورة محتملة لنجوم من النوع S. واستنتجوا أنه إذا كان الثقب الأسود الهائل Sgr A * (من حوالي 4 ملايين كتلة شمسية) يدور، فإن سرعة هذه الحركة ليست كافية لإحداث تأثير Lense-Thirring. يقدر بنحو 10٪ من سرعة الضوء في أفق النجم.

الثقب الأسود المركزي في وضع الخمول هل الثقب الأسود فائق الكتلة في مركز درب التبانة يدور؟ إذا كان الأمر كذلك، فهو بسرعة منخفضة. لوك مانجين | 17 ديسمبر 2020 | 2 مليون - الفيسبوك - تويتر - ينكدين - جوجل + - لطباعة سلوك النجوم يوفر es حول الثقب الأسود المركزي لمجرتنا معلومات عن دوران هذا النجم البالغ 4 ملايين كتلة شمسية.© ESO / L. Calçada / spaceengine.org

 

 

جواد بشارةإعداد وترجمة د. جواد بشارة

 وفقًا لنموذج جديد، سيكون كوننا موجودًا على فقاعة متوسعة في بُعد إضافي  بعد أكثر من 20 عامًا من اكتشاف التوسع المتسارع للكون، لا يزال العلماء يواجهون مأزقًا فيما يتعلق بأصل هذه الظاهرة. تم طرح العديد من التفسيرات، بما في ذلك وجود طاقة افتراضية تملأ الكون: الطاقة السوداء (أو الطاقة المظلمة). حتى اليوم، لا تزال طبيعة هذا المكون غير معروفة، لكن نموذجًا جديدًا للكون قدمه المنظرون السويديون، ودمج الطاقة المظلمة، يقدم طريقة جديدة لوصف تسارع تمدد الكون. في عام 1998، أظهر عالما الكونيات شاول بيرلماتر وآدم ريس أن الكون يتوسع بسرعة. لشرح هذا التسارع، بعد بضعة أشهر، نشرهيوترر د. Huterer وتيرنر M. S. Turner نموذجًا يتضمن شكلًا افتراضيًا للطاقة: الطاقة المظلمة. في النموذج القياسي لعلم الكونيات، تمثل الطاقة المظلمة حوالي 70٪ من إجمالي كثافة الطاقة في الكون المرئيوهي  موجودة في كل مكان في الكون، وتمتلك ضغط سلبي - أي تأثير مثير للنبذ بدلاً من تأثير سحب مثل الجاذبية، لا تزال طبيعة الطاقة المظلمة غير معروفة. بالنسبة لبعض علماء الكونيات، لن تكون الطاقة المظلمة سوى الثابت الكوني الذي أدخله أينشتاين في نظريته عن النسبية العامة. ولكن هناك نماذج أخرى تتضمن إما جسيمات جديدة أو إضافة حقول جديدة: الجوهر، الجاذبية f (R)، نظرية غاز شابلغين Chaplygin، إلخ. تسارع توسع الكون في ظل نظرية الأوتار: تقدم نظرية الأوتار أيضًا عددًا من النماذج للكون سريع التوسع. في إطار هذه النظرية، بالإضافة إلى الأبعاد المكانية الثلاثة للنسبية العامة، يحتوي الكون على أبعاد إضافية، 6 أو 7 اعتمادًا على النظرية المدروسة (نظرية الأوتار الفائقة أو نظرية( M) ) حيث يتم ضغط هذه الأبعاد الإضافية على مقياس بلانك، في تكوينات مختلفة اعتمادًا على كل من هندسة الغشاء البران - الكائن الذي يقع عليه كوننا - وعلى ديناميكيات الحقول الكمومية في هذه الغشاء. كل هذه التكوينات تؤدي إلى حالات فراغ مختلفة - تسمى الحلول - يكون لمعظمها قيمة طاقة فراغ متوافقة مع ظاهرة التوسع المتسارع. اعتمادًا على تكوين الغشاء، وهندسة الأبعاد الإضافية، وطوبولوجيا الحقول الكمومية، هناك ما يقرب من 10500 حل لنظرية الأوتار، كل منها يتوافق مع كون معين.  ومع ذلك، فإن هذا "مشهد الأوتار"، وهو الاسم الذي يطلق على كل هذه الحلول، ينتقده جزء من المجتمع العلمي بسبب تناقضه الرياضياتي. بتعبير أدق بسبب التكوينات العديدة جدًا للأكوان الناتجة عن النظرية - 10100 على الأقل، إن لم يكن 10500. على وجه الخصوص منذ يونيو 2018، أشارت سلسلة من المقالات المكتوبة تحت إشراف الفيزيائي كومرون فافا من جامعة هارفارد، ونوقشت خلال مؤتمر Strings 2018 في اليابان، إلى التناقضات في الغالبية العظمى من الحلول المستمدة من النظرية. هذه الكائنات، وفقًا للمؤلفين، غير متوافقة مع وجود طاقة مظلمة ثابتة ذات كثافة ثابتة، كما تشير الملاحظات التي تم إجراؤها منذ عام 1998. فقاعة الكون والبعد الإضافي: نموذج جديد للكون في توسع متسارع صاغه علماء الفيزياء النظرية في جامعة أوبسالا بالسويد ويقترحون الآن نموذجًا جديدًا مشتقًا من نظرية الأوتار، يستوعب القيود الفيزيائية والرياضياتية التي تفرضها الملاحظات ويتجاوز الانتقادات المعروضة في المقالات التي نشرت تحت إشراف كومرن فافا. تم نشر النموذج في مجلة Physical Review Letters. في غالبية الحلول المستمدة من نظرية الأوتار، يوصف الكون بأنه كون مضاد. إنه نموذج كوني - حل لمعادلات النسبية العامة - يكون فيه الكون متجانسًا وخواصه متماثلة، وخاليًا من المادة وله ثابت كوني سلبي.   تضفي ديناميات الثابت الكوني طابعًا رسميًا على نوع الكون الذي تم الحصول عليه. يتوافق الثابت الكوني الإيجابي مع de Sitter Universe  نموذج سيتر الكوني(أزرق)، بينما يتوافق الثابت الكوني السالب مع كون سيتر المضاد de Sitter Universe (سماوي). ومع ذلك، وفقًا للملاحظات من بعثات WMAP و Planck و HOLiCOW، يبدو أن للكون، على العكس من ذلك، ثابت كوني إيجابي، وبالتالي يتوافق مع نموذج يسمى De Sitter's Universe.  يقترح الفيزيائيون السويديون في مقالتهم حل هذه المشكلة من خلال إظهار أن الديناميكيات الفيزيائية لكوننا تأتي في الواقع من الانحطاط. إلغاء مساحة مكافحة الحاضنة في 5 أبعاد. هذا "التحول" للفضاء الأصلي 5D   المضاد سيكون له تأثير ظهور فراغ حقيقي، وبالتالي ثابت كوني إيجابي، في فضاء دي سيتر رباعي الأبعاد المطابق للغشاء الذي يقع الكون. بعبارة أخرى، فإن المرور من الفضاء إلى الفضاء المضاد ذو الخمسة أبعاد 5 D إلى مساحة de Sitter في 4D   يتوافق، بالنسبة لمراقب في 4D، مع ظهور ثابت كوني إيجابي، وبالتالي مع توسع متسارع.

2107 الكون الجديد 1

يقترح النموذج الكوني الجديد الذي اقترحه الباحثون السويديون أن كوننا سيكون موجودًا على سطح فقاعة تتوسع من خلال بُعد إضافي. فيزيائيًا، يتجسد هذا على شكل فقاعة متوسعة (في الواقع، إنه تنويع للفراغ، أي فقاعة فراغ) على المحيط الذي يقع عليه كوننا. بالإضافة إلى ذلك، لم يعد التوسع يحدث في 4D  ولكن في 5D، وهذا يعني ضمناً بعد إضافي. الأوتار، التي هي في ظل نظرية الأوتار هي أصل الجسيمات وبالتالي المادة والإشعاع، تمتد أيضًا عبر هذا البعد الإضافي ؛ وبالتالي فإن المادة التي نلاحظها تتوافق مع نهايات هذه السلاسل. لذلك سيكون كوننا موجودًا على فقاعة متوسعة ذات أبعاد إضافية (5D)، والتي سوف ندركها - لأسباب فيزيائية تتعلق بالمرور من الفضاء المضاد إلى فضاء دي سيتر - 4 أبعاد فقط، بما في ذلك 3 أبعاد مكانية. توسيع الفضاء بسرعة. يقدم هذا النموذج، على الرغم من كونه تخمينيًا بحتًا، طريقة جديدة لوصف توسع الكون في إطار نظرية الأوتار، كما يقترح وجود كون متعدد تتواجد فيه فقاعات أخرى. ماذا لو كان الكون بأكمله عبارة عن شبكة عصبية حاسوبية عملاقة؟  هذا ما يقترحه الفيزيائي وعالم الكونيات فيتالي فانكورين Vitaly Vanchurin من جامعة مينيسوتا في دولوث في ورقة علميةنشرت على موقع arXiv. تبدو الفكرة مجنونة تمامًا، ومع ذلك، هل يمكننا رفضها بشكل قاطع؟ يعتقد فانكورين Vanchurin أن فرضية الشبكة العصبية يمكن أن تكون الحلقة المفقودة المطلوبة كثيرًا في التوفيق بين ميكانيكا الكموم والنسبية العامة. في ميكانيكا الكموم، يكون الزمن عالمي ومطلق، بينما تقول النسبية العامة أن الزمن نسبي، مرتبط بنسيج الزمكان. ومع ذلك، وفقًا لفانكورين، يمكن أن تظهر ديناميكيات التعلم للشبكة العصبية "سلوكيات تقريبية" موصوفة من قبل كل من ميكانيكا الكموم والنسبية العامة تقدم تعريفاً جديداً للواقع وهكذا، في مقالته، يستكشف الفيزيائي إمكانية أن يكون الكون بأكمله، في أبسط مستوياته، عبارة عن شبكة عصبية حاسوبية. ويشير إلى أن معادلات ميكانيكا الكموم تصف جيدًا إلى حد ما سلوك الشبكة العصبية المكونة من عدد كبير جدًا من الخلايا العصبية، بالقرب من التوازن وعندما تتحرك بعيدًا عنها. ومع ذلك، فإن نفس قوانين ميكانيكا الكموم تصف عمل جميع الظواهر الفيزيائية. من ناحية أخرى، من المقبول أن ميكانيكا الكموم تعمل بشكل جيد على نطاق صغير، اللامتناهي في الصغر وأن النسبية العامة تعمل بشكل جيد على نطاق واسع، اللامتناهي في الكبر، ولكن حتى الآن لم نتمكن من التوفيق بين النظريتين في إطار موحد. . وهذا ما يسمى "مشكلة الجاذبية الكمومية". من الواضح أن هناك شيئًا ما مفقودًا، ولا سيما عندما نظر المراقبون في الظاهرة قيد النظر ؛ يشار إلى هذا باسم "مشكلة القياس الكمومي". بناءً على هذه الملاحظة، يعتقد فانكورين أنه لا توجد نظريتان، بل ثلاث نظريات لتوحيدها: ميكانيكا الكموم والنسبية العامة والمراقبين. ومع ذلك، يعتقد جميع الفيزيائيين تقريبًا أن ميكانيكا الكموم هي النموذج الرئيسي، الذي يجب أن يتدفق منه كل شيء آخر نظريًا (على الرغم من أنه لا أحد يعرف بالضبط كيفية إجراء الاتصال). اليوم، يطرح فانكورين  Vanchurin احتمالًا آخر: وجود شبكة عصبية مجهرية كهيكل أساسي، ينبثق منها كل شيء آخر - ميكانيكا الكموم والنسبية العامة والمراقبين العيانيين. كيف توصل الفيزيائي إلى هذه الفرضية؟ في منشور سابق، كان مهتمًا أولاً بكيفية عمل التعلم العميق، من خلال تطبيق أساليب الميكانيكا الإحصائية على سلوك الشبكات العصبية. ومع ذلك، اتضح أنه ضمن حدود معينة، فإن ديناميكيات التعلم للشبكات العصبية تشبه إلى حد بعيد ديناميكيات الكموم التي لوحظت في الفيزياء. من هناك ظهرت فكرة أن العالم المادي ربما كان مجرد شبكة عصبية واحدة ضخمة. اختيار طبيعي للبنى العصبية لتأسيس نظريته، فانكورين استند بشكل خاص على نظرية هيوغ إيفريت (أو نظرية العوالم المتعددة) وعلى تفسير بوم (تسمى نظرية الكموم مع "المتغيرات الخفية"، أي المعلمات الفيزيائية الافتراضية التي لن تؤخذ في الاعتبار من قبل مسلمات ميكانيكا الكموم). في افتراضه، اعتبر أن المتغيرات الخفية هي حالات الخلايا العصبية الفردية والمتغيرات القابلة للتدريب (مثل متجه التحيز ومصفوفة الوزن) لتكون متغيرات كمومية. ومع ذلك، يمكن أن تكون المتغيرات المخفية هنا غير محلية (وهو ما يتعارض مع مبدأ عدم مساواة بيل): يمكن توصيل كل خلية عصبية بجميع الخلايا العصبية الأخرى، لذلك لا يحتاج النظام إلى أن يكون محليًا. فكرة مجنونة؟ حتى الآن، لم يتم قبول أي من "النظريات على الإطلاق" التي تم اقتراحها بالفعل لوصف مجموعة التفاعلات الأساسية الأربعة - الجاذبية، والكهرومغناطيسية، والتفاعلات الضعيفة والقوية -: لم يجعل أي منها من الممكن وصف التفاعل. تتوافق الجاذبية مع الإطار النظري لفيزياء الجسيمات، والذي يستخدم لوصف التفاعلات الثلاثة الأخرى. لكن فانكورين   Vanchurin  يؤكد أنه على عكس النظريات الأخرى على الإطلاق، فإن إنكاره أكثر صعوبة: في الواقع، يجب أن نجد ظاهرة فيزيائية لا يمكن تشكيلها باستخدام شبكة عصبية. إنها مهمة صعبة، كما يقول، لأننا نعرف القليل جدًا عن سلوك الشبكات العصبية وكيف يعمل التعلم الآلي في الواقع. يضيف الفيزيائي أيضًا أن نظريته يمكن أن تشرح آلية الانتقاء الطبيعي. في الواقع، هناك هياكل (أو شبكات فرعية) للشبكة العصبية المجهرية أكثر استقرارًا من غيرها. ستبقى هذه الهياكل على قيد الحياة أثناء التطور، في حين سيتم القضاء على الأقل استقرارًا، بغض النظر عن المقياس الذي تم النظر فيه. كل ما نراه حولنا (جسيمات، ذرات، خلايا، مراقبين، إلخ) سيكون نتيجة الانتقاء الطبيعي. يظل معظم علماء الفيزياء وخبراء التعلم الآلي متشككين في استنتاجات زملائهم. يعترف فانكورين نفسه بأنه ربما لم يدرك بعد التعقيد الكامل للشبكات العصبية، وأنه "لم يكن لديه الوقت حتى للتفكير فيما يمكن أن تكون عليه النتائج الفلسفية". فيما يتعلق بما إذا كنا نعيش جميعًا في نوع من محاكاة "نمط المصفوفة" على غرار عالم فيلم ماتريكس، يرد الفيزيائي، "لا، نحن نعيش في شبكة عصبية، لكن قد لا نرى الفرق أبدًا   يجد الذكاء الاصطناعي حلولاً دقيقة لمعادلة شرودنغر : شهدت السنوات القليلة الماضية تطورات مذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما فيما يتعلق بالشبكات العصبية، التي تم تطويرها لأغراض مختلفة لحل المشكلات المعقدة، بدءًا من أتمتة أنظمة الكمبيوتر (مثل التعرف على الوجه أو "التعلم الآلي") إلى الدقة الرياضياتية البحتة. في الآونة الأخيرة، استغل فريق من الباحثين شبكة الذكاء الاصطناعي هذه من خلال تطوير طريقة قادرة على حساب (حلول) معادلة شرودنغر الشهيرة في كيمياء الكموم. الهدف من كيمياء الكموم هو التنبؤ بالخصائص الكيميائية والفيزيائية للجزيئات بناءً على ترتيب ذراتها في الفضاء فقط، وتجنب الحاجة إلى التجارب المعملية التي تتطلب الكثير من الموارد وتستغرق وقتًا طويلاً. من حيث المبدأ، يمكن تحقيق ذلك من خلال حل معادلة شرودنغر، ولكن من الناحية العملية تعتبر مهمة صعبة للغاية. للتغلب على هذه المشكلة، طور فريق من الباحثين من جامعة برلين Freie Universität Berlin، ألمانيا، طريقة قائمة على الشبكة العصبية تسمح بمزيج غير مسبوق من الدقة والكفاءة الحسابية لتحقيق النتيجة . حتى الآن، كان من المستحيل إيجاد حل دقيق للجزيئات العشوائية التي يمكن حسابها بكفاءة. يقول البروفيسور فرانك نوي، الذي قاد الفريق: "نعتقد أن نهجنا يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستقبل كيمياء الكموم". نُشرت نتائج الدراسة في مجلة NatureChemistry.  تحت عنوان الهروب من تسوية الدقة / التكلفة إن دالة الموجة - التي تحدد سلوك الإلكترونات في الجزيء - هي في صميم كيمياء الكموم ومعادلة شرودنغر. هذا كيان عالي الأبعاد، لذلك من الصعب للغاية فهم جميع الفروق الدقيقة التي تشفر كيفية تأثير الإلكترونات الفردية على بعضها البعض. علاوة على ذلك، تتخلى العديد من طرق كيمياء الكموم عن التعبير عن وظيفة الموجة ككل، وتحاول فقط تحديد الطاقة أي لجزيء معين. ومع ذلك، فمن الضروري إجراء تقديرات تقريبية، مما يحد من جودة التنبؤ بهذه الأساليب. تمثل الطرق الأخرى للدالة الموجية باستخدام عدد هائل من لبنات البناء الرياضياتية البسيطة، ولكن هذه الأساليب معقدة للغاية بحيث يستحيل ممارستها لأكثر من حفنة من الذرات. . يوضح الدكتور جان هيرمان من جامعة Freie Universität Berlin، الذي ابتكر السمات الرئيسية للطريقة التي تمت دراستها هنا: "إن الهروب من التسوية المعتادة بين الدقة والتكلفة الحسابية هو أعظم إنجاز لكيمياء الكموم . أعلاه رسم بياني يلخص الطريقة والآلية التكرارية لعمل الشبكة العصبية وعقدها لحل معادلة شرودنغر الإلكترونية. أكثر هذه الانحرافات شيوعًا حتى الآن هي نظرية الكثافة الوظيفية عالية الربحية. نعتقد أن طريقة مونت كارلو الكمومية العميقة la méthode de Monte Carlo quantique profonde,التي نقترحها يمكن أن تكون بنفس الفعالية، إن لم تكن أكثر فاعلية. إنها توفر دقة غير مسبوقة بتكلفة حسابية لا تزال مقبولة ". طريقة جديدة لتمثيل الوظائف الموجية لإلكترونات الشبكة العصبية العميقة التي صممها فريق البروفيسور نوح هي طريقة جديدة لتمثيل الوظائف الموجية للإلكترونات. "بدلاً من النهج القياسي لتكوين الدالة الموجية من مكونات رياضياتية بسيطة نسبيًا، صممنا شبكة عصبية اصطناعية قادرة على تعلم الأنماط المعقدة لكيفية تواجد الإلكترونات حول النوى، يشرح نوح. ميزة خاصة لوظائف الموجات الإلكترونية هي عدم تناسقها. عندما يتم تبادل إلكترونين، يجب تغيير إشارة الدالة الموجية. كان علينا بناء هذه الخاصية في بنية الشبكة العصبية من أجل نهج العمل "، يضيف هيرمان. هذه الخاصية، المعروفة باسم "مبدأ استبعاد باولي" principe d’exclusion de Pauli ، هي السبب في أن مؤلفي الدراسة أطلقوا على طريقتهم اسم "PauliNet"، وهو نظام تعليمي لوظيفة الموجة العميقة يسمح للحصول على حلول شبه دقيقة لمعادلة شرودنغر الإلكترونية للجزيئات التي يصل عددها إلى 30 إلكترونًا. إلى جانب مبدأ استبعاد باولي، فإن وظائف الموجة الإلكترونية لها أيضًا خصائص فيزيائية أساسية أخرى، ويتمثل الكثير من نجاح PauliNet المبتكر في أنها تدمج هذه الخصائص في الشبكة العصبية العميقة، بدلاً من تركها التعلم العميق لاكتشافها بمجرد مراقبة البيانات. يقول نوح: "إن دمج الفيزياء الأساسية في الذكاء الاصطناعي أمر ضروري لقدرته على عمل تنبؤات ذات مغزى في هذا المجال". "هذا حقًا حيث يمكن للعلماء تقديم مساهمة كبيرة في الذكاء الاصطناعي، وهذا هو بالضبط ما تركز عليه مجموعتي." ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل أن تصبح الطريقة المعروضة هنا جاهزة للتطبيق الصناعي. وخلص الباحثون إلى أنه "لا يزال البحث أساسيًا، لكنه تناول جديد لمشكلة عمرها قرون في علوم الجزيئات والمواد، ونحن متحمسون للإمكانيات التي تفتحها". للباحثين: كل كود الكمبيوتر الذي تم تطويره كجزء من هذا العمل متاح في حزمة "DeepQMC"  

2107 الكون الجديد 2

تؤكد التجربة الكمومية ذلك: "الواقع" غير موجد حتى نقيسه: أعاد العلماء في أستراليا إنشاء تجربة مشهورة، وأكدت التجارب الأخيرة التنبؤات الغريبة لفيزياء الكموم حول طبيعة الواقع الكمومي، مما يثبت أنه لا يوجد حتى نقيسه (على الأقل، في نطاق صغير جدًا في اللامتناهي في الصغر)  في حين أن كل هذا قد يبدو معقدًا للغاية، فإن التجربة المعنية تطرح سؤالًا بسيطًا للغاية: إذا كان لديك جسم يمكن أن يتصرف إما كجسيم أو كموجة، ففي أي نقطة "يقرر" هذا الجسم؟ »السلوك الذي سيتبناه؟ وفقًا لمنطقنا، نميل إلى افتراض أن الكائن يتصرف مثل جسيم أو موجة، اعتمادًا على طبيعته، وأن القياسات المأخوذة لا تؤثر على الاستجابة بأي شكل من الأشكال. لكن نظرية الكموم تتنبأ بأن النتيجة تعتمد على كيفية قياس الجسم. وهذا بالضبط ما اكتشفه فريق من الجامعة الوطنية الأسترالية. "إنه يثبت أن القياس هو كل شيء. يقول الفيزيائي والباحث الرئيسي أندرو تروسكوت، على المستوى الكمومي، لا يوجد الواقع إذا لم ننظر إليه عُرفت باسم (John) Wheeler Delayed Choice Experiment، وقد تم اقتراحها لأول مرة في عام 1978 واستخدمت حزم إشعاعات مضيئة ينعكس ضوءها بواسطة المرايا. ومع ذلك، في ذلك الوقت، كانت التكنولوجيا اللازمة لإجراء هذه التجربة غير كافية. ولكن الآن، بعد 40 عامًا تقريبًا، نجح الفريق الأسترالي في إعادة إنشاء التجربة باستخدام ذرات الهيليوم المتناثرة بواسطة أشعة الليزر. تبدو تنبؤات فيزياء الكموم حول التداخلات les interférences غريبة جدًا عند تطبيقها على الضوء، الذي يتصرف مثل الموجة. يقول رومان خاكيموف، طالب دكتوراه في الجامعة عمل في المشروع: "ثم إجراء التجربة على الذرات، وهي عناصر معقدة لها كتلة وتتفاعل مع الحقول الكهربائية، تجعل الأمور أكثر غرابة". . من أجل إعادة إنشاء التجربة بنجاح، حاصر الفريق ذرات الهيليوم في حالة تُعرف باسم مكثف بوز-آينشتاين ثم طردها، حتى تم ترك كل ما تبقى ذرة واحدة. بعد ذلك، أسقط العلماء الذرة المتبقية بين حزمتين من أشعة الليزر، مما أدى إلى إنشاء نمط شبكي، والذي كان بمثابة مفترق طرق حقيقي، مما أدى إلى تشتيت مسار الذرة، تمامًا كما تنثر الشبكة الصلبة الضوء. ثم أضاف الباحثون عشوائياً "شبكة" ثانية، والتي بدورها أعادت ربط المسارات، ولكن فقط بعد أن مرت الذرة بالفعل بالشبكة الأولى. عندما تمت إضافة هذه الشبكة الثانية، تسببت إما في تداخل بناء أو مدمر، وهو ما يتوقعه المرء إذا جاءت الذرة في كلا الاتجاهين (مثل الموجة). ولكن عند عدم إضافة الشبكة الثانية، لم يلاحظ أي تداخل، كما لو أن الذرة اختارت مسيرًا واحدًا فقط. في الواقع، حقيقة أن هذه الشبكة الثانية لم تتم إضافتها إلا بعد أن مرت الذرة بالفعل عبر التقاطع الأول، تشير إلى أن الأخير لم يحدد طبيعته بعد، قبل أن يتم قياسه للمرة الثانية. لذلك إذا كنت تعتقد أن الذرة قد اتخذت مسارًا معينًا أو مسارين أثناء مرورها عبر التقاطع الأول، فهذا يعني أن بعض القياسات المستقبلية ستؤثر على مسار الذرة، أوضح تروسكوت: "لم تتجمع الذرات أبدًا. لم ينتقلوا من أ إلى ب. فقط عندما تم قياسهم في نهاية رحلتهم، تم إنشاء سلوكهم الشبيه بالموجة أو الجسيم ". على الرغم من أن كل هذه الأمور قد تبدو غريبة، إلا أن هذا في الواقع تحقق حقيقي من صحة نظرية الكم التي تصف الظواهر الأساسية في العمل في الأنظمة الفيزيائية، خاصة في المقياسين الذرية ودون الذرية. بفضل هذه النظرية بشكل أساسي، تمكنا من تطوير تقنيات مثل مصابيح LED والليزر وشرائح الكمبيوتر. لكن حتى الآن، كان من الصعب دائمًا تأكيد أن هذا النموذج يعمل بالفعل، مع عرض مثل هذا. تم نشر جميع نتائج الدراسة في مجلة NaturePhysics. ا  اكتشف الفيزيائيون قوة غير متوقعة تؤثر على الجسيمات النانوية في الفراغ :اكتشف الفيزيائيون قوة جديدة غير متوقعة تعمل على الجسيمات النانوية في الفراغ، مما يسمح بدفعها إلى "العدم". بالطبع، بدأت فيزياء الكموم تشير إلى أن هذا "العدم" غير موجود بالفعل: حتى الفراغ مملوء بتقلبات كهرومغناطيسية صغيرة. هذا البحث الجديد هو دليل إضافي على أننا بدأنا للتو في فهم القوى الغريبة التي تعمل على أصغر مستوى من العالم المادي، وتبين لنا كيف يمكن أن يتسبب العدم في حركة جانبية. إذن كيف يمكن للفراغ أن يحمل قوة؟ من أول الأشياء التي نتعلمها في الفيزياء الكلاسيكية أنه في الفراغ التام (مكان خالٍ تمامًا من المادة)، لا يمكن أن يوجد الاحتكاك لأن الفضاء الفارغ لا يمكنه أن يمارس قوة على الأشياء التي يحيط بها لكن في السنوات الأخيرة، أظهر علماء فيزياء الكموم أن الفراغ مملوء بالفعل بتقلبات كهرومغناطيسية صغيرة يمكن أن تتداخل مع نشاط الفوتونات (جسيمات الضوء)، وتنتج قوة كبيرة على الأشياء. . هذا هو تأثير كازيمير الذي تنبأ به الفيزيائي الهولندي هندريك كازيمير عام 1948. الآن، أظهرت الدراسة الجديدة أن هذا التأثير أقوى مما كان يعتقد سابقًا. في الواقع، لا يمكن قياس هذا الأخير إلا على المقياس الكمومي. ولكن عندما نبدأ في تطوير تقنيات أصغر وأصغر، يصبح من الواضح أن هذه التأثيرات الكمومية يمكن أن تؤثر بقوة على بعض تقنياتنا في النطاق العياني الكبير على مستوى العالم. "هذه الدراسات مهمة لأننا نقوم بتطوير تقنيات النانو التي تعمل بمسافات وأحجام صغيرة جدًا بحيث يمكن لهذا النوع من القوة أن يهيمن. وكل شيء آخر "، كما يقول الباحث الرئيسي أليخاندرو مانجافاكاس من جامعة نيو مكسيكو في الولايات المتحدة. ويضيف: "نحن نعلم أن قوى كازيمير موجودة، لذا ما نحاول القيام به هو إيجاد التأثير العام الذي تحدثه على الجسيمات الصغيرة جدًا". من أجل معرفة كيف يمكن أن يؤثر تأثير كازيمير على الجسيمات النانوية، حلل الفريق ما حدث مع الجسيمات النانوية التي تدور بالقرب من سطح مستو في فراغ. اكتشفوا بعد ذلك أن تأثير كازيمير يمكنه بالفعل دفع هذه الجسيمات النانوية جانبًا، حتى لو لم تلمس السطح. لتصويرها، تخيل كرة صغيرة تدور على سطح يقصف باستمرار بالفوتونات. بينما تعمل الفوتونات على إبطاء دوران الكرة، فإنها تتسبب أيضًا في تحرك الكرة في اتجاه جانبي: 

2107 الكون الجديد 3

باللون الأحمر، دوران الكرة. باللون الأسود، المسافة بين الكرة والسطح المستوي والأزرق، تأثير كازيمير الجانبي.

في مجال الفيزياء الكلاسيكية، يتطلب الأمر احتكاكًا بين الكرة والسطح لتحقيق هذا النوع من الحركة الجانبية، لكن العالم الكمومي لا يتبع نفس القواعد: يمكن دفع الكرة فوق سطح، حتى لو لم تفعل ذلك. لا تلمسه. يوضح مانجافاكاس: "تتعرض الجسيمات النانوية لقوة جانبية كما لو كانت ملامسة للسطح، على الرغم من انفصالها عنه بالفعل". ويضيف: "إنه رد فعل غريب، لكنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على المهندسين". قد يلعب هذا الاكتشاف الجديد دورًا مهمًا في كيفية تطوير تقنيات مصغرة بشكل متزايد في المستقبل، بما في ذلك أجهزة مثل أجهزة الكمبيوتر الكمومية. يقول الباحثون إنهم يستطيعون التحكم في اتجاه القوة عن طريق تغيير المسافة بين الجسيم والسطح، مما قد يكون مفيدًا للمهندسين والعلماء الذين يعملون على طرق معالجة المادة، في مقياس النانو. تم نشر الدراسة بالفعل في Physical Review Letters وتحتاج النتائج الآن إلى تكرارها والتحقق منها من قبل فرق أخرى. لكن حقيقة أن لدينا الآن دليلًا على أنه يمكن استخدام قوة جديدة مثيرة للاهتمام لتوجيه الجسيمات النانوية إلى الفراغ أمر مثير للاهتمام للغاية ويسلط الضوء على عنصر جديد تمامًا من العالم الكمومي وقواه التي لا يزال يُساء فهمها إلى حد كبير. المصدر: خطابات المراجعة الفيزيائية، جامعة نيو مكسيكو 

2107 الكون الجديد 4

اكتشاف "مجرة أحفورية" مدفونة في مجرة درب التبانة:

هذا اكتشاف مذهل قام به علماء الفلك من برنامج مسح الأجسام السماوية Sloan Digital Sky Surveys (APOGEE). لقد حددوا ما يبدو أنه "مجرة أحفورية" مخبأة في أعماق مجرتنا، درب التبانة. المجتمع العلمي متحمس ويتوقع أن يضطر إلى إعادة النظر في النماذج التي تشرح تكوين درب التبانة. إن علماء الفلك، الذين يعملون مؤخرًا مع بيانات من Sloan Digital Sky Surveys (APOGEE)  ويدرسون تجربة تطور المجرة من مرصد Apache Point في نيو مكسيكو (الولايات المتحدة)، فوجئوا بهذا الاكتشاف. قد تؤدي نتائج دراستهم، التي نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة الإخطارات الشهرية للجمعية الملكية الفلكية، إلى تغيير فهمنا لكيفية تطور مجرة درب التبانة إلى المجرة التي نعرفها اليوم. ربما اصطدمت المجرة الأحفورية المقترحة بدرب التبانة قبل عشرة مليارات سنة، عندما كانت مجرتنا لا تزال في مهدها. أطلق عليها علماء الفلك اسم هيراكليس، على اسم بطل اليونان القديمة الذي حصل على هدية الخلود، أثناء إنشاء مجرة درب التبانة. تمثل بقايا هيراكليس حوالي ثلث الهالة الكروية لمجرة درب التبانة. لكن إذا كانت النجوم وغاز هيراكليس تشكلان نسبة كبيرة من هالة المجرة، فلماذا لم نرصدها من قبل؟ تكمن الإجابة في موقعها في عمق مجرة درب التبانة. مثل العثور على إبر في كومة قش يقول ريكاردو شيافون من جامعة جون مورس في ليفربول (LJMU) في المملكة المتحدة و عضو فريق البحث: "للعثور على مجرة أحفورية كهذه، كان علينا أن ننظر إلى التركيب الكيميائي المفصل وحركات عشرات الآلاف من النجوم".. هذا صعب بشكل خاص على النجوم في مركز مجرة درب التبانة، لأنها مخفية عن الأنظار بسبب سحب الغبار بين النجوم. يسمح لنا APOGEE باختراق هذا الغبار ورؤية أعماق قلب درب التبانة أكثر من أي وقت مضى

2107 الكون الجديد 5

في الصورة أعلاه درب التبانة ينظر إليها من الأرض. الخواتم يُظهر x الملون المدى التقريبي للنجوم من مجرة هيراكليس الأحفورية. الأجسام الصغيرة في أسفل يمين الصورة هي سحابة ماجلان الكبيرة والصغيرة، وهما مجرتان صغيرتان تابعتان لدرب التبانة.

للقيام بذلك، يرصد   APOGEE  أطياف النجوم في ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة، بدلاً من الضوء المرئي الذي يحجبه الغبار. خلال عشر سنوات من المراقبة، قاس APOGEE أطياف أكثر من نصف مليون نجم في جميع أنحاء مجرة درب التبانة، بما في ذلك نواتها يقول داني هورتا، طالب دراسات عليا: "يعد فحص مثل هذا العدد الكبير من النجوم أمرًا ضروريًا للعثور على نجوم غير عادية في قلب مجرة درب التبانة المكتظة بالنجوم، وهو ما يشبه العثور على إبر في كومة قش" de LJMU والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة الجديدة. لفصل النجوم التي تنتمي إلى هيراكليس عن تلك الموجودة في مجرة درب التبانة، قام الفريق بتحليل ومقارنة كل من التركيبات الكيميائية وسرعات النجوم التي تم قياسها بواسطة أداة APOGEE. يقول هورتا: "من بين عشرات الآلاف من النجوم التي فحصناها، كان لبضع مئات منها بشكل مدهش تركيبات كيميائية وسرعات مختلفة ". انطباع الفنان عن درب التبانة من الأعلى. تظهر الحلقات الملونة المدى التقريبي لمجرة هيراكليس الأحفورية. تشير النقطة الصفراء إلى موضع الشمس. مع نمو المجرات من خلال اندماج المجرات الأصغر بمرور الوقت، غالبًا ما يتم رصد بقايا المجرات القديمة في الهالة الخارجية لمجرة درب التبانة، وهي سحابة ضخمة من النجوم تحيط بالمجرة الرئيسية. ولكن نظرًا لأن مجرتنا مبنية من الداخل، لتحديد الاندماجات الأولى، من الضروري مراقبة الأجزاء الأكثر مركزية من هالة المجرة المدفونة في أعماق القرص. مجرة غير عادية أكثر مما كنا نعتقد حيث تشكل النجوم التي تنتمي في الأصل إلى هيراكليس حوالي ثلث كتلة هالة درب التبانة بأكملها اليوم - مما يعني أن هذا الاصطدام القديم كان حدثًا رئيسيًا في تاريخ مجرتنا. . يشير هذا إلى أن مجرتنا قد تكون غير عادية، لأن معظم المجرات الحلزونية الضخمة المماثلة لها حياة بدائية أكثر هدوءًا. يقول سكيافون: "باعتبارها موطننا الكوني، فإن مجرة درب التبانة مميزة بالفعل بالنسبة لنا، ولكن هذه المجرة القديمة المدفونة بداخلها تجعلها أكثر خصوصية". "APOGEE هي واحدة من الدراسات الرئيسية للمرحلة الرابعة من SDSS، وهذه النتيجة هي مثال على العلم المذهل الذي يمكن لأي شخص أن يكون جزءًا منه، الآن بعد أن أكملنا مهمتنا التي دامت عشر سنوات تقريبًا،" يعلق كارين ماسترز، المتحدث الرسمي باسم SDSS-IV. ولن ينتهي عصر الاكتشاف الجديد هذا بانتهاء أرصاد APOGEE. في الواقع، بدأت المرحلة الخامسة من SDSS بالفعل في جمع البيانات، وسيبني "مخطط درب التبانة" على نجاح APOGEE لقياس أطياف النجوم بعشر مرات في مناطق مختلفة من الطريقاللبني أو درب التبانة، باستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء القريب أو الضوء المرئي أو كليهما. توضح المحاكاة أدناه تشكيل مجرة مشابهة لمجرة درب التبانة، على مدى 13 مليار سنة تقريبًا    في مجال البحث عن حضارات ذكية خارج كوكب الأرض (SETI)، فإن الإشارة الشهيرة Wow! بالتأكيد تحتل المركز الأول على المنصة. تم اكتشاف هذه الإشارة المتكررة التي تبلغ مدتها 72 ثانية عام 1977 بواسطة التلسكوب الراديوي Big Ear، وكانت موضع اهتمام علماء الفلك لأكثر من 40 عامًا. على الرغم من أن أصلها لا يزال غير معروف، إلا أن بعض الباحثين، بمن فيهم جون كراوس، مدير المرصد وقت الاكتشاف، يتفقون على أن مثل هذه الإشارة تشير بقوة إلى أصل فضائي ذكي. في الآونة الأخيرة، قام عالم فلك هاو، من خلال تجميع بيانات خريطة النجوم بالتفصيل من ملاحظات غايا، بتحديد النجم الأكثر احتمالا (أو حوله) الذي انبعثت منه الإشارة. ربما عن طريق كوكب خارج المجموعة الشمسية يدور حوله؟ لم يتم التحقق من هذه الفرضية بعد. تم تفكيك تلسكوب Big Ear Radio Telescope في ديلاوير بولاية أوهايو في عام 1998 بعد أن كان يعمل لأكثر من 30 عامًا. منذ ذلك الحين تم استبداله بملعب للجولف. لم يكن Big Ear أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم ولا الأكثر حساسية. ومع ذلك، فإن Big Ear قدم واحدة من أشهر المشاهد في تاريخ علم الفلك، وهي ملاحظة لم يتم شرحها حتى يومنا هذا. خلال السبعينيات،  بحث تلسكوب Big Ear عن إشارات من حضارات خارج كوكب الأرض. وفي 15 أغسطس 1977، وجد واحدة - إشارة عالية ومتقطعة مدتها 72 ثانية تبرز أمام ضوضاء الخلفية مثل جهاز العرض. استبعد الفريق بسرعة وجود مصدر أرضي أو بث من قمر صناعي. ومع ذلك، كانت الإشارة قوية وغير عادية لدرجة أن جيري إيمان، عالم الفلك الذي حلل البيانات المطبوعة، قام بتعليق الإشارة بكلمة "واو" وكان أول اكتشاف مباشر لقزم بني بواسطة تلسكوب لاسلكي في 15 أغسطس 1977، اكتشف تلسكوب Big Ear الراديوي إشارة غير عادية. كانت القيم عالية جدًا لدرجة أن عالم الفلك الحالي، جيري إيمان، لاحظ في السجل،كلمة  "رائع! ". وفق بيانات مرصد الأذن الكبيرة. ثم قدم مدير المرصد جون كراوس وصفا مفصلا لمشاهدة: "إشارة واو! يقترح بقوة وجود أصل ذكي خارج كوكب الأرض، ولكن لا يمكن قول المزيد حتى يعود مرة أخرى لمزيد من الدراسة ". واصل فريق Big Ear مراقبة نفس الجزء من السماء مثل الآخرين، لكن الإشارة Wow! لم تعاود الظهور. لم يلاحظ أي شيء مثل هذا في أي جزء آخر من السماءوقد مثلت تلك الإشارة نجاحاً باهراً :

2107 الكون الجديد 6

أعلاه خريطة مجرة ثلاثية الأبعاد للعثور عليها حتى أن كراوس وآخرون بحثوا عن النجوم التي قد تكون مصدر الإشارة:

"قمنا بفحص كتالوجات النجوم لجميع النجوم الشبيهة بالشمس في المنطقة ولم نعثر على أي منها". حتى الآن، إشارة نجاح باهرة! لكن لا تزال غير مفسرة وفريدة من نوعها. هذا هو سبب أهمية اكتشاف هذا الأسبوع للأصل المحتمل للإشارة. الاكتشاف جاء نتيجة بحث أجراه عالم فلك هاو وإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد جديدة للمجرة. منطقتا السماء اللتان يمكن أن تأتي منهما إشارة Wow! لشرح هذا، علينا أن نضع أنفسنا في السياق. في عام 2013، أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية مرصد غايا الفضائي لرسم خريطة للسماء الليلية - لتحديد موقع ومسافة وحركة النجوم بدقة غير مسبوقة. حددت Gaia حتى الآن حوالي 1.3 مليار نجم، مما سمح لعلماء الفلك بالبدء في إنشاء الخريطة ثلاثية الأبعاد الأكثر تفصيلاً لمجرتنا على الإطلاق. ومن المتوقع أن تستمر المهمة حتى عام 2024. حسنت خريطة النجوم الجديدة من Gaia بشكل كبير فهمنا للمجرة والنجوم التي تحتويها، مما أعطى عالم الفلك الهاوي ألبرتو كاباليرو فكرة. أصبحت قاعدة بيانات Gaia الآن أكثر تفصيلاً بشكل ملحوظ من كتالوج النجوم الذي درسه جون كراوس في السبعينيات، وقال إن قاعدة البيانات الجديدة ربما تكشف عن مصدر إشارة Wow! نجم مشابه للشمس كمصدر محتمل للإشارة لذا شرع كاباليرو في استكشاف الخريطة، باحثًا عن النجوم الشبيهة بالشمس من بين الآلاف التي حددها تلسكوب غايا في هذه المنطقة من السماء. على غرار الشمس، فهو يعني النجوم التي تشترك في نفس درجة الحرارة ونفس نصف القطر ونفس اللمعان. لم ينتج عن البحث سوى مرشح واحد.

2107 الكون الجديد 1

"النجم الوحيد الذي يشبه الشمس في كل شيء واو! يبدو أنه 2MASS 19281982-2640123،

"يقول كاباليرو. النجم 2MASS 19281982-2640123 هو نجم شبيه بالشمس يقع على بعد 1800 سنة ضوئية وهو أفضل مرشح لأصل إشارة Wow! ا تم العثور على هذا النجم في كوكبة القوس على مسافة 1800 سنة ضوئية. إنه توأم مماثل لشمسنا، مع نفس درجة الحرارة ونفس نصف القطر ونفس اللمعان. بالطبع، لا يعني عمل كاباليرو أن 2MASS 19281982-2640123 هو بالضرورة المصدر. ويشير إلى أن هناك العديد من النجوم في هذه المنطقة من السماء المظلمة جدًا بحيث لا يمكن إدراجها في الكتالوج. يمكن أن يكون أحدهم أيضًا هو المصدر. وهناك حوالي 66 نجمة أخرى في الكتالوج حددها كاباليرو كمرشحين محتملين، لكن مع أدلة أقل صلابة. تتوافق هذه مع درجة حرارة الشمس، لكن البيانات حول لمعانها ونصف قطرها غير مكتملة حاليًا. لكن في الوقت الحالي، فإن 2MASS 19281982-2640123 هو أفضل مرشح للدراسات المستقبلية. يقول كاباليرو إن الهدف الواضح هو البحث عن إشارات لكواكب خارجية تدور حول هذا النجم. يمكن أيضًا إعطاء الأولوية لدراسة في الجزء الراديوي من الطيف. المصدر: MIT Technology Review إشارة "واو! ": فرضية حضارة خارج كوكب الأرض ما زالت غير مستبعدة . المصادر: : arXiv

و، ESA / Gaia / SDSS / NASA / JPL-Caltech /

والإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية

 

جواد بشارة يحل أحد أكبر تحديات علم الأحياء على اليمين

 إعداد وترجمة د\ز جواد بشارة

 تركيب الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2). قامت شركة   DeepMind  البريطانية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي - المملوكة لشركة Google منذ عام 2014 - بتطوير نسخة جديدة من الذكاء الاصطناعي تسمى AlphaFold، قادرة على التنبؤ ببنية البروتينات بدقة كبيرة! وهو إنجاز يمكن أن يساعد بشكل ملحوظ في فهم الأمراض بشكل أفضل وتطوير عقاقير جديدة. لماذا توقع بنية البروتينات؟ يمكن اعتبار البروتين على أنه شريط من الأحماض الأمينية، والذي ينحني وينثني ليشكل تشابكًا معقدًا. تحدد هذه البنية المعينة دور البروتين. ومع ذلك، فإن فهم عمل البروتينات أمر ضروري لفهم آليات الحياة. ضع في اعتبارك مثالًا ملموسًا: حاليًا، يركز البحث في لقاحات COVID-19 على ذروة بروتين الفيروس التاجي. تعتمد كيفية ارتباط الأخير بالخلايا البشرية وتكاثرها على شكل هذا البروتين وشكل بروتينات المستقبل على سطح الخلية. هذا هو السبب في أهمية تحديد هياكلها. يحتوي جسم الإنسان على عشرات الآلاف من البروتينات المختلفة ولا نعرف حتى الآن هيكل كل منهم. مستوى من الدقة على المستوى الذري خلال التقييم النقدي لتنبؤ بنية البروتين (CASP) 2020، كشف AlphaFold عن قدراته الرائعة. بدأت هذه المسابقة في عام 1994، وتقام كل عامين وتهدف إلى تحفيز تطوير أدوات أكثر كفاءة لرسم خرائط البروتينات. يقوم المنظمون بإصدار حوالي مائة تسلسل من الأحماض الأمينية المقابلة للبروتينات التي تم تحديد شكلها مسبقًا في المختبر (ولكن لم يتم الإعلان عنها). بعد ذلك، تتنافس فرق من الباحثين من جميع أنحاء العالم، كل منهم عبر برنامج خاص به، للعثور على الشكل الدقيق لهذه المركبات (أو على الأقل، لتكون أقرب ما يمكن). في إصدار 2020 هذا، تنبأ AlphaFold ببنية عشرات البروتينات بهامش خطأ 1.6 أنجستروم فقط، أو 0.16 نانومتر، وهو بُعد بالمقياس الذري. وبالتالي يتجاوز هذا الذكاء الاصطناعي IA جميع طرق الحساب الأخرى. في غضون أيام قليلة فقط، يمكنه تحديد شكل البروتين بدقة مكافئة للتقنيات التجريبية الأخرى لرسم خرائط للبروتينات (الفحص المجهري الإلكتروني، والرنين المغناطيسي النووي، وعلم البلورات بالأشعة السينية، وما إلى ذلك)، وهي طرق أبطأ بكثير وأكثر تكلفة. وبالتالي يمكن أن يساعد هذا الذكاء الاصطناعي العلماء على تصميم الأدوية وفهم الأمراض بشكل أفضل. على المدى الطويل، يمكن أن يساعد في تطوير البروتينات الاصطناعية، مثل الإنزيمات القادرة على هضم النفايات أو إنتاج الوقود الحيوي. باختصار، يعد AlphaFold خطوة كبيرة إلى الأمام للعديد من مجالات البحث. "اختراق جوهري"، "شيء ضخم"، "إنجاز مذهل"، هذه هي ردود الفعل على هذا الذكاء الاصطناعي داخل المجتمع العلمي. لماذا يصعب تحديد بنية البروتين؟

2106 الذكاء الاصطناعي

في الواقع، من السهل نسبيًا العثور على تسلسل الأحماض الأمينية التي يتكون منها بروتين معين ؛ ولكن الأمر الأكثر تعقيدًا هو تحديد الشكل الدقيق للشريط الذي يشكلونه. ولسبب وجيه: يوجد عدد فلكي من الأشكال الممكنة لكل تسلسل! يتصارع العلماء مع هذه المشكلة منذ عام 1972، عندما فاز عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي كريستيان بوهمر أنفينسن (مع باحثين آخرين) بجائزة نوبل في الكيمياء لإثبات أن تسلسل الأحماض الأمينية للبروتين يحدد هيكلها. عندما يتجاوز التنبؤ التجريبي في عام 2018، حيث قدمت DeepMind نسختها الأولى من AlphaFold ؛ كانت هذه أول مشاركة للشركة في CASP. بالفعل في ذلك الوقت، أظهرت الخوارزمية وعدًا خاصًا. لم تكن دقيقة، لكنها تجاوزت منافستها بالفعل. منذ ذلك الحين، استوحى الكثير من الذكاء الاصطناعي من هذا الذكاء الاصطناعي المتطور: استخدم أكثر من نصف المرشحين في عام 2020 نظام التعلم العميق. لذلك، كانت الدقة الإجمالية التي لوحظت في إصدار 2020 أعلى من ذلك بكثير. كيف يتم تقييم طرق الحساب المختلفة؟ يتم تسجيل النتائج التي تم الحصول عليها من قبل الفرق المختلفة باستخدام اختبار المسافة العالمي، والذي يشير، على مقياس من 0 إلى 100، قرب الهيكل المتوقع من الشكل الفعلي للبروتين. هذا العام، حدد AlphaFold ببراعة شكل جميع البروتينات المعروضة، وسجل أكثر من 90 لحوالي ثلثيهم! ومع ذلك، فإن هذه الدرجة العالية تعني أن الاختلافات التي لوحظت بين التنبؤ والهيكل الفعلي يمكن أن تكون بسبب أخطاء تجريبية حدثت في المختبر بدلاً من خطأ في البرنامج. قد يعني أيضًا أن الهيكل المتوقع هو بديل صالح لتلك الهايكل المحددة في المختبر. محمد القريشي، عالم أحياء الأنظمة في جامعة كولومبيا، والذي شارك أيضًا في CASP، منبهر حقًا: "هذا شيء لم أكن أتوقعه، ليس بهذه السرعة. إنه أمر مروع بطريقة ما ". يعتقد المتخصص أن هناك حاجة إلى ما يقرب من عشر سنوات من البحث للانتقال من نتائج AlphaFold لعام 2018 إلى النتائج غير العادية التي تم تحقيقها هذا العام. ويضيف: "هذا قريب من الحد المادي للدقة التي يمكنك الحصول عليها". لاحظ أن الخوارزمية التي طورها فريق القريشي، وهي نظام يسمى الشبكة الهندسية المتكررة، أسرع بكثير من AlphaFold: يمكنها تقديم نتيجة في ثوانٍ، بينما يستغرق المنافس أيامًا. لكن اتضح أنها أقل دقة. لكن مصممه يشير إلى أنه بالنسبة لبعض التطبيقات، قد تكون السرعة أكثر أهمية. سيتم تحديد ما يقرب من 15000 بنية بروتينية بشرية اعتمد DeepMind لتطوير هذا الإصدار الجديد من AlphaFold بناءً على عمل مئات الباحثين حول العالم وعلى شبكة كبيرة من الخبراء. لم يتم الإفراج عن تفاصيل كيفية عملها. يعتمد النظام على شبكة الانتباه، وهي تقنية تعليمية عميقة تسمح للذكاء الاصطناعي بالتدريب من خلال التركيز على الأجزاء المختلفة لمشكلة أكبر. وهكذا قارن عدة متواليات، لا سيما من خلال البحث عن أزواج من الأحماض الأمينية التي توجد غالبًا بالقرب من بعضها البعض في الهياكل المطوية. تسمح له هذه البيانات بعد ذلك بالتنبؤ بالمسافة بين أزواج الأحماض الأمينية في هياكل غير معروفة وتقييم دقة تنبؤاته. تم تدريب البرنامج على ما يقرب من 170000 بروتين، جميعها من قاعدة البيانات المرجعية. استمر التدريب بضعة أسابيع وتطلب قوة حوسبة تعادل 100-200 وحدة معالجة رسومات. تم تطوير العديد من الأدوية بناءً على محاكاة ثلاثية الأبعاد لبنيتها الجزيئية: نحن نبحث عن طرق لإدخال هذه الجزيئات في البروتينات المستهدفة. لكن لا يمكن التفكير في هذه التقنية إلا إذا كانت بنية هذه البروتينات معروفة ... ومع ذلك، حتى الآن، لا يعرف العلماء سوى ربع حوالي 20000 بروتين بشري. وبالتالي، فإن العديد من أهداف الأدوية المحتملة غير مستغلة اليوم، ومن المفترض أن يتيح AlphaFold سد هذه الفجوة. تخطط DeepMind للتركيز على الأمراض المدارية (الملاريا ومرض النوم وما إلى ذلك) كأولوية، لأنها تنطوي على العديد من هياكل البروتين غير المعروفة. ينتظر المجتمع العلمي الآن بفارغ الصبر تفاصيل كيفية عمل هذه الخوارزمية، والتي سيتم نشرها هذا الأسبوع في مؤتمر CASP ثم في مجلة Proteins العام المقبل.

 

 

جواد بشارةإعداد وترجمة د. جواد بشارة

سواء كانت كائنات مجهرية في النطاق اللامتناهي في الصغر أو عيانية في النطاق اللامتناهي في الكبر، فإن جميع الأنظمة الفيزيائية تظهر خصائص كمومية. ومع ذلك، ليس كل منهم له نفس الجانب الكمومي. يمكننا القول إن بعض الأشياء "أكثر كمومية" من غيرها. لذلك سعى الفيزيائيون الكنديون إلى تطوير طريقة لتحديد "كمومية" كائن ما (درجته الكمومية بطريقة ما)، من أجل نقل تنظيمهم من أقل كمومية إلى أكثر كميومة. إلى جانب العامل الرياضياتي البحت، يمكن أن تؤدي هذه النتائج إلى تطبيقات حقيقية من حيث القياس الكمومي والكشف الدقيق للغاية.

لأول مرة، وجد الفيزيائيون طريقة لتحديد درجة الكموم لأي نظام فيزيائي رياضياتيًا - سواء كان جسيمًا أو ذرة أو جزيئاً أو حتى كوكبًا. تشير النتيجة إلى طريقة لتحديد "كمومية الكوانتوم" وتحديد "أكثر الحالات الكمومية" للنظام، والتي يسميها الفريق "ملوك وملكات الكموم". Quantifier la « quanticité » (quantumness, en anglais)  بالإضافة إلى تعميق فهمنا للكون، يمكن أن يجد العمل تطبيقات في تقنيات الكموم مثل كاشفات موجات الجاذبية وأجهزة القياس فائقة الدقة.

2102 كموم 1

من الكلاسيكي إلى الكموم: تواصل قابل للقياس في قلب العالم المجهري، حيث يمكن للأجسام الكمومية أن تظهر سلوكيات غريبة. على سبيل المثال، عندما يكون الجسيم في حالة تراكب superposition، يكون له في نفس الوقت عدد لا نهائي من الحالات الكمومية حتى يتم قياسه. وبالمثل، بحكم الاحتمالات الواردة في دالة الموجة، يمكن للجسيم أن يعبر تلقائيًا حاجز طاقة لا يمكن التغلب عليه (تأثير النفق الكمومي(effet tunnel quantique).  من ناحية أخرى، تتبع الأجسام العيانية Les objets macroscopiques قواعد الفيزياء الكلاسيكية. فكر الباحثون طويلًا في هذه الحالة الغريبة، حيث يمكن تعريف بعض الكيانات في الكون بطريقة كلاسيكية، بينما يخضع البعض الآخر لقوانين الكموم الاحتمالية. لكن "وفقًا لميكانيكا الكموم، فإن كل شيء هو ميكانيكا الكموم. لمجرد أنك لا ترى هذه الأشياء الغريبة كل يوم لا يعني أنها غير موجودة "، كما يقول آرون جولدبيرغ، الفيزيائي في جامعة تورنتو. ما يشير إليه غولدبيرغ هو أن الأشياء الكلاسيكية مثل كرات البلياردو هي أيضًا أنظمة كمومية. لذلك هناك احتمال ضئيل للغاية Il existe donc une probabilité infiniment أنه يمكنها، على سبيل المثال، عبور جانب طاولة بلياردو. يشير هذا إلى وجود سلسلة متصلة un continuum، مع "الكلاسيكية" في أحد طرفيه و "الكمومية quanticité " في الطرف الآخر.

تحديد "كمومية" الأشياء Quantifier la « quanticité تمرين صعب، حيث ركزت المحاولات السابقة لتحديد الكمية الكمومية quantification de la quanticité دائمًا على أنظمة كمومية معينة، مثل تلك التي تحتوي على جزيئات الضوء، وبالتالي لا يمكن بالضرورة تطبيق النتائج على أنظمة أخرى تتضمن جسيمات مختلفة مثل الذرات. بدلًا من ذلك، بحث غولدبيرغ ولويز سانشيز سوتو Goldberg, Luiz Sanchez-Soto  وفريقهم عن طريقة عامة لتحديد التطرف في الحالات الكمومية. "يمكننا تطبيق هذا على أي نظام كمومي - ذرات أو جزيئات أو ضوء أو حتى مجموعة من هذه العناصر باستخدام نفس المبادئ التوجيهية "، كما يقول جولدبيرغ. اكتشف الفريق أن هذه الظواهر الكمومية المتطرفة يمكن أن تأتي في نوعين مختلفين على الأقل.

2102 كموم 2

رسم بياني يوضح "ملوك وملكات الكمومية la quanticité " كدالة لقيمة البعد S وانتروبيا ويرل la dimension S, de l’entropie de Werhl (مقياس محدد للإنتروبيا للحالات الكمومية) والعزم du moment M M. لا تمثل هذه الأشكال كائنات على هذا النحو، ولكن تكوينات الحالات الكمومية التي يمكن أن تشير إلى كائنات أو أجسام معينة. إذن ما الذي يعنيه بالضبط أن يكون الجسم "أكثر كمومية"؟ هذا هو المكان الذي تصبح فيه الوظيفة صعبة ودقيقة، لأنها حسابية رياضياتية للغاية ويصعب تصورها. لكن بيتر كوك Pieter Kok، الفيزيائي بجامعة شيفيلد Sheffield في إنجلترا، والذي لم يشارك في صياغة الورقة الجديدة، اقترح طريقة لمعرفة ذلك: أحد أبسط الأنظمة الفيزيائية هو مذبذب توافقي بسيط oscillateur harmonique - أي كرة في نهاية زنبرك أو نابض un ressort يذهب ويعود: سيكون الجسيم الكمومي في أقصى الحدود الكلاسيكية للحالة الكمومية إذا كان يتصرف مثل نظام الكرات والنوابض هذا système à billes et à ressorts، الذي لوحظ في لحظات محددة في تم استلام وظيفة الزخم الأولي. ولكن إذا كان الجسيم سينتشر ميكانيكيًا بحيث لا يكون له موقع محدد جيدًا وتم العثور عليه طوال الطريق عبر الزنبرك أو النابض والكرة، فسيكون في إحدى تلك الحالات الكمومية المتطرفة. تطبيقات في علم القياس الكمومي وللكشف الدقيق للغاية على الرغم من خصوصيتها، يعتبر Kok النتائج مفيدة للغاية ويأمل أن تجد تطبيقًا واسعًا. إن معرفة أن هناك حدًا أساسيًا يعمل فيه النظام بأكبر قدر ممكن من الكموم يشبه معرفة أن سرعة الضوء موجودة. يوضح كوك أن هذا يضع قيودًا على الأشياء التي يصعب تحليلها. يضيف جولدبيرغ أن أكثر التطبيقات وضوحًا يجب أن تأتي من علم القياس الكمومي، حيث يحاول المهندسون قياس الثوابت الفيزيائية وغيرها من الخصائص بدقة متناهية كأجهزة كشف الموجات الثقالية، على سبيل المثال، التي يجب أن تكون قادرة على قياس المسافة بين مرآتين بدقة أكبر من 1/10000 من حجم نواة الذرة. باستخدام مبادئ الفريق، قد يتمكن الفيزيائيون من تحسين هذا العمل الفذ. لكن النتائج يمكن أن تساعد الباحثين أيضًا في مجالات مثل الاتصالات عبر الألياف الضوئية ومعالجة المعلومات والحوسبة الكمومية.

 les communications par fibre optique, le traitement de l’information et l’informatique quantique

المصادر AVS Quantum Science .

 يدعي الفيزيائيون أنهم خلقوا سائلًا ذا "كتلة سالبة":

يدعي باحثون أمريكيون أنهم نجحوا في تكوين سائل ذي كتلة سالبة. يعني السائل ذو الكتلة السالبة أنه على عكس أي جسم مادي آخر معروف، عندما تضغط على السائل المذكور، فإنه يتسارع في الاتجاه المعاكس بدلاً من نفس الاتجاه الأولي. قد يقود مثل هذا السلوك العلماء إلى فهم بعض السلوكيات الغريبة التي تحدث في الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية. لكن قبل أن نتحدث عن الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية، دعونا نلقي نظرة على سؤال آخر: كيف يمكن لشيء ما أن يكون له كتلة سالبة؟ نظريًا، يجب أن يكون للمادة كتلة سالبة، بنفس الطريقة التي يمكن أن تكون بها الشحنة الكهربائية سالبة أو موجبة. لذا فهو يعمل من الناحية النظرية، لكن فكرة الكتلة السالبة هي موضوع قابل للنقاش في المجتمع العلمي. في الواقع، يتساءل الباحثون عما إذا كانت الأشياء ذات الكتلة السالبة يمكن أن توجد دون انتهاك قوانين الفيزياء. يتم التعبير عن قانون إسحاق نيوتن الثاني رياضيًا بالصيغة f = ma (القوة تساوي كتلة جسم مضروبة في تسارعه). إذا أعدنا كتابة هذه الصيغة بحيث يكون التسارع مساويًا لقوة مقسومة على كتلة جسم، مع الأخذ في الاعتبار الكتلة السالبة، فهذا يعني أيضًا تسارعًا عكسيًا: يمكنك أن تتخيل نفسك تدفع كأسًا على طاولة، وسوف يتسارع في الاتجاه المعاكس لقوة الدفع الخاصة بك. في حين أن هذا قد يبدو غريبًا بالنسبة لنا، فإن هذا لا يعني أنه مستحيل. أظهرت الأبحاث السابقة دليلاً على أن الكتلة السالبة يمكن أن توجد بالفعل في الكون، دون كسر أو انتهاك لــ النظرية النسبية العامة. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد العديد من الفيزيائيين أن الكتلة السالبة يمكن أن تكون مرتبطة بعناصر معينة اكتشفناها في الكون، مثل الطاقة السوداء أو المظلمة والثقوب السوداء والنجوم النيوترونية، وأن الأخيرة يمكن أن تساعدنا في فهم أفضل لهذه الظواهر.. لهذا السبب، حاول الفيزيائيون جاهدين إعادة تكوين الكتلة السالبة في المختبر، وهم موجودون وصل أخيرا. في الواقع، يدعي الباحثون في جامعة ولاية واشنطن أنهم تمكنوا من الحصول على سائل من الذرات شديدة البرودة التي تعمل كما لو كانت تمتلك كتلة سالبة. يقترح الفريق أيضًا أن استخدام هذا السائل سيسمح لنا بدراسة بعض الظواهر التي تحدث في الكون والتي لم نفهمها تمامًا بعد. يقول مايكل فوربس، أحد الباحثين: "الخبر السار الأول (مع هذا الاكتشاف) هو أن لدينا تحكمًا رائعًا في طبيعة هذه الكتلة السالبة، دون مزيد من التعقيدات". من أجل إنشاء هذا السائل الغريب، استخدم الفريق الليزر لتبريد ذرات الروبيديوم إلى جزء صغير من درجة فوق الصفر المطلق، مما أدى إلى تكوين ما يعرف باسم مكثف بوز-آينشتاين. في هذه الحالة، تتحرك الجسيمات ببطء شديد وتتبع مبادئ ميكانيكا الكموم، بدلاً من الفيزياء الكلاسيكية: هذا يعني أنها تبدأ في التصرف مثل الموجات، ولها موقع لا يمكن تحديده بدقة إلا عن طريق الاحتمالية بالإضافة إلى ذلك، تتصرف الجسيمات مثل سائل خالي من أي لزوجة، وتشكل ما يسمى السائل الفائق: والذي يتدفق بالتالي دون فقدان الطاقة في حالة الاحتكاك. بفضل الليزر، تمكن الفريق من الحفاظ على هذا السائل الفائق في درجات حرارة متجمدة، ولكن أيضًا حصره في مكان صغير على شكل وعاء، بقياس أقل من 100 ميكرون في القطر. بينما ظل السائل الفائق محتجزًا في هذا الفضاء، فقد احتفظ بكتلة منتظمة وعمل بشكل طبيعي. بعد ذلك، وباستخدام ليزرات إضافية، أخرج الفريق السائل الفائق: أجبروا الذرات على التحرك ذهابًا وإيابًا لتغيير دورانها، وكسر "الوعاء" والسماح للروبيديوم بالتحرك ذهابًا وإيابًا. استخرجه بسرعة بحيث تصرف كما لو كان لديه كتلة سالبة. "عندما تضغط عليه، يتسارع تراجعياً رأسًا على عقب. يقول فوربس، إنه مثل اصطدام الروبيديوم بجدار غير مرئي. الآن يقول الفريق إن الكتلة السائلة السالبة تطابق ويؤكد ما وجدته الفرق الأخرى في بحث مختلف. ومع ذلك، لا يزال يتعين تحديد ما إذا كان هذا السائل الفائق الكتلة السالب موثوقًا ودقيقًا بما يكفي ليكون قادرًا على اختباره بشكل فعال في المختبر. الآن علينا انتظار الفرق المستقلة الأخرى لتكرار نفس النتائج. نُشر البحث في مجلة Physical Review Letters. المصادر: خطابات المراجعة الفيزيائية.

الحوسبة الكمومية والنقل الكمومي الفوري الآني:

في السنوات الأخيرة، أصبحت الحوسبة الكمومية مجالًا نشطًا للبحث، بهدف إيجاد طريقة للتحكم الفعال في المعلومات الكمومية (الكيوبتات) وإدارتها ونقلها بحيث يمكن إجراء بعض الحسابات العادية والحسابات المعقدة وإنشاء شبكات اتصال بديلة وسريعة بعد تطوير الإنترنت الكموميun Internet quantique، من أجل السرعة والأمان الذي ستوفره للمستخدمين، حيث بات يعد مجالًا رئيسيًا للبحث بشكل خاص. ومؤخراً، نجح تعاون بين المؤسسات لأول مرة في تنفيذ نقل آني téléportation مستقر للكيوبتات على مسافة 22 كم. مثل هذه النتيجة واعدة للغاية بالنسبة للإنترنت الكمي في المستقبل، والتي تعد آلية النقل الآني الكمومي أحد العناصر الأساسية فيها. 

لقد نجح الفيزيائيون في إجراء النقل الكمي المستقر بعيد المدى بقيادة معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وهو تعاون بين مختبر فيرملاب Fermilab و AT&T وجامعة هارفارد ومختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا وجامعة كالغاري، أفاد المتحدث باسم فريق العلماء الذي قام بالتجربة بأنه نجح في إجراء النقل الآني للكيوبتات، وهي الوحدة الأساسية في معلومات كمومية، لمسافة أكثر من 22 كيلومترًا من الألياف في مقعدين للاختبار: شبكة كالتك كوانتوم وشبكة فيرميلاب الكمومية. على الرغم من أن التعاون كان يعلم أنه "حقق نتائج مهمة" في ربيع عام 2020، كما تقول الفيزيائية ماريا سبيروبولو، إلا أنهم امتنعوا عن مشاركة الأخبار، حتى بشكل غير رسمي على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى يتم نشر التقرير في دراسة كاملة هذا الأسبوع. "أردنا دفع حدود هذا النوع من البحث واتخاذ خطوات مهمة لتحقيق كل من تطبيقات العالم الحقيقي للاتصالات والشبكات الكمومية واختبار أفكار الفيزياء الأساسية. لذلك عندما فعلنا ذلك أخيرًا، كان الفريق سعيدًا وفخورًا جدًا لتحقيق هذه النتائج عالية الجودة. ويسعدنا جدًا أن نكون قادرين على الانتقال إلى المرحلة التالية، باستخدام الدراية والتقنيات الخاصة بهذا العمل نحو نشر الشبكات الكمومية "، كما يقول باناجيوتيس سبينتزوريس، مدير برنامج علوم الكم في فيرميلاب.

2102 كموم 3

رسم تخطيطي للبروتوكول التجريبي الذي يشمل أليس وبوب وتشارلي. © راجو فاليفارثي وآخرون.

 2020 يقول الباحثون أن تجربتهم تستخدم معدات "التوصيل والتشغيل" متوافقة ible مع كل من البنية التحتية للاتصالات وتقنيات الكموم الناشئة. النتائج "توفر أساسًا واقعيًا لإنترنت كمومي عالي الدقة مع أجهزة عملية"، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة PRX Quantum. النقل الآني للحالات الكمومية المتشابكة: أساس مستقبل الإنترنت الكمومي لا ينطوي النقل الآني الكمومي على النقل الفعلي للمادة، ولكنه يتضمن جسيمات متشابكة. هدفت الدراسة إلى النقل الآني لحالة الكيوبت، أو "البتات الكمومية"، وهي اللبنات الأساسية للحوسبة الكمومية. وفقًا للدراسة، أنشأ الباحثون ما هو أساسًا شبكة مدمجة من ثلاث نقاط: أليس وتشارلي وبوب. في هذه التجربة، ترسل أليس إلى تشارلي كيوبت. يمتلك بوب زوجًا من الكيوبتات المتشابكة ويرسل أيضًا كيوبت إلى تشارلي، حيث يتدخل في كيوبت أليس. يعرض تشارلي كيوبت أليس على حالة بيل الكموم المتشابكة التي تنقل حالة كيوبت أليس الأصلية إلى كيوبت بوب المتبقي. رسم بياني يوضح الدقة (الاستقرار في نقل الكيوبتات) لكل حالة كمومية منقولة آنيًا. © راجو فاليفارثي وآخرون. 2020 الاختراق ملحوظ لعدة أسباب. لقد ثبت أن العديد من العروض السابقة للانتقال الآني الكمومي غير مستقرة على مسافات طويلة. على سبيل المثال، في عام 2016، تمكن الباحثون في جامعة كالغاري من إجراء انتقال تخاطر كمومي على بعد ستة كيلومترات. لقد كان الرقم القياسي العالمي في ذلك الوقت واعتبر إنجازًا كبيرًا. الهدف النهائي هو إنشاء شبكات كمومية تستخدم التشابك والتراكب لزيادة سرعة الحوسبة وقوتها وأمانها وتفوقها بشكل كبير على أجهزة الكمبيوتر التقليدية. على سبيل المثال، لدى وزارة الطاقة الأمريكية خطة طموحة لبناء شبكة كمومية بين مختبراتها الوطنية. سيتأثر أي مجال يعتمد على أجهزة الكمبيوتر بإدراك هذه التقنية، على الرغم من أن الكثير من الإمكانات المستقبلية للشبكات الكميومة تدور حول التشفير وخوارزميات البحث والخدمات المالية والمحاكاة الكمومية التي يمكن أن تكون نماذجًا لظواهر معقدة. تم الحديث عن الحوسبة الكمومية لسنوات، وهذه الدراسة تقربنا من تحقيقها على نطاق عملي. الآن بعد أن أثبتت Fermilab و Caltech وشركاؤها هذه الخطوة الرئيسية نحو هذه الشبكات، يخطط الفريق لمواصلة تطوير تكنولوجيا المعلومات الكمومية من خلال بناء شبكة مترو، تسمى شبكة Illinois Express Quantum، حول شيكاغو. هناك العديد من الجبهات التي يجب أن نتقدم بها. كل من تطبيقات الاتصالات الكمومية وتقنيات الشبكات وفي النهوض بهندسة النظم. نحن نعمل بجد بالفعل على تطوير البنية والعمليات والبروتوكولات للشبكات الكمومية وتحسين مقاييس معينة، بما في ذلك معدل الاتصال ونطاقه، كما يستنتج Spentzouris سبينتزوري

المصادر: PRX Quantu

 

 

جواد بشارةإعداد وترجمة د. جواد بشارة


هناك العديد من الثورات التي قادها ألبرت أينشتاين والآخرون ... بعض الثورات بطيئة ولا تراق فيها الدماء. بين عامي 1925 و1935، خضعت الفيزياء لمثل إحدى هذه الثورات، وكانت ثورة سلمية اهتمت بعالم الأفكار وحده: أدرك الفيزيائيون بعد ذلك أن الذرات، هذه الحبيبات الصغيرة من المادة المكتشفة قبل بضع سنوات، لا تمتثل للقوانين الفيزيائية الكلاسيكية. كان علينا ابتكار أشياء جديدة، ونظريات جديدة، وكان علينا التفكير بشكل مختلف في المادة. كان عقداً من الفورة الإبداعية، والجرأة، والعذاب، وعقد خارق من الزمن، يكفي لعدد صغير منهم، وكلهم شباب آنذاك، لتأسيس واحدة من أجمل التركيبات الفكرية في كل العصور ألا وهي: فيزياء الكموم، تلك الخاصة باللامتناهي في الصغر، والتي لا تزال الفيزياء الحالية مبنية عليها. يشترك هؤلاء الرجال، الأصليون، والمثابرون، والمحبوبون، وأحيانًا المثيرون للشفقة، في أن يكونوا عباقرة، كلٌ على طريقته. كانوا منتشرين في جميع أنحاء أوروبا، في كامبريدج، وكوبنهاغن، وغوتنغن، وفيينا، وزيورخ أو روما، وكانوا يعرفون بعضهم البعض جيدًا، ويجتمعون بانتظام، ويكتبون لبعضهم البعض كثيرًا. تداولوا أعمالهم بين بعضهم البعض، مما أثار إعجاب البعض، وانتقاد البعض الآخر، حتى شكلوا صرحًا رسميًا متماسكًا. لقد قرأ هؤلاء الرجال أيضًا الفلاسفة العظماء، وذهبوا إلى حد استخلاص جزء من إلهامهم من أعمالهم. بسبب نوع من الحمى الجماعية، فكروا وعملوا بضراوة، ولكن بدون وسيلة تقنية متقدمة، لأنهم كانوا باليد أو بواسطة المسطرة يقومون بإجراء حساباتهم، وبواسطة الحروف أو البطاقات البريدية التي يتبادلونها فيما بينهم، في القطارات سافروا عبر أوروبا، وفي القوارب عبروا المحيط. ويرغب هذا المقال في الإشادة ببعض هؤلاء الرجال المميزين: جورج غامو، وألبرت أينشتاين، وبول ديراك، وإيتوري ماجورانا، وولفغانغ باولي، وبول إهرنفست وإروين شرودنغر. خلال العشرينيات من القرن الماضي، خضعت الفيزياء لمثل هذه الثورة، وهي ثورة سلمية اهتمت بعالم الأفكار وحده: أدرك الفيزيائيون بعد ذلك أن الذرات، تلك الحبيبات الصغيرة من المادة التي اكتُشفت قبل بضع سنوات، ليست كذلك. أشياء عادية. سلوكها لا يطيع قوانين الفيزياء المعتادة، كان من الضروري الكشف عن قوانين جديدة. أجبر هذا المسعى العلماء على التخلي، في بعض الأحيان في حالة من الألم، وغالبًا في حالة سكر، عن بعض المبادئ الأكثر عمقًا في الفيزياء الكلاسيكية. ثم تم تحدي العقائد اللامعة لأول مرة. في غضون بضع سنوات، أصبح العالم غير معروف. وفيزياء الذرة قلب رأساً على عقب، إذن ماذا يوجد بين النواة والإلكترونات؟ لا شيء سوى الفراغ، لا شيء سوى الفضاء. ولكن إذا كان هناك فراغ داخل الذرة نفسها، فذلك لأن الذرة ليست ممتلئة، على عكس تصور القدماء. ثانيًا، تحطيم مسلمة تقول إن الذرات ليست غير قابلة للتجزئة ولا يمكن تحفيزها. فيمكنك تقطيعها إلى أجزاء، بالمعنى الحقيقي للكلمة. على سبيل المثال، عن طريق تسخينها أو إشعالها، يمكننا تمزيق إلكترون واحد أو أكثر. في نهاية هذا التقشير المحيطي، تصبح الذرات "الأيونات"، ناقلات شحنة كهربائية. أخيرًا، أثبت عمل هنري بيكريل وماري كوري، الذي تم تنفيذه في نهاية القرن التاسع عشر، أنه إذا كانت معظم الذرات الموجودة على الأرض غير متماسكة على هذا النحو (تُركت لنفسها، فستحتفظ دائمًا بمظهرها)، والبعض الآخر ليس كذلك. هذه هي الذرات "المشعة": يأتي اليوم الذي تتحول فيه إلى ذرات أخرى، تنبعث منها أنواع مختلفة من الإشعاع. ثم يغيرون شخصيتهم النووية وبدلتهم الكيميائية. وتحقيق عمليات الانفلاق النووي والاندماج النوو. لفهم كل هذه الظواهر ودمجها في نظرية متماسكة، كان من الضروري وجود فيزياء ثورية: فيزياء الكموم. تم اختراع مفاهيم جديدة جذريًا قادت الفيزيائيين إلى التفكير بشكل مختلف في المادة. كانت مرحلة بحث دؤوب وفوق كل شيء العمل المكثف كافياً لعدد صغير منهم، جميعهم من الشباب الغربيين ومن بينهم روس، لتأسيس واحدة من أجمل الهياكل الفكرية في كل العصور. واجه هؤلاء الرجال الأصليون، المصممون، المهاجمون، مشاكل جديدة تمامًا، وحلوا ما يحق لنا أن نطلق عليه الألغاز الحقيقية. كان العامل المشترك بينهم أنهم كانوا، كل على طريقته، عباقرة، قد تغازلوا بجائزة نوبل أو حصلوا عليها، ولا سيما أنهم ساهموا في جعل سنوات 1925-1935 العقد الإعجازي للفيزياء. كانوا منتشرين في جميع أنحاء أوروبا، كانوا يلتقون بانتظام، لا سيما في بروكسل، في مؤتمرات سولفاي التي يمولها وينظمها رجل صناعي بلجيكي حقق ثروة في الصناعة، غالبًا ما كتبوا لبعضهم البعض، وشكلوا مجموعة صغيرة شبكة فعالة بشكل رهيب. حتى شكلوا صرحًا رسميًا متماسكًا. ولكن لكي يصبح هذا الصرح النظري عمليًا، فقد تطلب أيضًا عملًا في التفسير، كان لديهم أسوأ الصعوبات التي يتعين عليهم القيام بها. نشأت أسئلة جديدة: كيف نفهم الشكلية؟ ما هي قواعد استخدام هذه المفاهيم؟ ما هي الحالة التي يجب منحها بالصدفة والتي تتدخل في تحديد النتائج؟ ما أنواع الخطاب عن الواقع التي تسمح بها فيزياء الكموم؟ يظل هذا الاضطراب الفكري حاضرًا في كل مكان في تاريخ الفيزياء، ولا شك أنه سيظل كذلك، لذا فإن الكثير من أساليب العمل وبعض الأسئلة تنتمي إلى هذه الفترة. كان الآباء المؤسسون لفيزياء الكموم قد قرأوا الفلسفات العظيمة، وذهبوا إلى حد استخلاص جزء من إلهامهم من أعمالهم. لقد اخترنا تكريس المقال للتعريف بالفيزيائيين النظريين المعروفين قليلاً للجمهور، أو لأولئك المعروفين جيدًا. سبعة رجال فريدون، سبعة علماء استثنائيين. كان جورج غامو، وهو زميل مرح من أصل روسي، واحدًا من أعظم المنظرين للفيزياء النووية ونظرية الانفجار العظيم الحالية، ولكنه أيضًا مؤلف مشهور لا مثيل له. ألبرت أينشتاين، نحن نتخيله بسهولة يعمل في تجريد خالص، منعزل، مرتبط حصريًا بإعادة التفكير في أسس الفيزياء ذاتها، لكن هل اخترع النسبية إذا لم يكن مهندسًا في المكتب الفيدرالي للملكية الفكرية لبرن؟ كتب بول ديراك، الفيزيائي البريطاني، المشهور بإيجازه ومحبته بالجمال الرياضياتي، في عام 1928 المعادلة التي سمحت له بالتنبؤ بوجود المادة المضادة. ولد إيتوري ماجورانا في عائلة صقلية مرموقة، واقترح نظرية الجسيمات الأولية التي، بعد سبعين عامًا، لا تزال تثير إعجاب علماء الفيزياء؛ ظهر بشكل غامض في سن الحادية والثلاثين دون العثور على أي أثر له. قام ولفغانغ باولي في فيينا بأعمال تنبؤية وتصور وجود جسيم جديد، وهو النيوترينو، والذي تم إثباته بعد خمسة وعشرين عامًا؛ إلى جانب نشاطه الجامعي، أجرى تحليلًا واستكشف الفيزياء بوسائل أخرى لمدة ثلاثين عامًا، وفسر أحلامه مع كارل جوستاف يونغ. قدم بول إرينفيست، أقرب أصدقاء ألبرت أينشتاين، مساهمات كبيرة في الديناميكا الحرارية وتفوق في خلق روابط بين أعظم علماء الفيزياء، في إثارة الاجتماعات، لكن إحساسه النقدي ومزاجه الكئيب دفعه إلى الانتحار. لم يكن النمساوي إروين شرودنغر الفيلسوف الأكثر تميزاً من الجميع فحسب، بل كان أيضًا عاشقًا عظيمًا، ورجلًا تستهويه النساء اللواتي حملن منه، أثناء هروبه في غريسون مع عشيقة شابة، ابتدع المعادلة التي تتحكم في سلوك الإلكترونات داخل الذرات. يستدعي استحضار مثل هؤلاء الرجال لقاء آخرين، أو شخصيات بارزة حافظ الفيزيائيون لدينا على علاقات وثيقة معهم، أو الذين كانوا حاضرين بقوة في لقاءات حاسمة: نيلز بور، فيرنر هايزنبرغ، إنريكو فيرمي، ماكس بورن، لويس دي برولي وأرنولد سومرفيلد، على سبيل المثال لا الحصر. بالطبع سنهتم باكتشافات هؤلاء الفيزيائيين ونظرياتهم، ولكن ليس فقط. بسبب البوصلة الداخلية لهؤلاء الرجال، فإن ميولهم الشخصية أثرت بعمق على مسارهم العلمي. إن أي عملية اختراع تعتمد أيضًا على الخيال، وتقوم على الحدس، وعلى الاستعارات أو المقارنات التي تشكل، بالتوازي مع المفاهيم والتصريحات، مثل "شاعرية" العلم في عملية التطور. يمكن أن يؤدي انحناء المزاج وقوة القناعة والهوس بالسؤال إلى الاكتشاف، بل يؤدي أحيانًا إلى ذلك. ألبرت أينشتاين، ربما لم يلتزم بهذا النهج. في عام 1947 عندما بدأ مع البعض ممانعة لكتابة نوع من السيرة الذاتية، لقد صنع هذا ملاحظة: "الشيء الأساسي في وجود رجل من نوعي يكمن فيما يفكر فيه وكيف يفكر، وليس فيما يفعله أو يعاني منه". كما لو، في أمور العلم، يجب أن تأخذ الذاتية دائمًا مقعدًا خلفيًا. لا نقول لبعضنا البعض، نحن لسنا على الانسجام. لذلك سيكون من الأفضل الفصل بين الفكر والحياة، بقدر ما يكون الأمر واضح وحساس، لأنه سيكون هناك روح هنا وهناك جسد ... لكن "التقسيم الذي ينصب ضده المفكرون من جميع الرتب. لا يوجد شيء مانع لتسرب الماء في فيضانات الحياة "، كما عبرت فرانسواز بالبار بحق. تصبح الثقافة العلمية مرغوبة إذا لم تذكر فقط المبادئ والمعادلات والنتائج ولكنها تسمح لنا بفهم المشاعر الفردية التي أرادتها وفكرتها وخلقتها.

شظايا طاقة هي أصل المادة حسب نظرية فيزيائية جديدة:

لقرون عديدة، سعى الفيزيائيون لكشف أسرار المادة. من الإغريق القدامى إلى نيوتن إلى أينشتاين وماكسويل، حاول هؤلاء العلماء المشهورون تحديد أهم المكونات الأساسية للمادة من حولنا. في ميكانيكا الكموم، قدمت نظرية ازدواجية الموجة والجسيم بعض الإجابات على هذا السؤال. مع ظهور نظرية المجال الكمومي، والنموذج القياسي أو المعياري، ونظرية الأوتار الفائقة، تم اقتراح العديد من العناصر الأساسية. ومؤخراً، اقترح اثنان من علماء الفيزياء النظرية فرضية أخرى تقول: يمكن أن تتكون المادة أساسًا من أجزاء من الطاقة. منذ حوالي 300 عام، قدم إسحاق نيوتن فكرة أن كل المادة توجد في نقاط تسمى الجسيمات. بعد مائة وخمسين عامًا، قدم جيمس كلارك ماكسويل الموجة الكهرومغناطيسية. كان الجسيم بمثابة اللبنة الأساسية للميكانيكا والموجة للكهرومغناطيسية - وقد ركز العلم على الجسيم والموجة باعتبارهما لبنات بناء المادة. أصبحت الجسيمات والموجات معًا اللبنات الأساسية لكل أنواع المادة. كان هذا تحسينًا كبيرًا مقارنة بالعناصر الخمسة لليونانيين القدماء – الماء والهواء والتراب والنار، لكنه كان لا يزال غير كامل.

 في سلسلة مشهورة من التجارب، تُعرف باسم تجارب الشق المزدوج، يعمل الضوء أحيانًا كجسيم وفي أوقات أخرى مثل الموجة.

 وبينما تسمح نظريات ورياضيات الموجات والجسيمات للعلماء بعمل تنبؤات دقيقة بشكل لا يصدق حول الكون، فإن القواعد تتفكك على المقاييس الأكبر والأصغر. اقترح أينشتاين حلاً في نظريته عن النسبية العامة. باستخدام الأدوات الرياضياتية التي كان يمتلكها في ذلك الوقت، كان أينشتاين قادرًا على شرح ظواهر فيزيائية معينة بشكل أفضل وأيضًا حل مفارقة طويلة الأمد تتعلق بالقصور الذاتي والجاذبية. ولكن بدلاً من تعزيز الجسيمات أو الأمواج، قام بإزالتها باقتراح تشويه المكان والزمان. آلية تكمن وراء ازدواجية الموجة والجسيم باستخدام أدوات رياضياتية جديدة، اقترح مؤلفو المقال في مجلة Physics Essays نظرية جديدة يمكنها وصف الكون بدقة. بدلاً من تأسيس النظرية على تشوه المكان والزمان، اعتبروا أنه قد يكون هناك لبنة أساسية أكثر من الجسيم والموجة. يدرك العلماء أن الجسيمات والأمواج متضادات وجودية: الجسيم هو مصدر مادة موجود في نقطة واحدة، والموجات موجودة في كل مكان باستثناء النقاط التي تخلقها. ومع ذلك، بدأ الفيزيائيان بالفرضية التالية: يجب أن تكون هناك آلية أساسية تربط هذين التمثيلين الماديين، إنها شظايا الطاقة: فهي أساس المادة. تبدأ النظرية بفكرة أساسية جديدة: "تدور" الطاقة دائمًا عبر مناطق الزمكان. فكر في الطاقة على أنها تتكون من خطوط تملأ منطقة من المكان والزمان، وتتحرك داخل تلك المنطقة وخارجها، ولا تبدأ أبدًا، ولا تنتهي أبدًا، ولا تتقاطع أبدًا. بدءًا من فكرة كون خطوط طاقة السوائل، بحث المؤلفون عن عنصر مكون واحد للطاقة المتحركة. من خلال العثور على مثل هذا الشيء وتعريفه، كانوا يأملون أن يكونوا قادرين على استخدامه لعمل تنبؤات دقيقة حول الكون على نطاق كبير وصغير. كان هناك العديد من اللبنات الأساسية للاختيار من بينها لبنات رياضياتية، لكن الفيزيائيين بحثوا عن واحدة لها خصائص الجسيم والموجة - مركزة مثل الجسيم ولكنها أيضًا موزعة في الزمكان مثل الموجة. العنصر المختار هو لبنة بناء تشبه تركيز الطاقة بأعلى طاقة في المركز، والتي تتناقص أكثر فأكثر عن المركز. اكتشف المؤلفون أنه لا يوجد سوى عدد محدود من الطرق لوصف تدفق تركيز الطاقة. من بين هؤلاء، عمل واحد فقط وفقًا للتعريف الرياضياتي للتدفق. أطلقوا عليه اسم جزء الطاقة. يتم تعريف هذا العنصر على أنه A = -/r، حيث هي الكثافة و r هي دالة المسافة. باستخدام جزء الطاقة باعتباره اللبنة الأساسية للمادة، طور الباحثون الرياضيات اللازمة لحل المشكلات في الفيزياء. كانت الخطوة الأخيرة هي اختبار هذه الآلية الجديدة. فرضية متوافقة مع تنبؤات النسبية العامة. منذ أكثر من 100 عام، تحولت تنبؤات أينشتاين إلى قسمين: مشاكل الضوء أثناء مروره أمام الشمس. كانت هذه القضايا في طرفي طيف الحجم. لا نظريات الموجات ولا نظريات جسيمات المادة تستطيع حلها، لكن النسبية العامة فعلت ذلك. تعترف نظرية النسبية العامة بتشوه الزمكان لشرح إزاحة مسار عطارد وانحناء الضوء بالنسب الدقيقة التي تحددها الملاحظات الفلكية. إذا كان للنظرية الجديدة فرصة لاستبدال الجسيم والموجة بجزء أساسي أكثر فاعلية، فيجب أن تكون قادرة أيضًا على حل هذه المشكلات. بالنسبة لمشكلة مدار عطارد، صاغ المؤلفون الشمس على أنها جزء ضخم ثابت من الطاقة وعطارد على أنه جزء صغير من الطاقة، ولكن لا يزال كبيرًا جدًا، وبطيء. بالنسبة لمشكلة انحناء الضوء، تم تصميم نموذج للشمس بنفس الطريقة، ولكن تم تشكيل الفوتون على أنه جزء صغير من الطاقة يتحرك بسرعة الضوء. في كلتا المشكلتين، قام الباحثون بحساب مسارات الأجزاء المتحركة وحصلوا على نفس الإجابات التي قدمتها النظرية العامة للنسبية.

نهاية الكون المفترضة:

نهاية الكون المرئي الجميل، الكبير الشاسع، والمخيف. من المؤكد أن علماء الكون والفيزياء. ولعقود من الزمان قاموا بتفصيل نظرية الانفجار العظيم، بدأنا نتساءل كيف ستنتهي القصة التي يرويها هؤلاء المتخصصون عن الكون، وخاصة كيف ستبدو نهايته. يبدو الأمر بديهيًا وغامضًا لدرجة أنه يتطلب شجاعة فكرية وخلفية رياضياتية فيزيائية صلبة للمغامرة في الخوض في هذا الموضوع ... لكن البعض فعل ذلك. يجب أن نتذكر منذ البداية أنه لا علاقة لنهاية الكون المرئي بنهاية العالم التي قدمتها الأديان الكتابية السماوية واليهودية أو المسيحية أو الإسلام. هنا، نحن نتعامل مع أحدث العلوم، علم المادة والفضاء والزمان. في ذروة شكسبير مسرحية العاصفة الفصل الرابع، ألا يشعر بروسبيرو بأننا نحن البشر "مخلوقون من الأشياء التي تُنسج منها الأحلام، وحياتنا الصغيرة يكتنفها الغموض"؟ مفتاح جديد للنهاية العظيمة نبدأ في التفكير في المستقبل العظيم لسيرورة التسامي في الكون. أو قفزة مذهلة، مع ولادة عالم جديد تمامًا. مع العلم، نحن، غبار النجوم، لدينا حلم ... بفضل الفحص الدقيق للتفاعلات في التفاعل في الكون، يمكن الكشف عن المستقبل لعلماء الفيزياء الفلكية، الذين يجمعون كل معارفهم حول ما يحكم الجسيمات، المجرات والنجوم. تفحص قلوب البعض منهم، وأحيانا الأغرب. ها هي هذه الأقزام السوداء التي أخرجها للتو عالم فيزيائي جريء من إلينوي (الولايات المتحدة) من معادلاته. هذه النجوم غير المرئية، صغيرة مثل الأرض وثقيلة مثل الشمس، هل ستكون مفتاحًا جديدًا للنهاية العظيمة؟ معهم، وعد بعرض مذهل للألعاب النارية التي ستضيء"السماء المظلمة" هل سيتحول الحلم إلى قصة مثيرة؟ دعونا نقطعها. هنا، هو بحث مفصل حول تطور المكونات الأساسية، المادة، المكان والزمان، بغرابة متعددة لم يتم حلها. كما أوضحت عالمة الفيزياء الفلكية الأمريكية كاتي ماك، مؤلفة كتاب "نهاية كل شيء". يمكن أن تساعدنا صياغة سيناريوهات لمستقبل الكون على فهم أفضل لما لا زلنا لا نفهمه. وهكذا، فإن المادة المظلمة التي لا يمكن العثور عليها تسمح لمجرات مثل مجرتنا بالدوران دون أن تتحطم تحت تأثير قوة الطرد المركزي. أو الطاقة المظلمة التي تتسبب في تمدد المادة في الزمكان بطريقة متسارعة. هل يذهب الأمر إلى حد جعل كوننا محرومًا من كل النجوم؟كما ورد في بحث بعنوان "السماء المظلمة" لجين فيليب أوزان. لحسن الحظ، هناك أخبار جيدة للنهاية. مهما كان السيناريو، مهما كان المشهد المسرحي، أو الانهيار الكبير،أو الإنكماش الكبير، أو التجمد الكبير، أو التمزق الكبير، فسيكون الفعل بعيدًا جدًا عندما ينزل الستار. هل يمكنك تخيل رقم 1 متبوعًا بـ 32000 صفر للتريليون تريليون ... سنة في الأفق؟

المرآة الكونية العاكسة:

2099 المرآة الكونية العاكسة 1

 تمكن الباحثون من "العودة بالزمن إلى الوراء" إلى شعاع من الضوء مصنف تحت: الفيزياء، الضوء، السفر عبر الزمن.

تمكن الباحثون من "العودة بالزمن إلى الوراء" بموجة ضوئية في هذه التجربة، طبق الباحثون مفهوم "مرآة الزمن" على الضوء، بجعله يعود في مساره من حالته النهائية إلى مصدره. نجح فريق من علماء الفيزياء مؤخرًا من تحقيق إنجاز مذهل. بينما نجح الباحثون بالفعل في "إعادة الزمن إلى الوراء" لجميع أنواع الموجات، تعالج هذه الدراسة الجديدة مشكلة أكثر صعوبة: الضوء. قبل أن نبدأ، دعنا نوضح شيئًا واحدًا: لن يكون الأمر هنا يتعلق بالصعود إلى آلة هــــــ جي ويلز من أجل العودة بالزمن إلى الوراء مع المخاطرة بحياتنا، بل بالأحرى استعادة خيط حدث من حالتها النهائية. دعونا نحدد. تخيل أنك تسقط إطارًا على شكل نجمة في حوض سباحة. في لحظة التلامس بين الجسم والماء، يحدث اضطراب وتنتشر الموجة الناتجة باتجاه خارج الحوض لتصل إلى جدرانه، تمامًا كما ستضرب الأمواج الناتجة عن مرور القارب بشكل دوري مقابل الشاطئ. تخيل الآن أن حواف حوض السباحة قادرة على تسجيل هذه التموجات ثم إعادة إنتاجها في الاتجاه المعاكس، لإعادة مسارها إلى حالتها الأولية. هذا هو بالضبط ما تمكن فريق من الباحثين من تحقيقه في عام 2016، وكانت النتائج مذهلة. تحت تأثير الجدران المتحركة لحمام السباحة، تتشكل الأمواج وتلتقي في وسط المسبح، لتعيد تكوين النمط الذي أصاب السطح في البداية! تم إجراء هذه التجربة عام 2016 بواسطة Bacot et   al.  يظهر الشكل كيف يدير الحوض إعادة إنتاج الموجات المنبعثة من سقوط شكل (برج إيفل) في الماء، مما يسمح لهم بإعادة التركيز على نقطتهم الأولية. © Bacot et al. "مرآة زمنية" تم تطبيق مفهوم "مرآة الزمن" هذا أيضًا على الموجات الصوتية أو الكهرومغناطيسية، لكن تتبع موجات الضوء أكثر صعوبة. في حين أن الموجات الدقيقة المستخدمة في التجارب الأخرى بطيئة بدرجة كافية ليتم قياسها وإعادة إنتاجها بدقة، لا يمكن قول الشيء نفسه عن الضوء المرئي، الذي يكون تردده الاهتزازي أعلى بكثير، مما يجعله أكثر عرضة للاضطراب.. حيث تتمكن موجات الراديو التي تستخدمها الأقمار الصناعية من المرور بسهولة عبر السحب دون تغيير ملحوظ، يتشتت الضوء. من المستحيل مراقبة الشمس المستديرة المثالية من خلال الركام: ستكون أشعتها قد تبددت بفعل القطرات التي تشكل السحابة. هذا هو السبب في أن الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة Nature Communications مثيرة للإعجاب! يوضح الفيزيائي ميكايل مونيكس: "تخيل إرسال نبضة ضوئية قصيرة من نقطة صغيرة، عبر مادة مشتتة، مثل الضباب". يبدأ الضوء من نقطة واحدة في المكان والزمان، لكنه يتشتت عندما يمر عبر الضباب ويصل إلى الجانب الآخر في أماكن مختلفة وفي أوقات مختلفة. لقد وجدنا طريقة للقياس الدقيق لمكان دخول كل هذا الضوء المبعثر ومتى، ثم إنشاء نسخة "معكوسة" من ذلك الضوء، لإرساله مرة أخرى عبر الضباب [في حالته الأولية إلى نقطته الأولية]. " ما هي النقطة ؟ التظاهرة جميلة لكن البعض لن يتوانى عن الرد بقولهم "طيب وماذا في ذلك؟" وهكذا، فإن البحث الأساسي هو، من ناحية، مرحلة حاسمة في البحث التطبيقي. إذا لم يدرس المرء ظاهرة ما في المقام الأول، مهما بدت غير ضارة، فليس أمامه سوى فرصة ضئيلة لاكتشاف الخصائص أو التطبيقات المذهلة التي يمكن أن تؤويها. من ناحية أخرى، يؤكد المؤلف المشارك نيك فونتين: "إن القدرة على التحكم في انبعاث الضوء بأكبر قدر ممكن من الدقة أمر مهم جدًا للعديد من التطبيقات، من التصوير إلى محاصرة الكائنات بالضوء، بما في ذلك إنشاء أشعة ليزر شديدة الكثافة. وبالتالي، فإن العمل الذي أنتجه Mounaix وزملاؤه سيقدم بالفعل طرقًا مهمة للاستكشاف في العديد من المجالات: الفحص المجهري غير الخطي، والتصنيع الدقيق، والبصريات الكمومية، والحبس البصري، و nanophotonics، و plasmonics، والتضخيم البصري، إلخ

هل يمكن لعلم الحاسوب الكمومي أن يحل لغز المغناطيسية؟

2099 المرآة الكونية العاكسة 2

 هل تستطيع الحوسبة الكمومية حل ألغاز المغناطيسية؟ وفقًا لفريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أظهرت الذرات التي تم تبريدها إلى درجات حرارة متجمدة وتعرضت لمجال مغناطيسي أنماط سلوك مثيرة للاهتمام. وهذه محاولة تبشر بالخير للحوسبة الكمومية والبحث بشكل عام. بقلم دافني ليبرنس رينغيه لا يزال سلوك الذرات التي تدور في مجال مغناطيسي أمرًا غير معروف للوسط العلمي. ومع ذلك، ألقت دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ضوءًا جديدًا على القوانين الغامضة التي تحكم أصغر الجسيمات، والتي يمكن أن تمهد الطريق لمزيد من التطورات في تصميم الأجهزة الكمومية بناءً على ما يسميه العلماء "الدوران الذري". ". قام فريق البحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بتعريض ذرات الليثيوم الدوارة لقوى مغناطيسية متفاوتة الشدة من أجل مراقبة التفاعل الفردي والجماعي للجسيمات الكمومية. في كل سيناريو، واجهوا تصميماً مدهشاً للذرات، يكشف عن تنوع غير متوقع في السلوك في مادة مغناطيسية معروفة جيداً وتمت دراستها مراراً وتكراراً. الدوران، مثل الكتلة أو الشحنة، هو خاصية جوهرية للذرات: تدور الجسيمات حول محور في اتجاه عقارب الساعة (غالبًا ما توصف بأنها "لأسفل") أو عكس اتجاه عقارب الساعة. في اتجاه عقارب الساعة ("لأعلى"). اعتمادًا على دورانها، يمكن للذرات أن تتفاعل مع المجالات المغناطيسية بطرق مختلفة، على سبيل المثال عن طريق المحاذاة مع ذرات أخرى في نمط معين. على شكل باليه مغناطيسي. يمكن أن يصل دوران العديد من الذرات المتجمعة في مادة مغناطيسية والمعرضة لمجال مغناطيسي إما إلى حالة من التوازن، حيث يتم محاذاة جميع دوران الذرات، أو اعتماد سلوك ديناميكي يؤدي فيه دوران العديد من الذرات إلى إنشاء النمط. المموج. ركز فريق البحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على كيفية تطور الذرات من سلوكها الديناميكي إلى حالة من التوازن. اكتشفت أن القوة المغناطيسية التي تتعرض لها الذرات تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد سلوك الجسيمات. تؤدي بعض المغناطيسات إلى ما يسمى بالسلوك "الباليستي"، عندما تعود الدورات الذرية بسرعة إلى التوازن، بينما يظهر البعض الآخر "سلوكًا منتشرًا"، مع عودة الجسيمات إلى التوازن بشكل أبطأ بكثير. يقول ولفجانغ كيترل، أستاذ الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ورئيس فريق البحث في الجامعة الأمريكية المرموقة: "من خلال دراسة واحدة من أبسط المواد المغناطيسية، طورنا فهمنا للمغناطيسية". "عندما تجد ظواهر جديدة في أحد أبسط نماذج فيزياء المغناطيسية، عندها يكون لديك فرصة لوصفها وفهمها تمامًا. هذا ما يخرجني من السرير في الصباح ويثيرني بحيث أتحدى البرد لدراسة هذه الظاهرة، قام فريق Wolfgang Ketterle  بتخفيض ذرات الليثيوم إلى درجات حرارة أكثر برودة بعشر مرات من تلك الموجودة في الفضاء بين النجوم، مما أدى إلى تجميد الجسيمات، وجعلها تقريبًا في حالة توقف تام، مما يتيح سهولة الملاحظة. باستخدام الليزر كنوع من الملاقط، أمسك العلماء الذرات ورتبوها في سلاسل من الخرز. مع 1000 سلسلة، كل منها يتكون من 40 ذرة، أنشأ الفريق شبكة ذرات شديدة البرودة من 40.000 ذرة. ثم تم تطبيق قوى مغناطيسية نبضية ذات شدة متفاوتة على الشبكة، مما تسبب في دوران كل ذرة على طول الخيط، مثل الموجة. تمكن الباحثون من تصوير أنماط الموجات هذه على كاشف، ولاحظوا كيف تغيرت الذرات تدريجيًا من السلوك الديناميكي إلى التوازن، اعتمادًا على طبيعة المجال المغناطيسي الذي تعرضت له. يوضح Wolfgang Ketterle أن العملية تشبه نقر أوتار الجيتار: العزف على الأوتار يخرجها من حالتها المتوازنة. يسمح هذا للعلماء بمراقبة ما يحدث قبل عودتهم إلى حالتهم الأصلية. "ما نفعله هنا هو أننا نقطف الأوتار. نحن نقدم نموذج المروحة هذا، ثم نلاحظ كيف يتصرف هذا النموذج كدالة للزمن "، يؤكد الباحث. "يسمح لنا برؤية تأثير القوى المغناطيسية المختلفة بين الدورات. " اختراق للحوسبة الكمومية؟ على الرغم من أن بعض هذه السلوكيات قد تم التنبؤ بها نظريًا في الماضي، لم يتم ملاحظة أنماط الدوران الذري بالتفصيل حتى الآن. ومع ذلك، فإننا نرى أن هذه النماذج يتوافق مع نموذج رياضياتي موجود، يسمى نموذج هايزنبرغ، شائع الاستخدام للتنبؤ بالسلوك المغناطيسي. بالتعاون مع فريق من علماء جامعة هارفارد، تمكن باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من حساب ديناميكيات هذا الدوران. وبالتالي، فإن النتائج ليست مفيدة فقط لتطوير المعرفة بالمغناطيسية على المستوى الأساسي، ولكنها يمكن أن تكون أيضًا بمثابة نموذج لجهاز يمكنه التنبؤ بخصائص وسلوكيات المواد الجديدة على المستوى الكمومي. "مع كل الإثارة اليوم حول وعد علم المعلومات الكمومي بحل المشاكل العملية في المستقبل، إنه لأمر رائع أن نرى عملًا كهذا يؤتي ثماره اليوم،" يقول بحماس جون. جيلاسبي، مدير برنامج في قسم الفيزياء في مؤسسة العلوم الوطنية، أحد ممولي هذه الدراسة. وفقًا للباحثين، فإن الفهم الأفضل للجسيمات الكمومية يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تصميم تقنيات جديدة مثل الأجهزة السينية. على عكس الإلكترونيات التي تسخر تدفق الإلكترونات، فإن الإلكترونيات السينية تسخر دوران الجسيمات الكمومية لنقل المعلومات ومعالجتها وتخزينها. لذلك فهي واعدة للحوسبة الكمومية، حيث سيشكل دوران الجسيمات القليل من المعلومات الكمومية

. المصدر: ZDNet.com

أول إشارة ذكية من كوكب من خارج نظامنا الشمسي:

هل هذه هي أول إشارة راديو تم الكشف عنها من كوكب خارج المجموعة الشمسية؟ سجل الباحثون في جامعة كورنيل (الولايات المتحدة) بالتعاون مع ريان ماكدونالد، من معهد كارل ساغان، أول إشارة راديو من كوكب خارج المجموعة الشمسية ما يشبه إشارة الراديو قادمة من كوكب خارج المجموعة الشمسية يقع على بعد حوالي 50 سنة ضوئية من أرضنا، تاو بوتيس أب. يخبرننا التوقيع عن مجاله المغناطيسي. الوعد بالحصول على أداة جديدة الآن لدراسة الكواكب خارج نظامنا الشمسي. لكن دعونا لا نتحمس. لا يوجد شك هنا في رسالة بعثتها حضارة خارج كوكب الأرض. ما عليك سوى إثبات أن هذا الكوكب الخارجي يحتوي على مجال مغناطيسي. وهذا بالفعل مثيرل كوكبة بوفييه، كل هواة علم الفلك يعرفون ذلك. ومن هذا الاتجاه من السماء سجل الباحثون في جامعة كورنيل للتو إشارة راديو. بشكل أكثر تحديدًا نظام Tau Bootis. نظام ثنائي يتكون من قزم أحمر وعملاق أصفر-أبيض، Tau Bootis Aa. كوكب خارجي ساخن من نوع المشتري يدور حول الأخير. وقال الباحث جيك تورنر في بيان "نحن ندافع عن احتمال صدور الإشارة الراديوية من قبل الكوكب نفسه. أعيد إطلاق الفرضية "إذا تم تأكيد الرؤية، فإن هذا الكشف اللاسلكي يفتح نافذة جديدة للبحث، مما يمنحنا طريقة جديدة لدراسة عوالم غريبة تبعد عنا بعشرات السنين الضوئية،" يضيف راي جاياواردانا، عالم الفلك. لأنه حتى ذلك الحين، حتى لو اكتشف الباحثون بالفعل أكثر من 4000 كوكب خارجي خارج مجموعتنا الشمسية، فإنهم لم يكونوا قادرين على التقاط بصمة مجالهم المغناطيسي. في هذه الأثناء، فوق رؤوسنا، دخلت الشمس دورة نشاط أكثر كثافة مما كان متوقعًا. هذا لأن علماء الفلك يعرفون أن الكواكب التي لها مجال مغناطيسي تصدر بشكل طبيعي إشارات راديو. عندما تعلق الجسيمات المنبعثة من نجمها المضيف في هذا المجال المغناطيسي. بالنسبة للأرض والكواكب الأخرى في النظام الشمسي، تمكن الباحثون من تسجيل هذه الإشارات. لكن لم يحدث بعد بالنسبة إلى كوكب خارج المجموعة الشمسية. في انطباع هذا الفنان، كوكب خارج المجموعة الشمسية Tau Bootis Ab ونجمه المضيف. تمثل الخطوط المجال المغناطيسي الذي يحمي كوكب المشتري الساخن من الرياح النجمية.

2099 المرآة الكونية العاكسة 3

© جاك مادن، جامعة كورنيل في انطباع هذا الفنان، كوكب خارج

تمثل الخطوط المجال المغناطيسي الذي يحمي كوكب المشتري الساخن من الرياح النجمية. كشف لم يتم تأكيده بعد على أمل تحقيق ذلك، عمل الباحثون على توقيع راديو المشتري. الهدف: تطوير التواقيع المحتملة للكواكب الخارجية على بعد 40 إلى 100 سنة ضوئية من كوكب الأرض. وبالتالي إنشاء نموذج بحثي لمثل هذه البث الإذاعي. ما يقرب من 100 ساعة من الملاحظات باستخدام مصفوفة التردد المنخفض (Lofar، هولندا) في وقت لاحق، لذلك وضع الباحثون أيديهم على إشارة متوافقة مع هذه التوقعات النظرية. بحثنا ووجدنا. "تعلمنا من كوكب المشتري. ثم بحثنا. ووجدناها، "أعلن جيك تيرنر. يبدو أن الباحثين اكتشفوا التوقيع اللاسلكي لكوكب المشتري الساخن. فرصة فريدة في الوقت الحالي لمعرفة المزيد عن قلب هذا الكوكب الخارجي. لكن الإشارة ضعيفة. ويطالب بمتابعة الملاحظات لتأكيد ذلك. هناك حملة جديدة جارية بالفعل مع العديد من التلسكوبات الراديوية. أما بالنسبة لجيك تيرنر، فهو يحلم الآن بشبكات التلسكوبات الراديوية المثبتة على القمر والتي يمكن أن تسمح بسبر الحقول المغناطيسية للكواكب الخارجية المشابهة للأرض.

بعض مكونات الكون المرئي الهائلة تختفي فجأة:

2099 المرآة الكونية العاكسة 4

 اختفاء ثقب أسود عملاق:

أين يمكن أن يذهب هذا الثقب الأسود العملاق؟ يبقى اللغز كاملا. لم يتم الكشف عن أي مؤشر على وجود ثقب أسود فائق الكتلة في وسط مجرة موجودة في قلب مجموعة. على الرغم من المزيد من الملاحظات مع مرصد الأشعة السينية شاندرا Chandra، فإن اللغز لم يتضح. على الرغم من البحث الدقيق، لم يجد علماء الفلك أي أثر لثقب أسود عملاق. يجب أن يكون "الجسم" السماوي منطقيًا في مجرة تقع في قلب مجموعة مجرات أبيل 2261، على بعد 2.7 مليار سنة ضوئية من الأرض. ومع ذلك، لا يمكن رصد أي مؤشر على وجوده، كما أوضح العلماء في دراسة، قبلت للنشر في مجلة AAS، نُقلت في 17 ديسمبر 2020 في موقع مرصد الأشعة السينية Chandra. لاحظ مؤلفو الدراسة: "قد تكون المجرة الأكثر سطوعًا في مجموعة مجرات Abell 2261 هي أفضل مكان للبحث عن ثقب أسود هائل مركزي متراجع أو مقذوف". على الرغم من أن كل شيء يمكن أن يؤدي إلى الاعتقاد بأن هذه المجرة لابد أن تكون قد شهدت اندماجًا سابقًا بين ثقبين أسودين فائقي الكتلة في الماضي، فلا يوجد دليل على مثل هذا الحدث في الملاحظات. ما هو الثقب الأسود؟ فقدان جسم فضائي ضخم تتراوح كتلته من 3 إلى 100 مليار كتلة الشمسي بشكل عام، تشير التقديرات إلى أن معظم المجرات الكبيرة تحتوي على ثقب أسود في مركزها. بالنسبة لمجرة درب التبانة، هذا هو القوس A * (ما يزيد قليلاً عن 4 ملايين كتلة شمسية). بالنسبة للمجرة الواقعة في قلب أبيل 2261، يتوقع المرء أن يرى علامات على وجود ثقب أسود تقدر كتلته بما يتراوح بين 3 و 100 مليار مرة كتلة الشمس. في كثير من الأحيان، تتطابق كتلة الثقب الأسود المركزي مع كتلة المجرة، ولهذا السبب قد يتخيل المرء أن المجرة الموجودة في مركز أبيل 2261 تحتوي على ثقب أسود عملاق.إلا أنه غير قابل للرصد.

2099 المرآة الكونية العاكسة 5

(صورة مقصوصة)

 تم مسح المنطقة باستخدام تلسكوبين فضائيين تابعين لوكالة ناسا، مرصد شاندرا وهابل للأشعة السينية. تم إجراء البحث بالفعل باستخدام البيانات التي حصل عليها شاندرا بين عامي 1999 و2004 لمحاولة اكتشاف أدلة على وجود ثقب أسود. تم الحصول على الملاحظات الجديدة، التي تم حشدها في الدراسة الأخيرة، في عام 2018. ماذا لو تم الاحتفاظ بنسخة احتياطية من هذا العملاق؟ كتب العلماء: "ترسم خصائص ألمع مجرة في مجموعة أبيل 2261 صورة لثنائي هائل كان من الممكن أن يكون موجودًا في وقت ما". أظهرت الملاحظات أن لب المجرة أكبر بكثير مما كان متوقعًا، بالنسبة لحجم المجرة. بالإضافة إلى ذلك، يقع أعلى تركيز للنجوم في المجرة على بعد 2000 سنة ضوئية من المركز، وهو بعيد جدًا. أثيرت فرضية تفسر مثل هذه الخصائص: أن الثقب الأسود قد طُرد من مركز مجرته. قد يكون هذا الحدث نتيجة اندماج مجرتين مع الثقوب السوداء المركزية لكل منهما. نحن نعلم أن اندماج الثقوب السوداء ينتج موجات ثقالية. يمكن للمرء أن يتخيل أن كمية الموجات المنبعثة خلال الحدث ستكون أقوى في اتجاه واحد من الاتجاه الآخر. من الناحية النظرية، يمكن أن يكون الثقب الأسود المشكل حديثًا في حالة "انحسار"، أي أنه قد ابتعد عن مركز المجرة (في الاتجاه المعاكس لاتجاه الموجات الأكبر). ومع ذلك، حتى الآن، لا يوجد دليل على أن هذا الانخفاض في الثقوب السوداء ممكن. بالإضافة إلى ذلك، عمل علماء الفلك فقط على اندماج ثقوب سوداء أصغر بكثير. فيما يتعلق بهذا الثقب الأسود المفقود على ما يبدو، استنتج العلماء أنه إما غير موجود، أو أنه يمتص المادة ببطء شديد بحيث لا يمكن اكتشاف أي إشارة. قد يكون تلسكوب جيمس ويب المستقبلي قادرًا على المساعدة في حل اللغز، لأنه إذا لم يكن قادرًا على رؤية الثقب الأسود، فستكون فرضية تراجعه أكثر منطقية.

برنامج للاتصال بالحضارات الكونية في الفضاء الخارجي: 

حول بروكسيما سونتوري Proxima Centauri؟ تم العثور على بصمة تقنية غريبة محتملة بواسطة Seti مع سيتي قدم تحت عنوان تلقي إشارات من حضارات الغريبة، BLC-1، BreakTHROUGH STARSHOT . قبل بضع سنوات، أطلق الملياردير يوري ميلنر مشروع مبادرة الاختراق، والذي يأتي في شكلين مرتبطين بتمويل لمدة 10 سنوات بقيمة 92 مليون يورو من برنامج Seti. أول وأهم برنامج تنصت، Breakthrough Listen، هو محاولة اكتشاف البث من حضارات فضائية عاقلة E. T في مجال الراديو حيث أعلن The Breakthrough Listen عن اكتشاف مثير للاهتمام للغاية، ولكن علينا الانتظار قليلاً لمعرفة المزيد والحفاظ على هدوئنا يمكننا أن نراهن على أن هذه ستكون واحدة من المشاركات في نهاية عام 2020 وأنها ستعود إلى الواجهة في بداية عام 2021. أعضاء برنامج Seti، وبشكل أكثر تحديدًا من مشروع Breakthrough Listen الممول من قبل قام الملياردير يوري ميلنر (المؤسس المشارك والرئيس الحالي لصندوق الاستثمار الروسي ديجيتال سكاي تكنولوجيز، دي إس تي، والمتخصص في الإنترنت) بتسريب المعلومات التي كشفت عنها صحيفة الجارديان البريطانية المرموقة. ومنذ ذلك الحين تم تأكيده من خلال مقالتين في Scientific American  و National Geographic تم التقاط إشارات الراديو بعد أن مرت أول بطارية من المرشحات لاستبعاد الظواهر الطبيعية خلال الملاحظات التي تم إجراؤها بين أبريل ومايو 2019 من قبل أعضاء Breakthrough Listen باستخدام التلسكوب الراديوي لمرصد باركس الأسترالي. يبدو أن الإشارات أتت من النجم Proxima Centauri والمصدر الذي أصدرهم أطلق عليه اسم BLC-1 لـ "Breakthrough Listen Candidate 1". من المتوقع أن ينشر علماء الأحياء الخارجية في Breakthrough Listen ورقة واحدة على الأقل حول هذا الموضوع في العام المقبل. إذا أردنا أن نصدق الحقائق التي كشفت عنها المقالات، فإن الإشارات المكتشفة لها خصائص نتوقع في الغالب رؤيتها باستخدام التوقيعات التقنية. نتحدث كثيرًا عن الإثارة وهو السبب الذي يجعلنا متحمسين للغاية لـ Seti، ولماذا نكرس حياتنا المهنية لها، هو نفس سبب شغف الجمهور بها. يتعلق الأمر بالمخلوقات أو الكائنات الفضائية الذكية خارج الأرض هذا رائع! يوضح أندرو سيميون، الباحث الرئيسي في برنامج Breakthrough Listen، في مقالة ناشيونال جيوغرافيكوهناك فيديو للترويج لبحوث حضارات ET في الكون من خلال مشروع Breakthrough Listen على وجه الخصوص الذي تم تمويله على مدى 10 سنوات لتصل قيمتها إلى 100 مليون دولار (حوالي 92 مليون يورو)، أي ثلاثة أضعاف ما كان فعل بالفعل بول ألين، المؤسس المشارك لمايكروسوفت مع بيل جيتس. يبدو أن التكنولوجيا البشرية فقط هي التي تنتج إشارات مثل هذه. شبكة WiFi وأبراج الهاتف الخلوي ونظام تحديد المواقع والراديو مع الاتصالات عبر الأقمار الصناعيةGPS - كل هذه الأصوات تشبه تمامًا الإشارات التي نبحث عنها، مما يجعل من الصعب للغاية معرفة ما إذا كان أي شيء من هذا القبيل يكون مصدره من الفضاء أو من التكنولوجيا التي يولدها عالم الاتصالات الأرضي. تضيف صوفيا شيخ، طالبة دكتوراه في جامعة ولاية بنسلفانيا وعضو في فريق Breakthrough التي تقود تحليل إشارة BLC-1، في هذه الحالة، تتركز طاقة الإشارة في نطاق ضيق من الترددات، حوالي 982.002 ميغا هرتز، وتختبر ما يبدو أنه تحول دوبلر، وهو بالضبط ما يتوقعه المرء إذا كان المصدر على كوكب متحرك. لذلك يمكن أن يكون توقيعًا تقنيًا، نعم ولكن أيهما؟ يمكن أن تكون أرضية، انبعاث ناتج عن عملية غير طبيعية في مبنى أو طائرة أو قمر صناعي غير معروف في المدار يمكن أن يؤدي الحيلة بشكل جيد، بل إنه أكثر مصداقية وفقًا للباحثين. لا يمكن استبعاد ظاهرة طبيعية غريبة في هذه المرحلة أيضًاً تذكر أنه في عام 1967، عندما تم اكتشاف أول نجم نابض Pulsar، فُسرت نبضاته المنتظمة أيضًا على أنها توقيع تقني لحضارة ET متطورة. علاوة على ذلك، تم بعد ذلك تعميد مصدر الراديو المكتشف LGM لـ Little Green Men، "الرجال الخضر الصغار"، باللغة الإنجليزية. في عام 1965، اعتقد علماء الفلك الروس أيضًا أنهم اكتشفوا حضارة ET. اختلفت شدة مصدر الراديو CTA 102 بسرعة كبيرة بالنسبة لنماذج الأجسام الفيزيائية الفلكية في ذلك الوقت. ومع ذلك، نحن نعلم الآن أن هذا كان نتيجة لفيزياء الكوازار. تراكب منظر للسماء الجنوبية، تم الحصول عليه بواسطة تلسكوب ESO البالغ طوله 3.6 متر في مرصد La Silla في تشيلي، وصور للنجم Proxima Centauri (الزاوية اليمنى السفلية) والنظام من نجوم Alpha Centauri AB المزدوجة (الزاوية اليسرى السفلية) التي حصل عليها تلسكوب هابل الفضائي. Proxima Centauri هو أقرب نجم إلى المجموعة الشمسية. إنه مضيف كوكب Proxima b، الذي تم اكتشافه باستخدام أداة Harps على تلسكوب ESO البالغ طوله 3.6 متر. © Y. Beletsky (LCO)، ESO، Esa، Nasa، M. Zamani تجعل Alpha و Proxima du Centaure علماء الأحياء الخارجية ومؤلفي الخيال العلمي يحلمون لكن دعونا نحلم قليلاً، لنفترض أنها بالفعل بصمة تقنية وسيكون من المدهش تمامًا لأن النجم Proxima Centauri هو الأقرب إلى الشمس، على بعد حوالي 4.2 سنة ضوئية فقط، ومنذ عام 2016 نعرفه ولديه كوكب خارجي في مداره: Proxima Centauri b Proxima Centauri هو جزء من نظام Alpha Centauri الثلاثي. يتكون من نجمين قريبين من بعضهما البعض إلى نقطة تكوين نجم ثنائي، Alpha Centaur A و B (على بعد 4.36 سنة ضوئية)، ونجم ثالث، Alpha Centaur C، يبعد 4.22 سنة ضوئية، ويُعرف أيضًا باسم Centaur Proxima. كان نظام Alpha Centauri الثلاثي حلم علماء الأحياء الخارجية وخاصة كتاب الخيال العلمي لفترة طويلة بسبب خصائص النجم لنظامه المزدوج. Alpha Centauri A هو بالفعل نجم من النوع الطيفي G2، أي قزم أصفر مشابه جدًا للشمس، و Alpha Centauri B، وهو أقل سطوعًا بقليل، من النوع الطيفي K1 وبالتالي من نوع قريب من شمس. لا عجب إذن أن هناك العديد من القصص التي تذكر الكواكب الصالحة للسكن مع أشكال الحياة الفضائية حول أحد نجوم ألفا سنتوري. يمكن أن يشهد على ذلك أكثر من 40 معجبًا بكتاب الخيال العلمي لستيوارت كاولي Space Ships من 2000 إلى 2100. مع الرسوم التوضيحية للرسامين، يروي هذا الكتاب، وهو الأول من سلسلة، قصة اكتشاف حضارات ألفا عام 2036، ثم بروكسيما سنتوري، والحرب التي تلت ذلك مع الأخيرة. بتجميع هذه الرسوم التوضيحية معًا ككتاب تاريخ يعرض طائرات من الحرب العالمية الثانية (يرجع تاريخ الكتاب إلى عام 1978)، فإنه يترك المرء يتساءل عندما يفكر المرء في أحدث الاكتشافات على الكواكب الخارجية. يحكي الكتاب الأسطوري سفن الفضاء من 2000 إلى 2100 من تأليف ستيوارت كاولي قصة اكتشاف حضارات ألفا ثم بروكسيما سنتوري في عام 2036، والحرب التي تلت ذلك مع الأخير. فإن أحدث الاكتشافات على الكواكب الخارجية تضفي عليه أهمية مدهشة. في الواقع، هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن أقرب كائن خارجي يمكن أن يكون على بعد أقل من 22 سنة ضوئية. تعيد الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر سفن حروب Alpha Centauri إلى الحياة اليوم. © أدريان مان، فيميو أصل بعيد الاحتمال خارج كوكب الأرض لكن دعونا لا ندع الأحلام لها الأسبقية على النهج العقلاني والعلمي. طلب موقع المستقبل رأي أحد أعضاء معهد سيتي، وهو عالم الفلك الفرنسي فرانك مارشيس، الذي يشارك أيضًا بشكل كبير في تصوير الكواكب الخارجية والمعروف جيدًا لدى قراء الموقع لعمله على براكين أيو و كأحد أعضاء Unistellar، الشركة الفرنسية الناشئة وراء eVscope (تلسكوب الرؤية المحسن). إليكم إجابته التي كررها وأوضحها في شريط فيديو:"من السابق لأوانه التعليق على صحة وطبيعة هذه الإشارة لأنه لم يطلع أحد على الورقة العلمية التي يتم إعدادها. جميلة كما ضربة العلماء، لدي الكثير من الأسئلة، على سبيل المثال: كيف يتم اكتشاف الإشارة مرة واحدة فقط في 30 ساعة في أبريل ومايو؟ لماذا لم ينبه المراقبون المجتمع العلمي لتأكيد الإشارة بعد اكتشافها؟ سيظل الأمر غير عادي إذا كان في 300 مليون كوكب خارج المجموعة الشمسية التي يمكن أن تكون صالحة للسكن في مجرتنا التي يبلغ قطرها 200000 سنة ضوئية، فإن حضارتين (حضارتنا والأخرى ستكون على Proxima b أو c تستخدم نفس التكنولوجيا في نفس الوقت. ستكون الأوقات قريبة من 4.2 سنة ضوئية فقط. إنها مصادفة تبدو بعيدة الاحتمال بالنسبة لي لدرجة أنني أعتقد أننا سنجد بسرعة تفسيرًا أكثر واقعية لأصل هذه الإشارة. بعد الإعلان عن وجود ما يسمى بـ "اتحاد المجرات" بواسطة حاييم إشيد، لدينا الآن إشارة "WOW! 2020" التي يبدو أنها تسربت عبر عالم من مجموعة Breakthrough Listen. غريب أليس كذلك؟ ". تفسيرات أكثر اكتمالا من فرانك مارشيس.

متى يمكن أن ننتقل من النطاق الميكروسكوبي إلى النطاق الماكروسكوبي؟

 في أي مرحلة يصبح النظام المجهري ماكروسكوبي؟ لقرون عديدة، سعى الفيزيائيون جاهدين لوصف المادة وهيكلها وديناميكياتها والأشياء من حولنا بدقة متزايدة. أتاح ظهور ميكانيكا الكموم للباحثين الأدوات اللازمة لوصف ديناميكيات الجسيمات بالمقياس المجهري. لدرجة أن علماء الفيزياء اليوم لديهم مجموعة كاملة من الوسائل تحت تصرفهم لدراسة الأنظمة الفيزيائية، سواء كانت مجهرية أو عيانية. لكن متى ينتقل مثل هذا النظام من المجهرية إلى العيانية؟ هذا هو السؤال الذي أجاب عليه فريق من الباحثين مؤخرًا بشكل تجريبي من خلال الكشف عن الحد الأدنى من عدد الذرات المطلوبة لنظام ما ليتم اعتباره عيانيًا. باستخدام مصيدة الليزر فائقة البرودة المصممة خصيصًا، لاحظ الفيزيائيون السلائف الكمومية للانتقال من مرحلة طبيعية إلى مرحلة مائع فائق - مما يوفر وسيلة لدراسة ظهور السلوك الذري الجماعي وحدود النظم العيانية. الأنظمة العيانية: السلوك الجماعي للجسيمات فيزياء الأجسام المتعددة هي المجال الذي يسعى إلى وصف وفهم السلوك الجماعي لعدد كبير من الجسيمات: دلو من الماء، على سبيل المثال، أو علبة غاز. يمكننا وصف هذه المواد من حيث كثافتها أو درجة حرارتها. يطلق عليها أنظمة مجهرية أو أنظمة متعددة الأجسام، ولا يمكن فهمها بمجرد دراسة سلوك الذرات أو الجزيئات الفردية بدلاً من ذلك، ينبع سلوكهم من التفاعلات بين الجسيمات التي لا تتمتع فرديًا بنفس خصائص النظام ككل. بعض الأمثلة على السلوكيات العيانية التي لا يمكن وصفها بشكل فردي تشمل الإثارة الجماعية، مثل الفونونات التي تذبذب الذرات في الشبكة البلورية. تعتبر انتقالات الطور مثالًا آخر - عندما تنتقل مادة من مرحلة إلى أخرى - مثل عندما يذوب الجليد في سائل، على سبيل المثال، أو عندما يتبخر السائل إلى غاز

تكونت التجربة من شعاع ليزر شديد التركيز يعمل بمثابة "مصيدة" للذرات شديدة البرودة لنظير مستقر من الليثيوم، يسمى الليثيوم 6. عند تبريده في غاز إلى جزء من درجة أعلى من الصفر المطلق، يمكن لهذا النظير الفرميوني أن يتصرف مثل المائع الفائق، بدون لزوجة في مصيدة الليزر، يمكن الاحتفاظ بعدد صغير جدًا من ذرات الليثيوم، وبالتالي تصبح محاكاة للسلوك الكمومي. في هذا النظام، يمكن للفريق ضبط التفاعلات بين الذرات باستخدام رنين Feshbach.  فالتفاعلات تحدث هذه الرنين عندما تتفاعل طاقة ذرتين متفاعلتين مع حالة ارتباط جزيئي، ويمكن استخدامها لتغيير قوة التفاعل بين الجسيمات. البروتوكول التجريبي لمصيدة الذرة أ) رسم تخطيطي للبروتوكول التجريبي. يتم احتجاز ذرات الفرميونية في شبكة ضوئية جذابة أحادية الطبقة (قرص أفقي) توفر حبسًا يجمد الحركة على طول الاتجاه z. يوفر المشبك البصري الضيق المتراكب (مخروط رأسي) حصرًا متناسقًا شعاعيًا. ب) متوسط عدد الذرات المحاصرة حسب العمق النهائي للمقطع البصري. ج) الانحراف المعياري لعدد الذرات المكتشفة في كل تجربة، أدخل الفريق ما يصل إلى ذرتين أو 6 أو 12 ذرة من الليثيوم 6 في مصيدة الليزر، مما سمح للباحثين بمراقبة متى تبدأ الذرات في التصرف بشكل جماعي. من ناحية، عدد الجسيمات في النظام صغير بما يكفي لوصف النظام مجهريًا. من ناحية أخرى، فإن التأثيرات الجماعية واضحة بالفعل "، كما يقول لوكا بايها، المؤلف الرئيسي. مع حبس الذرات، استقر الباحثون في المصيدة، من انعدام الانجذاب إلى واحد قوي لدرجة أن الذرات تتجمع في أزواج مرتبطة. هذا مطلب لتكوين فيرميون فائق السوائل يجب أن ترتبط جسيمات الفرميونات جيم معًا مثل أزواج كوبر التي تعمل مثل البوزونات، وهي جسيمات أثقل تشكل طورًا فائقًا عند درجات حرارة أعلى من الفرميونات. ما لا يقل عن ستة ذرات في كل تجربة، درس الفريق متى ظهر السلوك الجماعي كدالة لعدد الجسيمات وقوة التفاعل بينها. ووجدوا أن إثارة الجسيمات لم تكن مرتبطة فقط بقوة التجاذب بينها، ولكنها كانت مقدمة لعدد قليل من الأجسام لانتقال طور كمومي إلى سائل فائق لأزواج كوبر: من خلال الكشف عن النيوترينوات الشمسية، تكشف هذه التجربة عن آليات اندماج الشمس كما يوضح الفيزيائي مارفن هولتن: "النتيجة المدهشة لتجربتنا هي أن ست ذرات فقط تظهر كل بصمات انتقال الطور المتوقع لنظام متعدد الجسيمات". ستكون درجة التحكم التي حصل عليها الباحثون، وفقًا للفريق، مفيدة في المستقبل لأبحاث أخرى، مثل دراسة عملية المعالجة الحرارية في الأنظمة الكمومية. سيكونون أيضًا قادرين على إجراء تحقيقات الموائع الفيرميونية الفائقة على مستوى أساسي، ودراسة ظهور أزواج كوبر في الأنظمة الأكبر. المصادر: arXi

سينقلك المنطق من النقطة أ إلى النقطة ب. سيأخذك الخيال إلى أي مكان تريده. "

- البرت اينشتاين

يمكن أن يكون هناك ما لا يقل عن 300 مليون عالم من المحتمل أن تكون صالحة للسكن في درب التبانة.

لطالما كان الإنسان فضوليًا بشأن المعنى الحقيقي لوجوده، ومكانته في الكون، لكن ما أثار إعجابه دائمًا قبل كل شيء هو احتمال أن تحتوي مجرتنا على أشكال أخرى من الحياة. لكي يكون هذا ممكنًا، يجب أن يكون هناك كواكب ذات خصائص قريبة بدرجة كافية من تلك الموجودة على الأرض لتكون حيوية.

بفضل البيانات التي تم جمعها بواسطة تلسكوب كبلر الفضائي المتقاعد، نعلم الآن أنه لا يوجد هذا النوع من البيئة فحسب، بل يوجد ما يقرب من 300 مليون منها.

في الواقع، أوضح عالم الفلك ستيف بريسون من مركز أبحاث أميس التابع لناسا أن هذه العوالم قد تكون صالحة للسكن بشكل مثالي. في بحثهم عن أحد هذه الكواكب الخارجية، يشير العلماء بوضوح إلى الكوكب الوحيد الذي أثبت نفسه بالفعل؛ الأرض.

الأسئلة الثلاثة التي لا مفر منها لهذا التحليل هي: هل هو صخري بطبيعته؟ هل تدور حول نجم غير ضار؟ وهل مدارها آمن من الحرارة الشديدة والبرودة الفائقة؟ لكن الشيء الأكثر أهمية هو عدد الكواكب الخارجية التي تلبي هذه الشروط الثلاثة في مجرة درب التبانة.

لهذا، استند الخبراء إلى نتائج مهمة كبلر الأصلية التي نفذت بين مايو 2009 ومايو 2013. من بين 4034 كوكبًا خارج المجموعة الشمسية تم تحديدها في البداية، تم تأكيد 2300 فقط. ومع ذلك، فقد نجت بعض الكواكب الصغيرة من أعين علماء الفلك.

بمرور الوقت، تم الخلط بين أصغر حالات العبور خارج الكواكب التي تخفف ضوء النجم مع التباين النجمي.

يمكن حل هذه المشكلة باستخدام برنامج Robovetter، بالنسبة للنجوم التي تدور في مدارات أقل من 500 يوم، ولكن وفقًا للفريق، من المحتمل أيضًا أن تكون الكواكب الخارجية ذات المدارات الأطول كثيرًا مواتية للتطور البيولوجي.

تعتمد طريقة تحديد منطقة صلاحية الكوكب للحياة على المسافة الفاصلة بينه وبين النجم في الواقع على نصف قطر الكوكب وتدفق الفوتونات.

ادعى عالم الكواكب رافي كوبارابو من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، أن المسافة المادية التي تفصل كوكبًا عن نجمه، من أجل تحقيق مناخ معتدل، كانت المعلمة الوحيدة المستخدمة لمعرفة ما إذا كان يمكن ملؤها. وأضاف أنه في ضوء المعلومات الجديدة لـ Gaia، فقد غير هو وزملاؤه نهجهم الآن.

وهكذا، اختاروا فقط الكواكب الخارجية التي تفاوتت كتلتها بين 0.5 و1.5 ضعف كتلة كوكبنا، والنجوم ذات درجات الحرارة التي تتراوح من 4800 إلى 6300 كلفن. وفقًا لنتائجهم، هناك حوالي 300 مليون. هذا النوع من البحث مهم لتطوير الرحلات الاستكشافية المستقبلية للعثور على آثار للكائنات الحية في نظامنا الشمسي وفي أماكن أخرى.

هناك 1000 نظام كوكبي يمكن للكائنات الفضائية أن ترى من خلالها أن الأرض "تعج بالحياة"

اكتشاف نوع غير متوقع من الموصلية الفائقة المرتبط بتكثيف بوز-آينشتاين

يتم تحقيق الموصلية الفائقة، وهي ظاهرة لا تزال تخفي العديد من الألغاز لعلماء الفيزياء، بطرق مختلفة. لأول مرة، نجح فريق من الباحثين اليابانيين ليس فقط في إثبات الموصلية الفائقة لتكثيف بوز-آينشتاين، ولكن أيضًا في ربط هذه الحالة الغريبة للمادة بأخرى، والتي تعتبر غير متوافقة حتى الآن.

نوع جديد من الموصلية الفائقة

مغناطيس يرتفع فوق موصل فائق يبرد إلى -196 درجة مئوية. صورة Illustation.

جوليان بوبروف، فريدريك بوكيه، جيفري كويليام، إل بي إس، أورساي / ويكيميديا كومونس

بعد الاكتشاف الأخير لمادة فائقة التوصيل يمكنها نشر التيار الكهربائي دون أي فقد للطاقة وفي درجة حرارة الغرفة، يبدو أن هذا المجال من البحث في الفيزياء يختبر شكلاً من أشكال التسارع في الوقت الحاضر. تعتبر الموصلية الفائقة (أو التوصيل الفائق)، والتي تحدد قدرة بعض المواد على فقدان كل المقاومة الكهربائية في ظل ظروف محددة للغاية، ظاهرة رائعة في قلب العديد من الأبحاث في العالم، والتي فاز بعضها بجوائز نوبل. يمكن تحقيقه بطرق مختلفة، والتي وجد الباحثون حتى الآن أنها غير متوافقة، أو على الأقل غير قابلة للتوفيق في نفس الوقت. لكن فريقًا من جامعة طوكيو أظهر للتو مرة أخرى أن قوانين الفيزياء غالبًا ما تكون أكثر مرونة مما تعتقد. لفهم الآثار المترتبة على اكتشافهم، وهو موضوع مقال في مجلة Science Advances بتاريخ 6 نوفمبر 2020، من الضروري الانغماس لبضع لحظات في العالم الغريب لمكثفات بوز-آينشتاين (CBE).

أول دليل تجريبي في مكثف بوز-آينشتاين:

من الممكن أن نفكر في مكثفات بوز-آينشتاين كحالة خامسة للمادة (الأربعة الأولى تكون صلبة وسائلة وغازية وبلازما). في الغاز، تحمل كل الذرات مستوى معينًا من الطاقة وتتحرك بحرية. كلما تم تبريد هذا الغاز، كلما تباطأت ذراته وفقدت الطاقة. في غازات معينة حيث تكون الجسيمات بوزونات، عند درجة حرارة منخفضة بدرجة كافية (أقل من نانوكلفن)، تصبح الحركات الفردية للذرات بطيئة جدًا بحيث لا تستطيع جزيئاتها التصرف على هذا النحو. يتصرفون مثل الأمواج. أو بالأحرى نوع من الموجات الكمومية العملاقة. هذا ما نسميه مكثف بوز-آينشتاين. وبالتالي فإن المسألة الناتجة تتصرف كما لو كانت كيانًا واحدًا يتمتع بخصائص جديدة كانت مفقودة في الحالات الأخرى. الموصلية الفائقة هي واحدة منها. 

 الكواكب الخارجية: ما هي الكواكب الخارجية، وأين توجد ولماذا هي مثيرة للاهتمام؟ "لقد أنشأنا للتو خريطة النجوم حيث يجب أن ننظر أولاً"، كما تقول عالمة الفلك ليزا كالتنيغر التي نشرت للتو قائمة تضم 1000 نجم تتماشى مع الأرض والشمس والتي، إذا كانت محاطة بكواكب مأهولة، في وضع جيد للغاية بحيث تلاحظ بشكل متبادل أن عالمنا "يعج بالحياة".

في أفضل الظروف، يمكننا فقط رؤية بضعة آلاف من النجوم من الأرض بالعين المجردة. لكن في الواقع، هناك مئات المليارات منها، معظمهم يتدفقون في القوس الضبابي الذي نسميه مجرة درب التبانة. من بين كل هذه النجوم، هناك العديد منها التي تشبه شمسنا وليست بعيدة جدًا عن الأرض، على مقياس المجرة، وهذا يجب فهمه. أراد اثنان من علماء الفلك معرفة كم منهم، ضمن دائرة نصف قطرها 300 سنة ضوئية، يمكن أن يمتلك كوكبًا واحدًا على الأقل يشبه الأرض في منطقتهم الصالحة للسكن - المنطقة التي يمكن تصنيفها على أنها معتدلة بالنسبة لنجمهم -، والتي، علاوة على ذلك، إذا كانت مأهولة، فهي في وضع مثالي لرؤيتنا. لهذا الغرض، قامت ليزا كالتينيجر، مديرة معهد كارل ساغان في جامعة كورنيل، بالاشتراك مع جوشوا بيبر، من جامعة ليهاي، بالبحث عن جميع النجوم المرشحة للتسلسل الرئيسي (باستثناء الأقزام الحمراء الخطرة على وجه الخصوص) التي تتماشى مع مستوى مسير الشمس للأرض (مستوى مدار الأرض حول الشمس).

 تعليقات ليزا كالتينيجر على اكتشافها: ربما رصدونا بالفعلمن حيث لاندري."

في دراستهم، التي ظهرت للتو في الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية، قدر الباحثون أن حوالي 1004 نجوم تفي بكل هذه المعايير. "إذا كان هناك أي مراقبين فيها يبحثون عن كائنات حية ذكية غيرهم، فقد يرون علامات على المحيط الحيوي في جو" نقطتنا الزرقاء الباهتة "، في إشارة إلى الاسم الذي أطلقه كارل ساغان عندما اكتشف صورة من مسبار فوييجر 1 صورة قبل 30 عاما]. للأرض كما يمكننا رؤية بعض ألمع النجوم في سماء الليل بدون مناظير أو تلسكوبات، "كما يقول المؤلف الرئيسي للدراسة.

لذلك، إذا كان لدى الكائنات الحية، من بين كل هؤلاء المرشحين، القدرة التكنولوجية - والفضول - للتدقيق في التغييرات الدقيقة في لمعان النجم، والتي قد تكون علامة على مرور كوكب أمامه، فسيكونون قادرين على ملاحظة وجود "واحتنا "الزرقاء " الأرض" مثل ما كنا نفعله لأكثر من عقدين من خلال ما يسمى بطريقة العبور الكوكبي. وهي طريقة مكنتنا من طرد عدة آلاف من الكواكب الخارجية، ولا سيما بفضل القمر الصناعي كبلر Kepler، وحاليًا مع خليفته Tess. غالبًا ما تختلف " العوالم المتعددة" عن عالمنا، وأحيانًا تكون متشابهة جدًا، ومن المحتمل أن تكون صالحة للسكن. هذا ما تبدو عليه الأرض كما يراها الفضائيون من خارج الأرض فأين هم؟ نشرت ليزا كالتينيجر وجوشوا بيبر القائمة الكاملة لمرشحيهم. غذاء للفكر لكتاب الخيال العلمي والمشجعين. هناك ما يشعل الخيال. في الواقع، "... أنشأنا للتو خريطة النجوم حيث يجب أن ننظر أولاً"، كما تقول ليزا كالتينيجر. "ربما توجد حياة في الكون. ربما كانوا قد رصدونا بالفعل، "إنها متحمسة. من يدري، سينضم الواقع إلى الخيال ... كم عدد هذه العوالم المسكونة والمأهولة حقًا؟ كم منهم يؤوي كائنات حية تبحث عن أشكال أخرى للحياة غير أنفسهم في الكون؟ يمكن أن يكون هناك 300 مليون عالم صالح للسكنى في درب التبانة

وفقًا لتحليلات تلسكوب كبلر الفضائي التابع لناسا، هناك ما يقرب من 300 مليون كوكب صخري يدور في المنطقة الصالحة للسكن من نجمهم، مثل الأرض حول الشمس. هذا الرقم تقريبي، لكنه يعطي العلماء قاعدة عمل للبحث عن عوالم صالحة للسكن في مجرتنا، حسبما أعلنت وكالة ناسا في 29 أكتوبر.

قال أسترو: "أكد لنا كبلر بالفعل أن هناك مليارات من الكواكب، لكننا نعلم الآن أن جزءًا كبيرًا من تلك الكواكب يمكن أن يكون صخريًا وقابل للحياة وفق ستيف بريسون من ناسا ريسيرش بارك. "على الرغم من أن هذه النتيجة بعيدة عن أن تكون ذات قيمة نهائية، إلا أنه من المثير للغاية أننا حللنا هذه العوالم بقدر كبير من الثقة والدقة. "

كوكب الأرض حاليًا هو الكوكب الوحيد المعروف الذي يؤوي الحياة. هناك عدة عوامل يمكن أن تكون مسؤولة عن وجودنا في المجرة، لكن كبلر قلص المعادلة إلى ثلاث خصائص. حقيقة أن الكوكب صخري؛ أنه يدور حول نجم مثل الشمس، أي ليس حارًا جدًا ولا نشطًا جدًا؛ وأخيرًا، فإن المنطقة التي يدور حولها ليست شديدة البرودة، ولا شديدة الحرارة، ولا بعيدة جدًا بحيث لا يتجمد الماء السائل الموجود على سطحها، ولا قريبة جدًا من تصريف المياه الموجودة على سطحها.

كان أحد أهداف كبلر الرئيسية هو تحديد عدد الكواكب الخارجية المقابلة لهذه المعلمات الثلاثة والتي من المحتمل أن توجد في درب التبانة. استخدم برايسون وفريقه بيانات أربع سنوات من مهمة كيبلر الأولية، والتي أجريت في الفترة من مايو 2009 إلى مايو 2013.

اقتصر الباحثون في أبحاثهم على الكواكب الخارجية التي تتراوح كتلتها بين 0.5 و 1.5 مرة من كتلة الأرض، وعلى النجوم التي تتراوح درجة حرارتها الفعالة بين 4530 و 6025 درجة مئوية. اكتشف الفريق أن حوالي 300 مليون نجم في مجرة درب التبانة قد استوفت الشروط الثلاثة. من بين 300 مليار نجم، من غير المرجح أن نكون الحدث الوحيد في الحياة مقارنة بالعكس.

هل سنلتقي قريباً بإحداها؟

حضارات خارج كوكب الأرض: تم اكتشاف أكثر من 26 مليون بصمة تقنية في أربع من

الحضارات الخارجة عن الأرض، قد تتمتع بالذكاء الخارجي، والتكنولوجيات.

الأوديسة بين النجوم: ماذا لو اكتشفنا شكلًا متطورًا من أشكال الحياة الغريبة؟ من الممكن بالفعل أن نتخيل علميًا، في الخطوط العريضة، كيف سيتم بناء سفينة بين النجوم مرخصة بموجب قوانين الفيزياء والتكنولوجيا. بعد 50 عامًا من السفر نحو نجم في الضواحي القريبة من الشمس، يمكن للذكاء الاصطناعي، الذي يدير مهمة مثل هذه السفينة، استكشاف كائن خارجي بطائرات بدون طيار ليس فقط لاكتشاف الحياة هناك. في مكان آخر ولكن أيضًا لحياة ذكية، كما هو موضح في هذا المقتطف من الفيلم الوثائقي L'Odyssée interstellaire، الذي تم بثه على قناة Arte الثقافية.

التوقيع التقني هو إشارة تنبعث من التكنولوجيا. من خلال استقراء حضارة ذكية. هذا هو سبب قيام الباحثين بفحصها عبر مجرة درب التبانة. في غضون ساعات قليلة، اكتشفوا للتو أكثر من 26 مليونًا! من أين أتوا؟

من بين الأدوات التي نشرها العلماء على أمل العثور على حضارات ذكية خارج كوكب الأرض في مكان ما في مجرة درب التبانة، تلك التي تتضمن البحث عن الإشارات المنبعثة من تقنياتهم. التوقيعات التكنولوجية، كما يقول الباحثون. أفاد علماء الفلك في جامعة كاليفورنيا اليوم أنهم اكتشفوا أكثر من 26 مليونًا من خلال توجيه تلسكوب غرين بانك إلى 31 نجمة مشابهة لشمسنا! بعد التحليل، استنتج الباحثون أنه لا توجد واحدة من هذه البصمات التقنية تأتي في الواقع من حضارة بعيدة. كلها من أصل ... أرضي! ما يسميه علماء الفلك التداخل اللاسلكي (RFI) المنبعث من الأقمار الصناعية والطائرات وأنظمة الاتصالات والهواتف المحمولة أو حتى أفران الميكروويف.

مع استمرار الرسالة التي أرسلها تلسكوب Arecibo الراديوي في عام 1974 إلى حضارة فضائية محتملة عبر الفضاء، يحاول علماء الفلك تحديد البصمات التقنية التي من شأنها أن تشير إلى وجود حضارات فضائية ذكية.

تحسين الخوارزميات خيبة أمل من جهة. لكن من ناحية أخرى رضا. لأن الدراسة سمحت للباحثين على الأقل بتحسين خوارزمياتهم. في الواقع، من المرجح أن تحجب التداخلات الراديوية الإشارات المحتملة التي يمكن أن نتلقاها من حضارة خارج كوكب الأرض. نظرًا للكم الهائل من البيانات المراد معالجتها - تم تسجيل 26 مليون توقيع تقني في أربع ساعات فقط من المراقبة - فمن الأفضل أن تكون قادرًا على الاعتماد على معدل اكتشاف إشارة ممتاز.

وهكذا، من بين 26.631.913 توقيعًا تقنيًا، تم تصنيف 26.588.893 فورًا على أنها تداخل لاسلكي بواسطة الخوارزميات. أو لا تقل عن 99.84٪. ولكن لا يزال هناك 43.020 لفرز. نظرًا لأن معظمها يقع ضمن نطاق RFI، فقد تم تصنيفها على هذا النحو. ثم قام الباحثون بدراسة 4539 إشارة متبقية واحدة تلو الأخرى. كل ذلك يأتي من عدة اتجاهات في السماء، وبالتالي، وفقًا لها، لا يمكن إنكاره من مصادر بشرية.

هل اكتشفنا المادة المخفية للكون؟

2099 المرآة الكونية العاكسة 6

شبكة كونية للمادة المظلمة:

يقدر علماء الفيزياء الفلكية أن ما يقرب من 40٪ من المادة العادية التي تتكون منها النجوم والكواكب والمجرات لا تزال غير ملحوظة، مخبأة كغاز ساخن في تعرجات الشبكة الكونية. كشف علماء من معهد الفيزياء الفلكية الفضائية (CNRS / Université Paris-Saclay) لأول مرة عن هذه المسألة المخفية بفضل دراسة إحصائية مبتكرة لبيانات عمرها 20 عامًا. نُشرت نتائجهم في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية في 6 نوفمبر 2020.

2099 المرآة الكونية العاكسة 7

صورة محاكاة للانبعاث في مجال الأشعة السينية للغاز الموجود في خيوط الشبكة الكونية.

تتوزع المجرات في الكون على شكل شبكة معقدة من العقد المتصلة ببعضها البعض بواسطة خيوط، تفصل بينها فراغات. وهذا ما يسمى بالشبكة الكونية. تحتوي خيوطها على كل المواد العادية تقريبًا، المسماة باريون، في شكل غاز منتشر وساخن. لكن الإشارة الضعيفة القادمة من هذه المرحلة الغازية المتناثرة تعني أن 40 إلى 50٪ من الباريونات مفقودة عمليًا.

هذه الباريونات المفقودة، المخبأة في البنية الخيطية للشبكة الكونية، هي التي تتبعها نبيلة أغانم، الباحثة في المركز الوطني للأبحاث العلمية CNRS في معهد الفيزياء الفلكية الفضائية (CNRS / Université Paris-Saclay)، وهيديكي تانيمورا، باحثة ما بعد الدكتوراه. زملائهم. في دراسة جديدة، بتمويل من مشروع ERC ByoPiC، أبلغوا عن تحليل إحصائي يكشف لأول مرة عن انبعاث الباريونات الساخنة التي تعيش في الخيوط في مجال الأشعة السينية. تستند هذه النتيجة إلى تكديس الإشارات في مجال الأشعة السينية، من مسح ROSAT، لحوالي 15000 خيوط كونية كبيرة، تم تحديدها في مسح المجرة SDSS. وهكذا استغل الفريق المصادفة المكانية بين موضع الخيوط وانبعاث الأشعة السينية المصاحبة لتقديم دليل ملموس على وجود غاز ساخن في الشبكة الكونية وقياس درجة حرارته لأول مرة.

 تؤكد هذه النتيجة التحليلات السابقة التي أجراها فريق البحث نفسه، بناءً على الاكتشافات غير المباشرة للغاز الساخن في الشبكة الكونية من خلال تأثيره على الإشعاع الأحفوري. إن ذلك يمهد الطريق لمزيد من الدراسات التفصيلية التي ستسمح، بفضل بيانات ذات جودة أفضل، باختبار تطور الغاز في البنية الخيطية للشبكة الكونية.

فهرس:

أول كشف إحصائي لانبعاثات الأشعة السينية من خيوط الويب الكونية.

تانيمورا، ح. أغانم، ن. كولودزيج، أ. مالافاسي، ن. Douspis، M. 6 نوفمبر 2020، A & A. 2020، A&A، 643، L2.https: //www.aanda.org/component/article؟ Access = doi & doi = 10.1051 / 0004-6361 / 202038521

استكشاف مناطق جديدة للعثور على المادة المظلمة

المادة المظلمة LHC مفقود النبضة التناظر الفائق WIMP النموذج القياسي Z boson

تم النشر بواسطة Redbran في 10/01/2020 1:00 مساءً

المصدر: CERN

يُعرف مصادم الهادرون الكبير (LHC) بتتبع واكتشاف بوزون هيغز، لكن العلماء وضعوا أيضًا عشر سنوات من تشغيل الآلة وتصادماتها للبروتونات بطاقة غير مسبوقة في المسرع للاستخدام الجيد. في محاولة للعثور على شيء رائع بنفس القدر: الجسيم الافتراضي يشكل شكلاً غير مرئي من المادة يسمى المادة المظلمة.

بدون هذه المادة المظلمة، وهي أكثر وفرة بخمس مرات من المادة العادية، لن يكون الكون كما نعرفه. لم ينجح البحث عن جسيمات المادة المظلمة، في LHC أو في تجارب خارج المصادم، حتى الآن، لكن البراعة التي نشرها العلماء في LHC للعثور عليها مكنتهم من تحديد المناطق التي يمكن العثور عليها فيها بشكل أفضل. إخفاء؛ هذه خطوة أساسية على طريق الاكتشاف.

 محاكاة توزيع المادة المظلمة في الكون. (ف. سبرينغل وآخرون 2005)

"قبل المصادم LHC، كانت مساحة احتمالات جسيمات المادة المظلمة أكبر بكثير مما هي عليه الآن،" يوضح تيم تايت، مُنظِّر المادة المظلمة في جامعة كاليفورنيا، إيرفين، والقائد المشارك لمجموعة العمل حول المادة المظلمة في المصادم LHC ".

"لقد اكتشف المصادم LHC حقًا مناطق جديدة للبحث عن جسيمات المادة المظلمة في شكل جسيمات ضخمة ضعيفة التفاعل، تغطي طيفًا كاملاً من الإشارات المحتملة التي تشير نظريًا إلى إنتاج المادة المظلمة أو إنتاج الجسيمات التي تحمل تفاعلات بين المادة المظلمة والمادة العادية. جميع النتائج الملاحظة متوافقة مع النماذج التي لا تتضمن المادة المظلمة، وتعلمنا بأنواع الجسيمات التي لم يعد من الممكن اعتبارها مظهرًا من مظاهر المادة السوداء، وقد أدت النتائج إلى تخيل المجربين طرق جديدة للبحث عن المادة المظلمة، ولكنها دفعت أيضًا المنظرين إلى إعادة التفكير في النظريات الحالية حول طبيعة المادة المظلمة، وفي بعض الحالات، لابتكار نظريات جديدة ".

افعلها أو شاهدها تتراجع أو ابحث عن هزاتها:

للبحث عن المادة المظلمة، لدى العلماء ثلاث استراتيجيات ممكنة: جعلها، ومشاهدتها تتراجع، أو البحث عن هزاتها. يحاول المصادم LHC صنع مادة مظلمة عن طريق اصطدام حزم البروتونات. تستخدم بعض التجارب التلسكوبات في الفضاء أو على الأرض لرصد العلامات غير المباشرة لجزيئات المادة المظلمة التي تصطدم وتتفكك في الفضاء. أخيرًا، تتعقب تجارب أخرى هذه الجسيمات المراوغة بطريقة أكثر مباشرة من خلال البحث، في أجهزة الكشف تحت الأرض، عن آثار "الهزات" التي تسببها للنواة الذرية عندما تضربها.

نهج "صنع" المادة المظلمة مكمل للطريقتين الأخريين. وبالتالي، إذا كان المصادم LHC سيكتشف جسيمًا محتملاً للمادة المظلمة، فيجب تأكيد ذلك من خلال تجارب أخرى قبل أن يُقال إنه بالفعل جسيم مادة مظلمة. على العكس من ذلك، إذا اكتشفت التجارب بشكل مباشر أو غير مباشر إشارة تفاعل مع جسيم المادة المظلمة، فيمكن تصميم التجارب في LHC لدراسة هذا التفاعل بدقة.

تعقب إشارة النبض المفقود والنتوءات:

 حدث في كاشف ATLAS مع فقدان نبضة عرضية. يتم تعويض الزخم المستعرض 265 GeV للفوتون (الخط الأصفر) بواسطة زخم عرضي مفقود 268 GeV (خط أحمر متقطع على الجانب الآخر من الكاشف). (الصورة: أطلس / سيرن)

كيف تبحث عن أدلة على إنتاج المادة المظلمة في تصادم البروتونات في مصادم الهادرونات الكبير؟ إن التوقيع الرئيسي لوجود جسيم المادة المظلمة في مثل هذه التصادمات هو ما يسمى بالزخم العرضي المفقود. للعثور على هذا التوقيع، يقوم العلماء بجمع نبضات الجسيمات التي تستطيع كواشف LHC رؤيتها، بشكل أكثر دقة النبضات المتعامدة مع حزم البروتون المتصادمة، من أجل تحديد موقع النبضة المفقودة مقابل القيمة الإجمالية لـ الزخم قبل الاصطدام. يجب أن يكون الأخير مساويًا للصفر لأن البروتونات تتحرك في اتجاه الحزمة قبل الاصطدام. إذا لم تكن القيمة الإجمالية للزخم بعد الاصطدام صفراً، فإن الزخم المفقود الذي يمكن حسابه يمكن أن يتوافق مع جسيم المادة المظلمة غير المكتشف.

الزخم المفقود هو أساس فئتين رئيسيتين من البحث في LHC. الأول ينبع مما يسمى بالنماذج الكاملة للفيزياء الجديدة، مثل النماذج تحت التناظر الفائق (SUSY). في هذه النماذج، الجسيمات المعروفة من النموذج القياسي المعياري لفيزياء الجسيمات لها شريك فائق التناظر يختلف دورانه (خاصية الكموم) بمقدار نصف وحدة. بالإضافة إلى ذلك، في العديد من نماذج التناظر الفائق، يكون أخف جسيم فائق التناظر هو الجسيمات الضخمة ضعيفة التفاعل (WIMP). تعد WIMPs واحدة من أكثر الجسيمات المرشحة إثارة للاهتمام لجزيئات المادة المظلمة لأنها يمكن أن تفسر وفرة المادة المظلمة في الكون. تركز الأبحاث التي تركز على WIMPs فائق التماثل على النبضة المفقودة لزوج من جسيمات المادة المظلمة وطائفة من الجسيمات و / أو الجسيمات المضادة تسمى اللبتونات.

فئة أخرى من البحث تتعقب النبضة المفقودة كتوقيع تنبع من النماذج المبسطة التي تتضمن جسيم المادة المظلمة الشبيه بـ WIMP وجسيم وسيط يتفاعل مع الجسيمات العادية المعروفة. يمكن أن يكون هذا الجسيم الوسيط إما جسيمًا معروفًا، مثل Z boson أو Higgs boson، أو جسيمًا غير معروف. في السنوات الأخيرة، اكتسبت هذه النماذج شعبية لأنها بسيطة جدًا مع بقائها عامة (النماذج الكاملة محددة وبالتالي لديها نطاق أقل)، ويمكن أن تكون بمثابة معيار لمقارنة نتائج تجارب LHC مع تلك تجارب على المادة المظلمة خارج المصادم. بالإضافة إلى النبضة المفقودة لزوج من جسيمات المادة المظلمة، تستهدف هذه الفئة الثانية من البحث جسمًا واحدًا على الأقل عالي الطاقة مثل نفاث الجسيمات أو الفوتون.

في حالة النماذج المبسطة، من الممكن، بدلاً من البحث عن الدافع المفقود، البحث ليس عن جسيم المادة المظلمة، ولكن عن الجسيم الوسيط من خلال تحوله (أو "الانحلال") إلى جسيمات عادية. ثم يبحث المرء في البيانات الناتجة عن التصادمات عن "نتوء" في المنحنى الذي يمثل الأحداث s، على سبيل المثال عثرة في التوزيع الشامل لأحداث ثنائية ليبتون.

من الأفضل تحديد أراضي WIMP:

ما هي النتائج التي حصلت عليها تجارب LHC في بحثها عن WIMPs؟ باختصار، لا توجد علامة على وجود المادة المظلمة WIMP. بتعبير أدق، استبعدوا مساحات شاسعة من المنطقة النظرية لـ WIMPs ووضعوا حدودًا قوية للقيم المحتملة لخصائص معينة لجسيمات المادة المظلمة وكذلك الجسيم الوسيط، مثل كتلتها وقوة تفاعلها مع الآخرين. حبيبات. تلخص كاترينا دوجليوني، عضو في تعاون أطلس، هذه النتائج على النحو التالي: "لقد أجرينا عددًا كبيرًا من عمليات البحث المحددة عن الجسيمات غير المرئية والجسيمات المرئية المشاركة في العمليات التي تنطوي على المادة المظلمة، وقد فسرنا النتائج، مما أدى إلى ظهور العديد من السيناريوهات التي تفترض أن المادة المظلمة تتكون من جسيمات WIMP، بدءًا من النماذج المبسطة إلى النماذج من نوع SUSY. كان هذا العمل ممكنًا بفضل التعاون بين المجربين والمنظرين عبر منصات المناقشة مثل مجموعة العمل حول المادة المظلمة، والتي تجمع بين المنظرين وممثلي تعاون ATLAS وCMS و LHCb. لوضع النتائج التي تم الحصول عليها في LHC في سياق البحث العالمي عن جسيمات WIMP، عن طريق الكشف المباشر وغير المباشر، كان أيضًا في صميم اهتمامات مجتمع المادة المظلمة، والذي يواصل مناقشة أفضل طريقة لاستغلالها التآزر بين التجارب المختلفة التي تسعى إلى نفس الهدف العلمي - للعثور على المادة المظلمة. "

مستشهدة على وجه الخصوص بمثال النتيجة التي تم الحصول عليها من البيانات من تجربة ATLAS، يخبر بريسيلا باني، الرئيس المشارك لمجموعة عمل المادة المظلمة في ATLAS، كيف قام التعاون مؤخرًا بغربلة جميع البيانات التي تم جمعها. من عام 2015 إلى عام 2018، خلال الجولة الثانية من المصادم LHC، للعثور على الأحداث التي يمكن أن تشكل تحلل بوزون هيغز إلى جسيمات المادة المظلمة. "لم نعثر على دليل على مثل هذا التفكك، لكننا تمكنا من وضع أقوى حد حتى الآن على احتمالية وقوع الحدث".

يناقش فيل هاريس، الرئيس المشارك لمجموعة عمل المادة المظلمة في CMS، البحث عن جسيم وسيط للمادة المظلمة يتحلل إلى جسيمين، مستشهداً بمثال البحث الأخير في CMS بناءً على البيانات التي تم جمعها أثناء من فترة التشغيل الثانية.

يقول هاريس: "إن البحث عما يسمى بالأحداث ذات النفاثتين أمر واعد للغاية لأنه يستكشف نطاقًا واسعًا من الجسيمات والقوى المتفاعلة".

يشرح Xabier Cid Vidal، الرئيس المشارك لمجموعة عمل Dark Matter في LHCb، كيف أن بيانات اضمحلال الميزون Bs التي تم جمعها أثناء التشغيل 1 والتشغيل 2 سمحت للتعاون LHCb بوضع حد ثابت للنماذج متماثل فائق بما في ذلك WIMPs. "تفكك الميزون Bs إلى ميونيين حساس جدًا للجسيمات فائقة التناظر مثل WIMPs فائق التماثل لأن التردد الذي يحدث به الانحلال يمكن أن ينحرف كثيرًا عن تنبؤات النموذج القياسي إذا كانت الجسيمات فائقة التناظر متورطة في العملية. أن كتلتها ستكون عالية جدًا بحيث لا يمكن اكتشافها مباشرة في LHC "، كما يوضح.

انظر للمستقبل:

"قبل عشر سنوات، بحثت التجارب (في LHC وفي أماكن أخرى) عن جسيمات المادة المظلمة في فترة زمنية بين كتلة البروتون (1 GeV) وعدد قليل من TeV. وبعبارة أخرى، كانوا يبحثون عن جسيمات WIMP الكلاسيكية، مثل تلك التي تنبأ بها التناظر الفائق. بعد عشر سنوات، تبحث تجارب المادة المظلمة الآن عن جسيمات تشبه WIMP ذات كتل منخفضة تصل إلى 1 إلكترون فولت أو تصل إلى 100 تيرا إلكترون فولت "، كما يقول تيم تايت. "أدى الافتقار إلى النتائج، خاصةً في LHC، إلى تطوير العديد من النظريات الأخرى حول طبيعة المادة المظلمة، بدءًا من المادة المظلمة الضبابية، المكونة من جسيمات ذات كتل منخفضة مثل 10−22 GeV إلى الثقوب السوداء البدائية التي تساوي كتلتها كتلة العديد من الشموس. لذلك بدأ مجتمع المادة المظلمة في توسيع آفاقه لاستكشاف نطاق أوسع من الاحتمالات ".

 التفسيرات المحتملة لطبيعة المادة المظلمة:

مع مصادمهم، بدأ علماء مصادم الهادرونات الكبير في استكشاف هذه الاحتمالات الجديدة. وهكذا بدأوا في دراسة الفرضية القائلة بأن المادة المظلمة كانت جزءًا من قطاع مظلم أكبر يضم عدة أنواع مختلفة من جسيمات المادة المظلمة. يمكن أن تشتمل جسيمات القطاع الأسود هذه على ما يعادل pho طن، الفوتون الأسود، الذي سيتفاعل مع الجسيمات الأخرى في القطاع المظلم وكذلك مع الجسيمات المعروفة، والجسيمات طويلة العمر، التي تنبأت بها أيضًا النماذج فائقة التناظر.

تقول كاترينا دوجليوني: "توفر سيناريوهات القطاع الأسود مجموعة جديدة من التواقيع التجريبية، وهذا ملعب جديد لعلماء الفيزياء".

"نحن الآن نطور الأساليب التجريبية التي نعرفها حتى نتمكن من التقاط أدلة نادرة وغير عادية في ضوضاء خلفية عالية. بالإضافة إلى ذلك، يستهدف عدد كبير من التجارب الحالية والمستقبلية أيضًا القطاع الأسود والجسيمات المتفاعلة. أضعف من WIMPs. بعض هذه التجارب، مثل تجربة FASER المعتمدة مؤخرًا، تجمع معارفهم وتقنياتهم وحتى مجمعهم المسرع بتجارب LHC الكبيرة، وستكمل نطاق أبحاث المادة المظلمة خارج WIMP في LHC، مثل مبادرة Physics Beyond Colliders. "

أخيرًا، لا يزال علماء المصادم LHC يعملون على البيانات من الجولة الثانية. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن البيانات التي تم جمعها حتى الآن، خلال فترتي التشغيل الأولى والثانية، لا تمثل سوى حوالي 5٪ من إجمالي البيانات التي سيتم تسجيلها بواسطة التجارب. لذلك، وبالنظر إلى الكم الهائل من المعرفة المكتسبة بعد التحليلات العديدة التي أجريت في LHC حتى الآن، فليس من المستحيل أن نأمل في أن ينجح LHC في اكتشاف جسيم المادة المظلمة في السنوات العشر القادمة.. يقول فيل هاريس: "حقيقة أننا لم نعثر عليها بعد، وإمكانية العثور عليها في المستقبل غير البعيد، هو ما يدفعني. لقد أظهر لنا العقد الماضي أن الأمر مهم قد يكون اللون الأسود مختلفًا عما اعتقدناه في البداية، لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع العثور عليه، " كما قال إكسابير سيد فيدال.

واختتمت بريسيلا باني بالقول: "لن نتجاهل أي مسار، بغض النظر عن الوقت الذي يستغرقه ومقدار العمل المطلوب".

فهم سلوك الطاقة المظلمة والمادة المظلمة

2099 المرآة الكونية العاكسة 8

تلسكوب إقليدس الفضائي عدسات الجاذبية المجرات الطاقة المظلمة المادة المظلمة exp

نشره Redbran في 17/2/2020 2:00 مساءً

المصدر: CNRS INSU

2099 المرآة الكونية العاكسة 9

تحسين إقليدس: ارتباط متبادل بين ما يمكن ملاحظته

لقياس المعلمات الكونية، سيستخدم تلسكوب إقليدس الفضائي مسبارين رئيسيين: عدسات الجاذبية (عدسات الجاذبية الضعيفة) وتوزيع المجرات (مجموعة المجرات). ستجعل هذه القياسات من الممكن على وجه الخصوص فهم سلوك الطاقة المظلمة والمادة المظلمة التي تؤثر على نمو الهياكل الكونية وبالتالي تسريع تمدد الكون.

 بالإضافة إلى آثاره على التطورات الآلية ومعالجة البيانات، يشارك Irfu بنشاط في تطوير الخوارزميات اللازمة للتحضير لاستخراج المعلمات الكونية التي سيتم اشتقاقها من قياسات إقليدس.

بالتنسيق مع فاليريا بيتورينو، عالمة الفيزياء في مختبر CosmoStat في Irfu، بالتعاون مع Tom Kitching (UCL) و Ariel Sanchez (MPE)، أكمل فريق دولي من Euclid مع خبرة تكميلية في النظرية والمراقبة العمل للتو 3 سنوات تميز الأداء المتوقع لإقليدس لتحقيقات المراقبة هذه.

تحقيقات تكميلية وليست مستقلة

سيكون Euclid قادرًا على تطبيق كلتا الطريقتين على نطاقات كبيرة جدًا:

- من ناحية أخرى، استخدام الضوء المنحرف أثناء مروره بالقرب من المادة المظلمة (العدسة)؛

- من ناحية أخرى، فإن استخدام ضوء المجرات كدالة للزمان والمكان يسمح بقياس تطور الهياكل الكبيرة.

يتمثل الجانب المبتكر في هذه المقالة على وجه الخصوص في التحقق من صحة الخوارزميات الخاصة بالملاحظتين، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرات الترابط المتبادل التي عادة ما يتم إهمالها. أظهر العلماء أن ارتباط تأثيرات المجسين مهم بشكل خاص لاختبار نماذج مختلفة من علم الكونيات وأن دقة النتائج تتحسن بمعامل ثلاثة من خلال تضمين هذه الارتباطات. في DAp، عمل سانتياغو كاساس على المجسين ومارتن كيلبينجر في جزء الارتباط المتبادل.

أدوات محسنة لاستخراج المعلمات

تزود هذه المقالة، المنشورة على موقع arxiv الإلكتروني، المجتمع بأساليب وطرق عددية موثوقة للتنبؤات الكونية لإقليدس. قدم المؤلفون أيضًا دليلًا متاحًا حول كيفية التحقق من صحة الخوارزمية الخاصة بك، مع مراجع مفيدة لمجتمع علم الكونيات والتجارب الأخرى.

  في هذه الأشكال، تُظهر الخطوط العريضة احتمالية تطابق البيانات المحاكية لمهمة مثل إقليدس مع هذه القيم لمعايير كونية مختلفة. ترتبط هذه المعلمات بتوسع الكون والطاقة المظلمة (w0، wa)، إلى كثافة المادة المظلمة والعادية (Ωm، o) الحالية. يتوافق كل محيط مع مجسات مختلفة: أرجواني لتكتل المجرات، وأزرق للعدسة، وبرتقالي للجمع بين الاثنين والأصفر بما في ذلك الارتباط المتقاطع. يمكننا أن نرى بوضوح أن الأخذ في الاعتبار ارتباط تأثيرات عدسة الجاذبية وتشتت المجرة يحسن دقة المعلمة المستخرجة (الدقة تتحسن حتى عامل 3 من البنفسجي إلى الأصفر).

 درب التبانة مجرة مليئة بالحضارات الذكية

 مجرة درب التبانة مليئة بالحضارات المنقرضة كما صرح توماس بواسون 21 ديسمبر 2020 درب التبانة شغل غطاء الحضارات المتلاشية | ناسا في عام 1961، قدم عالم الفيزياء الفلكية فرانك دريك معادلة لتقييم حدوث الحضارات الذكية في المجرة. على الرغم من أن هذه المعادلة مثيرة للاهتمام، إلا أنها تتضمن العديد من المتغيرات التي تكون قيمها (في ذلك الوقت) غير معروفة أو محدودة للغاية. في الآونة الأخيرة، طور فريق من الباحثين نسخة أكثر دقة من المعادلة، بناءً على مجموعات بيانات مقيدة بشكل أفضل. كشفت نتائجهم أنه إذا كانت مجرة درب التبانة مأهولة بالحضارات الذكية، فربما يكون معظمها قد اختفى بالفعل بعد إبادة الذات. ربما تكون معظم الحضارات خارج كوكب الأرض التي انتشرت في مجرتنا قد دمرت بالفعل. هذه نتيجة دراسة جديدة نُشرت على خادم ما قبل الطباعة arXiv، والتي استخدمت علم الفلك الحديث والنمذجة الإحصائية لرسم خريطة لظهور وموت الحياة الذكية في الزمان والمكان من خلال درب التبانة. تتوافق نتائجهم مع تحديث أكثر دقة لمعادلة شهيرة كتبها فرانك دريك مؤسس البحث عن ذكاء خارج الأرض في عام 1961. اعتمدت معادلة دريك، التي أشاعها العالم الفيزيائي كارل ساغان في مسلسله الصغير كوزموس، على عدد من المتغيرات الغامضة - مثل انتشار الكواكب في الكون. هذا المقال الجديد، الذي كتبه ثلاثة فيزيائيين من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أكثر واقعية بكثير. إنه يشير إلى أين ومتى من المرجح أن تحدث الحياة في درب التبانة، ويحدد العامل الأكثر أهمية الذي يؤثر على انتشارها: ميل المخلوقات الذكية إلى إبادة الذات. "منذ أيام كارل ساغان، كان هناك الكثير من الأبحاث. على وجه الخصوص من تلسكوب هابل الفضائي وتلسكوب كبلر الفضائي، لدينا الكثير من المعرفة حول كثافات [الغاز والنجوم] في مجرة درب التبانة ومعدلات تكون النجوم والكواكب الخارجية ... بالإضافة إلى قال المؤلف المشارك للدراسة جوناثان جيانغ، عالم الفيزياء الفلكية في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا "معدل حدوث انفجارات المستعر الأعظم". العوامل المؤثرة في تطور الحياة الذكية. درس المؤلفون مجموعة من العوامل التي يعتقد أنها تؤثر على تطور الحياة الذكية، مثل انتشار النجوم الشبيهة بالشمس التي تأوي كواكب شبيهة بالأرض. تواتر المستعرات الأعظمية الفتاكة والمتفجرة؛ الاحتمال والزمن اللازمين لتطور الحياة الذكية إذا كانت الظروف مناسبة؛ والميل المحتمل للحضارات المتقدمة لتدمير نفسها. الظهور الرسومي بطريقة ذكية للحياة في درب التبانة.

2099 المرآة الكونية العاكسة 10

رسم بياني يوضح عمر درب التبانة بمليارات السنين (المحور ص) مقابل المسافة من مركز المجرة (المحور السيني)، ويكشف عن عتبة لتطور الحضارات بعد 8 مليارات سنة من تشكل المجرة و 13000 سنة ضوئية من مركز المجرة  © Xiang Cai et al. 2020

من خلال نمذجة تطور مجرة درب التبانة بمرور الوقت مع وضع هذه العوامل في الاعتبار، وجد الباحثون أن احتمال ظهور الحياة بناءً على عوامل معروفة بلغ ذروتها عند حوالي 13000 سنة ضوئية من مركز المجرة و8 مليارات سنة بعد تشكل المجرة. الأرض، في المقابل، تبعد حوالي 25000 سنة ضوئية عن مركز المجرة، وظهرت الحضارة الإنسانية على سطح الكوكب بعد حوالي 13.5 مليار سنة من تشكل مجرة درب التبانة (على الرغم من أن الحياة بسيطة ظهرت بعد فترة وجيزة من تشكيل الكوكب). بعبارة أخرى، ربما نكون حضارة رائدة في جغرافيا المجرة، ومتقاعسون في ظهور الحياة الذكية داخل مجرة درب التبانة. ولكن، بافتراض أن الحياة تنشأ في كثير من الأحيان بشكل كافٍ وتصبح ذكية في النهاية، فمن المحتمل أن تكون هناك حضارات أخرى - تتجمع في الغالب حول شريط من 13000 سنة ضوئية، بسبب انتشار النجوم الشبيهة بالشمس. فقدت الحضارات بسبب فناء الذات من المحتمل أن تكون معظم تلك الحضارات الأخرى التي لا تزال موجودة في المجرة اليوم شابة، نظرًا لاحتمال أن تكون الحياة الذكية عرضة تمامًا للإبادة على مدى فترات طويلة من الزمن. على الرغم من أن المجرة قد وصلت ذروة الحضارة منذ أكثر من 5 مليارات عام، كتب الباحثون أن معظم الحضارات التي كانت موجودة في ذلك الوقت ربما دمرت نفسها بنفسها. هذه النقطة الأخيرة هي المتغير الأكثر غموضًا في المقالة: كم مرة تقضي الحضارات على نفسها؟ لكنها أيضًا الأهم في تحديد مدى الحضارة. حتى الخطر الضئيل للغاية لمحو حضارة معينة في أي قرن معين - على سبيل المثال، عن طريق المحرقة النووية أو تغير المناخ الذي لا يمكن السيطرة عليه - يعني أن الغالبية العظمى من الحضارات المتقدمة في درب التبانة قد تلاشى واختفى بالفعل … المصادر: arXiv

 

جواد بشارةإعداد وتحرير وترجمة د. جواد بشارة

 لعد قرون طويلة مرت، من عصر الإغريق القدماء إلى ستيفن هاكوينغ، كان علماء الفيزياء مهتمين بمفهوم الفراغ. اعتقد أسلافنا أن الكواكب الباردة والمظلمة للكون، المنتشرة بين بين النجوم والكواكب في المجرات، كانت مليئة بالعدم، مع بعض الغياب للوجود. تدريجيًا، تم التخلي عن فكرة العدم، بينما أصبحت أدوات القياس لدينا أكثر دقة.  واليوم، وبفضل ميكانيكا الكموم، نعلم أن الفراغ على نطاق مجهري هو عبارة عن فوضى تغمرها الطاقة. وعلى نطاق كوني، من المحتمل أن تكون مليئة بالطاقة السوداء أو المظلمة. تشير عدة فرضيات إلى أن كوننا نفسه قد يكون نتاجًا للفراغ. وإذا كان الأمر كذلك، فهل ستكون هذه الظاهرة قابلة للتكرار بشكل مصطنع لحضارة متقدمة؟ الكون ليس فارغًا تمامًا ولا مظلمًا. حتى خارج المجرات، يمكن لرائد الفضاء العثور على بروتون واحد على الأقل، في المتوسط ، في كل متر مكعب. وكذلك الفوتونات من الإشعاع الكوني المنتشر. ومع ذلك، يمكن للمرء أن يتخيل بسذاجة أن المسافة بين هذه الجسيمات فارغة. في الواقع، اعتقد علماء الذرة الأوائل في اليونان القديمة أن الفراغ يعني العدم.

2089 كوننا 1

ليست هذه هي القضية. إذ أن جزء مهيمن من الكتلة الكونية - حوالي الثلثين - يرتبط حاليًا بـ "الطاقة السوداء أو المظلمة" التي تتغلغل في الفراغ ، مما يؤدي إلى دفع وصد الجاذبية البادئة على المادة بطريقة النبذ ويسرع من تمدد الكون. تشير أحدث القياسات إلى أن الفراغ يتصرف مثل الثابت الكوني الذي أضافه ألبرت أينشتاين إلى معادلاته منذ قرن من الزمان عندما تصور إمكانية افتراضية لكون ثابت، تكون فيه الثقالة الجاذبة للمادة متوازنة. أما بصد الفراغ فإن كوننا الحالي لا يتوسع فحسب، بل إنه يتمدد بشكل متساوٍ، حتى بالنسبة للمناطق الموجودة على جانبي أفقنا الكوني، والتي لم يكن لديها وقت للتواصل. التفسير الشائع لهذا اللغز الظاهر هو التضخم الكوني الفوري المفاجئ والهائل، الذي اقترحه آلان غوث كحل، وحاز بفضله على جائزة نوبل للفيزياء، وهي فترة مبكرة تسبب فيها الفراغ في التوسع المتسارع لفترة محدودة، بحيث تنهار المناطق التي كانت قريبة في البداية ومتصلة سببياً، حيث باتت أخيرًا منفصلة لدرجة أنها الآن تقع على جوانب متقابلة من سمائنا. إذا كان الأمر كذلك، فقد سيطر الفراغ، والمقصود به هنا الطاقة الغامضة والغريبة المسماة السوداء أو المعتمة أو المظلمة، على التوسع في بداية ونهاية تاريخنا الكوني. فالفراغ: يغلي بالطاقة حسب ميكانيكا الكموم إذا أردنا العثور على الفراغ تمامًا، فيمكننا تخيل منطقة افتراضية خارج الحجم المرصود لكوننا حيث يختفي الثابت الكوني ولا توجد مادة أخرى. هل ستكون هذه المنطقة فارغة؟ الجواب، مرة أخرى، لا. وفقًا لميكانيكا الكموم، ستشهد دائمًا تقلبات الفراغ الكمومية، مع ظهور الجسيمات الافتراضية لفترة وجيزة. تم تأكيد حقيقة هذه التقلبات العابرة تجريبياً من خلال عدد من التأثيرات من بينها تأثير كازيمير.

2089 كوننا 2

تأثير كازيمير هو قوة جذابة تظهر بين لوحين متوازيين غير محملين. إنه ناتج عن وجود تقلبات كمومية في الفراغ تدفع الصفائح ضد بعضها البعض، حيث تكون كثافة الطاقة بين الألواح أقل من الخارج. سبيل المثال، عندما يتم وضع لوحين معدنيين متوازيين مع بعضهما البعض، فإنهما يحدان من الطول الموجي للتقلبات الكهرومغناطيسية الافتراضية في الفراغ بينهما، مما ينتج عنه قوة بينهما، وهو ما يسمى تأثير كازيمير. وبالمثل، ينتج عن التفاعل بين تقلبات الفراغ والإلكترون في ذرة الهيدروجين فرق طاقة بين حالات الإلكترون 2S1 / 2  و 2P1 / 2 ، وينتج انزياح الحمل بين مستويات الطاقة بالإضافة إلى ذلك ، يمكن للحقل الكهربائي القوي بما فيه الكفاية تسريع الإلكترونات والبوزيترونات الافتراضية في الفراغ ، بحيث تتجسد في جزيئات حقيقية وتؤدي إلى تأثير شوينغر للاقتران. بالقياس، تولد الجاذبية القوية لأفق الحدث للثقب الأسود إشعاعًا حراريًا من الفراغ وتتسبب في تبخر هوكينغ. محاكاة للفراغ الكمومي تظهر الفوضى المتصاعدة للجسيمات الافتراضية التي تظهر وتختفي باستمرار كما في الصورة أدناه.

2089 كوننا 3

  في الواقع، يتولد الإشعاع الحراري عن طريق الفراغ ليس فقط في الثقوب السوداء، ولكن في جميع الأنظمة التي لها آفاق سببية. على سبيل المثال، يحتوي المسبار المتسارع على أفق رندلر Rindler يكتشف منه التوزيع الحراري للإشعاع، مما يوفر تأثير يونيرو Unruh وبالمثل، فإن أفق الكون المتسارع بشكل كبير له درجة حرارة دي سيتر De stter، لذا يحق لنا طرح السؤال التالي هل الانفجار الكبير يمكن أن يكون نتيجة لتقلب كمومي في الفراغ؟ خلال التضخم الكوني المتسارع في هذا الصدد، تم إنشاء تقلبات الفراغ ذات الصلة والتي من المحتمل أن تؤدي إلى ظهور هياكل المجرات وعناقيد المجرات. إذا حدث هذا، فنحن مدينون بوجودنا للتقلبات الكمومية الأولى. بذرة الحياة في الفراغ. لكن يمكننا التفكير في المزيد من الأسئلة الأساسية. بما أن علماء الذرة كانوا مخطئين ولا يمكن العثور على الفراغ، فماذا كان هناك قبل الانفجار العظيم؟ هل ولد كوننا من تذبذب الفراغ؟ لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة إلا في إطار نظرية الجاذبية الكمومية التي تجمع بين ميكانيكا الكموم والجاذبية النسبية، وهو ما لا نملكه بعد. ومالم يتم اكتشاف وتطوير هذه النظرية الجامعة والموحدة المنتظرة، وهي نظرية كل شيء ، لن نكتشف جذورنا الكونية. كما هو الحال في تأثير شوينغر، من الممكن تصور أن التقلب العنيف للفراغ يمكن أن يخلق الكون. يعتمد ما إذا كان هذا ممكنًا أم لا على التفاصيل الدقيقة وهو موضوع بحث نشط، مثل انعكاس الزمن لانهيار ثقب أسود ثقالي. يمكن أن يكون لآلية الولادة الاصطناعية آثار مثيرة للاهتمام على أصولنا الكونية. إذا تم إنشاء كوننا في مختبر حضارة أخرى، يمكن للمرء أن يتخيل سلسلة لا نهاية لها من أكوان الأطفال التي ولدت من بعضها البعض من قبل الحضارات التي طورت الرحم التكنولوجي القادر على ولادة أكوان جديدة. في هذه الحالة، فإن الحبل السري لانفجارنا العظيم الذي ولد كوننا المرئي، سيكون له أصله في المختبر الكوني الكلي الأكبر.

ماذا كان هناك قبل الانفجار العظيم؟:

2089 كوننا 4

 يصف النموذج الكوني القياسي الانفجار العظيم بأنه فترة شديدة الكثافة والحرارة كان الكون قد مر بها منذ حوالي 13.8 مليار سنة، لتؤدي بعد ذلك إلى عملية التضخم والتوسع التي نلاحظها. اليوم. إذا كانت رياضيات النسبية العامة قد استبعدت لفترة طويلة أي احتمال لحدوث ما قبل الانفجار العظيم، فقد أدرك علماء الكونيات لعدة سنوات أن نظرية أينشتاين غير مكتملة وأنهم يطورون نماذج نظرية تقترح فرضيات تتعلق بفيزياء ما قبل الانفجار العظيم. أول شيء يجب فهمه هو ما هو الانفجار العظيم حقًا. يقول شون كارول، عالم الفيزياء النظرية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: "الانفجار العظيم لحظة من الزمن، وليست نقطة في الفضاء". قال كارول إنه من الممكن أن يكون كون رالــ  Big Bang صغيرًا أو كبيرًا بشكل لا نهائي ، لأنه لا توجد طريقة للعودة بالزمن إلى ما لا يمكننا حتى رؤيته اليوم. كل ما نعرفه حقًا أنه كان كثيفًا جدًا جدًا وسرعان ما أصبح أقل كثافة. ويضيف كارول: "بغض النظر عن مكان وجودك في الكون، إذا عدت إلى الوراء 14 مليار سنة، فستصل إلى هذه النقطة حيث كان الجو حارًا للغاية، كثيفًا، والتي اصطلح العلماء على تسميتها بالفرادة الكونية sikgularité ، ويليه توسع سريع". لا أحد يعرف بالضبط ما كان يحدث في الكون إلا بعد ثانية واحدة من الانفجار العظيم، عندما تبرد الكون بدرجة كافية لتصطدم البروتونات والنيوترونات وتترابط. لتكوين الذرات يعتقد العديد من علماء الكونيات أن الكون قد مر بعملية توسع أسي، تسمى التضخم الفوري الهائل والمفاجيء، خلال هذه الثانية الأولى. هذا من شأنه أن ينعم نسيج الزمكان ويمكن أن يفسر سبب توزيع المادة بالتساوي في الكون اليوم. طبيعة الكون قبل الانفجار العظيم مجهولة، ومن المحتمل أنه قبل الانفجار العظيم، كان الكون عبارة عن مساحة لا نهاية لها من المواد الكثيفة شديدة الحرارة، وبقي في حالة ثابتة حتى حدث الانفجار العظيم لسبب ما. ووفقًا لكارول، قد يكون هذا الكون المتمرد محكومًا بميكانيكا الكموم. لذلك كان الانفجار العظيم يمثل اللحظة التي تولت فيها الفيزياء الكلاسيكية دور المحرك الرئيسي لتطور الكون. بالنسبة لستيفن هوكينغ، هذه اللحظة ليست ذات صلة بمرحلة قبل الانفجار العظيم، حيث كانت الأحداث لا حصر لها، وبالتالي غير محددة. أطلق هوكينغ على هذا "الاقتراح اللامحدود": الزمان والمكان محدودان، لكن ليس لهما حدود أو نقاط بداية أو نقاط نهاية، بنفس الطريقة التي يكون بها كوكب الأرض محدودًا، لكن لا ليس له حافة. قال هوكينغ في عام 2018: "نظرًا لأن الأحداث التي سبقت الانفجار العظيم لم يكن لها عواقب رصدية، فقد نرفضها أيضًا من النظرية ونقول إن الطقس بدأ في الانفجار العظيم". أو ربما كان هناك شيء آخر قبل الانفجار العظيم يستحق اهتمام الفيزيائيين. إحدى الفرضيات هي أن الانفجار العظيم ليس بداية الزمن، بل لحظة تماثل. في هذه الفكرة، قبل الانفجار العظيم، كان هناك كون آخر مطابق لهذا الكون، ولكن مع زيادة إنتروبيا نحو الماضي بدلاً من المستقبل. إن نمو الانتروبيا، أو "الفوضى" المتنامية في نظام ما، هو أساسًا سهم الزمن، لذلك في هذا الكون المرآة، سيكون الزمن معكوساً، أي سيكون الزمن عكس ذلك الذي كان الزمن في الكون الحديث وكوننا سيكون في الماضي. يقترح أنصار هذه النظرية أيضًا أن الخصائص الأخرى للكون قد انعكست في هذا الكون المرآة. على سبيل المثال، اقترح الفيزيائي ديفيد سلون David Sloan، الفيزيائي بجامعة أكسفورد، أن عدم التناسق في الجزيئات والأيونات (يسمى تراسل أو مراسلة chiralités  في اتجاهات معاكسة لما هو عليه في كوننا.

2089 كوننا 5

 من الارتداد الكبير  Big Bounce إلى الكون المتعدد Multivers تجادل نظرية ذات صلة بأن الانفجار العظيم لم يكن بداية كل شيء ، بل كان نقطة زمنية انتقل فيها الكون من فترة تقلص إلى فترة توسع. تشير فكرة "الارتداد الكبير" إلى إمكانية حدوث انفجارات كبيرة لانهائية بينما يتوسع الكون ويتقلص ويتوسع مرة أخرى. المشكلة مع هذه الأفكار، وفقًا لكارول، هي أنه لا يوجد تفسير لسبب أو كيف يتقلص الكون المتوسع ويعود إلى حالة من الكون المنخفض. وفقًا لنظريات الأغشية البرانات، فإن كوننا موجود في غشاء يطفو جنبًا إلى جنب مع أغشية أخرى في "كتلة" الكون الكلي، الكون الفائق بأكثر من 4 أبعاد. بالنسبة للنظريات الكونية البرانية، المستمدة عمومًا من نظرية الأوتار الفائقة، فإن الانفجار العظيم، ثم كوننا ، كان سيظهر بعد اصطدام برانير في الجزء الأكبر من الكون بأكثر من أربعة أبعاد. هذا النموذج للكون، المسمى بالكون ekpyrotic ، يعني افتراضًا طبيعيًا وجود كون متعدد. نظريات أخرى مثل التضخم الأبدي تقترح أن فقاعات الكون سوف تنشأ في كون أكبر في تضخم لانهائي. لدى كارول وزميلته جينيفر تشين رؤيتهما الخاصة لما قبل الانفجار العظيم. في عام 2004، اقترح الفيزيائيون، ربما، أن الكون كما نعرفه هو نسل الكون الأصلي الذي انفصل عنه بعض الزمكان. يوضح كارول قائلاً: "إنها مثل النواة المشعة المتحللة": عندما تتحلل النواة، فإنها تنبعث منها جسيم ألفا أو بيتا. يمكن للكون الأصلي الكلي المطلق أن يفعل الشيء نفسه، باستثناء أنه بدلاً من الجسيمات، فإنه يبعث "أكوانًا طفولية"، ربما إلى ما لا نهاية. سيحدث هذا الجيل من أكوان الأطفال من خلال التقلبات الكمومية في الكون الأم. هذه الأكوان الوليدة هي "أكوان متوازية حرفيًا"، ولا تتفاعل أو تؤثر على بعضها البعض. ربما يكون العلماء قد حددوا جزءًا من الدليل على وجود أكوان أخرى قبل كوننا كما صرح العالم جوناثان بايانو في 17 أغسطس 2018 في ورقته عن الكون الدوري أو التعاقبي والارتداد الكبير.

2089 كوننا 6

عن مكتبة صور العلوم

يقول العلماء إنهم حددوا أدلة محتملة تظهر وجود أكوان أخرى قبل كوننا. تستند استنتاجات الدراسة إلى ملاحظات عن عناصر منبهة في سماء الليل، أي "بقايا الثقب الأسود" من كون سابق. لفهم ما يقوم عليه هذا الاكتشاف، دعنا نبدأ بتقديم مفهوم "علم الكون الدوري" أو "الأكوان الدورية" أو المتعاقبة. تستند فكرة الأكوان الدورية على نموذج علم الكون الدوري المطابق للعالم البريطاني روجرز بنروز (CCC). وهي النظرية التي وفقًا لها أن كوننا يمر بدورات ثابتة بما في ذلك الانفجارات الكبيرة والضغط الكوني، على عكس النموذج القياسي لعلم الكونيات، حيث كانت هناك بداية واحدة فقط ونفس البداية (الانفجار العظيم). نظرًا لأن معظم الكون يتم تدميره من دورة إلى أخرى، يقول فريق الباحثين إن بعض الإشعاع الكهرومغناطيسي يمكن أن ينجو من عملية "التجديد". تم نشر نتائجهم على خادم arXiv. قال روجر بنروز، عالم الفيزياء الرياضياتية بجامعة أكسفورد، لمجلة نيو ساينتست: "ما ندعي رؤيته هو آخر بقايا بعد تبخر ثقب أسود في الكون السابق". بنروز هو أيضًا مؤلف مشارك للدراسة ومؤلف مشارك لنظرية CCC. ويأتي "الإثبات" على شكل "نقاط هوكينغ"، التي سميت على اسم الراحل ستيفن هوكينغ. افترض الفيزيائي الشهير أن الثقوب السوداء ستصدر إشعاعات تُعرف بإشعاع هوكينغ. يقترح بنروز وزملاؤه أن مثل هذا الإشعاع سيكون قادرًا على الانتقال من كون إلى آخر. وفقًا لهم، يمكن أن تظهر نقاط هوكينغ في الحرارة المتبقية من الانفجار العظيم ، والمعروفة باسم الخلفية الكونية الميكروية المنتشرة(CMB).

2089 كوننا 7

 تبدو نقاط هوكينغ مثل دوائر الضوء على خريطة CMB ، تسمى "أوضاع B". على اليسار، محاكاة للأنماط E وعلى اليمين محاكاة للأنماط B. تصف هذه الأنماط الاستقطاب الخطي للإشعاع الأحفوري. تشير الأشرطة البيضاء إلى اتجاه الاستقطاب في منطقة من السماء. تتنبأ نظرية التضخم بوجود أنماط B. واين كانت في السابق، كانت هذه "النقاط شاذة "(أنماط B) في الإشعاع CMB كان يُعتقد أن سببها هو موجات الجاذبية للغبار بين النجوم. لكن بنروز وزملائه يزعمون أن نظريتهم يمكن أن تقدم إجابة مثيرة للاهتمام. علاوة على ذلك، كجزء من مشروع BICEP2، الذي يهدف إلى رسم خريطة كاملة للأشعة الكونية الأحفورية الخلفية المنتشرة CMB ، ربما اكتشف الباحثون بالفعل نقطة هوكينغ. كتب الفريق في ورقتهم البحثية: "في حين أن هذا يبدو مشكلة بالنسبة للتضخم الكوني، فإن وجود مثل هذه النقاط الشاذة هو نتيجة ضمنية لعلم الكونيات الدوري المطابق (CCC)". "على الرغم من أن درجة الحرارة عند الانبعاث منخفضة للغاية ، إلا أن هذا الإشعاع في CCC يتركز بشكل كبير ، بسبب الضغط المطابق للثقب الأسود بأكمله ، مما يؤدي إلى نقطة واحدة في عصرنا الحالي (العصر الكوني).  لا تخلو نظرية الكون الدوري من الجدل. تشير معظم حججنا الحالية إلى أن توسع الكون يتسارع، لأن الكون ليس كثيفًا بدرجة كافية للضغط في نقطة واحدة والتوسع مرة أخرى (إشارة إلى نظرية الارتداد الكبير). The Big Bounce (أو Phoenix Universe) ، وهو نموذج كوني دوري يتضمن تطورًا للكون يؤدي إلى التناوب بين الانفجار الكبير  Big Bang و Big Crunch الإنكماش الكبير، تليها أزمة كبيرة مباشرة بانفجار كبير). لذلك، في الوقت الحالي، لا يوجد حتى الآن أي دليل كوني حقيقي على إشعاع هوكينغ، ناهيك عن حقيقة أن نقاط هوكينغ التي ذكرها المؤلفون لم يتم التحقق منها بعد. لذلك في حين أن هذه نظرية مثيرة للاهتمام، لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن يدعي أي شخص الوجود النهائي المثبت لكون سابق. المصادر: arXiv.org ، عالم جديد.

 

 

جواد بشارةإعداد وترجمة د. جواد بشارة

كيفية كشف الغموض العظيم للكون من خلال تجاوز" جدار الضوء ربما تكون على دراية بحاجز الصوت، الذي تعبره بانتظام طائرات تتحرك بسرعة تزيد عن 340 مترًا في الثانية. لكن هل تعرف ما هو «جدار الضوء"؟ نعم، من الممكن تجاوز الفوتون أثناء الركض. وستساعدنا هذه الظاهرة في الكشف عن أحد أعظم أسرار الكون. من المستحيل تجاوز سرعة الضوء، كما قيل لنا منذ قرن. تنص النسبية الخاصة على أن وصول الجسيم الضخم إلى هذه السرعة يتطلب طاقة غير محدودة. نعم، لكن فارق بسيط: إنها سرعة الضوء التي لا يمكن تجاوزها. تعلمون، أنc الصغير من E = mc²، المعادلة الشهيرة التي تؤسس علاقة بين الكتلة (m) والطاقة (E). الآن، c هي سرعة الضوء في الفراغ ، أو 299،792،458 مترًا في الثانية. لا شيء يمنعنا من البدء بإبطاء الفوتونات (الجسيمات التي "تنقل" الضوء) في محاولة للتغلب عليها ... يتم تحديد سرعة الموجة الضوئية في الوسط وفقًا لمعامل الانكسار n. معلمة بسيطة: نقسم c على n لحساب السرعة "الجديدة". في الفولاذ، على سبيل المثال، معامل الانكسار 2.5. ثم يتم إبطاء الفوتونات إلى حوالي 120000 كم / ثانية. ماذا لو نجح شيء سريع بما فيه الكفاية في تجاوز الضوء مستفيدًا من حقيقة أنه مقيد بمحيطه؟ تأثير فافيلوف-شيرينكوف عليك أن تعترف أنه من الصعب التحرك في الفولاذ. لنذهب إلى الماء الذي معامل انكساره 1.33. لإنشاء جسيم سريع (ومشحون)، نحتاج إلى ظاهرة قوية. لنأخذ الانشطار النووي، على سبيل المثال. يقسم النيوترون نواة ثقيلة مسبباً انبعاث الجسيمات المشحونة. البنغو: هذه الجسيمات سريعة جدًا لدرجة أنها تتجاوز الفوتونات في الماء. مثل طائرة تلحق بالموجات الصوتية التي تنبعث منها، مخترقة حاجز الصوت، تعبر هذه الجسيمات "جدار الضوء". يشرح جان فيليب لينين، عالم الفيزياء الفلكية في المعهد الوطني للفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات، أن "هذه الظاهرة ستخلق إشعاعًا محددًا للغاية". عندما يتحرك الجسيم المشحون سوف يزعج كل الذرات التي يصادفها. سيكون هناك تأثير استقطاب. "سيخلق الجسيم حقلاً كهربائيًا محليًا، وستصدر الذرات التي يعبرها في مسارها موجات كهرومغناطيسية. هذا الأخير، ذو التردد العالي إلى حد ما، سوف ينبعث باللون الأزرق والأشعة فوق البنفسجية. وهذا ما يسمى بإشعاع شرينكوف، أو تأثير فافيلوف-شيرينكوف. لوحظت هذه الظاهرة في غرف التبريد لمحطات الطاقة النووية، والتي ينبعث منها ضوء أزرق. تمامًا كما هو الحال مع حاجز الصوت، يؤدي مرور "الجدار الخفيف" هذا إلى انبعاث مخروط (غير مرئي للعين المجردة). نظرًا لكون الجسيم المشحون أسرع من الضوء، فإنه يترك في أعقابه انتشار الموجات الزرقاء. يقول الدكتور دون لينكولن من مختبرFermilab في إلينوي:

2081 بشارة

 "شكل هذا المخروط يمكن أن يعطي فكرة عن سرعة الجسيم". حجم مخروط الضوء الأزرق حسب سرعة الجسيم المشحون (باللون الأحمر). النقاط السوداء هي الذرات التي تنبعث منها إشعاعات نتيجة مرور الجسيم. // المصدر: لقطة شاشة Fermilab YouTube .

اختراق واحد من أعظم الألغاز في الكون حسنًا، تأثير Cerenkov يخلق ضوءًا أزرق. لكن هل من المفيد حقًا مشاهدته؟ نعم، بل إنه ضروري. في حين أن العديد من الجسيمات منفصلة لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل اكتشافها، فإن مجرد حقيقة أنها تطلق إشعاع سيرينكوف يمكن أن تسمح لنا بدراستها. يستخدم هذا التأثير بشكل خاص في Super-Kamiokande ، وهو كاشف ضخم للنيوترينو في اليابان. "النيوترينو جسيم شبحي"، يشرح جان فيليب لينين. إنه خفيف جدًا ولا يتفاعل مع المادة. ولكن عندما يحدث (إذا كان نشيطًا بدرجة كافية)، فإنه يطلق سلسلة من الجسيمات الثانوية التي ستسبب بحد ذاتها إشعاع سيرينكوف. إذا اكتشفها Super-Kamiokande ، فسنكون قادرين على دراسة هذه الجسيمات الثانوية ، وبالتالي النيوترينوات. « ربما تسمح لنا دراسة النيوترينوات بالإجابة على سؤال أساسي : لماذا يتكون كل شيء من المادة؟ عندما تم إنشاؤه، كان الكون مكونًا من مادة ومادة مضادة، مما أباد بعضهما البعض. إلا أنه كان هناك عدم تناسق: مادة أكثر بقليل من المادة المضادة. لم يتضح سبب ذلك بعد، لكن للنيوترينوات دور تلعبه. ومن هنا تأتي أهمية دراستها جيداً. ينتج تأثير سيرنكوف Cerenkov أيضًا عندما تدخل أشعة غاما (فوتونات عالية الطاقة) إلى الغلاف الجوي. يأتون لإطلاق سلسلة المفاصل المشحونة، والتي بدورها تنتج الضوء الأزرق عن طريق تعطيل الجزيئات في الهواء. يقع الكشف عن هذا الإشعاع لدراسة أشعة غاما في صميم تجربة تسمى "مصفوفة تلسكوب سيرينكوف" ، والتي يعد جان فيليب لينين جزءًا منها. إنه مشروع دولي يجمع 1400 باحث وفني حول العالم، يعملون على إعداد الجيل القادم من التلسكوبات القادرة على اكتشاف الأجسام الفضائية البعيدة. الهدف: امتلاك أدوات قوية بشكل متزايد لفهم الكون بشكل أفضل.

 

 

جواد بشارةإعداد وترجمة: د. جواد بشارة

 بعد الانفجار العظيم، تطور الكون وفقًا لرؤية أينشتاين. وبعد قرن من الزمان، لا تزال مفاهيم الزمكان التي تخيلها الفيزيائي اللامع تشغل أذهان العلماء.  بداية لا نهائية من خلال دفع حدود النظرية والخيال كما فعل أينشتاين، يجرؤ علماء الكونيات على تخيل أن كوننا ليس الوحيد الموجود. يمكن أن يكون الانفجار العظيم في أصل كل ما نعرفه عن المكان والزمان مجرد بداية واحدة من بين عدد لا يحصى من البدايات الأخرى لأكوان أخرى. السيناريو، الذي  أوضحه الفنان في اللوحة أدناه، يأتي من نظرية التضخم الهائل والفوري، وهي نفسها نظرية وريثة للنظرية النسبية العامة التي وضعها أينشتاين.

2077 الكون 1

تشير النسبية إلى أن المكان والزمان يمكن أن يتوسعا إلى أبعاد شاسعة من نقطة انطلاق واحدة؛ يصف التضخم كيف نما كوننا ليكبر في لحظاته الأولى ويقترح أن نفس الظاهرة يمكن أن تحدث في أي مكان، طوال الوقت. النتيجة؟ امتداد للفضاء مليء بفقاعات الطاقة، العديد من الانفجارات الكبيرة، كل منها في أصل كون جديد. وليست كل هذه الأكوان متشابهة. حيث تتألق مجراتنا من بين عدد لا نهائي من المجرات (الزاوية اليمنى السفلية)، يمكن أن تحتوي المجرات الأخرى على عدة أبعاد أو أشكال مختلفة من المادة. في بعضها تعمل قوانين الفيزياء بشكل مختلف، كما هو الحال في الكون الملتوي في أعلى يسار الصورة. في 29 يناير 1931، قام الفيزيائي البارز ألبرت أينشتاين وعالم الفلك الموثوق به إدوين هابل في فترة الاستراحة جالسين في المقاعد الجلدية الفاخرة لسيارة بيرس أرو الأنيقة، للقيام بجولة في جبل ويلسون في جنوب كاليفورنيا. قاد السائق الرجلين عبر الطريق المتعرج الطويل المغبر الذي قادهما إلى المرصد في الأعلى، على بعد كيلومترين تقريبًا فوق باسادينا. توج جبل ويلسون بأكبر تلسكوب في العالم في ذلك الوقت، وكان أيضًا مسرحًا للانتصارات الفلكية للدكتور هابل. في عام 1924، استخدم مرآة التلسكوب الرائعة التي تبلغ مساحتها 2.54 مترًا لإثبات أن مجرة درب التبانة كانت مجرد واحدة من "جزر الكون" التي لا تعد ولا تحصى لملء اتساع الفضاء. بعد خمس سنوات، بعد تعقب حركات هذه الأقراص الدوامة، كشف هابل ومساعده، ميلتون هيوماسون، عن تفاصيل أكثر إثارة للدهشة: التوسع السريع للكون والانجراف الإجباري لمجراته المتعددة. في ذلك اليوم المشمس من شهر كانون الثاني (يناير)، انخرط أينشتاين، البالغ آنذاك من العمر 51 عامًا، في نشوة فوق أدوات التلسكوب. مثل طفل في الملعب، انزلق عبر الهيكل تحت أنظار مضيفيه المذعورة. في ذلك اليوم، رافق العالم اللامع إلسا زوجته. سمعت أن التلسكوب كان يستخدم لتحديد شكل الكون، ورد أنها أجابت، "حسنًا، زوجي يفعل الشيء نفسه على ظهر ظرف. " لم يكن هذا الكلام مجرد كبرياء للزوجة. قبل وقت طويل من اكتشاف إدوين هابل تمدد الكون، وضع أينشتاين نظرية يمكن أن تفسرها: النسبية العامة. في دراسة الكون، كل الطرق تؤدي إلى أينشتاين. من شمسنا إلى الثقوب السوداء الأبعد، وحيثما يحدق علماء الفلك، يدخلون عالم أينشتاين، حيث الزمن نسبي، حيث الكتلة والطاقة قابلة للتبادل، وأين الفضاء أو المكان يمكن أن يتوسع ويتشوه ويتداخل المكان والزمان في نسيج واحد اسمه الزمكان الديناميكي. لقد ترك الإنسان بصماته عميقة في علم الكونيات، فرع العلم الذي يدرس تاريخ ومصير الكون. النسبية العامة "تصف ولادة كوننا وتوسعه ومستقبله"، يلخص آلان دريسلر من مراصد كارنيجي. البداية والوسط والنهاية، "كل هذه المراحل مرتبطة بهذا المبدأ العظيم. " في فجر القرن العشرين ، قبل ثلاثين عامًا من لقاء أينشتاين وهابل على قمة جبل ويلسون ، كانت الفيزياء في حالة اضطراب. تم اكتشاف الأشعة السينية والإلكترونات والنشاط الإشعاعي للتو، وأدرك الفيزيائيون أن قوانين الحركة المخلصة، التيتم سنها قبل 200 عام من قبل إسحاق نيوتن، فشلت في تفسير الأفعال العالية التي تقوم بها هذه الأجرام. والجسيمات الغريبة في الفضاء. لكي يشق طريقه عبر هذه الأرض الجديدة، فقد تطلب الأمر ثائرًا، شابًا جريئًا، عدوًا عنيفًا يحفظ عن ظهر قلب مع إيمان ثابت بقدراته. لم يكن أينشتاين هذا الشخص الأشعث والمهمل والمثير للحساسية والجورب الذي أصبحت صورته معروفة للجميع الآن، ولكنه كان شخصية أصغر سنا ورومانسية بشعر مموج وعينين بنيتين جميلتين وأناقة. كان في قمة لعبته على وجه الخصوص، يمكن للعالم الاعتماد على غريزة جسدية في حاسة، حاسة سادسة تقريبًا لتخمين كيفية عمل الطبيعة. فكر أينشتاين في الصور، مثل تلك التي تطارده منذ سن المراهقة: إذا كان بإمكان المرء مواكبة إيقاع شعاع الضوء، فماذا سيرى؟ هل سيرى الموجة الكهرومغناطيسية مجمدة في مكانها مثل موجة الجليد؟ "لا يبدو أنه يمكن أن يكون كذلك! اعتقد أينشتاين حينها. أدرك لاحقًا أنه نظرًا لأن جميع قوانين الفيزياء ظلت كما هي سواء كان المرء ثابتًا أو متحركًا، يجب أن تكون سرعة الضوء ثابتة أيضًا. لا أحد يستطيع منافسة شعاع من الضوء. ولكن بعد ذلك، إذا كانت سرعة الضوء هي نفسها لجميع المراقبين، فيجب أن يأتي التغيير من مكان آخر: مكان ينسف مسلمة الطابع المطلق للزمان والمكان. استنتج أينشتاين أنه لا يوجد شيء اسمه ساعة عالمية أو إطار مرجعي مشترك في الكون. الزمان والمكان "نسبيان"، يتدفقان بشكل مختلف لكل واحد منا وفقًا لحركتنا. كشفت نظرية النسبية الخاصة لأينشتاين، التي نُشرت منذ أكثر من مائة عام، أن الطاقة والكتلة وجهان لعملة واحدة، مرتبطان إلى الأبد في معادلته E = mc²، والتي يمثل فيها E الطاقة، و   m   الكتلة و c سرعة الضوء أو السرعة. كتب أينشتاين: "الفكرة ممتعة وجذابة، ولكن بعد ذلك هل سيقودني الله على متن قارب، لا أعرف.» إنه الحياء المفرط الذي كان يغمره. ستساعد فكرة تحويل الكتلة إلى طاقة بقية علماء الفلك فيما بعد على فهم القوة التي لا تنضب للشمس. كما أنجبت أيضاً أسلحة نووية. ومع ذلك، لم يكن أينشتاين راضيًا تمامًا. كانت النسبية الخاصة، كما يوحي الاسم، خاصة. لم تستطع وصف جميع أنواع الحركة، مثل تلك التي تحاصرها الجاذبية، القوة التي تحكم المقاييس والنطاقات الكبيرة للكون. بعد عشر سنوات، في عام 1915، عوض أينشتاين عن هذا الإغفال بنظرية النسبية العامة التي صححت قوانين نيوتن من خلال إعادة تعريف الجاذبية. مع النسبية العامة، أظهر أينشتاين أن المكان والزمان مرتبطان في نسيج مرن رباعي الأبعاد مشوه بالمادة. في هذا التصميم، تدور الأرض حول الشمس لأنها محاصرة في تجويف الزمكان المجوف بواسطة كتلة الشمس، مثل كرة حول كرة البولينغ الموضوعة على الترامبولين القفاز. إن ثقالة الجاذبية هي فقط ثمرة انزلاق المادة على طول منحنيات الزمكان. وصل أينشتاين أوج شهرته عام 1919 بقياس الانحناء بواسطة علماء الفلك البريطانيين. أثناء مسحهم لكسوف الشمس، شاهدوا خطوطًا من الضوء المنبعثة من تجعد النجوم حول الشمس المظلمة. "الضوء كله منحرف في السماء. زعمت عناوين نيويورك تايمز أن النجوم ليست في المكان الذي حسبوها فيه. مع هذا الإدراك الجديد للجاذبية، تمكن الفيزيائيون أخيرًا من التنبؤ بسلوك الكون بثقة، وأصبح علم الكونيات الآن علمًا معترفاً به ويدرس في أعرق الجامعات. كان أينشتاين أول من جربها. ومع ذلك، وكما يشهد التاريخ، حتى أعظم العباقرة لديهم لحظات ضعف. قاده سوء فهم طبيعة الكون إلى اقتراح وجود تأثير جاذبية جديد غامض معاكسة للجاذبية المألوفة أي ثقالة طاردة أطلق عليها تسمية الثابت الكوني، وهي فكرة لم يستغرق وقتًا طويلاً لرفضها. ومع ذلك، قد يكون السبب هو أنه كان يقول الحقيقة لأسباب خاطئة ويمكن أن يظل "خطأه" أحد أهم مساهماته.  نسيج أو جوهر غير مرئي، هناك شيء ما يحافظ على المجرات معًا ويمنع نجومها من الهروب، لكن العلماء لم يتعرفوا بعد على هذه المادة غير المرئية. والتي صارت تُعرف بالمادة السوداء أو المظلمة، وهي تتشابك لتشكل سقالة كونية عملاقة. يعتقد علماء الفلك أن المجرات تشكلت في أكثر النقاط كثافة في هذا الهيكل الشبيه بالويب وأن المادة السوداء أو المظلمة تستمر في تثبيتها في مكانها بسبب جاذبيتها. يمكن الكشف عن وجودها من خلال مراقبة النجوم الموجودة على حافة المجرات التي لا يمكن تفسير سرعة حركتها إلا من خلال جذب المادة المرئية (النجوم والغازات الأخرى في المجرة). تمكن علماء الفلك أيضًا من دراسة هذه المادة بفضل التأثير الذي تنبأت به النسبية العامة لأينشتاين: جاذبية المادة السوداء أو المظلمة تشوه الزمكان عن طريق ثني أشعة الضوء في مسارها. تشير هذه القياسات إلى أن الطاقة السوداء أو المظلمة يمكن أن تكون مسؤولة عن 90٪ من الكتلة الكلية للكون. حاليًا، يحاول علماء الكونيات بكل الوسائل تحديد هذه الطاقة السوداء أو المظلمة، هذه المادة المراوغة التي ندين لها بتكوين السماء المرصعة بالنجوم.

2077 الكون 2

التصوير التوضيحي لهذا تصميم

بالنسبة لنيوتن، كان الفضاء في راحة أبدية واستقرار وثبات، ليس أكثر من مرحلة خاملة تتحرك عليها الأجسام. مع النسبية العامة، من ناحية أخرى، كان للمشهد نفسه دور يلعبه. تشكل كمية المادة داخل الكون انحناءه العام، ويمكن أن يتوسع الزمكان أو يتقلص. عندما أعلن عن النسبية العامة في عام 1915، كان بإمكان أينشتاين أن يغرق ويعلن أن الكون يتحرك، قبل أكثر من عشر سنوات من قياس هابل المباشر للتوسع الكوني. ومع ذلك، في ذلك الوقت، رأى علماء الفلك الكون على أنه مجموعة ضخمة من النجوم المجمدة إلى الأبد في فراغ. قبل أينشتاين نموذج هذا الكون غير المتغير وفي الحقيقة يمكننا القول أنه أحب ذلك. غالبًا ما كان الفيزيائي متشككًا في أكثر العواقب جذرية لنظرياته. ومع ذلك، كان من الضروري مواجهة الحقائق، فالكون الساكن سينتهي حتماً بالانهيار تحت تأثير جاذبيته، ولهذا السبب كان على أينشتاين أن يقرر تقديم عامل تعويضي لمعادلات النسبية العامة: ومن هنا ولد الثابت الكوني. عندما سحبت الجاذبية الأجرام السماوية إلى الداخل، دفعها تأثير الجاذبية الجديد الطارد او النباذ، وهو نوع من الجاذبية المضادة، إلى الخلف. هذا العامل كفل ببساطة سكون الكون، "كما تتطلبه سرعات النجوم المنخفضة،" كتب أينشتاين في عام 1917. بعد اثني عشر عامًا، تم جرف مفهوم الكون الثابت بعيدًا عن طريق اكتشاف هابل: المجرات الأخرى تبتعد عن مجرتنا، وتمتد أشعة الضوء الخاصة بها وتحمر تحت تأثير تمدد الزمكان. أصبح الثابت الكوني الآن عديم الفائدة لضمان تماسك المجرات. خلال زيارته إلى كاليفورنيا عام 1931، اعترف أينشتاين بخطئه. وقال: "إن الانزياح الأحمر للسدم البعيدة قد أضر بإدراكي الذي عفا عليه الزمن". وبحسب ما ورد أخبر أحد زملائه أن الثابت الكوني كان أكبر خطأ ارتكبه وأكبر إحراج له. مع هذا المكون الإضافي أو بدونه، نحن مدينون لأينشتاين بالوصفة الأولية لتوسع الكون، ولكن للآخرين تحديد إحدى عواقبه الثورية: لحظة الخلق الكوني.. في عام 1931، عكس الكاهن البلجيكي وعالم الفيزياء الفلكية جورج لوميتر المسار المجنون للمجرات لتخيلها أبدية اندمجت في وقت سابق في كرة نارية شديدة اللمعان، "ذرة بدائية" حسب مصطلحاته. كتب لوميتر: "يمكن مقارنة تطور العالم بعرض الألعاب النارية الذي انتهى للتو: بضع خطوط حمراء ورماد ودخان صغير". من هذا المنعطف الشعري ستظهر نظرية الانفجار العظيم الحالية. كان منتقدو هذه الفرضية كثيرون في الوسط العلمي. قال عالم الفيزياء الفلكية البريطاني آرثر إدينغتون في عام 1931: "فكرة البداية [...] تصادفني". ومع ذلك، تراكمت الأدلة لصالحه تدريجيًا حتى بلغت ذروتها في عام 1964، عندما اكتشفت مختبرات بيل أن الكون كان غارقًا في محيط من إشعاع الميكروويف الأحفوري المنتشر، البقايا الكهرومغناطيسية من الإطلاق المدوي للكون. منذ ذلك الحين، قامت نظرية الانفجار العظيم ببناء وتوجيه جميع الأبحاث التي قام بها علماء الكون مع تأثير كبير مثل المجالات السماوية لبطليموس على علماء الفلك في العصور الوسطى. في عام 1980، أعطى آلان غوث دفعة قوية للانفجار العظيم بإضافة فيزياء جسيمات جديدة إلى الزمكان المرن لأينشتاين. الآن غوث مرتبط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ، وقد أدرك غوث أنه خلال أول تريليون من تريليون من تريليون من الثانية (10-35) ، كان الكون المبكر قد شهد توسعًا وحشيًا فورياً هائلاً، مرحلة من التضخم ، قبل التوسع. العودة إلى المزيد من النمو المقاس. كان من الممكن أن يساعد هذا التضخم على تلطيف المادة والطاقة من خلال تسوية الانحناء العام للزمكان، تمامًا كما اكتشفت الأقمار الصناعية من خلال إجراء قياسات دقيقة للموجات الميكروية الكونية. في الوقت الحاضر، يعتقد بعض المنظرين أن التضخم لم يكن مجرد وميض في المقلاة. في عملية الخلق الدائمة، يمكن أن يختبر الزمكان تضخمًا أبديًا يولد أكوانًا جديدة في كل مكان وطوال الوقت من خلال عدد لانهائي من الانفجارات العظيمة. داخل كوننا المرئي، يواصل كبار كهنة علم الفلك البحث الكوني الذي بدأه أينشتاين وهابل، أولاً في جبل ويلسون، ثم في مرصد بالومار في كاليفورنيا وتلسكوبه الذي يبلغ قطره 5 أمتار، على بعد 150 كم. أكثر إلى الجنوب. ما مدى سرعة توسع الكون؟ كم عمره؟ يقول ويندي فريدمان، مدير مرصد كارنيجي: "تبين أن الإجابة على هذه الأسئلة أصعب بكثير مما توقعه أي شخص". سيتعين علينا انتظار بداية هذا القرن ووصول تلسكوب معين اسمه هابل لمنح فريدمان وآخرين الأسلحة اللازمة لتقدير السرعة الحالية للكون، ناهيك عن عمره. إذا كنت ترغب في خبز كعكة عيد ميلاد له، فلا تنسى 14 مليار شمعة. اكتشف علماء الفلك أجسامًا غريبة في هذا الكون المتسع وهم أيضًا أبناء أينشتاين. في ثلاثينيات القرن الماضي، طبق الفيزيائي الهندي الشاب، سوبراهمانيان شاندراسيخار، مبدأ النسبية الخاصة والنظرية الجديدة لميكانيكا الكموم على نجم. أخبر أقرانه بإمكانية أن النجم الذي يتجاوز كتلة معينة لا ينهي حياته كقزم أبيض، كما هو حال شمسنا، ولكن للسماح لنفسه بالضغط أكثر بفعل الجاذبية، وربما حتى يصل على نقطة واحدة متفردة. أعلن إدينغتون مذعوراً أنه "ربما كان هناك قانون ما في الطبيعة يمنع النجم من التصرف بهذه الطرق السخيفة! «  قد ينافس موت الكون فوضى ولادته إذا استمر شكل مفاجئ وغريب من الطاقة في تسريع توسع الزمكان. منذ عشرينيات القرن الماضي، اعتبر علماء الفلك أن هذا التوسع يتباطأ، لكن الملاحظات الأخيرة للنجوم البعيدة كشفت أن تمدد الفضاء يحدث في الواقع بمعدل تصاعدي في التوسع. إذا استمر هذا، فإن الكون يتجه مباشرة نحو "التمزق الكبير"، وهي نهاية وخيمة.

2077 الكون 3

تصوير توضيحي بواسطة MoonRUNNER DESIGN

أعلاه، يعرض الفنان رأيه في أحد السيناريوهات المحتملة، أو كيف يمكن بعد 20 مليار سنة من الآن سيقوم التوسع غير المنضبط للكون بسحق المادة، من المجرات إلى الذرات. القوة التي تغذي هذه الظاهرة هي "الطاقة السوداء أو المظلمة" الغامضة التي توازن جاذبية الثقالة ويمكن أن تهزم في النهاية جميع القوى التي تضمن تماسك المادة. كان أينشتاين أول من أدخل فكرة الجاذبية البادئة، لكنه تراجع لاحقًا. وفقًا لعالم الكونيات مايكل إس. تيرنر الذي ندين له باسم الطاقة السوداء أو المظلمة، فإن هذا "سيكون له مصير الكون بين يديه. نحن نعيش في أفضل الأوقات اليوم، تحت سماء مليئة بالنجوم، لكنها سرعان ما ستظل مظلمة وفارغة مع استمرار توسع الزمكان لم يكن هناك شيء. كان شاندراسيخار قد مهد للتو الطريق للتأمل في وجود أغرب النجوم المتخيلة. أولاً، كان هناك كرة قطرها حوالي خمسة عشر كيلومترًا مغطاة فقط بالنيوترونات في قبضة مستعر أعظم، انفجار نجم ضخم. تعادل كثافة النجم النيوتروني جميع السيارات الموجودة على الكوكب المكدسة في كشتبان الإصبع. تم إثراء متحف الفضول الكوني بعد ذلك بجسم فريد يتكون من انهيار نجم أكثر قوة أو عنقود نجوم، ضخم بما يكفي لحفر حفرة في الزمكان لا شيء يمكنه التسلق.  والخروج منها. حاول أينشتاين بنفسه إثبات أن مثل هذا الجسم، الذي سمي لاحقًا بالثقب الأسود، لا يمكن أن يوجد. مثل إدينغتون ، كان يكره تخيل طبيعة مركز الثقب الأسود: نقطة حجمها صفر وكثافة لانهائية، على غرار الفرادة الكونية للانفجار العظيم ، حيث لم تعد قوانين الفيزياء تنطبق. الاكتشافات التي ربما أجبرته على التعرف على الوريث الحقير لنظريته جاءت بعد وفاته عام 1955. في عام 1963، حدد علماء الفلك أول كوازار، مجرة شابة وبعيدة تجتذب طاقة تريليون شمس في مركزها. بعد أربع سنوات، اقتربوا كثيرًا من كوكبنا الحبيب، وجهاً لوجه مع أول نجم نابض pulsar، وهو منارة تدور بشكل محموم تغمر الليل الكوني بموجات راديوية متقطعة. وفي الوقت نفسه، كانت أجهزة الاستشعار الفضائية تكتشف أشعة X وأشعة غاما القوية القادمة من آفاق مختلفة. وراء هذه الإشارات التي تزعج العلم، ستخفي النجوم المنهارة أو النجوم النيوترونية أو الثقوب السوداء التي تحولت إلى دينامو بفعل جاذبيتها الساحقة ودورانها المروع. لقد أخذ اكتشافهم منعطفًا جديدًا في هذا الكون الذي كنا نظن يومًا أنه نائم. لقد أصبح الكون الآينشتايني مليئًا بمصادر الطاقة العملاقة التي لا يمكن فهمها إلا من خلال منظور النسبية. حتى نظريات أينشتاين الأقل شهرة لا تزال تتردد حتى اليوم. بالفعل في عام 1912، أدرك أن جاذبية نجم بعيد تشوه أشعة الضوء المنبعثة من الأجسام التي سبقتها، وتتصرف مثل تلسكوب عملاق قادر على تكبيرها في أعيننا. توصل أخيرًا إلى استنتاج مفاده أن هذا التأثير الضئيل كان "يفوق قدرة أدواتنا على الحل" و "القليل من الفائدة". " بفضل تلسكوبات اليوم ، يستطيع علماء الفلك استخدام المجرات أو عناقيد المجرات كعدسات جاذبية قوية. كان آينشتاين قد قدم لهم لمحة عن الأشياء البعيدة. نظرًا لأن انحناء الضوء يعتمد على كتلة العدسة، فإن التأثير يسمح أيضًا للمراقب بوزن مجرات العدسة. اتضح أن كتلتها تتجاوز بكثير ما هو مرئي؛ أحد جوانب المادة السوداء المظلمة الغامضة، 90٪ من كتلة الكون غير موجودة في النجوم أو الغازات أو الكواكب أو أي شكل آخر من أشكال المادة. في ضوابط الأماكن التي تشكلت فيها المجرات، وهي شبكة كونية من المادة المظلمة، ظل المهندس المعماري قابعاً في ظل الكون، ولم يتعرض للخيانة إلا بعدسات الجاذبية وعدد قليل من العمليات الأخرى. إن التأثير الذي يعتبره أينشتاين غير ذي أهمية يقدم لنا اليوم مفاتيح الكون المرئي.  يحيط سديم السرطان بنجم نيوتروني فائق الكثافة إطلاق عرض الشرائح. لقد أخرج المنظرون أيضًا الثابت الكوني من الخزانة بهدف شرح اكتشاف مذهل، فهل سيكون "الخطأ الأعظم" لأينشتاين في طريقه إلى أن يصبح أحد أعظم نجاحاته؟ اعتبر علماء الفلك تباطؤ تمدد الكون الناجم عن الجاذبية من المسلمات. ومع ذلك، في أواخر التسعينيات، قام فريقان بقياس المسافات بيننا وبين نجوم السوبرنوفا المستعرات الأعظم البعيدة وتوصلوا إلى النتيجة المعاكسة. كشفت هذه المستعرات الأعظم، مثل عوامين دفعتهما بلا كلل من قبل التيارات المحيطية، أن معدل تمدد الزمكان يتسارع.  بالنسبة لأينشتاين، كان الثابت الكوني وسيلة لتحقيق الاستقرار في الكون، ولكن إذا كان تأثيره الطارد (الذي يسمى الآن الطاقة السوداء المظلمة) قويًا بدرجة كافية، فيمكنه أيضًا أن يغذي هذا التسارع. يقول آدم ريس من معهد علوم التلسكوب الفضائي، أحد مكتشفي التسارع: "عادت الحاجة وانتظرنا الثابت الكوني". "إنه مفهوم أينشتاين من كل النواحي. " ينطبق الأمر نفسه على تنبؤ آخر بالنسبية العامة ، والذي ، إذا تم تأكيده ، سيكون مصحوبًا بإصلاح شامل لإدراكنا للكون: دوامات الزمكان التي تسمى موجات الجاذبية أو الموجات الثقالية. لاكتشافهم، صنع الفيزيائيون ثلاثة أجهزة استشعار ضخمة، في جنوب ولاية واشنطن ولويزيانا وجنوب بيزا بإيطاليا. في كل بنية، تطلق أشعة الليزر عبر كيلومترات من الأنابيب لقياس أدنى امتداد أو ضغط للزمكان المتوقع في حالة مرور موجة الجاذبية. من خلال تثليث هذه البيانات، يمكن للعلماء تتبع مصدر موجات الجاذبية. فقط الأحداث الأكثر عنفًا هي التي يمكن أن تسبب هزات الزمكان هذه، مثل المستعر الأعظم أو الاصطدام العملاق للنجوم النيوترونية أو الثقوب السوداء. يوضح Adalberto Giazotto ، عالم المشروع في Pisa Interferometer: "إذا اصطدم ثقبان أسودان ، فإن موجات الجاذبية ستكون الإشارة الوحيدة التي تصل إلينا". من المحتمل أن تكون الولادة الكارثية للكون قد ولّدت نصيبها من موجات الجاذبية، والتي يجب أن يظل صداها "مسموعًا" عبر الكون. يمكن أن تحتوي هذه الموجات المتبقية على البراهين المباشرة للحظة التي كانت ستشهد توحيد إجمالي قوى الطبيعة. إذا كان الأمر كذلك، فإن موجات الجاذبية لأينشتاين ستقدم في النهاية دليلًا على ما حاول تطويره دون جدوى: "نظرية كل شيء". يسعى الفيزيائيون دائمًا إلى تحقيق مثل هذه النظرية، وهي تفسير واحد لقوة الجاذبية للأشياء الكبيرة اللانهائية وتلك التي تحكم الجزء الداخلي للذرات. يعد التقاط هذه الأصداء المتبقية من الانفجار العظيم أحد أهداف ناسا الأساسية للجيل القادم من بعثات الفضاء، وهو برنامج أطلقت عليه الوكالة اسم "ما بعد أينشتاين". ما وراء أينشتاين، حقًا؟ بعيدا عن هذا. قد يندهش أينشتاين من نظرتنا الحالية للكون، لكن لا يخطئ أحد في أن هذا الكون له. أب شرعي يدعى آينشتاين.

2077 الكون 4

 أعد هذا المقال عن دراسة طويلة نشرت في الأصل على nationalgeographic.com باللغة الإنجليزية.

 

 

جواد بشارةإعداد وترجمة وتأليف د. جواد بشارة

رسالة من الكائنات الفضائية للبشر:


 

علم الأحياء الخارجية: ما هو أصل الحياة في الكون؟ الملف مصنف تحت:

 ASTRONOMY، EXOBIOLOGY،ASTROBIOLOGY 

السؤال المهووس المتمثل في معرفة ما إذا كنا وحدنا في الكون وما إذا كانت الحياة عامة ومنتشرة في الكون المرئي بشكل عام ، لم نتلق إجابة قاطعة حتى يومنا هذا. إذن ما هو أصل الحياة في الكون؟ الجواب سيتم العثور عليه في علم الأحياء الخارجية: أصل الحياة على الأرض الجزيئات العضوية: المصدر الأرضي الجزيئات العضوية والنيازك: مصدر خارج الأرض إعادة إنتاج مظهر الحياة ممكن؟  ظهور الخلايا الأولى: أوتوماتيكية خلوية بدائية؟  فرضية عالم RNA: حياة بدائية أبسط من الخلية؟  آثار الحياة: البحث عن الحفريات الآلية بحثًا عن حياة خارج كوكب الأرض على المريخ بحثًا عن حياة خارج كوكب الأرض في أوروبا، تيتان وإنسيلادوس الكواكب الخارجية: الكشف وإمكانية الحياة إعادة إحياء الحياة في المختبر؟

لا يزال أصل الحياة في الكون يثير التساؤلات. تحاول العديد من الفرضيات الإجابة عليها ولكن في الوقت الحالي لا يمكننا إلا أن نخمن من العناصر التي تم اكتشافها أثناء البحث عما هو أصل الحياة في الكون؟

2075 الكون 1

هنا، صورة لكوكب المريخ قبل 4 مليارات سنة ... © Daein Ballard، CC by-sa

إن التقدم في مختلف المجالات التخصصية التي تشكل علم الأحياء الخارجي، بدءًا من الفيزياء الفلكية إلى علم الأحياء، بالإضافة إلى النتائج العديدة التي تم الحصول عليها من بعثات الاستكشاف للنظام الشمسي تسمح ببعض التفاؤل حول وجود حياة خارج كوكب الأرض. والتي، على أساس الحجج المقدمة هنا، ستعتمد على الكيمياء العضوية للكربون في الماء السائل

حدث العبور من المادة إلى الحياة في الماء منذ حوالي 4 مليارات سنة باستخدام أنظمة كيميائية قائمة على الكربون قادرة على التكاثر والتطور الذاتي. يركز البحث حاليًا على التوليف المختبري لحياة بدائية اصطناعية، والبحث عن حفريات في الرواسب القديمة، والبحث عن مثال ثانٍ للحياة على جرم سماوي آخر بظروف مشابهة لتلك التي سمحت بذلك أي ظهور الحياة الأرضية. يمكن أن يكون هناك ما لا يقل عن 100 مليار كوكب في مجرتنا. من الصعب أن نتخيل أنه لا أحد يمكنه حماية الحياة. أجرى سينز مقابلة مع ميشيل فيزو، رئيس برامج علم الأحياء الخارجية، حتى يتمكن من التحدث إلينا عن شروط ظهور الحياة في الكون. يجب أن تكون الظروف موجودة على المريخ منذ 4 مليارات سنة وربما لا تزال حتى اليوم تحت الجليد البحري في أوروبا، أحد أقمار كوكب المشتري. يحتوي تيتان أيضًا على كيمياء عضوية نشطة بشكل خاص. تُشجع الجزيئات العضوية المكتشفة في الوسط النجمي واكتشاف ما يقرب من 800 كوكب خارج المجموعة الشمسية العلماء على البحث عن وجود حياة خارج النظام الشمسي. ملاحظة: ستصادف أحيانًا كلمة "automaton" في هذا البحث في مجال علم الأحياء الخارجية، يستخدم هذا المصطلح غالبًا في تعبير "الأتمتة الكيميائية"، ويعين مفهوم التفاعلات الكيميائية مع التكاثر الذاتي للجزيئات، والتي تشكل "كيمياء ما قبل حيوية". وهكذا يمكن أن تتكاثر الهياكل الجزيئية، مما يُنذر مسبقًا بوظيفة الكائنات الحية في المستقبل. تم تطوير هذا المفهوم بشكل خاص من قبل عالم الأحياء الفلكية أندريه براك، مؤلف كتاب البحث عن حياة خارج كوكب الأرض • الماء السائل مصدر الحياة في الكون • الحياة خارج كوكب الأرض: يمكن أن يكون هناك كائنات فضائية مكونة من السيليكون • ينصح ستيفن هوكينغ مرة أخرى بعدم التحدث إلى الفضائيين • يمكن للحياة خارج كوكب الأرض أن تغذي الأشعة الكونية • كائنات خارج الأرض: يعرف عالمان فلك أخيرًا كيفية تعقبهما الحياة خارج كوكب الأرض: يمكن أن يكون هناك كائنات فضائية من السيليكون مصنف تحت: الحياة الخارجية ، الكيمياء الحيوية ، نجح العلماء في خلق بكتيريا في المختبر وفي القيام بوظيفة كيميائية غير معروفة في الطبيعة: دمج السيليكون في جزيء عضوي. يكفي لتحقيق تفاعلات جديدة للطب أو الإلكترونيات أو الصناعة. وهذا يكفي لإثبات أن عالم الأحياء الخارجية كارل ساغان كان على حق، والذي أوضح أن حياة مختلفة عن حياتنا ربما يمكن أن تستغل السيليكون بدلاً من الكربون.  بحثًا عن الحياة في الكون: تعمل وكالة الفضاء الأوروبية (Esa) على تطوير العديد من المشاريع للبحث عن الكواكب الأخرى، سواء في النظام الشمسي أو ما بعده، سواء كانت شروط يتم فيها لم شمل ظهور الحياة، إذا كان من الممكن أن تكون موجودة أو إذا كانت موجودة. قد تبدو الأخبار قصصية، بل غير مفهومة: من خلال التلاعب بالسيتوكروم سي (C) عن طريق التطور الموجه، نجح علماء الأحياء في الحصول على بكتيريا لتأسيس رابطة كيميائية بين ذرات الكربون والسيليكون. هذا لن يزعج حياتنا اليومية. على الرغم من ... أن هذا الابتكار، خاصة لأنه تم اكتشافه بطريقة ما من قبل البكتيريا نفسها، يمكن أن يكون له تطبيقات متعددة. ويستحضر المؤلفون أنفسهم، المتحمسون، كيمياء جديدة تقوم بها الأنظمة البيولوجية والحياة خارج كوكب الأرض في بيئات مختلفة، ويستحضرون فكرة ستار تريك. الروابط الكيميائية بين الكربون (C) والسيليكون (Si) معروفة للكيميائيين، الذين استخدموها لفترة طويلة في العديد من المجالات. بالإضافة إلى إنتاج كربيد السيليكون، يتم استخدامها في الدوائر الإلكترونية، أو في صناعة الأدوية أو في زيوت السيليكون (وهو ما يكفي للحفاظ على الخلط مع السيليكون الإنجليزي، والذي يعني، على وجه التحديد، السيليكون). لكن الطبيعة على الأرض، من جانبها، قد ازدرت بهذه المادة، على الرغم من شيوعها في قشرة الأرض (أكثر من 27٪) وراهنت بكل شيء على الكربون لبناء جزيئاتها الكبيرة

رؤية فنان لكائن فضائي مصنوع من السيليكون. هل يمكن أن يعيش في بيئات مختلفة تمامًا عن بيئتنا؟ لم يتمكن أحد ، حتى من الناحية النظرية ، من بناء كيمياء معقدة تعتمد على هذا العنصر. لكن يبدو أن البكتيريا تمكنت من فعل شيء بها. © Lei Chen و Yan Liang ، Caltech

بالنسبة للكيميائي (وللكائنات الحية)، إن عنصر السيليكون "رباعي التكافؤ"، مثل الكربون، وهذا يعني أنه يمكن أن يرتبط بأربعة روابط متميزة، مكونًا رباعي السطوح والذرة هي المركز.. يكفي لتحقيق جزيئات معقدة، ممتدة في ثلاثة أبعاد، وحتى مع الدوران المحتمل حول محور C-C أو Si-Si. لكن كيمياء السيليكون أفقر من تلك الموجودة في الكربون (الذي يحتوي على شحنة إلكترونية أعلى) وقد أظهرت الحياة الأرضية بوضوح تفضيلها. نظرًا لأن مركبات الكربون والسيليكون لها أهمية اقتصادية حقيقية ولكن يجب إنتاجها عن طريق التوليفات الكيميائية، فقد تخيل أربعة باحثين من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، جينيفر كان، وراسيل لويس، وكاي تشن، وفرانسيس أرنولد، أن تقوم خلية حية بهذا العمل، حتى إذا لم يكن هناك ما هو قادر على ذلك اليوم. ونجحوا. ماذا لو استطاعت البكتيريا إنتاج مركبات السيليكون والكربون؟ يلخص علماء الأحياء نتائجهم في بيان صحفي كامل مع مقطع فيديو باللغة الإنجليزية ويصفونها في مجلة Science. وضعوا أنظارهم على Rhodothermus marinus ، وهي بكتيريا تقدر المياه الساخنة للغاية من السخانات الأيسلندية. إنه يحتوي على بروتين صغير معروف لجميع الكائنات الحية، وهو السيتوكروم سي، الذي تتمثل مهمته في نقل الإلكترونات. بدا أن البكتيريا الأيسلندية قادرة على تحفيز التفاعلات التي تؤدي إلى رابطة سي-سي الشهيرة. ثم استخدم علماء الأحياء "التطور الموجه"، وفقًا لطريقة طورها فرانسيس أرنولد. تُفرض الطفرات، العشوائية إلى حد ما، على الجين الذي يشفر هذا البروتين ويتم اختيار البكتيريا الناتجة، وذلك للاحتفاظ فقط بتلك التي تبدو الوظيفة المرغوبة فيها أكثر كفاءة. بعد ثلاث دورات فقط، فإن تنوعها من R. marinus يصنع الآن إنزيمًا يحفز روابط C-Si بخمسة عشر مرة أفضل من محفزهم الكيميائي يواجه الكابتن كيرك وسبوك، في إحدى حلقات المسلسل التلفزيوني Star Trek ، مخلوقًا غريبًا. غريزتهم الأولى هي إطلاق النار عليه. ثم يفهم Spok أنه مصنوع من جزيئات تعتمد على السيليكون، وهي فكرة متكررة في علم الأحياء الخارجية.

إذن فهذه بكتيريا ابتكرت وظيفة جديدة غير موجودة في الطبيعة. بالنسبة للصناعة الكيميائية، فمن الممكن استكشاف طرق جديدة لتجميع مركبات الكربون والسيليكون الجديدة. بالنسبة لعالم الأحياء الخارجية، هذه معلومات واضحة، والتي تعيد ذكرى كارل ساغان الذي تحدث في عام 1973، عن "شوفينية الكربون" ، وبالتالي انتقد فكرة أن الحياة كما نعرفها لا يمكن أن توجد إلا بالاعتماد على كيمياء الكربون. استدعى الباحثون Star Trek والمخلوق Horta ، الذي تفهم كيميائيته Spok أنه قائم على السيليكون ... المنظور المفتوح مفيد حقًا لأنه يجعلنا نعتقد أن الحياة كما نعرفها يمكن أن تتكيف معها ظروف متنوعة للغاية ، تتجاوز تلك المعروفة على الأرض. كائنات خارج كوكب الأرض: يعرف اثنان من علماء الفلك أخيرًا كيفية طردهم مصنف تحت: EXOBIOLOGY، SETI، PLANETARY TRANSIT  كيف تزيد من فرص اكتشاف حضارة خارج كوكب الأرض؟ كان لدى اثنين من علماء الفلك فكرة: البحث عن النجوم من النوع الشمسي التي يمكن من خلالها لهذه الكائنات الفضائية رؤية دوران الأرض حول الشمس. سيسمح لهم ذلك بالبحث عن البصمات الحيوية للحياة على كوكبنا ... وبالتالي الاهتمام بنا.  لماذا بدأ علماء الفلك مثل فرانك دريك أو نيكولاي كارداشيف، في الخمسينيات إلى الستينيات من القرن الماضي (وهي الفترة التي ميزت صعود علم الفلك الراديوي والملاحة الفضائية)، بقلق بالغ بشأن إنشاء اتصال لاسلكي مع كائنات فضائية؟ - أو على الأقل اكتشاف وجودها بواسطة موجات الراديو؟ حسنًا، كما أوضح كارل ساغان عدة مرات، كان أحد أهداف برنامج Seti ، الذي بدأه مع فرانك دريك ، هو معرفة ما إذا كانت الحضارات التكنولوجية الأخرى قد تمكنت من النجاة من ظاهرة مشابهة لـ أزمة المراهقين البشرية (عبر الأسلحة النووية ، وعلى المدى الطويل ، عن طريق استنفاد الموارد). لم يكن الشيء المهم هو النهوض بعلم الأحياء الخارجية ولكن معرفة ما إذا كانت هناك نتيجة سعيدة لهذه الأزمة التي هددت بقاء البشرية. كان الأمل أيضًا كما يلي: بفضل إي تي، أي الكائن الفضائي غير البشري، تمكن الرجال من معرفة كيفية الخروج من الحرب الأهلية وحل مشاكلهم المختلفة دون دفع الثمن الرهيب للتجربة والخطأ المصحوب بالعديد من الأخطاء المأساوية. علم الأحياء الخارجية، مفتاح لمستقبل البشرية صديق كارل ساغان ، نيكولاي كارداشيف شاركه هذه الآمال بالتأكيد ، إذا أردنا أن نصدق البيان الذي أدلى به في عام 1980: "اكتشاف ودراسة الحضارات خارج كوكب الأرض يشكلان مشكلة ذات أهمية كبيرة للعالم. تقدم الإنسانية لثقافتها وفلسفتها. إن اكتشاف الحياة الذكية في الكون سيوفر دليلاً إرشاديًا للتطور المحتمل لحضارتنا خلال الأوقات الفلكية المستقبلية ". اليوم، يبدو أن شبح الحرب النووية قد ولى، ولكن هناك مشاكل أخرى ستأتي، بسبب الاحتباس الحراري، والنمو السكاني، والانخفاض المتوقع في موارد الطاقة والمواد الخام. يمكنهم فقط إحياء الشكوك والكوابيس حول مصير البشرية في القرن الحادي والعشرين. لذلك يمكننا أن نتساءل عما إذا كانت هذه الثقافة الروسية في علم الأحياء الخارجية، التي نشأت بشكل خاص بفضل صديق آخر لكارل ساغان، يوسف شكوكيك، لم تؤد، لنفس الأسباب التي عبر عنها نيكولاي كارداشيف، إلى إنشاء مشروع مبادرة الاختراق ، أعلن الملياردير الروسي يوري دي ميلنر في 20 يوليو 2015 أنه من خلال مشروع Breakthrough Initiative ، سيمول أبحاث برنامج Seti على مدى 10 سنوات لتصل قيمتها إلى 100 مليون دولار (حوالي 92 مليون يورو) ، وهذا أكثر بثلاث مرات مما فعله بول ألين ، المؤسس المشارك لشركة Microsoft مع بيل جيتس. يتكون هذا المشروع من جزأين: • أول وأهم، الاستماع الخارق، سوف يتمثل في محاولة الكشف عن الانبعاثات الراديوية الصادرة عن حضارات الإتصالات الإلكترونية في مجال الراديو ولكن أيضًا في شكل نبضات ليزر؛ • الثانية رسالة الاختراق تطلق مسابقة بجائزة مليون دولار. إنه مفتوح للجميع ويتكون من تقديم رسالة إلى إحدى الحضارات الإلكترونية المحتملة التي يمكن أن يكشف عنها المشروع. لذلك فهو يتماشى مع السجل الذهبي ورسالة Arecibo الشهيرة، التي تم إعدادها وإرسالها بواسطة Franck Drake و Carl Sagan باستخدام تلسكوب Arecibo الراديوي الكبير في 16 نوفمبر 1974. لا يزال من الضروري معرفة الاتجاهات التي يجب توجيه التلسكوبات الراديوية أو التلسكوبات الضوئية فيها للقيام بـ Oseti (أي البحث عن حضارات خارج كوكب الأرض بوسائل أخرى غير التلسكوبات الراديوية). أعاد عالمان فلكان، رينيه هيلر ورالف بودريتز ، على التوالي من معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في غوتنغن (ألمانيا) وجامعة ماكماستر في هاميلتون (كندا) ، إطلاق فكرة قديمة ، بينما في نفس الوقت التجديد ، في مقال نشر في مجلة Astrobiology. البحث عن الحياة مع عبور الكواكب استلهم الباحثان إلهامهما من نجاحات البحث عن الكواكب الخارجية مثل الكواكب الخارجية أو الكواكب الفائقة، التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن. بحث يجمع بين طريقة السرعة الشعاعية وطريقة العبور الكوكبي. لذلك يقترحون تركيز موارد برنامج Seti على الاستماع إلى الأنظمة النجمية التي يحتمل أن تحمي مثل هذه النجوم ومن أين يمكن للآخرين، بنفس الأساليب، اكتشاف الأرض. سيتعين علينا البحث على وجه التحديد عن الحضارات الإلكترونية المحتملة التي من شأنها أن ترى كوكبنا يمر أمام الشمس لأن هذا سيسمح لهم بإجراء تحليلات طيفية للغلاف الجوي للأرض للبحث عن البصمات الحيوية. إذا لم تكن الكائنات الفضائية بعيدة جدًا، فلا ينبغي أن تواجه أي عقبات في إثبات وجود مثل هذه البصمات الحيوية بالفعل. لذلك سنكون هدفًا مميزًا في الاتجاه الذي يكون فيه إرسال إشارة لاسلكية مستمرة لمئات أو حتى آلاف السنين مبررًا من جانب حضارة عالية التطور، والتي كانت ستصل إلى مرحلة البلوغ والتي ترغب في ذلك. جعل حضارة أخرى أصغر وأكثر اضطرابا تستفيد من حكمتها ومعرفتها حتى ولو كان ذلك في شكل رسالة إذاعية طويلة. يمكننا أيضًا أن نعتقد أنه أرسل مسبارًا آليًا في اتجاهنا، كما هو الحال قليلاً في رواية آرثر كلارك، نوافير الجنانLes Fontaines du paradis ، ويمكننا أن نفاجئ تأثيرات مبدأ الدفع المستخدم (ومضات الليزر أو انفجار نووي حراري) . من الناحية العملية، بحث هيلر ورالف بودريتز في البيانات المعروفة (لا سيما تلك الخاصة بقمر القياس الفلكي هيباركوس Hipparcos)  ما هو عدد النجوم من النوع الشمسي الذي يمكننا من خلاله رؤية الأرض وهي تمر أمام الشمس في كرة حوالي ألف فرسخ. تم اكتشاف 82 مرشحًا، لكنهم سيشكلون فقط قمة جبل جليدي لأننا بعيدين عن معرفة كل النجوم في هذا المجال. تشير العينة التي تم العثور عليها أيضًا إلى أنه عندما يكون لدينا ملاحظات وعمليات رصد أفضل، على سبيل المثال قريبًا بفضل تلسكوب Gaia ، القمر الصناعي الذي أطلقته وكالة الفضاء الأوروبية ESA ، يمكن أن يصل هذا الرقم إلى 10000. بعد عشر سنوات أو نحو ذلك، يجب أن نكون متأكدين. حتى ذلك الحين، يمكننا قضاء الوقت في محاولة البحث عن نوع من قطعة واحدة سوداء تركها وراءنا في مكان ما في النظام الشمسي بواسطة ذكاء اصطناعي فضائي يمر منذ وقت طويل. يُعتقد أن مجرتنا درب التبانة هي موطن لحوالي 300 مليون كوكب خارجي قادر على استضافة الحياة كما أعلن العلماء في مركز أبحاث أميس التابع لناسا مؤخرًا أن هناك ما يقرب من 300 مليون من الكواكب الخارجية التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن في مجرتنا. ستكون هذه كواكب صخرية تدور على مسافة مناسبة للحياة حول نجومها، أي في المنطقة الشهيرة الصالحة للسكن. ومع ذلك، يظل هذا الرقم تقريبيًا، ولا يشكل حتى الآن دليلًا قويًا لتأكيد أن هذه الكواكب الخارجية مأهولة بالفعل. لذا، لا يزال من الممكن أن تستند مهام البحث عن الحياة الفضائية المستقبلية إلى ذلك. لا تزال البيانات من تلسكوب كبلر الفضائي خدم في هذا العمل كما هو موضح، استخدم Steve Bryson وزملاؤه البيانات التي تم جمعها خلال مهمة تلسكوب Kepler الأولى، من 2009 إلى 2013 للوصول إلى هذا التقدير الجديد. كان الهدف بعد ذلك هو تحديد عدد الكواكب الخارجية التي تدور حول نجم مشابه للشمس. يجب أن تكون الكواكب المنشودة أيضًا صخرية مثل الأرض أو المريخ أو الزهرة، وأن تدور حول أحدها على مسافة كافية للسماح بوجود الحياة. جعل كبلر من الممكن اكتشاف ما يقرب من 4034 من الكواكب الخارجية التي تلبي هذه المعايير. وتم التعرف على حوالي 2300 منهم في وقت لاحق. ثم قام العلماء بتقليل هذه التقديرات باستخدام عوامل مختلفة باستخدام برنامج Robovetter. على وجه الخصوص، أخذوا في الاعتبار تنوع كل نجم واستندوا إلى تدفق الفوتونات ونصف قطر كل كوكب، مما سمح لهم بتحسين تقديراتهم. كما تم اكتشاف إشارات جديدة خارج كوكب الأرض في مجرتنا ما زلنا بحاجة إلى بيانات دقيقة للغاية لتحسين هذه النتائج مع هذه البيانات الجديدة، ومعرفة أن هناك بضع مليارات من النجوم في مجرة درب التبانة لم ترصد بعد، وبعد الحسابات، توصل الباحثون إلى استنتاج مفاده أن ما يقرب من نصف أنظمة النجوم التي تمت دراستها يمكن أن تحتوي على كواكب خارجية قابلة للحياة. هذا يعادل 300 مليون نجم موجودة في مجرتنا. جادلت ميشيل كونيموتو، عالمة الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجياMIT، أن معرفة السمات المشتركة بين الأرض والكواكب الأخرى يمكن أن تساعد في تشكيل مهام البحث المستقبلية. من بين هذه العوامل، على سبيل المثال، وجود الماء على سطح هذه الكواكب الخارجية أو تفاصيلها الحبيبية. هذا من شأنه أن يسمح بتحسين النتائج أكثر من ذلك بكثير. إشارات جديدة خارج الأرض تم اكتشافها في غالاكسي -مجرة، ومن نفس الموقع أليكسيا | 27في أكتوبر 2020 هل لدينا أخيرًا دليل على وجود مخلوقات ذكية أخرى في مجرة درب التبانة، وأنها أرسلت لنا رسالة أخرى؟ في أبريل الماضي، حدد علماء الفلك بالفعل انفجارًا لاسلكيًا سريعًا (أو FRB) قادمًا من مجرتنا. لقد كان رائعا أولا ثم! للتذكير، تعد FRBs إشارات غامضة تتميز بتفريغ قصير جدًا ومكثف تعادل قوتها قوة 500 مليون شمس. في الآونة الأخيرة، تم اكتشاف FRBs في مجرتنا مرة أخرى ... وليس أيًا منها فقط، لأنه يقال إنها قادمة من نفس المكان الذي أتت منه تلك التي تم التقاطها في أبريل حيث أعلن علماء الفلك يوم الخميس، 8 أكتوبر / تشرين الأول، أنهم حددوا ثلاث دفعات راديوية سريعة منبثقة من SGR 1935 + 2154، وهو نجم يقع في نفس مجرة نظامنا الشمسي. ومع ذلك، فإن هذا الأخير هو بالضبط الذي كان أصل أول FRBs التي تم اكتشافها في مجرة درب التبانة. اقرأ أيضًا: الإشارات الغامضة لـ FRB 121102 تتحدث عنها مرة أخرى إذن، أجنبي أم مغناطيسي؟ اكتشف علماء الفلك مؤخرًا وجود FRBs: تم التقاط أول إشارة في عام 2007، وما زال الباحثون غير قادرين على تحديد الأصل الدقيق لهذه الظواهر الكونية الغريبة منذ ذلك الحين. من ناحية أخرى، لدينا أولئك الذين يؤمنون إيمانًا راسخًا بأن FRBs هي إشارات مرسلة من حضارات خارج كوكب الأرض، ثم هناك أولئك الذين يجادلون بأنها في الواقع تنبعث من النجوم المغناطيسية (النجوم النيوترونية التي لديها حقًا مجال مغناطيسي قوي جدًا). ومع ذلك، إذا صدقنا الأدلة العلمية المقدمة حتى الآن، فيبدو أن الفرضية الثانية هي التي تفوز. على أي حال، هذا ما حافظ عليه الباحثون الذين التقطوا FRBs الجديدة من SGR 1935 + 2154 Magnetar. اقرأ أيضًا: اكتشفنا FRB جديدًا، وهو الأقرب إلى الأرض إشارات غير عادية إلى حد ما ... في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة The Astronomer’s Telegram ، أوضح الباحثون أنه على الرغم من أنهم جاءوا من نفس المصدر الذي تم اكتشافه في أبريل ، إلا أن FRBs الثلاثة التي تم التقاطها هذا الشهر لها بعض الخصائص الغريبة نوعًا ما. في الواقع، كما توضح ديبوراه جود، عالمة الفلك في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا والمشاركة في المشروع: "أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في هذا الاكتشاف هو أن دفقاتنا الثلاث يبدو أنها حدثت في فترة التناوب. من المعروف أن النجم المغناطيسي يدور مرة واحدة كل 3.24 ثانية تقريبًا، لكن دفقتنا الأولى والثانية كانت متباعدة 0.954 ثانية، وتم فصل الثانية والثالثة بمقدار 1.949 ثانية. هذا أمر غير معتاد إلى حد ما، وأعتقد أن هذا شيء سننظر إليه لاحقًا. " يجري حاليًا تحليل الاكتشافات الأخيرة ، لكن يأمل علماء الفلك أن يسمح لهم ذلك بمعرفة المزيد عن FRBs والمغناطيس. وربما حتى العثور أخيرًا على دليل ملموس على وجود كائنات فضائية من يدري؟ نصف النجوم مثل الشمس سيكون لها كوكب صخري صالح للسكن في الطريق إلى Proxima b ، أقرب كوكب خارجي صالح للسكن لنا اترك النظام الشمسي للوصول إلى Proxima b ، وهو كوكب خارجي صالح للسكن اكتشف حول بروكسيما سانتوري Proxima Centauri ، النجم الأقرب إلى الشمس.والذي يبعد  عنها 4 سنوات ضوئية. هل توجد كواكب أخرى مثل الأرض في مجرتنا؟ كم يوجد وكم منها صالح للسكنى؟ الكثير من الأسئلة التي يطرحها الإنسان العاقل عند النظر إلى الكون. كشف باحثو ناسا النقاب عن تقدير جديد يسمى "معدل الحدوث". في محاولاتهم للإجابة عن السؤال الكبير "كم عدد الكواكب التي يمكن أن تأوي الحياة في مجرتنا؟" "، نحن الآن على وشك العثور على إجابة" ، كتبت وكالة ناسا في بيانها الصحفي حول النتائج الجديدة للبحث الذي أجراه العديد من علماء الفلك الذين عملوا مع قمر كيبلر الصناعي، الذي كان نشطًا بين عامي 2009 و 2018. في هذا التحقيق، استخدم الفريق ملاحظاته الأخيرة على جزء من السماء المرصعة بالنجوم ليس أكبر من يدك في نهاية ذراعك الممدودة، وتجاوز هذه المعلومات مع تلك التي حصل عليها Gaia. ساعدها هذا القمر الصناعي الأخير على فرز النجوم وفقًا لمعايير تدفق الطاقة المماثلة لتلك الخاصة بالشمس من حيث درجة الحرارة (زائد أو ناقص 800 درجة مئوية) والعمر. تذكر أن شمسنا هي نجم من النوع القزم الأصفر مع درجة حرارة سطح تبلغ حوالي 5500 درجة مئوية (5778 كلفن). يبلغ عمرها 4.6 مليار سنة، وهي في منتصف الطريق تقريبًا من وجودها. متوسط العمر المتوقع الذي يمكن أن يتيح وقتًا لتطور أشكال الحياة، وقبل كل شيء، للحفاظ على نفسها. أظهرت الدراسة، التي أجراها هابل وشاندرا، أن قزمًا أحمر مثل نجم بارنارد، يبلغ من العمر 10 مليارات سنة، يصدم بيئته بانفجارات بركانية عنيفة تبلغ حوالي 25٪ من وقته.

2075 الكون 11

2075 الكون 111

ناسا، سي إكس سي، إم فايس: لا تؤخذ الأقزام الحمراء في الاعتبار النجوم من نوع القزم الأحمر (أصغر، وأقل سخونة ولامعة من الشمس).

من جانبها، وعلى الرغم من أنها كثيرة جدًا في المجرة، إلا أنها لم تجذب انتباه الباحثين بسبب سمعتها السيئة للغاية. في الواقع، تظهر الدراسات أن غضبهم المتكرر يجعل بيئتهم غير مضيافة للغاية تتبع بعضها البعض. قبل فترة قليلة، كشفت دراسة أُجريت باستخدام تلسكوب شاندرا الفضائي على أحد جيراننا، Barnard's Star ، أن العواصف تستغرق ربع وقته. هذا يؤكد مرة أخرى أن الغالبية العظمى من الكواكب الخارجية التي تدور حول مناطقها الصالحة للسكن - أقربها هو Proxima Centauri b ، على بعد 40.000 مليار كيلومتر فقط - المنطقة التي لا توجد فيها أيضًا منطقة حارة أو شديد البرودة ، ربما تكون عقيمة.

2075 الكون 2

في هذا الرسم التوضيحي، يظهر القمر الصناعي Kepler خارج المجموعة الشمسية أمام عدد كبير من الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى. © ناسا

هناك 300 مليون من الكواكب التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن ولهذا فضل الباحثون طريقة أخرى غير تلك التي تتمثل في البحث عن جميع الكواكب التي تتطور في المناطق الصالحة للسكن في شموسهم. لذلك، من خلال التركيز فقط على معادلات الشمس، قدر الفريق أن ما يصل إلى نصفهم في مجرة درب التبانة من المحتمل أن يكون لديهم كوكب صخري حيث يمكن للمياه أن تبقى سائلة على السطح لفترات طويلة من الزمن. شرط لا غنى عنه يفتح الباب لإمكانية ظهور الحياة هناك (كما نعرفها). بشرط، بالطبع، وجود بيئة مستقرة ومعتدلة هناك وأن مكونات "الوصفة" موجودة. من خلال توخي الحذر، سيرتفع عددهم، وفقًا لهم، إلى 300 مليون عبر المجرة بأكملها. وأضاف العلماء أن أقربهم سيكون في مكان ما على بعد 20 أو 30 سنة ضوئية منا. يمكن أن يساعد ذلك في العثور على الجيران قريبًا، وتقليل الشعور بالوحدة. وعد الباحثون أن النتائج ستستمر في التحسن خلال السنوات القليلة المقبلة. الدراسة، التي ستظهر في مجلة The Astronomical Journal (المتوفرة على موقعArxiv) ، "تريد تهيئة الأرض" لصيادي الكواكب الخارجية وبشكل أكثر تحديدًا الكواكب الخارجية ، وتوجيه أبحاثهم بشكل أفضل. يمكن لأجيال جديدة من التلسكوبات الأرضية مثل       ELT  أو التلسكوبات الفضائية ، مثل جيمس ويب (JWST) الذي طال انتظاره ، أن تكشف لنا عن غلافها الجوي وتكتشف البصمات الحيوية المحتملة هناك قبل نهاية عشرينات القرن الواحد والعشرين لننظر أيضًا إلى 30 مليار من الكواكب الخارجية الصالحة للحياة على الرغم من الدوران المتزامن كما تشرح ميشيل كونيموتو ، المؤلفة المشاركة للدراسة والعضو الجديد في فريق Tess للبحث عن الكواكب الخارجية: "إن معرفة مدى شيوع الأنواع المختلفة من الكواكب أمر بالغ الأهمية لتصميم بعثات بحثية عن الكواكب الخارجية المستقبلية". (القمر الصناعي العابر لمسح الكواكب الخارجية). ستعتمد التحقيقات التي تستهدف الكواكب الصغيرة التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن حول النجوم الشبيهة بالشمس على نتائج مثل هذه لزيادة فرص نجاحها. يمكننا أن نأمل في معرفة ما إذا كنا وحدنا في الكون أم لا بحلول عام 2030. لمعرفة أكثر إن اكتشاف عوالم صالحة للسكن في متناول أيدينا مقال بقلم ريمي ديكور نُشر في 10 يناير 2010 يشير اكتشاف عشرات الكواكب ذات الكتلة المنخفضة حول النجوم المشابهة نسبيًا للشمس واكتشاف ثاني كوكب خارج المجموعة الشمسية يشبه الأرض الفائقة، مع قلب جليدي وجو غير مضياف، إلى أنه لا ينبغي لعلماء الفلك بعد الآن التأخير في اكتشاف الكواكب الشبيهة بالأرض. منذ وقت ليس ببعيد، اكتُشفت الكواكب خارج المجموعة الشمسية الوحيدة المعروفة باسم كواكب المشتري الحارة. إنها كواكب غازية كبيرة تدور في مدارات ضيقة جدًا حول نجومها بفترات لا تتجاوز بضعة أيام. اليوم، ولم يعد هذا هو واقع الحال كذلك. وهكذا، من بين عشرات الكواكب التي تم اكتشافها مؤخرًا، قد يكون لبعضها سطح صخري صلب، مما يمنحها بعض التشابه مع الأرض. أما بالنسبة للأرض العملاقة الثانية المكتشفة، بعد Corot 7b، فقد نجح العلماء في تحديد كتلتها ونصف قطرها والمؤشرات الأساسية على بنيتها. تدور حول نجم صغير يقع على بعد 40 سنة ضوئية فقط من الأرض، يفتح هذا الكوكب الخارجي آفاقًا جديدة في البحث عن عوالم صالحة للسكن. في الواقع، إنه يدور حول نجم أصغر بكثير وأقل إضاءة من شمسنا (Gliese 1214). ومع ذلك، اعتقد علماء الفلك لسنوات أنه لا يمكن العثور على كواكب حول مثل هذه النجوم الصغيرة. يتفق معظم العلماء على أن اكتشاف العناصر الخارجية سيكون قريبًا في متناول الأجهزة بحلول عام 2030. وهناك فرضية أكثر مصداقية تتمثل في أن الدراسة التي أجراها علماء الفلك من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية والمركز الوطني يؤكد مرصد الفلك البصري أن تكوين الكواكب هو نتيجة ثانوية طبيعية لتكوين النجوم. المستقبل المشرق لطريقة السرعة الشعاعية أكثر الطرق الواعدة لتحقيق ذلك هي السرعات الشعاعية، التي يتحسن قياسها باستمرار، وتلك الخاصة بالعبور باستخدام التحليل الطيفي. ومع ذلك، لا ينبغي إهمال الأساليب الأخرى للمعلومات الإضافية التي تقدمها. سوف نذكر القياس الفلكي للحصول على كتل الكواكب وللأنظمة ذات الكواكب المتعددة أو قياس التداخل أو التصوير التاجي أو حتى استخدام عدسات الجاذبية الدقيقة. كما أوضح لنا جان شنايدر، العالم الذي يدير موسوعة الكواكب خارج المجموعة الشمسية والمتخصص في هذا المجال، "طريقة السرعة الشعاعية لها مستقبل مشرق". تتكون هذه الطريقة في الكشف عن الأجسام عن طريق تحليل منحنى السرعة الشعاعية للنجم والذي يظهر تغيرات تصل إلى بضع عشرات أو مئات الأمتار في الثانية بسبب حركة النجم حول مركز النجم والكوكب الباري. "نحن مدينون له بأكثر الاكتشافات إثارة. " اليوم ، يقوم علماء الفلك بتجميع البيانات على فترات زمنية طويلة بشكل متزايد باستخدام أجهزة دقيقة ومتطورة. ويختتم جان شنايدر قائلاً: "بلا إنكار، سينتهي بهم الأمر بالعثور على كواكب أخف وزناً أو أكثر وزناً في المنطقة الصالحة للسكن من نجمهم". فيما يتعلق بمسألة الحياة على الكواكب الخارجية، من نافلة القول أن الآراء تختلف، ولكن في حين أن معظم العلماء مقتنعون بأن الحياة موجودة في مكان آخر غير النظام الشمسي، فإن اكتشافها غير ممكن قبل نهاية عشرينيات القرن الواحد والعشرين. تم العثور على مادة عضوية خارج الأرض إثر سقوط نيزك في بحيرة جليدية، تحطم نيزك في منطقة البحيرات العظمى بأمريكا الشمالية. وتحطمت الصخور الفضائية التي أطلق عليها اسم "نيزك هامبورغ" إلى آلاف القطع الصغيرة التي تناثرت عبر السطح المتجمد لبحيرة الفراولة في ميشيغان وبحيرة باس. استخدم العلماء بيانات رادار الطقس لتعقب أي حطام من النيزك وجمعها للدراسة.

Pixabay  في دراسة نُشرت في 20 أكتوبر في مجلة Meteoritics & Planetary Science ،

 قال الباحثون إنهم عثروا وجمعوا عينات في حالة ممتازة من قطع نيزك هامبورغ. أعلنوا بحماس أنهم اكتشفوا "تنوعًا كبيرًا" من المواد العضوية من أصل فضائي من خارج كوكب الأرض. وهي عينات محفوظة بشكل كامل كما قال فيليب هيك، المؤلف الرئيسي للدراسة، والمنسق بمتحف فيلد في شيكاغو وأستاذ مشارك في جامعة شيكاغو، وإنه يمكن العثور على كل حطام النيزك وجمعها بسرعة كبيرة، وهو خبر سار.. في الواقع، أدى هذا إلى الحفاظ على المركبات العضوية خارج كوكب الأرض من أي تلوث أرضي. يجب القول إن المياه الجليدية للبحيرات ساعدت كثيرًا في الحفاظ على العينات بشكل مثالي وإبعادها عن أي شيء يمكن أن يلوثها. قال فيليب هيك في الدراسة التي نُشرت في مجلة Meteoritics & Planetary Science: " إن شظايا الصخور التي تمت دراستها تظهر علامات قليلة أو معدومة على التجوية الأرضية". يمكن أن تساعد المركبات العضوية خارج كوكب الأرض المأخوذة من حطام النيزك في فهم تكوين الأرض والنظام الشمسي. اتضح أن نيزك هامبورغ هو ما يسمى "H4 chondrite" ، هو عبارة عن فئة من الصخور الفضائية التي تشكلت في بداية النظام الشمسي. على هذا النحو، وغالبًا ما تحتوي على نفس المركبات العضوية الضرورية لخلق الحياة على الأرض. لذلك، كما يوضح فيليب هيك، "إن توصيف المخزون العضوي للسقوط الطازج، الذي يتم استرداده بسرعة والمحافظة عليه بشكل صحيح، مثل هامبورغ، مفيد، حيث تكون هذه النيازك عمومًا أقل تلوثًا بالمواد العضوية الأرضية. [...] من كل تحليل جديد لحجر نيزكي جديد، نتعلم المزيد عن المعادن القريبة والتطور المشترك العضوي. "

 

 

جواد بشارةإعداد وترجمة وتأليف د. جواد بشارة

رسالة من الكائنات الفضائية للبشر:


 كتبت العديد من المقالات عن الحضارات الفضائية غير البشرية خارج الأرض، مثل المستقبل السحيق: رحلة نحو عوالم أخرى، والأجسام المحلقة مجهولة الهوية حقيقة أم خيال؟، و متى يستيقظ الإنسان من خرافة الكون الواحد المحدود؟، كذلك تضمنت كتبي عن الكون فصول كاملة عن موضوع الحضارات الفضائية الذكية والاتصالات غير المعلنة بينها وبين البشر.، و نحن وباقي مكونات الوجود الكوني أو الإنسان الأرضي والكائنات الفضائية الخالقة ، و البشر وكائنات السماء الأخرى في الكون المرئي ومعضلة الاعتراف والإنكار، وهي فصول في كتابي السابق إله الأديان وإله الأكوان، وكان آخرها فصل بعنوان الكوسمولوجيا الفضائية غير البشرية، الأوميون نموذجاً، في كتابي الجديد الكون الإله أو الحقيقة الكونية وألغاز الكون العصية. وأعد كتاباً بهذا الخصوص تحت عنوان" جواز سفر إلى الكون: رحلة في عالم الاتصالات مع الكائنات الفضائية الذكية". ولقد وصلت للبشرية العديد من الرسائل من الحضارات والكائنات الفضائية المتطورة تحذرهم من الكوارث المقبلة إذا لم يقوموا بتعديل مساراتهم ومقارباتهم وسلوكياتهم على الأرض.

مجرة المظلة (NGC 4651) هي مجرة حلزونية تقع على أطراف عنقود مجرات برج العذراء التي هي جزء منها، وتقع على مسافة غير محددة تتراوح من 35 مليون سنة ضوئية إلى 72 مليون سنة - ضوء في كوكبة Berenices Coma. إنها تبتعد عنا بسرعة 788 كيلومترًا في الثانية. يبلغ قطر هذه المجرة حوالي 50000 سنة ضوئية، ولها هيكل على شكل مظلة يبدو أنها تمتد على بعد حوالي 50000 سنة ضوئية، وراء قرص المجرة اللامع. وقد سميت باسم مجرة المظلة Umbrella Galaxy  بسبب هذا الهيكل على شكل مظلة. تحتوي مجرة المظلة على نواة مجرة نشطة (AGN) وهيكل حلزوني دقيق. على عكس معظم المجرات الحلزونية في عنقود العذراء، فإن NGC 4651 غنية بالهيدروجين المحايد، وتمتد أيضًا إلى إلى ما وراء القرص البصري، وتشكيلها النجمي نموذجي لمثل هذه المجرة. تتكون المظلة الكونية العملاقة من تيارات نجمية، من بقايا مجرة أصغر بكثير تمزقها المد والجزر في NGC 4651 ، وهذا هو سبب تضمين مجرة المظلة في أطلس هالتون للمجرات الغريبة. Arp مثل Arp 189 - مثل المجرة ذات الخيوط. ( أطلس مجرات معينة في Arp وهو كتالوج لـ 338 مجرة معينة أنتجها Halton Arp في عام 1966). تُظهر الدراسات التي أجريت باستخدام التلسكوبات الراديوية لتوزيع الهيدروجين المحايد تشوهات في المناطق الخارجية لـ NGC 4651 ومجموعة غاز مرتبطة بمجرة قزمة يمكن أن تكون قد نشأت في حالة إنتاج التيارات النجمية المذكورة. يمكن مشاهدة المجرة بتلسكوبات الهواة. يعتقد العلماء على الأرض أنهم تلقوا رسائل راديوية وصوتية منتظمة من هذه المجرة قد يكون مصدرها حضارة ذكية متطورة تعيش هناك في إحدى الأنظمة الشمسية في هذه المجرة.

2070 الكون 1

والسؤال هو ماذا لو ترك لنا أحد الكيانات رسالة مشفرة حول خلق الكون؟  وقد نصاب بالصداع في محاولة تصدينا للإجابة عليه. الكثير من الأسئلة الميتافيزيقية تطاردنا طوال حياتنا. أسئلة مزعجة لن يتم الإجابة عليها بالتأكيد، مثل: من خلق الكون؟ ومع ذلك، هناك عالم قد يعطينا بدايات الإجابة، لأنه كان سيكتشف رسالة تركها كيان فضائي ذكي في عام 2006، اقترح الفيزيائيان ستيفن هسو وأنتوني زي أنه إذا كان هناك منشئ رائع، لكان بلا شك قد قام بترميز رسالة في الخلفية الكونية المنتشرة (CDF)، أي عندما ظهر أول إشعاع ضوئي. في الكون المرئي كان العالمان يحاولان الإجابة على السؤال العلمي، متسائلين ما يمكن أن يكون وسيط الرسالة ومعناها. عالم الفيزياء الفلكية مايكل هيبك، من مرصد Sonneberg في ألمانيا، بحث للتو في هذه الرسالة من خلال ترجمة الخلفية الكونية المنتشرة بعد أن قام بقراءة ثنائية. ها هي أول 500 بايت من "الرسالة" التي وجدها. كانت القيم باللون الأسود متطابقة في مجموعات البيانات من تلسكوبي بلانك  Planck ودبليو ماب WMAP ويُعتقد أنها دقيقة مع احتمال 90٪. تم رفض القيم الحمراء. اختار Hippke قيم Planck، وهي دقيقة مع وجود فرصة 60٪ فقط، ولكن في الوقت الحالي، الرسالة التي تم جمعها لا معنى لها. تم نشر مقالة Hippke التي تصف أساليبه ونتائجه على خادم arXiv (بمعنى أنه لم تتم مراجعتها من قبل علماء آخرين)، كما تتضمن المقالة قاعدة البيانات المستخرجة في بايتات حتى تتمكن الأطراف العلمية الأخرى المهتمة من فحصها. أرشيف الكون في الخلفية الكونية المنتشرة هي أثر لا يصدق للكون المبكر. يعود تاريخه إلى حوالي 380،000 سنة بعد الانفجار العظيم. قبل ذلك، كان الكون مظلمًا تمامًا ومعتمًا وساخنًا وكثيفًا، لذا لم تكن الذرات تتشكل. طارت البروتونات والإلكترونات في شكل بلازما مؤينة. عندما برد الكون وتمدد، اجتمعت هذه البروتونات والإلكترونات لتكوين ذرات هيدروجين محايدة - وهي عملية نسميها الآن "عصر إعادة التركيب". أصبح الفضاء واضحًا، ولأول مرة، كان الضوء قادرًا على التحرك بحرية فيه. لا يزال من الممكن العثور على هذا الضوء الأول اليوم. على الرغم من ضعف الإشعاع، إلا أنه يغطي جميع الأماكن المعروفة. بسبب هذا الانتشار الواسع، جادل الفيزيائيان النظريان ستيفن شو من جامعة أوريغون وأنتوني زي من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا - من الناحية النظرية فقط - بأن الإشعاع الأصلي يمكن أن يكون " عرض "مثالي برسالة مرئية لجميع الكائنات المتطورة بشكل كاف في الكون. افترضوا أن الرسالة الثنائية يمكن ترميزها مع تغير درجة الحرارة أي تفسير جديد للبيانات من هذا النموذج، حاول مايكل هيبك إيجاد الحل باستخدام بيانات جديدة. ووجد أن ادعاءات العلماء أثارت عدة مشاكل. أولاً، لا يزال الكون المتسع FDC يبرد. في البداية كانت درجة حرارته حوالي 3000 كلفن. الآن، بعد 13.4 مليار سنة، أصبح 2.7 كلفن فقط. مع تقدم الكون في العمر، ستصبح FDC في النهاية غير قابلة للكشف. بعد حوالي 12 اثنا عشر مليون سنة، يجب أن يختفي. هل لاحظ القمر الصناعي بلانك ومسبار ويلكينسون تباين الموجات الدقيقة (WMAP) وتسجيل التغيرات في درجات الحرارة؟ في FDC. لقد جمع مايكل هيبك المعلومات من مجموعات البيانات هذه، وبالتالي كان قادرًا على مقارنة نتائج كل مجموعة بيانات للعثور على البايتات المقابلة. بعد إجراء الكثير من البحث على البيانات، اضطر العالم للاعتراف بأن الإشعاع الأصلي لا يخفي أي رسائل (على الأقل في النظام الثنائي). ومع ذلك، هذا في حد ذاته ليس دليلًا على وجود خالق للكون أو عدم وجوده - إنه يثبت فقط أن الفرضية قد ثبت أنها خاطئة. نحن نعلم أن FDC يحمل كمية كبيرة من البيانات حول بنية وطبيعة الكون. ربما سيصبح هذا البحث، في المستقبل، أساسًا للبحث في فهم خلق الكون.  وتجدر الإشارة إلى أنه تم اكتشاف ملايين الإشارات لحضارة ذكية في الفضاء.

لاكتشاف علامات الحضارات الذكية في مجرة درب التبانة، يعتمد علماء الفلك على تحليل الإشارات في الفضاء التي من المحتمل أن تبعثها تقنيات خارج الأرض، والتي تسمى "بصمات تقنية". ومع ذلك، بين عامي 2018 و2019، اكتشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا 26631.913 توقيعًا تقنيًا، على بعد 400 سنة ضوئية من الأرض. لكن تبين أنها جميعًا تم إنشاؤها هنا على الأرض، كما أوضحوا في دراسة ظهرت في مجلة The Astronomical Journal في 10 نوفمبر.

أجرى جان لوك مارغو، عالم الفلك بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، بحثًا عن التواقيع التقنية بين عامي 2018 و2019 باستخدام تلسكوب غرين بانك، وهو تلسكوب لاسلكي قوي يقع في ولاية فرجينيا. من بين 31 نجمًا مشابهًا للشمس، تم اكتشاف 26.631.913 بصمة تكنولوجية محتملة. لكن التحليل الإضافي للبيانات كشف أن كل ذلك جاء من الأرض.

على الرغم من عدم اكتشاف أي إشارة خارج الأرض حتى الآن، فقد اتخذ العلماء خطوة مهمة إلى الأمام في تحديد التداخل الراديوي الأرضي. إنها تأتي بشكل أساسي من تقنيات الملاحة، وتقنيات الأقمار الصناعية، والهواتف المحمولة، وأفران الميكروويف، والطائرات، والاتصالات الخ. وبعضها يمكن اكتشافه حتى 400 سنة ضوئية من هنا، مثل الإشارات الواردة من تلسكوب Arecibo الراديوي.

قال مارغو: "قد يؤدي هذا التداخل اللاسلكي إلى حجب إشارة تأتينا خارج كوكب الأرض". "إنهم يجعلون مهمتنا أكثر صعوبة لأننا نكتشف عشرات الملايين من الإشارات في الساعة من وقت التلسكوب، وعلينا تحديد كل إشارة: هل هي أرضية أم من خارج كوكب الأرض؟ لا يزال هذا يسمح للباحثين بإجراء العديد من التحسينات على معالجة البيانات الخاصة بهم، من خلال تحسين حساسية الإشارات ومعدل اكتشافها، وكذلك المرشح المستخدم لتصنيف التداخل اللاسلكي تلقائيًا وبالتالي تصنيفها تلقائيًا على أنها بصمات تقنية من كائنات فضائية.

إشارات الأرض مهمة جدًا لدرجة أنه لم يعد من الممكن حتى إجراء بعض القياسات من الأرض؛ لهذا السبب يعمل العلماء على تلسكوب لاسلكي يمكن تثبيته على الجانب الآخر من القمر. يعمل القمر كحاجز طبيعي ضد التداخل الراديوي البشري. إن إمكانية اكتشاف إشارة خارج كوكب الأرض (ضعيفة ولكنها ليست صفرًا) يمكن، وفقًا لجان لوك مارغو، الإجابة على السؤال الذي يشغلنا جميعًا: "هل نحن وحدنا في هذا الكون الشاسع؟

 درب التبانة مليء بالكواكب الصالحة للسكن!

2070 درب التبانة

 انطباع الفنان عن Kepler-186f، أول كوكب خارجي يشبه الأرض تم العثور عليه في المنطقة الصالحة للسكن لنجمه الأم. | ناسا أميس / معهد / JPL-Caltech  

 كشفت دراسة جديدة أن مجرتنا تحتوي على عدد كبير جدًا من الكواكب الصالحة للحياة. وجد الباحثون أنه في المتوسط ، يمكن لكل نجم من نجومنا الشبيهة بالشمس أن يأوي ما بين 0.4 و0.9 من الكواكب الصخرية في منطقته الصالحة للسكن. يوضح الشكل، مضروبًا في العدد الإجمالي لهذه النجوم الموجودة في مجرة درب التبانة، أن الكواكب الصالحة للسكن ليست نادرة جدًا. حوالي 7٪ من حوالي 200 مليار نجم في مجرة درب التبانة هي نجوم قزمة من النوع G، أقزام صفراء، مثل الشمس. وبالتالي، يقدر أن هناك ما يصل إلى 300 مليون مجرة تشبه مجرتنا تحتوي على كواكب صخرية تشبه أرضنا! قد يكون بعضها قريبًا جدًا، على بعد حوالي 30 سنة ضوئية من شمسنا. إذن هنالك الملايين من العوالم الصالحة للسكن

على وجه التحديد، حسب مؤلفو الدراسة أن كل نجم يمكن أن يحيط به 0.37 إلى 0.6 كواكب صالحة للسكن، أو حتى 0.58 إلى 0.88 كوكب في أكثر التقديرات تفاؤلاً. بالإضافة إلى ذلك، قدروا بثقة 95٪ أن متوسط الكوكب الخارجي الواقع في أقرب منطقة صالحة للسكن يبلغ حوالي 6 فرسخ فلكي (أي ما يزيد قليلاً عن 19 سنة ضوئية)، وأنه تقريبًا 4 كواكب صخرية حول النجوم القزمة G وK ضمن 10 فرسخ فلكي (حوالي 32 سنة ضوئية) من الشمس.

هذا التقدير هو نتيجة تعاون العلماء من وكالة ناسا ومعهد SETI والمنظمات الأخرى حول العالم، الذين اعتمدوا على البيانات التي تم جمعها بواسطة تلسكوب كيبلر الفضائي - الذي قامت مهمته البحثية بتقصي الكواكب الخارجية واكتملت في أكتوبر 2018، وستُنشر نتائجها قريبًا في المجلة الفلكية. قال جيف كوغلين ، الباحث المتخصص في الكواكب الخارجية في معهد SETI والمؤلف المشارك للدراسة: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجميع كل القطع معًا لتوفير مقياس موثوق لعدد الكواكب التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن في المجرة". .

2070 الكون 3

رسم توضيحي يصور "إرث" تلسكوب كبلر الفضائي التابع لناسا. بعد تسع سنوات في الفضاء العميق لجمع البيانات التي كشفت أن سماءنا الليلية كانت مليئة بمليارات الكواكب المخفية، نفد وقود كيبلر واضطر لإكمال مهمته في عام 2018. الاعتمادات: NASA / Ames Research Center / دبليو ستينزل / د. راتر

يسعد كوغلين ورفاقه بتوصلهم لتحديد أحد العناصر الرئيسية في معادلة دريك. تذكر أن هذه المعادلة الشهيرة هي معادلة رياضياتية أنشأها عالم الفلك فرانك دريك في عام 1961، مما يجعل من الممكن تقدير العدد المحتمل للحضارات الفضائية المتقدمة تقنيًا في مجرتنا. من الواضح أن هذا الرقم يعتمد على العديد من العوامل التي يحاول العلماء تحديدها، بما في ذلك عدد الكواكب الصالحة للحياة. قال كوغلين في بيان من معهد SETI: "لقد اتخذنا خطوة أخرى على الطريق الطويل لمعرفة ما إذا كنا وحدنا في الكون".

بالنسبة لتقديراتهم، ركز الباحثون على الكواكب الخارجية المشابهة في حجم الأرض (التي يتراوح نصف قطرها بين 0.5 و1.5 مرة من نصف قطر الأرض)، وبالتالي من المحتمل جدًا أنها صخرية. لقد اعتبروا أيضًا نجومًا شبيهة بالشمس، تقريبًا من نفس العمر ودرجة الحرارة نفسها (بين 4800 كلفن و6300 كلفن)؛ معظم النجوم التي تستوفي هذه المعايير هي الأقزام G والأقزام K، وهي أصغر قليلاً من الأقزام G وحوالي ضعف عددها.

معايير تواجد الحياة وقابلية العيش: الماء والضوء

الشرط الذي لا غنى عنه الذي يجب على الكوكب أن يفي به من أجل إيواء الحياة هو وجود ماء سائل على سطحه. ومع ذلك، هذا ممكن فقط على مسافة مدارية معينة من النجم الذي يتحرك حوله، وهي مجموعة من المسافات تسمى "المنطقة الصالحة للسكن". في هذا البحث الجديد، اعتبر العلماء عاملاً جديدًا: كمية الضوء التي تضرب الكواكب قيد الدراسة. في الواقع، تؤثر هذه الكمية حتمًا على احتمال وجود الماء السائل. وهكذا، قام الفريق أيضًا بتحليل البيانات من مهمة Gaia التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، فيما يتعلق بكمية الطاقة المنبعثة من النجوم. أتاح الجمع بين مصدري البيانات إجراء تحليل أكثر تفصيلاً للكواكب الخارجية.

من تقدير "متحفظ" لتأثير الغلاف الجوي على الضوء، قدر الباحثون أن حوالي نصف النجوم الشبيهة بالشمس لديها كواكب صخرية قادرة على استيعاب الماء السائل عندها. في الواقع، لا يزال يتعين توضيح الدور الدقيق للغلاف الجوي للكوكب (تكوينه وسمكه) في قدرته على دعم الماء السائل. سيكون هذا موضوع مزيد من البحث.

لاحظ أيضًا أن هذا البحث الجديد لم يأخذ في الاعتبار الأقزام الحمراء، المعروفة أيضًا باسم الأقزام M، والتي تمثل حوالي ثلاثة أرباع النجوم في مجرة درب التبانة. قدرت دراسة أجريت عام 2013، استنادًا إلى بيانات من كبلر، أن حوالي 6٪ من أنظمة القزم الحمراء تؤوي كوكبًا يشبه الأرض تقريبًا، في منطقة صالحة للسكن. أحد هذه الكواكب هو Proxima b الشهير، الذي يدور حول القزم الأحمر Proxima Centauri. يقع على بعد 4.2 سنة ضوئية، وهو أقرب كوكب خارجي معروف حتى الآن إلى نظامنا الشمسي.

ومع ذلك، فإن قابلية الأقزام الحمراء للعيش تخضع للنقاش. تبعث هذه النجوم القليل من الضوء وبالتالي يجب أن تكون الكواكب الخارجية قريبة جدًا منها لعرض درجة حرارة سطح مماثلة لـلأرض. ومع ذلك، عند هذه المسافة، تسبب جاذبية النجم دورانًا متزامنًا؛ لذلك، لا يضيء سوى نصف الكوكب نفسه باستمرار، بينما يظل الآخر مغمورًا في الظلام. الأقزام الحمراء أيضًا أكثر نشاطًا من النجوم الشبيهة بالشمس، خاصة في شبابها. وبالتالي، يمكن أن يؤدي الانفجار البركاني الشديد إلى تجريد الكواكب المحيطة من الغلاف الجوي بسرعة.

من عام 2009 إلى عام 2018، كان تلسكوب كبلر غزير الإنتاج بشكل خاص: اكتشف التلسكوب أكثر من 2800 كوكب خارجي، أو ما يقرب من ثلثي العوالم الغريبة المعروفة. ويستمر هذا الرقم في النمو مع فحص العلماء للكمية الهائلة من البيانات التي جمعتها المركبة الفضائية خلال مهمتها. لا تزال آلاف الكواكب المرشحة تنتظر تحليلها بدقة ...أدى اكتشاف تسارع توسع الكون في عام 1998 إلى قيام علماء الكونيات بإثبات أن هذا التسارع بدأ منذ حوالي 4 مليارات سنة، وأنه بدون تغيير ملحوظ في ديناميكياته، سيستمر الكون. ليهدأ تدريجياً حتى يقوده مصيره إلى البرد الشامل أو التجمد الكبير. ومع ذلك، فإن المصير المجمد للكون قد لا يتم حسمه بلا هوادة. أظهر فريق من الباحثين مؤخرًا أنه بدلًا من أن يبرد الكون يسخن مع تمدده. نتيجة يمكن أن تغير مصيره من Big Chill ("Big Cold") إلى Big Blaze ("Big Fire".

الحقيقة حول ملف الأجسام المحلقة مجهولة الهوية OVNI- UFO:

هدد دونالد ترامب بنزع السرية عن الملفات السرية الموجودة على الأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية قبل نهاية ولايته قبل ان يطلع على خسارته للانتخابات. ما لم تكن على اتصال بأحداث الأيام القليلة الماضية، فيجب تعلم أن دونالد ترامب فاز بأكثر من 70 مليون صوت، وهو ثاني أعلى إجمالي في التاريخ الأمريكي. على الصعيد الوطني، يمتلك أكثر من 47٪ من أصواته ويبدو أنه فاز في 24 ولاية، بما في ذلك حبيبته فلوريدا وتكساس. لديه سيطرة غير عادية على مناطق شاسعة من هذا البلد، وهو يعقد صلة عميقة بسكان أمريكا العميقة جلبت بين آلاف الأتباع الولاء الطائفي تقريبًا. بعد أربع سنوات في البيت الأبيض، درس أنصاره التفاصيل الدقيقة لرئاسته ووافقوا بحماس على الشروط والأحكام. ومع ذلك، فقد هُزم من قبل المرشح الديمقراطي جو بايدن ، وأصبح واحداً من أربعة رؤساء فقط في العصر الحديث لم يُعاد انتخابهم. لكنه أصبح أيضًا أول رئيس أمريكي يخسر التصويت الشعبي في انتخابات متتالية. وكل هذا بسبب عدوانيته. ولادة جديدة للتوترات العرقية. استخدامه للغة عنصرية في التغريدات يخدع الملونين. فشله، في بعض الأحيان، في الإدانة الكافية لتفوق البيض. تدميره لحلفاء أمريكا التقليديين كالأوربيين وإعجابه بالقادة المستبدين مثل فلاديمير بوتين. وكيف يمكن أن يكون الأمر بخلاف ذلك، أبلغ ترامب أنه لا يقبل النتيجة وأن معركة قانونية ستبدأ في المحاكم، شجبًا "للتزوير الانتخابي". وإذا لم يصل إلى هدفه، فيبدو أن لديه "خطة بديلة".

"الوحي العظيم"

الآن بعد أن بات على دونالد ترامب مغادرة البيت الأبيض في يناير، يشير الكثيرون إلى إمكانية قيام الرئيس برفع السرية عن ملفات استخباراتية حول العديد من الموضوعات الحساسة، بما في ذلك الأجسام الطائرة المجهولة. غرد الصحفي الأمريكي مايك سيرنوفيتش، المقرب من ترامب، على تويتر قائلاً: "لا يزال ترامب قذرًا". "يمكنه الكشف عن أي معلومات تريدها من خلال Twitter. حرفيًا، من القانوني بالنسبة لي إسقاط أي شيء: بما فيها ملفات الأجسام المحلقة مجهولة الهوية UFO، والأشياء الروسية، والتخفي التام. "ثم توالت العناوين الصحفية:

ترامب: رفع السرية عن الأجسام الطائرة المجهولة - دونالد ترامب يهدد برفع السرية عن الملفات السرية الموجودة على الأجسام الطائرة والكائنات الفضائية. وهناك العديد من الخبراء الذين يعتقدون، في أعقاب تقارير إعلامية مختلفة عن فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، أنه إذا لم يحقق الرئيس الحالي للولايات المتحدة هدفه ، فإنه سوف يكشف عن "السر العظيم" ". وتذكر أن ترامب قد أثار موضوع الأجسام الطائرة المجهولة في عدة مناسبات. تحدث عن المنطقة 51 خلال مقابلة مع ابنه، الذي سأل عما إذا كان الرئيس يفكر في إخبارنا بوجود أجانب فضائيين على الأرض قبل أن ينهي فترة ولايته.

رد ترامب على ابنه: "يسألني كثير من الناس هذا السؤال، يبدو أنه سؤال جيد". "هناك الملايين والملايين من الناس الذين يريدون الذهاب إلى هناك ويريدون مشاهدتهم. لن أخبرك بما أعرفه عنهم، لكنهم ممتعون للغاية. " وسُئل ترامب أيضًا عن وجود الأجسام الطائرة المجهولة الهوية خلال مقابلة في أكتوبر / تشرين الأول مع مضيفة قناة فوكس نيوز ماريا بارتيرومو. في هذه الحالة، كان أكثر قوة وقال إنه سيحقق في مزيد من تقارير المخابرات الأمريكية حول وجود الأجسام الطائرة مجهولة الهوية. أجاب ترامب: "حسنًا، سأضطر إلى التحقق من ذلك". "أعني، سمعت ذلك. سمعت هذه القصة منذ يومين لذا سأتحقق منها. سأحللها جيدًا وبعناية".

حتى أنه ذهب إلى أبعد من ذلك في تصريحاته وأطلق تهديدًا خطيرًا لأجناس خارج كوكب الأرض فيما إذا قررت غزو كوكبنا. قال ترامب: "سأخبرك بهذا". "الآن أنشأنا جيشًا، على عكس أي جيش لدينا من حيث المعدات. حيث سيكون مزوداً بالمعدات والأسلحة المتطورة التي لدينا وآمل ألا نضطر أبدًا لاستخدامها. روسيا والصين، كلهم يحسدوننا على ما لدينا من أسلحة متقدمة. كلها بنيت في الولايات المتحدة الأمريكية. أعدنا بناء ترسانتنا الاستراتيجية، وبكلفة2.5 تريليون دولار. بالنسبة للسؤال الآخر، سأقوم بفحصه. لقد اكتشفته منذ يومين في الواقع. " وهو يقصد بذلك برفع السرية عن الملفات السرية الموجودة على الأجسام الطائرة والكائنات الفضائية وعن الملفات السرية عن الحضارات خارج كوكب الأرض - وبتهديد دونالد ترامب يبدو أن كل شيء يشير إلى أننا نواجه "السر العظيم". لسنوات طويلة، كانت هناك تكهنات حول كيفية إبلاغنا بوجود حياة فضائية، من الخطب الرئاسية إلى إعلان ناسا التاريخي. لكن الأمر ليس كذلك، آخر ما توقعناه هو أن ينتقم دونالد ترامب لعدم إعادة انتخابه. على أي حال، في عالم الباطنية والخوارق، كتبنا بالفعل عن إمكانية قيام الحكومات بصنع ملف الإفصاح عن حقيقة وجود حضارات فضائية خارج كوكب الأرض في عام 2020.

على الرغم من أننا نأمل ألا يعاني ترامب من نفس مصير جون كينيدي، الذي اغتيل لأنه كان سيعترف علنًا بوجود كائنات ذكية خارج كوكبنا ومتواجدة على كوكبنا الأرض. أنا شخصياً لا أعتقد أنه سيجرأ أو سيسمح له بأن يكشف الملفات السرية عن الأجسام الطائرة المجهولة ووجود حياة خارج كوكب الأرض؟

كائنات من أماكن أخرى:

حتى يومنا هذا، لا يزال وجود الأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية موضع خلاف من قبل معظم الحكومات. حاولت فئات مختلفة من الباحثين مثلي إثبات وجود الأجسام الطائرة المجهولة. لكن من الصعب إقناع الرأي العام، المشغول جدًا بحيث لا يريد سوى أن يعيش حياة عادية جدًا. ومع ذلك، فقد تم تقديم أدلة دامغة منذ عقود حول هذا الموضوع.

الأشخاص الذين تم اختطافهم من قبل الأجسام الطائرة المجهولة الهوية والذين انتهى بهم الأمر بزرع غرسة في أجسادهم. لم يتضح بعد كيف يتم اختيار هؤلاء الأشخاص وسبب هذه الغرسات. اليقين الوحيد الذي لدينا يتعلق بالمواد التي تصنع منها هذه الغرسات الشهيرة ذات الأصل الفضائي الخارجي. يعتقد الراحل الدكتور روجر ك. لير، الذي أجرى عمليات الاستخراج هذه، أنه يحمل بين يديه ثمار التكنولوجيا غير البشرية. في نظر البعض، ستكون هذه الأجسام دليلاً على تدخل كائنات ذكية ومتطورة من "خارج الأرض" مرة أخرى. ولقد صرح قبل مدة قصيرة وزير الدفاع الكندي السابق بحقيقة وجود كائنات فضائية غير بشرية على الأرض وتعاونها سراً مع هيئات علمية أمريكية.

دون، مسؤول دفاعي أمريكي، كان دوماً يسمع أصواتًا منذ سنوات. في أحد الأيام، عندما اشتكى أيضًا من مشاكل في الأسنان، تم أخذ صورة بالأشعة السينية لفكه وتم اكتشاف مثلث معدني صغير في فكه الأيسر السفلي. منذ استخراج هذا الجزء من المعدن، يقول دون إنه لا يستطيع سماع الأصوات. هل القضية أصبحت مغلقة؟ ليس إذا صدق الدكتور لير! لأن الأخير قد حلل، بواسطة مختبرات مختلفة، قطعًا من المعدن المستخرج في ظروف إن لم تكن متطابقة فهي متشابهة، أو على الأقل غريبة.

دعونا نستمع إلى هذه الاستنتاجات لمحاولة إتقان فكرة عن السؤال:

هذه الأشياء ذات طبيعة بيولوجية مختلطة؛ لقد تم تصنيعها بحيث يتحملها الكائن الحي لسنوات؛ لقد تم توصيلهم بالجهاز العصبي لمضيفهم؛ وأخيراً، فإن تطورهم سيجعل التصنيع البشري لها غير محتمل ".

يذكر الدكتور لير كل هذا، جنبًا إلى جنب مع قصة السيد دون وسبع حالات أخرى مماثلة، في الأجسام الغريبة والغرسات les Implantes، التي نُشرت في عام 1999. وهو متخصص أيضًا في علاج الأقدام وجراحة القدم. في عام 1995، قدم له ديريل سيمز، المحقق المتخصص في طب العيون من تكساس، حالة غير عادية إلى حد ما: شخص يعتقد أنه تم اختطافه من قبل الكائنات الفضائية قبل سنوات، قدم على الأشعة السينية جسمًا صغيرًا في القدم «. يوافق لير على استخلاص الجسم، لكنه يعلم أن عمليات من هذا النوع قد تم تنفيذها بالفعل وأنه عند ملامستها للهواء، تتفكك الأشياء التي تمت إزالتها أو تتحول إلى سائل أو تبخرت. ثم طور بروتوكول استخراج يتضمن جمع القليل من المصل من المريض من أجل الاحتفاظ بالجسم الغامض هناك. لذلك في 19 أغسطس 1995، أزال قطعتين معدنيتين من القدم اليسرى لباتريشيا، 52 عامًا، وواحدة من اليد اليسرى لبيتر، 47 عامًا. سيتبع خلع الأشياء الأخرى من الكتف الأيسر، والساق اليسرى، والفك الأيسر ... دائمًا الجانب الأيسر، الجانب الأيمن من القلب. بين عامي 1995 و2001، نفذت لير ما مجموعه عشر عمليات من هذا القبيل. أول شيء تم رصده في قدم باتريشيا يبلغ ارتفاعه 5 مم على شكل حرف T. الثانية، أصغر بخمس مرات، من بذور البطيخ. عندما يلمس الجراح أحد الأشياء بطرف مشرطه، تشعر باتريشيا بألم شديد. لذلك ننتقل إلى حقنة إضافية من الليدوكائين. ولكن عندما تصطدم الشفرة بالجسم مرة أخرى، فإنها تستمر في التسبب في الألام الموضعية للغاية. ينتهي الدكتور لير بسحب حرف T: إنه محاط بنوع من الغشاء الرمادي الداكن الذي يضيء ... ويقاوم المشرط.

نفس الغشاء يغلف الجسم الذي على شكل بذرة، ونفس "بذرة البطيخ" ستُستخرج بيد بيتر.

يأخذ الدكتور لير الأنسجة التي تم لصقها بالغشاء من المرضى ويرسلها إلى المختبر تحت ملصق: "الأجزاء اللينة في بيئة جسم غريب". تظهر الاختبارات عدم وجود تفاعل التهابي وتلاحظ وجود خلايا عصبية - وهو ما يفسر الألم الذي يشعر به المريض عند ملامسته للمشرط. أما الغشاء الرمادي الغامق فهو مكون من ثلاث بروتينات توجد بشكل منفصل في جسم الإنسان بشكل طبيعي، ولكنها لا تتجمع فيما بينها. وهذا التجميع، مركب متعدد البروتينات، يقاوم شفرة المشرط! تسمح الفتحات الصغيرة للغشاء بـ "الالتحام" في الشيء الذي يغلفه. خلال العمليات العشر التي سيجريها الدكتور لير، سيستخرج ما مجموعه سبعة أجسام معدنية مغطاة بغشاء (تتكون دائمًا من نفس المكونات)، جسمان غير معدنيين بدون غشاء، وقطعة زجاج بسيطة. تكشف المراقبة باستخدام مطياف عن الهياكل الموجودة في الكائنات: قضيب، قلب ... بعض الغرسات تخلق مجالًا مغناطيسيًا أثناء وجودها في جسم المريض، لكن هذه المغناطيسية تختفي بمجرد استخراجها. باختصار، وفقًا للدكتور لير، "لا شيء في هذه الأشياء يشير إلى التكنولوجيا البشرية المعروفة".

أما المرضى فماذا نعرف عنهم؟ أولاً، يقول بعضهم إنهم وضعوا في حضرة كائنات فضائية. بعد ذلك، تُظهر التحليلات البيولوجية أن أنسجتها، بين الجلد والغرسة، تعرضت لأشعة فوق بنفسجية موضعية وقصيرة جدًا. وبعد ذلك تظهر بشرتهم انخفاضًا طفيفًا على مستوى الجسم؛ أخيرًا، كلهم يأكلون الأطعمة شديدة الملوحة، وجميعهم لديهم ردود فعل غير طبيعية على التخدير. في ضوء مثل هذه الأدلة، يفضل الدكتور لير فرضية زرع المعادن الحيوية التي تستخدم مكونات المضيف لتحييد نظام المناعة. هذا دليل جيد على أنه بالنسبة له، فإن التكنولوجيا ذات الأصل الخارجي هي من أجل أن تتبع عن بعد المخطوف من قبل هذه الكائنات ذات الأصول الغامضة. في الولايات المتحدة، يطالب قانون حرية المعلومات، الذي يرجع تاريخه إلى عام 1966، الوكالات الفيدرالية والجيش برفع السرية عن وثائقهم والإفراج عنها لأي مواطن أمريكي يطلبها. لكن هذه الحرية مقيدة بمعايير مختلفة، بما في ذلك تعريض الأمن القومي للخطر، لمنع نشر هذه الوثائق. في الواقع، يتطلب الحصول على المستندات الحساسة الكثير من الصبر لأن الطلب يشبه رحلة طويلة ومسار طويل من العقبات. ولكن بسبب المثابرة، أجبر المواطنون الأمريكيون وزارة الدفاع على نشر العديد من الملفات، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو التي تتعامل مع الظواهر الجوية غير المعروفة والمشهورة باسم الأجسام الطائرة مجهولة الهوية. من الواضح أن الأمر لا يتعلق بالضرورة بالكائنات الفضائية في هذه الوثائق المعنية. بعد أيام قليلة من رفع البنتاغون السرية عن ثلاثة مقاطع فيديو للبحرية الأمريكية، أصدرت البحرية الأمريكية ثمانية تقارير عن طياريها الذين واجهوا ظواهر جوية مجهولة في منتصف الرحلة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. واحد من ثمانية تقارير عن لقاءات صدرت في مايو 2020 بين طيار في البحرية الأمريكية مع ظاهرة جوية مجهولة الهوية لكنهم مصرون على أنه لا توجد أطباق طائرة فضائية. سبعة منها تشمل F / A-18E / F Super Hornets وحدثت في أوقات مختلفة بين عامي 2013 و2014 قبالة سواحل فيرجينيا ونورث كارولينا. وقع الحادث الثامن في عام 2019 وشمل طائرة حربية إلكترونية من طراز Boeing EA-18G Growler كانت تحلق قبالة سواحل ماريلاند.

مما لا يثير الدهشة، أن أيا من تقاريرها الثمانية، المتاحة على العديد من مواقع الويب، لا تُظهر وجود صحون طائرة أو أي تقنية خارج كوكب الأرض. ومع ذلك، فإن استمرار وجود ظواهر جوية غير مبررة أو غير مفسرة حتى يومنا هذا لا يزال مصدر قلق داخل الحكومة الأمريكية ومصدر قلق أكبر للأمن القومي مما يبدو لأول مرة للولايات المتحدة وفي القوات الجوية الأمريكية، المسؤولة عن الدفاع الجوي للولايات المتحدة. ما يجب التذكير به في الولايات المتحدة، هو أن البحرية الأمريكية أكدت رسميًا صحة ثلاثة مقاطع فيديو تظهر أجسامًا طائرة مجهولة الهوية. تم تسجيل مقاطع الفيديو هذه في عامي 2014 و2015 بواسطة طيارين في البحرية. المناورات التي تقوم بها هذه الأجسام غير متوافقة مع قدرات المركبات الطائرة المعروفة.

وبرفع البنتاغون السرية عن ثلاثة مقاطع فيديو للبحرية الأمريكية في 27 أبريل تم نشرها سابقًا في سبتمبر 2019 بواسطة منظمة أبحاث UFO التابعة لأكاديمية النجوم (TTSA) Tom DeLonge، مغني Blink-182 السابق، تظهر ما يبدو أنها أجسام طائرة مجهولة الهوية، تكون الولايات المتحدة قد أثبتت أن هذه المبادرة لا تتوافق مع أي منطق إلا لتذكير الجميع بوجود ظواهر جوية لا يمكن تفسيرها على الدوام! وقد علقت وسائل الإعلام قائلة: لقد أظهرت مقاطع الفيديو هذه، التي حصل عليها طيارو البحرية الأمريكية أثناء الطيران، مواجهتهم بأجسام طائرة مجهولة الهوية، في عدة مناسبات، يقومون بمناورات لا تتوافق مع أداء جميع آلات الطيران المعروفة (تسارع، توقف مفاجئ، انعطافات فورية حادة). في ذلك الوقت، أجبرت البحرية الأمريكية بموجب قانون حرية المعلومات الأمريكي على شرح مقاطع الفيديو. في 10 سبتمبر 2019، اعترف المتحدث باسمها، جوزيف غراديشر، بأن "الظاهرة المعروضة في مقاطع الفيديو هذه لم يتم التعرف عليها" وأقر بأنها "أجسام مجهولة تنتهك المجال الجوي للولايات المتحدة". ولكن بدلاً من الحديث عن الأجسام الطائرة المجهولة (UFOs)، فضلت البحرية الأمريكية استخدام المصطلحات الأقل إثارة للجدل "للظواهر الجوية غير المحددة". تظل الظواهر الجوية التي لوحظت في مقاطع الفيديو توصف بأنها "غير معروفة «حسب تعبير البحرية الأمريكية.

ظواهر جوية حقيقية ولكن لا يمكن تفسيرها:

اليوم، البنتاغون يبرر مبادرته "الشفافية" لقطع "كل المفاهيم الخاطئة التي تنتشر عن الأجسام الطائرة المجهولة الهوية" توضح المتحدثة باسم البنتاغون سو غوف: مثل البحرية الأمريكية، بعد التحقيق، أدرك البنتاغون أن الظواهر الجوية التي شوهدت في هذه الصور صنفت على أنها غير معروفة. يتساءل المرء كيف كان من الممكن شرحها بشكل مختلف دون الاعتراف بوجود تقنية تفوق القدرات العسكرية الأمريكية! اختتمت سو غوف بالقول: "بعد تحليل دقيق، قررنا أن المشاركة المصرح بها لمقاطع الفيديو هذه لا تكشف عن أي أنظمة أو قدرات حساسة وليس لها أي تأثير على الاستثمارات المحتملة حول توغل ظواهر جوية مجهولة في المجال الجوي العسكري ". كما كشف الجيش الأمريكي يكشف عن مركبة تتحرك بسرعة تزيد عن 10000 كم / ساعة! نظرًا لأن أكثر من مليوني شخص يريدون إجبار المنطقة 51 على السماح لهم بالدخول إلى الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع، أكدت البحرية الأمريكية رسميًا في 10 سبتمبر صحة ثلاثة مقاطع فيديو تظهر أجسامًا طائرة مجهولة الهوية. في نوفمبر 2014 ويناير 2015، قبالة سواحل سان دييغو وجاكسونفيل، واجه طيارو البحرية الأمريكية على متن طائرات مقاتلة مرارًا وتكرارًا أجسامًا طائرة مجهولة الهوية تقوم بمناورات غير متوافقة مع أداء جميع آلات الطيران المعروفة (تسارع، توقف مفاجئ، منعطفات فورية). وتظهر التسجيلات التي تم تسجيلها خلال هذه الرحلات بوضوح وجود هياكل طيران تتحرك بسرعات عالية جدًا ويمكننا سماع دهشة ومفاجأة الطيارين من هذه الأجسام بأداء لا يمكن تصوره، وخاصة عدم قدرتها على تحديد مصدرها. تم الإعلان عن هذه التسجيلات بعد ذلك بعامين بواسطة TTSA (To The Stars Academy)، وهي منظمة أبحاث UFO لتوم ديلونج، المغني السابق لـ Blink-182. كما كانوا موضوع تغطية إعلامية في الولايات المتحدة. في ذلك الوقت، استخدمت البحرية الأمريكية الطائرات بدون طيار والبالونات (بالتأكيد نسخة أكثر حداثة من منطاد روزويل للطقس!) لشرح وجودها.

يعتقد أن الولايات المتحدة. البحرية تريد أن تكون براغماتية وتعترف، في النهاية، بما هو واضح ولكن، مع تقييدها بقانون حرية المعلومات الأمريكي، كان على البحرية الأمريكية تقديم تفسيرات أكثر إقناعًا وجدية. في 10 سبتمبر، اعترف المتحدث باسمه، جوزيف جراديشر، بأن "الظاهرة التي تظهر في مقاطع الفيديو هذه لم يتم التعرف عليها" وأقر بأنها "أجسام مجهولة تنتهك المجال الجوي الأمريكي". ولكن بدلاً من الحديث عن الأجسام الطائرة المجهولة (UFOs)، فضلت البحرية الأمريكية استخدام المصطلحات الأقل إثارة للجدل وهي "الظواهر الجوية غير المحددة". لقد فاجأ هذا الإعلان مجتمع الخبراء المتابعين لظاهرة الأجسام المحلقة مجهولة الهوية_ OVNI-  les ufologistes ، حيث رحب ببيان البحرية الأمريكية ، وفي الواقع إنه خالف الموقف الرسمي لحكومة الولايات المتحدة التي لم ترغب أبدًا في التعرف على مثل هذه "الظواهر" باستخدام مثل هذه المصطلحات الدقيقة، من قبل شخص يعمل لدى البحرية الأمريكية. ومع ذلك، إذا تم توثيق صحة الصور لأول مرة رسميًا، فإنها لا تشير بأي شكل من الأشكال إلى أصل خارج كوكب الأرض. في الواقع، يمكن لهذه الأشياء أيضًا أن تستحضر طائرات بدون طيار عسكرية متطورة جدًا والتي لن تكون أمريكية بداهة. لكن البنتاغون وجد "مركبات لم تصنع على هذه الأرض". يأمل السناتور روبيو أن يكون الفيلم عن مركبات فضائية غير بشرية وليس صينيًا، لأن ذلك يعني تفوق الصين تكنولوجياً على الولايات المتحدة الأمريكية. بتاريخ 25 يوليو 2020 أعلنت وحدة سرية تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، مكلفة بالتحقيق في الأجسام الطائرة المجهولة (UFOs) ، عن بعض النتائج التي توصلت إليها بعد أن علمت أن البنتاغون أُبلغ مؤخرًا بوجود "مركبات خارج كوكب الأرض" لم تصنع على هذه الأرض ". وحدة ألــ UFO التي كانت سرية في السابق، والتي تعمل داخل مكتب البحرية الأمريكية للاستخبارات البحرية، ستبدأ قريبًا في تقديم تحديثات نصف سنوية منتظمة حول أبحاثها إلى لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي، وفقًا لتقارير نيويورك تايمز. تم تشكيل فرقة العمل المعنية بالظواهر الجوية المجهولة في عام 2019 بهدف دراسة المواجهات الغريبة التي لا يمكن تفسيرها بين الطيارين العسكريين الأمريكيين والمركبات الجوية المجهولة أو الأجسام الطائرة المجهولة، من أجل "تطبيع الجمع والعد وتقديم "الملاحظات المختلفة. ينجح هذا البرنامج في المنهج المتقدم لتحديد التهديدات الفضائية الجوية، والذي حقق أيضًا في الأجسام الطائرة المجهولة، ولكن تم حله في عام 2017 بسبب قطع التمويل. ومع ذلك، استمر الفريق العامل على هذا البرنامج في العمل جنبًا إلى جنب مع مجتمع الاستخبارات حتى بعد حله رسميًا. لويس إليزوندو، مسؤول المخابرات العسكرية السابق الذي ترأس برنامج البنتاغون، استقال في أكتوبر 2017 بعد عقد من العمل مع البرنامج. لا يزال إليزوندو، إلى جانب مجموعة من العلماء والمسؤولين الحكوميين السابقين، مقتنعين بأن الأجسام مجهولة المنشأ قد تحطمت على الأرض وأنه تم البحث عن هذه المواد التي تبدو فضائية غير بشرية. وقال إليزوندو للتايمز: "لم تعد هناك حاجة للاختباء في الظل". ستكون هناك شفافية جديدة. " يعتقد زعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ والسيناتور المتقاعد هاري ريد (D-NV)، الذي قاد حملة جمع التبرعات لبرنامج UFO السابق، أن هذه الدراسات يجب أن ترى النور. "بعد النظر في الأمر، توصلت إلى استنتاج مفاده أن هناك تقارير - بعضها كان جوهريًا، والبعض الآخر أقل - بأن الحكومة والقطاع الخاص يمتلكان الوثائق الفعلية،" حسب تصريح هاري ريد. وحتى الآن، لم تخضع أي من القطع الأثرية المزعومة من الحادث للتدقيق العام أو التحقق من قبل باحثين مستقلين. ومع ذلك، فقد تم تحديد بعض العناصر المستردة، مثل الحطام المعدني الغريب، على أنها من صنع الإنسان، مما يشير إلى أنها قد تكون مرتبطة بجيش المنافسين الأمريكيين مثل الصين أو روسيا.. ومع ذلك، قال عالم الفيزياء الفلكية إريك ديفيس - الذي عمل مستشارًا لبرنامج البنتاغون منذ عام 2007 - إنه أطلع البنتاغون في مارس / آذار على المواد المسترجعة من "المركبات الفضائية التي لم تُصنع على الأرض ". كما قال المتعاقد بوزارة الدفاع إنه خلص إلى أن العناصر التي تم العثور عليها هي من نوع "لا نتمكن من صنعه بأنفسنا". في مقابلة الشهر الماضي، أخبر الرئيس دونالد ترامب نجله دونالد ترامب جونيور أنه سمع أشياء "مثيرة للاهتمام" عن الأجانب الفضائيين المزعومين وكذلك القاعدة السرية في المنطقة 51 بالقرب من روزويل، في نيو مكسيكو، والتي يدعي بعض المنظرين أنها موقع تحطم جسم فضائي غامض. كانت حكومة الولايات المتحدة منفتحة بشكل متزايد في مناقشاتها حول الأجسام الطائرة المجهولة منذ سبتمبر الماضي، عندما اعترفت البحرية الأمريكية بأن لقطات فيديو تم نشرها على نطاق واسع التقطها طيارو البحرية يُزعم أنها أظهرت وجود أجسام غريبة في السماء تمثل في الواقع أجسامًا "غير معروفة" حلقت في المجال الجوي الأمريكي. على الرغم من اعتراف المسؤولين بالحيرة من الأجسام الطائرة المجهولة، إلا أنهم يعترفون أيضًا بأن المواجهات السابقة معهم كانت متكررة. قالوا أيضًا إنهم يفضلون مصطلح الظواهر الجوية غير المحددة أو UAPs بدلاً من تسميتها "الأجسام الطائرة المجهولة". بينما يبقى أن نرى ما هي المعلومات التي تخطط وحدة UFO التي كانت سرية ذات يوم لتقديمها إلى المشرعين، فإن الرئيس بالنيابة عن لجنة الاستخبارات، السناتور ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا)، يعتزم معرفة من أو ما هو بالضبط وراء نشاط الجسم الغريب المحلق فوق القواعد العسكرية الأمريكية. وقال روبيو في مقابلة لشبكة سي بي إس ميامي في تقرير "لدينا أجسام تحلق فوق قواعدنا العسكرية والأماكن التي نجري فيها تدريبات عسكرية ولا نعرف ما هي - وهي ليست ملكنا." وأضاف السيناتور فالكون "بصراحة، إذا كان هذا هو الحال، شيء يأتي من خارج هذا الكوكب - قد يكون في الواقع أفضل من حقيقة أننا رأينا قفزة تكنولوجية من الصينيين أو الروس أو بعض الخصوم الآخرين التي تسمح لهم بتنفيذ هذا النوع من الأشياء. ". بالنسبة للسيد هاري ريد، فإن المزيد من الشفافية أمر ضروري. وقال "من المهم للغاية أن يتم نشر المعلومات المتعلقة باكتشاف مواد مادية أو أشياء مستردة". أخيرًا، أثارت كل هذه المراوغات سؤالًا مثيرًا للاهتمام من مايك كريجر: يبدو أنهم يعدون الجمهور لشيء ما مع هذا الانتشار الفضائي والجسم الغريب. لماذا الان؟

"الأجانب الفضائيون موجودون وقد وقعوا عقدًا مع الولايات المتحدة": كشف مذهل للعقل من مسؤول إسرائيلي كبير سابق، مسؤول عن أمن برنامج الفضاء الإسرائيلي لمدة 30 عامًا ، أجرى حاييم إشيد Eshed مقابلة رائعة مع الصحافة في بلاده. يوضح أن الكائنات الفضائية موجودة، لكن البشرية ليست مستعدة بعد لقبول ذلك. الكلمات لها غطاء كامل لنظرية التعتيم. إذا لم يخرجوا من فم سماحة أبحاث الفضاء، فسوف يقعون بلا شك تحت فئة "الخطاب التآمري". لأنه ليس فقط الكائنات الفضائية الذكية موجودة فحسب، ولكن بالإضافة إلى ذلك، سيكونون على اتصال وثيق بالسلطات الأمريكية.  من عام 1981 إلى عام 2010، كان حاييم إشيد رئيس الأمن في برنامج الفضاء الإسرائيلي. خلال هذه الفترة، حصل على "جائزة الأمن الإسرائيلي" ثلاث مرات من قبل رئيس الدولة.  في مقابلة مع يديعوت أحرونوت - إحدى الصحف اليومية الإسرائيلية - كشف إيشيد عن وجود الأجانب. إن قيام مسؤول كبير سابق بالإفصاح عن مثل هذه المعلومات هو بالفعل، بحد ذاته، حدث استثنائي. لكن الرجل ذهب إلى أبعد من ذلك، موضحًا أن هذه الكائنات الفضائية كانت على اتصال بالسلطات الأمريكية، التي وقعت عقدًا معها. من أين تأتي هذه الإشارات اللاسلكية الغامضة التي تكرر نفسها كل 16 يومًا في الفضاء؟ إنها منهم. ويوضح اتحاد المجرة حاييم إشيد أن البشر والكائنات الفضائية يتاجرون بالفعل منذ سنوات ويتعاونون في كونفدرالية مجرية أو اتحاد المجرة كما أسماه. ووفقا له، فإن الولايات المتحدة هي التي لها اتصال خاص مع هؤلاء الأجانب بشكل أساسي. معًا، سيشكل المجتمعان اتحاد المجرة. إن "اتحاد المجرات" هذا على اتصال بإسرائيل والولايات المتحدة منذ سنوات، لكنه يخفي الأمر ويجعله سرًا لمنع حدوث الهستيريا إلى أن تصبح البشرية جاهزة.  كان ترامب على وشك الكشف عن هذا، لكن الكائنات الفضائية من اتحاد المجرات قالوا له، "انتظر، دع الناس يهدأون أولاً." لا يريدون بدء هستيريا جماعية. إنهم يريدون أن يجعلونا عقلانيين ومتفهمين أولاً "، أوضح إيشيد. هناك ما لا يقل عن 36 شكلًا من الحضارات الذكية خارج كوكب الأرض في مجرتنا وحدها ثم أخذ الرئيس السابق لأمن برنامج الفضاء الإسرائيلي خطوة أخرى إلى الأمام، موضحًا أن السلطات الأمريكية والكائنات الفضائية قد عقدوا صفقة. لقد وقعوا عقدًا معنا لإجراء تجارب هنا على الأرض. إنهم أيضًا يبحثون ويحاولون فهم الكون كله مثلنا، ويريدون منا أن نساعد بعضنا البعض. هناك قاعدة تحت الأرض في أعماق المريخ، حيث يوجد ممثلوهم، بالإضافة إلى رواد الفضاء الأمريكيين. تذكر أن دونالد ترامب أنشأ قوة الفضاء الأمريكية قبل عام، وهي فرع جديد من القوات المسلحة الأمريكية تهدف إلى إجراء عمليات عسكرية في الفضاء. يجب اكتشاف الأرض الثانية في أقل من عشر سنوات. لماذا يتحدث اشيدالآن؟ حاييم إشيد يقول ذلك بنفسه: الكائنات الفضائية مترددة في الإعلان عن وجودها على الأرض، لأنهم يعتقدون أن "البشرية ليست جاهزة". فلماذا يكسر هذه الصفقة؟ لأنه، حسب قوله، العقليات تتغير.  لو كنت قد رويت ما أقوله اليوم قبل خمس سنوات، لكنت اعتقلت. وقيل لي في كل مكان أنت مجنون خاصة في الأوساط الأكاديمية، ولأشاعو أن هذا الرجل فقد عقله. هم بالفعل يتحدثون بشكل مختلف اليوم. ليس لدي ما أخسره. لقد تلقيت شهاداتي وجوائزي، وأنا محترم في جامعات في الخارج، حيث يتغير الاتجاه أيضًا ". يبدو حاييم إيشيد ، البالغ من العمر 87 عامًا ، مصممًا على الكشف عن كل ما يعرفه. للقيام بذلك، نشر للتو كتابًا بعنوان The Universe Beyond the Horizon - L'univers au-delà de l'horizon الكون وراء الأفق محادثات مع الأستاذ حاييم إشيد. تقول صحيفة جيروزاليم بوست إنها تشرح، من بين أمور أخرى، كيف نجح الفضائيون في إنقاذنا من الكوارث النووية.

يقول حاييم إشيد في كتابه - الكون ما وراء الأفق، أن الفضائيون موجودون وقد وقعوا عقدًا مع الولايات المتحدة: وهذا كشف مذهل للعقل من مسؤول إسرائيلي كبير سابق عن أمن برنامج الفضاء الإسرائيلي لمدة 30 عامًا، أجرى حاييم إشيد مقابلة رائعة مع الصحافة في بلاده. أوضح فيها أن الكائنات الفضائية موجودة، لكن البشرية ليست مستعدة بعد لقبول ذلك لو كانت لدي فكرة أن أقول ما أقوله اليوم منذ خمس سنوات، لكنت دخلت مستشفى الأمراض العقلية بتهمة الجنون وقالوا في كل مكان ذهبت إليه في الأكاديمية، فقد الرجل عقله. هم بالفعل يتحدثون بشكل مختلف اليوم. ليس لدي ما أخسره. لقد تلقيت شهاداتي وجوائزي، وأنا محترم في جامعات في الخارج، حيث يتغير الاتجاه أيضًا. بالنسبة لأولئك منا الذين نشأوا بعد رحلةزيفرام كوشران Zefram Cochrane التاريخية الملتوية، والتي تمت ملاحظتها من قبل مركبة فضائية فولكان وسرعان ما بدأ قبول الأرض على الكواكب الأكثر تطورًا في مجرتنا، إن تعاليم الأستاذ إيشيد مألوفة. حتى المبتذلة، مع تحذير واحد مهم: نحن نعلم أن كوكرين شخصية خيالية (ولدت في 2013 أو 2030، ستار تريك ليس كونًا منظمًا للغاية). قد لا يميز إيشد بين الحقيقة والخيال. إشد، يبلغ من العمر 87 عاما، حاصل على بكالوريوس في هندسة الإلكترونيات من التكنيون، وماجستير في أبحاث الأداء، ودكتوراه في هندسة الطيران. في عام 1965، خدم في وحدة التكنولوجيا في قسم المخابرات في جيش الدفاع الإسرائيلي في مناصب البحث والتطوير. في عام 1969، أرسلته المخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلي للدراسة للحصول على الدكتوراه في هندسة الطيران في الولايات المتحدة. عند عودته، تم تعيينه رئيسًا لقسم البحث والتطوير في سلاح المخابرات. تقاعد برتبة مقدم. بعد خدمته العسكرية، عمل أستاذاً في معهد التكنيون لأبحاث الفضاء، وفي عام 1981 أسس وأصبح أول مدير لبرنامج التحدي، وهي وحدة تابعة للإدارة للبحث وتطوير الأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية (مابات) التابعة لوزارة الدفاع المسؤولة عن مشاريع الأقمار الصناعية. تقاعد من وزارة الدفاع في أكتوبر 2011، بعد تكليفه بإطلاق 20 قمرا صناعيا إسرائيليا. كل هذا لا يعني أنه في سن 87، لا يمكن للبروفيسور إيشيد ارتداء تنورة هاواي العشبية والتواصل مع القاعدة الفضائية اللابشرية في أعماق المريخ. كتابه الجديد The Universe Beyond the Horizon - محادثات مع البروفيسور حاييم إشيد ، سجلته هاجر يناي (نشرته يديعوت أحرونوت) ، متاح للتحميل على شبكة الانترنيت. المقال الأصلي على RakBeIsrael: https://rakbeisrael.buzz/israel-et-les-etats-unis-ont-des-contacts-secrets-avec-des-extraterrestres-selon-le-scientifique-haim-eshed/ شكراً جزيلاً للصديق بول ستونهيل ، متخصص الأجسام الطائرة المجهولة في روسيا وأوروبا الشرقية ، الذي أرسل لي للتو هذا الرابط المهم للغاية عبر البريد الإلكتروني. تم نشر هذا بتاريخ 08 ديسمبر 2020 بواسطة صحيفة جيروزاليم بوست:

 https://www.jpost.com/omg/former-israeli-space-security-chief-says-aliens-exist-humanity-not-ready-651405

بالفرنسية:

 https://translate.google.com/translate؟sl=ar&tl=fr&u=https://www.jpost.com/omg/former-israeli-space-security-chief-says-aliens-exist-

قيل إن "اتحاد المجرات" هذا على اتصال بإسرائيل والولايات المتحدة منذ سنوات ، لكنه يخفي سرًا. منع الهستيريا حتى تصبح البشرية جاهزة. هل أجرت دولة إسرائيل اتصالات مع كائنات فضائية غير بشرية؟ بحسب الجنرال الإسرائيلي المتقاعد والبروفيسور الحالي حاييم إشيد، فإن الإجابة هي نعم، لكنها بقيت طي الكتمان لأن "الإنسانية ليست جاهزة. وصرح إشيد أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تتعاملان مع الأجانب غير البشر لسنوات. وهذا لا يشير بأي حال من الأحوال إلى المهاجرين، يوضح إيشد وجود "اتحاد المجرات". قدم رئيس أمن الفضاء السابق البالغ من العمر 87 عامًا مزيدًا من الأوصاف لنوع الصفقات التي تمت بين الأجانب والولايات المتحدة، والتي تم إجراؤها على ما يبدو لأنهم أرادوا إجراء بحث. وتفهم "نسيج الكون". يشمل هذا التعاون قاعدة سرية تحت الأرض على سطح المريخ، حيث يوجد ممثلون أمريكيون وفضائيون. غير بشر إذا كان هذا صحيحًا، فإنه سيتزامن مع إنشاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقوة الفضائية باعتبارها الفرع الخامس من القوات المسلحة الأمريكية، على الرغم من أنه من غير المعروف إلى متى سيستمر هذا النوع من العلاقات، إن وجدت. إلا أن الجنرال الإسرائيلي مصر على أنها موجودة بين الولايات المتحدة وحلفائها الفضائيين، حلفاء من خارج الأرض. كما إن إيشيد يصر على أن ترامب يعرف عنهم الكثير وكان "على وشك" الكشف عن وجودهم. ومع ذلك، ورد أن اتحاد المجرات منعته من القيام بذلك، مدعياً أنه أراد منع الهستيريا الجماعية لأنه يعتقد أن البشرية يجب أن "تتطور وتصل إلى مرحلة حيث نفهم ماهية الفضاء والسفن والسفر بين النجوم والمجرات. ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت. أحدث المقالات في صحيفة جيروزاليم بوست بالنسبة إلى سبب اختياره الكشف عن هذه المعلومات الآن، أوضح إيشد أن التوقيت كان ببساطة بسبب مدى تغير المشهد كلية ونظراً لمدى احترامه في الأوساط الأكاديمية فإنه تجرأ وقدم مزيدًا من المعلومات في كتابه الأخير ، الكون وراء الأفق - محادثات مع البروفيسور حاييم إشيد ، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى مثل كيف منع الفضائيون وقوع كوارث نووية في الأرض و "متى يمكننا التدخل و زيارة الرجال المتشحين بطقوم سوداء Mens in Black ". رئيس أمن الفضاء الإسرائيلي السابق هيام إيشيد  اعترف إن الأجانب كانوا في الجوار ، وأنهم على اتصال بإسرائيل والولايات المتحدة منذ سنوات ، وأن الإنسانية ليست مستعدة لما هو قادم قبل أن تقرر ما إذا كنت ستصدق هذه القصة المذهلة أم لا من جنرال متقاعد محترم للغاية ومتقاعد في جيش الدفاع الإسرائيلي ، اسمحوا لي أن أذكركم ببعض الأشياء. أولاً، في 28 أبريل من هذا العام، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأن مقاطع الفيديو التي التقطها طيارو القوات الجوية هي بالفعل شرعية وأن المواجهات التي مروا بها معهم لقد حدثت بالفعل مع كائنات فضائية. في يوليو / تموز، ذهب البنتاغون إلى أبعد من ذلك وقال إنه استعاد `` أشياء ومركبات لم تُصنع على هذه الأرض '' وأن هناك نشاطًا كبيرًا لدرجة أنه اضطر إلى إنشاء فريق عمل بشأن ذلك. ظواهر جوية مجهولة داخل مكتب المخابرات البحرية في 4 أغسطس2020. (KJB) في مايو 2020، أعلن الرئيس ترامب عن إنشاء قوة الفضاء الأمريكية، مع تضمين الشعار كل الرؤية، وضحك الجميع على الغباء تصور ترامب في إنشاء قوة الفضاء بين المجرات. فجأة، كما أتذكر اعتراف البنتاغون بوجود الأجسام الطائرة المجهولة الهوية، لم تعد القوة الفضائية لترامب مضحكة، أليس كذلك؟ يضحك الجنرال الإسرائيلي المتقاعد حاييم إشيد ، وهو ليس مجنونًا أيضًا. إنه يقول لك الحقيقة، ويدعمه كتابك المقدس للملك جيمس. يجب أن تصدق ما يقول، أنا أفعل. الفضائيون موجودون على الأرض منذ فجر التاريخ هذه هي الحقائق، دعنا نستعرض بعض منها "ولكن كما كانت ايام نوح كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان. لأنه كما في الأيام التي سبقت الطوفان، كانوا يأكلون ويشربون ويتناكحون ويتزوجون، إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ولم يعرف أحد حتى جاء الطوفان وحملهم جميعًا.؛ هكذا يكون مجيء ابن الانسان. ماثيو 24: 37-39"وتنبأ عن ذلك أخنوخ السابع من آدم قائلا: هوذا الرب يأتي مع عشرة آلاف من قديسيه ليحكم على الجميع ويقنع كل من هم فاجرون من كل منهم. الأعمال الشريرة التي يرتكبونها، وجميع أقوالهم القاسية التي تكلم بها عليه الخطاة الفجار. يهوذا 1:14 ، 15 (KJB) يوضح يسوع أنه عندما يبدأ وقت مشكلة يعقوب ، سيكون بالضبط كما كان في "أيام نوح" ، والحدث الذي بدأ مع نشوة اختطاف أخنوخ من قبل رجل واحد. إذا كنا في المكان الذي نعتقد أننا نحن فيه في هذا العام المجنون لعام 2020، فإن ما يقوله حاييم إشيد يجعل المعنى مثاليًا ومنقسمًا بشكل صحيح وصحيح من الناحية التدبيرية. نحن نعيش في التداخل بين نهاية عصر الكنيسة وبداية زمن مشاكل يعقوب، مع نشوة الطرب قبل الضرب للكنيسة على منصة الإطلاق. يرجى زيارة صديقنا ستيف كويل على موقع Genesis 6 Giants الخاص به، وسوف يكون ذلك بمثابة فتح عين لك. وعلى هذا النحو، فإن الأجسام الغريبة حقيقية وغيرها من الأجسام الطائرة غير المحددة أو مجهولة الهوية، وهنالك عوالم أخرى مأهلوة بكائنات عاقلة وذكية ومتطورة جداً من الناحية التكنولوجية كما صرح رئيس أمن الفضاء الإسرائيلي السابق وقال إن الأجانب بيننا، لكن البشر غير مستعدين لتقبل هذه الحقيقة في الوقت الحاضر. هل تعرف من هو بول هيليير؟ إنه وزير الدفاع الوطني السابق لكندا في الستينيات خلال الحرب الباردة ومنذ عام 1995 كشف علنًا أن أربعة أنواع من الحضارات الفضائية غير البشرية على الأقل قد زارت الأرض منذ عقود وأن الحكومات الرئيسية تتعاون معها بنشاط. يزعم Hellyer أن "الأنواع أو الكائنات الفضائية غير البشرية" قد سافرت إلى الأرض من أنظمة نجمية مختلفة. كثير منها حميدة وخيرة، لكن البعض الآخر أقل من ذلك. هناك كائنات فضائية تأتي من أندروميدا وآخرين يسكنون أقمار زحل. كما يضمن وجود اتحاد مجري أن لديهم قواعد ومواثيق، من بينها عدم التدخل في الأحداث التي تحدث على الأرض. ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك بكثير، حيث يبدو أن الزائرين من خارج الأرض حاولوا تحذير الجنس البشري بشأن مسار الحضارة. بدلاً من ذلك، يفسر البعض زياراتهم على أنها تهديد لأمن الجنس البشري. قد تعتقد أن ما يدعيه هيليير هو خيال علمي، اختراع لعقل مفرط النشاط، لكن عليك أن تتذكر أنه ليس مُنظِّر مؤامرة أو رجل مجنون، لقد كان وزيرًا للدفاع الوطني الكندي وقرر الكشف عن حقيقة أنهم يختبئون عنا. لكن هيليير ليس وحده، والآن في كشف صادم، يزعم الرئيس السابق لبرنامج أمن الفضاء الإسرائيلي أن الأجانب على اتصال حقيقي وسري مع الولايات المتحدة وإسرائيل ، لكنهم يحافظون على وجودهم سر لأن الإنسانية "ليست جاهزة" وأشار إلى ما يسمى بـ "اتحاد المجراتconfédération Galactiques" الذي يدير قاعدة تحت الأرض على المريخ كجزء من اتفاقية سرية مع واشنطن. وقال لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الأجانب اضطروا للتدخل لوقف دونالد ترامب عندما بدا وكأنه على وشك الكشف عن أسراره، إذ أن الكائنات الفضائية "لن يتم الكشف عنها" حتى تتطور البشرية وتصل إلى مستوى تكنولوجي أعلى يجعلها قادرة على زيارة عوالم أخرى. لم يذكر الرئيس السابق لأمن الفضاء البالغ من العمر 87 عامًا كم من الوقت تم إخفاء الأجانب عنا، ولكن يبدو أن بعض الاتصالات حدثت خلال رئاسة دونالد ترامب. فيما يتعلق بـ "الصفقة" بين الولايات المتحدة وحضارة خارج كوكب الأرض، قال إيشد إنهم يريدون العمل مع عملاء أمريكيين لدراسة "بنية الكون". صرح إيشيد لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: "لقد طلب الأجانب عدم الإعلان عن وجودهم هنا لأن البشرية ليست جاهزة بعد. كان ترامب على وشك الكشف عن وجود حضارات فضائية خارج كوكب الأرض، ولكن الاتحاد المجري قال له،" انتظر، حتى يهدأ الناس أولاً". إنهم لا يريدون أن يتسببوا في هستيريا جماعية، إنهم يريدوننا أولاً أن نكون عاقلين ومتفهمين، لقد انتظروا أن تتطور البشرية وتصل إلى مرحلة نفهم فيها بشكل عام ماهية الفضاء وسفن الفضاء. هناك اتفاق بين الحكومة الأمريكية والفضائيين. لقد وقعوا عقدًا معنا لإجراء تجارب هنا. كما أنهم يدرسون ويحاولون فهم نسيج الكون بالكامل، ويريدون منا أن نساعد بعضنا البعض. هناك قاعدة تحت الأرض في أعماق المريخ، حيث يوجد ممثلوهم، بالإضافة إلى رواد فضاء أمريكيين وإذا كان قد قرر الآن الكشف عن كل هذه المعلومات، فهو مقتنع بأن الرأي العام سوف يصدقه. " وكان إيشيد قد ساهم في إطلاق أقمار تجسس صناعية لمراقبة إيران. عندما تقاعد في عام 2011، وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه "والد برنامج القمر الصناعي الإسرائيلي". ولكن بعد ترك منصبه في وزارة الدفاع، التفت إلى ما كان مهتمًا به حقًا: الحضارات الفضائية الذكية غير البشرية. في الكتاب الجديد، يناقش الأجسام الطائرة المجهولة والنظريات المختلفة حول طبيعتها والغرض منها وأصلها. كما نرى، يكشف مسؤول حكومي كبير آخر عن اتصالات بين حضارات من خارج كوكب الأرض. كشف الفضائيين - ادعى رئيس أمن الفضاء الإسرائيلي السابق أن الأجانب موجودين بيننا، لكن البشرية ليست مستعدة لتقبل ذلك صدق أو لا تصدق، لقد قلنا في MEP لمدة عام أن سنة2020 سيكون فيها "أول اتصال" أو "الكشف عن السر الكبير" ، وتدعم تصريحات إيشيد ذلك.

 

 

جواد بشارةوقراءة في كتاب جون بيير لومينيت

في بداية القرن العشرين ولد أحد أهم فطاحل الفيزياء النظرية في 5 ديسمبر 1901 | وهو أيضاً أحد أهم رواد ميكانيكا الكموم فيرنر هايزنبرغ صرح ذات مرة بأن "الكون ليس أغرب مما نعتقد فحسب، بل أنه أغرب مما نستطيع أن نعتقد!"

لن يحتاج كوننا إلى وجود انفجار كبير كما يحاول أن يقنعنا بعض علماء الكونيات: لقد ولد الكون خلال تقلب كمومي للفراغ، الانفجار العظيم، هنا 13.8 مليار سنة. لكن يبدو أن محاكاة دقيقة للغاية تثبت، على المستوى النظري والرياضياتي، أن الانفجار العظيم ليس ضروريًا. محرج. لقد جعلت ثورة الكمبيوتر ضحية للتو: الانفجار الكبير. على مدى الثلاثين عامًا الماضية أو نحو ذلك، حاول علماء الكونيات تطوير هذا النموذج - أو النموذج القياسي - من أجل حل عيوبه، في حين أن الفرضيات البديلة مثل نظرية الارتداد الكبير - الكون المرتد - تتحداها بانتظام ولكن بخجل. حتى الآن، حدث ذلك في المجال المفاهيمي، مجال المعادلات والحجج النظرية، دون أن يكون من الممكن اختبار الفرضيات، على سبيل المثال عن طريق الملاحظة. تصنف الفلسفة هذه الفرضيات على أنها "غير قابلة للدحض" ماديًا - حتى لو ظلت قابلة للاختبار من حيث المبدأ ... ولكن من خلال "كيان" يمتلك وسائل تكنولوجية غير معروفة للبشر. لمدة 35 عامًا، سعى أينشتاين إلى نظرية موحدة للمادة، والزمكان، وقوة الجاذبية بالقوة الكهرومغناطيسية، والقادرة أيضًا على تفسير الظواهر الكمومية. منذ ما يقرب من 50 عامًا، تم استئناف هذا البحث ذي الآثار الفلسفية العميقة. في أحدث أعماله، يخبرنا عالم الفيزياء الفلكية الشهير جان بيير لومينيت عن المسارات السبعة التي تم استكشافها حول هذا الموضوع للوصول إلى نظرية الجاذبية الكمومية. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن العلم، ومنذ بداية القرن العشرين كان يبحث عن نشأة الكون بمعزل عن تدخل إلهي وعملية خلق رباني إعجازي خارق للطبيعة وقوانين الفيزياء.

إذا كان للكون خالق، فربما ترك لنا هذا الخالق رسالة في ثناياه؟ لا يزال الكون غامضًا للغاية. السؤال الوجودي عن أصله، على وجه الخصوص، لا يزال يثير تساؤلات العديد من الناس اليوم، بما في ذلك العديد من الباحثين. هل تم إنشاؤه أو خلقه بإرادة ربانيو على طريقة كن فيكون؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل ترك لنا هذا الخالق رسالة؟ لمعرفة ذلك، نظر عالم الفيزياء الفلكية مايكل هيبك في إشعاع الكون الأحفوري للبحث عن إجابة.

2065 جواد بشارة 1

دعونا نعود بعيدا جدا. خلال الألف سنة الأولى بعد الانفجار العظيم - منذ حوالي 13.8 مليار سنة - كان الكون شديد الحرارة والكثافة لدرجة أن الذرات لم تستطع أن تتكون. ثم تطورت البروتونات والإلكترونات الأخرى في شكل بلازما مؤينة. بعد ذلك، مع تبريد الكون وتمدده، اجتمعت هذه البروتونات والإلكترونات لتشكل أول ذرات هيدروجين محايدة (وقت إعادة التركيب). تدريجيًا، أصبح الفضاء واضحًا وتمكن الضوء أخيرًا من التحرك بحرية فيه. هذا "الضوء الأول"، الذي ظهر بعد حوالي 380.000 سنة من الانفجار العظيم، لا يزال قابلاً للاكتشاف حتى اليوم، منتشرًا في كل الفضاء المعروف. هذه هي الخلفية الكونية المنتشرة. CMB باعتبارها "لوحة إعلانية" ومع ذلك، قبل بضع سنوات، طرح اثنان من علماء الفيزياء النظرية - ستيفن هسو من جامعة أوريغون وأنتوني زي من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا - الأسئلة الوجودية التي لدى الكثير منا. سألت بالفعل يومًا ما: هل كان من الممكن إنشاء الكون؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل هناك أي طريقة لمعرفة ذلك؟ ثم جادل الفيزيائيان - نظريًا تمامًا - أنه إذا كان للكون خالق، لكان بإمكان الخالق أن يترك هناك رسالة يحتمل أن تكون مرئية لجميع الحضارات التكنولوجية في الخلفية الكونية المنتشرة، بسبب وجوده في كل مكان. كون توضح لنا خريطة الإشعاع CMB تقلبات درجات الحرارة أو تباين الخواص في الكون المبكر. لاحظ أنه في ذلك الوقت، لم يكن الكون المبكر موحدًا، مما يُظهر اختلافات في الكثافة تظهر اليوم على أنها تقلبات طفيفة جدًا في درجة الحرارة. اقترح الباحثون أيضًا أنه يمكن تشفير رسالة ثنائية في هذه الاختلافات في درجات الحرارة. لاحظ أنه لا تزال هناك العديد من المشاكل مع هذه النظرية. الأول هو أن CMB في الواقع يبرد باستمرار. حوالي 380000 بعد الانفجار العظيم، كان متوسط درجة الحرارة فيه حوالي 3000 كلفن. اليوم، بعد 13.8 مليار سنة، يقرأ مقياس الحرارة 2.7 كلفن. يبدو أيضًا أنه من غير المحتمل جدًا أن تظهر CMB بنفس الشكل تمامًا اعتمادًا على مكان وجودك في الكون. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا مراقبة CMB بالكامل بسبب انبعاث مجرة درب التبانة. بعبارة أخرى، هناك عدم يقين إحصائي متأصل في كل ملاحظة كونية نقوم بها. ومع ذلك، فإن عالم الفيزياء الفلكية مايكل هيبك من مرصد Sonneberg في ألمانيا قد عالج المشكلة بنفس الطريقة من خلال أخذ كل هذه القضايا في الاعتبار. في عمله، اعتمد على القمر الصناعي بلانك ومسبار ويلكنسون لتباين الميكروويف (WMAP)، وكلاهما لاحظ وسجل تقلبات درجات الحرارة في CMB. من مجموعات البيانات هذه، استخرج الباحث بعد ذلك تيارًا بتاتًا، قارن نتائج كل مجموعة بيانات للعثور على البايتات المقابلة. "لم أجد أي رسالة ذات معنى" تم عرض أول 500 بات من الرسالة أعلاه. كانت القيم باللون الأسود متطابقة في مجموعتي بيانات Planck وWMAP وتعتبر دقيقة مع احتمال 90٪. ومع ذلك، تختلف القيم باللون الأحمر بين مجموعتي البيانات. في هذا البحث، اختار عالم الفيزياء الفلكية قيم بلانك، والتي تبلغ دقتها حوالي 60٪. بإدخال بياناته الثنائية في الموسوعة عبر الإنترنت لسلاسل صحيحة، لم يجد أخيرًا نتائج مقنعة. كتب: "لم أجد أي رسائل ذات مغزى في تدفق البايت الفعلي". "يمكننا أن نستنتج أنه لا توجد رسالة واضحة في سماء CMB." لاحظ أن مقال Hippke الذي يصف طرقه ونتائجه متاح على خادم arXiv preprint، ولكن لم تتم مراجعته بعد.

2065 جواد بشارة 2

  قراءة في كتاب جون بيير لومينيت:" رغوة الزمكان "

نجد في كتاب جون بيير لومينيت عن الكون، كل ما تحتاج لمعرفته حول الكون، عالم الفيزياء الفلكية الفرنسي الشهير، جان بيير لومينيت، يتحدث إلينا عن الكواكب الخارجية والطاقة المظلمة والثقوب السوداء .

لمدة 35 عامًا تقريبًا، سعى أينشتاين إلى نظرية موحدة للمادة، والزمكان، وقوة الجاذبية بالقوة الكهرومغناطيسية، والقادرة أيضًا على تفسير الظواهر الكمومية. منذ ما يقرب من 50 عامًا، تم استئناف هذا البحث ذي الآثار الفلسفية العميقة. في أحدث أعماله، يخبرنا عالم الفيزياء الفلكية الشهير جان بيير لومينيت عن المسارات السبعة التي تم استكشافها حول هذا الموضوع للوصول إلى نظرية الجاذبية الكمومية.

موضوع جائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام والذي كان مثار اهتمام القائمين على هذه الجائزة هو العلماء الذين ساهموا باكتشاف وتطوير وتصوير الثقوب السوداء.  تخيل العلماء النظريون الثقوب السوداء قبل عقود من عمليات الرصد والمراقبة والملاحظات الفلكية التي جعلت وجودها ممكنًا. أصبح الوجود ملموسًا بشكل أكبر بفضل تقدمين حديثين. من ناحية، منذ عام 2015، تم الكشف عن موجات الجاذبية المنبعثة أثناء اندماج ثقبين أسودين، مع تسجيل عشرات من هذه الأحداث حتى الآن. من ناحية أخرى، قبل بضعة أشهر، أنتجت شبكة من التلسكوبات الراديوية الصورة الأولى لثقب أسود: الصورة الضخمة الهائلة، التي تحتل مركز المجرة M87.

وهكذا تدخل الملاحظات الفلكية لهذه الأجسام حقبة جديدة. وسوف يقدمون معلومات طال انتظارها عن هذه النجوم الضخمة والمضغوطة لدرجة أن جاذبيتها تمنع الضوء من الهروب منها. وهو حدث منتظر للغاية على وجه الخصوص لأن الثقوب السوداء تشكل صعوبة كبيرة للمنظرين. في عام 1974، قدر الباحث البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ أن الثقب الأسود يجب أن يصدر إشعاعًا ضعيفًا، وبالتالي فإن هذا "التبخر" ينتهي، بعد وقت طويل جدًا، بجعله يختفي. لكن هذه الظاهرة تعني أن المعلومات المتعلقة بالمادة التي يبتلعها النجم ستضيع إلى الأبد، وهذا يتعارض مع قوانين فيزياء الكموم.

كيف تحل هذه المفارقة؟ يقدم الفيزيائي الأمريكي ستيفن غيدينغز دراسة السبل الرئيسية التي تم النظر فيها. يتضمن البعض منها مراجعة المفاهيم الأساسية للفيزياء. لفرز ذلك، ستكون الملاحظات المستقبلية حاسمة. علاوة على ذلك، ربما يرتبط حل مفارقة المعلومات بمشكلة أكبر: عدم التوافق الحالي بين نظرية النسبية العامة، التي تصف الثقوب السوداء، ونظرية الكموم. وهكذا، تشكل هذه النجوم الغريبة اليوم مصيدة للفيزياء النظرية، لكن من الممكن أن تجلب لها الخلاص غدًا.

الثقالة أو الجاذبية الكمومية، هل هي رغوة الزمكان، هل هي مفتاح الانفجار العظيم وظهور الكائنات الحية؟

من المقرر إعادة فتح المكتبات، لذا اغتنم الفرصة للحصول على كتاب رغوة الزمكان أو "زبد الزمكان"، ملحمة نهاية العام، بقلم جان بيير لومينيت، الذي نُشر في أكتوبر 2020 بواسطة إصدارات Odile Jacob. كما، "يتعامل الكتاب مع الجاذبية الكمومية ومناهجها المختلفة لمحاولة حل عدد من الصعوبات في الفيزياء الحالية: توحيد النسبية العامة وميكانيكا الكموم، والقضاء على الجاذبية المتفردة، فهم طبيعة المادة السوداء أو المظلمة والطاقة السوداء أو المظلمة، ومفارقة المعلومات المرتبطة بالثقوب السوداء، ودور الفراغ الكمومي، والكون المتعدد، وجبهة الانفجار العظيم، إلخ.

المناهج السبعة التي تمت مناقشتها هي الجاذبية الكمومية الحلقية، ونظرية الأوتار الفائقة، والهندسة غير التبادلية، والمجموعات السببية، والجاذبية الآمنة المقاربة، والتثليث الديناميكي السببي، والجاذبية الناشئة. وبصرف النظر عن الأولين، لم يتم الكشف عن أي شيء حتى الآن لعامة الناس ".

نحن مدينون بالكتاب لشخصية معروفة جيدًا لعشاق فيزياء الثقوب السوداء والأكوان المنهارة التي ستتعرفون عليها فورًا عندما يقدمها بنفسه. بالنسبة لأولئك الذين لديهم الوقت والإرادة لمعرفة المزيد، إليك شيء لوضع الكتاب في منظور بسيط وحتى اكتشاف بعض أجزاء منه.

الفلسفة الطبيعية، مفتاح أساسي للفلسفة:

لماذا هناك شيء بدلا من لا شيء؟ ما هي مكانة الإنسان في الطبيعة؟ هذه الأسئلة فلسفية وكانت موضوع تأملات المفكرين اليونانيين، سواء أكانوا قبليين أم لا، ولكن أيضًا وربما حتى بشكل خاص من الفيدا الهندية وديانات الهندوس الذين ندين لهم بتعريفنا بملحمة الأوبنشاد. ومع ذلك، يبدو أن الإغريق كانوا أول من فهم أنه من أجل الأمل في حل هذه الأسئلة، كان من الضروري الجمع بين الرؤية البديهية المسبقة للعقل البشري، المستحثة والمستوحاة من التجربة الشعرية للظواهر الطبيعية، مع التصوف ومطالب الفكر العقلاني والرياضياتي، كبداية، ثم السعي للحصول على جزء من الإجابات من خلال ذلك الجزء من الفلسفة الذي كان لا يزال يُسمى في عصر نيوتن بالفلسفة الطبيعية.

يمكن العثور على ذروة هذا المفهوم بلا شك في حوارات أفلاطون والجمهورية وتيماوس على وجه الخصوص، وأهميتها تكمن، كما قال الفيلسوف وعالم الرياضيات ألفريد نورث وايتهيد بالفعل في عمله الشهير العملية والواقع، "أضمن توصيف عام للتقليد الفلسفي الأوروبي هو أنه يتكون من سلسلة من الهوامش لأفلاطون".

لا يزال واضحًا بشكل خاص في أعمال ونصوص مؤسسي الفيزياء الحديثة - من أينشتاين إلى أوبنهايمر مروراً بـهايزنبرغ (تشكل ذهني من خلال دراسة الفلسفة وأفلاطون وما إلى ذلك)، وباولي وشرودنغر - - الذي أنتج أيضًا الفيزياء الحديثة بلا شك كصدى لما قاله بالفعل أرخيتاس من تارانتو، عالم الرياضيات والفلك والمهندس والفيلسوف الفيثاغوري العظيم لأفلاطون: "يمكننا القول أن الفلسفة هي رغبة أن يعرفوا ويفهموا الأشياء بأنفسهم، متحدون بالفضيلة العملية، مستوحين ذلك من حب العلم وتحقق الغاية بواسطته. بداية الفلسفة هي علم الطبيعة. البيئة والحياة العملية؛ مصطلح العلم نفسه ".

الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء وولفانغ باولي (1900-1958) في السنوات عام 1930. نحن مدينون له بالعديد من المساهمات في نظرية المجال الكمومي وفيزياء الجسيمات، والنيوترينوات، ونظرية CPT، ونظرية دوران الإلكترون، ناهيك عن النظريات التي توقعها (نظريات القياس والكالوزا). كلاين - Kaluza-Klein) لكنه تحدث فقط في مراسلاته مع زملائه. مثل آينشتاين وهايزنبرغ وشرودنغر، ارتبط فكره وعمله ارتباطًا وثيقًا بأعمال العديد من الفلاسفة ونشأ، كما قال هايزنبرغ عنه، من نوع من التصوف العقلاني. يمكننا أن نقتنع بهذا من خلال هذا الإعلان: "أنا أدافع عن حق غير محدود للعقل للتحكم في أنظمة الفكر. ومع ذلك، فإنني أشير إلى طريقة غير عقلانية للمعرفة، والتي يتم اكتسابها بموارد أخرى غير العقل. أعتقد أن هذا النمط غير العقلاني للمعرفة أساسي وضروري. لا يوجد فكر فحسب، بل هناك أيضًا غريزة، وعاطفة، وحدس، وما إلى ذلك، ويبدو لي أن هذه الوظائف النفسية الإضافية ذات أهمية قصوى حيثما يتم إدراك امتلاء البشر. "؛ ويضيف قائلاً: "آمل ألا يؤكد أحد حتى الآن أن النظريات يتم استنتاجها من خلال التفكير المنطقي الصارم المستمد من مذكرات التجارب المعملية، وهي وجهة نظر كانت لا تزال عصرية تمامًا في ذلك الوقت.. تُبنى النظريات من خلال فهم مستوحى من المواد التجريبية، وهو الفهم الذي يمكن تحقيقه على أفضل وجه، وفقًا لآراء أفلاطون، كمراسلات ناشئة بين الصور الداخلية وسلوك الأشياء الخارجية. تثبت إمكانية الفهم هذه مرة أخرى وجود نزعات نموذجية تنظم كل من الظروف الداخلية والخارجية للبشر ".

كل هذه الاعتبارات تهدف فقط إلى المساعدة في تفسير سبب البحث عن نظرية الكموم للجاذبية وتوليف قوانين الفيزياء، والتي يجب أن تتوج بتوحيد نظرياتنا عن المادة، فهذا الموضوع والهدف المنشود يسحر علماء الفيزياء والزمكان والقوى لأن الفيزيائي بيتر بيرغمان، المتعاون مع ألبرت أينشتاين ورائد نظرية الجاذبية الكمومية، قال: "في كثير من الجوانب، لا يقوم الفيزيائي النظري إلا إذا اقترن بالفيلسوف وقيل عنه: هل هذا فيلسوف في ثوب العالم؟ ".

تلتقي الفلسفة والفيزياء على مقياس بلانك:

كل تطور الكون تحكمه "في نهاية المطاف" نظرية الجاذبية الكمومية التي توحد كل قوى وجسيمات المادة المعروفة. مثل هذه النظرية يجب أن تجعل من الممكن، أو على الأقل نأمل، فهم المرحلة البدائية للغاية من الكون البدائي وبنيته العامة، بحيث يكون من الممكن على الأرجح تحديد ما إذا كان ظهور الحياة والوعي ما هو إلا ظاهرة ظاهرية تنتجها أكوان متعددة عشوائية تمامًا، تلعب بلا هدف بأشكال الزمكان والمادة التي يحتويها منذ الأبد. إذا كان ينبغي النظر في فرضية معاكسة ودراستها على النحو الذي اقترحه بعض الفيزيائيين المؤيدين لأطروحة المبدأ الأنثروبي القوي - بالنسبة لقراءة اللغة الإنجليزية الفضولية، هناك عمل رائع يتعامل مع المبدأ الأنثروبي: المبدأ الكوني الأنثروبولوجي بواسطة جون بارو وفرانك تيبلر.

حتى أن عالم الكونيات أندريه ليند قد تكهن حول إمكانية توحيد المادة ليس فقط مع المكان والزمان للجاذبية الكمومية ولكن أيضًا توحيد نهائي مع فيزياء العقل التي لم يتم اكتشافها بعد (انظر نهاية كتابه الجسيمات: الفيزياء وعلم الكونيات التضخمية ص.230-232). من المثير للاهتمام مقارنة أفكار ليند حول هذا الموضوع بتكهنات روجر بنروز الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء فيما يتعلق بنظرية للوعي، تتضمن الأخيرة تأثيرات الجاذبية الكمومية على مستوى ما يسميه الفيزيائيون على وجه الخصوص هيكل الرغوة للزمكان من الفيزيائي الشهير جون ويلر. ونحن نعلم أن باولي كان منشغلاً بشدة بنظرية توحد الروح والمادة.

2065 جواد بشارة 3

في الخلفية، أعلى اليسار، إحدى النظريات الوحدوية التي اقترحها ألبرت أينشتاين مع استخدام الأعداد المركبة مثل فيزياء الكموم. نحن نعلم أن رأيه في طبيعة الإبداع، فيما يتعلق بالفيزياء النظرية وأهميتها الفلسفية، كان قريبًا جدًا من رأي باولي كما تثبت الاقتباسات التالية: "إن المهمة العليا للفيزيائي هي الوصول إلى هذه القوانين الأولية العالمية من خلالها يمكن بناء الكون عن طريق الاستنتاج المطلق. لا يوجد مسار منطقي لهذه القوانين. فقط الحدس، على أساس الفهم الودي للتجربة، يمكنه الوصول إليهم "و" فكرة في الفيزياء النظرية ... لا تنشأ في الخارج وبشكل مستقل عن التجربة؛ ولا يمكن اشتقاقها من التجربة من خلال إجراء منطقي بحت. يتم إنتاجه من خلال عمل إبداعي. بمجرد الحصول على فكرة نظرية، من الجيد التمسك بها حتى تصل إلى نتيجة لا يمكن الدفاع عنها ". عن 2015 المعهد الأمريكي للفيزياء

على أي حال، أظهر بنروز في منتصف الستينيات - في ظل ظروف معينة معقولة جدًا، وفي الواقع، والتي تبدو حتمية من الناحية العملية - أن نجمًا نفد وقوده النووي وهو ضخم جدًا يجب أن ينهار في إعطاء ثقب أسود كما أوضح أنه، في إطار معادلات نظرية النسبية العامة، يجب أن يحدث تفرد للزمكان داخل هذا الثقب الأسود، التفرد حيث انحناء الفضاء والكثافة يجب أن تصبح المادة لانهائية ولا تسمح بعد الآن بأي تنبؤ بالحالة النهائية لانهيار مادة الزمكان في النسبية العامة.

لاحقًا، سيتعاون بينروز مع ستيفن هوكينغ لإثبات أن تفرد الزمكان يجب أن يكون موجودًا أيضًا في نظرية أينشتاين عند تطبيقها لبناء النموذج الكوني للانفجار العظيم الذي تشير إليه. هذا في الواقع ليس مفاجئًا جدًا. إن هندسة الزمكان داخل نجم منهار جاذبيًا تشبه إلى حد بعيد هندسة الزمكان في نموذج من نوع الانفجار الكبير عن طريق عكس اتجاه مسار الزمن، الانهيار أصبح توسعًا من التفرد الأولي. لكنها كارثة لأنها تعني أننا لا نستطيع حقًا فهم ما الذي يحدد ولادة الكون الذي يمكن ملاحظته، وبالتالي لماذا يتميز بالخصائص التي نراها فيما يتعلق ببنيته وتطوره. ومع ذلك، في كلتا الحالتين، الانفجار العظيم والثقب الأسود، ينتهي بنا المطاف بزمكان أصغر من ذرة بالقرب من التفرد، مما يعني أنه يجب علينا تطبيق نظرية الجسيمات الأولية وفيزياء مقياس الذرة أو في النطاق مادون المجهري أي اللامتناهي في الصغر وبالتالي نظرية الكموم. كما أوضح جون ويلر، يجب أن يؤدي الجمع بين نظرية الكموم ونظرية النسبية العامة إلى علم الكونيات الكمومية. كما يشير أيضًا إلى أنه في مقاييس زمنية قصيرة جدًا، تلك التي تسمى بلانك، إذا قارنا، كما هو معتاد، سلوك الزمكان بسلوك السائل، فإن الأخير يصبح شديد الاضطراب بما يعادل الفقاعات والرغاوي التي تتشكل مع رغوة الأمواج.

لسوء الحظ، ثبت أن البحث عن نظرية كمومية للجاذبية أكثر صعوبة مما كان يتصور. تم اقتراح العديد من النظريات لهذا الغرض وأكثرها شيوعًا هي تلك الخاصة بنظرية الأوتار الفائقة ونظريات الجاذبية الكمومية الحلقية. لكن هناك أمورًا أخرى مثل تلك التي تستند إلى الهندسة غير التبادلية للفائز بميدالية فيلدز، الفرنسي آلان كونيس، أو تلك الخاصة بالمثلثات الديناميكية السببية. تقوم هذه النظريات الموحدة والجاذبية الكمومية أحيانًا بعمل تنبؤات يمكنها حل الألغاز المرتبطة بالفيزياء بالوجود المفترض للمادة والطاقة السوداوين أو المظلمتين. يمكن أن يكون لها آثار على مفهوم الأكوان المتعددة، وبالتالي، كما أشرنا بالفعل، على الأسئلة المرتبطة بالمبدأ الأنثروبي وبالتالي بمكانة الإنسان، وبشكل أكثر واقعية من الأحياء، في أسرار الحياة والتطور الكوني.

أعمدة الحكمة السبعة:

جان بيير لومينيت معروف جيدًا، ولا سيما من خلال المقابلات التي أجراها، ناهيك عن العديد من أعماله وكتبه التبسيطية حول فيزياء الثقوب السوداء، وتاريخ العلوم المتعلقة باختراع الانفجار العظيم أو مكانة اللانهاية في الفيزياء وعلم الكونيات ؛ يشتهر جان بيير لومينيت أيضًا بعمله الرائد في الفيزياء الفلكية للثقوب السوداء، من الصورة الأولى لمظهرها المحسوب على الكمبيوتر إلى حدوث الفطائر النجمية، مما أدى إلى ظهور ملاحظات ناجحة، كما يتضح من حدث تعاون Horizon Telescope. فهو تمامًا مثل أينشتاين أو هايزنبرغ، فإن جان بيير لومينيت موسيقي أيضًا، وهذا ليس مفاجئًا عندما نعلم أنه منذ أكثر من 2000 عام، قال آرتشيتاس بالفعل أن علم الفلك والرياضيات والموسيقى كانت تخصصات شقيقة. مثل أينشتاين وهايزنبرغ وشرودنغر وباولي أيضًا، لا تخلو أعماله من تفاعلات مع الأدب والفلسفة والفن بشكل عام.

يحمل أحدث أعماله التي نشرتها أوديل جاكوب علامات هذا، وأثناء استكشافه للبحث عن عالم الجاذبية الكمومية وتوحيد الفيزياء في جوانبها غير المعروفة بالضرورة لعامة الناس، فهو أيضًا نداء حيوي لـ مفهوم وممارسة للعلم أثبت جدارته من كبلر إلى بنروز، بعيدًا عن الأوصاف الجافة لفلسفة وضعية معينة أو السلوكيات الغريبة المحتاجة لهيدغر الذي ادعى أن العلم لم يعتقد بعد ذلك أنه هو نفسه كان غير قادر على سبر الحقيقة  كدليل لا لبس فيه، ولا ننسى حقيقة أن هيدغر كان لا يزال عضوًا، في أبريل 1942، في لجنة فلسفة القانون، وهي هيئة نازية، كما أظهر الفيلسوفة سيدوني كيلرير قبل بضع سنوات.

 

د. جواد بشارة

 

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


ما قبل البغ بانغ:

الكون قبل الانفجار العظيم لغز شبه دائم في الوقت الحاضر ويشير تطبيق نظرية الأوتار على علم الكونيات إلى أن الانفجار العظيم ليس بداية الكون، ولكنه ذروة حالة كونية سابقة. هناك سيناريوهان متعارضان لوصف هذا الــ " قبل" ماذا كان هناك قبل الانفجار العظيم؟ هل الانفجار العظيم هو بداية الزمن أم أن الكون موجود من قبل؟ قبل أقل من عشر سنوات، كان مثل هذا السؤال يبدو وكأنه تدنيس للمقدسات. بالنسبة لعلماء الكونيات، فإن مثل هذا السؤال ببساطة لا معنى له ولقد تجرأ الشقيقين التوأمين إيغور وغريشكا بوغدانوف قبل خمسة عشر عاماً أن يكرسا أطروحتين للدكتوراه حول هذا الموضوع. تخيل الزمن قبل الانفجار العظيم كان بمثابة البحث عن نقطة شمال القطب الشمالي. وفقًا لنظرية النسبية العامة، يجب أن يكون الكون المتوسع قد بدأ بانفجار كبير، مما يشير إلى محدودية الزمن، والتي ظهر في وقت واحد مع الفضاء والمكان والمادة. تغيرت هذه النظرة في السنوات الأخيرة. عندما وُلِد الكون، كان يتركز في منطقة صغيرة جدًا لدرجة أن قوانين فيزياء الكموم يجب أن تنطبق عليها هي الفرادة الكمومية. النسبية العامة، التي ليست نظرية كمومية، لم تعد صالحة على مقياس الانفجار العظيم. من المرجح أن تتولى نظرية الأوتار، التي تطورت منذ حوالي ثلاثين عامًا، زمام الأمور من خلال تقديم وصف كمومي للجاذبية أو الثقالة. لقد جعل من الممكن مؤخرًا تصميم نموذجين كونيين - نموذج ما قبل الانفجار العظيم والنموذج ekpyrotic - يصفان الكون قبل الانفجار العظيم. هذه السيناريوهات، حيث ليس للزمن بداية ولا نهاية، يمكن أن تترك آثارًا يمكن ملاحظتها في الخلفية الكونية المنتشرة، والإشعاع المنبعث بعد وقت قصير من الانفجار العظيم والذي نكتشفه اليوم في شكل أحفوري ميكروي منتشر في السماء كلها. إن الاستعداد الأخير لمراعاة ما قد حدث قبل نشوء الكون ليس سوى أحدث التحولات الفكرية التي حدثت على مدى آلاف السنين. في جميع الثقافات، واجه الفلاسفة واللاهوتيون مسألة بداية الزمان وأصل العالم. تمر "شجرة عائلتنا" عبر الأشكال الأولى للحياة، وتشكيل النجوم، وتوليف العناصر الأولى، وتعود إلى الطاقة التي غمرت الفضاء البدائي. هل تستمر هكذا إلى الأبد أم أنها تتجذر في مكان ما؟ ناقش الفلاسفة اليونانيون مطولاً أصل الزمن. دافع أرسطو عن غياب البداية من خلال التذرع بالمبدأ القائل بأن لا شيء ينشأ من لا شيء. إذا كان الكون لا يمكن أن يولد من العدم، فلا بد أنه كان موجودًا دائمًا. يجب أن يمتد الزمن إلى الأبد في الماضي وكذلك في المستقبل. اتخذ اللاهوتيون المسيحيون وجهة نظر معاكسة. أكد القديس أغسطينوس أن الله موجود خارج المكان والزمان وأنه قادر على خلقهما لأنه صاغ جوانب أخرى من العالم. ماذا كان الله يفعل وقتها قبل أن يخلق العالم؟ وفقًا للقديس أوغسطينوس، كان الزمن نفسه جزءًا من الخليقة الإلهية، ولم يكن هناك من قبل. تجانس غريب قادت نظرية النسبية العامة علماء الكونيات الحديثين إلى استنتاج مشابه جدًا. ضمن هذا الإطار، المكان والزمان ليسا جامدين ومطلقين، لكنهما ديناميكيان ومشوهان بتأثير المادة. في نطاقات المسافات الكبيرة، تتوسع منحنيات الفضاء أو تتقلص بمرور الوقت، مع الأخذ في الاعتبار ذلك. خلال عشرينيات القرن الماضي، بعد إدوين هابل، أكد علماء الفلك أن كوننا يتوسع: المجرات تبتعد عن بعضها البعض. ومن نتائج هذا التوسع أن الزمن لا يمكن أن يمتد إلى ما لا نهاية في الماضي. من خلال عرض فيلم التاريخ الكوني مقلوبًا، تقترب المجرات من بعضها البعض حتى تلتقي عند نقطة متناهية الصغر، تسمى التفرد أو الفرادة. تم العثور على جميع المجرات - أو بالأحرى سلائفها - في حجم صفر. أصبحت الكثافة، ودرجة الحرارة لامتناهيتان، وكذلك انحناء الزمكان، لانهائي. التفرد أو الفرادة هي الكارثة النهائية التي لا يمكننا بعدها متابعة علم الأنساب الكوني. يثير هذا الكشف العديد من الأسئلة. على وجه الخصوص، يبدو أنه غير متوافق مع حقيقة أن الكون يبدو متجانسًا، على نطاق واسع، في جميع الاتجاهات. لكي يبدو الكون متشابهًا من جميع النواحي، يجب إنشاء شكل من أشكال التفاعل بين المناطق البعيدة من الفضاء بحيث تتجانس خصائصها. لكن هذا يتناقض مع بيانات التوسع الكوني. تم إطلاق الضوء منذ 13.8 مليار سنة (هذه هي الخلفية الكونية المنتشرة التي لوحظت اليوم في مجال الإشعاعات الميكروية). في جميع الاتجاهات، هناك مجرات تفصل بينها أكثر من 13 مليار سنة ضوئية. إنها موجود. وهكذا، فإن المجرات، في اتجاهين متعاكسين، تفصل بينهما أكثر من 25 مليار سنة ضوئية. وبالتالي، لم تكن هذه المناطق على اتصال مطلقًا: لم يكن لديها الوقت الكافي لتبادل الضوء، ومن باب أولى. لا يمكن تجانس كثافتها ودرجة حرارتها وخصائص أخرى. ومع ذلك، فإن خصائص درب التبانة هي تقريبًا نفس خصائص هذه المجرات البعيدة. قد يكون هذا التجانس مصادفة. ومع ذلك، من الصعب الاعتراف بأن عشرات الآلاف من الأجزاء المستقلة في صورة الخلفية الكونية المنتشرة، متطابقة إحصائيًا، لها خصائص متطابقة منذ البداية. هناك تفسيران طبيعيان آخران: إما أن الكون كان في لحظاته الأولى أصغر بكثير مما يفترضه علم الكونيات الكلاسيكي، أو أنه أقدم بكثير. في كلتا الحالتين، يمكن أن يتفاعل جزءان بعيدان من السماء قبل انبعاث الإشعاع الكوني. الفرضية الأولى هي التي يفضلها علماء الفيزياء الفلكية. يقال إن الكون قد شهد فترة من التوسع المذهل والتضخم في بداية تاريخه. في السابق، كانت جميع مناطق الكون قريبة جدًا لدرجة أن خصائصها أصبحت متجانسة. ثم، خلال مرحلة التضخم، تسابق التوسع وتمدد الكون بشكل أسرع من الضوء. تم عزل الأجزاء المختلفة من الكون عن بعضها البعض. بعد جزء صغير من الثانية، انتهى التضخم وعاد التوسع إلى مسار هادئ. أعيد الاتصال بين المجرات تدريجيًا مع اشتعال الضوء مع التضخم. لتفسير هذا التوسع المحموم، أدخل الفيزيائيون مجال قوة جديدًا، وهو التضخم الفوري المفاجئ والهائل inflation، والذي أنتج قوة جاذبية شديدة التنافر في اللحظات القليلة الأولى بعد الانفجار العظيم. على عكس الجاذبية، فإن الانتفاخات تسرع من التمدد. بعد جزء من الثانية بعد الانفجار العظيم، احترق، وذهبت القوة الطاردة، وسيطرت الجاذبية. هذه النظرية، التي اقترحها الفيزيائي آلان غوث عام 1981، ساعدت في تفسير عدد كبير من الملاحظات. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الصعوبات النظرية، بدءًا من طبيعة التضخم. الفرضية الثانية لحل المشكلة كانت أقل تقليدية: فهي تفترض أن الكون أقدم بكثير مما كان متوقعًا. إذا لم يبدأ الزمن بالانفجار العظيم، وإذا كانت هناك حقبة طويلة سبقت بداية فترة التوسع الحالية، فإن الكون لديه متسع من الوقت للتجانس. مثل هذا السيناريو يقضي على الصعوبة التي تفرضها التفردية التي تنشأ عندما يريد المرء أن يوسع النسبية العامة إلى ما وراء مجال تطبيقها. في الواقع، مع اقتراب الانفجار العظيم، فإن حصر المادة ينوه بأنه يجب أن تكون التأثيرات الكمومية هي المهيمنة، والنسبية لا تأخذ ذلك في الحسبان. لمعرفة ما حدث بالفعل، يجب على الفيزيائيين استبدال النسبية العامة بنظرية الكموم للجاذبية. كان المنظرون يعملون على هذا منذ عهد أينشتاين، دون إحراز تقدم كبير حتى منتصف الثمانينيات انبثقت رؤيتان للبداية. في كوننا المتسع، تهرب المجرات من بعضها البعض بسرعة تتناسب مع المسافة بينها: تفصل المجرات التي تفصل بينها 500 مليون سنة ضوئية ضعف سرعة المجرات التي تبعد 250 مليون سنة ضوئية. سنوات ضوئية. نتيجة لذلك، يجب أن تكون كل المجرات قد بدأت من نفس النقطة في نفس الوقت: هذا هو الانفجار العظيم. يظل هذا الاستنتاج ساريًا على الرغم من أن توسع الكون قد شهد فترات من التسارع أو التباطؤ. ومع ذلك، يصبح الموقف غير مؤكد عندما نفكر في اللحظة الدقيقة التي بدأت فيها المجرات (أو بالأحرى سلائفها) في تحليقها. كما جاء في كتاب صموئيل فيلاكو "الأوتار ترتد اليوم ". هناك نهجان يبدوان واعدان، الأول، الجاذبية الكمومية الحلقية، حيث يحتفظ بجوهر النسبية - الطبيعة الديناميكية للزمكان والثبات فيما يتعلق بنظام الإحداثيات المستخدم - ويضع هذه المبادئ موضع التنفيذ في إطار الفيزياء الكمومية. يتكون الزمكان الناتج من قطع صغيرة غير قابلة للكسر. في السنوات الأخيرة، خطت جاذبية الانعراج الكمومي خطوات كبيرة، لكنها قد لا تكون جذرية بما يكفي لحل جميع المشكلات التي يطرحها قياس الجاذبية. الطريقة الثانية، التي تستند إليها السيناريوهات المعروضة هنا، هي نظرية الأوتار الفائقة. ظهرت مسودتها الأولى عام 1968 في نموذج اقترحته لوصف تفاعلات مكونات نواة الذرة. لم يتم إحياؤها حتى الثمانينيات لتصبح نظرية مرشحة لتوحيد النسبية العامة مع نظرية الكم. ومفكرتها الأساسية هي أن المكونات الأساسية للمادة ليست دقيقة، ولكنها ذات بعد واحد، مثل الأوتار بدون سمك. تهتز هذه الأوتار مثل تلك الموجودة في آلة الكمان، وتعكس مجموعة الجسيمات الهائلة، ولكل منها خصائص مميزة، أنماط الاهتزاز المختلفة. تسمح قوانين الكموم لهذه الأوتار المهتزة عديمة الكتلة لوصف الجسيمات وتفاعلاتها، وهي تبرز خصائص جديدة ذات آثار عميقة على علم الكونيات. أولاً، تجبر التأثيرات الكمومية الأوتار على أن تكون بطول 10-34 مترًا على الأقل. هذا الكم من الطول غير القابل للاختزال، والمشار إليه بـ ls، هو ثابت جديد في الطبيعة، إلى جانب سرعة الضوء وثابت بلانك. في نظرية الأوتار، يلعب دورًا حاسمًا من خلال فرض قيود محدودة على الكميات التي لولاها ستصبح صفراً أو لانهائية. ثانيًا، تتوافق طاقة أنماط معينة من اهتزاز الأوتار مع كتل الجسيمات. علاوة على ذلك، تمنح هذه الاهتزازات الأوتار لحظة أو دورانًا ذاتيًا المعروف باسم السبينspin. يمكن أن تكتسب الأوتار عدة وحدات سينية مع بقاء كتلة صفرية: فهي قادرة على تمثيل البوزونات، وهي جزيئات تمثل رسلًا للقوى الأساسية (مثل الفوتون للكهرومغناطيسية). تاريخيًا، من خلال اكتشاف أنماط اهتزاز السبين التي تساوي اثنين، والتي تم تحديدها مع الجسيم المفترض أن تنقل تفاعل الجاذبية، الغرافيتون، لمّح الفيزيائيون اهتمام نظرية الأوتار لتقدير الجاذبية.. ثالثًا، تكون معادلات نظرية الأوتار متسقة فقط إذا كان للفضاء تسعة أبعاد بدلاً من الثلاثة المعتادة، والأبعاد المكانية الستة الإضافية يتم لفها على مسافات صغيرة جدًا حول نفسها.  رابعًا، الثوابت التي تصف شدة القوى الأساسية، مثل ثابت الجاذبية أو الشحنة الكهربائية، لم تعد ثابتة اعتباطًا، لكنها تظهر في نظرية الأوتار كحقول تتغير قيمها بمرور الوقت. يلعب أحد هذه المجالات، وهو الامتداد، دورًا خاصًا: فهو يحدد تطور المجالات الأخرى، أي شدة جميع التفاعلات. خلال العصور الكونية المختلفة، ربما عرفت "ثوابت" الفيزياء اختلافات طفيفة. يسعى علماء الفيزياء الفلكية الآن إلى قياسها من خلال مراقبة الكون البعيد. عندما يروض التناظر اللانهائي أخيرًا، كشفت الأوتار عن وجود تناظرات جديدة للطبيعة، ثنائيات، والتي تحول بشكل جذري فهمنا الحدسي لسلوك الأشياء في المقاييس الصغيرة للغاية. أحد هذه التناظرات، T-duality ، يربط الأبعاد الإضافية الصغيرة والكبيرة. يرتبط هذا التناظر بأكبر مجموعة متنوعة من الحركات الممكنة للأوتار، مقارنة بجسيمات النقطة. فكر في حبل مغلق (حلقة) يتحرك في فراغ ثنائي الأبعاد، أحدهما مطوي في دائرة صغيرة. هذه المساحة تعادل مساحة الاسطوانة. بالإضافة إلى الاهتزاز، يمكن أن يتحرك الخيط على السطح، ولكن أيضًا يلتف حول الأسطوانة مرة واحدة أو أكثر، مثل شريط مطاطي يحمل ملصقًا ملفوفًا. تساهم الاهتزازات والحركة واللف في الطاقة الكلية للحبل. تعتمد طاقة الوضعين الأخيرين على حجم الأسطوانة. تتناسب طاقة اللف مع نصف قطر الأسطوانة: فكلما زاد حجمها، يجب أن يتم شد الحبل للرياح، بحيث يخزن المزيد من الطاقة. من ناحية أخرى، على طول البعد الملفوف، ينتج عن إزاحة الوتر طاقة تتناسب عكسياً مع نصف القطر: فكلما كانت الأسطوانة أكبر، كلما تحرك الخيط هناك "بهدوء" (علاقات عدم التحديد تمنع ميكانيكا الكموم الجسيم المحدد بدقة من أن يكون في حالة سكون، وبالتالي فإن الجسيم المحصور يتحرك بسرعة عالية، بينما يتحرك الجسيم الذي يكون موضعه غير مقيد "بهدوء" أكثر). في أسطوانة أضيق، يتطلب لف الحبل طاقة أقل، بينما تكون الحركة أكثر تقطعًا وتعطي طاقة أكبر للنظام. إذا قمنا بتبادل أسطوانة من نصف قطر معين R مع أسطوانة ذات نصف قطر عكسي 1 / R (الوحدة هي الحد الأدنى لطول الأوتار)، يتم تبادل سلسلة حالات الطاقة الناتجة عن الوضعين، لكن مجموعة الحالات لا تزال متطابقة. بالنسبة للمراقب الخارجي، فإن الأبعاد الملفوفة الكبيرة تكون مكافئة فيزيائيًا للأبعاد الصغيرة ذات نصف القطر المعاكس. نظرية الأوتار والازدواجية. يمكن أن تصف نظرية الأوتار ما حدث في وقت الانفجار العظيم. إنها تعتبر أشياء تشبه أوتار الكمان الرفيعة للغاية. عن طريق تحريك الأصابع، يقوم عازفو الكمان بتقصير الأوتار وزيادة تردد اهتزازاتها. ستمنعهم التأثيرات الكمومية من الذهاب إلى ما دون الحد الأدنى للطول، وهو 10-34 مترًا. نظرًا لأنواع الحركات المختلفة التي يمكن أن يؤديها الوتر، فإن المساحة التي تكون أبعادها الإضافية كبيرة (مقارنة بـ 10-34 مترًا) لا يمكن تمييزها عن تلك التي تكون فيها هذه الأبعاد صغيرة. خذ بعين الاعتبار مساحة أسطوانية ثنائية الأبعاد. بالإضافة إلى الاهتزاز والتحرك ككتلة، يمكن أن يلتف الخيط مثل شريط مطاطي حول الأسطوانة. تمنع علاقات اللاحتمية الكمومية السلسلة من أن يكون لها موقع دقيق وسرعة صفرية: يتحرك جسيم محصور في مساحة صغيرة بشكل محموم. إذا كان محيط الأسطوانة صغيرًا، فإن حركات الحبل حول الأسطوانة تتأرجح: الطاقة المرتبطة بعمليات الإزاحة عالية (أ). من ناحية أخرى، فإن الحبل الملفوف ليس ضيقًا جدًا: يوفر الملف القليل من الطاقة (ب). إذا زاد نصف قطر الأسطوانة، فإن اهتياج الخيط يكون أقل وكل حركة تجلب كمية صغيرة من الطاقة (ج)، بينما يؤدي لف الخيط إلى توتر عالٍ وبالتالي طاقة عالية (د). بالنسبة لأسطوانتين مع مكابح عكسية (R و1 / R)، تظل الطاقة الإجمالية - الكمية الوحيدة التي يمكن ملاحظتها - كما هي. تمنع هذه الخاصية الفضاء من الانهيار عند نقطة ما والوصول إلى حالة من الكثافة اللانهائية. يسهل فهم T-duality في سياق المساحات ذات البعد الدائري للحجم المحدود، ولكنها تنطبق أيضًا على الأبعاد الثلاثة اللانهائية للفضاء العادي. ليس حجم المساحة المأخوذة ككل هو المهم، ولكن عامل الحجم الخاص بها، والعلاقة بين تباعد الكائنات التي احتوتها في تاريخ معين وبعدها الحالي. وفقًا لـ T-duality، فإن الكون الذي يكون فيه عامل المقياس صغيرًا جدًا يعادل كونًا يكون فيه عامل المقياس كبيرًا. مثل هذا التناظر غير موجود في النسبية العامة. إنه يأتي من الإطار الموحد لنظرية الأوتا ر. لسنوات، اعتقد منظرو الأوتار أن T- duality  تنطبق فقط على الأوتار المغلقة. في عام 1995، أظهر جوزيف بولشينسكي ، من جامعة سانتا باربرا ، أنه لا يزال صالحًا للأوتار المفتوحة ، وفقًا لشروط تسمى Dirichlet ، في نهاياتها: بالإضافة إلى عكس نصف قطر الأبعاد الملفوفة ، فإننا يجب أن نثبت نهايات الحبال في عدد من الأبعاد. وبالتالي، يمكن أن تطفو أطراف الحبل بحرية في ثلاثة من الأبعاد المكانية العشرة بينما يتم حظر حركتها في الأبعاد السبعة الأخرى. تشكل هذه الأبعاد الثلاثة الحرة فضاءًا فرعيًا يسمى الغشاء أو D-brane. في عام 1996، تخيل بيتر هورافا من جامعة روتجرز وإدوارد ويتن من معهد برينستون للدراسات المتقدمة أن كوننا يقيم على غشاء D-brane  ثلاثي الأبعاد. تفسر الحركة الجزئية للإلكترونات والجسيمات الأخرى سبب عدم قدرتنا على إدراك الأبعاد العشرة للفضاء.  تشير جميع خصائص الأوتار إلى نفس الشيء: الأوتار تكره اللانهاية. وبما أنه لا يمكن اختزالها إلى حد ما، فإنها تقضي على المفارقات التي سببها هذا الانهيار. يفرض حجمها غير الصفري والتماثلات الجديدة المرتبطة بها حدودًا عليا على الكميات الفيزيائية التي تزيد إلى أجل غير مسمى في النظريات الكلاسيكية، وحدودًا أقل على الكميات المتناقصة. عندما تعرض فيلم التاريخ الكوني مقلوبًا، يتقلص الزمكان ويتقلص نصف قطر الانحناء من جميع الأبعاد. وفقًا لمنظري الأوتار، تمنع T-duality نصف قطر الانحناء من التناقص إلى الصفر والتسبب في تفرد الانفجار الكبير القياسي. بعد الوصول إلى الحد الأدنى من الطول الممكن، يصبح هذا الانكماش مكافئًا ماديًا لتمدد الفضاء، حيث يبدأ نصف قطر الانحناء في الزيادة مرة أخرى. إن الازدواجية T "ترتد" من الانهيار، الذي يصبح توسعًا إضافيًا. انقلب الكون مع زوال التفرد، لا شيء يمنعنا من تخيل وجود الكون قبل الانفجار العظيم. من خلال الجمع بين التناظرات التي قدمتها نظرية الأوتار مع التناظر الانعكاسي للزمن، والذي وفقًا له تعمل معادلات الفيزياء بشكل غير مبالٍ عند تطبيقها على المستقبل أو الماضي، ابتكر الباحثون علم الكون الجديد، حيث إن الانفجار العظيم ليس بداية الزمن، ولكنه مجرد انتقال عنيف بين حالتين من الكون: قبل ذلك، يتسارع التوسع، وبعد ذلك، يتباطأ. تتمثل ميزة هذا التصميم في أنه يدمج تلقائيًا أفكار النموذج التضخمي، أي وجود فترة تضخم متسارع قادر على تبرير تجانس الكون. في النظرية المعيارية، يحدث التسارع بعد الانفجار العظيم بسبب الانفجار. في علم الكون من الأوتار، يحدث التسارع قبل الانفجار العظيم وينتج عن تناظرات النظرية. الظروف المحيطة بالانفجار العظيم شديدة لدرجة أنه لا يمكن لأحد حل المعادلات التي تصفها. ومع ذلك، تجرأ منظرو الأوتار على وصف جوانب الكون قبل الانفجار العظيم. نموذجان قيد الدراسة حاليا. الأول، المعروف باسم سيناريو ما قبل الانفجار العظيم، يفترض أن الكون ما قبل الانفجار العظيم هو صورة معكوسة لكون ما بعد الانفجار العظيم. يتوسع الكون إلى الأبد في المستقبل كما في الماضي. منذ فترة طويلة إلى ما لا نهاية، كانت فارغة تقريبًا وتحتوي فقط على غاز مخلى من الإشعاع والمادة. كانت قوى الطبيعة، التي يتحكم فيها الديداتون ، ضعيفة لدرجة أن جزيئات هذا الغاز بالكاد تتفاعل. بمرور الوقت، تكثفت القوى وتبدأ المادة تتجمع. تراكمت في بعض المناطق على حساب جيرانها. أصبحت الكثافة هناك بحيث تشكلت الثقوب السوداء. تم عزل المادة المحصورة بالداخل وانقسم الكون إلى أجزاء منفصلة. داخل كل ثقب أسود، كانت كثافة المادة أعلى دائمًا. عندما وصلت الكثافة ودرجة الحرارة والانحناء إلى القيم القصوى التي تسمح بها نظرية الأوتار، "ارتدت" هذه الكميات وبدأت في الانخفاض. الانفجار العظيم إذن ليس سوى اللحظة التي حدث فيها هذا الانعكاس. أصبح الجزء الداخلي من أحد هذه الثقوب السوداء كوننا. يقول صموئيل فيلاكو إن تصادم الأغشية كان سيناريو ما قبل الانفجار العظيم، الذي اقترحته مع زملائي في عام 1991، أول محاولة لتطبيق نظرية الأوتار على علم الكونيات. لقد أثار الكثير من الانتقادات، ويبقى أن نرى ما إذا كانوا قد حددوا عيبًا كبيرًا. يُشار إلى النموذج الرئيسي الآخر الذي يصف الكون قبل الانفجار العظيم بأنه سيناريو ekpyrotic (من الكلمة اليونانية التي تعني حريق). تم تطوير هذا السيناريو منذ عام 2001 من قبل العالمين نيل توروك، من جامعة كامبريدج، وبول ستينهاردت من جامعة برينستون، ويستند هذا السيناريو إلى فكرة أن كوننا سيكون عبارة عن غشاء D يطفو بالقرب من الآخر في مساحة ذات أبعاد أعلى. سوف تتصرف المسافة بين الأغشية مثل الزنبرك مما يتسبب في اصطدامها أثناء تقلصها. تتحول طاقة الصدمة إلى مادة وإلى إشعاع: هذا هو الانفجار العظيم. في أحد أشكال هذا السيناريو، تحدث الاصطدامات بشكل دوري. يلتقي غشاءان وينططان ويتفككان قبل أن يستقر أحدهما فوق الآخر وهكذا. بين هذه الاصطدامات، تتمدد الأغشية بشكل مستمر، باستثناء مرحلة من الانكماش قبل الصدمة مباشرة. يتباطأ التمدد عندما تتفكك الأغشية وتتسارع عندما تقترب مرة أخرى. إن مرحلة التسارع الحالية للتوسع الكوني، المكتشفة في السنوات الأخيرة من خلال مراقبة المستعرات العظمى البعيدة، قد تنذر بحدوث تصادم قادم. السيناريو   ekpyrotic.   إذا كان كوننا عبارة عن غشاء متعدد الأبعاد، وببساطة "غشاء"، يطفو في فضاء ذي أبعاد أعلى، فإن الانفجار العظيم كان سينتج عن اصطدام غشاءين متوازيين. قد تحدث اصطدامات بشكل دوري. تشترك سيناريوهات ما قبل الانفجار العظيم و Ekpyrotic في بعض السمات المشتركة. كلاهما يبدأ بكون ضخم وبارد وشبه فارغ، وكلاهما يكافح لشرح الانتقال بين مرحلتي ما قبل الانفجار العظيم وما بعده. رياضياتياً، يكمن الاختلاف الرئيسي بينهما في سلوك الديلاتون. في سيناريو ما قبل الانفجار العظيم، كانت قيمته منخفضة جدًا في البداية، وبالتالي فإن القوى الأساسية ضعيفة، وتزداد حدتها تدريجيًا. في السيناريو ekpyrotic ، يكون الأمر عكس ذلك: يحدث الاصطدام عندما تكون شدة القوى في حدها الأدنى. أثار ضعف القوى هذا الأمل في تحليل الارتداد بنجاح باستخدام التقنيات التقليدية. لسوء الحظ، في المتغيرات الحالية، عندما تتجمع الأغشية حتى تتصادم، فإن البعد بينهما "ينهار" بحيث لا يمكن تجنب التفرد. هناك عقبة أخرى تتمثل في الضبط الدقيق للشروط الأولية حتى نتمكن من حل المشكلات الكونية الكلاسيكية. على سبيل المثال، قبل حدوث الصدمة، يجب أن تكون الأغشية متوازية تقريبًا، وإلا فلن تؤدي إلى حدوث انفجار كبير متجانس بما فيه الكفاية. وبغض النظر عن المهمة الصعبة المتمثلة في دعم هذين السيناريوهين رياضياتيًا، يبحث الفيزيائيون بالفعل عن عواقب يمكن ملاحظتها. للوهلة الأولى، يثير النموذجان تكهنات ميتافيزيقية أكثر من نظريات فيزيائية. ومع ذلك، قد يكون للتفاصيل من حقبة ما قبل الانفجار العظيم عواقب ملحوظة، تمامًا مثل تلك الموجودة في عصر التضخم. السلبيات توفر هذه التقلبات الملحوظة في درجة حرارة واستقطاب إشعاع الخلفية الكونية المنتشر اختبارات تجريبية. يتم تفسير تقلبات درجات الحرارة على أنها السمة المميزة للموجات الصوتية التي انتشرت في البلازما البدائية خلال 380.000 سنة قبل انبعاث إشعاع الخلفية الكونية. يثبت انتظام هذه التقلبات أن الموجات الصوتية تم إنشاؤها في نفس الوقت. تفي جميع النماذج التضخمية ونماذج ما قبل الانفجار العظيم والنماذج ekpyrotic بهذا القيد وتجتاز الاختبار الأول. تتولد الموجات الصوتية في نفس الوقت عن طريق التقلبات الكمومية التي يتم تضخيمها خلال مرحلة التوسع المتسارع. علاوة على ذلك، يتنبأ كل نموذج بتوزيع زاوي محدد للتقلبات. تظهر الملاحظات أن اتساع تقلبات الحجم الزاوي الكبير ثابت، بينما يتم ملاحظة القمم على المقاييس الصغيرة. النموذج التضخمي يعيد إنتاج هذا التوزيع بشكل مثالي. أثناء الانتفاخ، يتغير انحناء الزمكان ببطء. وهكذا تتولد تقلبات ذات أحجام مختلفة في ظل ظروف مماثلة ويكون طيف التذبذب الأولي ثابتًا فيما يتعلق بالمقياس الزاوي. تنتج القمم الصغيرة الحجم عن تغير التقلبات الأولية في التاريخ اللاحق للكون. في علم الكونيات الوترية، يتغير انحناء الزمكان بسرعة كبيرة، مما يزيد من حجم التقلبات على نطاق صغير. ومع ذلك، هناك عمليات أخرى تعوض عن هذه الظاهرة: في السيناريو ekpyrotic ، ينتج عن تقلص الأغشية طيف تذبذب ثابت الحجم ؛ في نموذج ما قبل الانفجار العظيم ، يتدخل مجال كمومي يسمى curvaton. أيضًا، في الوقت الحالي، تتوافق النماذج الثلاثة مع الملاحظات الرصدية. تبدو مراقبة الكون ما قبل الانفجار العظيم مستحيلة إلى الأبد. ومع ذلك، بقي شكل من أشكال الإشعاع من هذه الفترة: موجات الجاذبية. يمكننا اكتشاف تأثيرها على استقطاب الخلفية الكونية المنتشرة. تتنبأ سيناريوهات ما قبل الانفجار الكبير وسيناريوهات ekpyrotic بموجات جاذبية عالية التردد، وترددات منخفضة أقل من نموذج التضخم. لا تستطيع الملاحظات الرصدية الحالية فصل هذه النماذج، لكن قياس استقطاب الخلفية الكونية المنتشرة بواسطة القمر الصناعي بلانك، منذ عام 2007، ومن المفترض أن تساعدنا ملاحظات كاشفات الجاذبية VIRGO و LIGO. © ناسا (محاكاة) ؛ غابرييل فينيزيانو (رسم) يوفر استقطاب الخلفية الكونية المنتشرة اختبارًا آخر. على عكس النماذج الأخرى، يتنبأ سيناريو التضخم بأن موجات الجاذبية ساهمت في تقلبات درجات الحرارة. قد تترك بعض موجات الجاذبية هذه بصمة في استقطاب إشعاع الخلفية الكونية. يمكن للملاحظات من القمر الصناعي Planck التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الكشف عن هذا التوقيع، إذا كان موجودًا. إن اكتشافه سيشكل حجة قوية للتضخم. تحليل الخلفية الكونية ليس الطريقة الوحيدة لاختبار هذه النظريات. يتنبأ سيناريو ما قبل الانفجار العظيم بانبعاث موجات الجاذبية، والتي سيكون بعضها متاحًا لكاشفات موجات الجاذبية مثل VIRGO. علاوة على ذلك، نظرًا لأن سيناريوهات ekpyrotic وما قبل الانفجار الكبير تتضمن اختلافات في الـ dilaton التمدد، المرتبط بالمجال الكهرومغناطيسي، فإنهم يتوقعون وجود تقلبات مجال مغناطيسي واسعة النطاق. يمكن العثور على بقايا هذه التقلبات في المجالات المغناطيسية للمجرة. متى بدأ الزمن؟ لم يجيب العلم بعد على هذا السؤال، لكن لديه على الأقل نظريتان قابلتان للاختبار تدعي بشكل معقول أن الكون - وبالتالي الزمن - كان موجودًا قبل الانفجار العظيم. إذا كان أي من هذين السيناريوهين صحيحًا، فهذا يعني أن الكون موجود دائمًا.

قد تساعدنا دراسة الثقوب السوداء العميقة على معرفة ماذا كان يوجد قبل الانفجار العظيم.

الثقوب السوداء: كيف تحل مفارقة المعلومات؟ في حين أن جائزة نوبل في الفيزياء قد كافأت للتو ثلاثة متخصصين في الثقوب السوداء، فإن هذه الأجسام الغريبة لا تزال تثير أسئلة مهمة. على وجه الخصوص، سوف تدمر الثقوب السوداء المعلومات المرتبطة بالمادة التي يبتلعونها، والتي ستكون مخالفة لقوانين فيزياء الكموم. مفارقة أن الملاحظات الجديدة يجب أن تساعد في تبديدها. الثقب الأسود والمعلومات معضلة دائمية فكيف يبدو الثقب الأسود حقًا؟ يتعارض وصفها الكلاسيكي، الذي قدمته النسبية العامة، مع بعض المبادئ الأساسية لميكانيكا الكموم. على وجه الخصوص ، يشكل مصير المعلومات مشكلة خطيرة. لأول مرة ، في 10 أبريل 2019 ، شاهدت البشرية صورة ثقب أسود حقيقي. باستخدام مجموعة من التلسكوبات الراديوية الأرضية التي تعمل معًا ، قام فريق برنامج Event Horizon Telescope (EHT) بإنشاء لقطة لثقب أسود كتلته 6.5 مليار شمسي يتربص في مركز المجرة القريبة M87. هذا عمل محير للعقل: لقد تم التنبؤ بوجود الثقوب السوداء منذ فترة طويلة ، لكن هذه الأجسام الغامضة لم يتم "رصدها" بشكل مباشر. وهذا الأداء لا يتعلق فقط بالحصول على لقطة. ستعطينا هذه الصورة والملاحظات القادمة أدلة لكشف أحد أعظم ألغاز الثقوب السوداء وجميع الفيزياء. هذا اللغز هو تناقض حول مصير المعلومات في الثقب الأسود. من خلال دراسة هذا السؤال، اكتشف الفيزيائيون أن مجرد وجود الثقوب السوداء يتعارض مع قوانين فيزياء الكموم، والتي تصف حتى الآن بنجاح بقية الكون. لحل هذا التناقض، قد يكون من الضروري إجراء ثورة مفاهيمية عميقة مثل تلك التي أدت إلى ظهور ميكانيكا الكموم. أنشأت شبكة Event   Horizon Telescope  أول صورة لثقب أسود حقيقي اكتشف المنظرون العديد من السبل ، لكن ليس لديهم سوى القليل جدًا من الأدلة المباشرة لمساعدتهم على حل هذه المشكلة. ومع ذلك ، فإن الصورة الأولى للثقب الأسود تمثل بداية فترة مثيرة ، والتي ترى وصول بيانات حقيقية لتوجيه أفكارنا. ستوفر الملاحظات المستقبلية من EHT ، ولا سيما تلك التي من المحتمل أن تظهر تطور الثقوب السوداء بمرور الوقت ، والاكتشافات الأخيرة لتصادم الثقوب السوداء بفضل مراصد موجات الجاذبية Ligo و Virgo ، رؤى حاسمة. وسيمهد الطريق لعصر جديد من الفيزياء. المعلومات المفقودة أو المحتفظ بها؟ ملاحظات EHT واكتشافات موجات الجاذبية هي أحدث دليل مباشر على وجود الثقوب السوداء. ومع ذلك ، فإن هذه الأشياء تتعارض مع الأسس الحالية للفيزياء. من المفترض أن تنطبق مبادئ فيزياء الكموم على جميع الكائنات في الطبيعة، ولكن عندما نستخدمها لوصف الثقوب السوداء، فإننا نواجه تناقضات، والتي تسلط الضوء على خلل في الشكل الحالي لهذه القوانين.. تنبع المشكلة من أحد أبسط الأسئلة التي يمكن لأي شخص طرحها حول الثقوب السوداء: ماذا يحدث للمادة التي تقع فيها؟ نحن نعلم من القوانين الحالية لفيزياء الكموم أن المادة والطاقة يمكنهما تغيير الشكل. يمكن للجسيمات ، على سبيل المثال ، أن تتحول إلى جزيئات أخرى. لكن هناك شيئًا واحدًا مقدسًا ولا يتم تدميره أبدًا: المعلومات الكمومية، أي معلومات حول حالة النظام الكمومي. إذا كنا نعرف تمامًا الحالة الكمومية لمثل هذا النظام ، فلا يزال بإمكاننا تحديد حالته السابقة أو المستقبلية بدقة دون فقدان المعلومات. إذن، السؤال الأكثر تحديدًا هو: ماذا يحدث للمعلومات الكمومية التي تقع في الثقب الأسود؟ إن كشف موجات الجاذبية يفتح نافذة جديدة على الكون. يأتي فهمنا للثقوب السوداء من النظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، التي تصف الجاذبية بأنها مظهر من مظاهر انحناء الزمكان. غالبًا ما يتم تصور هذه الفكرة من خلال كرة تشوه سطح الترامبولين. مسار الأجسام الضخمة والانحناءات الضوئية بعد تشوه الزمكان، وهذا ما يسمى الثقالة أو"الجاذبية". وإذا تراكمت كتلة كافية في مساحة صغيرة بما يكفي ، فإن تشوه الفضاء المحيط يكون كبيرًا جدًا لدرجة أنه حتى الضوء لا يستطيع الهروب. المنطقة التي لم يعد من الممكن ، حتى للضوء ، الهروب منها تشكل "ثقبًا أسود". يحدها ما يسمى "أفق الحدث". وبما أنه لم يكن هناك شيء لا يمكنه السفر أسرع من الضوء (بما في ذلك المعلومات) ، لذلك يجب أن يظل كل شيء محاصرًا داخل هذه الحدود. وبالتالي فإن الثقوب السوداء هي فجوات كونية تسجن المعلومات تمامًا مثل الضوء والمادة. الصورة الأولى لثقب أسود في عام 2019 ، أنشأ فريق Event Horizon Telescope (تثبيت افتراضي يعتمد على تلسكوبات راديو متعددة حول العالم تقوم بمزامنة ملاحظاتهم) صورة للثقب الأسود الهائل في وسط المجرة M87 (على اليسار). إنه بالتحديد ظلها ، الضوء الذي ينبعث من المادة الساخنة جدًا لقرص التراكم. معادلات النسبية العامة تجعل من الممكن التنبؤ بالشكل الدقيق لهذا الظل. لذلك يمكننا استخدام هذه الصورة لاختبار هذه النظرية وربما إبراز بعض الحالات الشاذة. أثبتت الصورة أنها متوافقة مع النسبية العامة. في دراسة جديدة ، اتخذ الفريق الإستراتيجية المعاكسة: لقد أخذوا في الاعتبار مجموعة متنوعة من النظريات التي تعدل النسبية العامة وفحصوا ما إذا كانت تنبؤات المحاكاة (على اليمين) متوافقة مع الصورة الحقيقية. تضع هذه الدراسة قيودًا أكثر شدة بمقدار 500 مرة.

 هوكينغ والثقوب السوداء:

طريق جديد لمشكلة المعلومات هل تدمر الثقوب السوداء بشكل لا يمكن إصلاحه المعلومات التي تحملها المادة التي تبتلعها، بما يتعارض مع مبادئ فيزياء الكموم؟ ظل هذا التناقض يمثل تحديا لعلماء الفيزياء لأكثر من 40 عاما. يقدم ستيفن هوكينغ وأندرو سترومينجر ومالكولم بيري مهلة جديدة لحلها. الثقب الأسود Gargantua من فيلم Interstellar هل المعلومات التي تحملها المادة التي تسقط في ثقب Gargantua الأسود في فيلم Interstellar مفقودة نهائيًا؟ يقترح ستيفن هوكينغ وزملاؤه طريقة جديدة لحل هذا التناقض. Shutterstock.com/Anuchit kamsongmueang ماذا يحدث لرسالة تلقيتها في ثقب أسود؟ وفقًا لنظرية النسبية العامة ، عندما يتجاوز نصك حدًا معينًا ، وهو أفق حدث الثقب الأسود ، فلن يتمكن أبدًا من الخروج ، حتى لو كان يتحرك بسرعة الضوء. يبدو أنه ضائع بالتأكيد ... ولكن في السبعينيات ، أصبح ستيفن هوكينغ مهتمًا بالتأثيرات الكمومية التي تظهر بالقرب من أفق الحدث وأثبت أنه على الرغم من مبادئ النسبية العامة ، فإن انخفاض الإشعاع لا يزال يهرب من الثقب الأسود. بعبارة أخرى ، "يتبخر" ، وكل المواد التي نشأت أو سقطت في الثقب الأسود تخرج في النهاية كإشعاع. لذا ، هل يمكننا استعادة رسالتنا؟ للأسف ، فإن الإشعاع الذي تنبأ به ستيفن هوكينغ هو إشعاع الجسم الأسود (على غرار الإشعاع الحراري المنبعث من المعدن المسخن) ، والذي لا يحمل أي معلومات عن الجسم المنبعث بخلاف درجة حرارته. على وجه الخصوص ، لا يحمل إشعاع هوكينغ أي معلومات عن المادة التي سقطت في الثقب الأسود. في النهاية ، تبدو رسالتنا ضائعة بشكل ميؤوس منه. ومع ذلك ، فإن مثل هذا الاستنتاج يتعارض بشكل مباشر مع مبادئ فيزياء الكموم: يمكن تحويل المعلومات ، لكنها لا تضيع أبدًا. لا يزال من الممكن نظريًا إعادة بناء الرسالة الأولية. كيف نحل هذا التناقض؟ اكتشف الفيزيائيون الذين تصارعوا مع هذه المشكلة لمدة 40 عامًا أكثر الجوانب المدهشة للفيزياء النظرية، مناشدين مفاهيم غريبة مثل "مبدأ التصوير المجسم" أو "جدار النار". يقترح الآن ستيفن هوكينغ، إلى جانب مالكولم بيري من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة وأندرو سترومينجر من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة، حلاً جديدًا. الثقوب السوداء هي نوع من المختبرات الافتراضية للفيزيائيين، الذين يمكنهم اختبار نظرياتهم هناك. في الواقع، نظرًا لأنها تركز كتلة كبيرة في منطقة صغيرة جدًا، فإن هذه النجوم هي نقطة التقاء النسبية العامة وميكانيكا الكموم، وهما نظريتان لا يمكن التوفيق بينهما حتى الآن. قد تكون دراسة الثقوب السوداء هي المفتاح لبناء نظرية كمومية للجاذبية. إحدى العقبات بالتحديد هي مسألة فقدان المعلومات في الثقوب السوداء. في عام 1997، حقق الفيزيائي الأرجنتيني خوان مالداسينا إنجازًا مهمًا. أظهر أن الإجراء الرياضياتي جعل من الممكن ترجمة نظرية تتضمن الجاذبية إلى نظرية مكافئة ولكن بدون جاذبية في فضاء ببعد واحد أقل. يسمى هذا الإجراء مبدأ مطابقة AdS / CFT أو مبدأ التصوير المجسم. على سبيل المثال، يمكن ترجمة نظام الثقب الأسود في الفضاء ذي الأبعاد الأربعة إلى نظام غاز ساخن من ذرات ثلاثية الأبعاد. الجوهر هنا هو أن هذه الصيغة الأخيرة تحكمها فقط فيزياء الكموم، والتي تضمن عدم فقدان المعلومات. أدى هذا النهج إلى استنتاج مفاده أنه لم يكن هناك فقدان للمعلومات في الثقب الأسود. أقنع هذا المنطق العديد من الباحثين، بما في ذلك ستيفن هوكينغ. الذي غير رأيه. يبقى أن نرى كيف تفلت المعلومات التي سقطت في الثقب الأسود إذا كان إشعاع هوكينغ يعتمد فقط على درجة حرارته؟ تم اقتراح العديد من السبل، لكن لم يتم حل المشكلة بعد. يؤدي أحد أكثر المقاربات التي نوقشت في السنوات الأخيرة إلى مفارقة حاول جو بولتشينسكي حلها من خلال تقديم فكرة جدار النار: يصبح أفق الحدث مقرًا لانبعاث كبير للطاقة، ذات طبيعة مختلفة عن إشعاع هوكينغ. لكن حتى هذا النهج به عيوب. حدد ستيفن هوكينغ، في مؤتمر عقد في ستوكهولم في أغسطس 2015، فكرة رئيسية جديدة اكتشفها مع مالكولم بيري وأندرو سترومينجر. مثل أي إعلان لستيفن هوكينغ، تلقى الكثير من التغطية الإعلامية، لكن الفيزيائيين كانوا ينتظرون لرؤية الحسابات لتقييم الوعود. ظهر المقال أخيرًا في أوائل يناير 2016 على موقع خادم ما قبل النشر arXiv. ظهرت الفكرة في قلب هذه الدراسة من العمل السابق لأندرو سترومينجر. كان مهتمًا بالتحولات، المسماة الترجمة الفائقة، والتي تعمل في الزمكان. تمت دراسة هذه الترجمات أو التفسيرات الفائقة في وقت مبكر من عام 1962 من قبل الفيزيائيين إتش بوندي، إم فان دير بورغ، إيه ميتزنر وآر. ساكس، وبشكل مختلف من قبل ستيفن واينبرج في عام 1965. نتيجة لهذه الترجمة الفائقة هو ظهور ما يسمى بالجسيمات الغرافيتونات اللينة والفوتونات اللينة، وكلها ذات طاقة صفرية ولكنها تتميز عن بعضها بعزم زاوية مختلفة. وبالتالي، فإن أدنى حالة طاقة ("فراغ") لنظام مادي ليست فريدة من نوعها، فيمكن ملؤها بهذه الجسيمات اللينة ذات الطاقة الصفرية، مما يؤدي إلى تعدد الفراغات الممكنة. وهي تتميز بالزخم الزاوي للجزيئات اللينة التي تحتويها. عندما طبق أندرو سترومينجر هذه النتيجة على ثقب أسود يتبخر تمامًا، أدرك أنه في هذه الحالة أيضًا، فإن الفراغ الذي تم الحصول عليه ليس فريدًا ويعتمد على محتوى الجسيمات اللينة، وهي معلومات ثورية بحد ذاتها. هذا يفتح الطريق للحفاظ على المعلومات حتى لو تبخر الثقب الأسود تمامًا. بالإضافة إلى ذلك، قوضت الترجمة الفائقة مبدأً آخر مرتبطًا بالثقوب السوداء. عادة ما يتميز هذا الجسم بثلاث معلمات فقط: كتلته وزخمه الزاوي وشحنته الكهربائية. ليس له أي خاصية أخرى، وهناك ثقبان أسودان متماثلان في الأحجام الثلاثة متشابهان تمامًا. أُطلق على هذه النظرية اسم "نظرية الصلع". ومع ذلك، فإن الترجمة الفائقة تفرض الحفاظ على الكميات الإضافية حتى من خلال تبخر الثقب الأسود. لذلك سيكون لكل ثقب أسود خصائص إضافية، وبالتالي بعض أشكال المعلومات. تشير نتائج أندرو سترومينجر حول الترجمات الفائقة إلى وجود صلة بين تحولات الزمكان ومفارقة المعلومات. أراد ستيفن هوكينج ومالكولم بيري وأندرو سترومينجر توضيح الآلية بناءً على هذه الترجمة الفائقة التي تضمن الحفاظ على المعلومات. لقد درسوا نموذجًا مبسطًا للترجمات الفائقة المطبقة على القوة الكهرومغناطيسية وحددوا تطبيقها في حالة الجاذبية، والتي تعتبر أكثر تعقيدًا من حيث الشكل الرسمي. وهكذا أظهر الباحثون أن الجسيمات اللينة يتم إنشاؤها في أفق الحدث للثقب الأسود ويسجلون المعلومات من كل جسيم يعبر الأفق يسقط في الثقب الأسود، وبالتالي ضمان الحفاظ على المعلومات. ومع ذلك، فإن هذا المسار لا يزال في مهده. أراد أندرو سترومينجر وزملاؤه، لاختبار نموذجهم، إعادة حساب الصيغة الشهيرة، إنتروبيا Bekenstein-Hawking، التي تربط إنتروبيا الثقب الأسود بمنطقة أفقه. حصل الباحثون الثلاثة على النتيجة الصحيحة باستثناء عامل الضرب. هذا أمر مشجع، لكن يبقى أن نرى سبب عدم اكتمال النتيجة. في مقابلة مع مجلة Scientific American، يشير أندرو سترومينجر إلى أنه يعتقد أن الترجمة الفائقة ليست سوى جزء من الآلية التي تعمل، ويجب علينا أيضًا التفكير في التناوب الفائق، وهو نوع آخر من التحول الذي لم يدرسه الباحثون إلا منذ ذلك الحين قبل عشر سنوات. وبالتالي، لا تزال هناك مناطق رمادية ونقاط فنية يجب تحديدها في نموذجهما. لكن العديد من علماء الفيزياء يتفقون بالفعل على أن هذا الطريق الجديد مثير للاهتمام ويستحق الاستكشاف. ...

 

د. جواد بشارة

 

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


ولادة الكون المرئي:

لفهم إمكانيات الحياة في المجرة تمامًا، من الضروري معرفة أصل الكون. في الواقع، نحن الآن قليلون بالقرب من بعض حقيقة هذا الانفجار العظيم الشهير.  في الآونة الأخيرة، تمكن القمر الصناعي الاصطناعي بلانك من إعطائنا تأكيدًا على هذه الحالة.  كيف حدث هذا؟ بفضل الاكتشاف الاستثنائي الذي تم التوصل إليه في عام 1965 من قبل الفلكيين الأمريكيين آرنو بنزياس Anno Penzias وروبرت ويلسون Robert Wilson، تمكنا من العودة بالزمن إلى الوراء منذ حوالي أربعة عشر مليار سنة ويجب أن نتخيل العدم في ذلك الوقت: وهو اللا شيء الذي لا يمكن تصوره، واللاشيء صعب للغاية، ومع ذلك، لا بد أن لا شيء موجود بالتأكيد ما نعتقده هو أن هذا اللا شيء يمكن أن يتقلص فجأة منذ أربعة عشر مليار سنة. وهذا اللاشيء الذي انقبض بشكل عفوي أدى إلى ولادة أطنان. جزيئات الضوء الصغيرة التي تصل إلى 300000 كم / ثانية. في تلك اللحظة، تم إنشاء الكون حقًا. لأن هذه الفوتونات يمكن أن تسبب انفجارًا هائلاً أطلق عليه أحدهم ساخراً هو هابل، الانفجار العظيم. مؤخرا. لقد ثبت وقوع عدة انفجارات. ما يجب تخيله أيضًا هو ذلك الحدث في ذلك الوقت. الوقت لم يكن موجودا على حاله  الآن الذي نحن نعرفه. ثم. منذ اللحظة التي حدث فيها هذا الانفجار الهائل تشكلت الذرات. لن نتشعب كثيراً في فيزياء الكيمياء. لكن يجب أن نفترض ذلك من الانفجار الكبير. الذرات. هذه الذرات الصغيرة. هذه النوى الذرية التي تدور حولها الجسيمات الصغيرة بسرعة عالية. هي التي شكلت منذ المرة الأولى غازا يسمى الهيدروجين. وهذا الهيدروجين بالتأكيد هو سلفنا وأصلنا. إنه الجد الأكبر! فمن الهيدروجين تم إنشاء كل ما نعرفه. علاوة على ذلك، من المثير للاهتمام الاعتقاد بأننا نحن البشر بالفعل بنات وأبناء الكون وجزء لايتجزأ منه، لأننا أيضًا مكونون من ذرات. والشيء المضحك للغاية: أن كل نوى الذرات المكونة لجسم شخص بالغ يمكن ضغطها لكي تتلاءم مع كشتبان يزن وزنه بالضبط، كل شيء آخر فارغ، تمامًا كما في الكون. لذلك نحن بنات وأبناء هذا الكون صنعتنا أغبرة النجوم ومن المفترض الآن أن الهيدروجين، قد غزا الكون، وتشكلت مئات المليارات من فقاعات الغاز الضخمة. يجب أن يكون قطر أصغرها حوالي خمسين ألف مرة أصغر من الذرة في كل 10000 مليار كيلومتر. مع مرور السنين، تمتلئ فقاعات الغاز هذه، من خلال سلسلة من التفاعلات، بكل العناصر الكيميائية التي نعرفها في الكون. لذلك تصبح ثقيلة أكثر فأكثر. عندما تصبح أثقل وأثقل، فإنها تبدأ في التمدد، والتسطيح، وتشكيل ما يسمى بروتوغالاكسي، أي اللوالب الهائلة من الغاز التي، بفعل الجاذبية، بدأوا يدورون على أنفسهم. ثم، في منتصف هذه المجرات الأولية، حيث يوجد تركيز هائل للمادة، تشكل نجم عملاق، عملاق أحمر خارق. ربما أنهى هذا النجم العملاق أيامه مثل أخواته في المستقبل، أي أنه انهار على نفسه بسرعة الضوء. وهكذا تكون الفوتونات أسيرة لهذا النجم الضخم المنهار، كان هناك إعصار رهيب بداخله شكل ثقبًا أسود في وسط هذه المجرات الأولية. ثم. كل هذه الغازات تآكلت. إلى أن تكاثفت على عباءة السدم ومع مرور الوقت، تقلصت هذه السدم المنتشرة أيضًا، وعندما كانت درجة حرارة هذا الانكماش كافية. والكتلة أيضًا، تم إطلاق تفاعل أحادي النواة: أربع ذرات من الهيدروجين تصنع ذرة واحدة من الهيليوم. إنها عملية تفاعل أو اندماج ذري. قنبلة هيدروجينية، إنها نجمة مضاءة. ولهذا السبب يمكن للمرء أن يقول ذلك خلال الأربعة عشر مليار سنة التي تشكل فيها الكون واللحظة التي بدأت فيها كل هذه المجرات تتألق بفضل النجوم. لقد مرت خمسمائة مليون سنة على الأقل. إذن لدينا في تلك اللحظة كون مبني من: المجرات: ربما يوجد أكثر من مائتي مليار منها. من بين هذه المجرات: الصغيرة والكبيرة. تحتوي الصغار على خمسين وستين مليار شمس. الكبيرة منها تحتوي على ما يصل إلى أربعة مائة مليار مليار. نجمة لذلك فإن الكون مليء بالمجرات. منها المجرات الكاذبة، (فقاعات الغاز الدقيقة التي لا تحتوي على كتلة كافية لتتمكن من الانتقال من حالة الغاز إلى حالة المجرات البدائية)، حيث أضاءت جميع النجوم في نفس الوقت، التقطتها المجرات وتدور في نفس الوقت كما هي. ربما يكون هذا ما حدث للعناقيد الكروية، هذه العناقيد الرائعة التي يمكننا الإعجاب بها في سمائنا (على سبيل المثال messier 13، messier 91 والتي تحتوي على ما يصل إلى مليون شمس. وهنا هذا الكون الذي تم إنشاؤه، ها هي هذه الحشود والأكداس لمجرية التي هي بجانب بعضها البعض، مع الكوارث التي تحدث. بعضها يخترق ويمزق حزم النجوم. تنتهي هذه النجوم بالموت، لأنها بعيدة عن المجرة الأم، باختصار، عدد كبير من الظواهر التي تسببت في بناء الكون بالطبع. بفعل الكوارث. تدريجيا، تبتعد المجرات عن بعضها البعض، وتشكل عناقيد ضخمة. يبدأ الكون في التوسع المذهل، ومن بين كل هذه المجرات (مائة مليار)، المجرات التي نعرفها جيدًا هي مجرتنا درب التبانة أو الطريق اللبني: يمكننا تأملها والإعجاب بها كل مساء، عندما لا يكون هناك قمر في السماء: إنها مجرة درب التبانة الشهيرة التي تبدأ من أفق إلى آخر. علاوة على ذلك، أقول دائمًا لأولئك الذين يرغبون في مراقبة السماء، أن يلقوا نظرة فاحصة على هذه السحابة المضيئة الهائلة التي تنتقل من أفق إلى آخر، لكي يبحروا خلالها بواسطة زوج. المناظير، إنها سحرية، لدينا ما يقرب من مائة مليار نجمة فوقنا تضيء السماء ومع ذلك، فإن مجرتنا هي مجرة عادية متوسطة. الآن، نحن نعرف معالمها جيدًا، فبفضل التلسكوب اللاسلكي، تمكنا من رسم أذرعها. مجرتنا ليست ضخمة: يبلغ قطرها حوالي مائة ألف سنة ضوئية (100000 × 10000 مليار كم). لديها 200 مليار شمس، تدور على نفسها تقريبًا في 180 مليون سنة، وهي محاطة بحوالي 150 عنقودًا مجريًا تمكنت كتلتها من جذبها والتي تدور في نفس الوقت كما تفعل، بدون كن جزء من ذلك. يقع موقع شمسنا الصغيرة في نهاية أحد أذرع مجرتنا. هذا ما نحن فيه. بالطبع، إذا ذهبنا إلى المزيد بعيدًا، سوف نلاحظ شيئًا إضافيًا عادي في الكون. دعونا نفكر في الأمر: القمر يدور حول الأرض، والأرض تدور حول الشمس، والجميع يعلم ذلك، ولكن الشمس نفسها، في حركة المجرة، تدور حول نواة المجرة؛ يجب أن تدور المجرة نفسها حول مركز آخر لكسد من المجرات، التي يجب أن تدور نفسها حول أخرى، إلخ ... يعود كل شيء إلى نقطة البداية ويجعل المرء يفكر في هذه الحلقة الشهيرة من MOEBIUS، والمعروفة جيدًا، والتي تشكل العلامة اللانهائيةة ولدراسة هذا الواقع الكوني علمياً، ظهرت النظريتان العظيمتان اللتان تشكلان ركائز الفيزياء الحديثة، ميكانيكا الكموم والنسبية، في وقت واحد تقريبًا، في بداية القرن العشرين. ميكانيكا الكموم، هي نظرية اللامتناهي في الصغر التي تم تطويرها في السنوات 1910-1930 من قبل حفنة من الحالمين مثل ماكس بلانك، نيلز بور، فيرنر هايزنبرغ، فولفغانغ باولي ولويس دي برولي، تفسر بشكل مثالي سلوك الجسيمات الأولية والذرات. وكذلك تفاعلهم مع الضوء. بفضل ميكانيكا الكموم، تجعل هذه الأدوات غير العادية من أجهزة الراديو والتلفزيون وأجهزة الاستريو والهواتف والفاكسات وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت حياتنا أكثر متعة وتواصلنا سهلاً وممتعاً مع الاخرين. النسبية هي نظرية اللامتناهي في الكبر: لقد ولدت من الحدس العبقري لــ "الخبير التقني من الدرجة الثالثة" الغامض في مكتب براءات الاختراع الفيدرالي في برن، المسمى ألبرت أينشتاين، والذي كانت ستدفعه إلى قمة المجد والشهرة. بنسبيته "الخاصة"، التي نُشرت عام 1905، وحد أينشتاين الزمان والمكان في نسيج واحد سماه الزمكان بينما كان يشكك كثيرًا في عالميتهما: إن وقت سفر شخص ما بسرعة ثابتة قريبة من سرعة الضوء يطول، بينما تتقلص مساحته بالنسبة إلى وقت ومساحة الشخص الذي لا يزال واقفاً. أسس أينشتاين في نفس الوقت تكافؤ المادة والطاقة، والذي كان يفسر نار النجوم - هذه تحول جزءًا من كتلتها إلى طاقة - وتؤدي أيضًا، للأسف، إلى القنابل الذرية المسؤولة عن الموت والدمار في هيروشيما وناغازاكي. من خلال كتابه النسبية "العامة" المنشور في عام 1915، أظهر أينشتاين أن مجال الجاذبية الشديدة، مثل ذلك الذي يسود بالقرب من الثقب الأسود (الناتج على سبيل المثال من انهيار نجم في نهاية نفاذ احتياطه من الطاقة)، لا يوسع الزمن فحسب، بل يوسع الفضاء أيضًا. في الوقت نفسه، قالت معادلات النسبية العامة إن الكون يجب أن يتمدد أو يتقلص، لكن لا يمكن أن يكون ثابتًا، تمامًا مثل الكرة التي يرميها المرء إما أن ترتفع أو تسقط، ولكن لا يمكن أن تكون ثابتة. أو تبقى معلقًة في الهواء. لأنه في الوقت الذي كان يُعتقد أن الكون ساكن، شعر أينشتاين بأنه مضطر لإدخال قوة مضادة للجاذبية لموازنة قوة الثقالة الجاذبة للكون وجعله ثابتًا وسماها الثابت الكوني. لاحقًا، عندما اكتشف عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل في عام 1929 أن الكون يتوسع، قال أينشتاين إن هذا كان "أكبر خطأ في حياته". هاتان النظريتان العظيمتان، اللتان تم التحقق منهما مرارًا وتكرارًا من خلال العديد من القياسات والرصد والملاحظات والتجارب، تعملان بشكل جيد للغاية طالما أنهما تظلان منفصلتان ومقتصرتان على مجالات كل منهما. تصف ميكانيكا الكموم بدقة سلوك الذرات والضوء، عندما تقود كل من القوى النووية القوية والضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية الطريق وتكون الجاذبية ضئيلة. تعطي النسبية حسابًا جيدًا لخصائص الجاذبية على المقياس الكوني للكون والمجرات والنجوم والكواكب، عندما تحتل مركز الصدارة ولا تلعب القوى النووية والكهرومغناطيسية دورًا أو لنقل لا تلعب الدور الأول. لكن الفيزياء المعروفة تنفد من البخار وتفقد قوتها عندما تصبح الجاذبية أو الثقالة، التي لا تكاد تذكر على المستوى دون الذري، مهمة مثل القوى الثلاث الأخرى. هذا بالضبط ما حدث في اللحظات الأولى من الكون. يُعتقد اليوم أنه قبل حوالي أربعة عشر مليار سنة، أدى انفجار الفرادة الكونية إلى الانفجار العظيم، وتسبب في ولادة الكون والزمان والمكان. منذ ذلك الحين، وبلا هوادة، استمر الصعود نحو التعقيد. من الفراغ دون الذري، يستمر الكون المتوسع في النمو والتخفيف. تشكلت الكواركات والإلكترونات والبروتونات والنيوترونات والذرات والنجوم والمجرات على التوالي. ثم تم نسج سجادة كونية ضخمة، تتكون من مئات المليارات من المجرات التي تتكون كل منها من مئات المليارات من النجوم. في إحدى ضواحي إحدى هذه المجرات المسماة مجرة درب التبانة، على كوكب قريب من نجم يُدعى الشمس، يظهر الإنسان قادرًا على الإعجاب بجمال الكون وتناغمه، ويتمتع بالوعي والذكاء والتناغم. وهو ذكاء يسمح له بالتساؤل عن الكون الذي خلقه. وبالتالي، فقد ولّد من اللامتناهي في الصغر الحجم اللامتناهي في الكبر، ولفهم أصل الكون، وبالتالي أصلنا، نحتاج إلى نظرية فيزيائية قادرة على توحيد ميكانيكا الكموم بالنسبية. ولوصف موقف تكون فيه القوى الأساسية الأربعة التي تتحكم في الكون على قدم المساواة. ومع ذلك، فإن مهمة التوحيد هذه ليست سهلة لأنه يوجد، كما يصف ذلك بريان غرين جيدًا في كتابه الكون الأنيق، يوجد عدم توافق أساسي بين ميكانيكا الكموم والنسبية العامة فيما يتعلق بهندسة الفضاء. ووفقًا للنسبية، فإن الفضاء واسع النطاق حيث تتكشف المجرات والنجوم يكون سلسًا وخاليًا من أي خشونة. من ناحية أخرى، لم يعد الفضاء على المقياس دون الذري لميكانيكا الكموم سلسًا، بل أصبح نوعًا من الرغوة بدون شكل محدد، مليء بالتموجات والتقلبات الكمومية والمخالفات والتأرجحات، ينشأ ويختفي في أوقات متناهية الصغر.، في حركة دائمة ومتغيرة باستمرار. انحناء وطوبولوجيا هذه الرغوة الكمومية فوضوية ولا يمكن وصفها إلا من حيث الاحتمالات. كما هو الحال مع قماش التنقيط، والذي ينقسم إلى آلاف النقاط الصغيرة متعددة الألوان عندما تفحصها عن كثب، على نطاق دون ذري يتحلل في تقلبات لا حصر لها ويصبح عشوائيًا. هذا التعارض الأساسي بين النظريتين يعني أنه لا يمكننا استقراء قوانين النسبية "للزمن الصفري" للكون، لحظة خلق المكان والزمان. قوانين النسبية تفقد موطئ قدمها في الوقت المناسب عند الحدود الصغيرة للغاية من 10-43 ثانية بعد الانفجار العظيم، ولا تزال تسمى "زمن بلانك". في هذا الزمن، كان قطر الكون 10-33 سم فقط (يسمى "طول بلانك")، أي أنه كان أصغر بعشرة ملايين مليار مليار مرة من الذرة. وبالتالي يقف جدار بلانك لعرقلة طريقنا نحو معرفة أصل الكون. عند التحدي، عمل الفيزيائيون بجد للتغلب على هذا الحاجز. لقد بذلوا جهودًا كبيرة للعثور على ما يسمونه بشكل مدهش للغاية "نظرية كل شيء" التي توحد قوى الطبيعة الأربعة في "قوة خارقة" واحدة. في عام 1967، نجح الأمريكي ستيفن واينبرغ والباكستاني عبد السلام في توحيد القوى الكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة في قوة كهروضعيفة. يبدو أن نظريات التوحيد العظيمة قادرة على توحيد القوة النووية القوية مع القوة الكهروضعيفة. لفترة طويلة جدًا، قاومت الجاذبية بعناد أي اقتراح للاتحاد مع القوى الأخرى. حتى ظهور نظرية الأوتار الفائقة "بطلة" هذا البحث ووفقًا لهذه النظرية، لم تعد الجسيمات عناصر أساسية، ولكنها ناتجة عن اهتزاز قطع صغيرة جدًا من الوتر، يبلغ طولها 10-33 سم، وهي ليست سوى طول بلانك. جسيمات المادة والضوء، التي تحمل القوى (الفوتون، على سبيل المثال، ينقل القوة الكهرومغناطيسية)، تربط عناصر العالم ببعضها البعض وتتسبب في تغييرها. كل هذا سيكون فقط المظاهر المختلفة لهذه الأوتار. بشكل غير عادي، الغرافيتون، الجسيم الذي ينقل قوة الجاذبية، هو من بين هذه المظاهر. وبالتالي، سيكون توحيد قوة الجاذبية مع القوى الثلاث الأخرى ممكنًا. مثلما تُنتج اهتزازات أوتار آلة الكمان الموسيقية أصواتًا مختلفة وتوافقياتها، فإن أصوات وتوافقيات الأوتار الفائقة تظهر نفسها في الطبيعة، ولأدواتنا، في شكل فوتونات وبروتونات وإلكترونات، فيتونات وهلم جرا، وما إلى ذلك. هذه الأوتار الفائقة تغني وتتأرجح في كل مكان حولنا، والعالم سيمفونية واحدة واسعة. وفقًا لنسخة واحدة من النظرية، فإنها تهتز في كون ذي تسعة أبعاد مكانية وبعد زمني. في نسخة أخرى، كانوا يهتزون في كون من خمسة وعشرين بعدًا مكانيًا. نظرًا لأننا ندرك فقط ثلاثة أبعاد مكانية، يجب أن نفترض أن الأبعاد الإضافية الأخرى قد تراكمت وانطوت على نفسها حتى أصبحت صغيرة جدًا بحيث لم تعد محسوسة. يخبرنا بريان غرين بحيوية وموهبة ولادة وتطور نظرية الأوتار الفائقة. بأسلوب واضح وممتع، ويوضح لنا كيف يمكن لهذه النظرية أن تمهد الطريق للتوفيق بين ميكانيكا الكموم والنسبية. إنه يصف لنا، ليس فقط الثورات المفاهيمية التي أدت إلى نشوء النظرية، ولكن أيضًا المسارات الخاطئة والطرق المسدودة، مما يجعلنا نشهد التقدم والتقهقر الذي لا مفر منه للعلم. نأخذه هو نفسه كجزء من تطوير جوانب معينة من النظرية، وهو يثبت أنه دليل كفء ومثالي ليقودنا خلال التقلبات والمنعطفات في هذا الموضوع الشائك. على الرغم من حماسه الواضح لنظرية الأوتار الفائقة، إلا أن غرين لا يخفي حقيقة أن الغيوم تغمر المشهد. النظرية بعيدة عن الاكتمال والمسار اللذهاب وللوصول إلى الهدف النهائي لا يزال طويلاً وصعبًا للغاية. إنه مُغلف بحجاب رياضياتي سميك للغاية ومُجرد لدرجة أنه يتحدى مواهب أفضل علماء الفيزياء في الوقت الحالي. أخيرًا، لم يتم بعد إخضاع نظرية الأوتار الفائقة أبدًا للتحقق التجريبي لأن الظواهر التي تتنبأ بها تحدث بطاقات تفوق بكثير تلك التي يمكن تحقيقها بواسطة أكبر مسرعات الجسيمات الحالية. السيمفونية الوترية لا تزال غير مكتملة. هل محكوم عليها بالبقاء على هذا النحو؟ بريان غرين لا يعتقد ذلك ونحن معه متفقين. لكن المستقبل وحده هو الذي سيخبرنا.

 

د. جواد بشارة

 

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


أصل العالم:

الانفجار العظيم وما بعده

أدت التطورات العلمية في القرن الثاني عشر إلى تغيير مفهومنا عن أصولنا بشكل جذري. واليوم لدينا لوحة جدارية تاريخية هائلة، رائعة دائمًا وآسرة إلى ما لا نهاية، تقودنا من حساء بدائي من الجسيمات الأولية إلى إنسان قادر على الذهاب إلى القمر وغزو الفضاء، ولكنه أيضًا قادر على تعريض كوكبه للخطر. لم يتم الكشف عن قصة أصولنا هذه من قبل على مدار مثل هذا الوقت الطويل- منذ حوالي أربعة عشر مليار سنة - ولا في مثل هذه المساحة الشاسعة. لم يكن هذا صحيحًا أبدًا، لأن جميع العلوم، من الفيزياء الفلكية إلى الكيمياء، من الأنثروبولوجيا إلى علم الأحياء العصبية، من علم الأحياء المائية إلى الجيولوجيا، ومن الفيزياء إلى علم الأحياء، تعملكلها وبلا كلل لتطوير معرفنا العلمية عن الأصل. وتحديده. إن فك رموز هذه الملحمة العظيمة، لهذا السرد الموحد العظيم لجميع العلوم ، قد عرف العديد من المغامرات ، وطرق مسدودة لا حصر لها للبدء من جديد - حركات ذهابًا وإيابًا التي تميز العلم - ، لكنها لم تكن مملة أبدًا وكانت دائمًا مليئة بالغضب والعاطفة والشعر.

لم يعد الكون أبديًا وغير قابل للتغيير كما اعتقد أرسطو. يتميز بعدم الثبات المستمر، من خلال التغييرات المستمرة. لقد اكتسب تاريخًا: له ماض وحاضر ومستقبل. من خلال هذا التطور المستمر، لطالما كان الكون مبدعًا وكان دائمًا قادرًا على إيجاد الحل الذي يسمح له بمواصلة صعوده باستمرار نحو التعقيد.

نعتقد الآن أنه ولد في انفجار رائع يسمى الانفجار العظيم، من حالة تتميز بدرجة حرارة مذهلة (1032 درجة مئوية)، كثافة لا يمكن تصورها (1096 ضعف كثافة الماء) وحجم صغير لا متناهي الصغر من 10-33 سم، أو 10 تريليون تريليونات أصغر من ذرة الهيدروجين. منذ ذلك الحين، نما بشكل كبير (الكون المرئي اليوم يبلغ نصف قطره 47 مليار سنة ضوئية)، وأصبح بارداً (درجة حرارة الفضاء بين المجرات تتجمد - 270 درجة مئوية) ومخففاً (متوسط كثافته أقل من ذرة هيدروجين واحدة لكل متر مكعب، أو مليارات المرات أقل كثافة من الماء). لقد ولّد مئات المليارات من المجرات، كل منها يحتوي على مئات المليارات من الشموس أو النجوم.

في إحدى هذه المجرات المسماة مجرة درب التبانة، بجانب نجم يسمى الشمس، على كوكب أزرق يسمى الأرض، دخل إنسان مصنوع من غبار النجوم، قادرًا على التساؤل عن الكون الذي ولّده وفهم جماله وانسجامه، ولكن أيضًا لتعريض كوكبه للخطر.

يمكن تقسيم قصة أصولنا إلى عدة مراحل. من فراغ مليء بالطاقة، خلق الكون الهريس الأولي للضوء والجسيمات الأولية للمادة. منذ الدقيقة الثالثة، عرف كيفية تجميع قوالب المادة هذه لتكوين النوى الأولى من ذرات الهيدروجين والهيليوم، وهي عناصر كيميائية تشكل 98٪ من كتلة النجوم والمجرات اليوم. ولكن بسبب تمييع الكون، فإن العناصر الثقيلة الضرورية لتصنيع التعقيد، ولاحقًا للحياة والوعي، لم يكن لديها وقت للتشكل. للهروب من العقم، اخترع الكون بعد ذلك النجوم والمجرات الأولى حول المليار سنة الأولى. المجرات، مجموعات من مئات المليارات من النجوم والغاز والغبار مرتبطة بالجاذبية، محاطة بهالات ضخمة مصنوعة من مادة سوداء أومظلمة غريبة طبيعتها، في الوقت الحالي، غير معروفة تمامًا، هي أنظمة بيئية واسعة تسمح سحب غازات الهيدروجين والهيليوم من الانفجار العظيم للهروب من التبريد المستمر الناجم عن تمدد الكون والانهيار تحت تأثير الجاذبية لتشكيل النجوم.

سيلعب الأخير دورًا أساسيًا في التطور الكوني. فهذه النجوم، ومن خلال كيمياءها النووية الرائعة، سوف تصنع العناصر الكيميائية الثقيلة الضرورية للحياة وإنقاذ الكون من العقم. المستعرات الأعظم أو السوبرنوفا، الشظايا المتفجرة للنجوم الضخمة، تزرع تربة المجرة بالعناصر الثقيلة التي تنتجها البوتقات النجمية، والتي ستنبت منها الأجيال القادمة من النجوم، والكواكب حولها. البعض منهم قادر على توفير بيئة قابلة لاحتضان الحياة – سطح صلب أرضية صخرية وترابية، محيطات من المياه السائلة وجو وقائي – وهو الظرف الذي تحتاجه الحياة لكي تتطور.

قبل 4.55 مليار سنة (9.15 مليار سنة بعد الانفجار العظيم)، في مجرة درب التبانة، انهارت سحابة بين النجوم تحت تأثير جاذبيتها لتولد الشمس وحاشيتها ثمانية كواكب (بلوتون ليس كوكبًا حقيقيًا)، بعضها يبعد 26000 سنة ضوئية من مركز درب التبانة. وقبل حوالي 3.8 مليار سنة من عصرنا، على كوكب ثالث من الشمس، يسمى الأرض، وقع حدث غير عادي: أصبح الجماد حيًا وظهرت الحياة. اجتمعت غبار النجوم الجامدة معًا لتكوين جزيء حمض حلزوني مزدوج غريب يسمى DNA، والذي اكتشف كيفية التكاثر عن طريق الانقسام. إنه إذن الدخول إلى المشهد الحيوي، منذ حوالي 3.5 مليار سنة، للبكتيريا الأولى، خلية بسيطة بدون نواة محاطة بغشاء وسلف مشترك لجميع الكائنات الحية. يتبع كل تطور الكائنات الحية: اكتشاف الخلايا، قبل حوالي 8 مليارات سنة من عصرنا، يخلق هذا الاتحاد القوة، واندماجها في خلايا أكثر تعقيدًا. وحسب نظرية التطور لداروين، لعبت الطفرات الجينية والانتقاء الطبيعي دورًا في إنتاج التنوع غير العادي للأنواع التي تعيش على الأرض. تبعت النباتات الأولى متعددة الخلايا بعضها البعض، الأعشاب البحرية وعشب البحر والطحالب، منذ 600 أو 700 مليون سنة، وأول الحيوانات متعددة الخلايا منذ حوالي 580 مليون سنة. منذ حوالي 570 مليون سنة، كان هناك انفجار عضوي، "الانفجار الكمبري"، والذي أحدث تنوعًا رائعًا عرفته الحياة. ربما يرجع هذا الانفجار البيولوجي الكبير إلى إثراء الأكسجين في الغلاف الجوي للأرض بواسطة الطحالب الزرقاء والخضراء. أعطت الحياة العنان لإبداعه ورونقه، وظهرت وفرة من الأنواع الأكثر تنوعًا. في مشهد بيئي لا يزال يكاد يكون عذري، أعطته الحياة لقلبهم لتتكاثر وتختلف الأشكال. الطبيعة مثل عازف الجاز: بمجرد إنشاء موضوع رئيسي - هنا إنشاء، في الكائنات الحية، آليات تسمح لها بإعادة إنتاج وتبادل الأوكسجين والغذاء والفضلات مع البيئة - المظهر الخارجي - تطرز بلا نهاية على هذا الموضوع لابتكار الحداثة.

تملأ الحيوانات المحيطات. ظهرت اللافقاريات أولاً. دخلت أسلاف الإسفنج وقناديل البحر وشقائق النعمان البحرية والشعاب المرجانية والعديد من الحيوانات البحرية الأخرى إلى المشهد. ثم اكتشفت الطبيعة مبدأ التجزئة، مما سمح لها بإعادة إنتاج جزء من الجسم في عدة نسخ متطابقة تقريبًا وتجميعها لتكوين كائن حي. أثار هذا الاكتشاف تجربة محمومة للأشكال البيولوجية، ثم نشأت ثلاثية الفصوص (انقرضت الآن) والديدان والحشرات بأجسام مجزأة. بعض هذه الحيوانات البحرية، مثل أجداد الرخويات، كان لها قشرة صلبة لأول مرة. ثم جاء دور الفقاريات. قبل 500 مليون سنة، ظهرت الأسماك، وهي أول الفقاريات التي تم فيها تطبيق مبدأ التجزئة لجعل العمود الفقري يحمي الأنبوب العصبي الهش ويوزع الإشارات بين الدماغ والجسم. معظم الحيوانات اليوم - بما في ذلك نحن - تتبع أسلافها إلى الكائنات الحية منذ ذلك الوقت. قبل 400 مليون سنة، شرعت الحياة البحرية في غزو الأرض. جعلت طبقة الأوزون المشكلة حديثًا الحياة ممكنة الآن على مساحات شاسعة من الحجروالتربة. تركت بعض الطحالب البحرية (الخضراء) الأمواج اللطيفة لمواجهة قسوة الأرض الجافة. لماذا ا؟ على الأرجح بسبب انقطاع بعض المسطحات المائية عن المحيطات وجفافها؛ كان على هذه النباتات، البحرية في الأصل، التكيف للبقاء على قيد الحياة. من خلال التفاعل بين الطفرات الجينية والانتقاء الطبيعي، اخترعوا أوعية تشبه الأوعية الدموية عند الإنسان، وطوروا قنوات في سيقانهم تسمح للماء والمعادن في التربة بالانتقال من الجذور إلى أجزاء أخرى من النبات، على العكس من ذلك، إلى منتجات التمثيل الضوئي التي ينتجها النبات النازل نحو الجذور.

انتشرت الجيوش الخضراء التي خرجت من المياه عبر القارات. كانت الأرض مغطاة بالمستنقعات الاستوائية التي كانت تؤوي النباتات المورقة. نمت بعض النباتات في الحجم، واكتسبت جذعًا قويًا، وتحولت إلى أشجار، وأحيانًا يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار وقطرها حوالي متر. يأتي الفحم والنفط اللذان يمدنا احتياجاتنا من الطاقة اليوم من البقايا الأحفورية للنباتات في ذلك الوقت. ولأن هذه الأحافير غنية بالكربون، فإن العصر الجيولوجي الذي شهد هذا الفجور في الغطاء النباتي، والذي حدث منذ حوالي 360 إلى 286 مليون سنة، يسمى العصر الكربوني.

من خلال لعبة الطفرات والانتقاء الطبيعي، استمرت الطبيعة في تجربة أشكال وألوان جديدة للنباتات، وخلق أيضًا روائح مسكرة تجذب الحشرات والطيور والخفافيش والمشاركين الآخرين في لعبة التلقيح الرائعة. قبل حوالي 100 مليون سنة، كانت أزهار، ولمسات لونية لا حصر لها أضاءت القماش الموحد للمروج الخضراء والغابات البدائية. سرعان ما تحولت أزهار معينة إلى ثمار، وأحفادها - البرتقال والتفاح والعنب والمكسرات الأخرى - هي متعة ذاءقتنا اليوم.

ترافق الغزو النباتي للأرض أيضًا مع غزو حيواني. جاءت البكتيريا، وهي الفطريات والحيوانات الأولى، لتعيش في الأرض. للبقاء على قيد الحياة، كان على الحيوانات أن تتكيف مرة أخرى وابتكار استراتيجيات بيولوجية جديدة لمقاومة ندرة المياه، وتنفس الأكسجين، والانتقال على اليابسة والتكاثر خارج الماء. وهكذا، عن طريق الصدفة، الطفرات الجينية، منذ حوالي 100 مليون سنة، أصبحت بعض الأسماك برمائيات قادرة على العيش في الماء وعلى الأرض الجافة. تحولت زعانفهم إلى أرجل واكتسبوا رئة بدائية سمحت لهم بالتنفس، مع الاحتفاظ بالقدرة على استخدام الأوكسجين المذاب في دمائهم. ولد أسلاف الضفادع والضفادع اليوم.

تكاثر أسلاف السحالي والثعابين والسلاحف، لكن أشهر الزواحف في ذلك الوقت كانت بلا شك الديناصورات. ظهرت هذه المخلوقات العملاقة ذات المظهر المخيف لأول مرة منذ حوالي 245 مليون سنة وسيطرت على الحياة على الأرض خلال العصور الترياسية والجوراسية والطباشيرية، لفترة أطول من أي مجموعة أخرى في العالم كما يخبرنا تاريخ الحياة. اختفت الديناصورات فجأة منذ 65 مليون سنة، قرب نهاية العصر الطباشيري، في مذبحة كبيرة قضت أيضًا على ثلاثة أرباع أنواع الحيوانات (بما في ذلك الأمونيت مع والد الصدفة الحلزونية الرائعة للحبار الحالي) والخضروات. يُعتقد أن سبب هذه الكارثة هو اصطدام كويكب ضخم بالأرض.

كان الخروج من مرحلة الديناصورات حرفياً هدية من السماء لأسلافنا من الثدييات. تتغذى على الحبوب المدفونة تحت الأرض والمكسرات، نجت بطريقة ما من الدفن العظيم. بعد التخلص من مفترساتهم الرئيسية، تمكنت من ملء المنافذ البيئية التي تركتها الديناصورات فارغة، وبدأت في التكاثر والتفرع إلى العديد من العائلات. في غضون بضعة ملايين من السنين (أقل من 0.1٪ من عمر الأرض) ظهرت القطط والكلاب والزرافات والغزلان والأسود والفيلة الأخرى. لكن قبل كل شيء، دخلت عائلة القرود، الأمر الذي كان سيؤدي، قبل 6 ملايين سنة تقريبًا، إلى ظهور الإنسان العاقل PHomo sapiens.

ثم تأتي تلك المرحلة الأساسية في تاريخ التطور الكوني وهي تطور الإنسان وظهور الوعي: أول أسلاف الإنسان يمشي على الأرض منذ حوالي 3.5 مليون سنة ، اختراع الأداة الأولى منذ 2.5 مليون سنة ، ظهور الفكر الانعكاسي والرمزي في إفريقيا مع  الإنسان العاقل منذ حوالي 200000 سنة ، نزوح البشر الأوائل من إفريقيا إلى الأجزاء الأخرى من العالم قبل 00000 1عام ، الرسوم الصخرية لكهف شوفيه منذ حوالي 30 ألف عام ، اختراع الزراعة قبل 10000 عام ، اختراع الكتابة وولادة الحضارة قبل حوالي 3000 عام ، اكتشاف المضادات الحيوية ، اختراع السيارة ، الطائرة ، الغواصة ، الهاتف ، الفونوغراف ، الكمبيوتر ، الفاكس والإنترنت وغزو الفضاء

على مدى المئتي عام الماضية: تسارعت وتيرة قصة الحياة بشكل كبير نحو النهاية. يستمر التطور مثل سمفونية بوليرو موريس رافيل. يبدأ ببطء وببطء مع الكائنات وحيدة الخلية، بعد سلسلة طويلة من الاختلافات الصغيرة غير المحسوسة تقريبًا حول نفس الموضوع والتي تستمر في العودة لتطاردنا. تتسارع وتيرة الإيقاع أكثر فأكثر بمرور الوقت، كما أن انفجار أشكال الأحياء في العصر الكمبري يشبه مجموعة متنوعة من الآلات التي تدخل تدريجيًا سمفونية رافيل. لكن وحدة الحياة حاضرة دائمًا، مثل الموضوع الأساسي لبوليرو الذي يُسمع باستمرار. حتى الصعود والتأليه، عندما تعزف جميع الآلات معًا في مجموعة من النوتات الموسيقية، مثل معجزة ظهور الفكر والوعي.

هذا السرد الموحد العظيم لجميع العلوم ليس فقط رائعًا. كما أنه سيساعد في جمع الرجال ذوي النوايا الحسنة حول العالم إذا أمكن توفيره لهم. مع العلم أننا جميعًا مصنوعون من غبار النجوم، وأننا نشارك نفس التاريخ الكوني مع أسود السافانا وخشخاش الحقول، وأننا جميعًا مرتبطون عبر المكان والزمان، سيزيد من إحساسنا بالاعتماد المتبادل.

في المقابل، فإن الوعي بالمنع من شأنه أن يضخم فينا الشعور بالشفقة، لأننا كنا ندرك أن الجدار الذي أقامته أذهاننا بين "أنا" و "الآخرين" وهمي، وأن سعادة كل فرد. منا يعتمد على الآخرين.

إن المنظور الكوني والكوكبي الذي تقدمه لنا هذه اللوحة الجدارية الرائعة التي أعيد بناؤها يؤكد أيضًا على ضعف كوكبنا وعزلتنا بين النجوم. يساعدنا ذلك على إدراك أن القضايا البيئية التي تهدد ملاذنا في اتساع الكون تتجاوز حواجز العرق والثقافة والدين. السموم الصناعية والنفايات المشعة والغازات المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري لا تعرف الحدود الوطنية. إن نشر هذا الجوهر الرائع للمعرفة العامة من شأنه أن يؤدي إلى عولمة، ليست عدوانية لشعب قوي اقتصاديًا وعسكريًا يستغل الشعوب الأخرى الأقل حظًا، ولكن المسالمة.

العولمة الاقتصادية، التي جعلت العالم كله مترابطًا من خلال شبكة اتصالات أكثر كفاءة، يجب أن تفضل عولمة المعرفة العلمية. ستتيح هذه العولمة السلمية للرجال الفضوليين من جميع أنحاء العالم أن يتشاركوا في أفق مشترك، وستشكل رابطًا وحوارًا بين الرجال من مختلف الآفاق والثقافات المختلفة. من شأنه أن ينمي فينا الشعور بالمسؤولية العالمية ويشجعنا على توحيد جهودنا لحل مشاكل الفقر والمجاعة والمرض وجميع المصائب الأخرى التي تهدد البشرية. سيؤدي إلى إنسانية عالمية من شأنها أن تعزز تقدم السلام في العالم. لم يتوقف العلم عن التقدم والتطور والاتقان للوصول إلى حقيقة الكون .

يحاول عدد من علماء الرياضيات إثبات أن الكون واعٍ عبر دينيس هادزوفيتش في| 30 أبريل 2020 قائلاً: زعم فريق من علماء الرياضيات والفيزياء الألمان أن الكون بأكمله يتمتع بالوعي، وفقًا لمقال نشرته مجلة نيو ساينتست في 29 أبريل. توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج المذهل بعد تطبيق نموذج نظرية المعلومات المتكاملة، الذي يحاول شرح ماهية الوعي ويؤكد أن الكائنات غير الحية، مثل الآلات أو الجسيمات الذرية، يتم توفيرها أيضًا. باستخدام الرياضيات، يأمل الباحثون أن يكونوا قادرين على التنبؤ بمدى وعي نظام معين. هذا ما يسمونه "الكفاءة اللاعقلانية للرياضيات"، ويمكن أن تكون "بداية ثورة علمية" حسب يوهانس كلاينر، عالم رياضيات في مركز الفلسفة الرياضياتية في ميونيخ. تستند نظرية المعلومات المتكاملة على قيمة تسمى Phi. يمثل هذا معدل الترابط في العقدة، على سبيل المثال الوصلات العصبية في الدماغ، أو الوصلات بين الإلكترونات والكواركات في الذرة. تمثل هذه القيمة مستوى وعي العقدة المدروسة. تتمتع القشرة الدماغية بقيمة عالية من الوعي لأنها تحتوي على تركيز كثيف جدًا من الاتصالات العصبية. لكن حساب فاي معقد للغاية.  يشرح العلماء أن حساب قيمة phi للدماغ البشري سيستغرق وقتًا أطول من ذلك منذ خلق الكون. لهذا السبب نشر باحثون ألمان دراسة في فبراير تحاول تبسيط هذه العملية. هذه النظرية بعيدة كل البعد عن إقناع المجتمع العلمي ككل، من ناحية بسبب تعقيدها ولكن أيضًا وقبل كل شيء بسبب الآثار المترتبة على الكون حيث يكون الوعي في كل مكان. ومع ذلك، نظرًا لصعوبة إثبات ذلك أو دحضه، فقد ينتهي الأمر بعلماء الرياضيات في ميونيخ بالنجاح في ثورتهم العلمية.

 

د. جواد بشارة

..............

المصدر: نيو ساينتست

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


بتنا في هذه الأيام نعرف الفيزياء المعاصرة على نحو أفضل، منذ غاليليو ونيوتن ولابلاس، وندرك بأنها لا تقوم على السببية بل على الحتمية. ما يعني أننا إذا عرفنا حالة الكون في أي وقت، وعرفنا كل قوانين الطبيعة، ولدينا قدرات حسابية مثالية، يمكننا التنبؤ بحالة الكون في أي وقت آخر. أي أن المستقبل والماضي مصممان بشكل جيد؛ حيث يتم الاحتفاظ بكمية المعلومات المطلوبة لتحديد حالة الكون من لحظة إلى أخرى، وتوفر قوانين الطبيعة خريطة عكسية من الحالة أ في أي وقت إلى الحالة ب في أي وقت آخر. (تعتبر عملية القياس في ميكانيكا الكموم استثناءً لهذه القاعدة، ولكن - يعتقد الكثير من الناس الآن - إنها ليست قاعدة أساسية).

في عالم حتمي، تكون لمفاهيم السببية وضعًا مختلفًا تمامًا - فهي ليست أساسية بأي شكل من الأشكال، ولكنها توفر فقط أوصافًا ملائمة للترتيب الزمني لحالات معينة. بالنظر إلى حالة الكون قبل وقوع الانفجار. لا يوجد أي إحساس عميق بأن أي شيء يتعلق بالحالة السابقة كان سببًا في أي شيء يتعلق بالحالة اللاحقة، أو على الأقل ليس أكثر مما يمكن أن يقال إن الحالة اللاحقة له "تتسبب" في الحالة التي سبقتها. السبب والنتيجة ليسا أساسيين - فالكون يتمايل فقط وفقًا لقوانين الطبيعة. بالطبع، السببية هي بلا شك مفهوم مفيد في حياتنا اليومية. تنبع هذه الفائدة من حقيقة قاسية عن كوننا المادي: سهم الزمن، مشيرًا في اتجاهه من ماضٍ منخفض الإنتروبيا إلى مستقبل بمستوى أكبر من الأنتروبيا. على الرغم من أن قوانين الفيزياء قابلة للعكس، إلا أن العمليات العيانية غالبًا ما تبدو غير قابلة للعكس، لأن الانتروبيا لا تتناقص تلقائيًا أبدًا. وبالتالي، فقد تبين أنه من المفيد جدًا التفكير في سمات الماضي ذي الانتروبيا المنخفضة على أنها تسبب ملامح مستقبل الكون الأعلى. لكن على مستوى أعمق من الجسيمات الأولية التي تخضع لقوانين الفيزياء، يمكن حساب التاريخ الكامل للكون بسهولة من أية حالة وفي أي وقت.

وأين يتم ترك هذا الحجة الكونية؟ في حالة من الفوضى، فيما يتعلق بالكشف عن حقائق عميقة عن الكون. لا يوجد تقسيم للكائنات إلى "عرضية" و "ضرورية"، ولا التمييز غير الأساسي بين الآثار والأسباب. لا يوجد سوى الكون الذي يطيع قوانينه. هذا هو الوصف الكامل، والاكتفاء الذاتي للواقع. ولا حاجة إلى الله. يجدر بنا أن نركز للحظة على الطريقة التي ينظر بها العالم المادي العلمي الحديث إلى كوننا، والأكوان الأخرى المحتملة. يصمم العلم العالم كنظام رسمي - هيكل رياضي / منطقي، إلى جانب "تفسير" يحدد كيف تتوافق العناصر المختلفة للنظام الرسمي مع الواقع. ووفقًا لطريقة التفكير هذه، هذا كل ما هو موجود بالفعل. في ميكانيكا نيوتن، الكون هو عنصر من فضاء الطور (موضع وزخم كل جسيم) يتطور عبر الزمن. في النسبية العامة، الكون عبارة عن زمكان منحني رباعي الأبعاد. في ميكانيكا الكموم، الكون عنصر من فضاء هيلبرت المعقد الذي يتطور عبر الزمن. ربما في يوم من الأيام، عندما تكون نظرية كل شيء بين أيدينا، سنفهم أن الحقيقة هي نوع آخر من البنية الرياضياتية. الاختيار المحدد لا يهم. النقطة المهمة هي، بمجرد أن نعرف ما هي البنية الرياضياتية وكيف تتوافق مع تجربتنا التجريبية، نكون قد انتهينا. أي بنية رياضية متسقة، بمعنى آخر، هي كون محتمل. وظيفة العلم هي ببساطة أن يقرر أيهما هو الصحيح. إليك عالم يمكن تصوره: سلسلة لا نهائية من 1 و0، تتبع نمط اثنين من 1 متبوعًا بـ 0 واحد، يتكرر إلى الأبد: . . . 110110110110110110110. . .

هذا هو الكون. إنه ليس كونًا مثيرًا للاهتمام بشكل خاص، وهو بالتأكيد ليس كوننا، ولكنه كون محتمل. النقطة الأساسية هي أنه لا يوجد إله يخدم كجزء من هذا الكون، ولا يوجد أي سبب لوجوده. ولا إله فينا أيضًا.  الله ليس ضروريا. ولا حتى الإله البريء نسبيًا من المفهوم اللاهوتي. الخطأ الذي يرتكبه المجادلون حول إله لاهوتي هو أن نأخذ المنطق الذي يعمل بشكل مقبول في العالم ويطبقه بشكل غير نقدي على العالم ككل. "الآثار لها أسباب؛ العمليات لها بدايات. الخيارات لها أسباب ". هذه مبادئ منطقية بالنسبة لنا من بين الأحداث التي تشكل تاريخ الكون، ولكن عند تطبيقها على الكون نفسه تصبح ببساطة أخطاء تصنيفية. هناك العديد من التقلبات في الحجة من السبب الأول. إليكم سؤال يُعرض على الله غالبًا كإجابة: "لماذا العالم موجود أصلاً؟" وإليك واحد آخر: "لماذا يوجد هذا العالم، بدلاً من عالم آخر؟" لا بد أنه من المحبط أن يطرح المؤمن هذه الأسئلة، فقط لسماع إجابات الملحد: "لماذا لا؟" و "فقط لأنه" على مستوى عميق للغاية، تكون هذه الإجابات صحيحة. تسمح لنا تجربتنا في الحياة اليومية بطرح أسئلة من هذا النموذج "لماذا هذا على هذا النحو؟" ونتوقع إجابة معقولة. لكن بالنسبة للكون ككل، ليس لدينا مثل هذا التوقع. قد يكون من الجيد جدًا أن الكون هو كما هو، ولا يوجد تفسير أعمق يمكن العثور عليه. بالطبع، قد يكون هناك مثل هذا التفسير؛ على سبيل المثال، قد يكون كل كون محتمل موجودًا، ويعني تأثير الانتقاء الأنثروبي أننا موجودون فقط لطرح السؤال في الأكوان حيث تكون الحياة الذكية ممكنة أم لا. قد يكون النوع الخاص من الكون الذي نجد أنفسنا فيه حقيقة قاسية تنتظر من يكتشفها وخالية من المزيد من الشرح. النقطة المهمة هي أنه يجوز أن تكون حقيقة قاسية؛ لا شيء نعرفه عن الكون، أو عن المنطق، يتطلب أن يكون هناك نوع من التفسير خارج الكون نفسه. إن الخلافات بين الملحدين الماديين والمؤمنين بإله نظري هي مسائل شخصية وعلم نفس بقدر ما هي حول المنطق والأدلة. إذا كان الشخص، لأي سبب من الأسباب، مستعدًا (أو حريصًا) على الإيمان بالله، يمكن أن يكون تصوره المجرد والبعيد فلسفيًا عن الإله بمثابة حل وسط مريح بين عدم معقولية إله كتابي تدخلي والآلية غير الشخصية لكون مادي بحت. لكن بالنسبة للكثيرين منا، لا يوجد شيء محبط بشأن تلك الآلية غير الشخصية. الكون هو، وهذا جزء من عملنا، هو اكتشاف ما هو حاله بالضبط. وجزء آخر من عملنا هو العيش فيه، وبناء المعنى والعمق من شكل حياتنا. بمجرد أن نتبنى وجهة النظر هذه، فإن الحجج التي تقول بأن الله موجود تبدو أقل بكثير من كونها مقنعة، أي الله عبء زائد، يجب التخلص منه دون ندم. إنه عالم كبير وبارد وبلا هدف. ولن يكون لدينا بأي طريقة أخرى، وسيلة لإيجاد مقاربة مناسبة لتعاطي معه.

علم الكونيات الملحد:

في السنوات الأخيرة، قام المدافعون المسيحيون بتضليل الجمهور بشكل صارخ في الادعاء بعدم وجود تعارض بين العلم والدين وأن العلم الحديث قد أكد بالفعل التعاليم الكتابية بشكل كبير. على سبيل المثال، في كتابه الأخير، ما هو الشيء العظيم في المسيحية؟ يقول دينيش ديسوزا: في تأكيد مذهل لسفر التكوين، اكتشف العلماء المعاصرون أن الكون قد خُلق في انفجار بدائي للطاقة والضوء. لم يكن للكون بداية في المكان والزمان فحسب، بل كان أصل الكون أيضًا بداية للمكان والزمان. إذا قبلت أن كل شيء له بداية فستقبل أن لله سبب، وإن الكون المادي له سبب غير مادي أو روحي. كل ثقافة لها أساطير خلقها والكتاب المقدس لا يحتكر هذه القصص. علاوة على ذلك، لا تشبه القصة في سفر التكوين قصة علم الكونيات الحديث. لقد خلقت الأرض قبل الشمس والقمر والنجوم. في الواقع، تشكلت الأرض بعد ثمانية مليارات من السنين من النجوم الأولى. بالكاد يمكن أن يُنسب الكتاب المقدس إلى توقع الكون المتوسع الذي وصفه الانفجار العظيم عندما يصور الكون على أنه شركة مع الأرض ثابتة وغير متحركة في مركزها. ومع ذلك، فإن ادعاء D’Souza الرئيسي هو أن الانفجار العظيم أظهر أن الكون، بما في ذلك المكان والزمان، بدأ كوحدة فردية ذات حجم متناهي الصغر وكثافة لانهائية. جادل المدافع المسيحي ويليام لين كريغ لمدة 30 عامًا بأن كل ما يبدأ يجب أن يكون موجودًا كسبب، وبما أن الكون له بداية، فلا بد أنه كان له سبب خارجي. يحدد كريغ هذا السبب بالسبب الأول أو المحرك الرئيسي لأرسطو وتوما الأكويني الذي أطلقوا عليه اسم الله.

يبني كريغ استنتاجاته على الدليل الرياضياتي الذي قدمه ستيفن هوكينغ وروجر بنروز في عام 1970 على أن الكون بدأ كوحدة فردية " فرادة كونية".  استنتاج هوكينج وبنروز ينبع من قوانين نظرية النسبية العامة لأينشتاين ويتبعها. ما يتجاهله دي سوزا وكريغ وغيرهما من المؤمنين هو أنه منذ أكثر من 20 عامًا، سحب هوكينغ وبنروز ادعاءاتهما واتفقا على عدم حدوث أي تفرد عندما تأخذ في الاعتبار ميكانيكا الكموم. يشير D’Souza إلى الصفحة 53 من كتاب هوكينغ الأكثر مبيعًا لعام 1988 بعنوان موجز لتاريخ الزمن، نص من المفترض أن هوكينغ قاله في كتابه المذكور: "لابد أنه كان هناك تفرد أو فرادة أدت إلى حدوث الـبغ بانغ Big Bang ". لم أتمكن من العثور على هذا البيان في تلك الصفحة أو أي صفحة أخرى في كتاب هوكينغ. في الواقع، قال هوكينغ قبل بضع صفحات العكس تمامًا: "لذا في النهاية، أصبح عملنا [هوكينغ وبنروز] مقبولًا بشكل عام وفي الوقت الحاضر يفترض الجميع تقريبًا أن الكون بدأ بتفرد الانفجار العظيم. ربما يكون من المفارقات أنني، بعد أن غيرت رأيي، أحاول الآن إقناع علماء الفيزياء الآخرين أنه لم يكن هناك في الواقع أي تفرد أو فرادة singularité في بداية الكون - كما سنرى لاحقًا، يمكن أن تختفي هذه المسلمة بمجرد أخذ التأثيرات الكمومية في الاعتبار".  عندما ناقشت أطروحة ويليام لين كريغ في عام 2003، أوضحت بشكل كامل حقيقة أن بنروز وهوكينغ قد سحبا افتراضهما. ومع ذلك، استمر كريغ في ترديد اقتباسه الباطل، وهو لا يزال يستخدم حجة التفرد أو الفرادة لتقديم دليل لمنشئ محتوى الكون. وحتى كتابة هذه السطور، لم يصحح موقعه على الإنترنت حيث نشر ورقته البحثية عام 1991 والتي تقول مرة أخرى أن الكون بدأ بكثافة لا نهائية. ببساطة لم يكن هناك تفرد أو فرادة في بداية الانفجار العظيم، ولا يوجد أساس للادعاء بأن الكون، ناهيك عن المكان والزمان، بدأ في تلك المرحلة بفعل خالق أو قوة خارجية. في الواقع، يشير علم الكونيات الحديث إلى كون لا حدود له ليس له بداية أو نهاية في المكان والزمان، وإن الانفجار العظيم ليس سوى حلقة داخل الكون الأكبر الكلي المطلق أدت إلى ذلك الكون الفرعي الذي نسميه كوننا المرئي. ولكن حتى لو سلمنا أن الكون له بداية، فهذا لا يعني أن له سببًا. يشير دي سوزا إلى قول للفيزيائي فيكتور ستينغر يشير إلى إن الكون قد يكون" غير مسبب "وربما يكون قد" خرج من العدم ". وهو يسخر:" حتى ديفيد هيوم، أحد أكثر الناس تشككًا اعتبر الفلاسفة هذا الموقف سخيفًا. كتب هيوم في1754، "لم أؤكد أبدًا على اقتراح سخيف مثل هذا أي شيء قد يرتفع بدون سبب ".

يمكن إعفاء هيوم من عدم معرفته بفيزياء الكموم عام 1754، ولكن لا يستطيع دي سوزا وكريغ اليوم، بعد أكثر من قرن على اكتشافهما، في تأكيدهما على أن كل ما يبدأ يجب أن يكون له سبب. حسب التفسيرات التقليدية لميكانيكا للكموم، لا شيء "يسبب" التحولات الذرية التي تنتج الضوء أو الانحلال النووي الذي ينتج عنه إشعاع نووي. هذا يحدث بشكل عفوي ويتم تحديد احتمالاتهم فقط. في عام 1983 أنتج هوكينغ وجيمس هارتل نموذجًا لـ الأصل الطبيعي لكوننا الذي لا يزال حتى اليوم ثابتًا تمامًا مع كل ما نعرفه من الفيزياء وعلم الكونيات.  هذه مجرد واحدة من عدد من السيناريوهات الطبيعية التي تم نشرها من قبل العلماء في المجلات العلمية ذات السمعة الطيبة. في أحد أشكال نموذج هارتل هوكينغ، بعد مراجعة ديفيد أتكاتز، ظهر الكون من خلال عملية نفق كمومي من زمن كون سابق لكوننا الذي امتد إلى ماضي بلا حدود. هذا النفق يمر عبر منطقة من الفوضى الكاملة. لقد عمل أتكاتز على هذا النموذج بتفاصيل رياضياتية كاملة ونشرها في كتاب ومقال في مجلة فلسفية، وجميع السيناريوهات المنشورة عن أصل طبيعي لكوننا هي بما يتفق مع المعرفة الموجودة. ومع ذلك، لم يتم إثبات أي منها. لذلك لا يمكننا أن نقول إن هذه هي بالضبط الكيفية التي جاء كوننا وفقها، أن نكون حقيقة أن لدينا عدة سيناريوهات معدة بالكامل تدحض أي ادعاء بأن سببًا خارقًا كان مطلوبًا لوجود الكون. النماذج الكونية مثل نموذج هارتل وهوكينغ والمزيد من الاعتبارات العامة تشير إلى أن كوننا المرئي في أقرب نقطة زمنية ممكنة كان ربما عبارة عن ثقب أسود من أقصى إنتروبيا - أي فوضى كاملة ومعلومات قليلة أو معدومة. هذا يعني أن الكون المبكر لا يحتوي على معلومات عن أي حالة سابقة. إذا كان الخالق موجوداً، فكوننا لا يتذكره. والآن، على الرغم من أن الانتروبيا الأولية للكون كانت قصوى، كان الحد الأقصى لا يزال منخفضًا جدًا لأن الكون في ذلك الوقت كان صغيراً ومكثفاً جدًا ولكن مع زيادة حجم الكون، فإن الإنتروبيا تزداد إلى أقصى حد وهذا يترك مجالًا لتشكيل النظام دون انتهاك القانون الثاني للديناميكا الحرارية. لم تكن هناك حاجة إلى إدخال معلومات خاصة للانفجار العظيم ولم تنتهك أي قوانين فيزيائية عندما ظهر الكون المرئي قبل 13.8 مليار سنة. تعطي القياسات الحديثة لمتوسط كثافة الطاقة في الكون القيمة التي ينبغي أن تكون لها بالضبط إذا كانت الطاقة الكلية في بداية الانفجار العظيم صفراً. أي، لم تكن هناك حاجة إلى طاقة خارجية لصنع كوننا. الطاقة الكلية للكون تساوي صفرًا، مع إلغاء الطاقة الإيجابية للحركة تمامًا بواسطة الطاقة الكامنة السلبية للجاذبية.

حاول علماء اللاهوت مثل ألفين بلانتينغا تحقيق الكثير من هذه الأنواع من التوازن الوثيق، مدعين أن الله قد "صقلهم" لجعل البشرية ممكنة. أي خلل طفيف في الطاقة في الكون المبكر، مهما كان صغيراً مثل جزء واحد من 1060 سيحدث تغييراً، إما أن الكون سينهار بسرعة كبيرة بحيث لا يمكن للحياة أن تتشكل، أو أنه قد تمدد بسرعة بحيث لا تمتلك النجوم فرصة أو الوقت اللازم لتتشكل. هذا مثال آخر، وهو في هذه الحالة مثال ساخر للغاية، حيث يؤدي جهل علماء الدين بالفيزياء إلى تضليل أنفسهم والآخرين. في الواقع، إن التوازن بين الطاقة الإيجابية والسلبية دقيق للغاية لأن الكون لم يتم إنشاؤه بل نشأ بشكل طبيعي من لا شيء بدون طاقة. بعيدًا عن المساعدة الإلهية كذريعة لإثبات وجود الله، يقدم هذا المثال سببًا إضافيًا للاعتقاد بأنه غير موجود. دعونا نلقي نظرة أكثر على الادعاء بأن ثوابت الفيزياء مضبوطة بدقة لدرجة أنه بدون هذا الضبط، لن تكون الحياة كما نعرفها موجودة. غالباً ما تسمى هذه الحجة بالمبدأ الأنثروبي. النسخة الضعيفة من هذا المبدأ تافهة. بالطبع نحن نعيش في عالم تناسبنا فيه ثوابت الطبيعة. إذا لم يكونوا كذلك، لما كنا هنا موجودين ونتحدث في هذا الموضوع. في النسخة الأقوى من المبدأ الأنثروبي، تم اختيار الثوابت بطريقة ما لإنتاجنا. يقول المؤمنون أن ذلك من عمل الله وبتدخله المباشر. لقد اقترح العلماء بديلاً حيث توجد أكوان متعددة ذات ثوابت مختلفة، وهكذا، بالمبدأ الأنسي الضعيف، نحن في الكون المناسب لنا. سخر العديد من المؤمنين من فكرة الأكوان المتعددة، قائلين إنها غير علمية لأننا لا نستطيع مراقبة الأكوان الأخرى أو إثبات وجودها مختبرياً أو تجريبياً. يزعمون أيضًا أن فرضية الكون المتعدد تنتهك شفرة أوكام من خلال "مضاعفة الكيانات بما يتجاوز الضرورة". ومع ذلك، غالبًا ما يتعامل العلم مع ما هو غير القابل للرصد بشكل مباشر، وتقترح النظريات الكونية الحديثة التي تتفق مع جميع البيانات الموجودة بشأن الأكوان المتعددة.

علاوة على ذلك، تتعامل شفرة أوكام مع الفرضيات وليس الأشياء. ضاعف النموذج الذري عدد الأشياء التي كان علينا التعامل معها بمقدار تريليون، ومع ذلك كان أكثر بخلًا من النماذج التي سبقته. وبالمثل، لأننا نحتاج إلى إدخال عنصر إضافي. كفرضية حصر أنفسنا في كون واحد، فإن النموذج الأحادي هو الذي ينتهك شفرة أوكام.

ولكن حتى في كون واحد، فإن صقل هذه الحجة قد فشل. فهي لا تقول شيئًا عن الحياة كما لا نعرفها. ليس لدينا طريقة لتقدير عدد أشكال الحياة المختلفة التي يمكن أن تكون ممكنة مع مختلف الثوابت والقوانين الفيزيائية. علاوة على ذلك، فإن كوننا لا ينظر إلى كل شيء بصورة مضبوط بدقة من أجل الحياة البشرية. لا يمكننا الوجود إلا على هذا الكوكب الصغير. يحتوي الكون المرئي على أكثر من مائتي مليار مجرة ، لكل منها من مائة على ثلاث مائة مليار نجم. فالمسافة بين النجوم شاسعة بالمعايير البشرية لدرجة أننا لن نظهر فيزيائيًا أبدًا خارج نظامنا الشمسي. علاوة على ذلك، المزيد من الأكون - على الأقل 50 مرتبة من حيث الحجم- تقع وراء أفقنا الكوني وفق تقديرات وحسابات العالم السويدي ماكس تغمارك. إن الكون الذي نراه بأقوى مقاريبنا أو تلسكوباتنا، يمتد حتى 47 مليار سنة ضوئية، وهو ليس سوى حبة رمل في الصحراء أو جزء من قطرة ماء في كل مياه الكون. ومع ذلك، من المفترض أن نفكر في وجود كائن أعلى يتبع مسار كل جسيم، بينما يستمع إلى كل فكر بشري، ويوجه فرق كرة القدم المفضلة لديه إلى النصر، ويؤكد أن الطائرة التي نجت من حادثة تحطم الطائرة محتمة كانت خصيصًا من اختياره، ولكن ماذا عن بقية الطائرة التي تحطمت ومات ركابها وهي بالمئات، أين كن الله حيالها؟ علاوة على ذلك، لماذا يجب على الإله الكامل القادر أن يعبث بأي مقابض لضبط الكون من أجل البشرية؟ هل هذا هو الله؟ كان يجب أن يكون على حق في المقام الأول. كان بإمكانه أن يجعل من الممكن لنا العيش في أي مكان، حتى في الفضاء الخارجي. أخيرًا، اسمحوا لي أن أتطرق إلى السؤال الأكثر شيوعًا الذي يطرحه المؤمنون على الملحدين، وهو السؤال الذي يعتقدون بشكل متعجرف أنه النقطة الفاصلة الأخيرة في قضية الله: "لماذا يوجد شيء بدلاً من لا شيء؟" هذا يسمى السؤال الوجودي الأساسي. أظهر الفيلسوف البارز أدولف غرونباوم أن السؤال غير مفهوم لأنه يفترض أن الحالة الطبيعية للأمور "لا شيء" وأن سببًا ما كان ضروريًا لإيجاد "شيء ما". يمكن استكمال هذه الحجة بحجة فيزيائية مفادها أن الشيء طبيعي أكثر من لا شيء. تميل الأنظمة المادية في الطبيعة إلى التغيير تلقائيًا من الحالات الأبسط والمتناظرة إلى الحالات الأكثر تعقيدًا وغير المتماثلة. على سبيل المثال، في حالة عدم وجود طاقة خارجية (حرارة)، سوف يتكثف بخار الماء في ماء سائل، ثم يتجمد في شكل جليد. نظرًا لأنه لا يوجد شيء أبسط من شيء ما، فإننا نتوقع أن يتغير تلقائيًا إلى شيء ما. كما قال عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل فرانك ويلشيك عندما سُئل عن سبب وجود شيء بدلاً من لا شيء أجاب: "لا شيء غير مستقر". يمكننا أيضًا أن نظهر أن قوانين الفيزياء هي فقط ما ينبغي أن تكون عليه إذا كان الكون قد أتى من لا شيء. النجوم والكواكب والجبال وأنا وأنت ببساطة لسنا كينونات جامدة.

سوف يمتلئ الكون بمادة غريبة تسمى "الجوهر". في دراسة جديدة نُشرت في المجلة العلمية Physical Review Letters في 23 نوفمبر، افترض ثنائي من علماء الكونيات اليابانيين أن تسارع تمدد الكون ناتج عن عمل مادة غامضة تسمى العنصر الخامس " quintessence "، الذي ينتشر في جميع أنحاء الكون بمرور الوقت.

لم يستيقظ عالما الفلك في جامعة طوكيو، يوتو مينامي وإيشيرو كوماتسو، ذات صباح مع هذا الحدس. كما هو موضح في مقال في مجلة Nature، اكتشفوا انحناء الضوء في الخلفية الكونية المنتشرة (الإشعاع الكهرومغناطيسي للكون) الذي يمكن أن يكون سببه وجود هذه المادة الغريبة - أي، أنه يبقى اكتشاف الدليل الملموس على وجودها. وبالتالي فإن الجوهر سيكون "محرك" الطاقة السوداء أو المظلمة، وهذه القوة أيضًا غريبة والتي من شأنها أن تكون في أصل تسارع تمدد الكون.

بالاشتراك مع باحثين من منظمة الأبحاث مع مسرعات الطاقة العالية (KEK)، في اليابان، ومعهد ماكس بلانك للفيزياء الفلكية في ألمانيا، يقترح علماء الكونيات تكوين طاقة مظلمة من "العنصر الخامس quintessence " الذي يسمونه "جوهر". إذا كانت نظريتهم صحيحة، فإنها ستثير تساؤلات حول العديد من مفاهيم الفيزياء الحديثة، بما في ذلك حقيقة أن توسع الكون لا نهائي. في الواقع ، إذا كانت الطاقة السوداء أو المظلمة هي انبثاق من هذا الجوهر ، فقد يكون تباطؤ تمدد الكون بسببها، إلى أن يتوقف ، أو حتى أنه ينقلب أو ينعكس وينقبض أو ينكمش، أي الضغط على الانقباض على نفسه حتى حصول الإنكماش الكبير (عكس الانفجار العظيم). يقول شون كارول ، عالم الفيزياء النظرية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا: "هذا يعيدنا إلى النقطة التي ليس لدينا فيها أي فكرة عن الكيفية التي سينتهي بها الكون". ربما، لكنها رائعة للغاية.

 

د. جواد بشارة

.................

المصدر: الطبيعة

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


 

الجاذبية الكمومية: La gravitation quantique

 تعد مشكلة إيجاد نظرية كمومية للجاذبية من أصعب المشاكل التي واجهها علماء الفيزياء النظرية في العقود الأخيرة. نظرًا للتفسير الهندسي للجاذبية، فهي في الواقع ليست مجرد مسألة عدم التوافق بين نموذجين للتفاعل، ولكن أيضًا بين إطارين مفاهيميَّين للفيزياء والحاجة إلى البحث عن " هندسة الكموم ". وبالتالي، فإن أحد أهم المفاهيم في فيزياء الكموم هو مفهوم "الوحدة"، والذي يصف تقريبًا حقيقة أن مجموع احتمالات حدث ما يجب الاحتفاظ به بمرور الوقت، ليكون دائمًا مساويًا لـ 1. الآن، توضح النسبية العامة أيضًا أن مفهوم الزمن لا يمكن أن يكون مطلقًا وأن ما هو لزمن مراقب ما يمكن أن يكون بالنسبة لآخر مزيجًا دقيقًا بين المكان والزمان، مما يعقد بشكل رهيب بناء نظرية وحدوية وفقًا لـ "المبادئ الأساسية" للنسبية. علاوة على ذلك، عنصر أساسي آخر في فيزياء الكموم هو مفهوم "اللاحتمية" أو اللادقة (لهايزنبيرغ Heisenberg) لنتيجة القياس، والذي يتعارض مع حتمية النسبية العامة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه المشاكل تظهر فقط عندما يسعى المرء إلى تحديد مجال الجاذبية نفسه وليس إذا سعى المرء إلى وصف تطور مجال كمومي في زمكان منحني ثابت. وبالتالي، فإن هاتين النظريتين ليستا في خلاف كامل حول كل شيء، فالصعوبات مرتبطة حقًا بالطريقة التي يتم بها نمذجة بنية الزمكان.

ومع ذلك، إذا طبق المرء مبادئ الكموم بسذاجة على مفهوم الزمكان الديناميكي، فيبدو أنه على المقاييس الصغيرة التي لا يمكن إهمال التقلبات الكمومية فيها، تبرز معضلة "نسيج الزمكان"، والذي هو نوع من السلاسة والهدوء في المقاييس الكبيرة التي تتبع في النسبية العامة، يجب أن يكون نوعًا من الفقاعة المستمرة.

2051 الانفجار العظيم 1

رسم توضيحي لكيفية، وفقًا لأفكار هندسة الكموم، يجب أن يكون الزمكان قادرًا على "تصور" على مستويات مختلفة. في المقاييس الأكبر، يكون سلسًا (ولكن من المحتمل أن يكون منحنيًا)، كما هو الحال في النسبية العامة. من مقياس بلانك (حوالي 10-33 سم)، نتوقع أن تكون التقلبات كبيرة جدًا ولا يمكن إهمالها بأي حال من الأحوال.

هناك مشكلة نظرية رئيسية، موضحة في الشكل السابق، هي حقيقة أن "الثقوب" يمكن أن تظهر أثناء التقلبات في الزمكان، والتي تُترجم في اللغة الرياضياتية على أنها "تغيرات في الطوبولوجيا". علاوة على ذلك، ترتبط هذه التغييرات في الطوبولوجيا في المقاييس الصغيرة، من وجهة نظر فنية، بإحدى الصعوبات في القياس الكمومي للجاذبية، والتي تأتي من سلوكها فيما يتعلق بإجراء رياضياتي. تُستخدم عادةً في البحث عن صيغة التفاعل الكمومي: "إعادة التطبيع". يمكننا بالفعل أن نظهر أن هذا الإجراء، الذي يتكون تقريبًا من النجاح في إجراء حسابات على مقياس معين حتى لو لم نتمكن من القيام بها باستخدام صيغة واحدة صالحة على جميع المقاييس، يعني ضمناً في حالة الجاذبية هي ظهور المزيد والمزيد من المصطلحات اللانهائية مع تقدمنا في الحساب. بالنسبة للكهرومغناطيسية أو التفاعل الكهروضعيف، تظهر بعض المصطلحات اللانهائية، ولكن يمكن "قتلها" باستخدام مصطلحات من مقاييس أخرى. في حالة الجاذبية، فإن استدعاء المقاييس الأخرى يزيد الطين بلة!

مع ذلك، تماشياً مع عمل أشقر، تم تطوير مقاربة جديدة لتقدير الجاذبية خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تبدو واعدة للغاية. تفترض "الجاذبية الكمومية الحلقية"، والتي يعد كارلو روفيلي أحد أشهر أبطالها، وفقًا للمبادئ الأولى لفيزياء الكموم، أنه إذا كان الزمكان هو كائن ديناميكي "قياسي"، فيجب أيضًا إمكانية "تحديده كموميًا" وتقديم مقياس أساسي. تشير هذه الفرضية إلى وجود أنواع من "الطوب غير القابل للكسر" للزمكان الذي سيتشكل منه النسيج الكوني ويتسبب في استبعاد بعض المصطلحات اللانهائية بشكل طبيعي من الحسابات. علاوة على ذلك، يستنتج من هذا الافتراض أن مبدأ ثبات سرعة الضوء في الفراغ يجب انتهاكه على المقاييس الصغيرة. في الواقع، تشير هذه الأحجار إلى عدم تجانس محلي في الزمكان، وعدم التجانس الذي يجب أن يدركه الضوء عبر مسارات طويلة جدًا بين المجرات. وبالتالي، فإن إحدى الطرق المستخدمة بالفعل لمحاولة إبراز هذه التأثيرات و / أو تقييد النظريات التي تتنبأ بها تتمثل في البحث عن الانتهاكات الظاهرة. أيونات ثبات سرعة الضوء المنبعثة أثناء "انفجارات أشعة غاما" (انفجارات شديدة جدًا وقصيرة من أشعة غاما والتي يعتقد المرء أنها مرتبطة بتراكم المادة على الثقوب السوداء فائقة الكتلة) ، وهو المبدأ الذي تم توضيحه في الشكل التالي. سوف يتفاعل ضوءان من ألوان مختلفة بشكل مختلف مع البنية الكمومية للزمكان، بما في ذلك تشتت الموجات. هذا التأثير، الذي لا مفر منه إذا تم تحديد الزمكان، لم يتم ملاحظته بعد، ومع ذلك، منذ اللحظة التي نعتبر فيها الزمكان كجسم كمومي ديناميكي، قد يكون هناك آخر منطقة للاستكشاف. وبنفس الطريقة التي أدت بها النسبية العامة بشكل طبيعي إلى علم الكون النسبي، فإن الوصف الكمومي للزمكان يمكن بالفعل أن يعني بداهة ظهور "علم الكونيات الكمومية".

-  رسم توضيحي للآلية التي يمكن من خلالها أن ينتج عن التركيب الكمومي للزمكان بمقاييس صغيرة تغير في سرعة الضوء. بالنسبة لهذا، سيكون التأثير مشابهًا للتفاعل مع "بلورة بلانك"، وهما لونان مختلفان (أطوال موجية) لا يستغرقان الوقت نفسه لعبور هذه البلورة.

 Illustration du mécanisme selon lequel la structure quantique de l'espace-temps aux petites échelles pourrait résulter en une variabilité de la vitesse de la lumière. Pour celle-ci, l'effet serait similaire à une interaction avec un "cristal planckien", deux couleurs (longueurs d'ondes) différentes ne mettant pas le même temps à traverser ce cristal.

2051 الانفجار العظيم 2

علم الكونيات الكمومية: La cosmologie quantique

قبل ولادة نظرية الثقالة الكمومية الحلقية بوقت طويل، والتي تهتم في الوقت الحالي بشكل أساسي بالمشاكل المحلية وليس بظاهرة عالمية مثل علم الكونيات، كانت فكرة علم الكونيات الكمومية قد تم استكشافها بالفعل من قبل العديد من الأشخاص. كان النهج الذي تم النظر فيه بعد ذلك مختلفًا، على الرغم من ذلك، استنادًا إلى القياس الكمومي "القانوني" الهاملتوني". تم اكتشاف أول وصف من هذا النوع في عام 1967 من قبل الأمريكيين جون ويلر وبريس دي ويت، الذين صاغوا "معادلة شرودنغر" لدالة الموجة للكون، معادلة "ويلر دي ويت". l'équation de "Wheeler-de Witt".. هي المعادلة التي تسمح، من الناحية النظرية، بالتنبؤ باحتمالية أن يكون للكون شكل معين (وأنه يحتفظ به)، ولكن من الناحية العملية، الحالة العامة غير قابلة للذوبان، والمعادلة معقدة للغاية. لذلك تم اقتراح نماذج مبسطة مختلفة، ولا سيما من قبل الروس أندريه ليندي وأ. فيلينكين ، والإنجليز ج. هارتل وستيفن. هوكينغ.

-  النموذجان المقترحان مختلفان تمامًا، كون ليندي وفلينكين هو نوع من الرغوة الفوضوية الأبدية التي لها عدد غير محدد من الأبعاد ("الكون الفائق")، حيث تشكل التقلبات الكمومية "المحلية" العديد من الأكوان على غرار كوننا المرئي وثوابتنا، لكن الثوابت الفيزيائية في تلك الأكوان لن تكون بالضرورة هي نفسها. علاوة على ذلك، ووفقًا للملاحظات الحديثة، فإن الكون قد بدأ حياته بمرحلة توسع سريعة جدًا (والتي تشرحها بعض النظريات باستخدام وجود "متوسع") يسمح بعملية التضخم العائل، وهي ظاهرة قال ليندي ومعاونيه من الواضح أنهم أخذوا ذلك في الاعتبار في أحدث نماذجهم (انظر الشكل التالي). نموذج هارتل-هوكينغ الأولي في الطرف المعاكس تقريبًا، لأنه يفترض وجود كون واحد، محدود في الزمان والمكان وبدون حدود ("كرة زائدة")، مما سيقضي على المشكلة. من التفرد الأصلي أو الفرادة الكونية الأولية التي ولد منها (الانفجار الكبير). ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن علم الكونيات الكمومي هذا يجب أن يأخذ في الاعتبار أيضًا إمكانية التقلبات في طوبولوجيا الكون، مما يعني إجراء حسابات مشابهة لتلك التي قدمها فاينمان للديناميكا الكهربية الكمومية (تكاملات المسارات)، ولكن يكون كل "مسار" فيه طوبولوجيا محتملة للكون. وبعبارة أخرى، فإن الصعوبات هائلة والمشكلة لا تزال محلولة بشكل غير كامل، حتى لو نشأ نفس النوع من المشاكل التقنية عندما يفترض، في نظرية الكم للتفاعل بين "الكائنات"، أن الأخيرة ليست "جسيمات نقطية" (بالمعنى الكمومي)، بل أجسام ممتدة، مثل الأوتار (الفائقة).

2051 الانفجار العظيم 3

-  أعلاه، توضيح "نموذج" محتمل لكون تضخمي حيث تنشأ فيه عدة أكوان "موازية" من التقلبات التي تحدث في "الكون الأب"، كل لون يتوافق مع كون بقيم مختلفة من الثوابت الأساسية. أدناه، مقارنة بين الكون وفقًا لنموذج هارتل هوكينغ والأرض. كلاهما بلا حدود ولا يمثلان أي تفرد في القطبين. المصدر A. Lindé، S. Hawking.

 ومع ذلك، قبل أن نصل إلى وصف موجز لنظرية الأوتار، يبقى أن نذكر "توسع" في إطار النسبية الذي يتعلق بعلم الكونيات والطوبولوجيا، ولكن ليس مباشرة بفيزياء الكموم. هذا هو السؤال عن الهيكل العام للكون. وبالتالي، فإن النسبية العامة هي نظرية محلية وليست شمولية، فلا توجد وصفة طبية لوصف الشكل العالمي للزمكان. لذلك، نظر الكثير من الناس، بمن فيهم فريدمان منذ عام 1924، في مسألة طوبولوجيا الكون، والبعض يفكر في الشكل. لير نظرية جديدة للجاذبية النسبية التي تدمج "شروط الحدود". لم يكن هذا العمل النظري ناجحًا حقًا، لكن فريقًا دوليًا، جزئيًا فرنسي بقيادة جون بيير لومينيت (JP Luminet et al.) اقترح مؤخرًا أن أحد التفاصيل، التي أسيء فهمها حتى الآن، في رسم خرائط إشعاع الخلفية الكونية يمكن تفسيره من خلال حقيقة أن الكون سيكون له طوبولوجيا "بها ثقوب". إذا تم التحقق من هذه النتيجة من خلال قياسات لاحقة، فقد تكون طريقة أخرى مهمة لاستكشاف الجوانب الأكثر نشاطًا للجاذبية، نظرًا لأن طوبولوجيا الكون هي شيء يجب توقعه عادةً بواسطة نظريات الأوتار أو أي نظرية كمومية أخرى تدعي أنها قادرة على التعامل مع الكون البدائي. علاوة على ذلك، تتنبأ أحدث النظريات، الناتجة عن تلك الموجودة في الأوتار، بنوع آخر من النماذج الكونية التي سيتم ذكرها بإيجاز لاحقًا: "نموذج الأغشية أو البرانات".

2051 الانفجار العظيم 4

- أعلاه، رسم توضيحي لكون بوانكاريه، مستخدم في نموذج Luminet et al.، والذي يمكن اعتباره نوعًا من "كرة القدم" المكونة من 12 خماسيًا منحنيًا. في المنتصف، رسم توضيحي للاختلاف الكبير باستخدام منطاد تقليدي: الكون ليس "متصلًا ببساطة"، وإذا غادر المرء " من جهة واحدة"، يدخل مرة أخرى من الجهة المقابلة. أدناه، توضيح لما يدركه مراقب موجود في مثل هذا الكون: بالنظر في اتجاه معين، فإنه يفكر في العديد من النسخ المتماثلة للكون المادي، إلى حد ما مثل متاهة من الجليد. المصدر جون بييير لومينيت.

 بالإضافة إلى ذلك، في بعض النظريات الأكثر تأملًا، نجد أحيانًا أيضًا فكرة أن طوبولوجيا الزمكان هي التي يمكن أن تكون معقدة، مما يسمح بوجود "اختصارات عبر الكون. "، في الفضاء كما في الزمان،" مثل الثقوب الدودية "الشهيرة. ومع ذلك، فإن هذه الأجسام تخمينية للغاية، حتى لو كان أحد التفسيرات الحالية المحتملة لظاهرة التوسع المتسارع للكون يدعو إلى وجود "طاقة سوداء أو مظلمة"، والتي يمكن أن تسمح ببقاء هذه "الأنفاق خارج الفضاء. مفتوحة في الزمن". لاختتام هذه الفقرة حول الامتدادات المحتملة للنسبية العامة، فإن بضع كلمات حول نظرية الأوتار الفائقة تبدو مناسبة جدًا، نظرًا لأن معظم التأثيرات التي تم وصفها حتى الآن يمكن تضمينها فيها أو تكون عواقب محتملة لها. 

-  رسم توضيحي لمفهوم الثقب الدودي، والذي يجعل من الممكن ضم نقطتين بعيدتين في الزمكان. مع مثل هذه الأجسام الفيزيائية الفلكية، سيكون السفر عبر الزمن ممكنًا في النهاية وهذا أحد الأسباب التي تجعل الغالبية العظمى من الفيزيائيين يعتقدون أنه لا بد من وجود آلية ما تمنع وجودهم في الأبعاد العيانية (تم توضيح ذلك) أن المواد "غير الطبيعية" فقط يمكن أن تمنع الثقب الدودي من التفكك السريع). في الشكل، يوجد طريقان محتملان للوصول إلى الأرض من النجم السفلي. يمكن لمركبة فضائية محتملة قادرة على دخول الثقب الدودي، والبقاء على قيد الحياة خلال مروره، أن تصل في ظروف معينة إلى الأرض قبل الضوء الذي كان من الممكن أن يسلك المسار القياسي. المصدر PBS.

الأوتار الفائقة والنظرية م : Les supercordes et la théorie M

 فكرة أن "الجسيمات النقطية" تتصرف بشكل مشابه تمامًا لتلك الموجودة في الحبال أو الأوتار قد ولدت في عام 1968 من الفيزيائي الإيطالي فينيزيانو الذي كان يحاول إيجاد تفسير لـ "حبس الكوارك". والكواركات هي الجسيمات التي تتكون منها ما نسميه "الهادرونات"، والتي يشكل النيوترون والبروتون جزءًا منها. ومع ذلك، حتى لو نجحنا في إثبات وجود الكواركات بداخلها بفضل مصادمات الجسيمات، فإننا لم نلاحظ مطلقًا كواركًا معزولًا. ما تم شرحه الآن باستخدام الديناميكا اللونية الكمومية كان حينها لغزًا محيرًا، وحاول فينيزيانو إجراء مقارنة مع الأوتار لتبرير حقيقة أنه عندما يسعى المرء لفصل كواركين عن طريق "سحب" كل منهما باتجاه، فإننا فقط نخلق زوجين من الكواركات. الوضع هو نفسه تمامًا إذا حاولنا عزل أحد طرفي المطاط عن طريق سحبه: لن نفعل شيئًا أفضل من كسر المرونة والحصول على "زوجين من النهايات" من المطاط، وهذا هو، شريطين من المطاط.

2051 الانفجار العظيم 6

-  أعلاه، توضيح لتكوين الكوارك للجسيمات الأكثر شيوعًا (بما في ذلك البروتون والنيوترون). أدناه، توضيح لظاهرة ظهور الكواركات عندما يسعى المرء، على سبيل المثال، لفصل كواركين يشكلان زوجًا. المبدأ الفيزيائي هو أن الطاقة التي يتم توفيرها أثناء الجر ينتهي بها الأمر إلى الظهور في شكل كواركات قبل أن ننجح في عزل الكواركات. المصادر G.'t Hooft وJefferson Lab.

اقترح فينيزيانو أن الكواركات ليس لها وجود حقيقي، وأن الأشياء الأساسية التي تقف وراءها هي الأوتار. على الرغم من فشل هذه الفكرة بسرعة في إطار فيزياء الكوارك، بدأ المنظرون في البحث عن كثب في فيزياء الأوتار الكمومية، في إطار "نظرية الأوتار الفائقة". من بين الاختلافات الرئيسية مع جزيئات النقطة الكمومية حقيقة أنه نظرًا لتمديدها، وحتى عزلها وفراغها، يمكن أن تكون سلسلة الأوتار الكمومية في عدة مستويات طاقة مختلفة، كل منها يتوافق مع وضع اهتزاز مختلف. وهكذا، في دراسة كانت قبل كل شيء رياضياتية، لوحظ أنه في "طيف التذبذب" (= جميع مستويات الطاقة في الوتر)، يوجد "جسيم" بدون كتلة وأن دورانه يساوي 2 في الواقع، كل نمط اهتزاز لسلسلة أوتار كمومية، بالنسبة لشخص لا يستطيع الوصول إلى المقياس البدائي، يُنظر إليه على أنه جسيم نقطي ذو طاقة مختلفة (= الكتلة). ما كان يمكن أن يكون حقًا عيبًا، في الإطار الأولي لفيزياء الكوارك، أصبح بالتالي ميزة كبيرة عندما أدرك جون شوارتز وجويل شيرك في عام 1974 أن هذا النموذج غير المجدي للفيزياء النووية يمكن أن يكون واعدًا للغاية إذا كنا نغير إطارها. الجسيم ذو الكتلة الصفرية واللف المغزلي 2 يستدعي حتمًا الغرافيتون، أي جسيم الجاذبية أو الثقالة الأولي، وهو جسيم يجب أن يحتوي على نظرية كمومية للجاذبية، وبالتالي أصبح من الممكن تمامًا أن تؤدي الأوتار إلى نظرية الكموم الثقالية للجاذبية، والفكرة هي ببساطة أن يتكون الزمكان من هذه الأوتار ، والتي ، كما في حالة الجاذبية الكمومية الحلقية ، تزيل بشكل طبيعي بعض المصطلحات اللانهائية. ومع ذلك، ظهرت العديد من الصعوبات بسرعة، حيث أن جسيمًا آخر تنبأت به النظرية هو التاكيون، وأنه بالإضافة إلى ذلك، تم إثبات أنه من أجل تماسك الكل، يجب أن يكون للزمكان 26 بعدًا.

2051 الانفجار العظيم 7

-  أعلاه، توضيح لأبسط الحبال الممكنة: مفتوحة أو مغلقة، دون الإشارة إلى أي درجات داخلية للحرية. أدناه، تمثيل لأنماط الإثارة الممكنة لحبل أو وتر(كلاسيكي تمامًا) تم إصلاح نهاياته. كلما زاد عدد "العقد"، زادت طاقة الحبل أو الوتر. وبالمثل، تتميز الأنواع المختلفة من الأوتار (الفائقة) بأطياف مختلفة، تعتمد أنماط التذبذب (= الجسيمات) على التناظرات المفترضة. كلما كان الوضع أعلى، زادت كتلة الجسيم المقابل.

بالإضافة إلى ذلك، تعلمنا أيضًا في أوائل السبعينيات أن حلم توحيد التفاعلات، والذي كان يتعلق في بداية القرن بالجاذبية والكهرومغناطيسية، ربما لم يكن بهذا الجنون منذ عام 1967 اكتشف الفيزيائي الباكستاني عبد السلام والفيزيائي الأمريكي ستيفن واينبرغ (بناءً على نتائج شيلدون غلاشو) بشكل مستقل نفس الطريقة في وصف الكهرومغناطيسية والتفاعل الضعيف بطريقة موحدة (التي تحكم بعض التحلل)، من خلال تفاعل واحد، التفاعل الكهروضعيف. بالإضافة إلى ذلك، كان العنصر الأساسي في هذه النظرية هو إدخال حقول عددية جديدة (تسمى حقول هيغز، على اسم الفيزيائي بيتر هيغز) وآلية "كسر التناظر التلقائي"، والتي أوضحت أن الفوتون خالي من الكتلة بينما البوزونات المتجهة للتفاعل الضعيف ضخمة. تم التحقق من هذه النظرية وتنبؤاتها المباشرة في CERN، تم اكتشاف بوزون هيغز Brout-Englert-Higgs (الذي سمي أيضًا على اسم الفيزيائيين البلجيكيين روبرت بروت وفرانسوا إنجليرت وبيتر هيغز) في عام 2012 في مصادم الجسيمات العملاقLHC. ولكن حتى قبل التحقق من كل شيء تجريبيًا، تم إدخال شكليات مماثلة لمحاولة إيجاد وصف موحد للتفاعل الكهروضعيف مع التفاعل بين الكواركات. لسوء الحظ، لا يبدو أنها تعمل بشكل جيد لأسباب فنية مختلفة سيتم تجاهلها: يبدو أن فكرة "التوحيد العظيم" للتفاعلات الثلاثة السابقة يجب أن تحافظ على حالة فكرة رياضياتية لطيفة لا علاقة لها بالفيزياء الحقيقية.

ومع ذلك، فإن بعض الفيزيائيين، الذين يسعون إلى دراسة ما هي أكثر التناظرات العامة الممكنة التي يمكن دمجها في نظريات فيزياء الجسيمات، لاحظوا أنه لا يمكن "فعل أي شيء" بمزجهم معًا. كالتناظر المكاني والداخلي (المرتبط بالأرقام الكمومية)، وكان هناك نوع من "التناظر الأقصى" يخلط بين هذين المفهومين بطريقة خفية، "التناظر الفائق"supersymétrie. يتكون هذا التناظر من ربط كل جسيم بوزوني بفيرميون من نفس الكتلة والعكس صحيح، والذي له مزايا عديدة ملحوظة للغاية، لا سيما للتخلص من المشكلات اللانهائية التي تظهر في الحسابات. كان التناظر الفائق في البداية تناظرًا عالميًا للزمكان (مما يعني ضمنيًا مجموعة بوانكاريه)، أصبحت صياغته المحلية "الجاذبية الفائقة"، وهو تعميم آخر اكتشفه نظرية أينشتاين والذي بناءً عليه لن يتم تقديم مزيد من التفاصيل هنا، على الرغم من أنه تم تحديثها مؤخرًا بفضل "نظرية M". ومع ذلك، فمن السهل أن نرى أن التناظر الفائق لا يتحقق في الطبيعة، حيث لا يوجد بوزون بنفس كتلة الإلكترون، مما يعني أنه إذا أدخلناه في نظرية، فيجب علينا أن نشرح أيضًا سبب كسرها. ومع ذلك، فقد تبين أنه إذا سعى المرء إلى تطبيق فكرة "التوحيد العظيم" وفكرة "التناظر الفائق" (العالمية) في آنٍ واحد، فإن كل المشاكل تبدو وكأنها تختفي، على الأقل من الناحية النظرية.

والآن، يمكننا إثبات أنه لأسباب فنية، فإن إضافة تناظر فائق في نظرية ما هو وسيلة فعالة للغاية "للتخلص" من تاكيون محتمل. وهكذا، في عام 1981، طور الفيزيائي الأمريكي مايكل غرين، وكذلك مواطنه شوارتز، نظرية جديدة عن الأوتار، أو بالأحرى "الأوتار الفائقة"، بناءً على فكرة شيرك وشوارتز، ولكن لم يبق فيها أي تاكيون، من يستفيد من التناظر الفائق. لكل الأسباب المذكورة سابقًا، توصلنا إلى رؤية نظرية الأوتار الفائقة كوسيلة ممكنة، في إطار كمومي، لتوحيد كل التفاعلات، الأوتار الفائقة هي في نفس الوقت لبنة البناء الأساسية للمادة، والتفاعلات، ولكن أيضا للزمكان. علاوة على ذلك، تنبأت نظرية الأوتار الفائقة هذه أيضًا بعدد أبعاد الزمكان الذي "عاشت فيه" الأوتار، وكانت "فقط" 10 أبعاد مكانية وبعد زمني، وليس بعداً26. هذا الفائض من ستة أبعاد هو ما حفز عودة فكرة دمج الأبعاد إلى الظهور، ولكن ظهور الأصناف الرياضياتية كان أكثر تعقيدًا بكثير من الحلقات البسيطة التي اقترحها كلاين: أصناف كالابي-ياو Calabi-Yau. 

2051 الانفجار العظيم 8

-  رسم توضيحي لمبدأ ضغط 6 أبعاد للزمكان من خلال الحصول على 10 للحصول على زمكان رباعي الأبعاد مع، في كل نقطة من الأخير، مشعب Calabi-Yau.

 أدى الاستخدام المتزامن لمفاهيم التناظر الفائق والتوحيد والدمج في نظرية الأوتار إلى ظهور ما يسمى "ثورة الأوتار الفائقة الأولى". نقول الأولى، لأنه في التسعينيات، أطلق إ. ويتن، ب. تاونسند وجي بولتشينسكي "الثورة الثانية"، الذين أظهروا أنه يمكن فهم نظريات الأوتار الخمس من الثورة الأولى. باعتبارها 5 "حدود" مختلفة لنظرية أكبر، "نظرية M" (التعبير الذي لا يكون فيه معنى M ثابتًا حقًا يتراوح من "السحر" إلى "الغموض" إلى "الغشاء")، والتي ستشمل أيضًا الجاذبية الفائقة ذات 11 بعدًا التي تمت دراستها في الماضي. تم إجراء هذه الثورة الثانية أيضًا مع إدخال أشياء رياضياتية ممتدة ذات أبعاد مختلفة والتي سيتم "تعليق" الأوتار الفائقة عليها: نحن نتحدث عن "الأغشية". وقد حفز هذا أيضًا مجموعة جديدة كاملة من النماذج الكونية ("علم الكونيات الغشائي branaire") ، عندما تم اكتشاف النماذج الرياضياتية للكون التي تعيش فيها كل المادة على غشاء ثلاثي الأبعاد (والذي سيكون يُعتقد أنه الكون) ، فقط الجاذبية هي التي لديها إمكانية التجول في الأبعاد الإضافية. أصالة هذا النموذج، مقارنة بالنماذج السابقة ذات الأبعاد الإضافية، هي أنه نظرًا لأن المادة محصورة في الغشاء ثلاثي الأبعاد، فإن الأبعاد الإضافية ليست بالضرورة صغيرة جدًا ويمكن أن يكون حجمها بضعة ميكرونات، أو حتى واحد ميكرون/ميلليمتر تقريبًا. قد يعني هذا وجود انحرافات عن قانون نيوتن على مستويات صغيرة، حيث لم يتم اختباره جيدًا دائمًا. لكن هذه الفكرة، مثل الأفكار السابقة، لا تزال غامضة بعض الشيء وغير مكتملة في الوقت الحالي لأنه على الرغم من النجاحات النظرية العديدة التي يفسرها الكثيرون على أنها إشارات مواتية للغاية، فإن النظرية M، التي من المفترض أن تكون وراء كل هذا، غير معروفة.  ومع ذلك، فقد تم اتخاذ خطوة مهمة للغاية مع فهم أهمية مفهوم "الازدواجية" واكتشاف مثل هذه العلاقات الثنائية بين نماذج الأوتار الفائقة، مما يعني أن النماذج بداهة تبدو مختلفة تمامًا في النهاية. وصف نفس الوضع المادي.

توضيح لعلاقات الازدواجية الموجودة بين النظريات المختلفة للأوتار الفائقة والنظرية M. تربط الثنائية S بين نظريتين بحيث إذا تفاعلت الأشياء المادية مع بعضها البعض بشكل ضعيف، فعندئذ في النظرية المزدوجة هناك نظرية قوية. التفاعل بين صورهم. هذه مقاييس طاقة معاكسة. تربط ثنائية T بين نظريات المقاييس المكانية المعاكسة: إذا نظر المرء إلى أشياء صغيرة، فإن الآخر سيصف الأشياء الكبيرة. المصدر جي إم بيير.

2051 الانفجار العظيم 9

 توضيح لمبدأ "الأغشية" على أي الأوتار الفائقة ستكون "ثابتة". المصدر جي إم بيير.

توضيح لاكتشاف حديث إلى حد ما يوضح مبدأ الثنائية عبر مقاييس الطاقة وأهمية الثقوب السوداء في البحث عن نظرية الكموم للجاذبية. وهكذا ثبت أن وصف إشعاع هوكينغ لنوع معين من الثقوب السوداء المنغمسة في نوع معين من الزمكان كان مكافئًا تمامًا لوصف الأوتار الفائقة التي تعيش على غشاء خماسي الأبعاد ولكن على نطاق منخفض الطاقة. المصدر جي إم بيير.

  وبالتالي، يقود هذا المفهوم البعض إلى الاعتقاد بأن الأساليب الأخرى المختلفة جدًا لوصف الفيزياء بطريقة هندسية وموحدة، ربما تكون فقط جوانب أخرى للنظرية M. من بين هذه النظريات و / أو الأفكار حاليًا جدًا شكل مختلف، على سبيل المثال "الهندسة غير التبادلية" لكونيس، والتي تتكون من العمل مع "الإحداثيات المكانية" التي ليست أرقامًا معتادة، بل كائنات رياضياتية مثل المنتج AB لاثنين منها مختلفة من المقاربة الأخرى التي قد تكون مثيرة جدًا للاهتمام هي "نظرية التواءات" أو الكون التعاقبي، التي وضعها بنروز، وهي نظرية تبدو أيضًا استمرارًا طبيعيًا جدًا للنسبية العامة. ترتبط فكرة بنروز الأساسية أيضًا بنوع من الازدواجية، نظرًا لأنه بدءًا من الملاحظة التي تشير إلى أن حدثًا (نقطة) من الزمكان يتميز بشكل فريد ببيانات مخروط الضوء المرتبط، فقد قرر للعمل في مساحة هندسية مجردة "نقاطها" هي الجيوديسية الصفرية التي تحدد المخروط. بهذه الطريقة، يظهر فضاء معقد بشكل طبيعي يأمل بنروز أن يكون قادرًا على قياس الجاذبية منه. على الرغم من أن رأي الفيزيائيين النظريين (الذين يعملون على النظريات الأكثر "تقليدية") حول فرص نجاح بنروز لا يزال منقسمًا إلى حد ما، فقد أعلن الأخير مؤخرًا أنه اكتشف أن إجراءه، الذي لا يتطلب إضافة ليس لها أي بُعد إضافي، يسمح بالعثور على أصناف Calabi-Yau التي تم تقديمها في نظرية الأوتار الفائقة، ويمكن أيضًا اعتبار هذه الأصناف ذات الأبعاد الستة على أنها 3 أبعاد معقدة. الاستنتاج الذي يجب أن ينبثق من قراءة هذه المحاولات في وصف موجز لأحدث النظريات هو أن الوضع لا يزال مشوشًا بعض الشيء، حيث أن النظريات عديدة ومعقدة وفوق كل ذلك لا تزال غير مكتملة. وبالتالي، من الممكن تمامًا أن نتخيل أنه من بين هؤلاء، هناك العديد من الوجوه التي تبدو مختلفة تمامًا عن الوجوه المختلفة في الواقع فقط لنفس النظرية، النظرية M، على سبيل المثال. ولكن يجب أن يكون مفهوماً أن تطورها لا مفر منه "ومحفوف بالمخاطر" قليلاً، بمعنى أن الأدوات الرياضياتية المناسبة لم يتم اختراعها (اكتشافها؟) في كثير من الأحيان. ومع ذلك، من المحتمل أن نكون أكثر دراية بقليل في المستقبل القريب إلى حد ما، مع بدء تشغيل مصادم الهادرونات الكبير في CERN وتطويره وزيادة قدراته في العقد القادم. يجب أن يصل هذا إلى طاقات غير مستكشفة حتى الآن والتي تتوقع فيها العديد من النظريات المذكورة هنا تأثيرات جديدة يمكن ملاحظتها. من بين أكثر التوقعات المذهلة للخيال إمكانية رؤية تصادمات البروتونات والأيونات وهي تولد ثقوبًا سوداء صغيرة ذات أعمار قصيرة جدًا، مماثلة لتلك التي تنبأ بها هوكينغ. يبدو بالفعل أن الثقوب السوداء أساسية للنظرية M، وقد تم تحسين فهمها بدوره من خلال اللجوء إلى النظريات التي يتم فيها قياس الجاذبية (جزئيًا). ومع ذلك، بغض النظر عن النظرية التي ستظهر في المستقبل أثناء اجتياز اختبار LHC بنجاح، فمن المؤكد أن مفهوم الزمكان الذي يتعين علينا اعتماده للمستقبل سيكون أكثر ثورية من ذلك الذي تم طرحه. من قبل أينشتاين، يبدو أن بعض الأفكار الحديثة تدعم أسطورة أفلاطون في الكهف بأننا نلاحظ فقط توقعات العالم "الحقيقي". علاوة على ذلك، إنه رهان آمن، وفقًا لروح العديد من النتائج النظرية الحديثة (سواء التي تحدثنا عنها هنا أم لا) ، لن يكون الأمر مجرد مسألة تعديل مفهوم الزمكان ، ولكن بالأحرى صياغة دقيقة للمفهوم الجديد الموجود بالفعل في الهواء لعدة عقود: المادة-الفضاء-الزمان.

-  1 يمكننا التفكير في الاستخدام الأكثر شيوعًا للمساحات المجردة مثل مساحة الطور.

-  2 وفقًا لبعض المصادر، حصل كلوزا على فكرته من قراءة مقالات لأينشتاين ولينس وثايرينغ حول موضوع القياس بين الكهرومغناطيسية والجاذبية (راجع تأثير لينس-ثايرينغ ، نوع من "الجاذبية المغناطيسية"). علاوة على ذلك، من غير المعروف عمومًا أن إدخال البعد الخامس قد تمت تجربته بالفعل (عبثًا) من قبل نوردستروم في بحثه عن النسب النسبية للجاذبية

من الواضح أن هذا الملف لا يدعي أنه يتطرق تمامًا "حول السؤال"، لذا إليك ببليوغرافيا قصيرة.

الأعمال التاريخية:

-  Eisenstaedt، J.، Einstein and General Relativity: The Paths of space-time، CNRS Editions، 2002

-  فريدمان، إيه ولمايتري جي، Essais de Cosmologie، ترجمة وملاحظات من قبل J.-P Luminet and A. Grib ، Le Seuil ، "Sources du Savoir" Collections ، 1997

-  Luminet J.-P.، اختراع Big Bang Poche، Point Sciences، 2014.

كتب تمهيدية عن النسبية:

-  أينشتاين، أ.، النسبية، بيتيت ببليوتيك بايوت، 1956

-  هوبسون مايكل، النسبية العامة، دي بوك، 2009

-  مور توماس أ، النسبية العامة، دي بوك، 2014

الأعمال الشعبية في الفيزياء الفلكية النسبية:

-  Luminet، J.P.، The Destiny of the Universe، Folio Poche، 2010

-  ثورن، ك.، الثقوب السوداء والتشوهات الزمنية، Champs Flammarion Sciences، 2001

يمكن أن تحتوي الثقوب السوداء الثنائية على "إلكترونات ثقالية":

في البحث عن المادة المظلمة، يمكن أن تكون الثقوب السوداء حليفًا مهمًا للباحثين. في الواقع، أظهر فريق من الفيزيائيين أنه بالطريقة نفسها التي تتطور بها حقول الإلكترونات حول الأنظمة الذرية الثنائية، يمكن أن تتطور حقول جسيمات المادة المظلمة حول أنظمة ثنائية من الثقوب السوداء، مكونة أنواعًا من "الجزيئات". الثقالية ". وستؤثر حقول المادة المظلمة حول الثقوب السوداء على موجات الجاذبية، مما يجعلها قابلة للاكتشاف في نفس الوقت.

أظهر فريق من الباحثين أن نوعًا خاصًا من الجسيمات يمكن أن يوجد حول زوج من الثقوب السوداء، تمامًا كما يمكن أن يوجد الإلكترون حول زوج من ذرات الهيدروجين. قد يعطينا هذا التكوين الفضولي أدلة حول هوية المادة السوداء أو المظلمة والطبيعة النهائية للزمكان.

الحقول: أداة قوية لوصف الأنظمة الفيزيائية لفهم كيف يشرح البحث الجديد، المنشور على خادم arXiv preprint، وجود جزيئات الجاذبية، يجب علينا أولاً استكشاف أحد الجوانب الأساسية لـ الفيزياء الحديثة: المجال. الحقل هو البيانات، لكل نقطة في الزمكان، لقيمة الكمية المادية. على سبيل المثال، يُعرف الحقل الذي يصف قيمة درجة الحرارة في كل نقطة في الفضاء باسم حقل درجة الحرارة "القياسي".

هناك أيضًا أنواع أخرى من الحقول في الفيزياء، مثل الحقول "الموجهة" وحقول "الموتر". في أوج منتصف القرن العشرين، تبنى الفيزيائيون مفهوم المجال، والذي كان يستخدمه علماء الرياضيات بالفعل. لقد أدركوا أن الحقول ليست فقط أدوات رياضياتية عملية فحسب، بل ويمكن استخدامها لوصف معظم الأنظمة في الكون.

الثقوب والذرات السوداء: أوصاف متشابهة:

في الفيزياء الذرية، يمكن وصف الجسيم الأولي (مثل الإلكترون) تمامًا بثلاث خصائص: كتلته ودورانه وشحنته الكهربائية. وفي فيزياء الجاذبية، يمكن وصف الثقب الأسود بالكامل من حيث ثلاث خواص: كتلته، ودورانه، وشحنته الإلكترونية (يُفسَّر ذلك من خلال "نظرية الصلع").

من الممكن وصف الذرة بأنها نواة صغيرة محاطة بمجال من الإلكترونات. يستجيب هذا المجال الإلكتروني لوجود النواة ويسمح للإلكترون بالظهور فقط في مناطق معينة. ينطبق الأمر نفسه على الإلكترونات الموجودة حول نواتين، على سبيل المثال في جزيء ثنائي الذرة مثل الهيدروجين (H)، يمكن للمرء وصف بيئة الثقب الأسود بنفس الطريقة.

الثقوب السوداء ثنائية المجال العددي التطور

محاكاة توضح تطور الحقول العددية (المناطق المميزة) حول نظام ثنائي من الثقوب السوداء. تايشي إيكيدا وآخرون. 2020 تخيل التفرد الصغير في مركز الثقب الأسود كنواة ذرة، بينما البيئة المحيطة - حقل عددي عام - مشابهة لتلك التي تصف الجسيمات دون الذرية. يستجيب هذا المجال القياسي لوجود الثقب الأسود ويسمح للجسيم المقابل له بالظهور فقط في مناطق معينة. ومثلما هو الحال في الجزيئات ثنائية الذرة، من الممكن أيضًا وصف الحقول العددية حول ثقبين أسودين، كما هو الحال في النظام الثنائي للثقوب السوداء.

وجد مؤلفو الدراسة أن الحقول العددية يمكن أن توجد بالفعل حول الثقوب السوداء الثنائية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتشكل في أنماط معينة تشبه الطريقة التي تنظم بها حقول الإلكترون نفسها في جزيئات. وهكذا، فإن سلوك الحقول العددية في هذا السيناريو يحاكي الطريقة التي تتصرف بها الإلكترونات في الجزيئات ثنائية الذرة، ومن هنا جاءت التسمية "جزيئات الجاذبية".

ما هي الفائدة في المجالات العددية؟ من ناحية أخرى، نحن لا نفهم طبيعة المادة السوداء أو المظلمة أو الطاقة السوداء أو المظلمة، ومن الممكن أن تكون الطاقة السوداء أو المظلمة والمادة السوداء أو المظلمة مكونة من واحد أو أكثر من المجالات العددية، تمامًا مثل الإلكترونات. تتكون من المجال الإلكتروني.

إذا كانت المادة المظلمة تتكون بالفعل من نوع من المجال القياسي، فإن هذه النتيجة تعني أن المادة المظلمة على سبيل المثال في حالة غريبة جدًا حول الثقوب السوداء الثنائية - يجب أن توجد الجسيمات المظلمة الغامضة في مدارات محددة جدًا، تمامًا مثل الإلكترونات الموجودة في الذرات. لكن الثقوب السوداء الثنائية لا تدوم إلى الأبد. تنبعث منها إشعاعات ثقالية وتصطدم في النهاية وتندمج في ثقب أسود واحد.

هذه الحقول العددية للمادة المظلمة ستؤثر على أي موجات ثقالية تنبعث في مثل هذه الاصطدامات لأنها ترشح وتحرف وتعيد تشكيل جميع الموجات التي تمر عبر مناطق كثافة المادة المظلمة المتزايدة. هذا يعني أننا قد نكون قادرين على اكتشاف هذا النوع من المادة المظلمة بحساسية كافية في كاشفات موجات الجاذبية الحالية.

 

د. جواد بشارة

.....................

المصادر: arXiv

 

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


من الواضح أن موجات الجاذبية هي اهتزازات مجال الجاذبية، والتي تم وصفها منذ أينشتاين بواسطة "موتر متري"، مجال موتر من الدرجة الثانية. يمكننا أن نبين أن البوزون المتجه، الجسيم الأولي للثقالة ("الغرافيتون" المحتمل) يجب أن يحتوي على يساوي 2، وأن كتلته الصفرية (أو بطريقة مكافئة حقيقة أن سرعة انتشار الجاذبية هي "G") تشير إلى أن انبعاث موجات الجاذبية يمكن أن يتم فقط، على الأقل، عند الاختلاف الزمني لـ "رباعي الأقطاب"، والذي يتوافق مع تشوهات أكثر "بعدًا" عن الشكل الكروي من ثنائي القطب. في الشكل التالي، يمكن للمرء أن يتخيل موجة عددية رباعية الأقطاب (يمكن مقارنتها بالموجات أحادية القطب وثنائية القطب التي تم عرضها مسبقًا) والتأثير المتوقع لموجة الجاذبية على دائرة كتل نقطية. نلاحظ التشابه بين هذا التشوه والتشابه المقابل لتأثيرات المد والجزر المذكورة سابقًا، والتشابه الذي يأتي من حقيقة أن الانحناء في كلتا الحالتين يرجع فقط إلى جزء موتر ريمان المسمى "Weyl tensor".

 توضيح لمفهوم الموجة الرباعية (أعلاه) وتأثير موجة الجاذبية ("زائد" الاستقطاب) على دائرة كتل نقطية (أدناه). المصادر د. راسل ودبليو آر جونستون.

لكن وصف هذه الخصائص لموجات الجاذبية ليس هو الأهم، لأنه لكي تكون قادرًا على اكتشافها، من الضروري أيضًا معرفة كيفية التنبؤ في ظل الظروف التي يمكن أن تنبعث بها وبأي سعات و / أو ترددات. مرة أخرى، كان أينشتاين من أوائل من حاول الإجابة على هذه الأسئلة، على الرغم من أن نموذجه الأولي كان واضحًا للغاية. وهكذا نظر في حالة المصدر الذي هو كتلة متسارعة (شرط ضروري لانبعاث موجات الجاذبية)، لكنه افترض أنها "في حركة بطيئة"، والتي يمكن أن يقال أيضًا "الضوء يمر عبر المصدر. في وقت أقل بكثير مما تفعله مكونات الأخير "أو" الطول الموجي المقابل لسرعة المكونات أكبر بكثير من الحجم النموذجي للمصدر ". بالإضافة إلى ذلك، افترض أن مجال الجاذبية الداخلية كان ضعيفًا، مما سمح له بالنظر فقط إلى النسخة "الخطية" من نظريته، أي لحساب تصحيحات صغيرة فقط لنظرية نيوتن..

حتى لو كان من الواضح أنه غير وارد لإعطاء مزيد من التفاصيل هنا حول حسابات أينشتاين، يمكننا مع ذلك أن نذكر أنه حصل على الصيغة التي تصف، كتقدير تقريبي أول، الطاقة التي يفقدها النظام الذي ينبعث كل ثانية. موجات الجاذبية التي تتبع "التغيرات الزمنية لكتلتها الرباعية" (الكتلة الرباعية هي نوع من قياس التشوه بواسطة ort إلى الكرة). يمكن كتابة هذه الصيغة التي تعطي "اللمعان Q" (الطاقة المنبعثة في الثانية):

 Q = (G / c5) s² w6 M² R4 ،

حيث قدمنا ثابت نيوتن G، وسرعة الضوء C، وتكرار التطور (وبالتالي الانبعاث) w، والحجم والكتلة النموذجية للنظام R و M ، وكذلك " عامل انحراف التماثل الكروي.

إذا نظرنا إلى جسم عادي يبلغ وزنه 1 كيلوغرام، بحجم من أجل متر واحد، مع تواتر متغير بترتيب 1 هرتز، نرى أن العامل الذي يتحكم في الانبعاث هو G / C. ومع ذلك، إذا قمنا بالحسابات، فإن هذا المعامل يساوي حوالي 10-53 في وحدات النظام الدولي ... وهذا يعني أنه من السخف أن نأمل في إنتاج موجات الجاذبية بطريقة ملحوظة في المختبر. ومع ذلك، فإن الصيغة نفسها تجعل من الممكن معرفة الشروط اللازمة لانبعاث موجات الجاذبية بطريقة مناسبة، إذا أعدنا كتابتها عن طريق إدخال

-  نصف قطر شفارزشيلد Schwarzschild للمصدر Rs = (2 M c² / G) ؛

-  السرعة المميزة v المرتبطة بتغيرات النظام والمحددة بواسطة v = R w.

في الواقع، من السهل التحقق من أنه باستخدام هذه الكميات، تصبح الصيغة السابقة

 Q = (c5 / G) s² (v / c) 6 (R / Rs) ².

وهكذا، نرى أنه "كما لو كان الأمر القيام بعملية سحريةر"، تم تغيير عامل الرأس إلى معكوسه (وهو كبير للغاية)، وبالتالي فإن هذه الطاقة المنبعثة ستكون مهمة جدًا إذا كانت الكميات المميزة للجسم (نصف قطره والسرعة النموذجية لاختلافاته) بترتيب نصف قطر شفارزشيلد وسرعة الضوء. الخلاصة: تعتبر الأجسام الفيزيائية الفلكية النسبية والمضغوطة مصادر جيدة محتملة لموجات الجاذبية. ومع ذلك، يجب أن نتجنب التفاؤل المفرط، لأنه من المهم أيضًا تقدير السعة h التي يمكن أن نتوقعها للإشارة التي يتم ملاحظتها في النظام الشمسي، والصيغة التي تعطي هذا هو:

 h = 2.10-19 (M / Msol) 0.5 (1 Mpc / r) (1 كيلو هرتز / f) (1 مللي ثانية / T) 0.5 E0.5 ،

حيث M هي كتلة المصدر، Msol كتلة الشمس، r المسافة بين المصدر وبيننا، Mpc تشير إلى "megaparsec" 1 ، T هي مدة البث التي تتميز بالتردد f و E هي "l" كفاءة العملية "، المُعرَّفة على أنها نسبة إجمالي الطاقة المنبعثة إلى طاقة الكتلة للمصدر.

2049 بشارة 1

وهكذا نرى أنه حتى إذا كان النظام الفيزيائي الفلكي يفي بالمعايير ليكون مصدرًا جيدًا لموجات الجاذبية، فإن الإشارات المتوقعة ستكون على أي حال ضعيفة للغاية، حيث تشير القيمة h = 10-19 إلى أننا يجب أن نأمل في قياس الاختلافات في الأطوال النسبية "لأجهزة الكشف" بهذا الحجم. هذا هو السبب في أن الكشف المباشر عن موجات الجاذبية لا يزال يمثل تحديًا تقنيًا حقيقيًا سيتم وصفه بإيجاز بعد عرض بعض المصادر الفيزيائية الفلكية المحتملة للإشعاع الثقالي.

ب- المصادر الرئيسية المحتملة لموجات الجاذبية:

في الطبيعة، تُعرف العديد من الأشياء أو الظواهر التي تفي بمعايير الانبعاث الموضحة أعلاه. يمكننا تصنيفها حسب طبيعة الإشارة المنتظرة منها، ونميزها بما يلي:

-  الخلفية العشوائية، المكونة من الإشعاع الكوني البدائي وتوزيع عشوائي كبير جدًا للمصادر العادية؛

-  المصادر البركانية، التي يوجد لها انبعاث موضعي جيدًا في الفضاء، ولكنها محدودة في الوقت المناسب (على سبيل المثال، المستعرات الأعظم جاذبية أو الثنائيات المدمجة في وقت اندماجها)؛

-  المصادر الدورية، التي تكون موضعية مكانيًا ولها أيضًا طعم جيد دائم ومنتظم. من بين هذه الأنظمة الثنائية قبل الانهيار والتذبذبات للأجسام المدمجة.

1) الخلفية العشوائية:

أحد التنبؤات الرئيسية لنموذج Big Bang هو وجود إشعاع خلفي كوني 3K، والذي أظهره بينزياس Penzias وويلسونWilson. ينتج هذا الإشعاع الكهرومغناطيسي تقريبًا من الفصل بين المادة والفوتونات، ويشكل أقدم حدث يمكن للفوتونات أن تشهد عليه، ويرجع تاريخه إلى اللحظة التي أصبحت فيها المادة شفافة بالنسبة لهم. ولكن نظرًا لأن "الحساء البدائي" يتكون من العديد من المكونات الأخرى ذات طاقات مميزة أعلى بكثير، فقد يكون العديد منها قد انفصل عن الباقي قبل ذلك بكثير، مما يعني أن عدة أنواع أخرى من الإشعاع قد تسمح لنا في النهاية رؤية المزيد أحداث الماضي. من بينها، الغرافيتونات من زمن بلانك، وموجات الجاذبية المرتبطة بها، وهي واحدة من أقدم الآثار التي يمكن أن نأمل في العثور عليها يومًا ما. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تكون العديد من الأجسام أو الظواهر الكونية الأخرى قد ولّدت موجات ثقالية بطريقة ملحوظة. يمكننا الاستشهاد بمرحلة انتقالات الطور التي تنبأت بها نظريات التفاعل المختلفة (للنموذج القياسي)، والتطور اللاحق للعيوب الطوبولوجية (على سبيل المثال f عشاق ("سلاسل كونية") ربما ولدوا لها، أو حتى أحداثًا من سيناريوهات "تتجاوز النسبية العامة"، من نوع "ما قبل الانفجار العظيم" المرتبطة بنظريات الأوتار الفائقة أو غيرها. هذه هي تأثيرات هذا النوع من الموجات الثقالية على إشعاع الخلفية الكونية الذي يعتقد العلماء في تجربة BICEP2 خطأً أنه تم اكتشافه في عام 2014. يضاف إلى ذلك، لتشكيل الخلفية العشوائية المناسبة، المجموع غير المتسق لانبعاثات الجاذبية لجميع المصادر الفيزيائية الفلكية القياسية (انظر أدناه) الموجودة في الكون المرئي، ولكن لا يمكن تمييزها بشكل فردي.

على الرغم من الطبيعة العشوائية لجميع هذه المصادر، تجدر الإشارة إلى أنها تتوافق مع ترددات أقل بكثير من تلك الخاصة بالمصادر الفيزيائية الفلكية الأكثر إثارة للاهتمام اليوم من وجهة نظر موجة الجاذبية وبالتالي فهي ليست مزعجة حقًا. لأجهزة الكشف الحالية. على سبيل المثال، يمكن "تقييد" ضوضاء الخلفية الكونية من قبل معظم أجهزة الكشف المهتمة بمصادر أكثر كثافة. ومع ذلك، فإن أحد طموحات ناسا هو تطوير برنامج للكشف في المستقبل (The Big Bang Observer) وهو أكبر من أكبر برنامج قيد الإنشاء حاليًا (مشروع ELISA، بما في ذلك نموذج أولي في شكل مبسط، تم وضع ELISA Pathfinder في المدار في أوائل ديسمبر 2015)، من أجل محاولة كشف ألغاز الانفجار العظيم، بفضل موجات الجاذبية البدائية.

2) مصادر كارثية:

هذه الفئة كبيرة جدًا وتتضمن جميع الأحداث الفيزيائية الفلكية التي تتضمن أجسامًا مضغوطة يتغير تطورها فجأة. بدون الخوض في التفاصيل، يمكننا الاستشهاد بـ "الاندماجات" (= الاصطدام بعد رقص باليه كبلريKeplerian ، انظر أدناه) للثنائي (أزواج من كائنين أحدهما على الأقل نجم نيوتروني أو ثقب أسود) ، انهيار الثقب الأسود للنجوم النيوترونية أو الأجسام الأخرى ، فواصل التناظر في الأجسام الدوارة المدمجة (الانكسار المفاجئ للغلاف الخارجي لنجم نيوتروني على سبيل المثال) ، امتصاص النجوم بواسطة ثقب أسود هائل أو مستعر أعظم. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه، على عكس ما كان يُعتقد منذ فترة طويلة، أن الانهيار يكون كرويًا تقريبًا وأن الطاقة تنبعث بشكل أساسي في شكل نيوترينوات، فإن إشارة الجاذبية المتوقعة ضعيفة جدًا.

تشترك كل هذه الانبعاثات في حقيقة أنها تقع في نقطة ما في الكون وتحدث في لحظة معينة بطريقة "انفجارية". علاوة على ذلك، فإن الملاحظة الدقيقة لكل منهما ستجعل بالتأكيد من الممكن وجود قيود إضافية على كل من معادلات حالة المادة وعلى نظرية الجاذبية "الحقيقية"، ولكن العيب هو أنه يجب أن تبحث في المكان المناسب وفي الوقت المناسب عن المصادر الأكثر انتظامًا، على الرغم من أنها تخلق عمومًا موجات ذات سعة أصغر، ربما تكون أكثر إثارة للاهتمام إذا كان لدى المرء ملاحظات حساسة بدرجة كافية لفترة طويلة، وذلك لأن انتظامها يسمح بدقة باستخدام "المرشحات" أثناء تحليل الإشارة. ومع ذلك، يظل اندماج ثنائيات الثقوب السوداء هو أفضل مرشح للأجيال الأولى من أجهزة الكشف.

3) مصادر دورية:

وفقًا للنسبية العامة، تشكل الثنائيات المدمجة (أزواج من النجوم النيوترونية، على سبيل المثال)، التي تدور "حول بعضها البعض"، مصادر دورية ولكنها ضعيفة للإشعاع الثقالي. تم التحقق من هذا التنبؤ بطريقة مذهلة بفضل المراقبة الطويلة والدقيقة للنجم النابض PSR B1913 + 16 ، من قبل علماء الفيزياء الفلكية الأمريكيين الذين اكتشفوه في عام 1974، راسل هولس وجوزيف تايلور. وهكذا أوضحوا أن هذا النجم النابض هو جزء من نظام ثنائي يكون عضوه الآخر أيضًا نجمًا نيوترونيًا، مما يعني أن الكل عبارة عن نظام مضغوط. بينما في حالة النظام الذي شكله عطارد والشمس، فإن تأثير النسبية العامة يكاد يقتصر على "تدوير" المدار الإهليلجي لعطارد، في حالة النظام الثنائي، حقيقة أن الفضاء- الزمن أو الزمكان، بحد ذاته ديناميكي، يتدخل في حقيقة أن هذا النظام يفقد الطاقة المنبعثة في شكل موجات الجاذبية. بهذه الطريقة، يقترب النجمان من بعضهما البعض باستمرار، وتتغير فترة الحركة قليلاً بمرور الوقت. يوضح الشكل التالي الدقة العالية جدًا لقياسات تايلور وهالس (التي أكسبتهما جائزة نوبل في عام 1993)، والتي تُظهر أيضًا التنبؤ بالنسبية العامة في الخطوط الصلبة. وبالتالي، تمثل هذه الملاحظة الطويلة اختبارًا جيدًا جدًا للنسبية العامة، نظرًا لأن الاتفاق معها مثالي، وحتى إذا لم ترفض تمامًا جميع نظريات الجاذبية البديلة، فإنها لا تزال تقيدها بشدة.

أعلاه، رسم توضيحي لمداري نجمي النظام الثنائي الذي اكتشفه تايلور وهولس. أدناه، انخفاض الفترة المدارية للنجم النابض الثنائي PSR B1913 + 16 مقاسة بانحراف الممر إلى الحضيض مقارنة بحالة مدار الفترة الثابتة. المنحنى الصلب هو التنبؤ الذي قدمته النسبية العامة والنقاط هي القياسات التجريبية التي انتشرت على مدى أكثر من 20 عامًا. بفضل الملاحظة الطويلة جدًا، فإن أحدث أشرطة خطأ تجريبية أضيق من خط المنحنى. المصادر M. Haynes and Lorimer (2001).

علاوة على ذلك، ينتج هذا التطور البطيء، بعد ملايين السنين من الانبعاث البطيء والمنتظم لموجات الجاذبية، في اصطدام النجمين النيوترونيين (حدث سبق ذكره كأحد "المصادر الكارثية لموجات الجاذبية") وتشكيل الثقب الأسود. يوضح هذا السيناريو الأشكال التالية، مع ارتباطات تشعبية بالرسوم المتحركة (ملاحظة: حجم بضعة ميغا بايت، تنسيق mpeg). وتجدر الإشارة إلى أن هذا السيناريو الفيزيائي الفلكي معقد للغاية (بسبب النسبية العامة والفيزياء النووية ذات الكثافة العالية، والتي تتدخل في وصف تكوين النجوم النيوترونية)، فإن هذه الرسوم المتحركة ليست واقعية تمامًا، ولكنها ومع ذلك، فإنها تعطي السمات الرئيسية لهذا التطور ونهايته المتفجرة.

توضيح لتطور نظام ثنائي مشابه لما اكتشفه تايلور وهولس. يقوم النجمان النيوترونيان بعملية مسح (أعلاه)، والتي تنتهي بالتحد (أدناه) في شكل ثقب أسود، كل هذا التطور يولد أولاً إشعاع جاذبية ضعيف ولكنه مستمر، ثم "وميض" "قصير جدًا ولكنه أكثر حدة. مصدر NASA، انقر للوصول إلى الرسوم المتحركة بواسطة John Rowe.

بالنسبة للرصد المباشر لموجات الجاذبية في المستقبل القريب، على عكس المرحلة النهائية (التي يمكن ملاحظتها حتى خارج مجرتنا)، نظام مثل النجم النابض PSR B1913 +16 في مرحلته الحالية (في تطور بطيء جدًا) لا يمكن اكتشافه لسببين متميزين، لكنهما مرتبطان. تصدر مثل هذه الثنائيات إشارات ذات سعة منخفضة جدًا (وبالتالي يجب أن تكون قريبة نسبيًا منا في مجرة درب التبانة لتتمكن من إعطاء إشارات يمكن ملاحظتها)، والتي لها أيضًا ترددات منخفضة جدًا بالنسبة لأجهزة الكشف التشغيلية. للحصول على مصادر دورية، أثناء إنتاج موجات ذات سعة أكبر، يمكننا بالتالي الاهتمام بأجسام أكثر إحكاما، مثل النجوم النيوترونية أو الثقوب السوداء الدوارة المعزولة. إذا كان الدوران، بالنسبة لنجم نيوتروني، مصحوبًا بعدم تناسق محوري، فهناك في الواقع لحظة رباعية للكتلة تتغير بمرور الوقت. ومع ذلك، يجب أن يستمر عدم التناسق هذا لفترة كافية فيما يتعلق بفترة دوران الجسم. من بين الآليات القادرة على خلق مثل عدم التناسق هذا بطرق ثابتة، وجود تشوه محلي للقشرة البلورية لنجم نيوتروني، أو وجود تشوه عالمي ناتج عن التوتر الناجم عن مجال مغناطيسي مكثف.

أخيرًا، اقترحنا أيضًا إمكانية حدوث تشوهات متغيرة بمرور الوقت، أي التذبذبات. في حالة الثقوب السوداء، فقد ثبت، بالنسبة لثقب أسود من نمط شفارزشيلد Schwarzschild (بدون دوران) كما في ثقب Kerr (في الدوران)، أن التذبذبات لها عمر قصير جدًا (نتحدث عن "في مكان آخر في QPO، التذبذبات شبه الدورية، بدلاً من التذبذبات الفعلية). ينبعث الثقب الأسود "المشوه"، في غضون بضعة أجزاء من الثانية، كل الطاقة الناتجة عن هذا التشوه في شكل موجات الجاذبية، من أجل أن يصبح سريعًا ثابتًا وذو سطح "أملس"، أصلع أو ليس له شعر، كما وصفه أحد العلماء مازحاً، وذلك بالاتفاق مع النظرية التي لا تفعل ذلك.. على النقيض من ذلك، فقد ثبت أن اهتزازات الأجسام المدمجة المصنوعة من المادة، مثل النجوم النيوترونية، أكثر إثارة للاهتمام، حيث إنها قادرة على الاستمرار لثواني "طويلة"، أو حتى أكثر، إذا كان النجم في نظام ثنائي وأنها تراكمت مواد مسروقة من رفيقها. قد يتم الكشف عن موجات الجاذبية الناتجة عن هذه التذبذبات في المستقبل القريب، على الرغم من أنه من شبه المؤكد أن الملاحظات الأولى ستأتي بدلاً من ذلك من المراحل الأخيرة من الثقوب السوداء الثنائية التي تتحد في ثقب أسود أكثر ضخامة.

ج- الكشف المباشر عن موجات الجاذبية:

بالكاد تفصل 23 عامًا عن الوقت الذي تنبأ فيه ماكسويل بوجود الموجات الكهرومغناطيسية سنة (1864) وعندما أظهرها هيرتز تجريبيًا سنة (1887). من ناحية أخرى، حتى لو أظهر أينشتاين في وقت مبكر من عام 1916 أن نظريته النسبية في الجاذبية تنبأت بظاهرة مماثلة، وهي احتمال وجود آثار عن انتشار نتوءات مجال الجاذبية بنفس سرعة الضوء، ولم يتم رصد موجات الجاذبية بشكل مباشر في عام 2004. ومع ذلك، بدأت الجهود لمحاولة اكتشافها في الستينيات، تحت قوة دفع الفيزيائي الأمريكي جوزيف ويبر، واليوم هناك العديد من تلسكوبات الجاذبية قيد التشغيل أو في نهاية بنائها. وبالتالي، فمن المعقول الآن الاعتقاد بأن أول اكتشاف مباشر لموجة ثقالية يجب أن يحدث في المستقبل القريب إلى حد ما.

إن أسباب وجود مثل هذا الاختلاف بين تاريخ موجات الجاذبية وتاريخ الموجات الكهرومغناطيسية متعددة، ولكنها مفيدة جدًا لهذه النظريات. في الواقع، أحد هذه الأسباب هو أنه حتى لو كان كلاهما يقع في إطار نظريات القياس، فإن النسبية العامة غالبًا ما تبدو أكثر غرابة من حيث الطريقة التي تتاخم بها المفاهيم التي كانت سابقًا راسخة جيدًا للفضاء أو المكان والزمن، مفاهيم كانت قد "انتهكت" بالفعل من قبل أختها الصغيرة، النسبية الخاصة. ربما كانت هذه الخاصية في أصل الفترة الطويلة التي استغرقها المجتمع العلمي لقبول النسبية العامة، على الرغم من أن إدينغتون تبناها وتحقق في وقت مبكر من عام 1919 من صحة أحد تنبؤاته الرئيسية. ولكن بالإضافة إلى التشكيك في الأفكار الواردة حول المكان والزمان، فإن النسبية العامة تدعو إلى شكليات رياضياتية وجملة من المعادلات الرياضياتية لم تكن منتشرة ولا مألوفة بعد في مجتمع الفيزيائيين: الهندسة التفاضلية، تجعل هاتان الصعوبتان مجتمعتان. من المفهوم تمامًا التحفظ على النسبية العامة التي أظهرها العلماء الذين لا يتقنون الأسس بشكل كامل. ويزداد الأمر سوءًا نظرًا لأن المتخصصين أنفسهم ظلوا لفترة طويلة منقسمين حول صحة تنبؤات معينة، مثل وجود "التفردات أو الفرادات" للزمكان (الثقوب السوداء)، وتوسع "الكون، أو موجات الجاذبية " الموجات الثقالية". في هذه الحالات الثلاث، لم يتم الاعتراف بالواقع المادي للظاهرة بشكل نهائي إلا بعد مرور ما يقرب من خمسين عامًا على ولادة النظرية. وهكذا، اليوم، تظل العقبة الأخيرة أمام اكتشاف موجات الجاذبية هي التحدي التكنولوجي الذي تمثله هذه الملاحظة. يوجد هنا بالفعل اختلاف كبير آخر بين نظرية أينشتاين ونظرية ماكسويل، وهو الاختلاف الذي تمت الإشارة إليه أثناء وصف الشروط اللازمة لانبعاث موجات الجاذبية: بقدر انبعاث أو اكتشاف يمكّن من تحقيق الإشارة الكهرومغناطيسية بسهولة بشكل طبيعي أو اصطناعي، حيث تتطلب إشارة الجاذبية الشديدة وسائل كبيرة من جانب العلماء أو الطبيعة ليتم إرسالها أو استقبالها.

بدأ تاريخ الاكتشاف المباشر لموجات الجاذبية في الستينيات من القرن الماضي مع ويبر، الذي كان رائدًا في الدراسة النظرية المهيبة اللازمة لتحقيق مكشاف موجات الجاذبية، ولكنها ستسجل في التاريخ قبل كل شيء. لبناء واحد. بدأ حتى قبل أن يتفق جميع المنظرين على الواقع المادي للإشعاع الثقالي وقبل أن يكون لدينا أفكار جيدة حول المصادر الفيزيائية الفلكية المحتملة، ومع ذلك، فإن عمله لا يؤدي إلى أي اكتشاف حقيقي. على الرغم من كل شيء، فقد سمح للباحثين بإدراك الصعوبات التي سيواجهونها، وانطلق السباق على موجات الجاذبية. للوصول إلى مشاريع الكاشفات الحالية، كان من الضروري تحسين "حساسية" الأجهزة بعدة أوامر من حيث الحجم، ولكن أيضًا لفهم المصادر المتعددة المحتملة "للضوضاء". إن ضعف الإشارات المتوقعة هو في الواقع أن التقلبات الحرارية للكاشف نفسه أو الموجات الزلزالية الضعيفة جدًا (في حالة كاشف الأرض) هي طفيليات يجب أخذها في الاعتبار. ومع ذلك، تختلف مصادر الضوضاء لكل تجربة، وكذلك تختلف الخيارات التي يتم اتخاذها لتقليلها.

وبالتالي هناك نوعان رئيسيان من أجهزة الكشف الاصطناعية، والتي يضاف إليها طريقة كشف بديلة أحدث تستخدم كتل اختبار طبيعية. من بين الكواشف، يميز المرء الكواشف "الصوتية" ، التي يتمثل مبدأها في النظر إلى اهتزازات مجموعة متصلة من نقاط المواد، و"مقاييس التداخل"، حيث يقيس المرء بدلاً من ذلك المسافات بين أربع كتل على الأقل والتي هي مرايا مقياس تداخل ميكلسون الاستراتيجية المنفصلة وهي استراتيجية اتحاد IPTA (مصفوفة توقيت النجم النابض الدولي ، شبكة توقيت النجوم النابضة الدولية) التي تقترح تسليط الضوء على موجات الجاذبية باستخدام حوالي ثلاثين نجمًا نابضًا ، وهي في الواقع ساعات مستقرة للغاية. ولكن يمكن أن تتأثر ملاحظتها بمرور موجة.

-  أجهزة كشف الصوت:

العلاقات العامة كان أول "شريط رنان" هو شريط ويبر. ثم ظهر العديد منذ ذلك الحين، بعضها لا يزال في الخدمة، أو حتى في طور الإعداد. عادةً ما تكون هذه قضبان أسطوانية (على سبيل المثال EXPLORER في CERN، ALLEGRO في لويزيانا) أو كرات (على سبيل المثال GRAIL في Leiden) من حوالي طنين من المعدن والتي يتم اختيار مادتها وكتلتها بحيث يتم اختيار سرعة الصوت الذي تنقله ويشير الشريط إلى ترددات طبيعية بترتيب kHz، وهي القيم المتوقعة عادةً للمصادر الفيزيائية الفلكية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تبريد الإصدارات الحديثة من هذه القضبان إلى درجات حرارة تصل إلى واحد كلفن أو حتى أقل، من أجل تقليل التداخل المرتبط بالتقلبات الحرارية. العيب الرئيسي لهذا النوع من التجارب هو أن الإشارات التي يمكن اكتشافها يجب أن يكون لها نفس الترددات تقريبًا مثل المودات الذاتية لتذبذب المواد الصلبة (حول كيلو هرتز). ميزتها الكبيرة هي تكلفتها المنخفضة، على الأقل بالمقارنة مع التلسكوبات قياس التداخل، مما يجعل من السهل تصور إنشاء الشبكات. وهكذا يتم زيادة "القسم الفعال" (= نسبة السماء التي يتم ملاحظتها)، وبالنسبة للأسطوانات، يتم اكتساب ميزة المجالات: عدم وجود اتجاه متميز يضمن توطين أفضل للمصدر.

-  مقاييس التداخل:

الفئة الرئيسية الأخرى من تلسكوبات الجاذبية هي فئة "مقاييس التداخل" ، وأهمها VIRGO (التجربة الفرنسية الإيطالية لنوع ميشيلسون بأذرع بطول 3 كيلومترات ، والتي بدأت في عام 2007 وستكون نسخة متقدمة منها فعالة في 2016) ، LIGO (تجربة أمريكية مكونة من مقياسين تداخل مجهزين بأسلحة 4 كيلومترات ، قيد التشغيل من 2002 إلى 2010 ، وتم وضع نسخة متقدمة منها في الخدمة في سبتمبر 2015) ، GEO 600 (الأنجلو الألمانية ، 600 m ، والتي تعمل في المقام الأول كقاعدة اختبار للتقنيات الجديدة) و TAMA 300 (اليابانية ، 300 متر ، توقف الآن وسيتم استبداله بكاشف KAGRA الأكثر كفاءة). كان الأخير هو أول من أخذ البيانات، حتى لو كان معروفًا منذ البداية أنه لا يمكن اكتشاف أي مصدر فيزيائي فلكي. وبالتالي، فقد خدم بطريقة معينة كـ "دراسة جدوى" للمشاريع الأخرى، وغياب الإشارة المتبقية في حد ذاتها هي المعلومات. أخيرًا، يمكننا أن نذكر مشروع الفضاء ELISA، المكون من ثلاثة أقمار صناعية موضوعة في نفس مدار الأرض، بعيدًا عنها، والتي يجب إطلاقها حوالي عام 2034 ولكن تم تشغيل نموذج أولي مبسط منها يدعى، LISA Pathfinder. مدار في ديسمبر 2015. يتمتع هذا المشروع بخصوصية القدرة على مراقبة إشارات الجاذبية عند الترددات المنخفضة المتولدة خلال المرحلة التضخمية المفترضة للكون.

رسم توضيحي للأقمار الصناعية التي تشكل مشروع ELISA بالإضافة إلى المواقع التي يجب أن تتخذها في نفس مدار الأرض. مصادر ناسا / وكالة الفضاء الأوروبية.

ومع ذلك، فإن الميزة الرئيسية لمقاييس التداخل هي عرض نطاقها الواسع، الذي يتراوح من 10 هرتز إلى بضعة كيلوهرتز للتجارب الأرضية ومن 10-3 إلى 0.1 هرتز بالنسبة إلى ELISA. كما هو مبين في الشكل التالي الذي يوضح حساسية VIRGO، فإن الضوضاء عند الترددات المنخفضة هي أساسًا من أصل زلزالي. لذلك فإن مشروع فضائي مثل ELISA هو أفضل احتمال لاستكشاف هذا المجال من الطيف ، والذي يتوافق على سبيل المثال مع التحام الأنظمة الثنائية الضخمة أو ضوضاء الخلفية الكونية (انظر الشكل مع المقارنة بين حساسيات أجهزة الكشف المختلفة). يوضح منحنى الحساسية الخاص بـ VIRGO أيضًا أن أحد الضوضاء الرئيسية عالية التردد هو التقلب الكمومي لعدد الفوتونات في الليزر، وهي نقطة توضح بشكل جيد الطبيعة عالية التقنية للتلسكوبات الجاذبية. على الرغم من كل شيء، يكشف الشكل الأخير أنه تم إحراز الكثير من التقدم منذ الجيل الأول من أجهزة الكشف وأننا ربما لم نعد بعيدين جدًا عن الاكتشاف المباشر، على الأقل بالنسبة للموجات المنبعثة من الثنائيات المدمجة النجمية.

2049 بشارة 2

 أعلاه، منحنى حساسية كاشف LIGO، يوضح بعض مصادر الضوضاء العديدة التي يجب عزلها عنها قدر الإمكان. في الترددات المنخفضة، يكون فوق كل شيء ضوضاء زلزالية (اهتزازات الأرض) وتأثيرات كمومية عند الترددات العالية مرتبطة بتقلبات الليزر. أدناه، رسم تخطيطي لمقياس التداخل VIRGO، الذي أذرعه، من أجل الحصول على أطوال فعالة أكبر، هي تجاويف فابري-بيرو. المصادر Osservatorio di Arcetri، IN2P3 / INFN.

رسم بياني يقارن حساسيات مقاييس التداخل المختلفة، في الماضي، أو في الخدمة حاليًا أو مخطط لها، مع ذكر التقديرات الحالية للعديد من الإشارات المتوقعة (إلى اليسار، المصادر الكونية، إلى الوسط، تحالفات ثنائية الثقوب السوداء فائقة الكتلة، إلى مباشرة أدناه، المصادر النجمية). على اليمين تظهر منحنيات الحساسية لكاشفات الأرض، بما في ذلك تلك توجد الإصدارات المتقدمة من VIRGO وLIGO (aVIRGO و aLIGO) فوق تلك الخاصة بمشروعي KAGRA و Einstein Telescope (ET). المصدر: C.J Moore

مع هذه أجهزة كشف الجاذبية المختلفة، لم يعد الهدف هو اختبار نظرية أينشتاين في الجاذبية النسبية، ولكن قبل كل شيء الحصول على "تلسكوبات جاذبية". الأمل، على الأرجح مبني على أسس جيدة، هو أن هذه ستحدث ثورة في إدراكنا للكون، بنفس الطريقة التي عملت بها الملاحظات الكهرومغناطيسية من مصادر X أو غاما ذات مرة على توسيع رؤيتنا بشكل كبير. ومع ذلك، فبقدر ما يعتمد قدر الإشعاع الكهرومغناطيسي على نظرية راسخة (نظرية ماكسويل)، فإن الكثير من "ضوء الجاذبية" يمكن أن يحفظنا بالمفاجآت، نظرًا لأن نظرية النسبية العامة، على الرغم من نجاحها الكبير من قبل الكثيرين الاختبارات، لها أسباب متعددة لعدم صلاحيتها للطاقات الأعلى و / أو في المواقف التي يصبح فيها مجال الجاذبية أكثر كثافة. ولكن إذا تم إجراء مثل هذا الاكتشاف، فمن المحتمل ألا يفاجئ الجميع، فالنظريات التي تسعى إلى توسيع النسبية العامة كثيرة جدًا اليوم، ومن بينها نظرية الأغشية (التي تنحدر من نظريات الأوتار الفائقة) و "الحلقة الكمومية الجاذبة" الجاذبية الكمومية الحلقية"، من بين الموضوعات التي تم تناولها بإيجاز شديد عن طريق اختتام هذا الملف.

1 - مسافة 1 ميغا فرسخ (= مليون فرسخ فلكي) تمثل حوالي 3.1022 مترًا، أو ضعف المسافة بين مجرة درب التبانة وجارتها الأقرب، مجرة أندروميدا.

2 نلاحظ أنه على عكس حالة اتساع الموجة الكهرومغناطيسية، فإن موجة الجاذبية أو الموجة الثقالية تتناقص بالتناسب مع المسافة وليس مع مربعها، والتي ربما تكون السمة الوحيدة لهذه الموجات التي تصنع الحالة أسهل في الجاذبية.

مع الاكتشاف الأول لموجات الجاذبية في عام 2015 الناتجة عن اندماج ثقبين أسودين، دخلت الفيزياء الفلكية حقبة جديدة من المراقبة. تم تحسين مقاييس التداخل LIGO و Virgo لدرجة اكتشافها، في غضون خمس سنوات، حوالي خمسين حدثًا تتضمن موجات الجاذبية. هذا الاكتشاف، المستمد من تحليل البيانات المتعمق الذي أجراه فريق من علماء الفيزياء الفلكية الأمريكيين، كشف أيضًا عن العديد من المعلومات المهمة حول التوزيع الكتلي للثقوب السوداء المعنية، بالإضافة إلى دورانها وتكرار اندماجها.

لاحظ علماء الفلك 39 حدثًا كونيًا أطلق موجات ثقالية (GOs) على مدى 6 أشهر في عام 2019 - بمعدل أكثر من حدث واحد في الأسبوع. تُظهر الدراسة، الموصوفة في سلسلة من المقالات المنشورة في مجلة Nature، كيف حسَّنت المراصد التي تكشف هذه التموجات حساسيتها بشكل كبير منذ اكتشاف الموجات الثقالية OG لأول مرة في عام 2015. تساعد مجموعة البيانات المتزايدة علماء الفلك على تحديد معدل تكرار حدوث مثل هذه الأحداث في تاريخ الكون.

موجات الجاذبية هي تموجات في نسيج الزمكان تتولد عن تسارع الكتل، خاصة عندما يدور جسمان هائلان حول بعضهما البعض ويندمجان. توفر خصائصها التفصيلية العديد من الاختبارات لنظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، بما في ذلك بعض أقوى الأدلة حتى الآن على وجود الثقوب السوداء. وبفضل موجات الجاذبية، اكتسب علماء الفلك طريقة جديدة لرصد الكون، جنبًا إلى جنب مع الموجات الكهرومغناطيسية والأشعة الكونية.

خمسون حدثًا جاذبيًا على مخططات LIGO و Virgo يصف أحدث إصدار للبيانات الأحداث التي شوهدت خلال نصف الجولة الثالثة من ملاحظات مقياس التداخل الليزري (LIGO) - زوج من كاشفات مزدوجة مقرها في هانفورد ، واشنطن وليفينجستون ، لويزيانا - ونظيرتها الأوروبية العذراء ، بالقرب من بيزا. هذا هو فهرس الأحداث الثاني للتعاون، بعد واحد نُشر في ديسمبر 2018 يصف أول 11 اكتشافًا لهم. في المجموع ، لاحظت شبكة المراقبة الآن 50 حدثًا لموجة الجاذبية.

أحداث انفوغرافيك كشف موجات الجاذبية الثقوب السوداء

معظم الأحداث هي اندماج بين ثقبين أسودين. كشفت الكواشف أيضًا عن حفنة من التصادمات بين نجمين نيوترونيين واندماج واحد على الأقل لنجم نيوتروني وثقب أسود. تعتبر عمليات الاندماج التي تشمل النجوم النيوترونية ذات أهمية خاصة لعلماء الفيزياء الفلكية، حيث من المتوقع أن تطلق الضوء العادي وكذلك موجات الجاذبية، والتي تم تأكيدها خلال اندماج النجوم النيوترونية الذي لوحظ في أغسطس 2017.

يتعلق اكتشاف مفاجئ بكتل الثقوب السوداء المشاركة في الاندماجات. توقع علماء الفيزياء الفلكية حدًا حادًا، حيث لا يزيد ثقب أسود عن كتلة الشمس بأكثر من 45 مرة. تقول مايا فيشباخ، الباحثة في LIGO وجامعة نورث وسترن: "نرى الآن أن الأمر ليس بهذا الوضوح". يتضمن الكتالوج ثلاثة أحداث بكتل شاذة، بما في ذلك حدث تم الإعلان عنه في سبتمبر مع وجود ثقب أسود من 85 كتلة شمسية.

الكتل والدوران وتواتر الاندماج: معلومات مهمة عن الثقوب السوداء

سمحت وفرة البيانات لباحثي LIGO-Virgo بتقدير السرعة التي تحدث بها عمليات اندماج الثقوب السوداء في مجرة متوسطة. يبدو أن هذا المعدل قد بلغ ذروته منذ حوالي ثماني مليارات سنة، بعد فترة كانت النجوم فيها تتشكل - وتحول بعضها لاحقًا إلى ثقوب سوداء - بمعدل مرتفع بشكل خاص.

يوفر الكتالوج أيضًا معلومات حول دوران الثقوب السوداء، مما يساعد على فهم كيفية دوران الكائنات قبل الدمج. يوضح أنه في بعض الأنظمة الثنائية، يكون للثقوب السوداء محاور دوران غير متوازنة، مما يعني أنها تشكلت بشكل منفصل.

ولكن يبدو أن العديد من الثنائيات الأخرى تحتوي على محاور دوران محاذية تقريبًا، وهو ما يتوقعه علماء الفيزياء الفلكية عندما يبدأ الثقبان الأسودان حياتهما في NT نظام النجم الثنائي. استنتج فيشباخ أن مدرستين تجرتين فكريتين في الفيزياء الفلكية فضلت كل منهما أحد السيناريوهين ، ولكن يبدو الآن أن كليهما كان صحيحًا.

2049 بشارة 3

رسم بياني يتتبع أبرز اكتشافات موجات الجاذبية. ائتمانات: الطبيعة

ماذا يحدث داخل ثقب أسود؟ ما ذا يوجد داخل الثقوب السوداء؟

 من المؤكد أن الثقوب السوداء هي واحدة من أكثر الأشياء إثارة للفضول في الكتالوغج الكوني. وعلى الرغم من دراستها لعقود طويلة، إلا أن بعض جوانبها لا تزال خفية عن علماء الفيزياء. هذه هي على وجه الخصوص مسألة داخل الثقوب السوداء. نقطة من مادة مركزة في جاذبية تفرد أو فرادة أو مرور في الزمكان؟ عدة فرضيات ممكنة.

بعد نشر نظرية النسبية العامة من قبل ألبرت أينشتاين منذ أكثر من 100 عام، شرع علماء الفيزياء في دراسة الثقوب السوداء وفهمها بشكل أفضل، والتي تشكل حلولًا لمعادلات مجال الجاذبية. وفقًا للنسبية العامة، فإن الجزء الداخلي من الثقب الأسود مشغول بفرادة جاذبيته. ومع ذلك، يعرف علماء الفيزياء اليوم أن التفردات أو الفرادات ليس لها حقيقة فيزيائية. إذن ما الذي يمكن أن يحتويه الثقب الأسود من الداخل؟

الجاذبية الكمومية لنجوم بلانك:

في مركز الثقب الأسود، قد لا يتم سحق المادة إلى نقطة صغيرة جدًا. بدلاً من ذلك، يمكن أن يكون هناك أصغر تكوين ممكن للمواد، على أصغر حجم ممكن.

يُطلق على هذا اسم نجم بلانك، وهو احتمال نظري تحدثت عنه نظرية الجاذبية الحلقية الكمومية (LQG)، وهو بحد ذاته نظرية افتراضية للجاذبية الكمومية. في عالم LQG، يتم تحديد المكان والزمان؛ ولكن على نطاق مجهري، الزمكان منفصل، وهو مكون من وحدات فرعية صغيرة.

تقدم هذا التجزئة النظرية للزمكان ميزة محددة وهي: من المستحيل أن تتشكل التفردات أو الفرادات داخل الثقوب السوداء. عندما تتحطم المادة تحت تأثير الجاذبية الهائل لنجم منهار، فإنها تواجه مقاومة. يمنع التمييز في الزمكان المادة من الوصول إلى أي شيء أصغر من طول بلانك (حوالي 1.68 × 10-35 مترًا).

يتم ضغط كل المواد التي سقطت في الثقب الأسود في كتلة بطول بلانك. قوة الضغط المستمرة تجبر المادة في النهاية على الارتداد، مما يجعل الثقوب السوداء أجسامًا مؤقتة. ولكن نظرًا لتأثيرات التمدد القصوى للزمن حول الثقوب السوداء بفعل الجاذبية الهائلة، من منظورنا في الكون الخارجي، فإن الأمر يتطلب مليارات، إن لم يكن مئات المليارات من السنين قبل أن تنفجر.

Gravastars غرافاستار: صناديق من الطاقة المظلمة:

تُعرف محاولة أخرى للقضاء على التفرد - والتي لا تستند إلى نظريات غير مختبرة عن الجاذبية الكمومية - باسم Gravastar غرافاستار أو النجوم الثقالية. الفرق بين الثقب الأسود و الغرافاستار Gravastar هي أنه بدلاً من التفرد، تمتلئ الــ  Gravastar بالطاقة السوداء أو المظلمة. والطاقة السوداء أو المظلمة هي مادة تتغلغل في الزمان والمكان، مما يتسبب في تسارع تمدد الكون.

عندما تسقط المادة على غرافاستار فإنها لا تستطيع بالفعل اختراق أفق الحدث (بسبب الطاقة المظلمة الموجودة بداخلها) وبالتالي تصطدم بسطحها وتندمج معها، وتشكل أ مكثف بوز-آينشتاين. لكن خارج هذا السطح، تبدو النجوم الثقالية غرافاستار وكأنها تتصرف مثل الثقوب السوداء العادية.

ومع ذلك، فإن الملاحظات الحديثة لانصهار الثقب الأسود مع كاشفات الموجات الثقالية قد استبعدت وجود نجوم غرافاستار، حيث أن اندماج غرافاستار سيعطي إشارة مختلفة عن الثقوب السوداء.

التناوب والتفرد الحلقي:

تأتي فكرة النقطة الواحدة ذات الكثافة اللانهائية من مفهومنا للثقوب السوداء الثابتة وغير الدورية وغير المشحونة. تدور أكثر الثقوب السوداء واقعية. يؤدي دوران الثقب الأسود إلى تمديد التفرد إلى حلقة. ووفقًا لرياضيات نظرية النسبية العامة لأينشتاين، بمجرد المرور عبر حلقة التفرد ، تدخل ثقبًا دوديًا وتخرج من ثقب أبيض إلى منطقة مختلفة من الكون.

 دوران مخطط هيكل الثقب الأسود

وجد روي كير الحل الدقيق لثقب أسود بزخم كتلته وزخمه الزاوي في عام 1963. وقد كشف، بدلاً من أفق حدث فردي، مع نقطة تفرد، كشف عن أفق حدث مزدوج داخلي وخارجي، بالإضافة إلى الأفق الداخلي والخارجي، والإيرغوسفير الخارجي، والتفرد الحلقي لنصف قطر كبير. ومع ذلك، فإن الأجزاء الداخلية للثقوب السوداء الدوارة غير مستقرة للغاية بهذه الحسابات نفسها. التفرد، الممتد في حلقة، يدور بسرعة عالية بحيث يمتلك قوة طرد مركزي لا تصدق. وفي النسبية العامة، تعمل قوى الطرد المركزي القوية بدرجة كافية مثل الجاذبية المضادة: فهي تتنافر بدلاً من الجذب.

يؤدي هذا إلى إنشاء حدود داخل الثقب الأسود، تسمى الأفق الداخلي. خارج هذه المنطقة، يسقط الإشعاع داخليًا نحو التفرد، مقيدًا بقوة الجاذبية الشديدة. ولكن يتم دفع الإشعاع بواسطة الجاذبية المضادة بالقرب من التفرد الحلقي، والذي يكون حده هو الأفق الداخلي. إذا واجهت الأفق الداخلي، فستواجه جدارًا من الإشراق النشط اللامتناهي.

هندسة الفيزياء:

 حتى لو أثرت الهندسة دائمًا على النظريات المتعلقة ببنية العالم وأن الهندسة التجريدية قد بدأت تفرض نفسها في الفيزياء قبل وصول نظرية النسبية لأينشتاين، فقد كانت مع ذلك بداية حقبة جديدة. في الواقع، ولأول مرة في تاريخ العلم الحديث، لم تُستخدم الهندسة فقط كأداة ملائمة، ووجدت ظاهرة فيزيائية ملموسة جدًا، وهي الجاذبية، تفسيرًا هندسيًا بحتًا. كان نجاح هذه "الهندسة" الجديدة للفيزياء كبيرًا لدرجة أنه، من عام 1919، حاول الكثير من الناس توسيع الإطار الهندسي الذي اقترحته النسبية العامة لوصف المزيد من الظواهر الفيزيائية، وقد كرس أينشتاين نفسه سنوات طويلة البحث عن نظرية موحدة تكون فيها الجاذبية والكهرومغناطيسية "هندسية". ومع ذلك، في حين أنه في ولادة النسبية العامة، لا يزال بإمكان المرء أن يعتقد تقريبًا أن الجاذبية والكهرومغناطيسية هما التآثران الوحيدان اللذان يجب أخذهما في الاعتبار، فإن اكتشاف اضمحلال بيتا Beta، ثم مكونات النوى الذرية، جعل مبدأ النظر قد عفا عليه الزمن قليلا في هذه فقط. بالإضافة إلى ذلك، أدى ظهور فيزياء الكموم إلى الإخلال الكامل بالإطار المفاهيمي، وإدخال شكليات رياضياتية جديدة تمامًا مثل الهندسة التفاضلية. وبسبب هذا الثراء التاريخي، فإن ما تبقى من هذه الفقرة سيكون حتمًا لا ينضب، حيث يتم ذكر بعض الشخصيات والأفكار فقط بين أولئك الذين لا يزالون يبدون الأكثر أهمية حتى اليوم.

من بين هؤلاء، عالم الرياضيات البولندي ثيودور كالوزا الذي كان معروفاً جدًا بإثبات أن نظرية ماكسويل في الكهرومغناطيسية والنسبية العامة يمكن العثور عليها بسهولة من نظرية النسبية الهندسية خماسية الأبعاد (أربعة مكانية وبعد زمني خامس). بتعبير أدق، اكتشف أنه إذا بدأنا من مقياس على زمكان من البعد الخامس وفرضناه على الانصياع للتعميم الطبيعي لمعادلات أينشتاين، نجد أن هذا المقياس يتحلل بشكل طبيعي في رباعي المعادلات المرضية شبيهة جدًا بمعادلات ماكسويل، بالإضافة إلى موتر متري رباعي الأبعاد يرضي معادلات مشابهة جدًا لأينشتاين في أربعة أبعاد. ومع ذلك، من أجل العثور على معادلات ماكسويل بالضبط وتفسير ملاحظة الزمكان رباعي الأبعاد فقط، كان على كالوزا افتراض أن المتغيرات الفيزيائية كانت مستقلة عن الإحداثي الخامس. تم تحسين هذا العلاج المخصص (الذي تم اقتراحه في عام 1921) بعد بضع سنوات (في عام 1926) من قبل الفيزيائي السويدي أوسكار كلاين، الذي كانت مساهمته الأصلية للغاية، هي اقتراح أن هذا البعد الخامس "مطوي على نفسه"، أو في المصطلحات الحديثة "مضغوطاً". هذه الفرضية بالفعل فسرت "فيزيائياً" سبب عد قابلية الرصد للبعد الخامس، إذا افترضنا كذلك أن حجم الملف كان صغيرًا جدًا (من أجل طول بلانك، 10-35 م)، مما جعل من الممكن أيضًا تبرير حقيقة أن التفاعل الكهرومغناطيسي بين إلكترونين أكثر كثافة بكثير من جاذبيتها. مع هذه الفكرة الخاصة بالبعد الخامس المضغوط، يُنظر إلى الإزاحة على طول البعد الخامس ماديًا في عالمنا رباعي الأبعاد على أنه "تغيير طور" للموجة الكهرومغناطيسية و / أو الموجة الكمومية، والتي لها نتيجة ممتعة أخرى وهي شرح قياس الشحنة الكهربائية.

2049 بشارة 4

أعلاه، توضيح لإحدى الطرق التي يمكن من خلالها ضغط أبعاد الفضاء المسطح وغير المضغوط في البداية (ثنائي الأبعاد في هذا المثال) ثم "تصغير حجمها" بحيث تصبح "غير مرئية" مثلما طرح، في نموذج كالوزا كلاين، البعد الخامس في الوسط، رسم توضيحي لنفس العملية باستخدام أسطوانة (بعدين) والتي "تُرى من مسافة" (أو بمقياس كبير بدرجة كافية)، تبدو أحادية البعد. أدناه، تمثيل تصويري للزمكان الذي تخيله أوسكار كلاين: في كل نقطة من الفضاء المعتاد (المستوى)، يتم تمثيل البعد الخامس بدائرة يمكننا التحرك عليها بينما نبقى في نفس المكان في فضاء رباعي الأبعاد (اثنان هنا لسهولة التوضيح). المصادر L. Grace، S. Mukhi and WGBH / NOVA.

-  ومع ذلك، طرحت نظرية كلوزا كلاين مشاكل مختلفة جعلتها في طي النسيان لعدة عقود. على وجه الخصوص، فإن تقسيم 4 + 1 للمقياس خماسي الأبعاد يعني أيضًا وجود حقل قياسي ("الديداتون")، والذي لم يتوافق مع أي شيء معروف في ذلك الوقت. بالإضافة إلى ذلك، كانت السنوات 1920-1930 هي تلك التي نشأت خلالها فيزياء الكموم، ونجحنا سريعًا في تحديد الكهرومغناطيسية (راجع الديناميكا الكهربية الكمومية الموصوفة بإيجاز في ملف النسبية الخاصة)، بينما كانت النظرية لا تزال الجاذبية الكمومية نوعًا من الكأس المقدسة le Gral حتى يومنا هذا، الأمر الذي زاد من عدم الاهتمام بنظرية موحدة غير كمومية. ومع ذلك، فإن هاتين الخاصيتين هما أيضًا جزء من الأسباب التي أدت إلى تحديث مبدأ الأبعاد الإضافية المضغوطة لنظرية الأوتار الفائقة في الثمانينيات. قبل الوصول إلى هذا وإلى المزيد من الاختبارات الحديثة، لا يزال هناك نهج آخر يتم تبنيه غالبًا لتعميم نظرية أينشتاين. يتعلق الأمر بالنهج الذي لا يتألف من تعديل عدد أبعاد الزمكان، ولكن في تغيير طبيعة النمذجة الهندسية لهذا الأخير. وبالتالي، بدءًا من "مجموعة متنوعة" من أي بُعد، يمكن للمرء تقديم "بنى قياس" أكثر عمومية من الموتر المتري المستخدم في النسبية والهندسة الريمانية. على سبيل المثال، من السهل جدًا ملاحظة أنه إذا لم يفترض المرء، كما هو الحال في الهندسة الريمانية، أن هذا متماثل، فهذا لا يعدل بأي شكل من الأشكال مفاهيم قياس المسافات أو المعايير، ولكن تتأثر قياسات الزاوية. تمت تجربة هذا النوع من التعميم للنسبية (عبثًا) في وقت مبكر من عام 1921 من قبل الفيزيائي الألماني إرنست رايتشنباشر، ولاحقًا (1948) من قبل الفيزيائي النمساوي إروين شرودنغر، والد المعادلة الأساسية لفيزياء الكموم. أخيرًا، هناك طريقة أخرى تتمثل في البقاء في أربعة أبعاد، ولجعل لعب الدور الحاسم ليس للمقياس، ولكن لكائن رياضي آخر يسمى "الاتصال"، والذي يستخدم لمقارنة قيم الكميات الرياضية المختلفة في نقاط مختلفة. من مجموعة متنوعة. ومع ذلك، إذا كان مفهوم الاتصال هذا يتدخل كثيرًا في النسبية العامة، فقد اتضح أنه يمكن أيضًا صياغته بشكل أكثر عمومية في إطار هندسي أفيني أو متري-أفيني، وهو إجراء هندسي آخر لإثراء إطار النظرية. تم استخدام هذه الطريقة من قبل كارتان (الذي ساهم بشكل كبير في تطوير الهندسة التفاضلية)، ولكن أيضًا من قبل أينشتاين، وأصبحت عصرية جدًا مؤخرًا بفضل الفيزيائي الهندي أ. أشتيكار، الذي قدم إعادة صياغة للنسبية العامة على أساس فكرة الاتصال التي هي أساس "الجاذبية الكمومية الحلقية"، وهي واحدة من أكثر النظريات الحديثة الواعدة لتقدير تفاعل الجاذبية. "مكوِّن رياضي" أساسي آخر استخدمه أشتيكار وغيره من قبله، هو مفهوم "الأعداد المركبة"، هذه الأرقام تعمم الأرقام الحقيقية بطريقة تجعل بيانات العدد المركب معادلة لذلك. من زوجين حقيقيين. يمكننا بسهولة تخمين أن هذه طريقة أخرى لضرب عدد المتغيرات الديناميكية ممكنة، مع الاحتفاظ بإطار هندسي للبعد الرابع (انظر أيضًا التعليق المختصر على نظرية "الملتويات" التي طورها بنروز أدناه). ومع ذلك، قبل الوصول إلى أحدث النظريات (نظرية الأوتار الفائقة والجاذبية الكمومية الحلقية) ، من الضروري أيضًا وصف بعض التعميمات المعينة لنظرية أينشتاين التي تم تقديمها في الأعوام 1940-1950 ، والتي تستند إلى الفرضيات الفيزيائية بدلاً من الفرضيات الهندسية ، ونظرية الأوتار هي نوع من خليط من هذين المبدأين.

2049 بشارة 5- رسم توضيحي لمفهوم "النقل الموازي"، والذي يتضمن مفهوم "الاتصال"، من أجل مقارنة، على سبيل المثال، متجهين محددين في نقطة مختلفة من الفضاء المنحني. في المثال الموضح أعلاه (المستوى الإقليدي)، يقع المتجه مبدئيًا عند Q. نسحبه بالتوازي مع نفسه على طول منحنى QP، ثم على طول منحنى PN، وأخيراً على طول من NQ لإعادته إلى نقطة البداية. يشير تسطيح المستوى إلى أن المتجه النهائي مطابق للمتجه الأولي. من ناحية أخرى، في حالة الكرة (أدناه)، يظهر الانحناء في حقيقة أن المتجه الذي تم الحصول عليه في نهاية هذا الإجراء يختلف عن المتجه الأولي.  Ru c² / Mu ,

-  ب - مبدأ التكافؤ، مبدأ ماخ ونظريات التنسور أو الموتر القياسي:

-  في السنوات التي أعقبت صياغة النسبية العامة، كان هناك أيضًا ظهور العديد من النظريات البديلة، والتي سعت إلى التشبث بزمكان مينكوفسكي غير المنحني. ومع ذلك، قبل البعض الآخر فكرة منحني الزمكان، ولكن ليس فكرة الجاذبية التي هي هندسية بالكامل. على سبيل المثال، اقترح الفيزيائي الألماني ب. جوردان، في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، أن التفاعل الثقالي يتم أيضًا بواسطة حقل قياسي فيزيائي، وليس فقط بواسطة الموتر المتري، ولهذا السبب نتحدث عن "نظرية التنسور". العددية". تم توضيح هذه الفكرة في عام 1956 من قبل M.Fierz ، الذي يبدو أنه كان أول من أدرك أن المجال القياسي الذي أدخله جوردان ، وكذلك "المتوسع" الناتج عن نظرية كالوزا-كلاين Kaluza-Klein ، ينطوي على انتهاك محتمل لمبدأ التكافؤ. في الواقع، لا يتفاعل هذا المجال بالضرورة بنفس الطريقة مع جميع الجسيمات، مما يجعل بعضها "أكثر حساسية" للجاذبية من غيرها. من أجل التمكن من فصل نظريات التنسور الموتر القياسي التي تتفق بسهولة مع الاختبارات الدقيقة لمبدأ التكافؤ عن تلك التي ليست كذلك، قدم Fierz ad hoc فئة "النظريات المترية" للجاذبية. وهي تلك التي يتم فيها التحقق من مبدأ التكافؤ ويتم وصف الجاذبية جزئيًا بواسطة موتر متري مما يجعل من الممكن قياس الزمكان. في هذا السياق، اقترح الفيزيائيان الأمريكيان كارل برانس وروبرت ديك في عام 1961 نظرية (مشابهة جدًا لتلك التي اقترحها فيرز من نظرية جوردان)، والتي تخضع أيضًا لقيود التوافق مع مبدأ ماخ.

كما سبق أن أشرنا، يمكن تفسير هذا البيان بعدة طرق، بالنظر إلى الطرق المختلفة لصياغة مبدأ ماخ. السؤال الذي طرحه برانس وديك على نفسيهما حول هذا المبدأ هو في الواقع ما إذا كانت قوى القصور الذاتي (مثل تأثير لينس-ثايرينغ) يمكن أن تظهر لجسم دوار في كون خالي من المادة. لكن Brans و Dicke أسسوا أيضًا نظريتهم على ملاحظة عددية: إذا قمنا بحساب الرقم Ru c² / Mu ، حيث Ru هو نصف قطر الكون المرئي (حوالي 10 مليار سنة ضوئية) ، c سرعة الضوء و Mu ، كتلة الكون المرئي (المقدرة من كثافته وحجمه) ، نجد عاملاً "ليس كثيرًا" بعيدًا عن ثابت نيوتن G (هناك عامل "فقط" 100 بين الاثنين). وهكذا، في خط ماخ، تساءل ديك عما إذا لم يتم تحديد G بمحتويات الكون، مما يعني (إذا كان هذا الافتراض صحيحًا) أن ثابت الجاذبية سيتغير مع مرور الوقت.

من هذه الانعكاسات، طور برانس وديك نظرية بديلة للموتّر القياسي للنسبية العامة حيث تعتمد قوة تفاعل الجاذبية على هذا المجال القياسي الذي تم إدخاله حديثًا. كونها قادرة على إعطاء تنبؤات مشابهة جدًا لتلك الخاصة بالنسبية العامة، كانت هذه النظرية رائجة جدًا في السنوات 1960-1970، لكن دقة الاختبارات تزداد، وسرعان ما تبين أن أبسط نموذج للنظرية لا يمكن أن تنافس نظرية أينشتاين. ومع ذلك، من بين تنبؤات نظريات الأوتار الفائقة، التي ولدت من حيثيات فيزياء الكموم، هناك وجود مجالات قياسية يمكن أن تعطي انحرافات من نفس النوع فيما يتعلق بالنسبية العامة، ولكن مع تأثيرات محلية أضعف بكثير، والتي لا تزال متوافقة مع النتائج التجريبية الحالية.

 

د. جواد بشارة

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


 

أ‌- الثقوب السوداء والنجوم المدمجة الأخرى:

من بين أشهر تنبؤات النسبية العامة الثقوب السوداء، وهي أجسام فيزيائية فلكية يقال إنها مضغوطة لدرجة أنه حتى الضوء لا يستطيع الهروب من مجال جاذبيتها إلى ما دون حد معين. قبل المضي قدمًا في وصفهم وتاريخهم، يجب التأكيد على أنه لا ينبغي الخلط بين مصطلح "مضغوط" ومصطلح "كثيف". في الواقع، الكثافة هي كمية يتم الحصول عليها عن طريق حساب النسبة بين الكتلة والحجم، بينما الاكتناز هو النسبة بين الكتلة ونصف القطر. وبالتالي، يمكن أن يكون الجسم أو النجم كثيفًا جدًا، ولكن ليس مضغوطًا جدًا، ولكن القيمة المرتبطة بهذه الخاصية الأخيرة هي التي تجعل من الممكن حقًا الحكم على ما إذا كان ينبغي للمرء أن يأخذ في الاعتبار النظرية النسبية للجاذبية لوصفها. يمكن فهم هذه النقطة الدقيقة من خلال العودة إلى أقدم أثر لمفهوم الثقب الأسود (المصطلح مهما كان أكثر حداثة، انظر إلى أبعد من ذلك)، أي للانعكاسات، التي يرجع تاريخها إلى عام 1784، للقس البريطاني جون ميشيل.

كان ميشيل من أوائل الذين فكروا في عواقب التأثير المحتمل للجاذبية على الضوء، واقترحوا أن جسيمات الضوء يمكن أيضًا أن تنجذب إلى جسم ضخم، مثل أي جسيم آخر. بدءًا من هذه الفرضية، يستنتج أنه كلما زاد حجم الجسم، زادت الحاجة إلى سرعة أكبر للهروب منه، ويجب أن تكون النجوم الأكثر ضخامة غير مرئية، ولا يمكن للضوء الذي ينبعث منها أن يفلت من جاذبيتها (في بالمصطلحات الحديثة، يقال إن "سرعة الإطلاق" أكبر من سرعة الضوء). كان اقتراح ميشيل متقدمًا جدًا عن وقته، وبدا أنه غير ذي صلة تمامًا بأعضاء الجمعية الملكية. لذلك ظلت أفكاره منسية من قبل الجميع، باستثناء دي لابلاس الذي قدم اقتراحًا مشابهًا بعد سنوات قليلة في معرضه لنظام العالم. وُلد مفهوم الثقب الأسود، تحت اسم "النجم المسدود"، ومع ذلك، لكي يصبح مشهورًا ومعترفًا به، يجب أن يولد مرة أخرى، في القرن العشرين، بشكل معدّل قليلاً وينتج عن النسبية العامة.

ولكن قبل أن نتطرق بدقة إلى النسبية العامة، من المثير للاهتمام أن نتعمق قليلاً في التفكير النيوتوني لميشيل والذي يعطي، بشكل مثير للاهتمام، تنبؤات مشابهة جدًا لتلك الخاصة بدراسة الثقوب السوداء في إطار النسبية العامة. وبالتالي، إذا سعينا إلى تقدير نصف القطر الذي يجب أن يمتلكه نجم كتلته M حتى الضوء المنبعث على سطحه، في إطار نظرية نيوتن، فإننا نجد قيمة تتناسب مع الكتلة M، ومنذ القرن العشرين أطلق عليه اسم "Schwarzschild radius»، Rs ، سمي على اسم الألماني كارل شفارزشيلد Karl Schwarzschild. نحن لدينا:

2045 الانفجار العظيم 1روبية = 2 C M / ²G  السماء والفضاء Rs = 2 G M / c²

حيث G هو ثابت نيوتن، وc سرعة الضوء في الفراغ وM كتلة الجسم.

في الكون ، ظل الغاز يسخن لعشرة مليارات سنة على الأقل

قام الباحثون بقياس متوسط درجة حرارة الغاز الكوني قبل 10 مليارات سنة ، وقارنوها بمتوسط درجة حرارة الغاز اليوم. الائتمان: Buddy_Nath / Pixabay

درس علماء الفلك مؤخرًا كيف تغير متوسط درجة حرارة الغاز في الكون خلال العشرة مليارات سنة الماضية. ويظهر أن هذا قد زاد بشكل كبير خلال هذه الفترة. إنها تقترب من مليوني درجة مئوية اليوم.

إن مراقبة السماء تشبه إلى حد ما السفر عبر الزمن. هذا لأنه، بافتراض أن الضوء ينتقل بسرعة محددة، إذا كان الجسم على بعد عشر سنوات ضوئية، فإننا نراه كما كان قبل عشر سنوات. بالامتداد، إذا قام الفلكيون بفحص جسم يقع على بعد عشرة مليارات سنة ضوئية، فإنهم يقومون بفحص الجسم كما كان خلال فترة شباب الكون. على سبيل المثال، في دراسة حديثة، شرع فريق من جامعة ولاية أوهايو في قياس تطور درجة حرارة الغاز الموجود في الكون على مدار ما يقرب من عشرة مليارات سنة كونية. وتبين أنه كان أكثر وأكثر سخونة. للقيام بذلك، اعتمد الباحثون على بيانات من مهمة بلانك ومسح سلون الرقمي للسماء لتحديد عدة جيوب من الغاز. ثم قاموا بتحليل الانزياح الأحمر لضوءهم. في الواقع، بينما يسافر هذا الضوء مثل هذه المسافات الهائلة، تتمدد أطوال موجاتها مع توسع الكون، مما يؤدي إلى جذب المزيد من اللون الأحمر. بشكل ملموس، فإن قياس الانزياح الأحمر لجيوب الغاز هذه يجعل من الممكن تحديد مدى تواجدها.

ثم اختار علماء الفلك تلك التي يبلغ عمرها عشرة مليارات سنة، ثم البنى الأصغر سنًا. أخيرًا، سعوا لتقدير درجة حرارة هذه الغازات وفقًا لضوءها. اتضح أن متوسط درجة حرارة الغاز "الحديث" كان يقترب من مليوني درجة مئوية، أي أكثر بعشر مرات من حرارة الغاز قبل عشرة مليارات سنة. هذه الزيادة في درجات الحرارة ليست مفاجئة. عندما تحولت البنية الكبيرة للكون إلى مجرات وعناقيد وحشود وأكداس مجرّية، ارتفعت درجة حرارة الغاز بشكل طبيعي. وسيستمر هذا الاحترار أيضًا في المستقبل.

لاحظ أيضًا أن هذه الدراسة ركزت على متوسط درجة حرارة الغاز بالقرب من الأجسام وبالتالي لا تستنتج أن الكون آخذ في الاحترار ككل. في الواقع، متوسط درجة حرارة الكون أبرد بكثير ويقدر بحوالي -270.4 درجة مئوية، أو أعلى بقليل من الصفر المطلق.

الاستنتاج الذي ينبثق من هذا الحساب (والذي كان استنتاج ميشيل) هو أنه إذا كان لنجم ذي كتلة معينة نصف قطر أقل من نصف قطر شوارزشيلد الذي يتوافق مع كتلته، فلا ينبغي حتى للضوء أن يترك محيطه. قهو مغلق. من الناحية العملية، ما يجعل من الممكن تقرير ما إذا كان هذا الشرط مستوفيًا هو النسبة بين نصف قطر شوارزشيلد للجسم ونصف قطره، والتي تسمى معلمة الانضغاط، والتي تتناسب مع النسبة بين كتلتها ونصف قطرها. ومع ذلك، اتضح أن نفس الحالة ظهرت في النسبية العامة في عام 1916، مع ذلك، دون أن تكون فكرة ميشيل مرتبطة مبدئيًا بـ "حل شفارزشيلد". solution de Schwarzschild".

2045 الانفجار العظيم 2

2045 الانفجار العظيم 3

أعلاه، توضيح لمفهوم "سرعة الإطلاق" في حالة الأرض. بالنظر إلى جسم تم إلقاؤه من نقطة انطلاق تقع على مسافة معينة من مركز جسم ضخم، فهناك حد أدنى للسرعة يجب توفيره للجسم إذا كان المرء لا يريده أن يسقط. يبقى في مدار بيضاوي الشكل. أدناه، توضيح للمبدأ نفسه، ولكن في حالة الضوء (انقر للتكبير). النجم العادي ليس ضخمًا بما يكفي للتأثير بشكل كبير على مسار الضوء الذي ينبعث منه. من ناحية أخرى، يعمل النجم المضغوط (أو قلب النجم الهائل المنهار) بطريقة ملحوظة على مسار الضوء الذي ينبعث منه، والحالة القصوى هي الثقب الأسود الذي يذهب إلى حد احتجاز الضوء. المصدر J.N. Imamura.

وهكذا، بدأ إحياء مفهوم النجم المغلق بعد أشهر قليلة من نشر أينشتاين لمعادلات النسبية العامة، عندما اكتشف شفارزشيلد، في مكان ما على الجبهة الروسية، أول حل دقيق معروف لهذه المعادلات. يصف هذا الحل، في فراغ، مجال الجاذبية الكروي المحيط بجسم كتلته M، ويطبق على حالة مجال الجاذبية المحيط r للشمس 2، جعل من الممكن إجراء الحساب الدقيق لانحراف الضوء، وهو الحساب الذي قام به أينشتاين فقط بطريقة تقريبية، ومع ذلك حصل على النتيجة الصحيحة. بالإضافة إلى ذلك، وجد هانز ريسنر بعد بضعة أشهر تعميمًا لهذا الحل على الحالة التي يحمل فيها جسم الكتلة M أيضًا شحنة كهربائية Q، وهو محلول أعاد نوردستروم اكتشافه بعد فترة وجيزة بشكل مستقل. حل Reissner-Nordström هذا، والذي يعكس وجوده حقيقة أن الطاقة الكهرومغناطيسية المرتبطة بالشحنة الكهربائية توفر مصدرًا إضافيًا لانحناء الزمكان، لم يلاحظه أحد تقريبًا، حتى لو أدى بشكل طبيعي إلى "الثقب الأسود" Reissner-Nordström black ". في الواقع، في ذلك الوقت، كان انتباه الناس يتركز بشكل كبير على خصائص معينة لحل شفارزشيلدScharzschild، من بينها حقيقة أنه بالنسبة لأي جسم من الكتلة M، توجد قيمة للتنسيق الشعاعي الذي يكون المعامل، ومن أجله يتم إلغاء "المؤقت" للمقياس 3 بينما يصبح المعامل "الشعاعي البحت" لانهائيًا. نتحدث عن ظهور "التفرد" في المقياس، وهي ظاهرة تحدث عندما يصبح الإحداثي الشعاعي مساويًا لنصف قطر شفارزشيلد المرتبط بمصدر الكتلة M للمجال.

تمت ملاحظة هذه التفاصيل بسرعة من قبل كل من Schwarzschild نفسه وأينشتاين، وتركت الناس في حيرة من أمرهم، ومع ذلك، ادعى البعض أن المشكلة لم تكن مهمة، لأن قيمة نصف قطر Schwarzschild كانت منخفضة للغاية بالنسبة لـ النجوم المعروفة ثم كان منطقهم أن يقولوا إنه في جميع الحالات المادية، فإن الكرة التي يصبح فيها المقياس مفردًا تقع جيدًا داخل الجسم (الأرض أو الشمس أو أي نجم آخر)، لكن مقياس شفارزشيلد لم يعد ينطبق لأنه صالح فقط في الفراغ. تم الدفاع عن هذه الحجة أيضًا من خلال حقيقة أن المقياس يصبح أيضًا منفردًا في الأصل (عندما يتلاشى الإحداثي الشعاعي)، وهو ما يشبه ما يحدث في الجاذبية النيوتونية، حيث لا يمثل هذا أي مشكلة. في الواقع، حتى لو كان المجال النيوتوني الذي تم إنشاؤه بواسطة كتلة نقطية غير محدود حيث تكون الكتلة (في الأصل)، يمكن مع ذلك استخدام الحل الرياضياتي لوصف مجال الجاذبية الذي أنشأته الكواكب حيث يكون صالحًا: في الفراغ، خارجها. أما داخل الكواكب، فالحل مختلف ولا يتباعد. باتباع هذا الخط الفكري، يمكن للمرء أن يقول إن الوضع في النسبية العامة يجب أن يكون هو نفسه، وأن مشاكل التفردات أو الفرادات في مقياس شفارزشيلد تظل رياضياتية بحتة دون أن يكون لها أدنى تأثير مادي.

ومع ذلك، فإن هذه الفكرة لا ترضي الآخرين، لسبب وجيه، الذين كان التفرُّد على سطح نصف القطر الذي يساوي نصف قطر شفارزشيلد يخلق مشكلة مختلفة تمامًا عن التفرد في الأصل. حتى لو كان بإمكان المرء أن يشك بشكل معقول في وجود كتل نقطية، فلا شيء يمكن بداهة أن يستبعد وجود نجوم أشعة أصغر من أشعة شفارزشيلد. على العكس من ذلك، اكتشفنا في عام 1862 أول "قزم أبيض" (سيريوس ب)، وهو نجم له كتلة مماثلة لنجم الشمس، ولكن لمعانه ودرجة حرارته يشير إلى أن حجمه كان أصغر بكثير، وقطره يقارن بالأرض. الأمر الأكثر إزعاجًا، كان مع ظهور فيزياء الكموم، أوضح الفيزيائي البريطاني RH Fowler في عام 1926 أنه على عكس النجوم العادية، لم تكن الأقزام البيضاء مقاومة للجاذبية بفضل انبعاث الطاقة الكهرومغناطيسية، ولكن بفضل "ضغط تنكس الإلكترونات"، وهو تأثير كمومي بحت. ومع ذلك، في عام 1930، اكتشف الفيزيائي الهندي سوبراهمانيان شاندراسيخار، اعتمادًا على هذه النتيجة، أن الأقزام البيضاء اعترفت بأقصى كتلة (سميت منذ ذلك الحين باسم "كتلة شاندراسيخار") والتي اضطروا للانهيار بعدها، مما ترك مساحة خالية لأجسام أكثر إحكاما. من بين هؤلاء، سرعان ما تم "اختراع" النجوم النيوترونية، ويرجع الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى اكتشاف النيوترون في عام 1932 بواسطة الفيزيائي الإنجليزي جيمس تشادويك. وهكذا، تنبأ الفيزيائي الروسي ليف لانداو "بالنجوم النيوترونية" بشكل مستقل، ولكن أيضًا توقعه الأمريكي والتر بادي والألماني فريتز زويكي، اللذان كتب في نهاية عام 1933 في ملخص مؤتمر تنبؤهما المشهور جدًا "مع اتفاقنا جميعًا ولكن احتياطيًا، فإننا نقدم وجهة النظر القائلة بأن المستعرات الأعظم تمثل التحولات من النجوم العادية إلى "نجوم نيوترونات"، والتي تتكون في مراحلها النهائية من نيوترونات معبأة بشكل مغلق للغاية. " (ترجمة ذلك تعني: "مع الاحتياطات اللازمة، طرحنا الفرضية التي بموجبها تشهد المستعرات الأعظم على تحول النجوم العادية إلى" نجوم نيوترونية "، تتكون هذه، في حالتها النهائية، من نيوترونات مضغوط للغاية. "). رسم توضيحي للأحجام النسبية لعملاق أحمر، الشمس (الشمس)، قزم أبيض (قزم أبيض) ونجم نيوتروني (نجم نيوتروني). المصدر تلسكوب برادفورد الروبوتي.

نصف قطر Schwarzschild والاكتناز لمختلف الأجسام الفيزيائية الفلكية

كائن أرض شمس أبيض قزم نجم نيوتروني

الكتلة (بالكتل الشمسية) 0.000003 1 تقريبًا 1 1 إلى 3

نصف القطر (كم) 6،400،700،000 تقريبًا

10000 حوالي 10

الكثافة (جم سم -3) 5 11101014

سرعة التحرير (كم / ثانية) 11.3620 5000 250.000

نصف قطر شوارزشيلد 8 مم 3 كم 10 كم 6 كم

الانضغاط 10-10 0.000 001 0.000 1 0.2

  ب- تفرد الأحداث وأفقها

فكرة باد Baade وزفيكي Zwicky التي بموجبها انهيار جاذبية النجوم الضخمة في نهاية حياتها يمكن أن يعطي أجسامًا مضغوطة للغاية من الواضح أنه تم تبنيها لاعتماد وجود أجسام ذات نصف قطر أقل من نصف قطرشفارزشيلد Schwarzschild. لكن هذا لم يكن كافيًا لمفهوم الثقب الأسود لفرض نفسه بسرعة، بعد معارضة إدينغتون، الذي كان مؤثرًا جدًا في المجال النسبي، وقد نجح بالفعل في تأخير قبوله بشكل كبير. على سبيل المثال، حقيقة أن التفرد الموجود على سطح Schwarzschild هو مجرد قطعة أثرية رياضياتية تم إثباتها منذ عام 1921 من قبل العديد من الأشخاص، بما في ذلك الفرنسي بول بجنيف، والإنجليزي أوليفر لودج وإدينغتون نفسه... هذه، بالإضافة إلى لوميتر Lemaître في عام 1934، وجدت في أشكال أخرى، حل شفارزشيلد Schwarzschild، الأشكال التي لم يعد فيها أي تفرد في مجال Schwarzschild ، كما لاحظ بانليفيه Painlevé ولودوغ Lodge ولوميتر Lemaître ، ولكن ليس إدينغتون الذي استمر بالتالي في رفض هذه الأشياء "الغريبة" بالنسبة له.

Rayon de Schwarzschild et compacité pour divers objets astrophysiques

Objet Terre Soleil Naine blanche Etoile à neutron

Masse (en masses solaires) 0,000 003 1 environ 1 1 à 3

Rayon (km) 6 400 700 000 environ

10 000 environ 10

Densité (g.cm-3) 5 1 107 1014

Vitesse de libération (km/s) 11.3 620 5 000 250 000

Rayon de Schwarzchild 8 mm 3 km 10 km 6 km

Compacité 10-10 0,000 001 0,000 1 0,2

ولكن قبل المضي قدمًا في هذا الوصف التاريخي، ربما يكون من الضروري شرح سبب تمكن العديد من الأشخاص من الحصول على حل شفارزشيلد مرة أخرى، بأشكال لم تعد تقدم أي تفرد على سطح نصف القطر Rs. وهذا يستدعي بالفعل بعض جوانب النسبية العامة التي لم تتطور بشكل متعمد في الفقرات السابقة. وبالتالي، فقد قيل إن المبدأ المعمم للنسبية يعني أن عنصر الطول المحلي ds² يجب أن يظل كما هو في جميع التغييرات في الإحداثيات، وليس فقط تحولات لورنتز. هذا يعني أن جميع أنظمة الإحداثيات الممكنة ممكنة، مع وجود القيود التي تسمح، محليًا، بكتابة المقياس في شكل Minkowski، وهو النسخ الرياضي لمبدأ التكافؤ: محليًا، يمكننا دائمًا إيجاد نظام إحداثيات يكون فيه الزمكان مسطحًا. ومع ذلك، فإن نظام الإحداثيات الذي يفي بهذا الشرط ليس فريدًا على الإطلاق، وليس بالضرورة صالحًا لوصف كل الزمكان، والذي يجب مقارنته بالموضوع الذي تم تناوله أثناء الوصف المختصر لـ مفهوم الانحناء الجوهري، التمثيل على خريطة مسطحة للكرة الأرضية. بالطريقة نفسها التي لا يمكن أن تمثل بها جميع الخرائط الجغرافية سطح الأرض بالكامل، لا تستطيع جميع أنظمة الإحداثيات (التي تُعد "خرائط رياضياتية") وصف زمكان معين ككل. بتعبير أدق، يمكن فهم القياس بسهولة إذا تأملنا في تمثيل القطب الشمالي والقطب الجنوبي في معظم الخرائط الأرضية: هذه النقاط "تمت التضحية بها" وتنتشر مثل الأجزاء المستقيمة ...  2045 الانفجار العظيم 4

2045 الانفجار العظيم 5

تمثيلان (خرائط) للأرض وفقًا لإسقاطات مختلفة: أعلاه، تمثيل مركاتور وتحته، الإسقاط الأسطواني لميلر. يتوافق هذان الإسقاطان مع خيارين لإحداثيات مختلفة لرسم خرائط لسطح الأرض (حتى لو كان من الواضح أن خطوط الطول والخطوط العريضة تتطابق في كل منهما). هذه ليست مسطحة، هاتان البطاقتان غير كاملتين. وبالتالي، فإن إسقاط مركاتور يمثل الزوايا بشكل واقعي (مفيد في التنقل)، لكن المسافات مشوهة خارج خط الاستواء. يحترم الإسقاط الأسطواني لميلر، من جانبه، المقاييس السطحية، بينما يكون مخلصًا في تمثيل الزوايا فقط على طول خط الاستواء. علاوة على ذلك، تعتمد هاتان الخريطتان على اختيار طرح القطبين من التمثيل. المصدر P. Dana، The Geographer's Craft، Dept. قسم الجغرافيا، جامعة. كولورادو.

الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه من كل هذا هو أنه في النسبية العامة (وهذا الاستنتاج ينطبق أيضًا بشكل عام على إطار الهندسة في الفضاء المنحني)، يمكن للمرء استخدام أي نظام إحداثي لوصف الفضاء- مع الزمن، ولكن يجب أن يكون المرء حذرًا للغاية عند محاولة العثور على معلومات مادية حول هذا الزمكان. ليس بالضرورة أن تمتلك أنظمة التنسيق "واقعًا ماديًا"، بل إن معظمها يحتوي على واحد فقط محليًا، حيث توجد الملاحظات يمكنها بسهولة "محو" الانحناء. في نظام إحداثيات معين، المتغير "t" ليس بالضرورة زمنًا: يمكننا أن نؤكد أنه زمن فقط إذا تمكنا من العثور على مراقب مادي لديه الزمن المناسب الذي نسميه لذلك "تنسيق الزمن". وعندما يكون هذا الزمن هو حقًا زمن المراقب، الذي يكون بعيدًا عن النقطة المكانية المدروسة، فإن الزمن بالتأكيد يجعل من الممكن وصف ما يدركه هذا المراقب عن بعد، ولكن على الإطلاق لا يقول ما قد "يختبره" مراقب آخر. سيكون موجودًا في النقطة المكانية المعنية. بشكل عام، الكائن الزمكان "الهندسي" فقط له "واقع فيزيائي"، وليس كل المعلومات الموجودة في أنظمة الإحداثيات التي يمكن استخدامها لوصفه: في بعض الأنظمة، يبدو أن الظواهر التي تحدث غير موجودة. وليس لها وجود ملموس، مثل انتشار أقطاب الأرض.

وبالتالي، فإن ما تم إثباته منذ 1920-1930 من قبل Painlevé وLodge وLemaître، هو أن مجال Schwarzschild لم يكن مكانًا أصبح فيه الزمكان متفرداً، حتى لو كان كذلك. هناك شيء غريب حقًا يحدث هناك. في الواقع، أظهر الجميع وفهموا أن مجال شفارزشيلد هو ما يسمى الآن "أفق الحدث"، أي سطح لا يمكن عبوره إلا في اتجاه واحد. يأتي السبب الذي يجعل المقياس الموصوف في إحداثيات شفوارزشيلد يقدم تفردًا في الأفق من حقيقة أن نظام الإحداثيات هذا مناسب للمراقبين الذين يبقون على مسافة ثابتة من هذا الأفق، على سبيل المثال عند اللانهاية. ومع ذلك، كلما اقتربت من الأفق، أصبح من الصعب أن تظل ثابتًا فيما يتعلق به، بل إنه مستحيل، بحكم التعريف، حيث هو. إذا اعتبرنا مراقبًا له نظام الإحداثيات الذي اكتشفه شفارزشيلد صالحًا، ومن ثم فهو في حالة راحة فيما يتعلق بالأفق، فإنه يلاحظ العديد من الظواهر غير البديهية. على سبيل المثال، عند مشاهدة مراقب آخر يسقط بحرية في الثقب الأسود، يراه يقترب ببطء أكثر فأكثر من الأفق، بينما يصبح أقل سطوعًا، وأكثر فأكثر إحمراراً وأكثر فأكثر وأكثر امتداداً. يأتي التأثيرين الأولين من التمدد الزمني الناتج عن الانحناء القوي للزمكان الناتج عن الثقب الأسود، ويرتبط الثاني بحقيقة أن عددًا أقل من الفوتونات يصل إلى اللانهاية لكل "وحدة زمنية- تنسيق "، حتى إذا استمر المصدر (= المراقب الساقط) في إصدار أكبر عدد ممكن في" الثانية المقاسة بالقرب من الأفق ". والثالث هو مثال على تأثير أينشتاين، وهو الانزياح الأحمر للضوء المنبعث في مكان يكون فيه مجال الجاذبية أقوى تجاه مكان يكون فيه أضعف. أخيرًا، يرتبط التمدد بتأثير المد والجزر، ويأتي من الطبيعة غير المنتظمة لحقل الجاذبية. نلاحظ أيضًا أن تأثير المد والجزر بالقرب من الأفق يكون أكثر وضوحًا كلما كان الثقب الأسود أصغر. والنتيجة الإجمالية لكل هذا هي أن المراقبين الذين يظلون بعيدين بلا حدود عن الثقب الأسود لن يروا الراصد الساقط يمر عبر الأفق، ولكن الأخير، بمجرد "قربه" من الأفق، سيصبح غير مرئي بالنسبة لهم. وقت قصير جدًا (نظهر أن شدة الضوء تتناقص بشكل كبير). بالإضافة إلى ذلك، اعتمادًا على زمنه، فإن هذا الراصد الذي يسقط في الحفرة سيعبر الأفق في فترة زمنية محدودة، ويعتمد ما إذا كان سينجو في المقام الأول على قوة تأثيرات المد والجزر وبالتالي على كتلة الثقب الأسود. على أي حال، سينتهي به المطاف سريعًا بمقابلة التفرد "المركزي" الذي تم توضيح وضعه "المادي" (في إطار النسبية العامة) بواسطة هوكينغ وبنروز خلال السبعينيات، وهي منطقة لن ينجو فيها أحد لأنها منطقة من الزمكان حيث يصبح الانحناء "لانهائيًا" 6. إن وجود هذا التفرد الداخلي، والذي يمكن أن يختفي في إطار الوصف الكمومي للجاذبية، يوضح حدود النسبية العامة بينما يثير، مع ذلك، صعوبات أكثر عمقًا من اللانهايات التي تظهر في الفيزياء النيوتونية للكتلة النقطية. في الواقع، لا ينبغي تصورها بداهة على أنها نوع من نقطة في الفضاء حيث تتركز المادة التي تسقط في الثقب الأسود، ولكن بدلاً من ذلك كنوع من اللحظة التي يتوقف فيها مفهوم الزمكان عن الوجود. 'منطقي. على سبيل المثال، من الممكن تمامًا أن يلتقي جسيمان عبر أفق ثقب أسود بالتفرد في نفس اللحظة ولكن في أماكن مختلفة.  

2045 الانفجار العظيم 6

يمكن ملاحظة بعض التأثيرات التي تم وصفها للتو هنا في الأشكال التالية. يمثل أولهما الزمكان (مع بُعد واحد للفضاء وآخر للوقت للتبسيط) بالقرب من أفق الثقب الأسود، وفقًا لمراقب Schwarzschild ، أي الذي يظل ثابتًا بالنسبة إلى الأفق. الخطوط التي تتوافق، من الخارج، مع الفضاء في لحظة معينة لهذا المراقب، أفقية وأرجوانية. على العكس من ذلك، فإن الخطوط الرأسية هي من جانبها المنحنيات التي تحافظ على نفس قيمة الإحداثي "الشعاعي" وبالتالي تصف، خارج الثقب الأسود، موقعًا معينًا لهذا المراقب الذي يبقى على مسافة ثابتة من الأفق.، والذي يظهر كخط أحمر رأسي. من ناحية أخرى، يتم تمثيل خطوط الكون باللون الأصفر من الجسيمات ذات الكتل الصفرية والتي تحدد بالتالي سطح المخاريط الضوئية (تقترب من الثقب الأسود أو تبتعد عنه). يظهر وجود التفرد في الأفق في "تكاثف" هذه الخطوط من الكون التي تصبح، بالقرب من الأفق، عمودية أكثر فأكثر، ولا تعبرها أبدًا، بل تأتي من الخارج، هذا وهو ما يفسر أن المراقب البعيد لا يرى أبدًا ضوءًا يدخل الثقب الأسود. علاوة على ذلك، فإن حقيقة أن إحداثيات Schwarzschild لا تتكيف مع كل الزمكان تظهر أيضًا في وجود خطوط كون جديدة للفوتونات داخل الثقب الأسود المنفصلة عن الخطوط الخارجية (جميعها يبدو أن لديه إحساس عكسي بالوقت). بمجرد عبور الأفق، تصبح الأمور أكثر تعقيدًا لأن المنحنيات الرأسية، على سبيل المثال، تصف المساحة الداخلية للثقب الأسود في "لحظة معينة" ولم تعد موضعًا في جميع الأوقات، وهو ما يؤكد فقط أن الإحداثيات فقدت معناها. على سبيل المثال، التفرد المركزي هو المحور السماوي في أقصى اليسار ولكن، كما رأينا من قبل، لا ينبغي تخيله كنقطة في الفضاء.

2045 الانفجار العظيم 7

هذه المشاكل غائبة عن الشكل الثاني، الذي يمثل نفس الزمكان، لكن يُرى وفقًا لمراقب مثل إيدنغتون وفينكلشتاين Eddington-Finkelstein7. مثل هذا المراقب يقطع الفضاء بنفس طريقة شفارزشيلد (نلاحظ نفس المنحنيات الرأسية السماوي والأحمر والأزرق)، ولكن يتم تحديد زمنه بحيث يظل ماديًا، حتى بعد الأفق الماضي. تظهر هذه الخاصية في حقيقة أنه في هذا الشكل الثاني، تظل خطوط الكون التي تحدد مخاريط الضوء الداخل إلى الثقب الأسود متجهة عند 45 درجة (لأن الوحدات تجعل سرعة الضوء تساوي 1)، حتى داخل الثقب الأسود. مع إحداثيات Schwarzschild، كان هذا هو الحال فقط في الخارج، بعيدًا عن الأفق. بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أن أفق الثقب الأسود هو بالفعل "أفق حدث"، وهو سطح لا يمكن عبوره إلا في اتجاه واحد، ينبع من حقيقة أن مخاريط الضوء الخارجة (البرتقالية) أصبحت أكثر فأكثر عموديًا، تلك الموجودة داخل الثقب الأسود تنجذب نحو التفرد المركزي بنفس الطريقة مثل الأقماع الداخلة. أخيرًا، يساعد الشكل الثالث (المتحرك) في إنشاء اتصال بين هذين النظامين الإحداثيين، حيث يتم تشويه الخطوط ذات زمن شفارزشيلد الثابت ببطء لتفقد أفقيتها وتأخذ الشكل الذي تمتلكه في نظام الإحداثيات إدينغتون فينكلشتاين. بطريقة ما، يصف نظام إحداثيات Schwarzschild الزمكان فقط كما يراه المراقبون الذين يظلون بعيدًا ولا يدركون الجزء الداخلي من الثقب الأسود، بينما يرتبط Eddington-Finkelstein للمراقبين الذين يعبرون الأفق وبالتالي يستكشفون الداخل جزئيًا.

هندسة شفارزشيلد Schwarzschild للزمكان (تم تقليلها إلى بُعد مكاني واحد) موضحة في إحداثيات Schwarzschild وإحداثيات Eddington-Finkelstein. هذا الأخير يجعل من الممكن إبراز حقيقة أن الأفق ليس سطحًا تتباعد فيه الهندسة، ولكنه فقط "أفق الحدث"، وهو سطح لا يمكن عبوره إلا في اتجاه واحد. انظر النص لمزيد من التفاصيل. المصدر أ. هاميلتون.

ج- نحو اكتشاف الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية:

ومع ذلك، قبل أن يتم الأخذ بالاعتبار مثل هذه "التحليلات" في الواقع، واستحق "الثقوب السوداء" الاسم الذي صاغه لها الفيزيائي الأمريكي جون ويلر في عام 1967، كان لا يزال يتعين على مفهوم الثقب الأسود الانتظار حتى تمت دراسة فكرة الانهيار الثقالي التي اقترحها Baade وZwicky بشكل أفضل وأن إدينغتون توقف عن النضال ضد قبول الأجسام الفيزيائية الفلكية المدمجة. كانت إحدى الخطوات المهمة في هذا الاتجاه، في عام 1939، أول حساب نسبي لانهيار الجاذبية لمجال مائع من الغبار (= سائل بدون ضغط) قام به الأمريكان روبرت أوبنهايمر وهارتلاند سنايدر. بنمذجة انهيار نجم، أظهروا أنه في هذا النموذج، أدى الانهيار إلى ظهور أفق حدث يقطع الجزء الداخلي لبقية الكون. ولكن بسبب " الثقب الأسود، وفقًا لمراقب Schwarzschild، أي الذي يظل ثابتًا بالنسبة إلى الأفق. الخطوط التي تتوافق، من الخارج، مع الفضاء في لحظة معينة لهذا المراقب، أفقية وأرجوانية. على العكس من ذلك، فإن الخطوط الرأسية هي من جانبها المنحنيات التي تحافظ على نفس قيمة الإحداثي "الشعاعي" وبالتالي تصف، خارج الثقب الأسود، موقعًا معينًا لهذا المراقب الذي يبقى على مسافة ثابتة من الأفق.، والذي يظهر كخط أحمر رأسي. من ناحية أخرى، يتم تمثيل خطوط الكون باللون الأصفر من الجسيمات ذات الكتل الصفرية والتي تحدد بالتالي سطح المخاريط الضوئية (تقترب من الثقب الأسود أو تبتعد عنه). يظهر وجود التفرد في الأفق في "تكاثف" هذه الخطوط من الكون التي تصبح، بالقرب من الأفق، عمودية أكثر فأكثر، ولا تعبره أبدًا، بل تأتي من الخارج، هذا وهو ما يفسر أن المراقب البعيد لا يرى أبدًا ضوءًا يدخل الثقب الأسود. علاوة على ذلك، فإن حقيقة أن إحداثيات شفارزشيلد Schwarzschild لا تتكيف مع كل الزمكان وتظهر أيضًا في وجود خطوط كون جديدة للفوتونات داخل الثقب الأسود المنفصلة عن الخطوط الخارجية (جميعها يبدو أن لديها إحساس عكسي بالوقت). بمجرد عبور الأفق، تصبح الأمور أكثر تعقيدًا لأن المنحنيات الرأسية، على سبيل المثال، تصف المساحة الداخلية للثقب الأسود في "لحظة معينة" ولم تعد موضعًا في جميع الأوقات، وهو ما يؤكد فقط أن الإحداثيات فقدت معناها. على سبيل المثال، التفرد المركزي هو المحور السماوي في أقصى اليسار ولكن، كما رأينا من قبل، لا ينبغي تخيله كنقطة في الفضاء.

هذه المشاكل غائبة عن الشكل الثاني، الذي يمثل نفس الزمكان، لكن يُرى وفقًا لمراقب من Eddington-Finkelstein7. مثل هذا المراقب يقطع الفضاء بنفس طريقة شفارزشيلد (نلاحظ نفس المنحنيات الرأسية السماوي والأحمر والأزرق)، ولكن يتم تحديد وقته بحيث يظل ماديًا، حتى بعد الأفق الماضي. تظهر هذه الخاصية في حقيقة أنه في هذا الشكل الثاني، تظل خطوط الكون التي تحدد مخاريط الضوء الداخل إلى الثقب الأسود متجهة عند 45 درجة (لأن الوحدات تجعل سرعة الضوء تساوي 1)، حتى داخل الثقب الأسود. مع إحداثيات شفارزشيلد Schwarzschild ، كان هذا هو الحال فقط في الخارج ، بعيدًا عن الأفق. بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أن أفق الثقب الأسود هو بالفعل "أفق حدث"، وهو سطح لا يمكن عبوره إلا في اتجاه واحد، ينبع من حقيقة أن مخاريط الضوء الخارجة (البرتقالية) أصبحت أكثر فأكثر عموديًا، تلك الموجودة داخل الثقب الأسود تنجذب نحو التفرد المركزي بنفس الطريقة مثل الأقماع الداخلة. أخيرًا، يساعد الشكل الثالث (المتحرك) في إنشاء اتصال بين هذين النظامين الإحداثيين، حيث يتم تشويه الخطوط ذات زمن شفارزشيلد الثابت ببطء لتفقد أفقيتها وتأخذ الشكل الذي تمتلكه في نظام الإحداثيات إدينغتون فينكلشتاين. بطريقة ما، يصف نظام إحداثيات Schwarzschild الزمكان فقط كما يراه المراقبون الذين يظلون بعيدًا ولا يدركون الجزء الداخلي من الثقب الأسود، بينما يرتبط Eddington-Finkelstein للمراقبين الذين يعبرون الأفق وبالتالي يستكشفون الداخل جزئيًا.

هندسة شفارزشيلد Schwarzschild للزمكان (تم تقليلها إلى بُعد مكاني واحد) موضحة في إحداثيات Schwarzschild وإحداثيات Eddington-Finkelstein. هذا الأخير يجعل من الممكن إبراز حقيقة أن الأفق ليس سطحًا تتباعد فيه الهندسة، ولكنه فقط "أفق الحدث"، وهو سطح لا يمكن عبوره إلا في اتجاه واحد. انظر النص لمزيد من التفاصيل. المصدر أ. هاميلتون.

ج- نحو اكتشاف الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية

ومع ذلك، قبل أن يتم اعتبار مثل هذه "التحليلات" في الواقع، واستحقاق "الثقوب السوداء" الاسم الذي صاغه لها الفيزيائي الأمريكي جون ويلر في عام 1967، كان لا يزال يتعين على مفهوم الثقب الأسود الانتظار حتى تمت دراسة فكرة الانهيار الثقالي التي اقترحها Baade وZwicky بشكل أفضل وأن إدينغجتون توقف عن النضال ضد قبول الأجسام الفيزيائية الفلكية المدمجة. كانت إحدى الخطوات المهمة في هذا الاتجاه، في عام 1939، أول حساب نسبي لانهيار الجاذبية لمجال مائع من الغبار (= سائل بدون ضغط) قام به الأمريكان روبرت أوبنهايمر وهارتلاند سنايدر. بنمذجة انهيار نجم، أظهروا أنه في هذا النموذج، أدى الانهيار إلى ظهور أفق حدث يقطع الجزء الداخلي لبقية الكون. ولكن بسبب " اختيار "إهمال الضغط، كانت هذه النتيجة في ذلك الوقت غير مقنعة، ويعتقد معظم الفيزيائيين (بما في ذلك أوبنهايمر) أن الضغط يمكن أن يغير النتيجة. مع الحرب، تم استدعاء المجتمع العلمي إلى مختلف المهن الأخرى، ولم تعد مسألة وجود النجوم المنهارة إلى جدول الأعمال حتى حوالي عام 1955، عندما قرر الفيزيائيون المسؤولون عن النمذجة العددية لآلية القنابل الهيدروجينية، في الاتحاد السوفيتي كما في الولايات المتحدة، استخدام "ألعابهم الجديدة" لنمذجة الانهيار الجاذبي لنجم بشكل واقعي. بهذه الطريقة، أوضح جون ويلر (الولايات المتحدة الأمريكية) وياكوف زيلدوفيتش (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية) أن إدينجتون (توفي عام 1944) كان خاطئًا وأن قدم نموذج أوبنهايمر وسنايدر التنبؤ الصحيح، على الرغم من بساطته الشديدة. بدءًا من هذه الفترة (أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات)، كان تاريخ الثقوب السوداء وتاريخ الفيزياء الفلكية النسبية iste "في وقت واحد بسبب العديد من الاكتشافات النظرية والرصدية. 

2045 الانفجار العظيم 8

شكل توضيحي لظهور أفق الحدث (سطحه أسطوانة رمادية) وتفرد (مركزي، أسود) أثناء انهيار نجم. في نقاط مختلفة من الزمكان (بعدين للفضاء وواحد للوقت) يتم تمثيل مخاريط الضوء. نلاحظ أنه كلما اقتربوا من الأفق، زاد ميلهم، وهذا يترجم حقيقة أنه حتى الضوء (الذي ينتقل على طول المخاريط) لا يمكنه الهروب من الثقب الأسود. المصدر جي بي لومينيت.

فيما يتعلق بالنجوم النيوترونية، جاء الاهتمام المتجدد من اكتشاف أول "نجم نابض" في عام 1967 من قبل البريطانية جوسلين بيل، طالبة أنتوني هيويش (التي حصلت وحدها على جائزة نوبل لهذا الاكتشاف). في الواقع، بعد أيام قليلة من نشر ملاحظة بيل وهويش ، اقترح كل من الأمريكيين تي. جولد والإيطالي إف.باسيني بشكل مستقل تفسير الإشارة النابضة على أنها انبعاث السنكروترون الناتج عن الجسيمات المشحونة. طاقات عالية تنتشر على طول خطوط المجال للغلاف المغناطيسي لنجم نيوتروني دوار. على الرغم من وجود نماذج أخرى في البداية، تم اختيار هذا النموذج الرائد بسرعة والتحقق من صحته. والسبب هو أنه بعد الملاحظة الأولى لنجم نابض بولسار Pulsar، حاول العديد من علماء الفلك العثور على آخرين، وبالتالي، في نهاية عام 1968، كان هناك عشرين نجمًا معروفًا بالفعل. ومع ذلك، فإن نموذج المنارة تنبأ بتأثيرات مختلفة 8 تم التحقق منها جميعًا قبل عام 1970. مع تحسن تقنيات المراقبة، أصبح من المعروف اليوم أكثر من 2000، وهذا الرقم يتزايد باستمرار. النجوم النيوترونية هي أجسام كثيفة للغاية ومضغوطة تتحلل فيها النوى الذرية، والأمل الحالي هو جعلها "مختبرات" لدراسة المادة بكثافات وطاقات عالية جدًا، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى موجات الجاذبية التي ينبعثونها (انظر أدناه).

 توضيح لمبدأ النجم النابض، وهو نجم نيوتروني ممغنط في الدوران. نلاحظ خطوط المجالات المغناطيسية التي تنتقل عبرها الإلكترونات، ويكون انبعاث الإشعاع الكهرومغناطيسي باتجاه القطبين. مصدر وكالة ناسا.

بالنسبة للثقوب السوداء، كان أحد الأحداث / النتائج الرئيسية الأولى في دراستهم هو اكتشاف النيوزيلندي روي كير لتعميم حل شفارزشيلد للحالة التي تدور فيها الكتلة M بزخم زاوي J ثابت، اكتشاف مزين بإثبات أن هذا الحل له أيضًا تفرد داخلي 9. ومع ذلك، في حل كير، يكون الأخير حلقيًا ويمكن تجنبه من خلال دخول مراقب إلى الثقب الأسود النظري. ومع ذلك، فإن هذه الخصائص ليست ذات صلة بالثقب الأسود الحقيقي لأن الجزء الداخلي من الحل الرياضياتي لكير غير مستقر، مما يعني أن المرء يتجاهل إلى حد كبير ما يحدث وراء أفق ثقب أسود مادي دوار، على الرغم من وجود سبب وجيه للاعتقاد بأن التفرد، كما هو الحال في ثقب شفارزشيلد الأسود، هو "لحظة" وليس "مكان".

بعد اكتشاف كير بفترة وجيزة، أظهر البريطانيان روجر بنروز وستيفن هوكينغ بطريقة عامة وصارمة أن الانهيار الجاذبي للنجم يؤدي حتمًا إلى ظهور التفرد، بمجرد أن يصبح نصف قطره أصغر. من نصف قطرها Schwarzschild. وهكذا، فإن حالة هذا التفرد الداخلي، الذي لا يزال وصفه بعيدًا عن الفيزياء الحالية، يختلف تمامًا عن حالة تفرد الأفق: لا يمكن أن يختفي بفضل تغيير بسيط في الإحداثيات ويوجد "حقًا". تشير النظرية التي أوضحها بنروز وهوكينغ إلى أنه بالإضافة إلى كونها حاضرة بشكل لا يمكن إصلاحه في المعادلات، فإن هذا التفرد لا مفر منه أيضًا أثناء انهيار الحالة. الزيتية والمادية. ومع ذلك، يجب أن يكون هذا التأكيد مقيدًا بحقيقة أن إثباتهم يتم في إطار النسبية العامة. وبالتالي، فمن المحتمل جدًا أن تقوم التأثيرات الكمومية بتعديل هذا الاستنتاج، دون حرمان "الثقب الأسود" من واقعه المادي، الذي يعتمد قبل كل شيء على أفقه.

جاءت الخطوة التالية في فهم الثقوب السوداء تحديدًا من دراسة الآفاق المحتملة، مع عمل الكندي فيرنر إسرائيل، والأسترالي براندون كارتر، والبريطاني ديفيد روبنسون، وهوكينغ. أحضر كل منهم عنصر (أو أكثر) من عناصر الإثبات إلى النظرية التي لخصها ويلر في هذه الكلمات القليلة "الثقب الأسود أقرع أو ليس له شعر" (في نفس الوقت تقريبًا عندما أطلق التعبير "الثقب الأسود"). تنص نتيجتهما على أنه بغض النظر عن تاريخه السابق، لا يمكن وصف الثقب الأسود إلا بثلاث معاملات، كتلته، شحنته الكهربائية، والزخم الزاوي (مرة أخرى: في ظل النسبية العامة) وفقًا لهذه النظرية، لا يوجد أي أثر للخصائص الأخرى التي تصف الكائن قبل أن ينهار في ثقب أسود (العدد الإجمالي للجسيمات على سبيل المثال). بالإضافة إلى ذلك، أظهر هوكينغ في نفس الوقت تقريبًا أن مساحة أفق الثقب الأسود يمكن أن تنمو فقط، مما دفع الفيزيائي الإسرائيلي جاكوب بيكنشتاين إلى افتراض أن هذه المنطقة كانت مقياسًا لكونتروبيا الثقوب السوداء، وبالتالي تحديد ولادة الديناميكا الحرارية للثقب الأسود. لقد أخذ المجتمع بأسره هذا الجزء الآخر من فيزياء الثقوب السوداء على محمل الجد عندما أظهر هوكينغ في عام 1974 أن الثقوب السوداء لها بالفعل درجة حرارة وبالتالي فهي ليست سوداء تمامًا. باستخدام نظرية المجال الكمومي في سياق الزمكان المنحني، أظهر للتو أن التقلبات الكمومية في الفراغ بالقرب من الأفق تؤدي بالفعل إلى انبعاث "إشعاع هوكينغ". ومع ذلك، فإن هذه النتيجة هي في الحد الحالي بين ما تم تحديده وما يبقى تخمينيًا (أحد تنبؤاته هو وجود ثقوب سوداء صغيرة ذات أعمار قصيرة جدًا والتي يمكن أن تتشكل في LHC (مصادم الهادرونات الكبير)، أو في مصادمات الجسيمات الأخرى، ولكن دون التسبب في نهاية العالم كما يخشى البعض)، حتى أن البعض يزعم أن مظاهرة هوكينغ تستند إلى افتراضات لا تزال غير مؤكدة. وبالتالي، لن يتم استكشاف هذا الموضوع بشكل أكبر، فالملاحظات المحتملة للثقوب السوداء هي موضوع أقل تخمينًا ولكنه مثير للاهتمام.

2045 الانفجار العظيم 9

توضيح لمبدأ إشعاع هوكينغ للثقوب السوداء. على اليسار، تذبذب الفراغ في منطقة ذات مجال جاذبية ضعيف يدوم فقط لحظة وجيزة. على اليمين، نفس التذبذب بالقرب من أفق ثقب أسود ينتج عنه هروب جسيم من الطاقة الإيجابية، مما يعطي الانطباع بأن الثقب الأسود يفقد الكتلة ويشع. المصدر J. Turner.

في الواقع، حدثت ثورة في فيزياء الثقوب السوداء أيضًا في السنوات 1960-1970، من وجهة نظر المراقبة، وذلك بفضل ظهور "علم الفلك الراديوي"، الذي ولد من التطورات التقنية الهامة التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية.. وهكذا، فإن مراقبة السماء لم تبدأ فقط في الجزء المرئي من الطيف الكهرومغناطيسي، ولكن أيضًا في الأطوال الموجية الأخرى، ولا سيما موجات الراديو. تم اكتشاف نوعين من المصادر بسرعة، بعضها موجود في المستوى المجري، والبعض الآخر أكثر تشتتًا، على ما يبدو. كان يعتقد بطبيعة الحال أن مصادر هذه الفئة الثانية كانت خارج المجرة، وهو ما تأكد عندما أتاح تحسين التلسكوبات الراديوية ربط هذه المصادر بالمجرات التي يمكن ملاحظتها. ومع ذلك، بحلول عام 1962، أصبحت دقة القياسات (راجع دقة الهوائي المستخدم في عام 1964 من قبل Penzias وWilson) كافية لإثبات أن بعض هذه المصادر الموزعة بشكل متناحي ومتناظر لا تتوافق مع أي مجرة معروفة، وعلى العكس من ذلك، يمكن أن ترتبط بأشياء لا يمكن تمييزها تقريبًا عن النجوم. ومع ذلك، فإن قدرة النجوم على إصدار إشعاعات راديوية بمثل هذه الشدة يبدو أمرًا لا يمكن تصوره، وهو لغز تضاعف عندما درس المرء أطياف هذه "الكوازارات" (تقلص "المصدر الراديوي شبه الفلكي")، والتي لا تشبه أطياف لا يوجد نوع معروف من النجوم ولا يتوافق مع خطوط الذرات المعتادة. أو على الأقل، هذا ما كنا نعتقده لبضعة أشهر، قبل أن يدرك عالم الفيزياء الفلكية الهولندي مارتن شميدت أن الأطياف تتوافق جيدًا مع العناصر المعروفة، لكنها تحولت بشدة نحو اللون الأحمر، مما يعني أن المصادر كانت تقع على مسافات كونية. لذلك يجب أن تكون الآلية التي تنتج هذا الإشعاع قوية للغاية، وعلى الرغم من التفاصيل لا يزال التفسير المعترف به حاليًا غير مفهوم بشكل كامل، وقد جاء من البريطاني دونالد ليندن بيل. اقترح هذا في عام 1968 أن الكوازارات (وغيرها من "المجرات النشطة") يمكن أن تكون أثرًا لوجود ثقوب سوداء فائقة الكتلة في مركز هذه المجرات البعيدة لها كتل تساوي عدة ملايين مرة كتلة الشمس. بتعبير أدق، الفكرة هي أنه من الواضح أن الإشعاع لا ينبعث مباشرة من هذه الثقوب السوداء الهائلة، ولكن عن طريق المادة الموجودة حولها، في شكل "أقراص تراكمية"، "طموح" هذا تحول المادة بواسطة الثقب الأسود طاقة الجاذبية لهذه الأقراص إلى طاقة حرارية منبعثة على شكل إشعاع.

2045 الانفجار العظيم 10

في الصورة أعلاه، صور لأشباه النجوم التقطت بواسطة تلسكوب هابل الفضائي، بعض هذه الصور تظهر اصطدام المجرات. أدناه، رسم توضيحي لطرد الجسيمات عالية الطاقة، إلى جانب رسم تخطيطي لـ "المبدأ الفيزيائي" وراء وجود مثل هذه النفاثات. مصدر وكالة ناسا.

بالإضافة إلى ذلك، في عام 1960 حدثت أيضًا أول ملاحظات فيزيائية فلكية لمصادر الإشعاع X. في البداية، كانت مسألة التلسكوبات المرسلة في البالونات أو الصواريخ، حتى عام 1970، تم طرحها. القمر الصناعي أوهورو الذي يدور حوله. بفضله، تم اكتشاف العديد من مصادر X، بما في ذلك أول مرشح ثقب أسود نجمي، Cygnus X1، الذي أظهر طيفه اختلافات مفاجئة في شدته، مما يعني أنه كان صغيرًا من الناحية المكانية. وبسرعة، ارتبط هذا المصدر X بعملاق أحمر HDE 226868 والذي، لعدم القدرة على أن يكون هو نفسه المصدر X، كان عليه أن يشكل مع هذا النظام نظامًا ثنائيًا. تم تأكيد ذلك من خلال الملاحظات الطيفية، والتي سمحت، بعد بضع سنوات، بإعادة بناء ديناميكيات النظام واستنتاج كتل هذين الجسمين. في عام 1986، تم الإعلان عن أن Cygnus X1 تبلغ كتلتها حوالي 10 كتل شمسية، وهي أكبر بكثير من أن تكون نجمًا نيوترونيًا. منذ ذلك الوقت، تم دعم الفرضية القائلة بأن Cygnus X1 عبارة عن ثقب أسود من خلال العديد من وسائل المراقبة والأقمار الصناعية X، بما في ذلك Chandra وXMM-Newton، مع وجود العديد من الثقوب السوداء المرشحة للنجوم. وهكذا، بالنسبة لعلماء الفيزياء الفلكية، لم يعد هناك اليوم ظل للشك في وجود الثقوب السوداء، حتى لو كان من الواضح أن رصدهم المباشر كان شبه مستحيل بحكم التعريف. من بين أشهر الثقوب السوداء، يظهر أيضًا الثقب الأسود الهائل الموجود في مركز مجرتنا، مصدر الراديو القوي Sagittarius A *، والذي ظهر لأول مرة أن كتلته تساوي عدة ملايين من الكتلة. الخلايا الشمسية، ومؤخرًا (في أكتوبر 2002) أن الحجم الذي تشغله هذه الكتل صغير جدًا بحيث لا يتوافق مع تفسيرات أخرى غير تلك الخاصة بجسم نصف قطره أقل من نصف قطر شفارزشيلد، وهو ثقب أسود هائل. كما ذكرنا سابقًا، من المحتمل أن يسمح قياس التداخل الأساسي الطويل جدًا، من خلال التجارب Event Horizon Observer أو GRAVITY، بمراقبة حي Sagittarius A * قريبًا. ومع ذلك، هناك ملاحظة أخرى منتظرة بفارغ الصبر ولا ينبغي أن تكون طويلة أيضًا، وهي إشعاع الجاذبية. 

2045 الانفجار العظيم 11رسم توضيحي لمبدأ انبعاث الأشعة السينية في نظام ثنائي يكون أحد أعضائه مضغوطًا بينما الآخر نجم عملاق (نظام HDE 226868 / Cygnus X1 على سبيل المثال). المادة الممزقة من النجم تلتف حول الثقب الأسود وقبل أن تختفي فيه، تسخن بواسطة تسارع الجاذبية، تنبعث منها أشعة سينية، مصدر وكالة ناسا.

1 - خارج زمكان مينكوفسكي، والذي من الواضح أنه حل لمعادلات أينشتاين في الفراغ، وهذا يعني "في غياب المادة أو الطاقة لثني الزمكان".

2 - ولكن أيضًا حول الأرض إذا بقينا في مسافات يكون فيها تأثير الشمس أضعف بكثير من تأثير الأرض.

3 - إن بيانات "حل معادلات أينشتاين" ليست سوى بيانات موتر زخم الطاقة الذي يصف توزيع المادة وتلك الخاصة بالمقياس المقابل. وبالتالي، في الفراغ، تكون بيانات المقياس فقط (لكن موتر Ricci المرتبط هو صفر بحيث يكون حلًا لمعادلات أينشتاين).

4 - نسمع أحيانًا أن لانداو كانت لديه فكرة النجوم النيوترونية في نفس مساء الإعلان عن اكتشاف النيوترون، لكن الدراسات الحديثة تظهر أن الواقع سيكون أكثر إثارة للدهشة مما يبدو أنه مجرد خرافة مبنية على ذكريات سيئة: كان من الممكن أن يخطر ببال لانداو فكرة حتى قبل اكتشاف النيوترون.

5 - ومع ذلك، هناك فرق بين حالة الأرض وحالة زمكان شفارزشيلد وهو أنه لوصف الأرض بالكامل، من الضروري NT خريطتان على الأقل، في حين توجد أنظمة إحداثيات (= خرائط) والتي، إذا أهملنا الإحداثيات الزاوية، تصف زمكان شفارزشيلد بالكامل (أو حتى بالنسبة للبعض مساحة أكبر. التي يعتبر زمكان شفارزشيلد جزءًا منها فقط).

6 - حقيقة أن الانحناء يصبح لانهائيًا في هذه المرحلة من الفضاء، يترجم ببساطة أن النسبية العامة فشلت، مثل الجاذبية النيوتونية، في وصف الأجسام النقطية حقًا. مثل هذا الوصف، الخالي من التناقضات، من المحتمل أن يأتي من الوصف الكمومي للجاذبية.

7- الفيزيائي الأمريكي ديفيد فينكلشتاين هو الذي أشاع في عام 1958 نظام الإحداثيات الذي اكتشفه إدينغجتون في البداية بينما أظهر أنه جعل من الممكن أيضًا وصف الجزء الداخلي من ثقب شفارزشيلد الأسود.

8- التنبؤات الثلاثة الرئيسية هي:

- زمن التباطؤ النموذجي الناتج عن الكبح المغناطيسي.

- الارتباط بين النجوم النابضة وبقايا المستعر الأعظم، وفي عام 1968 تم اكتشاف نجم نابض في مركز سديم السرطان، من بقايا سوبر نوفا 1054 الذي لاحظه الصينيون، وكذلك في فيلا؛

- فترات دوران منخفضة مثل تلك الخاصة بالسرطان أو فيلا، على التوالي 33 و89 مللي ثانية.

9 - حل "الثقب الأسود الدوار" يختلف عن الحل الذي اكتشفه شفارزشيلد بسبب طبيعة الدوران التي لا تمحى، على عكس الزخم. حقيقة أن هذا الأخير يمكن محوه عن طريق تغيير مناسب في الإحداثيات يوضح كيف أن "الكتلة النسبية"، والتي تختلف باختلاف السرعة، ليست مفهوماً مفيداً للغاية في النسبية العامة: انحناء الفضاء - ينتج الزمن الذي يقضيه نظام هائل عن كتلته السكونية وليس من كتلته النسبية.

أ- التنبؤ بموجات الجاذبية:

 منذ عام 1916، أي بعد عام واحد فقط من بيان معادلات النسبية العامة، أدرك أينشتاين أن طابعها "القطعي" جعل من الممكن إيجاد، بالتقريب الخطي، حل في الفراغ يصف انتشار الموجة. كان من الواضح أن هذا الاستنتاج كان متوقعًا في إطار نظرية ديناميكية للجاذبية، ولهذا السبب تحدث بوانكاريه عن "موجات الجاذبية" منذ عام 1907، حتى لو لم ينجح حقًا في صياغة نظرية نسبية الجاذبية. ومع ذلك، في سياق النسبية العامة، فإن مشكلة وجود موجات الجاذبية أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه. في الواقع، بعد إمكانية "محو محلي" أو محليًا" لانحناء الزمكان عن طريق تغيير الإحداثيات، يمكن للمرء أن يشك بحق في الطبيعة الفيزيائية للموجات التي وجدها أينشتاين. اتخذت هذه الخطوة خطوة أخرى في عام 1918، حيث أظهرت أن انبعاث هذه الموجات من مصدر في "حركة بطيئة" يتوافق حقًا مع فقدان طاقة هذا النظام نفسه، لكنه لم يكن كافيًا. هذا العرض، الضروري لإثبات أن موجات الزمكان مادية وليست تأثيرات بسيطة مرتبطة باختيار سيئ للإحداثيات، لم تكن مرضية تمامًا بسبب الطابع غير الخطي الجوهري للنظرية. كان من الممكن تصور أن نتيجة أينشتاين، "الصيغة الرباعية" (التي تصف، في نظام إحداثيات ثابت، فقدان الطاقة للنظام)، صالحة فقط في التقريب الخطي، وأنه عندما تؤخذ التأثيرات غير الخطية في الاعتبار، فإن هذه الموجات ليست سوى "موجات تنسيق"، وهي قطعة أثرية بدون محتوى مادي.

قلة من الناس كانوا مهتمين في البداية بهذه المشكلة عن كثب، ولم يتم توضيح السؤال بشكل نهائي تقريبًا حتى أوائل الستينيات. جاءت الحجج الحاسمة للمجتمع من نوعين من الدراسات. أولاً، كان هناك إجابة، بقلم ف.بيراني ، على السؤال "ماذا سأرى إذا مرت موجة الجاذبية عبر مختبري؟" أوضح أن "الانحناء" والطاقة التي تحملها موجات الجاذبية لا يمكن محوها بتغيير بسيط في الإحداثيات. لكن العمل على المصادر المحتملة للإشعاع الثقالي لعب أيضًا دورًا مهمًا. يمكن للمرء أن يقتبس، على سبيل المثال، العرض الذي قدمه عالم الرياضيات البريطاني هيرمان بوندي لحقيقة أن "كتلة الجاذبية" لنظام يصدر موجات الجاذبية يمكن أن تنخفض فقط. لذلك، بعد عمل بوندي، بقي فقط لإثبات أن كتلة الجاذبية هذه لا يمكن أن تكون سلبية بحيث لا يمكن توجيه أي نقد أساسي للتنبؤ بالوجود المادي لهذه الموجات. لم يتم حل هذا السؤال الذي يبدو أنه غير ضار حتى أوائل الثمانينيات من قبل العديد من الفيزيائيين بما في ذلك R. Schoen و S. Yau و E. Witten. ومع ذلك، بغض النظر عن الأسئلة الفنية التي يثيرها انبعاث واستقبال موجات الجاذبية، يمكننا محاولة d NT خريطتان على الأقل، في حين توجد أنظمة إحداثيات (= خرائط) والتي، إذا أهملنا الإحداثيات الزاوية، تصف زمكان شفارزشيلد بالكامل (أو حتى بالنسبة للبعض مساحة أكبر. التي يعتبر زمكان شفارزشيلد جزءًا منها فقط).

  Illustration d'un dipôle électrique formé de deux charges de signes opposés mais de valeurs absolues égales. Pour qu'un tel système émette une onde électromagnétique, il suffit que la distance entre les deux charges change au cours du temps. Source Hyperphysics, C.R. Nave.    Illustration du concept d'onde quadrupolaire (au-dessus) et de l'effet d'une onde gravitationnelle (de polarisation "plus") sur un cercle de masses ponctuelles (en dessous). Sources D. Russell et W. R. Johnston.

6 - حقيقة أن الانحناء يصبح لانهائيًا في هذه المرحلة من الفضاء، يترجم ببساطة أن النسبية العامة فشلت، مثل الجاذبية النيوتونية، في وصف الأجسام النقطية حقًا. مثل هذا الوصف، الخالي من التناقضات، من المحتمل أن يأتي من الوصف الكمومي للجاذبية.

7- الفيزيائي الأمريكي ديفيد فينكلشتاين هو الذي شاع في عام 1958 نظام الإحداثيات الذي اكتشفه إدينغتون في البداية بينما أظهر أنه جعل من الممكن أيضًا وصف الجزء الداخلي من ثقب شفارزشيلد الأسود.

8- التنبؤات الثلاثة الرئيسية هي:

- زمن التباطؤ النموذجي الناتج عن الكبح المغناطيسي.

- الارتباط بين النجوم النابضة وبقايا المستعر الأعظم، وفي عام 1968 تم اكتشاف نجم نابض في مركز سديم السرطان، من بقايا سوبر نوفا 1054 الذي لاحظه الصينيون، وكذلك في فيلا؛

- فترات دوران منخفضة مثل تلك الخاصة بالسرطان أو فيلا، على التوالي 33 و89 مللي ثانية.

9 - حل "الثقب الأسود الدوار" يختلف عن الحل الذي اكتشفه شوارزشيلد بسبب طبيعة الدوران التي لا تمحى، على عكس الزخم. حقيقة أن هذا الأخير يمكن محوه عن طريق تغيير مناسب في الإحداثيات يوضح كيف أن "الكتلة النسبية" ، والتي تختلف باختلاف السرعة ، ليست مفهوماً مفيداً للغاية في النسبية العامة: انحناء الفضاء - ينتج الوقت الذي يقضيه نظام هائل عن كتلته السكونية وليس من كتلته النسبية. أ- التنبؤ بموجات الجاذبية

منذ عام 1916، أي بعد عام واحد فقط من بيان معادلات النسبية العامة، أدرك أينشتاين أن طابعها "القطعي" جعل من الممكن إيجاد، بالتقريب الخطي، حل في الفراغ يصف انتشار الموجة. كان من الواضح أن هذا الاستنتاج كان متوقعًا في إطار نظرية ديناميكية للجاذبية، ولهذا السبب تحدث بوانكاريه عن "موجات الجاذبية" منذ عام 1907، حتى لو لم ينجح حقًا في صياغة نظرية نسبية الجاذبية. ومع ذلك، في سياق النسبية العامة، فإن مشكلة وجود موجات الجاذبية أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه. في الواقع، بعد إمكانية "محو محليًا" لانحناء الزمكان عن طريق تغيير الإحداثيات، يمكن للمرء أن يشك بحق في الطبيعة الفيزيائية للموجات التي وجدها أينشتاين. اتخذت هذه الخطوة خطوة أخرى في عام 1918، حيث أظهرت أن انبعاث هذه الموجات من مصدر في "حركة بطيئة" يتوافق حقًا مع فقدان طاقة هذا النظام نفسه، لكنه لم يكن كافيًا. هذا العرض، الضروري لإثبات أن موجات الزمكان مادية وليست تأثيرات بسيطة مرتبطة باختيار سيئ للإحداثيات، لم يكن مرضياً تمامًا بسبب الطابع غير الخطي الجوهري للنظرية. كان من الممكن تصور أن نتيجة أينشتاين، "الصيغة الرباعية" (التي تصف، في نظام إحداثيات ثابت، فقدان الطاقة للنظام)، صالحة فقط في التقريب الخطي، وأنه عندما تؤخذ التأثيرات غير الخطية في الاعتبار، فإن هذه الموجات ليست سوى "موجات تنسيق"، وهي قطعة أثرية بدون محتوى مادي.

قلة من الناس كانوا مهتمين في البداية بهذه المشكلة عن كثب، ولم يتم توضيح السؤال بشكل نهائي تقريبًا حتى أوائل الستينيات. جاءت الحجج الحاسمة للمجتمع من نوعين من الدراسات. أولاً، كانت هناك إجابة، بقلم ف.بيراني ، على السؤال "ماذا سأرى إذا مرت موجة الجاذبية عبر مختبري؟" أوضح أن "الانحناء" والطاقة التي تحملها موجات الجاذبية لا يمكن محوها بتغيير بسيط في الإحداثيات. لكن العمل على المصادر المحتملة للإشعاع الثقالي لعب أيضًا دورًا مهمًا. يمكن للمرء أن يقتبس، على سبيل المثال، العرض الذي قدمه عالم الرياضيات البريطاني هيرمان بوندي لحقيقة أن "كتلة الجاذبية" لنظام يصدر موجات الجاذبية يمكن أن تنخفض فقط. لذلك، بعد عمل بوندي، بقي فقط لإثبات أن كتلة الجاذبية هذه لا يمكن أن تكون سلبية بحيث لا يمكن توجيه أي نقد أساسي للتنبؤ بالوجود المادي لهذه الموجات. لم يتم حل هذا السؤال الذي يبدو أنه غير ضار حتى أوائل الثمانينيات من قبل العديد من الفيزيائيين بما في ذلك R. Schoen و S. Yau و E. Witten. ومع ذلك، بغض النظر عن الأسئلة الفنية التي يثيرها انبعاث واستقبال موجات الجاذبية، يمكننا محاولة د اكتب بإيجاز واسأل السؤال عن الشروط الضرورية (ولكن ربما لا تكون كافية) لنظام مادي ليكون مصدر موجات الجاذبية.

من الطرق الجيدة لفهم فيزياء موجات الجاذبية مقارنتها بالموجات الصوتية والموجات الكهرومغناطيسية التي تنبأ بها ماكسويل. الموجات الصوتية هي الموجات المرتبطة بالانتشار في وسط مادي نتيجة لحدوث تغير في الضغط. رياضياتياً، يوصف هذا من خلال تذبذب "المجال القياسي"، وهو مسند قيمة الضغط عند كل نقطة في الفضاء تشكل مثل هذا المجال. يعتبر الغشاء الكروي البسيط، الذي يتغير حجمه بمرور الوقت، مصدرًا أحادي القطب مناسبًا تمامًا للموجات الصوتية. من ناحية أخرى، فإن المجال الكهرومغناطيسي هو حقل متجه، مما يعني أنه موصوف بالبيانات، في كل نقطة من الزمكان، لمتجه. يمكننا أن نظهر رياضياتيًا أن هذا يعني أن الجسيم "مركبة المجال" (الفوتون) عبارة عن بوزون من الدوران يساوي 1، ولكن أيضًا لإصدار موجة كهرومغناطيسية، يجب أن يرتبط المصدر بـ "كسر التناظر الكروي. على الأقل ثنائي القطب "(يرتبط غياب جزء قياسي من المجال بالكتلة الصفرية للفوتون). بعبارة أخرى، فإن الهوائي الذي سيكون مجرد موصل كروي، والذي يتغير حجمه مع مرور الوقت، لن يصدر أي موجة، كما يتضح من نظرية غاوس التي ستتنبأ، في كل لحظة، بنفس المجال الكهروستاتيكي من الهوائي. ومع ذلك، فإن الهوائي الخطي الذي فيه شحنة موجبة وشحنة سالبة (والتي تشكل بالتالي ثنائي القطب) لها حركات تذبذبية معاكسة (بحيث لا يتحرك مركز الشحن الباري) ولا يصدر إشعاعًا كهرومغناطيسيًا.

 Q = (G / c5) s² w6 M² R4  Q = (c5 / G) s² (v / c)6 (R / Rs)².

 h = 2. 10-19 ( M / Msol)0.5 ( 1 Mpc / r) ( 1 kHz / f) ( 1 ms / T)0.5 E0.5,

 

د. جواد بشارة

 

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


الجاذبية النيوتونية مقابل مبدأ النسبية:

أ- علم الكونيات النسبي

وضعت النسبية الخاصة حداً لأساطير المكان والزمان المطلقين، واستبدلت مع ذلك بنوع من "المطلق" الآخر، وهو الزمكان لمينكوفسكي. في الواقع، وفقًا لهذه النظرية، فإن الزمكان هو نفسه بالنسبة لجميع المراقبين المرتبطين بمبدأ بالقصور الذاتي، والذي "يُعطى له مرة واحدة وإلى الأبد". ومع ذلك، كانت وجهة النظر هذه أقل "استبدادية" من فرضية نيوتن، نظرًا لأن تقسيم الزمكان إلى "شرائح من الفضاء"، المقابلة لقيم مختلفة من الوقت، لا يمكن أن يتم إلا بطريقة نسبية اعتمادًا على المراقب. وبهذا المعنى، فإن النسبية العامة أكثر ثورية، لأنها تفترض أنه ليس الزمان والمكان نسبيان فقط، ولكن المزيد من الزمكان ليس في الحقيقة إطارًا مطلقًا غير قابل للتغيير يتم تعديله من خلال وجود المادة أو الطاقة، فهو بالأحرى أ "الشيء المادي مثل أي شيء آخر تقريبًا"، لا يمكن استنتاج خصائصه إلا من خلال اللجوء المتزامن إلى النظرية والخبرة. علاوة على ذلك، نظرًا لكون الجاذبية تعبيرًا عن انحناء الزمكان هذا، فإن أينشتاين يجلب إجابة عابرة للسؤال الذي طرحه نيوتن على نفسه طوال حياته. الجاذبية لديها تفسير محلي "آلي" وليس هناك حاجة للجوء إلى فرضية "غامضة"، مثل تدخل القوى التي تعمل عن بعد بشكل فوري "فوق لا شيء".

من ناحية أخرى، تعتبر نظرية أينشتاين من وجهة نظره إطارًا للفكر أكثر من أي شيء آخر، ولم يتردد في فعل ما قد يعتبره البعض بدعة. في وقت مبكر من عام 1917، قرر أن التعامل مع سلوك الزمكان، يجب أن تكون نظريته قادرة على تطبيق "الجسم المادي المكون من الزمكان بأكمله"، أي الكون. ومع ذلك، لم يكن أينشتاين خاليًا من بداهة، وكان الاعتقاد في كون ثابت (مستقل عن الزمن) متجذرًا بعمق في ثقافة ذلك الوقت، حيث ساد النموذج الكوني الأول الذي اعتبره ثابتًا. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن الأسباب التي تجعل أينشتاين يفترض وجود كون ثابتًا ليست ثقافية فقط (طوال حياته يبدو أنه ظل معارضًا لفكرة الكون الديناميكي المتغير)، ولكنها أيضًا أسباب علمية (لمزيد من التفاصيل، راجع مقدمة Luminet لمجموعة المقالات التي كتبها فريدمان ولوميتر). في الواقع، يجب أن نتذكر أنه في ذلك الوقت، كنا نعلم بالفعل أن النجوم لديها حركات مناسبة ضعيفة، ومع ذلك، كان ذلك دون معرفة توزيعها، أو حركاتها المحتملة على نطاق واسع. إن وجود مجرات أخرى (والطبيعة خارج المجرة لبعض السدم التي هي ليست سوى المجرات الأخرى) لا يزال يتم تجاهله، وبالتالي كان من المشروع افتراض أن الكون كان مجرد نوع من الغاز العملاق المتجانس الذي يولد النجوم، وهو ما فعله أينشتاين.

بالاعتماد على هذه الفرضيات وعلى مبدأ ماخ (الذي ألهمه طوال فترة بحثه عن نظريته)، فقد قاد أينشتاين، لأسباب فنية، للتخلي عن فرضية الكون اللامتناهي في المكان والزمان. ثم افترض أن الكون له مدى مكاني محدود، واكتشف حلًا لمعادلاته التي تصف زمكانًا يكون جزءه المكاني محدودًا (ولكن بلا حدود، مثل الكرة) وله انحناء إيجابي. كانت هذه هي المرة الأولى منذ نيوتن التي تجرأنا فيها على افتراض أن الكون ليس لانهائيًا. ومع ذلك، قبل الوصول إلى الحل الذي اكتشفه أينشتاين، جعله يواجه مشكلة تتعلق بحقيقة أنه يريد إيجاد حل ثابت يصف كونًا محدودًا ومتجانسًا. في الواقع، يمكننا إثبات أن مثل هذا الحل الكوني غير مستقر، سواء في حالة الجاذبية النيوتونية أو النسبية العامة. وهكذا، كان من الممكن أن يصل أينشتاين في ذلك الوقت إلى استنتاج طبيعي لنظريته: إذا كان الزمكان نوعًا من الأشياء المادية التي توصف الفيزياء عليها بمعادلات النسبية العامة التي تعتمد، في كل العموميات، على الزمن، فمن الممكن تمامًا، إن لم يكن حتميًا، أن يكون الكون ديناميكيًا، أي أن له خصائص تتغير بمرور الوقت. خطرت له هذه الفكرة، ولكن نظرًا لأن الملاحظات بدت وكأنها تشير إلى حالة ثابتة للكون، فقد فضل تعديل نظريته قليلاً عن طريق إدخال مصطلح إضافي في المعادلات، وهو " الثابت الكوني"، ولم تكن تأثيراته غير واضحة آنذاك. ستشعر بذلك على مسافات بعيدة جدًا. بفضل هذا الثابت (الذي وصفه أينشتاين لاحقًا بأنه أكبر خطأ في حياته)، أصبح نموذج أينشتاين الكوني ثابتًا، ولكن بسببه، فقد التنبؤ الكبير المتعلق بالتوسع الكوني.

  2041 بشارة 1

كان أينشتاين مع عالم الرياضيات الروسي ألكسندر فريدمان، حوالي عام 1922، عندما بدأ الكون يُعتبر حقًا كائنًا ماديًا ديناميكيًا (ومع ذلك، يبدو أن دي سيتر كان لديه الحدس حتى قبل ذلك، بفضل نموذج "مبسط" الذي صاغه، لكنه لم يذهب إلى حد الإدلاء بتصريح). وهكذا كان أول من وجد الحلول الكونية الديناميكية، التي وصفت الكون المتجانس والمتناحي أو المتناظر، والذي يمكن أن يكون محدودًا أو لانهائيًا من الناحية المكانية، والذي يتغير نصف قطر انحناءه بمرور الوقت. أظهر فريدمان أيضًا بشكل عابر أن الثابت الذي قدمه أينشتاين يمكن الاحتفاظ به في كل من هذه النماذج، لكنه لم يكن ضروريًا بأي حال من الأحوال، وهو ما يمثل بداية اختفاء هذا الثابت، حتى وقت قريب جدًا بعد العودة إلى قواعد المراقبة. علاوة على ذلك، لاحظ فريدمان، بشكل مثير للفضول، أن الحلول الرياضية التي اكتشفها تضمنت، في الماضي أو المستقبل، لحظة واحدة (أو أكثر) عندما "ينخفض الكون إلى نقطة هندسية" 1، والتي نترجم إلى لغة حديثة وصارمة من خلال وجود "التفرد أو الفرادة" في المعادلات (= ظهور المصطلحات اللانهائية). قادته هذه النتيجة إلى تأملات فلسفية طويلة حتى أنه كتب ما كان يأمل أن يكون كتابًا للترويج عن المكان والزمان للفلاسفة. ومع ذلك، يبدو أن طموحه كان كبيرًا جدًا، والمحتوى كان تقنيًا للغاية، حتى لو ناقش الاستنتاجات الثورية التي توصل إليها والتي لا تزال حتى اليوم موضوع نقاشات طويلة: فــ "خلق الكون. "كانت نتيجة طبيعية للمعادلات، والحلول الدورية بمرور الوقت التي يمكن أن تصف حتى الكون الدوري الذي قارنه بالأساطير الهندية. لكن فريدمان كان حريصًا على تجنب الخلط بين عمله العلمي وتأملاته الأكثر تأملاً، وأي نقاش حول هذا الموضوع غائب عن كتاباته الفنية، التي نزلت "فقط" إلى وضع أسس علم الكونيات من خلال إظهار أن يمكن أن يكون الكون ديناميكيًا. ومع ذلك، توفي فريدمان في وقت مبكر جدًا (1925)، ولم يكن لديه سوى القليل من الوقت للاهتمام بعلم الفلك الذي كان يتجاهله سابقًا. وهكذا، كان عالم الرياضيات والفيزياء الآخر، البلجيكي جورج لوميتر، هو أول من ربط بين نماذج فريدمان (التي أعاد اكتشافها جزئيًا بمفرده) وبعض الملاحظات التي دعمت فرضية توسع الكون.. رسم توضيحي لنماذج الكون المتوسعة التي اكتشفها فريدمان. العامل أ، الذي يتغير بمرور الوقت، هو عامل المقياس الذي يصف نصف قطر انحناء الكون. نلاحظ نموذجًا في التوسع اللامتناهي، مع كون غير محدود مكانيًا مع انحناء سلبي (k = -1)، ونموذج في التوسع اللانهائي، ولكن مع كون غير محدود مكانيًا ومسطحًا وإقليديًا (k = 0)، وكذلك نموذج للكون محدود مكانيًا والذي ينهار فيه مرة أخرى على نفسه (النموذج k = 1 ، مع "أزمة كبيرة" نهائية). النقاط المفهرسة بواسطة "bang" هي تلك التي تتوافق في كل من هذه النماذج مع التفرد الأولي الموجود في المعادلات. كما هو موضح في الشكل، فإن عمر الكون (= الوقت الذي يفصلنا عن "الانفجار") يعتمد على النموذج المستخدم وبالتالي على الملاحظات التي تشهد على التوسع الحالي. المصدر S.M. كارول.

في الواقع، اجتذب لوميتر نظرية أينشتاين في وقت مبكر جدًا، وكذلك علم الفلك، وحصل على منحة دراسية للذهاب إلى الولايات المتحدة حيث عمل مع عالم الفلك الأمريكي هارلو شابلي على "السدم" (مواقع قاتمة وبلا حراك التي نلاحظها في السماء والتي لم يتم فهم أصلها بعد ذلك) والتقينا، من بين آخرين، إدوين هابل، الذي كان يحاول قياس المسافة بين الأرض وهذه السدم. في عام 1925، جلب هابل عنصرًا مهمًا جدًا لدراستهم، من خلال إظهار أن بعض هذه السدم هي مجرات أخرى مماثلة لمجرتنا وتتكون من عدد كبير جدًا من النجوم. إذا بدت قاتمة وثابتة، فذلك فقط لأنها بعيدة جدًا عنا. علاوة على ذلك، كانت إحدى أكبر المشكلات الفلكية في هذا الوقت هي أن الضوء المنبعث من هذه المجرات بدا بشكل منهجي "يتحول نحو اللون الأحمر"، والذي اكتشفه مؤخرًا عالم فلك أمريكي آخر، فيستو سليفر، واجهه لوميتر عندما عاد من زيارة هابل. كان التفسير المعتاد، من خلال تأثير دوبلر الكلاسيكي، أن هذه المجرات كانت تبتعد بسرعات شعاعية عالية جدًا (بترتيب 600 كم / ثانية) من الأرض (انظر الشكل التالي).

2041 بشارة 2

توضيح لتأثير دوبلر في حالة الموجة الصوتية. يظهر تحول دوبلر عندما تنبعث إشارة دورية (صوت أو موجة ضوئية) من مصدر متنقل (سيارة الإسعاف هنا) بالنسبة إلى المراقب (أو المستمع). إذا اقترب المصدر، يبدو أن للإشارة المرسلة طول موجة أقصر (= تردد أعلى وضوضاء أعلى) مما هو عليه بالفعل. والعكس صحيح إذا ابتعدت سيارة الإسعاف. ومع ذلك، في حالة الضوء، فإن أقل الترددات المرئية هي تلك الخاصة بالألوان الحمراء، وأعلى تردد للألوان الزرقاء. وبالتالي، فإن "الانزياح الأحمر لإشارة ضوئية" يتوافق مع ما يحدث عندما يتحرك مصدر الضوء بعيدًا عن المستقبل أو المتلقي للضوء، كما أن قيمة الإزاحة بين تردد الإرسال وتردد الاستقبال تجعل من الممكن حساب سرعة الضوء القادم من المصدر. أنظر: http://www.lcse.umn.edu

بالعودة إلى بلجيكا، بدأ لوميتر Lemaître في كتابة أطروحة الدكتوراه التي كرسها لعلم الكونيات النسبي. وهكذا هاجم معادلات أينشتاين ووجد حلًا كونيًا ديناميكيًا، والذي طوره إلى نموذج كوني لكون يتمدد. كان هذا النموذج مشابهًا جدًا لأحد نماذج فريدمان، ولكنه أكثر واقعية لوصف المادة 2. ومع ذلك، فإن الفارق الكبير بين فريدمان ولوميتر هو أن الأخير كان على دراية بعمل المراقبة لهابل وسليفر. توقع استنتاجات هابل، نشر لوميتر في عام 1927 نموذجه الكوني الذي أظهر من خلاله أن هناك حلول كونية ديناميكية لمعادلات أينشتاين، وأيضًا أن هذه الفرضية أوضحت بشكل طبيعي الملاحظات التي تم إجراؤها: الانزياح الأحمر للترددات الذي يزداد مع المسافة بين المصدر والأرض. ووفقًا لـلوميتر Lemaître، فإن الانزياح الأحمر الملحوظ ليس تأثير دوبلر (حتى لو كان هذا المصطلح يستخدم أحيانًا بشكل محرج في هذا السياق)، ولكنه تأثير جاذبية مشابه لتأثير أينشتاين: لقد انبعث الضوء الذي يصل إلينا. في وقت كان فيه انحناء الكون (وبالتالي مجال الجاذبية) أكبر مما هو عليه اليوم. في الواقع، يذهب لوميتر Lemaître إلى أبعد من ذلك لإيجاد العلاقة الخطية بين "سرعة" الإزالة الظاهرة والمسافة، واكتشاف القانون قبل هابل بسنتين والثابت الذي يحمل اسم الأخير مع ذلك. توضيح لقانون هابل من خلال كيفية اعتماد السرعة الظاهرية للمجرات على بعدها. يتم حساب السرعة من معادلة تأثير دوبلر التي تعطي السرعة كدالة للانزياح الأحمر المرصود. وهكذا، فإن "السرعات" المرسومة هنا تتضمن "سرعة ظاهرة" مرتبطة بتوسع الكون، ولكن أيضًا سرعة فيزيائية، حيث تتحرك المجرات المختلفة محليًا فيما يتعلق ببعضها البعض. ولهذا السبب (من بين أمور أخرى) لا تقع نقاط المراقبة بالضبط على المنحنى وتنتشر حوله. المصدر إم هاينز، جامعة كورنيل.

2041 بشارة 3

على الرغم من أنها التفسير الأول لملاحظات هابل، إلا أن عمل لوميتر واجه صعوبة كبيرة لتقبله من قبل الوسط العلمي الفيزيائي، كما أنه تطلب الدعم (المتأخر) من معلمه السابق إدينغتون Eddington. ومع ذلك، عندما بدأ قبول توسع الكون للتو، كان لدى لوميتر  Lemaître بالفعل فكرة أكثر ثورية. استقراءًا للماضي والمبدأ القائل بأن الكون يتوسع، توصل ليميتر إلى استنتاج مفاده أنه ربما كان أكثر كثافة في الماضي، مكونًا ما أسماه "ذرة بدائية". ومع ذلك، لا ينبغي أن يشير هذا المصطلح إلى أن لوميتر كان له تفكير ساذج حول هذا الموضوع. في إحدى مقالاته الأولى، تحدث عن "الكم البدائي"، مشيرًا إلى أنه إذا كان الكون قد تمدد من وقت بعيد فقط، فهناك نقطة في الماضي عندما كانت مفاهيمنا عن الفضاء بدائية وساذجة ولم يعد الزمن قادرًا على الصمود، وهذه النقطة هي " الفرادة الكونية" في إطار ما يسمى الآن "مقياس بلانك"، والذي يتوافق بداهة مع مقاييس المكان والزمان التي لم يعد من الممكن وصف الزمكان نفسه بدونها، هنا تدخل الظواهر الكمومية.

ومع ذلك، لم ينجح لوميتر Lemaître أبدًا في جعل فكرته مقبولة بالكامل، وكان عليه الانتظار حتى يتم إتقان النموذج من قبل طالب فريدمان السابق، جورج غاموف. كان الأخير متخصصًا في فيزياء الكموم بدلاً من النسبية، فقد جاء متأخراً إلى حد ما في علم الكونيات، حتى لو كان أحد المدافعين عن نظرية لوميتر. ومع ذلك، فإن تدريب غاموف سيسمح له بإتقان نموذج الذرة البدائية من خلال إدخال عنصرين رئيسيين: الديناميكا الحرارية والفيزياء النووية. وهكذا، في الأربعينيات من القرن الماضي، قدم غاموف تنبؤين حاسمين لاختبار النظرية:

- مع رالف ألفر وروبرت هيرمان، توقع وجود إشعاع حراري في كل مكان في الكون، الذي عرف فيما بعد بالخلفية الأحفورية الكونية الميكروية المشعة والمنتشرة. يجب أن يكون هذا الإشعاع ناتجًا عن حقيقة أن الكون كان يتكون في السابق من "حساء" كثيف وساخن، والذي يبرد أثناء تمدده، وتوقع غاموف للإشعاع درجة حرارة تيار منخفضة جدًا تصل إلى 5 كلفن (أو حوالي -270 درجة مئوية). مرت هذه الحسابات التي أجراها غاموف دون أن يلاحظها أحد، وكان من قبيل الصدفة أن اكتشف المهندسون الأمريكيان أرنو بينزياس وروبرت ويلسون هذا الإشعاع في عام 1964، والذي لم يفهموا مصدره. كانوا يحاولون فقط إخراج كل الضوضاء الخارجية من هوائي الراديو الفلكي الجديد، وكان عملهم شاقًا للغاية لدرجة أنهم أدركوا في النهاية أن أحد مصادر الضوضاء، الذي لم يتمكنوا من التخلص منه، كان متناحًا متماثلاً ومتناظراً، والذي تم تفسيره بسرعة كدليل على أصله الكوني. تم قياس هذا الإشعاع (الذي تبلغ درجة حرارته حوالي 2.7 كلفن) منذ ذلك الحين بدقة شديدة بواسطة أقمار صناعية مختلفة (بما في ذلك COBE و WMAP و Planck)، والتي أثبتت بالتالي تباينها، والتباين الطفيف (جزء واحد لكل 100000) هو آثار جراثيم الهياكل الحالية الكبيرة (مجموعات المجرات)، وبالتالي فهي أداة مهمة جدًا لكل من فيزياء الطاقة العالية والفيزياء الفلكية (فازت نتائج COBE بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2006 لجورج سموت وجون ماثر ، اثنان من العلماء الرئيسيين المسؤولين عن هذه المهمة) ؛

- وفرة العناصر البدائية. وفقًا للنظرية التي طورها لوميتر Lemaître وغاموف Gamow، لم تكن هناك ذرات، بل جسيمات فقط، معظمها نيوترونات، بروتونات، إلكترونات، نيوترينوات وفوتونات. يجب أن تكون ذرات الضوء التي نواجهها من حولنا قد تكونت من هذه الجسيمات، وكان غاموف قادرًا في عام 1948 على التنبؤ، مع تلميذه رالف ألفير 4، بالوفرة المختلفة للعناصر الخفيفة مثل الهيليوم 4 والهيليوم 3، الديوتيريوم والليثيوم 7. الآن، يمكن إثبات أنه في هذا النموذج، يجب أن تعتمد قيم كل هذه الوفرة فقط على معلمة واحدة، النسبة الأولية بين عدد الفوتونات وعدد الباريونات (نيوترونات + بروتونات). وبالتالي، فإن حقيقة أن مقاييس الوفرة البدائية لهذه العناصر متوافقة مع قيمة واحدة لنسبة الفوتون / الباريون هذه تعتبر اختبارًا حاسمًا آخر لنموذج Lemaître-Gamow، نظرًا لأن النظريات المنافسة الأخرى ليست كذلك. قادرة على المحاسبة عن هذه الوفرة بطريقة متسقة.

مقارنة بين الأطياف النظرية والملاحظة (شدة الضوء كدالة لطول موجة الإشعاع). الفجوة بين الاثنين صغيرة للغاية بحيث لا يمكن تمييزها بين هذين "الجسمين السود". المصدر: ناسا

خريطة الانحرافات عن القيمة المتوسطة للإشعاع المرصود. هذه التباين الضعيف (بضعة ملي كلفن) هي آثار الهياكل الكبيرة الحالية. المصدر: ناسا

2041 بشارة 4

 توضيح للاختلافات في القرار بين بعثات COBE (1989) وWMAP (2001) وPlanck (2009). خلال عقدين من الزمن، أتاح التقدم التكنولوجي إمكانية البدء في تمييز التقلبات المحلية الصغيرة في درجات الحرارة. المصدر: http://photojournal.jpl.nasa.gov/

2041 بشارة 5

كان اكتشاف بينزياس Penzias وويلسون Wilson في عام 1964 بمثابة ثورة حقيقية لنظرية لوميتر-غاموف Gamow-Lemaître التي حصلت على خطابات الإشادة الخاصة بها، حيث استمرت أقلية فقط من العلماء في الإيمان بنماذج مستقرة أو ثابتة للكون. من بين هذه الأخيرة، من المهم أن نقتبس من عالم الفيزياء الفلكية البريطاني فريد هويل (الشخص الذي أظهر أن أثقل الذرات يتم إنتاجها في قلب أضخم النجوم)، والذي خلال البث الإذاعي لهيئة الإذاعة البريطانية، أراد أن يسخر من لوميتر Lemaître ونموذجه، فتحدث عن الانفجار الكبير "Big Bang»، وهو الاسم الذي ظل يشير إلى النموذج. ومع ذلك، استمر نموذج الانفجار العظيم في التطور منذ ذلك الوقت، مع التطورات المختلفة في فيزياء الطاقة العالية التي شجعت علماء الكونيات على مواصلة دراسة الأوقات البعيدة بشكل متزايد (انظر موجز التضخم من أجل المزيد من التفاصيل).

2041 بشارة 6

وهكذا، فإن النماذج الكونية التي تتعامل مع العصور البعيدة تستقطب أحيانًا نظريات تخمينية للغاية (الأوتار الفائقة، وعوالم البرانات، وما إلى ذلك)، والتي، بالنسبة للبعض، ستتم مناقشتها بإيجاز في نهاية هذه الدراسة. علاوة على ذلك، فإن الثقة في نموذج الانفجار العظيم هي من النوع الذي لشرح بعض الظواهر (جزء منها يتضمن الجاذبية في نظام تكون فيه نظرية نيوتن كافية) ، فقد توصلنا إلى افتراض وجود " المادة المظلمة "(مادة ضخمة ولكنها غير مضيئة ، وبالتالي فهي شيء طبيعي تمامًا) ومؤخراً مادة" الطاقة المظلمة "، التي يكون تأثير الجاذبية فيها مثيرًا للاشمئزاز بطريقة ما ويجعل من الممكن حساب التسارع على ما يبدو ، تم ملاحظة توسع الكون (اكتشفه بيرلماتر وشميدت وريس في عام 1998 ، وحصلوا على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2011). ومع ذلك، لا يزال السؤال مفتوحًا حول صحة هذه الفرضيات، ولا سيما الثانية التي، إذا كانت موجودة، لا يمكن أن تكون سوى الثابت الكوني الذي قدمه أينشتاين مرة واحدة. في الواقع، في الماضي، كان افتراض وجود أشياء مادية جديدة غير مرئية في بعض الأحيان فكرة جيدة (راجع Pauli الذي اخترع النيوترينو لحفظ مبدأ الحفاظ على الطاقة، أو Adams and Le Verrier الذي توقع وجود نبتون)، ولكن في بعض الأحيان لم يكن هذا هو الحال، خاصة عندما نتوقع كوكبًا جديدًا، فولكان، لمحاولة تفسير تقدم الحضيض الذي تم توضيحه أخيرًا بواسطة أينشتاين.

على أي حال، فإن السؤال دقيق للغاية، لأنه وفقًا لبعض علماء الفيزياء الفلكية، فإن الحاجة إلى استدعاء الطاقة السوداء أو المظلمة الافتراضية لشرح الملاحظات ليست مؤكدة حتى الآن. ومع ذلك، فإن النقطة المهمة التي يجب تذكرها هي أنه يبدو من غير المرجح أن ترفض ثورة جديدة في الفيزياء جميع المبادئ الأساسية لنموذج الانفجار العظيم (توسع الكون وانحناء الزمكان) تمامًا. على العكس من ذلك، تتراكم باستمرار الحجج والبراهين لصالحه أكثر فأكثر. من بين هذه، رصد موجات الجاذبية أو الموجات الثقالية، وسراب الجاذبية المكون من أجسام بعيدة جدًا (كوازارات)، هذه السراب هو أيضًا دليل على صحة مبادئ نظرية أينشتاين.

توضيح لتطور الكون منذ الأوقات البعيدة التي لا يزال من الممكن التعبير عنه بالنظريات الحالية. ويظهر تشكيل الهياكل المختلفة التي يمكن ملاحظتها اليوم في الكون، ولا يجب تفسير عرض الجزء المركزي على أنه حجم الكون (والذي يمكن أن يكون لانهائيًا من البداية) ، ولكن بدلاً من ذلك نصف قطره انحناء (نصف قطر كبير يدل على كون مسطح). المصدر S. كامبل.

ب- سراب الجاذبية وعدسات الجاذبية (الدقيقة) وتأثير شابيرو:

كانت عدسات وسراب الجاذبية واحدة من أولى تنبؤات أينشتاين (غير المباشرة) ، حيث أن المبدأ هو ببساطة

انحراف الضوء عن طريق الأجسام الفيزيائية الفلكية أو الكونية الضخمة، مما يؤدي إلى إمكانية مراقبة صور متعددة ربما تكون مشوهة لـ نفس الشيء. وبالتالي، إذا كان مصدر ضوء نقطة (بعيد جدًا)، وجسم فيزيائي فلكي ضخم ومراقب محاذاة بدقة، فيجب على الأخير أن يراقب حلقة من الضوء حول الجسم الضخم، وهذا الضوء يأتي من المصدر خلفه (انظر الشكل). يتطلب هذا الموقف دقة لا يتم ملاحظتها إلا نادرًا، ولكن لا علاقة لانحراف الضوء عن طريق الجاذبية بما يمر به الضوء عند السطح البيني بين وسيطين شفافين، ولكن هناك العديد من المواقف. الفيزياء الفلكية التي يتم فيها ملاحظة صور متعددة لجسم بعيد. ومع ذلك، فإن هذا يتطلب أدوات قادرة على مراقبة مصادر بعيدة جدًا (وبالتالي ليست مرئية جدًا)، وهذا هو السبب وراء ملاحظة أول سراب للجاذبية فقط في عام 1979. من بين العديد من أشكال سراب الجاذبية المعروفة حتى الآن، بعض الأمثلة الشهيرة جدًا هي "صليب أينشتاين"، حيث نلاحظ عدة صور لنفس الكوازار Q2237 + 030 ، أو حتى التشوهات المتعددة التي يسببها العنقود المجري أبيل 1689.

أعلاه، مبدأ سراب الجاذبية، مع تشكيل حلقة من الضوء أو صور متعددة، وفقًا لمحاذاة المصدر / الجسم الهائل / المراقب. أدناه، صليب أينشتاين، حيث يصل إلينا الضوء القادم من مجرة بعيدة (كوازار Q2237 + 030) مضخمًا وبعدة مسارات، بسبب وجود مجرة أخرى على خط البصر. مصدر وكالة ناسا.

بفضل تلسكوب هابل الفضائي، يوجد الآن عدد كبير من صور سراب الجاذبية، وقد توصل بعض علماء الفيزياء الفلكية بشكل طبيعي إلى التفكير في طريقة دقيقة للغاية لاستخدام هذه الظاهرة التي تنبأت بها النسبية العامة. وبالتالي، يمكن للمرء أن يُظهر أن إحدى نتائج وجود "عدسة الجاذبية" (أي جسم ضخم يقع بين المصدر والمراقب) هو تضخيم شدة الإشارة. لهذا السبب، تم إطلاق تجارب مختلفة كان هدفها مراقبة النجوم الموجودة في مجرتنا، على أمل مراقبة تأثير "عدسة الجاذبية الدقيقة" الناجم عن المرور بين النجم وبيننا، الأجسام الضخمة غير المضيئة (انظر الشكل التالي للحصول على الرسم التخطيطي للتجربة)، هذه الأجسام قادرة على أن تكون على الأقل تفسيرات جزئية للكتلة المفقودة من الكون. من بين هذه التجارب، أعلن EROS وMACHO في عام 1993 عن اكتشاف التأثيرات الأولى لعدسات الجاذبية الدقيقة. ومع ذلك، حتى لو كانت الملاحظات عديدة، فإن التحليل النهائي للبيانات المأخوذة من تجربة EROS يبدو أنه يشير إلى وجود عدد قليل من الأجسام الفيزيائية الفلكية الغامضة، ذات الكتل غير المهمة ولكن أقل من 0.02 كتلة شمسية، في المجرة، ولذلك لا يمكنهم حساب سوى جزء صغير من كتلة المجرة المفقودة.

2041 بشارة 72041 بشارة 8

2041 بشارة 9

أعلاه، المنظر الذي حصل عليه تلسكوب هابل الفضائي لمجموعة مجرات أبيل 1689. تقع هذه المجموعة الضخمة للغاية على بعد ملياري سنة ضوئية منا، وتحني الزمكان حول نفسها، مما أدى إلى العديد من تشويه صور المجرات البعيدة. حتى أن بعض التشوهات تؤدي تقريبًا إلى التسطيح الكامل الظاهر للصور. المصدر NASA، Astronomy Picture Of the Day (APOD). أدناه، توضيح لمبدأ العدسات الصغرى الجاذبية المستخدمة من قبل تعاون إيروس. مصدر تعاون إيروس.

2041 بشارة 10علاوة على ذلك، يبقى أن نذكر تحققًا آخر مماثلًا لانحناء الزمكان الذي تنطوي عليه الأجسام الضخمة، ولكن تم إجراؤه أولاً باستخدام "ضوء غير مرئي" وليس ضوء مرئي: تأثير شابيرو، الذي تنبأ به الفيزيائي الأمريكي إيروين شابيرو عام 1964. يعتبر أحيانًا الاختبار الأساسي الرابع للنسبية، فهو ببساطة التنبؤ بالتغير في وقت انتقال الإشارة الكهرومغناطيسية أثناء مرورها بالقرب من الشمس. يوجد هناك نقطة مهمة أيضًا للتأكيد عليها هنا: نتحدث أحيانًا عن "تباطؤ الضوء بالقرب من الشمس" لوصف هذه الظاهرة، لكنها تعبير خاطئ. فكما ذكرنا سابقًا، فإن سرعة الضوء ثابتة في النسبية العامة وكذلك في النسبية الخاصة. في حالة تأثير شابيرو (وفي حالات أخرى مماثلة)، ما يتغير هو تدفق الوقت حيث يمر الضوء، مقارنة بمكان وجود المراقب.

2041 بشارة 11على الرغم من أن هذا تأثير ضعيف، فقد تم التحقق منه بدقة شديدة منذ وصول مجسات أو مسابر Viking إلى المريخ في عام 1976، باستخدام الإشارات المرسلة من الأرض إلى المريخ والتي تنعكس على الأخير بواسطة المسابر (انظر مبدأ التجربة في الشكل التالي). بالإضافة إلى ذلك، يوجد الآن كائن شائع بشكل متزايد لتشغيله يجب أن يؤخذ تأثير Shapiro في الاعتبار: "GPS" (نظام تحديد المواقع العالمي). في الواقع، على الرغم من ضعف مجال الجاذبية الأرضية، تتطلب الدقة الجغرافية لبضعة أمتار مثل هذه التفاصيل في الحسابات. بالإضافة إلى ذلك، من 2004 إلى 2005، أتاح القمر الصناعي التحقق، في مجال جاذبية الأرض، من تأثير أضعف تنبأت به النسبية العامة والذي لا يتدخل حتى في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS): تدريب الزمكان، ويسمى أيضًا تأثير "Lense-Thirring".

رسم توضيحي لقياس تأثير شابيرو، والذي تم التحقق منه باستخدام مسابر الفايكنغ بين الأرض والمريخ ، ولكن أيضًا في عام 2002 بين الأرض والكوازار بفضل مرور كوكب المشتري بين الاثنين. المصدر كوليج دي فرانس.

ج- تأثير Lense-Thirring ، تدريب الأطر المرجعية ومبدأ Mach:

بدأت قصة تأثيرلينس-ثايرمنغ "Lense-Thirring" نوعًا ما في عام 1916، عندما أوضح الفيزيائي الهولندي ويليم دي سيتر، وفقًا للنسبية العامة الحديثة جدًا، أن جسمًا يدور حول نفسه ويدور حوله جسم ضخم بدون دوران، يجب أن يقدم حركة "استباقية"، أي حركة إضافية للدوران الصحيح (يتحدث المرء عن "حركة جيوديسية"). يمكن اعتبار تنبؤات De Sitter بمثابة أصل تأثير Lense-Thirring، الذي اكتشفه النمساويان جوزيف لينس وهانس ثايرمنغ Hans Thirring في عام 1918، لأن هذا الأخير ينتج عنه، من بين أمور أخرى، تأثير سداسي إضافي (أضعف من دي سيتر De Sitter)، والذي يظهر إذا كان مصدر الجسم الضخم لحقل الجاذبية يدور. يسمى أيضًا "سحب الإطار"، يمكن فهم تأثير Lense-Thirring على أنه مكافئ جاذبي للمغناطيسية ونسميه أحياناً "الجاذبية المغناطيسية". في الواقع، فإن المبدأ الفيزيائي الأساسي هو أن الحركة الدورانية للجسم على نفسها تعني وجود مصدر إضافي لانحناء الزمكان، والذي يضاف إلى ذلك، ثابت، بسبب الكتلة / الطاقة. هذا الانحناء الجديد له نتيجتان رئيسيتان محتملتان: من ناحية أخرى، ينطوي على قوة الجاذبية التي تعدل قوة نيوتن ويمكن أن تحرف مسار الجسم في حالة السقوط الحر، تمامًا مثل القوة المغناطيسية للورينتز التي تكمل القوة الكهربائية لـ كولوم، ومن ناحية أخرى، فإنه يؤثر على الدوران الصحيح للأجسام، وهي ظاهرة مماثلة هذه المرة لعمل المجال المغناطيسي على اللحظة المغناطيسية الجوهرية للجسيم.

على الرغم من أن تدريب الأطر المرجعية يمكن تفسيره على أنه علامة على وجود مفهوم مطلق للسرعة، في انتهاك لمبدأ النسبية، فإنه ليس كذلك. لا ينبغي أن ننسى أنه، كما سبق أن أشرنا في وصف دلو نيوتن / ماخ، يكون الدوران مصحوبًا بتسارع. ومن ثم، حتى الدوران المنتظم لا يمكن مقارنته بحركة انتقالية موحدة ولا يمكن "محوه" بتغيير لورينتز للإحداثيات. علاوة على ذلك، يمكن أن يعطي التأثير المتموج للأطر المرجعية أيضًا الانطباع بأن النسبية العامة تتوافق مع مبدأ ماخ الذي وفقًا له أيضًا يكون للدوران وجود نسبي فقط. في الواقع، عن طريق القياس مع تجربة الدلو الدوار الذي اقترحه نيوتن وأخذها ماخ، إذا أخذنا في الاعتبار، في نظرية أينشتاين، مجموعة من الكتل البعيدة تدور حول جسم مركزي، يتنبأ تأثير Lense-Thirring بتناوب الأخير. ومع ذلك، كما هو موضح على سبيل المثال في عام 1949، استخدم عالم الرياضيات كورت غودل الحل الكوني لمعادلات أينشتاين التي وجدها والتي تمثل كونًا دوارًا (انظر ملف "التفردات والثقب الدودي والسفر عبر الزمن spatiotemporel "لمزيد من التفاصيل) ، لا تحدث هذه الظاهرة في اتفاق تام مع أفكار ماخ. مسألة التوافق بين المبدأ الذي ذكره الأخير ونظرية أينشتاين تظل مع ذلك دقيقة إلى حد ما، وآراء متباعدة للخبراء في النسبية، والمشكلة الرئيسية هي قبل كل شيء تحديد "مبدأ ماخ" بوضوح وبواسطة الرياضيات.

2041 بشارة 12

أعلاه، توضيح للتأثير الدافع للأطر المرجعية بالقصور الذاتي التي ينطوي عليها دوران جسم ضخم. أدناه، رسم توضيحي لمهمة "Gravity Probe B»، التي تم إطلاقها في عام 2004 والتي كان هدفها قياس سرعة دي سيتر De Sitter بدقة وتأثير لينس-ثايرمنغ Lense-Thirring (انقر للتكبير). مسبار الجاذبية.

بغض النظر عن هذه الأسئلة الأكثر جوهرية وفلسفية، فإن المقدمة المرتبطة بتأثيرات De Sitter وLense-Thirring منخفضة للغاية بشكل عام، لا سيما بالقرب من الأرض. حتى لو تم اعتبارها في وقت مبكر من سبعينيات القرن الماضي لتسليط الضوء عليها، إلا أن القمر الصناعي Gravity Probe B لم يقم بدراسة كمية دقيقة لها حتى عام 2000. بتعبير أدق، فإن تأثير دي سيتر De Sitter، الذي تم التحقق منه تجريبيًا لأول مرة (بدقة 1٪) بفضل طلقات الليزر التي تم إطلاقها على المرايا الموضوعة على القمر، مما يدل ضمنيًا على انحراف ساتل Gravity Probe B ما يقرب من 6.6 ثانية قوسية في السنة والتي يجب قياسها بدقة 0.01٪. ومع ذلك، ظل هذا كبيرًا جدًا نظرًا للتأثير المتوقع لتدريب المستودع (0.042 ثانية قوسية في السنة)، والذي كان الهدف الرئيسي للبعثة لأنه كان تأثيرًا لم يحدث أبدًا. تم التحقق منها تجريبيا [1]. لذلك كان مبدأ التجربة هو وضع أربعة "جيروسكوبات" (= قمم دوارة) في مدار في المجال الأرضي مع تلسكوب على متن الطائرة يشير بدقة شديدة (0.0001 ثانية قوس) نحو نجم بعيد (IM Pegasus) من الموضع والانجراف معروف، من أجل قياس انحراف الجيروسكوبات. ومع ذلك، من أجل الحصول على مثل هذه الدقة، يجب أن يكون القمر الصناعي نموذجًا عالي التقنية وأن يحتوي على:

- ديوار مملوء بالهيليوم فائق السوائل، والغرض منه هو الحفاظ على جميع المعدات عند درجة حرارة 1.8 كلفن بهدف أولي هو القيام بذلك لمدة عامين على الأقل؛

- التدريع ضد المجالات المغناطيسية الأرضية والشمسية، المكونة جزئياً من موصلات فائقة مما يجعل من الممكن وجود مجال مغناطيسي داخلي أقل من 10-17 غاوس (الغاوس هو ترتيب حجم المجال المغناطيسي الأرضي)؛

- الجيروسكوبات، وهي عبارة عن كرات كوارتز بحجم كرات بينغ بونغ مغطاة بالنوبيوم (موصل فائق عند درجة حرارة منخفضة للغاية). كانت هذه الكرات، وهي الأجسام الكروية الأكثر كمالًا على الإطلاق، ترفع إلكتروستاتيكيًا ولها سرعات دوران تبلغ 10000 دورة في الدقيقة بواسطة نفاثات صوتية من غاز الهليوم؛

- كان على نظام قراءة البيانات نفسه أن يتجنب التشويش على التجربة، وبالتالي كان وجود "الحبار" (جهاز التداخل الكمي فائق التوصيل) ضرورياً.

لذلك كان مسبار الجاذبية B تجربة معقدة للغاية وطموحة واجهت صعوبات للأسف، خاصة بسبب التأثيرات الكهروستاتيكية بين المكونات المختلفة والتي كانت أكبر من المتوقع. أثبت تحليل البيانات أنه عمل طويل الأمد، ولم تعلن وكالة ناسا حتى عام 2011 أن التجربة قد أكدت بالفعل تأثير De Sitter وتأثير Lense-Thirring، حتى لو كان لم تكن دقة القياس جيدة كما هو متوقع.

ومع ذلك، يمكن التحقق من ملاحظة تأثير دوران الجسم على الزمكان من الناحية الكمومية في المستقبل القريب بالقرب من الأجسام الفيزيائية الفلكية المدمجة مثل النجوم النيوترونية والثقوب السوداء والتي حولها يكون الانحناء من الزمكان أقوى من قرب الأرض. في الواقع، في وقت مبكر من عام 1997، أعلنت تجربة Rossi X-ray Timing Explorer، التي درست أقراص التراكم حول الثقوب السوداء المرشحة، أنها لاحظت تأثير Lense-Thirring. إن أوجه عدم اليقين بشأن هذه القياسات وعلى نمذجة الظواهر الفيزيائية المعنية كبيرة جدًا لدرجة أننا لا نستطيع حتى الآن اعتبارها على أنها تشهد على صحة النسبية العامة. يكمن الأمل حاليًا في مشاريع GRAVITY (التي دخلت الخدمة في عام 2016 على VLT، وTelescope كبير جدًا باللغة الإنجليزية وTrès Grand Telescope باللغة الفرنسية) وEvent Horizon Observer (مشروع شبكة تلسكوب بهدف صنع قياس التداخل الأساسي الطويل جدًا) وكلاهما له هدف رئيسي هو استكشاف المنطقة المجاورة لـ Sagittarius A *، وهو الثقب الأسود الفائق الكتلة في مركز مجرتنا. يجب أن يكون قرار هذه التجارب كافياً بالفعل لتمييز الظواهر الفيزيائية التي تحدث في منطقة ذات حجم مشابه لأفق هذا الثقب الأسود.

[1] وفقًا لبعض العلماء، فإن الأقمار الصناعية LAGEOS، التي تقيس مجال جاذبية الأرض من أجل دراسة الديناميكا الجيولوجية، جعلت من الممكن تسليط الضوء على تأثير Lense-Thirring قبل Gravity Probe B، لكن الآراء لا تزال غير واضحة. rtages حول هذه المسألة بسبب تحليل البيانات المعقد.

 

 

 د. جواد بشارة

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


أ‌- مبدأ التكافؤ والجاذبية النسبية:

فشلت نظرية النسبية، كما صاغها أينشتاين عام 1905، بسبب سهوين:

- لم يقل شيئًا عن الكيفية التي يرى بها المراقبون المتسارعون العالم وقوانين الفيزياء.

- لم يشمل الجاذبية في جميع النظريات الفيزيائية الموصوفة بواسطة قوانين مستقلة عن المراقب والقصور الذاتي.

ولكن، كما لاحظ أينشتاين، كان "التسارع" و"الجاذبية" هما أيضًا كلمتان رئيسيتان لظاهرة لوحظتا تجريبياً وذكرا عدة مرات هنا: عالمية السقوط الحر للأجسام. كان أينشتاين أحد أتباع التجارب الفكرية 1 (Gedankenexperiment باللغة الألمانية)، لذلك حاول أن يتخيل ما قد يراه مراقب في السقوط الحر في مجال الجاذبية، والذي وصفه لاحقًا بأنه "أسعد فكرة لوجوده" الأمر الذي دفعه إلى اكتشاف مبدأه الأساسي وهو، مبدأ التكافؤ. في الواقع، تخيل أينشتاين نفسه منعزلًا في مصعد يسقط بحرية دون إمكانية مراقبة البيئة الخارجية، أدرك أن أيا من التجارب الميكانيكية التي يمكنه القيام بها لن يمنعه من الاعتقاد بأنه يعاني من القصور الذاتي وبعيدًا عن أي مصدر. من الجاذبية. ومع ذلك، كان هذا صحيحًا فقط بسبب المساواة، لجميع الأشياء، بين سقوط الأجسام ذات الكتل والأجسام ذات الكتل الخاملة. تشير هذه المساواة ضمنيًا إلى أنه إذا رمى شيئًا أمامه مباشرة، فسوف يراه يستمر في مسار مستقيم، حتى لو كان أي مراقب ثابت في مجال الجاذبية سيرى المصعد ومحتوياته تسقط مع تسارع مماثل. وعلى العكس من ذلك، إذا افترض المرء أن المصعد يقع بعيدًا عن أي مصدر لحقل الجاذبية ويتم سحبه بتسارع ثابت، فيمكن لمراقب مقفل في هذا "الإطار المرجعي المتسارع" أن يعتقد تمامًا أنه يقع في مجال الجاذبية ولن يكون لديه وسيلة ميكانيكية لتمييز تسارع مرتبط بفعل قوة شد عن ذلك المرتبط بمجال الجاذبية.

2038 الانفجار الكبير 12038 الانفجار الكبير 2

أعلاه، توضيح لمبدأ التكافؤ بين الكتل الجادة والخاملة. أدناه، رسم توضيحي للقصور الذاتي الظاهر، من وجهة نظر المراقب في السقوط الحر (المرتبط بالمنزل)، لمسار جسم تم إطلاقه في مجال الجاذبية.

كان من الممكن صياغة كل ما سبق في وقت مبكر من عصر نيوتن، ومع ذلك، كانت عبقرية أينشتاين هي النظر في كل هذه الأشياء من وجهة نظر جديدة، والتأكيد على أن المعنى الحقيقي للملاحظة المعروفة لم تكن عالمية السقوط الحر هوية الكتل الجادة والخاملة، بل هوية الجاذبية والتسارع: التغيير المناسب للإطار المرجعي يمكن دائمًا على ما يبدو أن يقمع تأثير مجال الجاذبية. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون هذا المبدأ صحيحًا إلا محليًا، نظرًا لأن المجال الحقيقي، مثل مجال الجاذبية الأرضية، ليس ثابتًا، مما يعني، وجو انحراف بين مسارات جسمين على مسافة كافية. في السقوط الحر (نتحدث عن "تأثير المد والجزر" أو "الانحراف الجيوديسي").

رسم توضيحي للاختلاف بين التسارع المنتظم (على اليسار) ومجال الجاذبية الحقيقي (على اليمين)، عندما ينظر المرء ليس فقط إلى الفعل المحلي، ولكن في مجال أكبر. يدفع تأثير المد والجزر الكتل النقطية لتقترب ببطء من بعضها البعض.

وهكذا عقد أينشتاين أول عنصرين رئيسيين في "النسبية العامة" المستقبلية:

- لكي يتعامل مبدأ النسبية أيضًا مع الأطر المرجعية المتسارعة، كان لا مفر من التركيز على الجاذبية؛

- بما أن الجاذبية والتسارع لا يستطيعان، بالمعنى الدقيق للكلمة، تعويض بعضهما البعض محليًا، فإن النسبية العامة لا بد أن تكون نظرية محلية، والتي بدت متماسكة مع فعل الجاذبية الذي لا يحدث "على مسافة"، ولكن "بواسطة اتصال". علاوة على ذلك، نظرًا لأن إعادة صياغته لمبدأ النسبية قد تضمنت تضمين الكهرومغناطيسية في النظريات النسبية، فسرعان ما كان لدى أينشتاين حدس مفاده أن الضوء يجب أن يتأثر أيضًا بمجال الجاذبية. في الواقع، إذا تخيل المرء نفسه، في مصعد في حالة سقوط حر، مصدر ضوء يُصدر فجأة شعاعًا ضوئيًا، فهناك احتمالان. إما أن يلاحظ المراقب الموجود في المصعد أن الضوء يتبع مسارًا مستقيمًا، وهذا يعني أنه بالنسبة لمراقب على سطح الأرض، فإن المسار الذي يتبعه الضوء ليس مستقيمًا؛ أو أن المراقب في المصعد نفسه يلاحظ أن مسار الضوء ليس مستقيمًا، في حين أنه يبدو كذلك بالنسبة للمراقب على الأرض. ومع ذلك، بالنسبة لأينشتاين، ليس هناك أي تردد في أن يكون لديك: لا يمكن للمراقب على الأرض بأي حال من الأحوال أن يصدق نفسه بالقصور الذاتي لأنه مضغوط على الأرض في مجال الجاذبية، بينما من ناحية أخرى، المراقب في حالة سقوط حر يمكن أن يعتقد محليا أنه في حالة قصور ذاتي. وبالتالي، يبدو منطقيًا أن الضوء ينتقل في خط مستقيم بالنسبة للمصعد، مما يعني أيضًا أنه يجب أن يتأثر بمجال الجاذبية، مثل أي جسم مادي 2. لاحظ أيضًا أن هذا يتفق مع مبدأ التكافؤ بين الكتل الخاملة والخطيرة، فقد أظهرت النسبية الخاصة أن القصور الذاتي مرتبط بالطاقة وليس فقط بالكتلة بحد ذاتها (ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الحديث عن "قصور الضوء" هو هراء لأن معيار سرعته لا يمكن أن يتغير). بناءً على قوة هذا المنطق، كتب أينشتاين في عام 1911 مقالًا توقع فيه تأثير الجاذبية على الضوء، وحيث أظهر أن هذا التأثير، بالإضافة إلى انحراف الضوء المار بالقرب من الشمس، يجب أن يكون كذلك. ترجم بواسطة "احمرار" الضوء المنبعث من جسم سماوي ضخم (نتحدث عن "تأثير أينشتاين"): تردد الضوء المرصود بعيدًا عن المصدر أقل من ذلك الذي انبعث منه عند سطح الجسم.

ومع ذلك، فإن هذه الفرضية الخاصة بالتأثير المحتمل للجاذبية على الضوء، مهمة جدًا في النسبية العامة، وهي تشهد على الاختلاف الأساسي بين وجهة نظر أينشتاين حول الجاذبية النسبية ووجهات نظر الشخصيات الأخرى.، مثل بوانكاريه Poincaré أونورستروم Nordström. في الواقع، وضع مبدأ التكافؤ في الموضع الأول من افتراضات نظريته، اختار أينشتاين، في عام 1912، التخلي عن صيغة لورنتز المتغيرة للجاذبية، من أجل إعطاء الأخيرة دورًا خاصًا فيما يتعلق بالجاذبية. - فيما يتعلق بالظواهر الفيزيائية الأخرى، وهو نهج يسمح لها أيضًا بتوسيع مبدأ النسبية ليشمل جميع المراقبين، حتى المتسارعين منهم. لذا بينما يحاول الجميع تغيير الجاذبية للتعبير عنها في الزمكان عند مينكوفسكي، يتخذ أينشتاين مسارًا مختلفًا تمامًا ويفضل تعديل مفهوم الزمكان مرة أخرى. ووفقًا لوجهة نظره، فإن عالمية الجاذبية وسقوط الأجسام الحر تجدان نفس التفسير، وهو أن الجاذبية ليست "قوة" مثل الآخرين، ولكنها مجرد تعبير عن هندسة الفضاء (-زمن). إذا كان بإمكان المراقبين في السقوط الحر أن يصدقوا أنفسهم بالقصور الذاتي، فذلك لأنهم كذلك، تمامًا مثل مراقبي لورنتزيان في غياب مجال الجاذبية. ببساطة، عندما يوجد مصدر لحقل الجاذبية، يتم تعديل الهندسة الزمكانية، ولا يجب اعتبار الفضاء (الزمن) إقليديًا (أو مسطحًا)، بل منحنيًا (أو ريمانيان). علاوة على ذلك، نظرًا لأنه كان معروفًا منذ مينكوفسكي أن المكان والزمان مجرد أوهام، وأن الكائن المطلق "الحقيقي" هو الزمكان المينكوفيسكس Minkowskian ، فقد جاء أينشتاين بشكل أكثر دقة للتخلي عن الهندسة المينكوفسكية Minkowskian. لاعتماد هندسة ريمانية زائفة تجعل من الممكن وصف زمكان منحني.

في هذا النهج، فإن حقيقة أن المسارات التي يتبعها المراقبون "في السقوط الحر" (أي كل تلك التي لا تخضع لأي قوة حقيقية) لم تعد خطوطًا مستقيمة، ولكن مسارات أخرى، تجد تفسير طبيعي. هذه المسارات، التي تعمم فكرة "الخط الإقليدي"، تعتمد فقط على الهندسة وليس على طبيعة الراصد "الذي يسقط". ونظرًا لأن الضوء، مثل أي جسم مادي آخر، مدرج أيضًا في الزمكان، فمن الحتمي أن يتأثر أيضًا بمجال الجاذبية، حتى لو كانت الكتلة الصفرية للفوتون تشير إلى أن خطوط الأكوان المتعقبة ليست مثل تلك الخاصة بالجسيمات الضخمة. النسبية العامة كونها هندسية للجاذبية عبر هندسة ريمان، يصبح من الحتمي، من أجل فهم جوهر نظرية أينشتاين بشكل أفضل، قول بضع كلمات عن هذه الهندسة، بوضوح دون الخوض في التفاصيل بالضرورة.

ب - الهندسة الريمانية والجيوديسية:

الهندسة التي تم دراستها من المدرسة الابتدائية، والمستخدمة يوميًا، هي الهندسة إقليدس، عالم الرياضيات اليوناني من القرن الرابع قبل الميلاد. يحدد الأخير بدقة المفاهيم المألوفة للمستوى، والخط، والنقطة، وما إلى ذلك، وإضفاء الطابع الرسمي على نظريته بالكامل في عناصره، مقسمة إلى 13 كتابًا، والتي تبدأ بتعريفات مختلفة و5 افتراضات أساسية. ومع ذلك، من بين هذه الافتراضات، هناك واحد تسبب في تدفق الكثير من الحبر، المعروف باسم "المسلمة الخامسة لإقليدس"، أو حتى "مسلمة المتوازيات". يقول إنه "في ظل وجود خط ونقطة خارجه، يوجد خط واحد فقط يمر عبر هذه النقطة الموازية للخط الأول والمضمنة في المستوى الذي يحدده الأخير النقطة التي تقع خارجه "3. في الواقع، طرح السؤال لفترة طويلة لمعرفة ما إذا كانت هذه الفرضية واحدة حقًا، أو ما إذا كان يمكن توضيحها من الآخرين وبالتالي فهي مجرد نظرية.

رسم توضيحي لافتراض إقليدس الخامس: بالنظر إلى الخط (BC) والنقطة A، لا يوجد سوى سطر واحد موازٍ لـ (BC) يمر عبر A. البيان الأولي للمسلمة يتعلق في الواقع بالقيم الزوايا (MAC) و (NAB) مقارنة بزوايا (ACB) و (ABC).

2038 الانفجار الكبير 3

There's more to discover in the WordPr

لم تتم تسوية السؤال بشكل نهائي حتى القرن التاسع عشر بواسطة عالم الرياضيات الألماني كارل فريدريش غاوس، الروسي نيكولاي الأول فانوفيتش لوباتشيفسكي والمجري يانوس بولياي، اللذان قاما، بشكل مستقل عن بعضهما البعض، ببناء "أشكال هندسية منحنية" تم فيها تعديل هذا الافتراض الخامس، حيث كان عدد المتوازيات صفرًا أو حتى لانهائيًا. لكون هذه الأشكال الهندسية متماسكة تمامًا مثل تلك الخاصة بإقليدس، فإن هذه الفرضية الخامسة كانت بالفعل واحدة. ومع ذلك، قدم عالم الرياضيات الألماني جورج فريدريش برنارد ريمان مساهمة كبيرة في هذه المشكلة، عندما صاغ، بعد سنوات قليلة، ما يعرف الآن باسم "هندسة ريمان". كان الأمر يتعلق بالتعميم، على المساحات من أي أبعاد، لمفهوم الانحناء الذي قدمه غاوس Gauss، وأصبحت هندسة Gauss وBolyai وLobachevski وحتى هندسة إقليدس مجرد أمثلة معينة على "الهندسة الريمانيّة" (الفضاء الإقليدي - أو الإقليدية الزائفة مثل مساحة مينكوفسكي - هي مساحة منعدمة الانحناء). والأكثر إثارة للدهشة أنه أثناء تطوير هندسته، كان لدى ريمان حدس مفاده أنه نظرًا لأنه كان أكثر اتساعًا وعمومية من نظيره إقليدس، فقد يكون، على الرغم من المظاهر، أكثر توافقًا مع "العالم الحقيقي ".

2038 الانفجار الكبير 4في الواقع، على الرغم من تأكيدات الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، فليس للفضاء سبب ليكون إقليديًا بديهيًا، لأنه حتى لو بدا أن التجارب التي أجريت تتفق مع الهندسة الإقليدية، يمكننا فقط إجراء قياسات خطوة بخطوة وعلى مسافات قصيرة. الآن، خصوصية الهندسة الإقليدية هي أنها يمكن أيضًا صياغتها بطريقة "عالمية"، وجميع الخصائص مستقلة عن مقياس القياس المستخدم. من ناحية أخرى، فإن المساحات الريمانية متطابقة محليًا مع الفضاء الإقليدي، ولكنها قد لا تكون متجانسة، أو متناحرة، أو حتى "ثابتة على نطاق واسع". هذه الملاحظة، التي قد تبدو للوهلة الأولى مجردة بعض الشيء، فهي ليست سوى نسخ لشيء معروف جيدًا من الآن فصاعدًا: حتى لو بدت الأرض مسطحة بالنسبة لنا، فنحن نعلم جيدًا أن هذا صحيح محليًا فقط، الأرض كونها سطحًا منحنيًا أقرب إلى الكرة منها إلى السطح المستوى. لذلك كان حدس ريمان بكل بساطة أن التسطيح الظاهري للفضاء ربما كان مجرد وهم مشابه لتسطيح الأرض، فقط القياسات على مسافات أكبر يمكن أن تحل هذا السؤال. وهكذا، كما فعل أينشتاين بشكل مستقل لاحقًا، أدرك ريمان أن هندسة الفضاء لا يمكن تحديدها إلا بالتجربة. توضيح لحقيقة أن الكرة (أو أي سطح منحني أملس آخر) يمكن استيعابها محليًا في سطح مستوى.

فيما يتعلق بهذا التحديد التجريبي، من المستحسن عمل قوس رياضياتي أخير حول موضوع مفهوم الانحناء. في الواقع، هناك نوعان من الانحناء: الانحناء الجوهري، والانحناء الخارجي، فقط النوع الأول "قابل للقياس تجريبيًا" ومُحدد جيدًا لكائن "مشمول" في الفضاء الذي يدرسه. بتعبير أدق، يمكن قياس الانحناء الجوهري للفضاء مباشرة باستخدام دراسة خصائص الأشكال الهندسية المضمنة في ذلك الفضاء. وهكذا، في حالة الأسطح، يمكن تحديد الانحناء الجوهري، على سبيل المثال، من خلال دراسة المثلثات التي يمكن رسمها على هذا السطح، ومجموع زوايا المثلث يساوي 180 درجة فقط في حالة سطح مستو (انظر الشكل التالي).

2038 الانفجار الكبير 5رسم توضيحي لتحديد علامة الانحناء الجوهري للسطح باستخدام مثلث مرسوم عليه. إذا كان السطح مسطحًا (= إقليدي)، فسيكون مجموع زوايا المثلث دائمًا يساوي 180 درجة. من ناحية أخرى، إذا كان الانحناء موجبًا (الشكل المركزي)، فسيكون هذا المجموع أكبر، أو أصغر إذا كان الانحناء سلبيًا (الشكل السفلي). نلاحظ أن جوانب المثلث بحكم التعريف هي "جيوديسية" (انظر لاحقًا في النص)، التعميم للمساحات المنحنية لمفهوم الخط الإقليدي المستقيم.

هناك طريقة أخرى لتحديد علامة الانحناء الجوهري وهي النظر، عند نقطة معينة، في المستوى المماس للسطح وإلقاء نظرة على سلوك السطح فيما يتعلق بهذا المستوى المماس، حول النقطة التي تم النظر فيها. إذا كان السطح لا يلمس المستوى وظل موجودًا على نفس الجانب (حالة الكرة)، يكون الانحناء موجبًا. إذا اعترض السطح الطائرة وعبرها حتى (حالة "سرج الحصان")، يكون الانحناء سالبًا. أخيرًا، إذا كان السطح يحتوي على خط تقاطع مع المستوى، ولكنه لا يتقاطع معه، فإن الانحناء يكون صفراً (حالة المستوى أو الأسطوانة، انظر الشكل التالي)

2038 الانفجار الكبير 6الانحناء الخارجي هو، من جانبه، كمية لا يتم تعريفها إلا عندما يعتبر المرء الفضاء الهندسي جزءًا من مساحة ذات أبعاد أعلى. هذا على سبيل المثال ما نفعله عندما نعتبر السطح داخليًا إعادة إلى فضاء ثلاثي الأبعاد. وبالتالي، يمكننا أن نعتقد مسبقًا أن الأسطوانة عبارة عن سطح منحني، ومع ذلك، إذا رسمنا مثلثًا على سطح أسطوانة، يمكننا بسهولة أن نرى أن مجموع هذه الزوايا الثلاث هو بالفعل 180 درجة: الأسطوانة لا لديه انحناء خارجي واحد فقط (انظر الشكل التالي). هناك طريقة أخرى لفهم هذه النتيجة وهي الاعتقاد بأن الأسطوانة ليست أكثر من "مستوى ملفوف"، وطالما أنه يمكن "فتح" سطح ووضعه مسطحًا بدون المسيل للدموع، فهذا يعني أنه ليس منحنيًا بطبيعته. وهي مجرد طريقة معقدة لقول إنه من المستحيل عمل نمط كروي بورقة واحدة دون الحاجة لاحقًا إلى قطع جزء من الورقة للحصول على الكرة.

التكافؤ الجوهري بين الطارة والمستوى الإقليدي. حتى إذا تم اعتباره كسطح مغمور في مساحة ذات بعد أعلى، فإن الطارة لها انحناء خارجي، فإن هذا لا يميزها حقًا لأنه يتم تعريفها بطريقة فريدة فقط بمجرد إعطاء "التضمين".

كان هذا الاستطراد في الانحناءين مهمًا، لأنه يسمح لنا بالإصرار على حقيقة أن الانحناء الوحيد الذي تم ذكره لاحقًا سيكون الانحناء الجوهري، وهو الحجم، بطريقة ما، "مطلق" وبالتالي يمكن تحديده تجريبيًا.. بتعبير أدق، يفترض أينشتاين، في نظريته عن النسبية العامة، أن الزمكان هو فضاء ريماني، وأن انحراف المسارات بين المراقبين في السقوط الحر في مجال الجاذبية ليس سوى "دليل رصد" للانحناء الجوهري الناجم عن مصدر المجال. بعبارة أخرى، وفقًا لأينشتاين، إذا كان بإمكان المراقبين في السقوط الحر في مجال الجاذبية أن يدّعوا محليًا أنهم قصور ذاتي، فذلك لأنهم حقًا: المراقبون بالقصور الذاتي هم أولئك الذين يسقطون سقوط حرًا، وهذا يعني - الأجسام التي لا تتعرض لأية قوة غير الجاذبية. ومع ذلك، فإن تأثير الجاذبية (= الانحناء الجوهري للزمكان)، يمكن فقط "محوه بتغيير الإحداثيات" محليًا، ويبقى أثر الانحناء عندما يكون مهتم بالفيزياء، أو في مسارات المراقبين بالقصور الذاتي، عبر مجالات ممتدة. بدلاً من اتباع "الخطوط المستقيمة"، كما كان الحال في النسبية الخاصة، يتبع المراقبون بالقصور الذاتي للنسبية العامة الجيوديسية، وهي منحنيات مكافئة محليًا للخطوط المستقيمة وتعممها في إطار الهندسة الريمانية.

2038 الانفجار الكبير 7في الواقع، فإن فكرة الخط المستقيم التي ذكرها إقليدس هي فكرة الخط الذي يتطابق مع نفسه في جميع النقاط، ومع ذلك، هناك تعريف آخر محتمل ألا وهو القول بأن الخط المستقيم هو أقصر طريق يربط بين نقطتين معينتين. وهكذا، يمكن للمرء أن يوسع هذا التعريف الأخير ليشمل حالة المساحات المنحنية (= الريمانيةriemannians)، حيث يتم البناء العالمي للمنحنى خطوة بخطوة، حتى يتم إعطاء الجيوديسية. كما تستخدم الجيوديسيا باعتبارها تعميمات طبيعية للخطوط المستقيمة على نطاق واسع كائنات رياضياتية. على سبيل المثال، عندما نسير للأمام مباشرة، فإن الأرض ليست مسطحة بل منحنية، فنحن لا نتبع خطًا مستقيمًا، بل خطًا جيوديسيًا: من خلال الاستمرار بشكل كافٍ نجد أنفسنا عند نقطة البداية. وحقيقة أن هذه المسارات هي الأقصر فهي أيضًا مهمة جدًا للملاحة الجوية أو البحرية، ولهذا السبب تقترب الطائرات التي تعبر المحيط الأطلسي من القطب الشمالي، بينما يبدو على الخريطة أنها تطول المسافة. ترتبط هذه النقطة الأخيرة أيضًا بالاستحالة (المذكورة أعلاه) من صنع نمط كروي ذي صفيحة مسطحة، وهي مشكلة ستظهر لاحقًا عند وصف سقوط جسيم في ثقب أسود. ومع ذلك، قبل الوصول إلى وصف هذه "الأشياء" التي تنبأت النسبية العامة بوجودها، يبقى من الضروري إنهاء وصف النسبية العامة باختصار، والطريقة التي ينتهي بها أينشتاين إلى اكتشافها وما هي أولى اختباراتها التجريبية.

2038 الانفجار الكبير 8

رسم توضيحي، من خلال الانحراف الذي يظهر بين اثنين من الجيوديسيا الممتدة بشكل كافٍ، للأنواع الثلاثة المحتملة للانحناء لسطح ريماني (= مساحة ثنائية الأبعاد) مكافئ محليًا للمستوى الإقليدي. الفضاء الأول هو الفضاء الإقليدي نفسه، مسطح في كل مكان؛ الثاني يشبه سطح الأرض، مع انحناء إيجابي، والأخير له انحناء سلبي، كما هو الحال بالنسبة لهندستي بولاي ولوباتيفسكي Bolyai و Lobachevski. رسومات للمقارنة مع الشكل السابق توضح تأثير المد والجزر. المصدر "رحلة إلى الجاذبية والزمكان" بقلم ج.أ.ويلر ، مكتبة Scientific American.

ثورة النسبية العامة أو عندما أعاد أينشتاين رسم أشكال الكون

S² = c² (t2-t1)² - (x2-x1)²,

ds² = c² dt² - dx²,

ds² = gtt dt² + gxx dx² + 2 gtx dx dt,

المكان والزمان عند أينشتاين، مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. باكتشاف النسبية الخاصة عام 1905، أزعج أينشتاين كل مفاهيم الفيزياء الكلاسيكية. بعد عشر سنوات، مع النسبية العامة، أعاد رسم أشكال الكون ذاتها ورسم له هيكيلية أخرى مغايرة. منذ ذلك الحين، استمر التحقق من صحة حدسه اللامع من خلال الظواهر الكونية مثل الثقوب السوداء أو موجات الجاذبية. توقع أينشتاين في نظريته عن النسبية العامة، أن وجود الثقوب السوداء لن يتم إثباته حتى السبعينيات. هذه الأجسام ضخمة جدًا لدرجة أنها يمكن أن تشوه الزمكان بشكل لا نهائي ... أو حتى تمزقه. في 14 مارس 1879، عندما ولد ألبرت أينشتاين في أولم بألمانيا، كانت العلوم الفيزيائية صرحًا يقوم على ركيزتين. من ناحية أخرى، فإن قوانين الحركة (أو الكينماتيكا) للأجسام المادية، التي ذكرها غاليليو، وقوانين الجاذبية الكونية لنيوتن متقنة تمامًا تقريبًا. من ناحية أخرى، فإن الكهرومغناطيسية - مع البحث عن التيارات الكهربائية والمجالات المغناطيسية والضوء - تسير على قدم وساق: تم جمع القوانين التي تحكمها في نظرية بواسطة الفيزيائيين جيمس ماكسويل (1831-1879) وهندريك لورنتز (1853-1928). العقل والحتمية والعلم ينتصرون! هذا هو قرن التجارب: الأدوات متقنة، دقة القياسات محسوسة ... وهنا تبرز أسئلة جديدة.

السؤال الأول، الأكثر تعقيدًا بلا شك، هو سرعة الضوء. منذ غاليليو، نعلم أن سرعات الأجسام المتحركة تتزايد. من الناحية النظرية، يجب أن يكون هذا هو الحال أيضًا بالنسبة للضوء. ضع مصباحًا على رأس الصاروخ: يجب أن تكون سرعة شعاع الضوء مساوية لمجموع سرعات الصاروخ والضوء. لايهم، هذه ليست القضية. إنه يساوي الضوء وحده. الفيزيائيان الأمريكيان ألبرت ميكلسون وإدوارد مورلي، اللذان طورا في عام 1887 تجربة معقدة تهدف إلى التحقق من أن سرعة الأرض تضاف إلى سرعة الضوء على حسابهما ... ولكن لا يوجد شك حتى الآن لمهاجمة العقيدة الجليلة وجها لوجه التي تقول بثبات سرعة الضوء في كافة الأحوال.

السؤال الثاني يتعلق بالزئبق. في منتصف القرن التاسع عشر، لاحظ العديد من علماء الفلك بالفعل تحولًا طفيفًا في الحضيض الشمسي (نقطة مداره الأقرب إلى الشمس) مقارنة بتنبؤات نظرية نيوتن، ومع ذلك فهي فعالة جدًا في حساب موقع الكواكب: تقدم بنحو 43 ثانية زاوية في القرن. تم ابتكار حلول مخصصة: نحاول تعديل قانون نيوتن للجاذبية، ونفترض وجود كوكب لم يكتشف من قبل، فولكان ، يدور بين الشمس وعطارد ، والذي من شأنه أن يزعج مجال جاذبيته هذا الأخير ويشرح التأخر الملحوظ ... ومع ذلك، لا يمكّن لأي من هذه المقترحات من حل المشكلة بشكل صحيح.

كانت هذه هي حالة العالم العلمي في عام 1905 عندما نشر أينشتاين الشاب، الذي لم يكن قد أكمل درجة الدكتوراه، خمس أوراق بحثية أساسية.

فبدلاً من التبريد، ربما يكون الكون في الواقع يسخن نتيجة لانهيار الجاذبية للمادة المظلمة والغاز.

"يوفر قياسنا الجديد تأكيدًا مباشرًا للعمل الأساسي لجيم بيبلز - الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2019 - الذي وضع النظرية حول كيفية تشكل الهياكل واسعة النطاق في الكون. مع تطور الكون، تسحب الجاذبية المادة المظلمة والغاز إلى المجرات والعناقيد المجرية. هذا الانجذاب عنيف جداً لدرجة أنه يتم ضغط المزيد والمزيد من الغازات وتسخينها، "يشرح عالم الكونيات في جامعة ولاية أوهايو يي-كوان تشيانغ ذلك.

كون بدائي أبرد من الكون الحالي:

لقياس التغيرات الحرارية على مدى العشرة مليارات سنة الماضية، قام تشيانغ وزملاؤه بدمج البيانات من القمر الصناعي الفلكي بلانك الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية ومسح سلون الرقمي للسماء (SDSS). في حين أن بلانك كانت أول مهمة أوروبية لقياس درجة حرارة الخلفية الكونية المنتشرة (CMB)، فإن SDSS هي دراسة ضخمة متعددة الأطياف خلقت أكثر الخرائط ثلاثية الأبعاد تفصيلاً للكون.

الخلفية الكونية المنتشرة التي لاحظتها بعثة بلانك على ترددات مختلفة. ائتمانات: تعاون بلانك

من مجموعات البيانات هذه، عبر الفريق ثمانية من خرائط كثافة السماء بلانك مع 2 مليون مرجع طيفي للانزياح الأحمر SDSS. بدمج قياسات الانزياح الأحمر (التي تُستخدم عادةً لتحديد مدى سرعة تحرك الأجسام بعيدًا عنا) وتقديرات درجة الحرارة المستندة إلى الضوء، قارن الفريق درجة حرارة سحب الغاز البعيدة (في الوقت المناسب) مع تلك الأقرب إلى الأرض.

من هناك، تمكن فريق البحث من تأكيد أن متوسط درجة حرارة الغاز في بدايات الكون (حوالي 4 مليارات سنة بعد الانفجار العظيم) كان أقل مما هو عليه الآن. يبدو أن هذا يرجع إلى الانهيار الثقالي للبنية الكونية بمرور الوقت، وهو اتجاه سيستمر ويصبح أكثر كثافة مع استمرار تسارع توسع الكون.

تم استخدام بيانات SDSS لإعادة بناء خرائط ثلاثية الأبعاد لمناطق الكون مع مئات الآلاف من المجرات. الائتمان: SDSS

كما لخصها تشيانغ، فإن الكون يسخن بسبب العملية الطبيعية لتشكيل المجرات والشبكة الكونية، ولا علاقة له بالتغيرات في درجة الحرارة هنا على الأرض. تحدث هذه الظواهر على مستويات مختلفة جدًا. وهي غير مرتبطة على الإطلاق بحرارة الأرض.

عواقب الاحترار التدريجي للكون:

في الماضي، جادل العديد من علماء الفلك بأن الكون سيستمر في البرودة مع تمدده، مما سيؤدي حتما إلى البرد الكبير (أو التجمد الكبير). في المقابل، أظهر تشيانغ ورفاقه أن العلماء يمكنهم تحديد تطور تكوين الهياكل الكونية من خلال "التحقق من درجة حرارة" الكون.

يمكن أن يكون لهذه النتائج أيضًا تداعيات على النظريات التي تقبل "التبريد الكوني" كاستنتاج نهائي. من ناحية، ومن ناحية أخرى تم اقتراح أن أحد الحلول الممكنة لمفارقة فيرمي هو أن الذكاءات أو الحضارات الفضائية الذكية خارج كوكب الأرض (ETIs) نائمة وتنتظر الكون حتى يتحسن (فرضية aestivation).

استنادًا جزئيًا إلى الديناميكا الحرارية للحوسبة (مبدأ لانداور)، تؤكد الحجة أنه مع برودة الكون، ستكون الأنواع المتقدمة قادرة على ضغط المزيد من البنى التحتية الضخمة. أيضًا، إذا ازدادت حرارة الكون بمرور الوقت، فهل يعني ذلك أن ظهور الحياة سيصبح أقل احتمالًا بمرور الوقت بسبب زيادة الإشعاع الكوني؟ بافتراض عدم وجود آلية للحفاظ على توازن حراري معين، فهل يعني ذلك أن الكون لن ينتهي ببرودة كبيرة، ولكن بنيران كبيرة؟

وفقًا لبحث جديد من مركز علم الكونيات وفيزياء الجسيمات الفلكية (CCAPP) في جامعة ولاية أوهايو، يبدو أن الكون يزداد سخونة وسخونة بمرور الوقت. بعد التحقيق في التاريخ الحراري للكون على مدى العشرة مليارات سنة الماضية، خلص الفريق إلى أن متوسط درجة حرارة الغاز الكوني قد زاد أكثر من 10 مرات ووصل إلى حوالي 2.2 مليون كلفن (~ 2.2 مليون كلفن). درجة مئوية) اليوم.

نُشرت الدراسة التي تصف النتائج التي توصلوا إليها في مجلة الفيزياء الفلكية. قام الفريق بفحص البيانات الحرارية حول بنية الكون واسعة النطاق (LSS). يشير هذا إلى نماذج المجرات والمادة على نطاق واسع.

ج- ظهور النسبية العامة:

بحلول عام 1911، كان أينشتاين قد فهم المبادئ الرئيسية لما يمكن أن تكون عليه نظريته في النسبية العامة:

- مبدأ النسبية كما تمت صياغته في النسبية الخاصة هو مبدأ عالمي، وهو ينطبق على جميع المراقبين بالقصور الذاتي (محليًا أم لا)، وجميعهم في حالة سقوط حر.

- إذا كان هناك مصدر لحقل الجاذبية، يكون الزمكان منحنيًا، ومهما كان هذا الانحناء، فإن المراقبين بالقصور الذاتي يتبعون "الجيوديسيا من النوع الزمني" لهذا الزمكان 5؛

- التسارع محليًا دائمًا ما يعادل وجود مجال الجاذبية.

لذلك كانت المهام الوحيدة المتبقية له هي صياغة كل هذا رياضيًا واكتشاف كيف يثني مصدر الجاذبية بدقة الزمكان، وهو ما يرقى إلى إيجاد المعادلة الرمزية التي سبق ذكرها:

الاختلاف النسبي في مجال الجاذبية النسبية = كثافة الكتلة والطاقة النسبية.

طلب أينشتاين، الذي كان يجهل هندسة المساحات المنحنية في ذلك الوقت، المساعدة من صديقه، عالم الرياضيات الألماني مارسيل غروسمان. هذا الأخير، الذي لم يكن في البداية خبيرًا في هذا المجال المحدد أيضًا، انغمس في أعمال ريمان وعمل "خلفائه"، عالم الرياضيات الألماني إلوين برونو كريستوفيل، وكذلك الإيطاليين غريغوريو ريتشي كورباسترو وتوليو ليفي سيفيتا. لن يتم تفصيل الأدلة الخاطئة المتنوعة التي اتبعها آينشتاين وغروسمان، والأمر المهم هو أنهما في عام 1913 قاما بالتوقيع على أول مقال تم فيه وصف الجاذبية باستخدام "موتر متري"، وهو موتر مشتق بشكل طبيعي من الهندسة الريمانية والتي تميز المساحات المنحنية. هذا الموتر، الذي سيتم وصفه بإيجاز شديد، يتكون من 10 معاملات مستقلة (إنه متماثل)، و10 "جهود جاذبية"، ويجعل من الممكن التعميم على الفضاء المنحني مضروبًا في فكرة المسافة بين الزمكان التي قدمها مينكوفسكي. كل من معاملات هذا الموتر اعتمادًا على الموضع في الزمكان، والفكرة هي استبدال التعريف العام والمسطّح لـمينكوفسكي Minkowski بتعريف محلي ومنحني. أولاً، يجب إعادة كتابة معادلة مينكوفسكي مع إعطاء المسافة التي تفصل بين حدثين، مع إحداثيات (x1 ، t1) و (x2 ، t2) ، S² = c² (t2-t1) ² - (x2-x1) ² ، في حالة اقتراب هذين الحدثين ، مما يجعل من الممكن الوصول إلى التعريف المحلي ds² = c² dt² - dx² ، حيث يكون للأحداث إحداثيات (x1، t1) و (x1 + dx، t1 + dt) ، مربع المسافة الآن ds². هاتان المعادلتان متكافئتان تمامًا، لكن الثانية محلية، بينما كانت الأولى عالمية أو شاملة. ومع ذلك، كما قيل سابقًا، تستدعي الهندسة الريمانية بالضرورة المفاهيم المحلية، فمساحات ريمان ليست بالضرورة موحدة. وبالتالي، بدءًا من هذه المسافة المكانية والزمانية الثانية، المحلية ولكن المسطحة، فإننا نقدم بشكل طبيعي الانحناء المحلي من خلال الكتابة أنه يجب تحديد المسافة بشكل عام من خلال ds² = gtt dt² + gxx dx² + 2 gtx dx dt ، حيث المعامِلات g هي معاملات المقياس ، والتي سوف نتحقق من أنها بالفعل 10 إذا كتبنا جميع المصطلحات الممكنة التي تتضمن إحداثيين. في هذا التعبير المحلي، ينتج انحناء الزمكان من حقيقة أن هذه المعاملات (التي تساوي 1 أو -1 أو 0 في حالة الزمكان لمينكوفسكي) ليست ثابتة، ولكنها تعتمد على الإحداثيات ( s ، d) من النقطة المدروسة. ومع ذلك، نلاحظ أن عدم ثبات المقياس هو شرط ضروري غير كافٍ لوجود انحناء (راجع حالة المستوى الإقليدي الموصوف في الإحداثيات القطبية).

أما بالنسبة لمبدأ النسبية المعمم، فهو ينص ببساطة على أن التغييرات في أنظمة الإحداثيات التي تربط الأطر المرجعية التي تتخذ فيها قوانين الفيزياء نفس الشكل ليست فقط تلك المرتبطة بتحولات لورينتز والتي تترك المسافة S² دون تغيير.، ولكن بشكل عام، جميع التغييرات المحلية التي تعتبر ds² كمية ثابتة. نبيّن أن هذا الثبات يشير إلى مخاريط الضوء، حتى لو لم تعد الأخيرة متوازية بسبب انحناء الزمكان (انظر الشكل التالي). يوضح هذا الثبات لمخاريط الضوء مرة أخرى أهمية هذه الأشياء الهندسية ويؤكد حقيقة أنه حتى في النسبية العامة، فإن سرعة الضوء ثابتة ولها نفس القيمة لجميع المراقبين، على الرغم مما نعنيه بهذا القول احيانا. علاوة على ذلك، فإن حقيقة أنه يجب علينا تحديد ds² محليًا تظل متوافقة أيضًا مع وجود وقت مناسب محدد على طول خطوط الأكوان من نوع الوقت (= الجيوديسية التي ds²> 0) بواسطة العلاقة "dτ = ds / c" ، ويجعل المرء للجيوديسيا نفس تصنيف خطوط الأكوان، ويفصل بينها في "نوع الزمن" و "نوع الفضاء" و "نوع الضوء" (هذه الأخيرة هي بعض وتسمى أيضًا "الجيوديسيا الفارغة").

2038 الانفجار الكبير 9

توضيح الزمكان للنسبية العامة (للمقارنة (على سبيل المثال لأرقام مماثلة في الزمكان لمينكوفسكي) حيث تظهر خطوط الكون لمراقبين وبعض مخاريط الضوء التي "يعترضونها". تدل مسلمة النسبية المعممة على أن هذه الأقماع هي نفسها لجميع المراقبين، حتى لو كان انحناء الزمكان يعني أنها ليست بالضرورة "موازية".

ولتطبيق مبدأ الثبات المحلي هذا وبناء نظرية كاملة، من الضروري تقديم شكليات رياضياتية كاملة والتي قد تبدو مجردة تمامًا لأولئك الذين لا يتقنونها، وهذا هو السبب في أن فهم ما سبق لم يكن كافياً لأينشتاين وغروسمان للعمل على النظرية بأكملها. مع ذلك، من المهم التأكيد هنا على أن ما ورد أعلاه يصف (تقريبًا) كل ما نحتاج إلى معرفته لتوسيع مبدأ النسبية الذي صاغه أينشتاين في نظريته النسبية الخاصة ليشمل جميع المراقبين، حتى مع التسارع. إن الثبات المحلي والعامة (ليس فقط فيما يتعلق بالتحولات الخطية للإحداثيات) لـ ds² (مع شكليات الهندسة الريمانية المرتبطة) كافٍ لتطبيق مبدأ النسبية المعمم في حالة الزمكان حيث الجاذبية لن تكون موجودة، على سبيل المثال الزمكان المينكوفسكي. ومع ذلك، لم يكن هذا هو الأهم أو الأكثر إشكالية بالنسبة لأينشتاين وغروسمان، فالنسبية العامة تذهب إلى أبعد من ذلك لأنها غير راضية عن كونها تعميمًا لمبدأ النسبية لجميع المراقبين الأحرار: إنها أيضًا نظرية الجاذبية النسبية. ما استغرقه أينشتاين وغروسمان أطول وقت هو الحصول على ما يعادل معادلة نيوتن التي تصف مجال الجاذبية الناتج عن توزيع كتلة معين، أي المعادلة الرمزية التي سبق ذكرها. كان لديهم معيار اختيار قوي جدًا: تم تطبيقه على حالة حقول الجاذبية الضعيفة، وكان على نظرية الجاذبية الجديدة أن تعطي نظرية نيوتن مرة أخرى.

ومع ذلك، مع إدخال المقياس الزماني المكاني المحلي كتعميم نسبي لإمكانات الجاذبية، قد يعتقد المرء أن شروط المعادلة الرمزية قد تم تعريفها بالكامل تقريبًا، حيث تقرر أيضًا أن "كثافة الكتلة النسبية- سوف يكون موتر طاقة النبض المذكور سابقًا. في الواقع، ظل "التباين النسبي" فقط في مجال الجاذبية مجهولًا، لكن تحديد هذا المشغل الرياضياتي استغرق عدة سنوات لأينشتاين (تخلى غروسمان عن التعاون في منتصف الطريق)، الذي لم يحصل على نسخته النهائية من "معادلات أينشتاين" حتى نهاية عام 1915. بعد فترة وجيزة، اقترح عالم الرياضيات الألماني ديفيد هيلبرت، الذي ناقش معه أينشتاين بإسهاب أفكاره ومشكلاته الرياضياتية، علاوة على ذلك، اشتقاقًا آخر لهذه المعادلات يستند إلى مبدأ متغير وما يعرف الآن باسم "أينشتاين-هيلبرت لاغرانج". وحتى إذا جاء التحقق الحقيقي للنظرية من خلال التجربة سريعًا، فقد اقتنع أينشتاين، منذ إرسال مقالته (25 نوفمبر 1915)، بـ "صحة" معادلاته من خلال الحساب الذي كان لديه. حقيقة تتعلق بما يعتبر أحد الاختبارات الأساسية الثلاثة للنسبية العامة مسار مدار عطارد وحضيضه.

معادلات أينشتاين للنسبية العامة مع الثابت الكوني (لامدا على اليمين). على اليسار، موتر أينشتاين G الذي يصف هندسة الزمكان، على اليمين يظهر موتر زخم الطاقة T الذي يصف محتوى المادة. في عبارة ويلر "الزمكان يخبر المادة كيف يجب أن تتحرك والمادة تخبر الزمكان كيف يجب أن ينحني".

2038 الانفجار الكبير 10

د- الاختبارات الأساسية الثلاثة:

قرابة منتصف القرن التاسع عشر، قام عالم الفلك الفرنسي أوربان جوزيف لو فيرييه بقياس إزاحة الحضيض (نقطة في مدار كوكب يقع على مسافة لا تقل عن الشمس) من عطارد بمرور الزمن. كما تنبأت نظرية نيوتن، كان هناك تقدم في الحضيض الشمسي بسبب "اضطرابات الجاذبية" الناجمة عن التجاذب الذي تمارسه أجسام أخرى في النظام الشمسي على كوكب عطارد. ومع ذلك، في حين أن نظرية نيوتن المرتبطة بالكواكب المعروفة تنبأت بحدوث تحول قدره 529 ثانية قوسية في القرن، أعطت الملاحظة قيمة قدرها 572. كانت الملاحظات موثوقة، لذلك في السنوات التي تلت التفسيرات الفيزيائية الفلكية المختلفة، تم النظر فيها من أجل 43 ثانية من القوس الفائض، تتراوح هذه الافتراضات من وجود فولكان بركان (جسم أقرب إلى الشمس من عطارد والذي ادعى البعض أنه يلاحظ، أحيانًا في عدة أماكن في نفس الوقت)، إلى أن تسطيح الشمس (انظر على سبيل المثال كتاب آيزنشتاد). ومع ذلك، لم يتم التحقق من أي من الأفكار التي تم النظر فيها بوسائل أخرى. إن الملاحظة و / أو جعلت من الممكن تفسير هذه الفجوة "الكبيرة" بين النظرية والملاحظة، وظل اللغز دون حل في عام 1915.

بسرعة كبيرة، وحتى قبل الحصول على النسخة النهائية من نظريته الجديدة في الجاذبية، كان لدى أينشتاين فكرة أنه بمجرد حصوله على نظرية قادرة على رد الجميل لنيوتن، كان اختبار عباد آخر هو حساب l الحضيض المتقدم للزئبق. في الواقع، هذا الأخير هو الكوكب الأقرب إلى الشمس، فهو يقع في المنطقة التي يكون فيها مجال الجاذبية أقوى، وبالتالي من المرجح أن يشهد على تعديلات قانون الجاذبية مقارنة بقانون نيوتن. والآن، حتى لو، خلال السنوات الطويلة التي سعى فيها مع غروسمان للحصول على نظريته الجديدة، اختبر أينشتاين جميع المرشحين دون جدوى، وفي نوفمبر 1915 أجرى حسابًا ذهب إلى حد جعله يعاني من خفقان القلب (وفقًا لنظريته الخاصة)): تنبأت نظريته بالنتيجة الصحيحة تمامًا.

2038 الانفجار الكبير 11

رسم توضيحي لظاهرة الحضيض التقدمي لكوكب معزول يدور حول نجم. هذه الظاهرة ناتجة عن تصحيح تم إجراؤه على الجاذبية النيوتونية بواسطة نظرية أينشتاين. إن التأثيرات مبالغ فيها للغاية من أجل جعل التحول مرئيًا مع عدد قليل من الثورات.

من المثير للاهتمام أيضًا أن نذكر أن هذه الظاهرة موجودة أيضًا بالنسبة للأجسام الأخرى في النظام الشمسي، ولكن تأثيرها أضعف بكثير من تأثير عطارد بسبب المسافة الأكبر من الشمس. على سبيل المثال، بالنسبة إلى كوكب الزهرة، ثاني أقرب كوكب، فإن الفرق بين النظرية النيوتونية والنسبية هو 8.6 ثانية قوسية فقط لكل قرن، وهي قيمة تنخفض إلى 1.35 بالنسبة للمريخ. ولكن على الرغم من ضعف القيمة الأخيرة، منذ أن "هبطت" مجسات الفايكنج على سطح المريخ في عام 1976، فإن رصدها باستخدام موجات الراديو، لعدة سنوات، سمح للمريخ بأن يصبح الجسم الذي يتقدم تم قياس الحضيض بأقصى دقة، في توافق تام مع تنبؤات النسبية العامة.

من ناحية أخرى، في مقال عام 1915 حيث تم تقديم النسخة النهائية من نظريته، صحح أينشتاين النتيجة التي أعلن عنها في عام 1911 فيما يتعلق بالاختبار الأساسي الثاني للنسبية العامة: انحراف مسار ضوء قريب من الشمس. لقد أجرى بالفعل أول عملية حسابية بنسخة خاطئة من نظريته وكانت النتيجة التي تم التنبؤ بها بعد ذلك خاطئة بمعامل قدره 2. ومع ذلك، على عكس تقدم حضيض عطارد الذي كان معروفًا قبل نظرية أينشتاين بفترة طويلة، كان هذا التأثير الثاني تنبؤًا بالنسبية العامة، وكان من الممكن أن يتم التحقق منها قبل عام 1919 دون "مشاكل" مختلفة مثل الحرب العالمية الأولى (لمزيد من التفاصيل، انظر كتاب آيزنشتاين). على أي حال ، في عام 1919 ، بالاستفادة من الكسوف الكلي للشمس (مما جعل من الممكن مراقبة النجوم التي يمكن رؤيتها بالقرب من القرص الشمسي دون أن تغرق في وضوح الأخير) ، رحلتان استكشافيتان أكدتا الفرق البريطانية بقيادة آرثر إدينجتون توقع أينشتاين ، والقيم المقاسة ، بالقرب من الدائرة الشمسية ، لزاوية الانحراف من قبل فريقين مستقلين (1.98 +/- 0.12 و 1.61 +/- 0 ، 3 ثوان قوسية) تتفق جيدًا مع القيمة المتوقعة البالغة 1.75 ثانية قوسية ، على عكس القيمة الأقل بكثير التي يمكن توقعها في إطار نيوتن (تم قياس الانحراف الأصغر أيضًا لـ المزيد من النجوم البعيدة ، مرة أخرى وفقًا للتنبؤات). علاوة على ذلك، تم اختبار هذه النتيجة مرة أخرى بعد ذلك بوقت قصير لصالح كسوف كلي آخر للشمس في عام 1922. ولكن منذ عام 1919، بين عشية وضحاها، اكتسب أينشتاين شهرة دولية بين عامة الناس، الغالبية العظمى من المجلات التي استغلت الفرصة ، بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب ، لإظهار كيف أثبت عالم بريطاني أن ألمانيًا ، يتحدى كل ما يبدو أنه حدس طبيعي جدًا حول المكان والزمان ، كان محقًا في مواجهة نيوتن العظيم.2038 الانفجار الكبير 12

رسم توضيحي لظاهرة انحراف الضوء عندما يمر بالقرب من جسم ضخم ينطوي، وفقًا لتفسير أينشتاين، على تشوه أكبر في الزمكان. (أ): تمثيل تخطيطي للانحناء؛ (ب) المواضع التي لوحظت خلال الكسوف؛ (ج) المواقف الحقيقية التي يمكن التحقق منها بسهولة في الليل. الآثار مبالغ فيها لجعل الفرق ومبدأ التجربة أكثر وضوحا.

يتعلق "الاختبار الكلاسيكي" الثالث للنسبية العامة بـ "تأثير أينشتاين"، وهو التغير في التردد الذي يمر به الضوء أثناء مروره من مكان يكون فيه مجال الجاذبية له قيمة معينة إلى مكان آخر حيث القيمة مختلفة. في الواقع، هذا الاختبار، الذي يعادل مقياس تأثير مجال الجاذبية إذا كان الوقت أطول في إدراكه من السابق، حتى لو مرت به النسبية العامة اليوم بنجاح كبير في ظل ظروف عديدة. وهكذا، تم إجراء التحقق الأول في عام 1960 من قبل الأمريكيين روبرت في باوند وغلين إيه ريبكا في مجال الجاذبية الأرضية مع اختلاف في مجال الجاذبية يأتي فقط من اختلاف ارتفاع يبلغ 22 مترًا بين مصدر الضوء والمتلقي. على الرغم من الاختلاف النسبي الضئيل جدًا في الطول الموجي الذي كانوا يأملون في قياسه في ظل هذه الظروف (جزء واحد لكل مليون مليار، أو 10-15)، فقد نجحوا بفضل استخدام واحدة من أشهر "الساعات الطبيعية" الأكثر دقة في العالم: إزالة الإثارة الذرية التي تؤدي إلى إنتاج فوتون من طاقة محددة بدقة، من خلال التأثير الذي اكتشفه رودولف موسباور في عام 1957. كما ستوضح بعض التفاصيل التاريخية في الفقرات التالية حول الاختبارات الأكثر حداثة في النسبية العامة، تزامنت تجربة باوند وريبكا مع الوقت الذي بدأت فيه النسبية العامة، بفضل تطور الفيزياء الفلكية عالية الطاقة، في أن تصبح موضوعًا جديرًا باهتمام علماء الفيزياء النظرية، الذين سبق أن فضلوا فيزياء الكموم والديناميكا الكهربائية الكمومية.

كثيرًا ما كرر أينشتاين أنه عندما كان صغيرًا جدًا، حاول أن يتخيل كيف سيبدو الكون لعالم "راكبًا" على موجة ضوئية وأن هذا ساعده على تصور نظريته النسبية.

2 على عكس ما نسمعه أحيانًا يقول الناس، يمكن لنظرية الجاذبية لنيوتن أن تستوعب بشكل جيد فعل الجاذبية على الضوء، وذلك بفضل الرؤية الجسدية لهذه التي كان نيوتن يمتلكها. ومع ذلك، في سياق النسبية العامة، ليس للجاذبية نفس التأثير بالضبط على الضوء وعلى الأجسام الضخمة، بسبب الكتلة الصفرية للفوتونات. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا يكون الضوء الموجي قادرًا على "انحرافه" بواسطة مجال الجاذبية النيوتونية، بينما يمكن أن يكون كذلك في حالة النسبية العامة.

3 يعرّف إقليدس سابقًا خطين متوازيين على أنهما "خطان، مضمنان في نفس المستوى وممتدان إلى أجل غير مسمى، ليس لهما نقطة تقاطع".

4 هذه النقطة تستحق مناقشة أطول مما هو ممكن ومرغوب فيه هنا. انظر، على سبيل المثال، Science and the Hypothesis، Poincaré (1902).

سيتم تعريف تعبير "الجيوديسية الشبيهة بالزمن" لاحقًا، ولكنه مجرد تعميم لـ "خط الكون الشبيه بالزمن" الذي واجهته سابقًا في الزمكان عند مينكوفسكي. علاوة على ذلك، من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنه بعد سنوات قليلة من الصياغة النهائية لنظريته، أوضح أينشتاين، جنبًا إلى جنب مع ليوبولد إنفيلد وبانيش هوفمان، أن فرضية الحركة الجيوديسية لم تكن ضرورية: الحركة الجيوديسية لـ الجسيم النقطي هو نتيجة مباشرة للمعادلات التي تعطي مجال الجاذبية وفقًا للمصدر الذي يخلقه.

6 بشكل أكثر دقة، كان الأمر يتعلق بتحديد نتيجة هذا العامل المطبق على موتر متري g، وهو "موتر أينشتاين" ويتضمن كمكون أساسي موتر انحناء ريمان-كريستوفل.

7 على الرغم من أنه يُسمع أحيانًا أن هيلبرت قد اكتشف هذه المعادلات قبل أينشتاين (التي لم يدعها هيلبرت مطلقًا)، إلا أن هذا خطأ يتعلق بحقيقة أن التاريخ الذي أرسل فيه هيلبرت النسخة الأولى من مقالته تسبق تلك التي أرسلها أينشتاين. ومع ذلك، فإن النسخة الأولى من مقالة هيلبرت لا تحتوي على المعادلات، والنسخة النهائية تعطيهم ملاحظة مفادها أنهم في اتفاق جيد مع تلك التي اكتشفها أينشتاين مؤخرًا.

8 من المهم أن نلاحظ أنه منذ ذلك الحين تم التحقق من انحراف الضوء عن طريق مجال الجاذبية في بيئات تجريبية أخرى بدقة أفضل بكثير.

 

د. جواد بشارة

 

جواد بشارةهل هي حدث فريد أم متكرر إلى مالانهاية؟ ماذا قبل وماذا بعد البغ بانغ؟

صراع النسبية العامة وميكانيكا الكموم الكوانتوم وما بعدهما، هل سنصل يوماً لنظرية كل شيء، وهل نعيش في كون متعدد؟ (النماذج المختلفة لأكوان متعددة) وهل نعيش في محاكاة حاسوبية، كون "ماتريكس"؟


 من أين أتينا نحن البشر؟ تكمن الإجابة على هذا السؤال الذي طرحه الجميع على أنفسهم ولو مرة واحدة على الأقل في حياتهم، في نظرية الانفجار العظيم الشهيرة. والذي يتطلب إلقاء الضوء على هذا النموذج الكوني وما نعتقد أننا نعرفه عن نشأة الكون.

2033 الكون 1

توسع الكون، من اليسار إلى اليمين للصورة على خلفية سوداء: قرص عمودي من اللون الأبيض، يبدأ منه مخروط أرجواني ثم وردي ثم أصفر، مفتوح إلى اليمين وينتهي على يمين صورة لعدة مجرات.

انطباع الفنان عن توسع الكون. الصورة من: ناسا

نادر هو الشخص الذي لم يتساءل مرة واحدة على الأقل في حياته عن أصل العالم. لماذا الأرض، لماذا المجرات، لماذا الكون؟ علاوة على ذلك، هل الكون فريد من نوعه؟ الأسئلة التي تلفت الأنظار، والتي قادت علماء الفيزياء الفلكية (على الأرض، من يعرف ما يجري في مكان آخر ...) إلى حسابات محمومة للعودة إلى أبعد من ذلك في الماضي، إلى اللحظات الأولى من كوننا.

النتيجة: نظرية مقبولة عالميًا من قبل المجتمع العلمي بأكمله، والتي تعطي معنى لتكوين الكون كما نراه من النظام الشمسي. ينص نموذج Big Bang الكوني على أن الكون كان أكثر كثافة ودفئًا في الماضي وأنه يتمدد. ظهرت هذه النظرية لأول مرة في مكتب الفيزيائي وعالم الرياضيات الروسي ألكسندر فريدمان، في عام 1922. في الواقع، اكتشف أن معادلات النسبية العامة لأينشتاين تسمح بوصف الكون ... في التطور! قدم فريدمان لأول مرة فكرة التوسع، بينما أيد أينشتاين بشدة فرضية الكون الثابت.

2033 الكون 2

تمثيل الكون على شكل ثلاثة بالونات كبيرة بشكل متزايد، مع المجرات الموجودة على سطحها تتحرك بعيدًا عن بعضها البعض ولكن دون تعديل.

تشبيه تمدد الكون مع تضخم بالون. الائتمان: أفلام نحيفة

تم وضع النموذج الكوني للانفجار العظيم بشكل مستقل في عام 1927 من قبل عالم الفيزياء الفلكية والكاهن البلجيكي جورج لوميتر ، في مقال بالفرنسية في Annales de la Société Scientifique de Bruxelles. حتى أن الباحث وضع تقديرًا أوليًا لثابت هابل (انظر أدناه).

في عام 1924، أظهر عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل بدقة وجود مجرات أخرى خارج مجرتنا درب التبانة بفضل الملاحظات التي تم إجراؤها باستخدام تلسكوب هوكر (لوس أنجلوس)، الأقوى في ذلك الوقت. تحدد أولاً المجرة الصغيرة NGC6822 الموجودة في كوكبة القوس، ثم مجرات المثلث (M33) وأندروميدا (M31). أثبت هابل بعد ذلك في عام 1929 أن المجرات تبتعد عن بعضها البعض بسرعة تتناسب مع المسافة (إلى النظام الشمسي). بعبارة أخرى، كلما كانت المجرة بعيدة عنا، زادت سرعة ابتعادها. هذا المبدأ المسمى "قانون هابل" يدعم منطقياً نظرية الكون المتوسع. تم تقديم "قانون هابل" سابقًا من قبل جورج لوميتر ، وتم تغيير اسمه إلى "قانون هابل-لوميتر" في عام 2018 من قبل الاتحاد الفلكي الدولي.

2033 الكون 3

رسم متحرك يظهر بريوش صغير ذو أساس بيضاوي بني فاتح مع عنب بني غامق. بعد الطهي نرى أن الشكل البيضاوي قد نما وأن الأسباب ابتعدت عن بعضها البعض مثل المجرات في الواقع.

تشبيه توسع الكون بخبز بريوش الزبيب. الصورة من: ناسا / د. إدوارد / ج. وولاك / ب. غريسوولد

يتضح توسع الكون جيدًا من خلال خبز البريوش بالزبيب. تتضخم الكعكة - الكون - أثناء خبزها، مما يتسبب في ابتعاد العنب - المجرات - عن بعضها البعض، دون تغيير العنب نفسه.

أول ضوء في كل العصور:

علاوة على ذلك، تتنبأ نظرية الانفجار العظيم بانبعاث الإشعاع الحراري في بداية تاريخ الكون. لذلك تم التحقق من صحة النموذج من قبل المجتمع العلمي عند اكتشاف الخلفية ألأحفورية الكونية الميكروية (CMB)المنتشرة في عام 1964. وهو اكتشاف حصل بالصدفة بواسطة عالمين فلكين أمريكيين، أرنو بينزياس وروبرت ويلسون، اللذين كانا يعملان على هوائي للشركة التي يعملان فيها..

أدناه خريطة الخلفية الكونية المنتشرة: نرى شكلًا بيضاويًا مسطحًا، مع خصائص CMB في شكل بقع برتقالية وزرقاء. الخريطة الأكثر تفصيلاً التي تم الحصول عليها على الإطلاق للخلفية الكونية المنتشرة بواسطة تلسكوب بلانك الفضائي. الائتمان: تعاون Esa / Planck

يُعتقد أن إشعاع CMB هو إشعاع أحفوري كما يُعتقد أنه انبعث بعد حوالي 380 ألف سنة من الانفجار العظيم، عندما كان الكون أصغر وأكثر كثافة وأكثر سخونة ودفئًا. منذ ذلك الحين، توسع الكون و "خفف" - ومن هنا جاءت المسافة بين المجرات - وبرد.

2033 الكون 4

توسع الكون منذ أيام CMB. الائتمان: ناسا

تتوافق الخلفية الكونية المنتشرة مع اللحظة الأولى عندما يصبح الكون رقيقًا بدرجة كافية بحيث يتمكن الضوء من الانتشار هناك. وبعبارة أكثر دقة كانت الفوتونات، الجسيمات المكونة للضوء "المحاصرة" سابقًا في البلازما البدئية، هي التي تمكنت من الهروب. لأول مرة، تم اكتشاف أن الضوء "حر" مما يسمح لنا اليوم "برؤية" الكون كما كان في ذلك الوقت، حيث انتقل هذا الضوء البدائي إلى التلسكوبات الخاصة بنا.

2033 الكون 5

صورة فنية لتوسع الكون المرئي

وبالتالي، فإن  ألــ  CMB   هي أقدم صورة كهرومغناطيسية ممكنة للكون. منذ اكتشافه، لم يتوقف العلماء عن دراسة هذا "الجزء المفقود من تكوين العوالم" كما حدده جورج لوميتر، لأنه يحتوي على معلومات لا حصر لها حول بنية وتطور وعمر للكون حيث يقدر عمر الكون اليوم  بــ 13.8 مليار سنة.

ولادة الكون:

يمثل انبعاث الخلفية الكونية المنتشرة بدايات الكون المرئي كما نعرفه، حيث بدأت جسيمات المادة تتجمع بعد إطلاق الفوتونات لتشكل النجوم الأولى، ثم الكواكب. ثم المجرات، والتي بدورها تتجمع في مجموعات وعناقيد عملاقة. قبل ذلك، خلال الدقائق القليلة الأولى من تاريخ الكون البدائي - ما بين 10 ثوانٍ و 20 دقيقة على وجه الدقة - توضح نظرية الانفجار العظيم أن اللبنات الأساسية الأولى للمادة التي نعرفها كانت ستظهر. يصف ما يسمى بمرحلة التخليق النووي تكوين البروتونات والنيوترونات وتجميعها في نوى ذرية، ثم تكوين الذرات مع الإلكترونات التي ولدت أيضًا خلال هذه المرحلة.

تمثيل تخطيطي للذرة: نواة ذات دوائر زرقاء وحمراء ملتصقة تمثل النيوترونات والبروتونات، وحول الدوائر الصفراء التي تجذب الإلكترونات.

2033 الكون 6

تمثيل تخطيطي للذرة. الائتمان:

sciencesphysiques.e-monsite.com

بالعودة إلى الوراء قليلاً في الوقت المناسب، في حوالي الثانية الأولى من الكون، تكون درجة الحرارة مرتفعة جدًا لدرجة أن طاقة العناصر الموجودة تتجاوز تلك التي تم الحصول عليها في أقوى مسرعات الجسيمات لدينا. بدون إجراء التجارب الممكنة لدعمها، من الصعب جدًا دراسة هذه الفترة ووصفها وفهمها، وهي اليوم مسألة نظرية بحتة.

تمكن علماء الفيزياء الفلكية من تقديم وصف للكون كما كان حتى 10-43 ثانية بعد الانفجار العظيم. لكن قبل ذلك، لم يكن هذا معروفاً. يتم التحقيق في العديد من النظريات لمحاولة فهم ما حدث خلال تلك الثواني العشر إلى 43 ثانية، مثل نظرية الأوتار، نظرية الجاذبية أو الثقالة الكمومية الحلقية، أو الإقترانات السببية.

لا يمكننا تصور أو تخيل الانفجار العظيم فهو ليس انفجاراً مدوياً بالمفهوم التقليدي كما يعتقد الكثير من الناس. ويعتقد أن هناك مالانهاية من الانفجارات العظيمة حدثت ومازالت تحدث مولدة أكواناً أخرى.

أدناه  انطباع الفنان عن الانفجار العظيم حيث نرى في المركز نقطة بيضاء مضيئة تنبثق منها أشعة من الأزرق والأرجواني والبرتقالي والأحمر في كل الاتجاهات.

2033 الكون 7

انطباع الفنان عن الانفجار العظيم. الائتمان: Geralt / Pixabay

الانفجار العظيم ليس لحظة أولية للكون ولكنه يشير إلى المرحلة التي كان فيها كثيفًا وساخنًا. لم يحدث "في مكان ما"، ولا هو "انفجار" كما يسهل تخيله. كان من الممكن أن يحدث الانفجار العظيم في الواقع بشكل متجانس للغاية وعالمي في جميع مناطق الكون المرئي التي يمكننا مراقبتها.

أخيرًا، نظرًا لأننا لا نستطيع "رؤية" الماضي لما يزيد عن 380.000 سنة بعد الانفجار العظيم بسبب كثافة الكون وبالتالي غموضه قبل ذلك التاريخ، فإن مسألة "أصل العالم "لا يزالغامضاَ تماماً ولغزياً. لدرجة أنه بالنسبة للسير روجر بنروز، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020، لن يكون هناك انفجار واحد، بل عدة انفجارات كبيرة! إذن الكون المرئي الحالي سيكون نتيجة دورة، لسلسلة من الانفجارات الكبيرة ... هل سنعرف من أين أتينا؟ من الناحية الواقعية، فإن الإجابة هي على الأرجح لا. على أي حال، ليس في حياتنا. في غضون ذلك، فإن النظريات حول أصل العالم تقتصر فقط على الخيال البشري، وبالتأكيد لم تنته بعد من التكاثر. يتعين علينا أن نمضي إلى ماهو أبعد من نظرية النسبية العامة والانفجار العظيم،

فشلت نظرية النسبية العامة لأينشتاين في إعطائنا وصفًا عميقًا للكون المبكر دون الأخذ في الاعتبار ميكانيكا الكموم. يتطلب فهم الانفجار العظيم حقًا تجاوز النسبية العامة بنظرية الجاذبية أو الثقالة الكمومية ، كما أوضح لنا عالم الفيزياء الفرنسي أورليان بارو.

هل نظريات الأكوان المتعددة علمية؟ ما هو مفهوم الكون المتعدد، بعد أن غذى الخيال العلمي والسينما، وها هو اليوم يتسلل إلى عالم الفيزياء النظرية. ماذا لو كانت هناك أكوان أخرى إلى جانب كوننا المرئي، مختلفة أم متطابقة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف نثبت ذلك علميًا؟  ينبغي الرجوع دوماً لنظرية النسبية العامة لآينشتاين ومراجعة الدروس والأبحاث والكتب و المحاضرات حول نظرية ألبرت أينشتاين للنسبية العامة (1915) ، وهي ثورة فكرية حقيقية في فهم المكان والزمان، والتي تناقش حولها الفيزيائيون والفلاسفة والمؤرخون وتجادلوا حول أسس هذه النظرية ، ورؤية الكون التي تقدمها ، والتي لم يتم التفكير فيها ، وسوف يلقي الضوء على سبيل التفكير في التقدم لفهم أفضل لمسألة منأين أتينا، خاصة بعد الإعلان الرسمي عام 2016 عن أول اكتشاف على الأرض لموجات الجاذبية ، وهو أحد أكثر التنبؤات إثارة لنظرية أينشتاين النسبية للجاذبية ، والتي منها احتفلنا بالذكرى المئوية في عام 2015. من المعروف أن نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين (1915) غير متوافقة مع فيزياء الكموم (التي تصف سلوك الذرات والجسيمات)، وهي الأساس العظيم الآخر للفيزياء المعاصرة. هل ينبغي إذن أن نذهب أبعد من ذلك، ونجد النظرية "التي توحد كل شيء"؟ من موجات الجاذبية إلى الجاذبية الكمومية والمحاولات الحديثة لتجاوز نظرية النسبية العامة لأينشتاين، وبشكل أكثر دقة على تلك التي تقترح إعطاء نسخة كمومية من نظرية أينشتاين، الأأكثر من هذا إن المقاربة جاءت إما في شكل نظرية الجاذبية الكمومية الحلقية أو نظرية الأوتار الفائقة. من المحتمل أن تجدد هاتان النظريتان الصورة الكلاسيكية التي لدينا عن نظرية الانفجار العظيم من خلال إتاحة إمكانية تجاوز وحتى التفكير في وجود كون متعدد. فهل تكشف موجات الجاذبية عن فيزياء تتجاوز النسبية العامة؟ وأين نحن اليوم من تطورات الجاذبية أو الثقالة الكمومية والأوتار الفائقة؟

الصعود الفوري في رحلة إلى الكون لفهم أصله بشكل أفضل. في مقالته، التي تم تصورها على أنها مسيرة علمية وفلسفية، حل أورليان بارو Aurélien Barrau الأسئلة الرئيسية للكون، من الانفجار العظيم إلى الثقوب السوداء، بما في ذلك الجسيمات الأولية.

أحدث العلم الحديث ثورة عميقة في نظرتنا للكون. من خلال السرد وخلط "الدهشة البدائية والنية" بالجدارة والأهلية "التي تجلت في كتاب الانفجار العظيم وما بعده: نزهة في علم الكونيات تنير فهمنا للكون.

هل كوننا فريد من نوعه؟ من ماذا هو مصنوع؟ هل نظرية الانفجار العظيم هي الوحيدة التي تشرح أصله؟ تم تناول الكثير من الألغاز بلغة بسيطة وسهلة الفهم، من قبل الفيزيائي العالم والباحث Aurélien Barrau. هذا العمل، الذي لا يتطلب أي مستوى علمي وفقًا للمؤلف لفهمه واستيعابه، مخصص في المقام الأول لجمهور فضولي. إذا سمح كل فصل بدخول الشعر والفلسفة، فسيجد القارئ تفسيرات مادية موثوقة ونقطة في التطورات الأخيرة.

يسترجع هذا المقتطف من الكتاب ولادة الكون، من ظهور النجوم الأولى إلى تكوين الكواكب.

1-هل يمكننا فهم الكون؟

2- الوجوه المتعددة للكون

3- أسس المراقبة للانفجار العظيم

4- الأسس النظرية للانفجار العظيم

5- الثقوب السوداء: مختبرات دراسة للكون

6- حمام من الجسيمات الأولية

7- ما بعد الانفجار العظيم: نظرية الأوتار والجاذبية الكمية

8- الكون المتعدد

النسبية العامة تتحقق في الزمكان. يقدم هذا الملف لمحة عامة عن نشأتها (من خلال المواجهة بين الجاذبية ومبدأ النسبية)، وآثارها (علم الكونيات، الثقوب السوداء) ونسلها المحتمل، وكيف كيف أصبح الزمكان ديناميكيًا، بعد دحرت النسبية صيغة الجاذبية النيوتنية. من خلال نظرية النسبية الخاصة، أظهر أينشتاين الحاجة إلى تجاوز مفاهيم الزمان والمكان المطلقين، لكن الجوهر الأساسي للنظرية أصبح متاحًا فقط عندما اكتشف مينكوفسكي وجود المفهوم الأساسي لـ الزمكان. هذا الإطار الهندسي الجديد جعل من الممكن بالفعل التعبير بطريقة مكثفة للغاية وطبيعية عن القوانين الفيزيائية التي تتحقق من مبدأ النسبية، مع تبسيط البحث عن قوانين جديدة تفعل ذلك. ومع ذلك، فإن تعميم مبدأ النسبية على جميع المراقبين وكذلك اكتشاف قانون تكافؤ الكتلة والطاقة استلزم التعديل النسبي لنظرية الجاذبية المضي قدمًا في هذه الثورة المفاهيمية من خلال التخلي عن فكرة الزمكان الذي هو مجرد إطار سلبي. إن وجود الهندسة في الفيزياء ليس ظاهرة حديثة، حيث ربط أفلاطون بالفعل متعدد السطوح المنتظمة بالعناصر الأربعة، ومع ذلك، كانت نظرية أينشتاين أحد الأسباب الرئيسية لعودتها.

أصبحت الهندسة الآن أداة حاسمة لأي فيزيائي نظري، ومعظم النظريات الحديثة هندسية. لكن هذه النظرة العامة الموجزة لأحدث الأوصاف للزمكان ستكون فقط خاتمة لهذا الطرح الذي سيركز قبل كل شيء على النسبية العامة واختباراتها وتطبيقاتها. أحد العناصر الأساسية في ولادة هذه النظرية هو المواجهة بين الجاذبية ومبدأ النسبية وفقًا لأينشتاين، أولاً من خلال التذكير بأساسيات الجاذبية النيوتونية والمشكلات التي نشأت عند البحث عن نظرية نسبية الجاذبية. ومن ثم الوصول إلى الحل الذي اقترحه أينشتاين لهذه المشكلة، ونظريته في النسبية العامة، بالإضافة إلى الإطار الهندسي الذي تستخدمه (الهندسة الريمانية) ، وينتهي بالاختبارات الكلاسيكية الثلاثة للنظرية. سيتم تفصيل المزيد من الاختبارات والتطبيقات الحديثة في الفقرات التالية، والتي سيتم تكريسها على التوالي لعلم الكونيات النسبي، وسراب الجاذبية، والديناميات المحلية للزمكان ، والنجوم النسبية (بما في ذلك الثقوب السوداء الشهيرة) وأخيراً لموجات الجاذبية التي تم رصدها مؤخراً.

أ - الجاذبية النيوتونية

لقد بدأ تاريخ الجاذبية بالفعل مع نيوتن، حيث تم اعتبار الجاذبية بأنها السبب المحتمل لحركة الكواكب في السابق بشكل مستقل. وهكذا، فإن ميكانيكا نيوتن ونظريته في الجاذبية العالمية قد حققت توحيد العالمين تحت القمري والسماوي، لكن بالطبع لم يكن لدى نيوتن، على الرغم من عبقريته، إعلان مفاجئ، وكما يقول هو نفسه، يرتكز عمله "على أكتاف العمالقة" الذين سبقوه. ومع ذلك، هناك أسطورة تقول إنه كان لديه فكرة الطبيعة العالمية للجاذبية عندما رأى تفاحة تسقط. كان هذا سيجعله يفهم أن القمر كان يمكن أن يسقط، بطريقته الخاصة، نحو الأرض، لكن ما يمنعه من السقوط هو دورانه في خط مستقيم وبسبب حركته الأولية وقصوره الذاتي. ووفقًا لتفسير نيوتن، ففي كل لحظة يستمر القمر في مساره في خط مستقيم (بعد قصوره الذاتي) فإنه يسقط باتجاه مركز الأرض (بسبب قوة الجاذبية التي يمارسها)، بيد أن مزيج من حركتان تؤديان إلى مسار دائري.

2033 الكون 8رسم توضيحي للتكوين الفوري لحركة القمر الصناعي (القمر على سبيل المثال) في مدار دائري حول الأرض. في أي وقت، يواصل القمر مساره في خط مستقيم بطول "x" (بسبب قصوره الذاتي) ويسقط في نفس الوقت من ارتفاع "h" في خط مستقيم باتجاه مركز الكوكب (بسبب الجاذبية)، والحركة الناتجة دائرية. المصدر R.Muduit.

ومع ذلك، لم يكن نيوتن راضيًا عن تفسير نوعي مثل هذا، وباستخدام عمل كبلر (القوانين الثلاثة)، من بين أمور أخرى، نجح حتى في إعطاء تعبير دقيق عن قوة الجاذبية. تذكر، مع ذلك، أن نيوتن طور آلياته (حيث يتم تعريف مفهوم القوة)، والجاذبية والشكلية الرياضياتية للتعامل معها. بالنسبة لجاذبيتها، يمكن وصفها على النحو التالي: نظرًا لأن نقطتين من الأجسام ذات "كتل خطيرة" M1 وM2 مفصولة بمسافة "r»، فإن القوة التي تمارسها الكتلة الأولى في الثانية هي

- جذابة، موجهة على طول الخط الذي ينضم إلى الجماعتين؛

- متناسب مع ناتج الكتلتين الجديتين؛

- يتناسب عكسياً مع مربع المسافة بين الكتلتين.

مما يؤدي إلى كتابة معادلة F = - G M1 M2 u / r²،

حيث G هو "ثابت نيوتن" (والذي يساوي 6.67 × 10−11 تقريبًا في وحدات النظام الدولي، أي kg-1 m3 s-2) وu "متجه الوحدة" (سهم بطول يساوي 1) موجهة من الكائن الأول إلى الثاني.

2033 الكون 9

رسم توضيحي لقوة الجاذبية التي تمارسها الأرض على القمر وفقًا لنيوتن.

2033 الكون 10

كما تم توضيحه بالفعل، سمح هذا القانون البسيط بفهم جميع الحركات السماوية، ومع ذلك لم يتم تطوير الميكانيكا السماوية بشكل كامل حتى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بعد عمل السويسري ليونارد أويلر، وكذلك الفرنسيين. جوزيف لويس دي لاغرانج وبيير سيمون لابلاس. اكتشفوا وطبقوا تقنيات رياضياتية (كحساب ul المضطرب، وما إلى ذلك) مما يجعل من الممكن التعامل مع مشكلة الهيئات غير المحددة في المواعيد و / أو في عدد أكبر من اثنين، الحالات اللازمة للدراسة من أجل تجاوز الوصف الكبلري Keplerian. ومع ذلك، تم حجب نقطة مهمة للغاية في الوقت الحالي في قوة الجاذبية النيوتونية: معنى مصطلح "الكتلة الجادة". عندما أسس نيوتن آلياته، قدم كمية فيزيائية تسمى القصور الذاتي (أو الكتلة الخاملة)، والتي تعكس قدرة الجسم على البقاء في نفس حالة الحركة. بالنسبة لمادة معينة، فإن هذه "الكتلة الخاملة" تتناسب مع "كمية المادة" (مفهوم آخر قدمه نيوتن في كتابه "المبادئ")، والكثافة (الكتلة مقسومة على كمية المادة) هي ما يميز مادتين. لكن الكمية الفيزيائية "الكتلة الخاملة" يتم تعريفها حقًا فقط من خلال ظهورها في قانون نيوتن الثاني.

2033 الكون 11

علاوة على ذلك، كما كان نيوتن يدرك ذلك، فإن "الكتلة الثقيلة" (أو القبر)، التي تتدخل في الجاذبية، هي كمية فيزيائية ليس لها، بداهة، أي علاقة بالأولى، لأنها تميز القوة لجذب أو الانجذاب إلى كتلة خطيرة أخرى 1. ومع ذلك، كما يبدو أن الأجسام المتساقطة تشير إلى ذلك، وكما تحقق نيوتن من بندولات ذات تراكيب مختلفة، فإن النسبة بين هاتين الكتلتين تساوي ثابت "K" الذي لا يعتمد على التكوين. في الواقع، إذا سألنا

g = - G M u / r² ،

فإن حقل الجاذبية الذي أنشأته الأرض (للكتلة الخطيرة M) في مكان معين يقع على مسافة "r" من مركزها، يعطي المبدأ الأساسي لديناميكيات نيوتن كائنًا في حالة سقوط حر

mI a = mG g ،

حيث قدمنا الكتل الخاملة والخطيرة للجسم النقطي.

والذي يصف جيدًا حقيقة أن التسارع (وبالتالي الحركة) هو نفسه لجميع الأجسام في حالة السقوط الحر إذا وفقط إذا كان K = mG / mI ثابتًا. علاوة على ذلك، من خلال تحديد ثابت نيوتن كما ينبغي، يمكن تعيين الثابت "K" مساويًا لـ 1. ولكن من الأهمية بمكان أن نفهم أن هذه المساواة، بداهة، ليس لها سبب للوجود. وبالتالي، من الضروري اختباره، والذي تم إجراؤه بدقة كبيرة في بداية القرن العشرين، بواسطة المجري لوراند إيتفوس بفضل "التواء البندول".

2033 الكون 12

توضيح لمبدأ تجربة إيتفوس Eötvös. يجب أن يخضع جسمان لهما تركيبات مختلفة ولكن لهما نفس كتلة القصور الذاتي الموجودة عند النقطة P لنفس قوة الطرد المركزي (بسبب دوران الأرض)، مع اختلاف قوى الجاذبية، إذا لم تكن الكتل الخطيرة متساوية. يجب أن ينتج هذا عن وجود حقلي جاذبية فعالين مختلفين (g و g 'على الرسم)، مما يعني عدم تناسق النظام الذي تشكله الكتلتان وبالتالي تأثير قابل للقياس عند عكسهما. ومع ذلك، وفقًا لمبدأ التكافؤ بين الكتل الجادة والخاملة، لم يتم الكشف عن أي تأثير.

كانت الفكرة الأصلية لـ Eötvös هي استخدام نظام يتكون من كتلتين من تراكيب مختلفة ومقارنة تكوينين للتوازن الثابت حيث تم قلب هذه الكتل. بفضل إجرائه، حصل على اتزانين موصوفين بمعادلتين متشابهتين جدًا، والفرق الوحيد بينهما هو تبديل نسب "K" لكل جسم. إن التقدم الكبير الذي تم إحرازه فيما يتعلق بالتجارب السابقة (السقوط الحر على سبيل المثال) هو أننا نقيس الانحرافات الصغيرة المحتملة عن اثنين من غير الحركات (= حجم الصفر)، ولم نعد الانحرافات بين اثنين حركة (= مكون كبير)، مما يتيح دقة أفضل بكثير.

تحقق إيتفوس Eötvös من أن نسبة K كانت هي نفسها لجميع المواد مع دقة ترتيب جزء واحد لكل 100 مليون (1/108)، وقد تم تحسين تجربته إلى دقة جزء واحد لكل 1000 مليار (1/1012) للفيزيائي الأمريكي روبرت هنري ديك، الذي نجح في ستينيات القرن الماضي في تبريد النظام بما يكفي لتقليل "التقلبات الحرارية" (الحركات العشوائية للجزيئات المرتبطة بالحرارة). ومع ذلك، ظلت هذه المساواة، في نظرية نيوتن، نوعًا من المبدأ الغامض، ولم يكتسب طابع الوضوح إلا مع أينشتاين، وذلك بفضل تغيير وجهة نظر الأخير. المقترحة. ولكن حتى لو كانت هذه المساواة بين الكتل الجادة والخاملة ضرورية لظهور النسبية العامة، فقد نتجت قبل كل شيء عن عدم التوافق بين الجاذبية النيوتونية والمبدأ النسبي لأينشتاين.

ب- الجاذبية في مواجهة النسبية الخاصة:

من الواضح أن نظرية الجاذبية النيوتونية، التي ولدت في نفس الوقت مع ميكانيكا نيوتن، تحترم مبدأ النسبية الغاليلي. ومع ذلك، كما سبق أن أشرنا، فإن استخدام مفهوم القوة اللحظية التي تعمل عن بعد يجعلها غير متوافقة مع مبدأ النسبية الذي أعاد النظر فيه آينشتاين. هذا الأخير يعني في الواقع التخلي عن فكرة التزامن المطلق واستحالة نقل المعلومات بسرعة أكبر من سرعة الضوء "c»، في حين أن القوة اللحظية على مسافة تقابل بالضبط سرعة لانهائية لـ نقل المعلومات. من الناحية الفنية، تؤدي هذه المشكلات إلى استحالة كتابة نظرية نيوتن في شكل لا يعتمد على مراقب لورنتز المختار: نقول إن معادلات نيوتن لا يمكن وضعها في صيغة متغايرة فيما يتعلق بـتحولات لورنتز. لاحظ مع ذلك أن صياغة الجاذبية النيوتونية المستخدمة لهذا البحث عن الجاذبية المتغيرة ليست بالضبط تلك المعروضة أعلاه، ولكنها قدمت في عام 1777 من قبل لاغرانج ، الذي أظهر فائدة مفهوم الجاذبية المحتملة ، وهي فكرة تشبه إلى حد بعيد المجال الذي قدمه فاراداي وماكسويل لاحقًا في الكهرومغناطيسية.

من وجهة نظر حديثة، فإن إمكانات الجاذبية النيوتونية هي مجال قياسي، أي كائن رياضياتي محدد في كل الفضاء والذي يربط رقمًا بكل نقطة في الفضاء. إذا رسم المرء منحنيات تربط جميع النقاط المرتبطة بنفس قيمة الإمكانات، يحصل المرء على منحنيات متساوية الجهد (في الخطوط المنقطة في الشكل التالي). والمثال المماثل رياضياتياً هو منحنيات الأيزوبار المستخدمة في علم الأرصاد الجوية والتي هي ليست أكثر من المنحنيات التي يحافظ على طولها الضغط (مثال آخر للحقل القياسي) على قيمة ثابتة. تتمثل إحدى اهتمامات هذه الخطوط المتساوية في أنها تجعل من الممكن معرفة، عند نقطة معينة، قوة الجاذبية التي يمارسها الجسم المصدر للجهد على جسم موجود في هذه النقطة، حتى دون معرفة مكان المصدر. من المجال المدروس: هو وصف محلي بحت. للحصول على "السهم" (= المتجه) الذي يمثل هذه القوة، يكفي رسم عمودي على مساوي الجهد الذي يمر عبر النقطة، وتوجيهه نحو مساوي الجهد للقيمة الأقل (وبالتالي يجد المرء الاتجاه). تزداد شدة القوة (= طول السهم) من جانبها لأن توزيع الخطوط المتساوية كثيف عند النقطة المعتبرة (إذا كانت قيمة الحقل ثابتة في جميع أنحاء الفضاء، ولذلك لا توجد قوة، حيث لا توجد مساوية ذات قيمة أقل). في الشكل التالي، الذي يمثل مجال الجاذبية الذي تم إنشاؤه بواسطة الجسم المركزي، يتم تمثيل القوى بأسهم أطول (= القوة الشديدة) عندما تكون بالقرب من الجسم (= حيث نلاحظ المزيد من الخطوط على نفس السطح). إذا رغب المرء في الاستمرار في تشبيه الأرصاد الجوية الذي بدأ أعلاه، فيمكن للمرء أن يذكر القوة الناتجة عن عدم تجانس الضغط. لكي يكون هذا مفيدًا ومرتبطًا بالخرائط التي يتم تقديمها عادةً، على سبيل المثال الرياح، يجب أيضًا أخذ دوران الأرض وتأثيرات درجة الحرارة ومختلف المضاعفات الأخرى في الاعتبار. وبالتالي، سنكتفي بالإشارة إلى أن القوة التي يمارسها الضغط هي أيضًا أكبر نظرًا لأن تبايناتها سريعة، ولكن عمليًا لا ترتبط عمليات النزوح الجوي بهذا فقط.

2033 الكون 13

توضيح لمفهوم جهد الجاذبية الذي قدمه لاغرانغ. في هذا الشكل، تظهر منحنيات متساوية الجهد، وهي عبارة عن كرات في حالة المصدر ذي التناظر الكروي، وكذلك بعض الأسهم التي تمثل قيمة قوة الجاذبية عند نقاط معينة. هذه القوى متعامدة مع متساوي الجهد، وكلها شعاعية وموجهة نحو مركز المصدر.

بالاعتماد على مفهوم إمكانات الجاذبية، أظهر بوانكاريه مرة أخرى المبادرة والأصالة، حيث ركز على البحث عن نظرية الجاذبية التي لا تتغير في ظل تحولات لورنتز حتى قبل عام 1905، بينما لم يفكر أينشتاين في السؤال حتى عام 1907. ومع ذلك، حتى لو كان لديه حدس مفاده أن سرعة انتشار الجاذبية ربما كانت تساوي سرعة الضوء "c" وأنه ربما كانت هناك "موجات" الجاذبية "2 ، كان بوانكاريه متحفظًا جدًا مرة أخرى في وجهات نظره ، ولم ينجح ، ولم يقرر التعامل مع الجاذبية بشكل مختلف عن الكهرومغناطيسية (كما فعل أينشتاين أخيرًا). لكن في دفاعه، تجدر الإشارة إلى أن الكثيرين هم أولئك الذين فشلوا أيضًا في مواجهة هذه المشكلة، ولم يتم حلها حقًا حتى عام 1915 بواسطة أينشتاين ونسبيته العامة.

لإيجاد نظرية نسبية للجاذبية، كانت المشكلة مع ذلك واضحة: لقد كانت مسألة "بكل بساطة" تتعلق بالمرور من معادلة نيوتن التخطيطية تغير مجال الجاذبية = كثافة الكتلة، إلى المعادلة النسبية حيث الاختلاف النسبي في مجال الجاذبية النسبية = كثافة الكتلة والطاقة النسبية وحيث كان "مجال الجاذبية النسبية" و "كثافة الطاقة النسبية " مع ذلك متغيرين يجب تحديدهما، بينما كان "التباين النسبي" أيضًا عاملًا رياضياتياً جديدًا يجب اكتشافه. ومع ذلك، لم يكن من الصعب تحديد "كثافة الكتلة والطاقة النسبية". في الواقع، تم تسليط الضوء بسرعة على كائن رياضياتي يعمم كثافة الكتلة بطريقة نسبية، موتر زخم الطاقة 3 Le tenseur de l'élan énergétique، في سياق النسبية الخاصة. يظهر هذا الموتر بشكل طبيعي، في إطار النسبية، بعد ظهور متجهين (رباعي) تم ذكرهما سابقًا: الذي يجمع طاقة الجسيم ودفعه (رباعي الطاقة النبضي)، وكذلك الذي يجمع معًا كثافة الشحنة الكهربائية وتدفقها (= متجه ثلاثي الأبعاد مرتبط بـ "تدفق" هذه الشحنة). بتعبير أدق، يُظهر وجود المربّع الأول أنه لم يعد بإمكان المرء فصل الطاقة والاندفاع (ويعني التكافؤ بين الكتلة والطاقة)، بينما يوضح الثاني أن أي كمية مادية موزعة بشكل مستمر (مثل الكثافة الحمل) مع المتجه ثلاثي الأبعاد الذي يصف نقله لتشكيل رباعي. وبالتالي، إذا أخذنا في الاعتبار الكمية المادية الموصوفة بواسطة رباعي زخم الطاقة، فإننا نفهم بشكل بديهي جيدًا أنه إذا كنا نرغب في الاهتمام بالتوزيع المستمر لهذه الكمية (تعميم مفهوم التوزيع المستمر للكتلة)، فإن وصفه الكامل يمر عبر "تدفق نسبي" لكل مكون من مكوناته، أي 4 × 4 = 16 رقمًا تشكل موتر زخم الطاقة 4.

من بين المحاولات المختلفة التي تم إجراؤها، من المثير للاهتمام أن نذكر نظرية الفيزيائي الفنلندي جونار نوردستروم، الذي ظل اسمه قبل كل شيء في تاريخ الفيزياء لاكتشافه، مع الألماني هانز ريسنر، لحل معادلات النسبية العامة التي تصف ثقبًا أسود بشحنة كهربائية غير صفرية. في محاولة مثل محاولة بوانكاريه Poincaré5 أبسط حالة ممكنة، اقترح نوردستروم في عام 1912 نظرية الجاذبية النسبية التي يكون فيها النظير النسبي لإمكانات الجاذبية النيوتونية مجالًا قياسيًا يتحقق من معادلة متغيرة في ظل تحولات لورنتز. بتعبير أدق، كانت الفكرة هي وجود معادلة "مشتقة جزئية" متغيرة تربط بين هذا الكمون الثقالي وكمية "قياسية" أخرى تكونت من موتر زخم الطاقة. لكن كانت محاولة نوردستروم لمواصلة وصف الجاذبية من خلال حقل عددي أحد أخطاء نوردستروم الإستراتيجية. في الواقع، فإن نجاح أينشتاين، بعد بضع سنوات، يعتمد من بين أشياء أخرى على وصف الجاذبية حيث يكون مجال الجاذبية هو نفسه موترًا، ومصدر هذا الجاذبية هو موتر زخم الطاقة. ومع ذلك، من الواضح أن أينشتاين لم يكن الوحيد الذي تعامل مع المشكلة بهذه الطريقة، وإذا نجح فذلك بفضل حدس لامع آخر كان لديه: إعادة قراءته لعالمية السقوط الحر.

1 بالمعنى الدقيق للكلمة، سيكون من المستحسن أيضًا التمييز بين "الكتلة الجادة النشطة" (التي تخلق القوة) من "الكتلة الجادة السلبية" (التي تخضع للقوة). لكن سيتم تجاهل هذا التعقيد هنا لأن التجارب تشير، بدقة كبيرة جدًا، إلى المساواة بين هاتين الجماعتين.

 

د. جواد بشارة

 

 

جواد بشارةأو حكايات الكوانتوم الغرائبية 9

إعداد وترجمة د. جواد بشارة


فيزياء الكموم تدهشنا دوماً، فحسب دراسة جديدة فإن "الواقع" لا يعتمد على الراصد و جاذبيتها غير واقعية في هذا، كما هو الحال مع العديد من الأشياء الأخرى، بدا أن بورخيس كان ينظر إلى ما وراء الأفق، وفي وقت لاحق، توسعت أدبيات السفر عبر الزمن لتشمل القصص البديلة، والأكوان المتوازية، والخطوط المتفرعة. من الجداول الزمنية. كانت هناك مغامرة أخرى تجري بالتوازي في مجال الفيزياء، وهي مغامرة فيزياء الكموم أو الكوانتوم. بعد الحفر بعمق في الذرة، حيث تكون الجسيمات صغيرة جدًا وتتصرف أحيانًا مثل الجسيمات وأحيانًا مثل الأمواج، اكتشف الفيزيائيون ما يبدو أنه صدفة لا مفر منها في قلب الأشياء. قاموا بدمج هذه الخاصية في مشروعهم لحساب الحالات المستقبلية من الشروط الأولية المحددة في الزمن، الزمن يساوس صفراً t = 0. الآن فقط كانوا يستخدمون دالة الموجة. لقد حلوا معادلة شرودنغر. لا تنتج حسابات دالة الموجة بواسطة معادلة شرودنغر نتائج محددة، ولكن توزيعات احتمالية. قد تتذكر قطة شرودنغر: حية أو ميتة، ليست حية ولا ميتة أو، إذا كنت تفضل ذلك (إنها مسألة ذوق) ، حية وميتة في نفس الوقت. إن مصيرها مجرد توزيع احتمالي.

عندما كان بورخيس في الأربعين من عمره يكتب روايته الغرائبية حديقة ذات دروب أو مسارات متفرقة Le jardin aux sentiers qui bifurquent ، كان صبي اسمه هيوغ إيفريت  Hugh Everett III نشأ في واشنطن العاصمة ، حيث قرأ بنهم الخيال العلمي ، الخيال العلمي المذهل ، ومجلات أخرى. بعد خمسة عشر عامًا، صار طالباً في برينستون، يدرس الفيزياء، ويعمل مع مشرف أطروحة جديد: وهو الاعالم جون أرشيبالد ويلر، الذي يجب أن يظهر باستمرار، مثل زيليج، في تاريخ السفر عبر الزمن. العام 1955. يشعر إيفريت بعدم الارتياح لفكرة أن مجرد أخذ القياس يجب أن يغير مصير النظام المادي. لقد أخذ علما بعرض تقديمي في برينستون قال فيه أينشتاين إنه "لا يستطيع تصديق أن الفأر يمكنه إحداث تغييرات جذرية في الكون بمجرد النظر إليه". كما أنه يسمع كل أنواع الكلام. عدم الرضا عن التفسيرات المختلفة لنظرية الكموم. يعتقد أن نيلز بور "حذر للغاية". إنه يعمل، لكنه لا يجيب على الأسئلة الصعبة. لا نعتقد أن الهدف الرئيسي للفيزياء النظرية هو بناء نظريات "آمنة". "

1997 كمومي 1

بتشجيع من ويلر، الذي هو دائمًا منفتح على الغريب والمفارقات، يتساءل إيفريت ويطرح أسئلته في أطروحة: ماذا لو كان كل إجراء قياس في الواقع يشكل فرعًا؟ إذا كانت الحالة الكمومية يمكن أن تكون A أو B، فلا يجب أن يكون هناك امتياز لأي احتمال: فهناك الآن نسختان من الكون، لكل منهما مراقبين خاصين بهما. العالم حقا حديقة ذات مسارات متفرعة. بدلاً من كون واحد، لدينا مجموعة من عدة أكوان. القطة على قيد الحياة حقًا، في هذا الكون. وفي مكان آخر، كون آخر القطة ميتة. كتب إيفريت: "من وجهة نظر النظرية، يتم" تحقيق "جميع عناصر التراكب (جميع" الفروع ")، ولا يوجد شيء" حقيقي "أكثر من العناصر الأخرى. تتكاثر اقتباسات الحماية بسهولة. بالنسبة لإيفريت، فإن كلمة "حقيقي" هي طبقة رقيقة من الجليد على بركة مظلمة: عندما نستخدم نظرية، فإننا ندعي بشكل طبيعي أن بنيات النظرية "حقيقية" أو "موجودة". إذا كانت النظرية ناجحة جدًا (أي إذا تنبأت بشكل صحيح بالإدراك الحسي لمستخدم النظرية)، فعندئذ يتم تعزيز الثقة في النظرية وتميل عناصرها إلى " عناصر من العالم المادي الحقيقي. ومع ذلك، هذا سؤال نفسي بحت. ومع ذلك، كان لدى إيفريت نظرية، وادعت تلك النظرية ما يلي: كل ما يمكن أن يحدث، في عالم أو آخر، يحدث بالفعل. يتم إنشاء أكوان جديدة عند الطلب، إذا جاز التعبير. عندما يتحلل أو لا يتحلل جسيم مشع، قد يقوم عداد غيغر أو لا يقوم بعمل نقرة صغيرة، ينقسم الكون مرة أخرى. اتبعت أطروحته نفسها مسارًا صعبًا؛ فهي موجودة في عدة إصدارات. تم إرسال مسودة منها إلى كوبنهاغن، حيث لم تعجب بور على الإطلاق. طبعة أخرى، تم اختصارها وتحريرها بمساعدة ويلر ، أصبحت مقالًا يمكن نشره في مجلة مراجعات الفيزياء الحديثة ، على الرغم من الاعتراضات الواضحة. كتب إيفريت في حاشية: "اشتكى بعض المراسلين من أن" تجربتنا تشهد "بعدم وجود فرع، لأن لدينا حقيقة واحدة فقط. تفشل الحجة عندما يظهر أن النظرية نفسها تتنبأ بأن تجربتنا ستكون على ما هي عليه بالفعل، " أي أننا في كوننا الصغير لا ندرك إلا الفرع. كما كان الحال أيام كوبرنيكوس افترضنا أن الأرض تتحرك، واعترض النقاد على أننا لم نشعر بمثل هذه الحركة، وأنهم كانوا مخطئين لنفس السبب. لكن على الرغم من ذلك، فإن النظرية التي تفترض عددًا لانهائيًا من الأكوان هي إهانة لشفرة أوكام: لا ضرورة لتضاعف الكيانات دون داع.

لم تحظ مقالة إيفريت باهتمام كبير في ذلك الوقت، وكانت آخر مرة ينشرها على الإطلاق. لم يتابع مهنة في الفيزياء بل مارس مهنة أخرى بعيدة تماماً عن الفيزياء. وتوفي عن عمر يناهز الحادية والخمسين، مدخنًا نهمًا ومدمنًا على الكحول. لكن ربما حدث فقط في هذا الكون المرئي. في كلتا الحالتين، تبقى نظريته على قيد الحياة. لقد اكتسب اسمًا، "تفسير الكون المتعدد لميكانيكا الكموم"، بل إنه يحتوي على اختصار باللغة الإنجليزية، MWI لـ "تفسير العوالم المتعددة"، وقد أدى إلى الكثير من العمل اللاحق. كان ذلك التفسير في شكله المتطرف، يزيل عامل الزمن تمامًا. يوضح المنظر ديفيد دويتش أن "الزمن لا يمر"أو " الزمن لا يجري". "اللحظات الأخرى ليست سوى حالات خاصة لأكوان أخرى." في الزمن الحاضر، عندما تأخذ العوالم المتوازية أو الأكوان اللانهائية الخدمة ـالاستعارات، فهي تتمتع بدعم شبه رسمي. عندما يتحدث شخص ما عن قصص بديلة، يمكن أن يكون ذلك فيالأدب أو الفيزياء. أصبحت الطريقة التي تم اتباعها والطريقة التي لم يتم اتباعها من التعبيرات الإنجليزية الشائعة من الخمسينيات والستينيات - ليس قبل ذلك، على الرغم من أشهر قصائد روبرت فروست. اليوم، يمكن لأي سيناريو افتراضي أن يبدأ بعبارة مألوفة، "في عالم حيث ..." يصبح من الصعب تذكر أن هذا مجرد شكل من أشكال الكلام.

إذا كان لدينا كون واحد فقط - إذا كان الكون هو كل ما لديك - ثم يغتال الزمن باقي الممكنات. إنه يمحو الحياة التي كان يمكن أن نحياها. عرف بورخيس أنه كان ينغمس في الخيال. ومع ذلك، عندما كان هيوغ إيفريت لا يزال في العاشرة من عمره، توقع بورخيس تفسير الأكوان المتعددة بثماني كلمات محددة:

"El tiempo se bifurca permuamente hacia عدد لا يحصى من المستقبلات"

("الوقت يتجه إلى مستقبل لا حصر له").. حتى قبل بورخيس، كتب ديفيد دانيلز البالغ من العمر 20 عامًا من كولورادو مقالًا في Wonder Stories في عام 1935 بعنوان "فروع الزمن": اكتشف رجل لديه آلة زمنية ذلك عندما يعود إلى الماضي، ينقسم إلى خطوط كون متوازية، لكل منها قصته الخاصة. في العام التالي قتل دانيلز نفسه بمسدس.

وإلى جانب ذلك، لماذا تتوقف عند هذا الحد؟ ألا تستطيع الآلة أن تكون مراقباً؟ `` إن وضع حد للمراقبين من البشر أو الحيوانات، أي افتراض أن جميع الأجهزة الميكانيكية تخضع للقوانين المعتادة، ولكنها لسبب ما غير صالحة للمراقبين الأحياء، ينتهك المبدأ المسمى بــ "التوازي النفسي الجسدي".

من الناحية النظرية، كان الموقف محرجًا: لم يكن لدينا نظرية متماسكة شبه كلاسيكية للجاذبية يمكن مقارنتها بنتائج التجارب المستقبلية. في الممارسة العملية، أُجبر المنظرون على استخدام أسلوب M’s (Zlller and Rosenfeld) (غير المتماسك) بأصابعهم المتقاطعة بأن تنبؤاته كانت صحيحة تقريبًا في المواقف البسيطة. النظرية التي عُرف أنها خاطئة من أجل تقدير أوامر الحجم وتوجيه اختيار التجارب المستقبلية.

في عام 2014، طور الفيزيائيان دفير كافري وجاكوب تايلور، من جامعة ميريلاند، مع جيرارد ميلبورن من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، أول نموذج محاكى للجاذبية شبه الكلاسيكية. لكن قوة الجاذبية لم تكن واقعية، حتى في الحالة غير النسبية حيث نعتبر السرعات المنخفضة: فهي لم تعيد إنتاج التعبير النيوتوني لقوة تتناسب مع عكس مربع المسافة. ومع ذلك، من خلال البناء، فإن النموذج ثابت. وإذا لم تصف قوة واقعية فهذه النتيجة هي خطوة كبيرة إلى الأمام. هل يمكننا الذهاب إلى أبعد من ذلك؟

في أوائل عام 2015، تم استغلال نفس الحدس بناء على ذلك قام دفير كافري وزملائه بدمجه مع التركيبات التاريخية لنماذج الاختزال الديناميكي في التسعينيات، تم بناء نموذج كامل مع لايوس ديوسي يعيد إنتاج قوة الجاذبية الجيدة (النيوتونية). كان النموذج يعمل فقط مع السرعات المنخفضة، وهو ما يكفي مع ذلك للتعامل مع جميع التجارب المعملية منخفضة الطاقة. ما هي فكرة النموذج؟ تذكر أن صعوبة الجاذبية شبه الكلاسيكية تتكون لاستخراج كمية من فيزياء الكموم يمكن تعريفها على أنها كتلة (أو طاقة) تعمل كمصدر لحقل الجاذبية كذا (بدون تراكب الحالات). في النهج القياسي أو المعياري، الشيء الوحيد المتاح هو دالة الموجة. في نهج الاختزال الديناميكي مثل نموذج GRW، تطور دالة الموجة من كل جسيم (تمليه معادلة شرودنغر) يتم مقاطعته بشكل عشوائي. إنه "وميض"، أي نقطة في الزمكان حيث يتم تدمير التراكب.

تم اختيار مصطلح "وميض" لتسليط الضوء على الجانب العابر للظاهرة (وليس له علاقة بانبعاث الضوء).

في نموذجنا، يصبح الجسيم حقيقيًا في اللحظة المحددة ومكان الفلاش. إنه يتجسد ويكتسب كتلة وبالتالي يخلق مجالًا للجاذبية. ثم يجذب الجسيم نحوه الدالة الموجية لبقية النظام أو، بشكل مسيء قليلاً، جميع الجسيمات الأخرى في النظام. ثم يتجسد جسيم آخر بواسطة وميض ويجذب نحوه الدالة الموجية للباقي ... بين كل ومضة، يتولى التطور الكمومي المعتاد المهمة.

وهكذا تتجلى الجاذبية بطريقة متشنجة. إذا بدت هذه الديناميكية متناقضة مع الانطباع الذي لدينا عن قوة الجاذبية المستمرة، فهي متوافقة مع القيود التجريبية الحالية. ويفسر ذلك بضعف الجاذبية. بين جسيمين أساسيين، هذه القوة صغيرة جدًا بحيث لا يمكن اكتشافها. لا يمكن ملاحظتها إلا بأجسام عيانية كافية حيث تعطي بلايين من جسيمات الجاذبية والصدمات التي تظهر كل مللي ثانية للمراقبين انطباعًا بأن مجال الجاذبية يتطور بسلاسة وبشكل مستمر.

مثل هذا النموذج، حيث تكون الفلاش هي المصدر تقدم قوة الجاذبية، عددًا من التوقيعات التجريبية التي يمكن اكتشافها. على سبيل المثال، يضيف كل رماد طاقة حركية للجسيمات. يمكن ملاحظة هذه الزيادة الطفيفة في الطاقة كتدفئة قابلة للقياس، على سبيل المثال، في مكثفات الذرات شديدة البرودة.

هل يجب أن نؤمن بهذا النموذج؟ ربما لا: تذكر أنه يعمل فقط في النظام غير النسبي. سيكون من المثير للاهتمام دحضه من خلال التجارب لاختبار حدود فيزياء الكموم. لكن في تطوير هذا النموذج، كان الهدف قبل كل شيء هو تقديم مثال مضاد للادعاء بأن النظرية هجينة، حيث الجاذبية لها مجالها الفعال.

أدى ظهور ميكانيكا الكموم خلال القرن العشرين، إلى قيام الفيزيائيين بطرح العديد من الأسئلة حول كيفية تفسيرها. خاصة فيما يتعلق بظاهرة القياس التي تؤدي إلى انهيار الدالة الموجية (وهي حالة تسمى مشكلة القياس الكمومي). هل تعتمد نتيجة هذا القياس على الراصد أم أنه مستقل تمامًا؟ بمعنى آخر، هل هناك حقيقة ذاتية أم حقيقة موضوعية؟ في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة Symmetry تناظر، أظهر اثنان من علماء الفيزياء الفنلنديين أنه لا يوجد تأثير للمراقب على القياس، وبالتالي يفضل وجود واقع موضوعي مستقل تمامًا عن عملية القياس أو المراقبة.

ظهرت ميكانيكا الكموم لأول مرة في عشرينيات القرن الماضي ومنذ ذلك الحين اختلف العلماء حول أفضل طريقة لتفسيرها. تدعي العديد من التفسيرات، بما في ذلك تفسير كوبنهاغن الذي قدمه نيلز بور وفيرنر هايزنبرغ ، وعلى وجه الخصوص ، تفسير فون نيومان-فيغنر ، أن وعي الشخص الذي يأخذ القياس يؤثر على نتائجه. من ناحية أخرى، اعتقد كارل بوبر وألبرت أينشتاين أن هناك حقيقة موضوعية.

سلط إروين شرودنغر الضوء على التجربة الفكرية الشهيرة التي تنطوي على مصير درامي لقطة، وهي تجربة تهدف إلى وصف عيوب ميكانيكا الكموم. في مقالهما الأخير، قاميوسي ليندغرن Jussi Lindgren ويوكاليوكونن Jukka Liukkonen ، اللذان يدرسان ميكانيكا الكموم في أوقات فراغهما ، بدراسة مبدأ  اللادقة أوعدم اليقين الذي طوره هايزينبرغ Heisenberg في عام 1927. وفقًا للتفسير التقليدي للمبدأ، فإن الموقف والزخم لا يمكن تحديدهما معاً بدقة في وقت واحد بل بدرجة دقة اعتباطية أو احتمالية، لأن الشخص الذي يقوم بالقياس يؤثر دائمًا على القيم.

الرياضيات لدعم الواقع الموضوعي لميكانيكا الكموم:

ومع ذلك، في دراستهما، استنتج العالمان أن العلاقة بين الموضع والزخم، أي علاقتهما، تكون ثابتة. بمعنى آخر، الواقع هو شيء لا يعتمد على الشخص الذي يقيسه. استخدم Lindgren و Liukkonen التحسين العشوائي الديناميكي في دراستهما. في الإطار المرجعي لنظريتهم، يعد مبدأ عدم اليقين لهايزنبرغ مظهرًا من مظاهر التوازن الديناميكي الحراري، حيث لا تختفي ارتباطات المتغيرات العشوائية.

"تشير النتائج إلى أنه لا يوجد سبب منطقي لاعتماد النتائج على الشخص الذي يقوم بالقياس. يقول Jussi Lindgren :" وفقًا لدراستنا، لا يوجد ما يشير إلى أن وعي الشخص سيتداخل مع النتائج أو يخلق نتيجة أو حقيقة معينة. التفسير موضوعي وواقعي، وفي نفس الوقت بسيط قدر الإمكان ويضيف: "نحن نحب الوضوح ونفضل القضاء على أي تصوف". يدعم هذا التفسير تفسيرات ميكانيكا الكموم بناءً على المبادئ العلمية الكلاسيكية.

تجربة جديدة تتحدى فكرة "الواقع" في ميكانيكا الكم

1997 كمومي 2

صراع الأسهم:

الواقع هو مصطلح متعدد المعاني والذي، بالنسبة للبعض، أقرب إلى الفلسفة أو حتى الميتافيزيقيا منه إلى العلم الحقيقي. في سياق ميكانيكا الكموم، حيث يؤثر المراقب على بيئته، ينتج عن أي إجراء قياس اختيار حالة ثابتة داخل نظام كمومي. نظرًا لكون ميكانيكا الكموم احتمالية في الأساس، فإن نتيجة القياس تختلف باختلاف المراقب، كما ذكر الفيزيائي يوجين فيغنر في عام 1961. إذن ما هي دلالة هذه الفرضية فيما يتعلق بواقع العالم المادي؟ حتى ظهور فيزياء الكموم في عشرينيات القرن الماضي، توقع الفيزيائيون أن تكون نظرياتهم حتمية، مما يولد تنبؤات حول نتائج التجارب على وجه اليقين. لكن يبدو أن نظرية الكموم احتمالية بطبيعتها. يقول تفسير كوبنهاغن أنه طالما لم يتم قياس خصائص النظام، فيمكنها أن تأخذ عددًا لا يحصى من القيم. ينهار هذا التراكب في حالة واحدة فقط عند ملاحظة النظام، ولا يستطيع الفيزيائيون أبدًا التنبؤ بدقة بما ستكون عليه هذه الحالة. كان لدى فغنر Wigner بعد ذلك الرأي الشائع بأن الوعي يؤدي بطريقة ما إلى انهيار التراكب.

منذ ذلك الحين سقط هذا الرأي وفقد صلاحيته. اليوم، يتفق معظم الفيزيائيين على أن الأجسام الجامدة يمكنها إزالة تراكب الأنظمة الكمومية منها من خلال عملية تسمى فك الترابط. بالتأكيد، قد يجد الباحثون الذين يحاولون التلاعب بالتراكبات الكمومية المعقدة في المختبر أن عملهم الشاق قد دمر بسبب اصطدام الجسيمات بأنظمتهم. لذلك يجرون اختباراتهم في درجات حرارة شديدة البرودة ويحاولون عزل أجهزتهم عن الاهتزازات. ظهرت العديد من التفسيرات الكمومية المتنافسة على مدى العقود التي تستخدم آليات أقل غموضًا، مثل فك الترابط، لشرح كيفية انهيار التراكبات دون استدعاء الوعي. وتؤيد تفسيرات أخرى الموقف الأكثر راديكالية وهو أنه لا يوجد انهيار لدالة الموجة على الإطلاق. لكل فرد وجهة نظره الخاصة في اختبار Wigner.

تجربة فغنر وصديقه:

التجربة الفكرية الأصلية لـ Wigner بسيطة من حيث المبدأ. يبدأ بفوتون مستقطب واحد يمكن، عند قياسه، أن يكون له استقطاب أفقي أو رأسي. ولكن قبل القياس، وفقًا لقوانين ميكانيكا الكموم، يوجد الفوتون في كلا حالتي الاستقطاب في نفس الوقت؛ هذا هو مبدأ التراكب.

تخيل Wigner صديقًا في مختبر مختلف، يقيس حالة هذا الفوتون ويخزن النتيجة، بينما لاحظ Wigner ذلك من بعيد. ليس لدى Wigner أي معلومات عن قياس صديقه، لذلك يجب أن يفترض أن الفوتون وقياسه يتداخلان مع جميع النتائج المحتملة للتجربة. يمكن لـ Wigner إجراء تجربة لتحديد ما إذا كان هذا التراكب موجودًا أم لا.

إنها نوع من تجارب التداخل التي تُظهر أن الفوتون والقياس في حالة تراكب. من وجهة نظر Wigner، إنها "حقيقة" ، التراكب موجود. وهذه الحقيقة تشير إلى أنه ربما لم يتم اتخاذ إجراء. لكن هذا يتناقض مع وجهة نظر الصديق، الذي قام بالفعل بقياس استقطاب الفوتون وسجله. يمكن للصديق أن يتصل بـ Wigner ويقول إن القياس قد تم (بشرط عدم الكشف عن النتيجة). لذا فإن الواقعين متعارضان.

أحد أشكال تجربة Wigner التي تتضمن التشابك الكمومي

1997 كمومي 3المشكلة هي أن كل تفسير يكون جيدًا - أو سيئًا - في التنبؤ بنتيجة الاختبارات الكمومية. لا أحد يعرف ما هو الحل. يقول عالم الفيزياء الكمومية أيفرايم شتاينبرغ، إننا لا نعرف حتى ما إذا كانت قائمة الحلول المحتملة لدينا شاملة.

يعتقد تيشلر Tischler وزملاؤه أن تحليل وتنفيذ تجربة Wigner يمكن أن يلقي الضوء على حدود نظرية الكموم. لقد استلهموا من موجة جديدة من الأوراق النظرية والتجريبية التي بحثت في دور المراقب في ميكانيكا الكموم، مقدمة التشابك في التكوين الكلاسيكي لـ Wigner.

لنفترض أنك أخذت فوتونين مستقطبين بحيث يمكن أن يتأرجحا أفقيًا أو رأسيًا. يمكن أيضًا وضع الفوتونات في تراكب من التذبذبات أفقياً ورأسياً، تماماً كما يمكن أن تكون قطة شرودنغر المتناقضة حية وميتة قبل ملاحظتها وقبل فتح العلبة المغلقة عليها. يمكن أن تتشابك مثل هذه الأزواج من الفوتونات بحيث تكون استقطاباتها دائمًا في الاتجاه المعاكس عند ملاحظتها. قد لا يبدو هذا غريباً، إلا إذا كنت تتذكر أن هذه الخصائص ليست ثابتة حتى يتم قياسها.

على الرغم من أن أحد الفوتونين يُعطى لفيزيائية تُدعى أليس في أستراليا، بينما يُنقل الآخر إلى زميلها بوب في مختبر في فيينا، فإن التشابك يضمن ذلك بمجرد أن تراقب أليس الفوتون الخاص بها وتجد، على سبيل المثال. الاستقطاب الأفقي، يتزامن مع استقطاب فوتون بوب على الفور ليتذبذب عموديًا. تجاوز عدم مساواة بيل لتحديد عتبة العلاقة المحلية. كان هدف فريق بريسبان هو استنباط واختبار نظرية جديدة تتجاوز اختبارات بيل السابقة، من خلال توفير قيود أكثر صرامة - حدود "العلاقة المحلية" - على طبيعة واقع. مثل نظرية بيل، فإن نظرية الباحثين محلية. كما أنهم يحظرون صراحة "الحتمية الفائقة" - أي أنهم يصرون على أن المجربين أحرار في اختيار ما يقيسونه دون أن يتأثروا بأحداث في المستقبل أو في الماضي البعيد.

أخيرًا، يعتبر الفريق أنه عندما يأخذ المراقب قياسًا، تكون النتيجة حدثًا حقيقيًا وفريدًا في العالم - لا يتعلق بأي شخص أو أي شيء. يتطلب اختبار العلاقة المحلية إعدادًا ذكيًا يضم اثنين من "المراقبين الخارقين"، أليس وبوب (اللذان يلعبان دور Wigner) ، اللذان يشاهدان صديقيهما تشارلي وديبي. يمتلك كل من أليس وبوب مقياس التداخل الخاص بهما - وهو جهاز يستخدم لمعالجة حزم الفوتونات.

 ولتمديد مفهوم قصة صديق فغنر. قام فريندز تشارلي وديبي بقياس زوج من الجسيمات معدة في حالة متشابكة، مما ينتج عنه نتائج تسمى c وd، على التوالي (من وجهة نظرهم). يأخذ المراقبون الفائقون، أليس وبوب، قياسات منفصلة شبيهة بالفضاء المعنون x وy، مع تصنيف النتائج أ و ب، على المحتويات الكاملة للمختبرات التي تحتوي على تشارلي وديبي، على التوالي كما في المخطط أعلاه

قبل القياس، يتم فرض استقطاب الفوتونات، أفقيًا ورأسيًا. ثم يتم تحضير أزواج الفوتون المتشابكة بحيث إذا تم قياس استقطاب أحدهما ليكون أفقيًا ، يجب أن يتحول استقطاب شريكه إلى الوضع الرأسي على الفور. يتم إرسال فوتون واحد من كل زوج متشابك إلى مقياس التداخل الخاص بأليس ويتم إرسال شريكها إلى بوب. تشارلي وديبي ليسا صديقين بشريين في هذا الاختبار. بدلاً من ذلك، فهما عبارة عن مبدلات شعاع في مقدمة كل مقياس تداخل. عندما يصطدم فوتون أليس بالمزاح، يتم قياس استقطابه بالفعل وينحرف إما إلى اليسار أو إلى اليمين، اعتمادًا على اتجاه الاستقطاب. يأخذ هذا الإجراء دور تشارلي، صديق أليس، الذي "يقيس" الاستقطاب. (توجد ديبي أيضًا في مقياس تداخل بوب).

يجب على أليس بعد ذلك أن تختار: يمكنها على الفور قياس المسار المنحرف الجديد للفوتون، والذي سيكون بمثابة فتح الباب للمختبر وسؤال تشارلي عما رآه. أو يمكن أن يسمح للفوتون بمواصلة رحلته، مروراً بمغير شعاع ثانٍ يعيد توحيد المسارين الأيسر والأيمن - وهو ما يعادل إبقاء باب المختبر مغلقًا. تستطيع أليس بعد ذلك قياس استقطاب فوتونها مباشرة عند خروجه من مقياس التداخل. وهنا يحدث انتهاك حدود العلاقة المحلية. خلال التجربة، اختار أليس وبوب بشكل مستقل القياسات التي يجب إجراؤها، ثم قارنا النتائج لحساب الارتباطات التي لوحظت عبر سلسلة من الأزواج المتشابكة. أجرى تيشلر وزملاؤه 90 ألف عملية تشغيل في التجربة. كما هو متوقع، انتهكت الارتباطات حدود بيل الأصلية - والأهم من ذلك أنها انتهكت أيضًا عتبة العلاقة المحلية الجديدة.

يمكن للفريق أيضًا تعديل الإعداد لتقليل درجة التشابك بين الفوتونات عن طريق إرسال أحد الأزواج على منعطف قبل أن يدخل مقياس التداخل الخاص بهم، مما يؤدي برفق إلى تعطيل الانسجام التام بين الزملاء. عندما أجرى الباحثون التجربة مع هذا المستوى الأقل قليلاً من التشابك، وجدوا نقطة حيث لا تزال العلاقات المتبادلة تنتهك حدود بيل، ولكن ليس العلاقة المحلية. أثبتت هذه النتيجة أن مجموعتي الحدود ليستا متكافئتين وأن القيود الجديدة للعلاقة المحلية أقوى، كما يقول تيشلر. "إذا اغتصبتهم، ستتعلم المزيد عن الواقع." على وجه التحديد، إذا كانت نظريتك تنص على أنه يمكن معاملة "الأصدقاء" على أنهم أنظمة كمومية، فيجب عليك إما التخلي عن المكان، أو قبول أن القياسات ليس لها نتيجة واحدة يجب أن يتفق عليها المراقبون، أو تسمح بالقياس. للحتمية الفائقة. ولكل من هذه الخيارات له آثار عميقة.

لكن فيدمان، الذي لم يشارك في العمل، كان أقل حماسًا حيال ذلك، وينتقد التعرف على صديق ويغنر بالفوتون. الأساليب المستخدمة في المقال "سخيفة؛ يجب أن يكون الصديق عيانيًا ". يوافق الفيلسوف العلمي في جامعة نيويورك تيم مودلين، الذي لم يكن مشاركًا في الدراسة، على هذا الرأي. يقول: "لا أحد يعتقد أن الفوتون هو مراقب إلا إذا كنت شخصًا نفسانيًا".

يكمن مفتاح التجارب المستقبلية في زيادة حجم "الصديق"، كما يضيف هوارد وايزمان، الفيزيائي بجامعة جريفيث وعضو الفريق. النتيجة الأكثر إثارة للإعجاب هي استخدام الذكاء الاصطناعي، المتجسد في الكمبيوتر الكمومي، كصديق. يعتقد بعض الفلاسفة أن مثل هذه الآلة يمكن أن يكون لها خبرات بشرية، وهو موقف يُعرف باسم فرضية الذكاء الاصطناعي القوية، على الرغم من أن لا أحد متأكد حتى الآن ما إذا كانت هذه الفكرة ستثبت صحتها.

1997 كمومي 4

حاجة لإعادة النظر في الواقع؟

ولكن إذا كانت الفرضية صحيحة، فإن هذا الذكاء العام الاصطناعي الكمومي (AGI) سيكون مجهريًا. لذا من منظور نماذج الانهيار التلقائي، لن يؤدي ذلك إلى الانهيار بسبب حجمه. إذا تم إجراء مثل هذا الاختبار ولم يتم انتهاك حد العلاقة المحلي، فإن هذه النتيجة تعني أن وعي الذكاء الاصطناعي العام لا يمكن فرضه. بدوره، يشير هذا الاستنتاج إلى أن فغنر Wigner كان محقًا في قوله إن الوعي يسبب الانهيار. "لا أعتقد أنني سأعيش طويلا بما يكفي لأرى تجربة مثل هذه. ولكن هذا سيكون ثوريًا "، كما يقول وايزمان.

 لم يكن الفيزيائيان الفنلنديان جوسي ليندغرين ويوكا ليوكو في محاولتهم الأولى. ففي العام الماضي نشرا بحثًا آخر، واستخدما الرياضيات ببراعة مرة أخرى للتعامل مع ميكانيكا الكموم.

نشر الباحثون ورقة عملهم الأخيرة في ديسمبر 2019، والتي اعتمدت أيضًا على التحليل الرياضياتي كأداة لشرح ميكانيكا الكموم. كانت الطريقة التي استخدموها هي نظرية التحكم الأمثل العشوائية، والتي تم استغلالها لحل تحديات مثل كيفية إرسال صاروخ من الأرض إلى القمر.

بعد شفرة أوكام ، قانون ويليام أوكام لاختيار الأبسط ، اختار الباحثون الآن أبسط تفسير من بين تلك التي تعمل. “ندرس ميكانيكا الكموم كنظرية إحصائية. إن أداة الرياضيات واضحة، لكن قد يعتقد البعض أنها مملة أيضًا. لكن هل التفسير حقاً هو تفسير، إذا كان غامضاً؟ كما ليندغرين يخلص.

 

جواد بشارةأو حكايات الكوانتوم الغرائبية 8

إعدادا وترجمة د. جواد بشارة

مع ميكانيكا الكموم


  اتفقت آراء العلماء على نطاق معين، بإن ميكانيكا الكموم ستكون هي النظرية الصحيحة. لكن دون هذا الحد، فإن كل ما نعرفه عن ميكانيكا الكموم سيظل صحيحًا. لذا فإن نفس الأسئلة والتفسيرات الفلسفية ستستمر في شغلنا.

لكل. ستظل هناك عوالم متعددة للإلكترونات والذرات - لكن ليس للقمر! لذلك لن يحل ذلك كل المشاكل، لكنه سيجعل الأمور أكثر غرابة ". نماذج مثل تلك الخاصة بالتوطين التلقائي المستمر ليست سوى جهود لتوحيد هذين العالمين.

في أوائل السبعينيات، اقترح هاينز ديتر زيه، الأستاذ الفخري بجامعة هايدلبرغ بألمانيا، عملية تعطي مظهر الاختزال مع الحفاظ على التعدد الكمومي لدالة الموجة.. يجادل هاينز أنه في العالم الحقيقي، تصبح دالة الموجة لأي جسيم مرصود متشابكة مع دالة أي شيء في بيئته، مما يجعل من المستحيل تتبع التفاعلات الكمومية التي لا حصر لها والتي تحدث حولها. عندها تصبح دالة الموجة داخلية ومعقدة والتي تستمر في التوسع. ستيفن أدلر كان أكثر صراحة بقليل حول فك الترابط: "إنه لا يوفر أي آلية [للتقليل] ولا يحل المشكلة.

قبل ستين عامًا، اقترح طالب دكتوراه في جامعة برينستون: حلاً أكثر جذرية لمشكلة التخفيض أو الاختزال. في أطروحته عام 1957؛ أوضح هيوغ إيفريت أن الدالة الموجية لا تقلل أو تخضع لفك الترابط. على العكس من ذلك، فإن جميع مكوناتها حقيقية ماديًا، وتشكل أجزاء من مجموعة كاملة من الأكوان ذات التشعبات اللانهائية. أصبحت "نظرية الأكوان المتعددة" هذه شائعة بين علماء الكونيات، الذين لديهم أسباب أخرى للاعتقاد بأننا نسكن في كون متعدد. لكن لم ينجح أحد على الإطلاق في إجراء الاختبار التجريبي لهذه النظرية الثورية.

1985 الكوانتي

إجراءات خاصة:

يمكن للمراقب، الذي لا يلتقط سوى جزء من العالم الكمومي، أن يأمل فقط في رؤية جزء صغير من هذا النظام الهائل المتشابك. وبالتالي، فإن قياسًا معينًا لا يسلط الضوء إلا على جانب معين من الكون الكمومي.

تبنى الفيزيائيون فك الترابط بسرعة لشرح سبب عدم إدراكنا للظواهر الكمومية على المستوى العياني.  والكل يحاول أن يصف انهيار دالة موجية سليمة لأخذ فكرة واضحة عن عوالم متعددة ومتميزة عن واقعنا الحياتي الملموس الذي تراه النسبية العامة وتعقده نظرية الكموم القياسية أو المعيارية.

الشيء نفسه ينطبق على التفسيرات الأخرى لميكانيكا الكموم. سعى الفيزيائي الفرنسي لويس دي برولي، أحد مؤسسي نظرية الكموم، إلى إزالة الحاجة إلى تقليل حزمة الموجة من خلال إدخال مفهوم "الموجات الدليلية" التي توجه مسارات الإلكترونات وجميع الجسيمات الأخرى.

في إحدى نسخ نظرية الكموم، والتي طورها الفيزيائي الأمريكي ديفيد بوم في الخمسينيات من القرن الماضي، لا يوجد اختزال غامض. تُظهر القياسات ببساطة تفاعلات الموجات الدليلية والجسيمات المرتبطة بها. (والذي يتضمن جميع الحالات الفيزيائية المحتملة التي يمكن أن يمتلكها الجسيم) عندما يتفاعل مع تلك الأنظمة الكمومية المجاورة الأخرى. إذا كان هذا النموذج صحيحًا، فإننا نعيش في منتصف هذه الشبكة الكمومية المتشابكة التي لا نرى سوى جزء منها. ولكن، مرة أخرى، لم يتمكن أحد من إثبات ذلك بشكل تجريبي. ونفس الشيء ينطبق على نظرية الموجة التجريبية للعالم الفرنسي لوي دي برولي ـ Louis de Broglie ودافيد بوم David Bohm - ونظرية العوالم المتعددة لإيفريت وعشرات المقاربات الأخرى لميكانيكا الكموم التي ظهرت في نفس المرحلة.

فك الترابط لا يحل المشكلة:

القياس الذي يقوم به جميع الفيزيائيين. على سبيل المثال، لا يفسر لماذا نرى خيطًا واحدًا من الويب الكمومي وليس الآخر. يوضح مايلز بلينكو، من كلية دارتموث في الولايات المتحدة ذلك بالقول: "يجب علينا أيضًا أن نستدعي الاختزال، والذي بموجبه يجب اختيار إحدى الحالات المتشابكة".

بالنسبة له ولغيره، لا تعكس هذه العملية تجربتنا للأشياء، لا سيما جانبها الزمني. ويضيف: "كيف ننتقل من حالة التشابك إلى تصور للعالم يتطور بمرور الوقت على طول مسار واحد؟" يعتقد العديد من المتخصصين أنه من الضروري الخضوع لعملية اختزال لاستعادة هذه الوحدة من العالم أثناء تطوره بدلاً من هذه الشبكة.

أخيرًا، يختار الفيزيائيون وصفهم المفضل للواقع بناءً على معايير جمالية. "أعود إلى حقيقة أن لدينا عالمًا واحدًا يتطور، كما يصر مايلز بلينكو. لذلك، نحتاج حقًا إلى نوع من الاختزال، والذي سيكون أكثر من مجرد قاعدة للنتائج التجريبية، ربما سيكون عملية حقيقية للغاية ".

عوالم منفصلة:

ميكانيكا الكموم مرادف للتأثيرات الغريبة في العالم المجهري. التي لا نراها في الواقع العياني "الكلاسيكي". لماذا ا؟ لم يفهم العلماء أبدًا لماذا أو كيف يقفز الكون من عالم إلى آخر، لكن العديد من النظريات، تقدم تفسيرات محتملة.

الكموم مقابل الكلاسيكية:

 وفقًا لميكانيكا الكموم، لا توجد الجسيمات في حالة محددة - في كذا وكذا مكان، لديها طاقة كذا وكذا - ولكنها موجودة في الواقع في وقت واحد في كل من هذه الحالات والمواقف. تصف هذه النظرية الجسيمات ذات الدالات الموجية، والمعادلات بأنها عبارة عن مجموعات، أو "تراكب"، من عدة موجات. مثلا، بالنسبة للموضع، تشير سعة كل قمة في دالة الموجة إلى احتمال ملاحظة الجسيم في مكان معين، هنا عند النقطة أ أو ب. عندما يأخذ العلماء قياسات على جسيم ما، يبدو أن كل الاحتمالات الكمومية تنهار.

ويحصل اختزل إلى احتمال واحد، يفترض أنه تم تحديده بشكل عشوائي. وسيكشف أن الجسيم تموضع عند النقطة (أ)، على سبيل المثال '، - التي تدخله في العالم الكلاسيكي، لأنها لم تعد موجودة في حالة من التراكب. الانهيار لدالة الموجة والقياس مترابطان. تدعي إحدى النظريات، التي تهدف إلى شرح كيفية انتقال الحال من العالم الكمومي إلى العالم الكلاسيكي، أن فعل القياس يلعب دورًا. الجسيم يمكن أن يبقى في موضع أ في حالة التراكب الكمومي (الخط المنقط الأصفر) طالما لم يلاحظه أحد. ولكن بمجرد أخذ القياس، يصبح الجسيم في حالة معينة أخرى (خطوط حمراء). كيف يحدث ذلك، ولماذا يمكن أن تكون القياسات مهمة للغاية في الفيزياء؟ يبقى الأمر لغزا، في حين ترى نظرية أخرى أن بيئة الجسيم مسؤولة عن هذا الانتقال من العالم الكمي إلى العالم الكلاسيكي.

إن الجسيم الذي لا يزعج بواسطة التأثير الخارجي، يمكن أن يظل في حالة تراكب. ولكن بمجرد أن تلتقي الدالات الموجية للجسيمات أو الأجسام المجاورة الأخرى بدالات الجسيمات الأخرى، فإنها تتداخل، مما يؤدي إلى تقليل الاحتمالات الكمومية العديدة للجسيم.

التوطين التلقائي المستمر شكل احتمالاً آخر وهو أن الحد من الدالة الموجية في خيار واحد يكون هو الاحتمال الوحيد، بيد أنه سيكون حدث عشوائي، ولن يكون ناتجًا عن القياس أو التداخل من البيئة، بل ضمن احتمالات تقلص أي جسيم في اي لحظة ضعيفة للغاية، ولكن في الأجسام العيانية التي تحتوي على العديد من الذرات، فإن اختزال واحد على الأقل من هذه الجسيمات أمر لا مفر منه، مما يؤدي إلى اختزال الهيكل بأكمله. المهارة تجعل من الممكن تخليص المرء من مشكلة القياس: فهو يتألف من افتراض أن ظاهرة الاختزال حقيقة واقعية وليس نظرية. شددت هذه التجارب القيود المفروضة على نماذج الاختزال إلى حد كبير، ولكن ليس إلى درجة استبعاد المبدأ. في سبتمبر 2017، اكتشف أندريا فينانتي، من جامعة ساوثهامبتون بإنجلترا، مع أنجيلو باسي وثلاثة زملاء آخرين، جنينًا من الأدلة لصالح مبدأ الاختزال.

النظرية في حد ذاتها، يمكنها مساعدة الفيزيائيين على تطوير نموذج أوضح للواقع من النموذج الذي تقترحه ميكانيكا الكموم حاليًا مع حسابات ستيفن أدلر على الاختزال. يعترف ستيفن أدلر قائلاً: "أنا شخصياً أعتقد أن ميكانيكا الكموم تحتاج إلى القليل من عمليات تجميل الوجه". لا أرى مشكلة في التفكير في الأمر.

نشوئها من حزمة موجة

يتذكرأندريا فينانت Andrea Vinante قائلاً: "كان من الممكن أن نرى ضوضاء غير مبررة هناك، بما يتفق مع ما نتوقعه من نموذج الاختزال. لكن يمكن أن يخون تأثيرًا لم نفهمه تمامًا ". يعمل مع زملائه على تحسين حساسية التجربة بعامل لا يقل عن 10 أو حتى 100. "يجب أن نكون قادرين على تأكيد وجود حالة شاذة أو، على العكس من ذلك، استبعاد الطابع المثير للاهتمام لما لوحظ". سوف يستغرق الأمر سنة أو سنتين للحصول على بيانات جديدة.

ماذا سيحدث إذا كانت إحدى هذه التجارب العلمية تؤكد ظاهرة الاختزال الكمومي؟ هل سيتم حل مفارقات النظرية؟ يقول إيغور بيكوفسكي من مركز هارفارد سميثسونيان لعلم الفلك: "إذا كان الاختزال موجودًا بالفعل، فسيتم تقسيم العالم إلى مقاييس مختلفة". بعد "أ" لم تعد كافية لتطبيقها على جسيم آخر «. ولكن يبدو في الوقت الحاضر أن ميكانيكا الكموم تفي بالغرض وتجتاز أو تنجح بجميع الاختبارات تقريباً.

صرح العالم ستيفن واينبرغ لا نرغب أن نواجه أي أزمة. المشكلة كلها موجودة في القياس والمراقبة. في الماضي، حققنا تقدمًا مستمرًا عندما واجهت النظريات القائمة صعوبات. لكن لا يوجد مثل هذا الأمر في ميكانيكا الكموم. لا يتعارض مع الملاحظات. المشكلة هي أنها فشلت في إرضاء الأفكار الفلسفية المسبقة والرجعية لأشخاص مثلي ". في كلتا الحالتين، لا يهتم معظم العلماء بـ غرابة ميكانيكا الكموم. واستمروا في استخدام النظرية في أجهزتهم التجريبية، أو مصادمات الذرة أو كاشفات المادة المظلمة، ونادرًا ما يتوقفون عن التفكير فيما تقوله ميكانيكا الكموم - أو لا تقوله - فيما يتعلق بالطبيعة والواقع.

يقول ستيفن واينبرغ: "أعتقد أن غالبية الفيزيائيين لديهم موقف صحي للغاية، من خلال الاستمرار في استخدام النظرية، ودفع حدود معرفتنا، وترك الأسئلة الفلسفية للأجيال القادمة". ومع ذلك، لا يخطط عدد منهم للانتظار كل هذا الوقت. يعلق أنجيلو باسي: "سيخبرك البعض أن ميكانيكا الكموم علمتنا أن العالم غريب وأنه يجب علينا قبوله". أنا أرفض القيام بذلك. إذا كان هناك شيء غريب، فنحن بحاجة إلى التأكد من فهمنا له بشكل أفضل " بالتأكيد، تصف فيزياء الكموم بشكل مثالي مجموعة كبيرة جدًا من الظواهر الطبيعية. لا تتردد، بطبيعتها الاحتمالية الأساسية، والمفاهيم الغريبة التي تنقلها، مثل اللاحتمية، التراكب والتشابك، والازدواجية، موجات الجسيمات، قطة شرودنغر، مبدأ اللادقة أو عدم اليقين، اللامكانية، واللامحلية، وما إلى ذلك، من مشكلات خطيرة بالنسبة لأي شخص يريد أن يفكر في معناها الأعمق. في الواقع، قوانين فيزياء الكموم تتحدى فكرتنا عن الواقع المادي اليومي، وهي ليست معنية به، وهي راضية عن كفاءتها غير العادية، لكن آخرين يتساءلون عنها. تفسير لمنحه. هناك العديد من الفرضيات معرضة للمراجعة أو الطعن والاعتراض والدحض، ولكن كيف نقرر. يمكننا اختبارها من خلال التجارب الفكرية، ولكن أيضًا من خلال مجموعات معملية حقيقية. ماذا لو لم تكن الجاذبية كمومية وظلت كلاسيكية بطبيعتها. هذا من شأنه أن يفسر فشل محاولات بناء نظرية كمومية للجاذبية تكون صلدة وأنيقة. عندها سيكون من الضروري إعادة التفكير في أسس فيزياء الكموم. يعتقد معظم علماء الفيزياء أنه لا يمكن التوفيق بين فيزياء الكموم والنسبية العامة إلا في سياق نظرية الجاذبية أو الثقالة الكمومية. لم يتم الحصول على السبل الرئيسية للوصول إلى ذلك من خلال نظرية الأوتار أو الجاذبية الكمومية الحلقية التي لم تعط نتائج مرضية.

بالنسبة لكارلو روفيلي، من مركز الفيزياء النظرية في لومينى، بالقرب من مرسيليا، فإن "مشكلة الجاذبية الكمومية ليست أقل من مشكلة إيجاد وصف متماسك جديد للعالم، والذي سيؤدي أخيرًا إلى ثورة علمية للعالم قبل انتهاء القرن الحادي والعشرين. الثورة المعنية هي ثورة مجيء فيزياء الكموم والنسبية العامة في القرن العشرين. لقد غيرت هاتان النظريتان نظرتنا إلى العالم، من اللامتناهي في الصغر إلى اللامتناهي في الكبر. لكن الجمع بينهما في "وصف متماسك جديد" لا يزال بعيد المنال. حتى الآن، كانت جميع المحاولات لتطوير نظرية كمومية للجاذبية، أو "الثقالة الكمية"، مخيبة للآمال. لكن هل هذا التوليف ضروري حقًا؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل الجاذبية الكمومية هي الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك؟ يستكشف الفيزيائيون سبيلًا آخر يتكون من التوفيق بين النسبية العامة وفيزياء الكموم دون فرض صيغة كمومية للجاذبية.

لتحقيق ذلك، عليهم إعادة التفكير في أسس فيزياء الكموم. خلال النصف الثاني من القرن العشرين، أدى ذلك إلى تطوير نظرية المجال الكمومي، والتي تدمج "النموذج القياسي أو المعياري لفيزياء الجسيمات" مع جزء من النسبية في كل متماسك، أي ثلاثة من التفاعلات أو القوى الأربعة الجوهرية التي تسير الكون المرئي وهي: الكهرومغناطيسية، التي تعمل بين الفوتونات والجسيمات التي تتمتع بشحنة كهربائية، والتفاعل النووي القوي الذي يضمن تماسك البروتونات والنيوترونات في النواة الذرية، والتفاعل النووي الضعيف الذي يتجلى بشكل خاص في النشاط الإشعاعي بيتا. في حين تم وصف التفاعل الأساسي الرابع أو القوة الكونية الجوهرية الرابعة، أي الثقالة أو الجاذبية، بنظرية أخرى مختلفة تمامًا، وهي النسبية العامة، التي قدمها ألبرت أينشتاين في عام 1915. في هذه النظرية، تتفاعل المادة والزمكان لإعطاء ما نعتبره قوة الجاذبية: المادة (والطاقة) منحنيات الزمكان وحركته في المقابل محددة. من خلال "ارتياح" الزمكان.

النسبية العامة مفيدة في المواقف التي تهيمن فيها الجاذبية، أي بشكل أساسي في الفيزياء الفلكية وعلم الكونيات. أما فيزياء الكموم، وبشكل أكثر دقة النموذج القياسي أو المعياري للجسيمات، فهي أكثر قابلية للتطبيق في المواقف التي تكون فيها الجاذبية ضئيلة مقارنة بالقوى الأخرى، وهذا هو الحال في التجارب التي أجريت في مسرعات الجسيمات.

نظريات غير متوافقة:

وهكذا، في المستوى الأساسي، يبدو أن الكون المرئي محكوم بميكانيكيتين متميزتين، مجموعتين من قوانين غير متوافقة بداهة، لذلك تختلف مفاهيم هذه النظريات وأجسامها. هاتان النظريتان فعالتان بشكل لا يصدق في مجالات تطبيق كل منهما. لكن لا يبدو أن النسبية العامة وفيزياء الكموم يمكن استخدامهما في وقت واحد، على الأقل ليس بدون تعديل. ماذا يحدث، على سبيل المثال، في حالة تكون فيها التأثيرات الناتجة عن فيزياء الكموم كبيرة، لكن قوة الجاذبية هي المهيمنة؟ الجواب البسيط هو أننا لا نعرف. ليس لدينا حتى إطار نظري مناسب لفهم ذلك.

الحالات التي فيها كلا فيزياء الكموم والنسبية العامة نادرة في الطبيعة. لذلك ليس لدينا نتائج تجريبية لإخبارنا بما يحدث هناك. هذا الموقف يرجع إلى حقيقة أن الجاذبية قوة ضعيفة للغاية، والتي تهيمن على الثلاثة الأخرى فقط للأجسام الضخمة والكبيرة. ومع ذلك، تميل التأثيرات الكمومية إلى أن تصبح غير واضحة عندما يزداد حجم الأشياء التي يتم النظر فيها.

ومع ذلك، هناك حالتان على الأقل تحفزان البحث عن نظرية كمومية للجاذبية أو نظرية الثقالة الكمومية. بدون مثل هذه النظرية، التي على ما يبدو هي ضرورة أولوية، يبدو من المستحيل معرفة ما حدث في بداية الكون.

من المستحيل معرفة ما حدث في وقت الانفجار العظيم، أو حتى معرفة مايحدث في مركز الثقوب السوداء. في هاتين الحالتين، حيث تكون الجاذبية قوية جدًا، تتنبأ النسبية العامة بوجود متفردات أو فرادات، أي كميات فيزيائية غير محدودة. إنها إشارة واضحة إلى أن هذه النظرية غير كافية، من تلقاء نفسها، لوصف هذه المواقف. لذا فإن تأثيرات فيزياء الكموم مهمة ويجب أخذها في الاعتبار.

كيف إذن يمكننا بناء نظرية عالمية تجمع بين فيزياء الكموم والنسبية العامة؟ أول طريق طبيعي هو "التكميم الكنسي". تجعل هذه التقنية الرسمية من الممكن إنتاج نسخة كمومية من نظرية فيزيائية لا يُعرف عنها إلا الصيغة "الكلاسيكية". في عام 1927، قدم الفيزيائي الإنجليزي بول ديراك هذه الطريقة وطبقها بنجاح على الكهرومغناطيسية. مع تنقيحاته المتتالية، أدى هذا النهج إلى تكامل التفاعلات الثلاثة غير الجاذبية داخل للنموذج القياسي أو المعياري. في عام 1967، قام العالم الأمريكي جون ويلر وحاول بريس ديويت صياغة كمومية للجاذبية باستخدام القياس الكمومي الكنسي. لكن هذا النهج لم ينجح بشكل جيد وخلق صعوبات فنية ومفاهيمية بدت أنه لا يمكن التغلب عليها. على وجه الخصوص، يصبح من الصعب فهم المفاهيم التافهة مثل الزمن أو السببية وحتى تحديدها.

دفع هذا الفشل الأول إلى نهج أكثر غرابة وتفصيلاً، مثل "جاذبية الحلقة الكمومية" أو الثقالة الكمومية الحلقية، والتي تعد تنقيحًا للنهج القانوني والذي يعتبر كارلو روفيلي أحد خبراءها، أو نظرية الأوتار، والتي تنحرف عنها بشكل جذري. هذه الأخيرة، الذي ربما يكون أكثر الطرق استكشافًا وأنجحها، كان موضوع دراسات مكثفة لمدة أربعين عامًا تقريبًا. في هذا النهج، تكون الأشياء الأساسية ليست جسيمات نقطية، بل أوتار متذبذبة صغيرة مادون مجهرية. من بين العديد من الجوانب المثيرة للاهتمام لهذه النظرية، فإن النتيجة الواعدة من وجهة نظر الجاذبية الكمومية هي أنها تصف طريقة اهتزاز (الأوتار) والتي من شأنها أن ترتبط بالغرافيتون، الجسيم الوسيط لقوة الجاذبية. عندما نفترض أنه كمومي في الطبيعة.

نظرية باهظة الثمن:

ومع ذلك، فإن نجاحات نظرية الأوتار لم تأتي مجاناً بل بثمن باهظ من خلال تعقيد رياضياتي شديد، لدرجة أن المرء لا يمتلك تعريفًا رياضياتيًا عامًا للنظرية. من الناحية العملية، يمتلك الفيزيائيون مجموعة من المقاربات التي نخمن أنها حدود النظرية الأساسية (النظرية M) التي لا يزال يتعين توضيحها. تعاني نظرية الأوتار أيضًا من زيادة المرونة. من شأن الاختيار الحكيم للشروط الأولية أن يجعل من الممكن الحصول على أي تنبؤ تقريبًا، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن قابلية دحض النظرية. هذه الصعوبات تبرر اهتمامنا بسبل أخرى.

بعد كل شيء، إذا كان الوصول إلى صيغة كمومية للجاذبية أمرًا صعبًا للغاية، فقد يكون ذلك لأن الجاذبية تختلف بطبيعتها عن القوى الأخرى. لا يوجد مبدأ يمنع بداهة من بناء نظرية عالمية تتعايش فيها النسبية العامة وفيزياء الكموم مع الحفاظ على الصيغة الكلاسيكية للجاذبية. الفكرة أقل جمالية - ستكون الجاذبية حينئذ مختلفة اختلافًا جوهريًا عن التفاعلات الأخرى - لكن الكون المرئي يتجاهل شرائع الجمال لدينا. ثم نتحدث عن الجاذبية شبه الكلاسيكية ("ونقول شبه" لأن الجاذبية ليست كمومية، على عكس القوى الأخرى).

ما هي القيود التي تخضع مثل هذه النظرية؟ يجب أن تستمر في وصف قوة الجاذبية بنفس طريقة النسبية العامة، ولكن مع دقة إضافية: يجب أن تخضع المادة لقوانين فيزياء الكموم.

تصف النسبية العامة، كما رأينا، الجاذبية كنتيجة للتفاعل الديناميكي بين المادة والزمان: يحدد انحناء الزمكان حركة المادة، بينما في نفس الوقت، المادة تشوه نسيج الزمكان. في هذه الديناميكية المزدوجة، من السهل جدًا تكييف معادلات فيزياء الكموم لمراعاة انحناء معين مسبقًا: إنها نظرية الكموم للحقول في الفضاء المنحني، والتي عمل عليها ستيفن هوكينغ، وروجر بنروز، وروبرت والد ... منذ السبعينيات. على الرغم من أن الحسابات ليست سهلة، فقد تم استخدام هذه الشكلية في حالات حدودية مختلفة، على سبيل المثال لحساب خصائص الذرات الباردة في مجال جاذبية الأرض أو للتنبؤ بوجود إشعاع ضعيف للغاية (لم تم الكشف عنها بعد آنذاك) المنبعثة من الثقوب السوداء، وهو ما يسمى بإشعاع "هوكينغ".

بالمقابل، ليس لدينا أي فكرة عن كيفية انحناء المادة التي وصفتها فيزياء الكموم في الزمكان. يتطلب فهم هذا التأثير التشكيك في بعض المفاهيم الأساسية للغاية: ما هي كتلة الجاذبية في فيزياء الكموم؟ كيف يتم إنشاء حقل الجاذبية؟ فيما يتعلق بهذه الأسئلة، فإن فيزياء الكموم، في نهجها المعتاد، صامتة.

من ناحية أخرى، هذه النظرية تجعل من الممكن القيام بتنبؤات دقيقة. المعلومات المتوفرة عن النظام الكمومي موجودة في كائن رياضياتي، الدالة الموجية للنظام. في العشرينيات من القرن الماضي، صاغ الفيزيائيون مجموعة من القواعد البسيطة التي تُستخدم من دالة الموجة لحساب نتائج القياس والتنبؤ بها (أو بالأحرى احتمالاتها) أثناء التجربة.

تراكبات الحالات:

لكن هذا النهج لا يكشف عن أي شيء من شأنه أن يكون أساس نتائج القياسات التجريبية. ففيزياء الكموم هي نوع من الصندوق الأسود. في هذه الرؤية تسمى "من مدرسة كوبنهاغن"، الموروثة عن نيلز بور، أحد آباء نظرية الكموم، لا نحاول قول المزيد. حالة الدالة الموجية ذاتها - كائن حقيقي أم أداة حسابية بسيطة؟ - هي نفسها غير واضحة. ومع ذلك، إذا أردنا معرفة كيف تنحني المادة الكمومية الزمكان، فلا يمكننا أن نشعر بالرضا عن هذا الصمت. نحتاج إلى التكهن بالطبيعة الملموسة الكامنة وراء تنبؤات الكموم واستكشاف تفسيرات أخرى لفيزياء الكموم غير تلك الخاصة بمدرسة كوبنهاغن.

إن خصوصية فيزياء الكموم، التي لا يلاحظها المرء في العالم الكلاسيكي، هي مبدأ التراكب. طالما لم يتم قياس خاصية جسم كمومي (موضعه، وسرعته، ودورانه، وما إلى ذلك)، يمكن أن يوجد الجسم في حالة تراكب تقابل قيم مختلفة لهذه الخاصية. من وجهة نظر الشكلية، يمكن للحالة الكمومية للجسيم، على سبيل المثال، أن تلعب العديد من المواقف المختلفة في وقت واحد. توضح قطة شرودنغر الشهيرة هذه الفكرة.

ومع ذلك، من المستحيل مراقبة التراكبات على نحو مباشرا إذ يتم تدميرها عند إجراء القياس. لذلك من غير الواضح ما إذا كان تراكب الحالات موجودًا بالفعل أم أنه مجرد أداة حساب وسيطة. في عام 1962، اقترح الدنماركي كريستيان مبلر والبلجيكي ليون روزنفيلد افتراض أن تراكب الحالات هو كيان حقيقي وبالتالي يساهم في ثني الزمكان (والذي، من جانبه، يظل فريدًا جدًا، بدون تراكب). وهكذا تكهنوا أن طاقة جميع الحالات المكونة للتراكب تعمل على انحناء الزمكان. لكن هذا الاقتراح المقدم من مولر وروزنفيلد يثير صعوبات مفاهيمية. هناك عدة طرق لإبرازها. ما سنقدمه ليس هو الذي تم استخدامه تاريخيًا، ولكنه الأبسط والأكثر عمومية.

التداخل غير المحلي:

لفهم الحجة، يجب أن نعود إلى مقال ألبرت أينشتاين وبوريس بودولسكي وناثان روزين الذي نُشر في عام 1935 حول التشابك المستحيل، وفقًا لهم، استنتج أينشتاين واثنان من المؤلفين المشاركين أن التراكب هو عمل فني للنمذجة، وأنه في الواقع لا يوجد سوى حقيقة واحدة، محددة سلفًا حتى قبل القياس. سيكون الموقف الفائق، الموجود في الشكلية الكمومية، نتيجة لجهلنا فقط. ومن ثم فإنه يفتقد إلى المتغيرات (التي تسمى أحيانًا المتغيرات"المخفية") التي من شأنها تحديد حالة الجسيمات بدقة أكبر. وبالتالي، فإن شكليات فيزياء الكموم ستكون غير مكتملة لأنه يمكن تحسينها، والفشل في تحديد نتيجة محددة مسبقًا.

من ناحية أخرى، إذا كانت النتائج ليست كذلك حيث تم تحديدها قبل القياس، يجب الاعتراف بأن فيزياء الكموم تعني وجود تفاعلات غير محلية، بغض النظر عن المسافة التي تفصل بين الجسيمات، وبالتالي فهي غير مقيدة بالنسبية الخاصة التي تنص على عدم إمكانية نشر أي معلومات بسرعة تفوق سرعة الضوء. وجد أينشتاين هذا الحل غير مقبول. أثبت التاريخ، في شخص جون ستيوارت بيل وآلان أسبكت، أن آينشتاين مخطئ: الطبيعة تتبع تنبؤات الكموم وشخصيتها غير المحلية.

هل عواقب اللامركزية تشكل تهديدًا للنسبية الخاصة؟ الغريب في المظهر فقط. تتآمر معادلات فيزياء الكموم لإبقاء اللامكانية في شكل حميد: إنه أداة لا يمكن استخدامها لنقل المعلومات وبالتالي تظل متوافقة مع النسبية الخاصة.

من ناحية أخرى، إذا استخدم المرء طريقة مولر وروزنفيلد لدمج قوة الجاذبية الكلاسيكية مع فيزياء الكموم، فإن الموقف يصبح مشكلة. يكسر هذا النهج الخطي لمعادلة شرودنغر، وهي معادلة أساسية تحكم التطور الزمني لدالة الموجة لنظام الكموم. في عام 1989، أشار نيكولاس جيزين، وهو فيزيائي من جنيف، إلى أن اللاخطية لها، بشكل عام، نتيجة قاتلة: الانتشار إلى العناصر الرياضياتية الأخرى للنظرية، ويمكن استخدامها لنقل المعلومات. أي الانتقال بأسرع من الضوء. استبعدت هذه الحجة اقتراح ميللر وروزنفيلد وكذلك جميع الأساليب المماثلة.

يصبح السؤال بعد ذلك: هل هناك طريقة لربط الزمكان الكلاسيكي بالمادة الكمومية دون أن تقوض اللاموقعية مبادئ النسبية المقيدة؟ هل هناك أي تعديلات في فيزياء الكموم تتجاوز اعتراض نيكولا جيزين؟ في وقت مبكر من عام 1984، قام نيكولاس جيزين نفسه ببناء نموذج بدائي لتعديل فيزياء الكموم دون كسر النسبية الخاصة، عن طريق إضافة مصطلح عشوائي أساسًا إلى المعادلات. تصور هذا النموذج مسبقًا التعديلات في فيزياء الكموم المعروفة باسم الانهيار الموضوعي في اللغة الإنجليزية أو "الاختزال الديناميكي".

قبل السعي لتطبيقها على الجاذبية، درس الفيزيائيون نماذج الاختزال الديناميكي لحل مشكلة مرتبطة بتراكب الحالات. في مثال قطة شرودينغر، تراكب حالات الذرة له تداعيات على جسم مجهري وحتى على أدوات القياس. ومع ذلك، أكد شرودينغر، أن هذه الظاهرة إشكالية لأن المرء لا يلاحظ التراكبات على النطاق العياني ما فوق الذري. رفض أنصار مدرسة كوبنهاغن هذه الصعوبة بافتراض أن أدوات القياس كانت ذات طبيعة مختلفة، كلاسيكية في جوهرها، وأنهم قاموا تلقائيًا بتقليل التراكبات عند الاتصال بهم. لكن هذا التمييز بين العالم الكمومي وأدوات القياس الكلاسيكية عشوائي، فالأدوات نفسها مصنوعة من الذرات.

اكتشف الفيزيائيون إمكانية إزالة التراكبات ابتداءً من أواخر الثمانينيات، وأن تكون فيزياء الكموم مجرد تقريب لنظرية أكثر جوهرية، حيث يستحيل التراكب على النطاق العياني. سواء كانت مصنوعات حقيقية أو نقية من الشكليات، فإن التراكبات ستبقى محصورة في العالم المجهري. الفكرة هي إضافة مصطلحات إلى معادلة شرودنغر لضمان تقليل التراكبات إلى حالة واحدة عندما يصبح النظام كبيرًا. ومع ذلك، لاحترام ملاحظة جيزين، فإن الطريقة الوحيدة لتعديل المعادلة هي إضافة مصطلحات ذات طبيعة عشوائية: باختيارها بحكمة، فإن المشاكل غير الخطية مثل تلك التي ظهرت في نموذج ميللر وروزنفيلد تعوض وتلغي بعضها البعض. العشوائية تعيد تأسيس الخطية للمعادلة وتزيل إمكانية إرسال الإشارات بسرعة أسرع من الضوء.

أشهر نماذج التخفيض الديناميكي هذه هي نموذج GRW، الذي سمي على اسم الإيطاليين جيانكارلو غيراردي، وألبرتو ريميني وتوليو ويبر، ونموذج DP، من قبل الهنغاريين لاجوس ديوسي والإنجليز. روجر بنروز. في البداية، لم يتضمن أي من هذه النماذج قوة الجاذبية. كان الهدف إذن هو إزالة التراكبات. أثبتت هذه المحاولات أيضًا أنه من الممكن تعديل معادلة شرودنغر مع احترام حد جيزين Gisin: من الضروري ببساطة إضافة المقدار الصحيح من المخاطر.

خلال الخمسة وعشرين عامًا التي أعقبت إدخال هذه النماذج من الاختزال الديناميكي، ظلت فكرة تضمين الجاذبية محل نقاش قليل. اعتقد الفيزيائيون أن التنبؤات سيكون من المستحيل اختبارها تجريبيًا على أي حال. ولكن في حوالي عام 2010، نظر الباحثون في إمكانية استكشاف الطابع الكمومي للجاذبية من خلال تجارب منخفضة الطاقة تستغل بدقة التراكبات الكمومية.

 

 

جواد بشارةأو حكايات الكوانتوم الغرائبية 7

إعداد وترجمة د. جواد بشارة

 هل هناك جسر بين عالمين عالم الكوانتوم وعالم النسبية، وكيف تبدو الحدود بين العالمين المجهري والعياني؟ وهل هناك ارتباط بين اللامتناهي في الصغر واللامتناهي في الكبر؟ تتعارض في ذلك عدة نظريات، ومن اجل الاجابة. يضع أحدهم حركة القياس في مركز اللعبة، وآخر، يولي تأثير البيئة أهمية كبرى. يوحي التوطين التلقائي الثالث المستمر أن الاحتمالات الكمومية يتم تخفيضها عشوائيًا لتصبح يقينًا كلاسيكيًا. وتساعد التجارب، المستعارة أحيانًا من علماء الكونيات، على اختبار هذه النظريات المختلفة.

عالم الكموم هو عالم غريب للغاية حيث تسود الاحتمالات. ومع ذلك، ليس هذا هو الحال في واقعنا اليومي، بعيدًا على ما يبدو من هذه الشذوذ. كيف ننتقل من واحد إلى الآخر؟ توجد تجارب جديدة تحاول الإجابة.

يتمتع Imon Groblacher بجنون العظمة. مع فريقه من جامعة Delft للتكنولوجيا في هولندا، لم يتوقف أبدًا عن الرغبة في تنمية إبداعاته! ويعلنها:

"نحن نحاول إنشاء أشياء كبيرة وكبيرة جدًا." لا يزال يتعين علينا الاتفاق على المصطلح ... لأن أحد أعماله لا يتجاوز طوله بضعة ميكرومترات - بالكاد يزيد عن بكتيريا - وسمكه 250 نانومتر، أو واحد على ألف من سمك ورقة. وبالنسبة لهذا الفيزيائي، تعني كلمة "كبير جدًا" "1 ملم × 1 ملليمتر". بالكاد مرئي للعين المجردة! من خلال العمل على هذا المقياس، يأمل هذا العالم في الإجابة عن سؤال غير عادي: هل يمكن العثور على جسم مجهري في مكانين في نفس الوقت؟ هذا الجواب هو في الواقع المعيار للذرات والفوتونات وجميع الجسيمات الأخرى. أكثر من ذلك، في هذا العالم الصغير للغاية، هذا العالم حيث تسود فيزياء الكموم، يتحدى الواقع الفطرة السليمة: الجسيمات ليس لها موقع ثابت أو طاقة وليس لها أي خصائص محددة - على الأقل طالما أن المراقب لا راعيهم انتباهاً، توجد في وقت واحد في العديد من الحالات المتراكبة. لكن لأسباب لا تزال غير واضحة إذا أخذناها، فإن الحقيقة التي ندركها مختلفة. يبدو عالمنا بلا ريب غير كمومي. الأشياء الكبيرة - أي ابتداءً من حجم الفيروس فما فوق - تظهر دائمًا في مكان واحد. اللغز كله موجود هنا: فأي جسم يتكون من مادة وطاقة يخضع لقوانين الكموم، فلماذا لا نختبر الغرابة الكمومية؟ بمعنى آخر، أين ينتهي العالم الكمي وأين يبدأ العالم الكلاسيكي؟ هل هناك فجوة بين الاثنين، عتبة تتوقف عندها التأثيرات الكمومية عن الظهور؟ أم أننا عميان عن ميكانيكا الكموم التي تسود على جميع المستويات؟ في الواقع، إننا "نتجاهل الطبيعة الحقيقية للمادة بين العالمين الجزئي والكلي"، كما يعترف أنجيلو باسي Angelo Bassi، الباحث في الفيزياء النظرية بجامعة تريست بإيطاليا.

لقد تركت هذه الأرض الحرام علماء الفيزياء في حيرة من أمرهم منذ ولادة نظرية الكموم قبل قرن من الزمان. لكن في السنوات الأخيرة، أجرى سايمون جروبلاشر SImon Groblacher وآخرون تجارب حساسة جداً من شأنها كشف أسرار التحول والانتقال من الكمومي على الواقعي اليومي. لا أحد يعلم فيما إذا ستؤتي هذه التجارب أكلها وتقدم ثمارها لكن هناك شيء واحد مؤكد، في تقصيهم لحدود العالم الكمومي الكوانتي، يمكن للعلماء أن يبتكروا مجالاً جدياً في علم الفيزياء. فهناك أحداث حساسة للغاية يمكن أن تكشف أسرار الانتقال من الحياة الكمومية إلى الحياة اليومية. لا أحد يعرف ما إذا كانت هذه الجهود ستؤتي ثمارها، ولكن هناك أمر واحد مؤكد: من خلال التحقيق في الخطوط العريضة غير الواضحة للعالم الكمومي، قد يكتشف الباحثون مجالًا جديدًا بالكامل للفيزياء.

معضلة القياس:

إن مفارقات المقاييس هذه لا تفي بالغرض ولايمكنها أن تمنع ميكانيكا الكموم من أن تكون أقوى نظرية علمية تم تطويرها على الإطلاق. تتزامن وتتوافق تنبؤاتها مع التجارب بدقة عالية تبعث على الدهشة. من خلال إحداث ثورة في فهمنا للتركيب الذري، قامت النظرية الكمومية بتغيير أوجه العلوم، من البيولوجيا إلى الفيزياء الفلكية. فبدون النظرية الكمومية لايشبه عالمنا ما هو عليه الآن، فسوف يكون بدون GPS محدد الإحداثيات الأرضية عبر الأقمار الصناعية الستلايت، ولا هواتف ذكية، ولا ليزر، ومع ذلك تنتاب النظرية نقيصة جلية وملموسة، حسب ستيفن أدلر Stephen Adler، من معهد الدراسات المتقدمة في برينستون في نيوجرسي، لاشيء يحدث في الميكانيك الكمومي أو الكوانتي" فماذا يقصد بذلك؟ يرجع هذا العالم الفيزيائي للمعادلة الجوهرية للنظرية الكمومية التي تتعلق بطبيعة الواقع وماهيته الحقيقية. وهي معادلة " دالة الموجة fonction d’onde، وهي التي تعطي احتمالات لأي سجم يمكن أ، يتواجد في هذه الحالة أو تلك على النقيض من الفيزياء الكلاسيكية النيوتنية حيث للأشياء، التفاح والكواكب وكل شيء آخر، خصائص معروفة ومحددة في حين إن من طبيعة الفيزياء الكمومية الذاتية الملتصقة بها هي أن تكون احتمالية. بعبارة أخرى لايمكننا القول إن الجسيمات الموصوفة بدالة الموجة، موجودة بالفعل حقاً، فليس لديها موقع ولاسرعة ولا طاقة محددة ،فقط احتمالات.

كل شيء يتغير أثناء القياس. عند هذه النقطة، تظهر الخصائص الملموسة، كما لو تم استحضارها بمحاولة بسيطة لمراقبتها. لا تفسر النظرية هذا التحول، ولا لهذا الأمر سبب ظهور إمكانية واحدة بدلاً من واحدة من العديد من الاحتمالات الأخرى. تصف ميكانيكا الكموم ما يمكن أن يحدث عندما يأخذ العلماء القياس، لكن ليس ما سيحدث. بمعنى آخر، لا توفر النظرية آلية تشرح الانتقال من المحتمل إلى المثبت.

من أجل "حدوث الأشياء" في ميكانيكا الكموم، يعتبر أحد مؤسسي النظرية أنه من الضروري وجود خطأ ميتافيزيقي. في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، صاغ فيرنر هايزنبيرغ "فكرة أن القياس "يقلل من الحزمة الموجية" للجسيم: العديد من المخرجات والحلول المحتملة تختزل فوراً على نتيجة واحدة مرصودة.

العيب الوحيد في هذه الفكرة هو أن لا شيء يقول في معادلات نظرية الكموم أن الاختزال يحدث. لا توجد عملية فيزيائية معروفة توضح ذلك. يقدم حل هايزنبرغ في الواقع لغزًا جديدًا: ماذا يحدث بالضبط عندما يتم تقليل الحزمة الموجية؟ في الوقت الحاضر، تُعرف هذه المعضلة الكمية باسم "مشكلة أو معضلة القياس".

اعتاد الفيزيائيون على فكرة الاختزال على مدار التسعين عامًا الماضية، لكنهم لم يتبنوها أبدًا. فكرة أن العمل البشري - القياس - يلعب دورًا مركزيًا في واحدة من أكثر النظريات الأساسية لكيفية عمل الكون بالكاد يرضي أي شخص ممن يؤيد مفهوم الواقع الموضوعي المستقل عن القياس والرصد.

إختيار التفسير:

"في الأساس، لدي فكرة مثالية عن ماذا يجب أن تكونه نظرية فيزيائية، كما يقر ستيفن واينبرغ، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، بجامعة تكساس في أوستن. يجب أن يكون شيئًا لا يشير إلى البشر بأي شكل من الأشكال. يجب أن يكون أساسًا يمكن من خلاله اشتقاق كل شيء آخر - بما في ذلك أي شيء يمكن أن تقوله بشكل منهجي عن الكيمياء أو علم الأحياء أو الشؤون الإنسانية. يجب ألا تبدأ قوانين الطبيعة بعامل بشري. ومع ذلك، لا أرى كيفية صياغة ميكانيكا الكم دون افتراض تفسري يشير إلى ما يحدث عندما يختار الناس لقياس كذا وكذا ". خفة اليد تجعل من الممكن الخروج من مشكلة القياس: إنها تتمثل في افتراض أن ظاهرة الاختزال لا تحدث. في أوائل السبعينيات، اقترح هاينز ديتر زيه Heinz­ Dieter Zeh ، الأستاذ الفخري بجامعة هايدلبرغ بألمانيا ، عملية تعطي مظهر الاختزال مع الحفاظ على التعدد الكم ;lي لدالة الموجة. .

يجادل أنه في العالم الحقيقي، تصبح دالة الموجة لأي جسيم مرصود متشابكة مع أي شيء في بيئته، مما يجعل من المستحيل تتبع التفاعلات الكمومية التي لا تعد ولا تحصى التي تحدث حولها. من الناحية الكمومية، تصبح الدوال الموجية متشابكة، ولا يمكن للمراقب إلا أن يأمل في رؤية جزء صغير من هذا النظام المتشابك الشاسع. وبالتالي، فإن قياسًا معينًا لا يلتقط سوى جزء من العالم الكمومي.

هذه العملية، التي يسميها هاينز ديتر زيه بفك الترابط la décohérence ، تم تبنيها بسرعة من قبل الفيزيائيين لشرح سبب عدم إدراكنا للظواهر الكمومية على المستوى العياني. يصف انهيار دالة موجية سليمة تتضمن جميع الحالات الفيزيائية المحتملة التي يمكن أن يمتلكها الجسيم عندما يتفاعل مع أنظمة الكموم المجاورة الأخرى. إذا كان هذا النموذج صحيحًا، فإننا نعيش في منتصف هذه الشبكة الكمومية المتشابكة التي لا نرى سوى جزء منها.

لا يحل فك الترابط مشكلة القياس لجميع الفيزيائيين. على سبيل المثال، لا يفسر لماذا نرى خيطًا واحدًا من الويب الكمومي وليس الآخر. يوضح مايلز بلينكو Miles Blencowe من كلية دارتموث بالولايات المتحدة: "لا يزال يتعين التذرع بالتخفيض، والذي وفقًا له يجب اختيار إحدى الحالات المتشابكة".

بالنسبة له ولغيره، لا تعكس هذه العملية تجربتنا للأشياء، لا سيما جانبها الزمني. ويضيف: "كيف ننتقل من حالة التشابك إلى تصور للعالم يتطور بمرور الوقت على طول مسار واحد؟" يعتقد العديد من المتخصصين أنه من الضروري المرور عبر الاختزال لإعادة تأسيس هذه الوحدة في العالم أثناء تطوره بدلاً من هذه الشبكة المعقدة التي تستمر في التوسع. ستيفن أدلر أكثر صراحةً بعض الشيء بشأن فك الترابط: "إنه لا يوفر أي آلية [للتقليل] لا يحل المشكلة. قبل ستين عامًا، اقترح طالب في جامعة برينستون حلاً أكثر جذرية لمشكلة الاختزال. في أطروحته عام 1957؛ أوضح هيوغ إيفريت Hugh Everett  أن الدالة الموجية لا تقلل أو تخضع لفك الترابط. على العكس من ذلك، فإن جميع مكوناته حقيقية فيزيائيًا، وتشكل أجزاء من مجموعة من الأكوان ذات التشعبات اللانهائية. أصبحت "نظرية الأكوان المتعددة" هذه شائعة بين علماء الكونيات، الذين لديهم أسباب أخرى للاعتقاد بأننا نسكن في كون متعدد. لكن لم ينجح أي شخص على الإطلاق في اختبار فكرة العوالم المتعددة هذه تجريبيًا وتمييزها عن نظرية الكم القياسية.

الشيء نفسه ينطبق على التفسيرات الأخرى لميكانيكا الكم. سعى الفيزيائي الفرنسي لويس دي برولي Louis de Broglie ، أحد مؤسسي نظرية الكموم، إلى إزالة الحاجة إلى تقليل حزمة الموجة من خلال إدخال مفهوم `` الموجات التجريبية '' التي توجه مسارات الإلكترونات وكل الجسيمات الأخرى.

في هذه النسخة من نظرية الكموم، والتي طورها الفيزيائي الأمريكي ديفيد بوم David Bohm في الخمسينيات من القرن الماضي، لا يوجد اختزال غامض. تُظهر القياسات ببساطة تفاعلات الموجات الدليلية والجسيمات المرتبطة بها. لكن، مرة أخرى، لم يتمكن أحد من إثبات ذلك بشكل تجريبي. إن نظرية الموجات التجريبية لـ Louis de Broglie و David Bohm ، ونظرية Everett متعددة العوالم ، وعشرات الطرق الأخرى لميكانيكا الكم هي في نفس المرحلة.

أخيرًا، يختار الفيزيائيون وصفهم المفضل للواقع بناءً على معايير جمالية. "أعود إلى حقيقة أن لدينا عالمًا واحدًا يتطور، كما يصر مايلز بلينكو Miles Blencowe. لذلك، تحتاج حقًا إلى نوع من الاختزال، وهو أكثر من مجرد قاعدة للنتائج التجريبية، إنها عملية حقيقية جدًا. "

المدينة متكاملة

يمكن وصف مدينة دلفت بأنها نظام كمي متشابك. تتداخل قنواتها البسيطة ومبانيها المبنية من القرون الوسطى في المكان والزمان مع السيارات وراكبي الدراجات ومتاجر الهواتف المحمولة والطلاب الذين يسيرون في نفس الشوارع الضيقة التي كان يعمل بها الرسام يوهانس فيرمير Johannes Vermeer.

يقع مختبر Simon Groblacher سيمون غروبلاشر على بعد 2 كيلومتر تقريبًا جنوب المركز التاريخي و ... إلى مئات السنين في المستقبل! في صباح ربيعي دافئ يظهر للزائر واحدًا من "الكبار جدًا من أحد الإبداعات "الرائعة والعظيمة جدًا" التي قام هو وزملاؤه بتأليفها: غشاء من رتبة الملليمتر، مرتبط بشريحة سيليكون، بالكاد يمكن رؤيته عند بالعين المجردة.

وعند رؤيته عن قرب (أو مكبر إلى حد كبير على ملف ملصق في الردهة)، يشبه الغشاء الترامبولين الصغير. يتكون من نيتريد السيليكونnitrure de silicium، وهو مادة خزفية تستخدم في محرك المكوكات الفضائية، ولها مرآة عاكسة للغاية في وسطها. قد يتسبب اهتزاز أحد المكونات في اهتزاز الغشاء لعدة دقائق. يشرح الفيزيائي أن هذه الأغشية "مذبذبات ممتازة". سيكون الأمر مثل دفع شخص ما مرة واحدة على أرجوحة للتأرجح ذهابًا وإيابًا لمدة عشر سنوات ". على الرغم من أبعاده اللبتونية، فإن الغشاء قوي للغاية. " نخضعه لتوتر شديد الأهمية - من أجل 6 غيغا باسكال، كما يحدد ريتشارد نورتي Richard Norte، أحد المتعاونين مع سيمون غروبلاشر. هذا يعادل حوالي عشرة آلاف ضعف الضغط في إطار دراجة، في شيء بالكاد يبلغ ثمانية أضعاف عرض خيط من الحمض النووي ". هذه المقاومة تجعل الغشاء مثاليًا لدراسة الظواهر الكمومية: يهتز بشكل موثوق في درجة حرارة الغرفة ودون أن ينكسر. ينوي سيمون غروبلاشر وريتشارد نورتي يومًا ما استخدام الليزر لدفع الغشاء إلى حالة التراكب (سيتأرجح الغشاء في وقت واحد عند سعتين مختلفتين). يجب أن تسمح قدرة الغشاء على الاهتزاز لعدة دقائق، من حيث المبدأ، لهذه الحالات الكمومية بالاستمرار لفترة كافية حتى نتمكن من رؤية ما يحدث عندما - أو إذا - يتقلص الغشاء إلى حالة واحدة كلاسيكية. يعلق الغشاء على رقاقة السيليكون قد يهتز لدقائق طويلة. يخطط العلماء لاستخدام الليزر لوضع الغشاء في حالة تراكب كمي: يمكن للغشاء أن يهتز بسعتين مختلفتين في نفس الوقت. يريد الباحثون مراقبة التخفيض المحتمل لحزمة موجات النظام (يعتمد الغشاء على سعة واحدة). في الاختبارات المستقبلية للجهاز يوضح سيمون غروبلاشر: "هذا هو بالضبط ما نحتاجه لإنشاء نظام يحتفظ بخصوصياته الكمية". إنه معزول جيدًا ولا يتفاعل مع بيئته، في خطر التسبب في عدم الترابط المفترض. بمجرد وصولك إلى الحالة الكمومية، يمكنك التحكم في فك تماسكها بالليزر. نأمل في إنشاء تراكب لتذبذبات النظام قريبًا ".

التأخيرات الكمية لا ينوى سيمون غروبلاشر وزملاؤه التوقف عند هذا الحد في نهاية المطاف، إنهم يأملون في وضع كائن حي على الغشاء ثم وضعه، وبالتالي راكبه، في حالة تراكب كمي. المرشحون الرئيسيون لهذه الرحلة الاستكشافية في الفضاء الكمومي هم بطيئات المشية، الكائنات الحية الدقيقة ذات الثمانية أرجل التي يطلق عليها أحيانًا "دببة الماء". "إنها مخلوقات رائعة، متحمسًا لسيمون غروبلاتشر. إنهم يتحملون التبريد الشديد، ودرجات الحرارة المرتفعة، والفراغ العالي ... "ولكن قبل الحصول على بطيئات المشية الكمومية، فإن الخطوة الأولى هي وضع الجهاز الذي لا يسافر في حالة من التراكب.

مع أو بدون بطيئات السير، مثل هذه التجربة ستوفر العلم للفيزيائيين الفرصة لاختبار ما إذا كانت الطبيعة تراقب بطريقة ما التأثيرات الكمومية التي تتجاوز نطاق حجم معين. اقترح بعض الفيزيائيين أن الاختزال هو ظاهرة فيزيائية حقيقية، لها تأثيرات قابلة للقياس. إحدى الأفكار المعروفة باسم "التحديد الموقعي التلقائي المستمر" أو CSL، والذي ينص على أن تقليل حزمة الموجة هو ببساطة حدث عشوائي يحدث باستمرار في العالم المجهري. وفقًا لهذه النظرية، فإن احتمال حدوث أي اختزال للجسيمات أمر نادر للغاية (سيحدث مرة واحدة كل مائة مليون سنة)، ولكن بالنسبة للتجمعات الكبيرة من الجسيمات، يصبح الاختزال مؤكدًا.

يستمر الاتصال المحلي التلقائي:

يجب أن ينتظر بروتون واحد حوالي 1016 ثانية (ما يزيد قليلاً عن 317 مليون سنة) ليخضع لعملية تصغير. لذلك لم يظهر ذلك سوى مرات قليلة في تاريخ الكون "، يشرح أنجيلو باسي. لكن العدد الهائل من الجسيمات في كائن ماكروسكوبي يجعل الاختزال أمرًا لا مفر منه. "إذا اخذت جدولاً يحتوي على عدد من الجسيمات حول Avogadroاعداد افاغادرو من الجسيمات، أي 1024، فان الاختزال يحدث على الفور تقريبًا. >> مع نظرية مثبتة للتوطين التلقائي، لن يلعب القياس والمراقبة أي دور في تقليل الحزمة الموجية. بأي مقياس، يصبح جسيم معين وأداة التسجيل أجزاء من جسم كمي كبير تتقلص حزمته الموجية بسرعة كبيرة. يبدو أن الجسيم ينتقل من تراكب الحالة إلى القيمة الدقيقة لتلك الحالة أثناء القياس، لكن هذا التحول يحدث بمجرد تفاعل الجسيم مع الأداة، حتى قبل القياس. الاختزال الذي يتضح أنه ظاهرة فيزيائية حقيقية سيكون له عواقب عملية مهمة. أولاً، يمكن أن يحد من التكنولوجيا الناشئة لأجهزة الكمبيوتر الكمومية. يعترف أنجيلو باسي: "من الناحية المثالية، نود إنتاج أجهزة كمبيوتر كمومية أكبر من أي وقت مضى". لكننا لم نتمكن من تشغيل الخوارزميات الكمومية لأن الاختزال، الذي لا مفر منه على نطاق واسع، سيدمر كل شيء. " لعقود من الزمان، كان معظم الفيزيائيين ينظرون إلى الاختزال باعتباره جانبًا من جوانب نظرية الكموم لا يمكن الوصول إليه من خلال التجارب. لكن التوطين العفوي مستمر وقد غيرت نماذج الاختزال الأخرى الوضع. يتنبأ التوطين التلقائي المستمر، على سبيل المثال، أن الاختزال ينقل رعشة طفيفة إلى الجسيمات، مما يخلق خلفية اهتزازية في كل مكان ويمكن اكتشافها. يوضح أنجيلو باسي: "في هذا النموذج، يكون الاختزال شيئًا عالميًا للأنظمة الدقيقة والكليّة".

يستمر التوطين التلقائي:

النتيجة لم تفاجئهم. إذا كان الاختزال الكمومي ظاهرة فيزيائية حقيقية، فهو ضعيف جدًا. ولكن إلى أي درجة؟ وضع الفيزيائيون الآن حدودًا دقيقة للغاية للتأثير. كما قاموا بتعقب مظاهر الاختزال في التجارب المصممة لاكتشاف المادة المظلمة - وهي جسيمات افتراضية يُقدر أنها تشكل 85٪ من المادة في الكون. إحدى هذه التجارب، التي تم تركيبها في جبال البرانس الإسبانية، تستخدم كاشفات الجرمانيوم للبحث عن علامات مرور جسيمات المادة المظلمة من خلالها بأقصى سرعة لتوليد وميض الأشعة السينية. لكن لم يتم اكتشاف أي منها حتى الآن. قام علماء فيزياء آخرين، بالبحث عن أدلة في أماكن مدهشة متتبعين حركة الجسيم لرصد الاختزال. على سبيل المثال، قاموا بتمشيط بيانات المعايرة من مرصد موجات الجاذبية بواسطة مقياس عدم انتظام الليزر (Ligo)، وهي أداة قادرة على تسجيل حركات أصغر بـ 10000 مرة من عرض البروتون.

في فبراير 2016، اكتشف Ligo موجة جاذبية لأول مرة. قامت الموجة بتمديد وضغط المساحة بين مرآتين في الموقعين التوأمين للتجربة في واشنطن ولويزيانا. كان هذا التحول بالكاد يبلغ أربعة آلاف من قطر البروتون، وهو ما يتفق تمامًا مع تنبؤات نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين. ولكن في بيانات ليغو ، لم يجد أنجيلو باسي وزملاؤه أي دليل على الحركة الإضافية الناتجة عن الطفرات الكمية الصغيرة التي تنبأ بها ومع ذلك، فإن مرايا مرصد ليغو Ligo الحساسة للغاية لم تتحرك تحت التأثير الاهتزازات الكمومية التي تنبأت بها نظرية التوطين التلقائي المستمر. اختبارات جديدة وأكثر دقة قيد الدراسة. كما قاموا بتعقب مظاهر الاختزال في التجارب المصممة لاكتشاف المادة المظلمة - وهي جسيمات افتراضية يُقدر أنها تشكل 85٪ من المادة في الكون. إحدى هذه التجارب، التي أُجريت في جبال البرانس الإسبانية، تستخدم كاشفات الجرمانيوم للبحث عن علامات مرور جسيمات المادة المظلمة عبرها بأقصى سرعة، مما يؤدي إلى توليد وميض من الأشعة السينية. بنفس الطريقة، قاموا بإنشاء وميض. ولكن لم يتم اكتشاف أي شيء حتى الآن، وقد شددت هذه التجارب إلى حد كبير القيود المفروضة على نماذج الاختزال، ولكن ليس إلى درجة استبعاد المبدأ. في سبتمبر 2017، اكتشف أندريا فينانتي، من جامعة ساوثهامبتون بإنجلترا، مع أنجيلو باسي وثلاثة زملاء آخرين، جنينًا من الأدلة لصالح التوطين التلقائي المستمر. قاموا ببناء ناتئ مصغر (شعاع أفقي صغير متصل بطرف واحد) بالكاد يبلغ طوله نصف ملليمتر وسمكه 2 ميكرومتر، بمغناطيس صغير. قام الباحثون بحماية التثبيت بعناية ضد أي اهتزاز خارجي وقاموا بتبريد الجهاز إلى درجة حرارة قريبة من الصفر المطلق، من أجل القضاء على أي حركة أصلية.

في ظل هذه الظروف ، يهتز الكابولي بشكل طفيف للغاية بسبب الحركة الحرارية لجزيئاته. لكن تبين أن التذبذب كان أكبر من المتوقع. اهتز الكابول ومغناطيسه مثل لوح الغوص على مدى بضعة تريليون من المتر (10-18. تتوافق هذه القيم مع حسابات ستيفن أدلر لتقليل حزمة الموجة.

يتذكر Andrea Vinante قائلاً: "كان من الممكن أن نرى ضوضاء غير مبررة هناك، بما يتفق مع ما نتوقعه من نموذج الاختزال. لكن يمكن أن يخون تأثيرًا لم نفهمه تمامًا ". يعمل مع زملائه على تحسين حساسية التجربة بمعامل لا يقل عن 10 أو حتى 100."يجب أن نكون قادرين على تأكيد وجود حالة شاذة أو، على العكس من ذلك، استبعاد الطابع المثير للاهتمام لما لوحظ". سنة أو سنتين ستكون ضرورية قبل الحصول على بيانات جديدة.

ماذا سيحدث إذا كانت إحدى هذه التجارب العلمية تؤكد ظاهرة الاختزال الكمومي؟ هل سيتم حل مفارقات النظرية؟ يقول إيغور بيكوفسكي من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية: "إذا كان الاختزال موجودًا بالفعل، فسيتم تقسيم العالم إلى مقاييس مختلفة". خارج نطاق معين، ستكون ميكانيكا الكموم هذه هي النظرية الصحيحة. لكن دون هذا الحد، كل ما نعرفه عن ميكانيكا الكموم سيظل صحيحًا. لذا فإن نفس الأسئلة والتفسيرات الفلسفية ستستمر في شغلنا.

لا يزال هناك العديد من الموجات المستعرضة للإلكترونات والذرات - ولكن ليس للقمر! لذلك لن يؤدي ذلك إلى حل جميع المشكلات، ولكنه سيجعل الأمور أكثر غرابة.

نماذج مثل تلك الخاصة بالتوطين التلقائي المستمر ليست سوى جهود لتوحيد هذين العالمين. على الرغم من أنها ليست نظريات مكتملة التأسيس بعد، إلا أنها يمكن أن تساعد الفيزيائيين في تطوير نموذج أوضح للواقع من النموذج الذي تقترحه ميكانيكا الكم حاليًا.

يعترف ستيفن أدلر: "شخصياً يعتقد أن ميكانيكا الكموم تحتاج إلى القليل من عمليات تجميل الوجه". لا أرى مشكلة في التفكير في الأمر.

ظهرت ميكانيكا نيوتن صحيحة لمائتي عام، بينما لم تكن كذلك. معظم النظريات تعمل في مجال واحد، لكنها تتوقف عن أن تكون كافية لتطبيقها على مجال آخر.

لكن، في الوقت الحالي، يبدو أن ميكانيكا الكموم لا تفي بجميع الاختبارات. ينفي العلماء ذلك ويقولون نحن لا نواجه أي أزمة. المشكلة كلها موجودة في الماضي! كما صرخ ستيفن واينبرغ. وواصل القول"، حققنا تقدمًا مستمرًا عندما واجهت النظريات القائمة صعوبات. لكن لا يوجد شيء مثله في ميكانيكا الكموم. لا يتعارض مع الملاحظات. المشكلة هي أنه يفشل في إرضاء الأفكار الفلسفية المسبقة والرجعية لأشخاص مثلي. "

في كلتا الحالتين، لا يهتم معظم العلماء بغرابة ميكانيكا الكموم. استمروا في استخدام النظرية في أجهزتهم التجريبية، أو مصادمات الذرة أو كاشفات المادة المظلمة، ونادرًا ما يتوقفون عن التفكير فيما تقوله ميكانيكا الكموم - أو لا تقوله - فيما يتعلق بالطبيعة. وتعريفها للواقع.

يقول ستيفن واينبرج: "يعتقد أن غالبية الفيزيائيين يتمتعون بموقف صحي للغاية، من خلال الاستمرار في استخدام النظرية، ودفع حدود معرفتنا، وترك الأسئلة الفلسفية للأجيال القادمة. " هناك عدد من الإدخالات، ومع ذلك، لا تحسب. وعلينا أن نتظر طويلا. يعلق أنجيلو باسي قائلاً: "سيخبرك البعض أن ميكانيكا الكموم علمتنا أن العالم غريب وأنه يجب علينا قبوله". أنا أرفض القيام بذلك. إذا كان هناك شيء غريب، فنحن بحاجة إلى التأكد من فهمنا له بشكل أفضل.

 

....................

 مصادر

A. VINANTE ET AL. ، اختبار غير متداخل محسّن لنماذج الانهيار باستخدام ناتئ فائق البرودة ، رسائل المراجعة الفيزيائية ، المجلد. 119، المادة 110401، 2017.

R. NORTE ET AL. ، الرنانات الميكانيكية لتجارب ميكانيكا البصريات الكمومية في درجة حرارة الغرفة ، رسائل المراجعة الفيزيائية ، المجلد. 116،

فن. 147202، 2016.

H. C. VON BAEYER ، الغرابة الكمية ، مجرد انطباع؟ للعلم

عدد 435 لسنة 2013.

 

 

جواد بشارةأو حكايات الكوانتوم الغريبة 6

ترجمة وإعداد د. جواد بشارة

رؤية علمية تترسخ ويتم التركيز عليها أخيرًا، كنتيجة تجريبية مهمة، علماً بأن الكثير بالنسبة للجاذبية الكمومية يأتي من علم الكونيات:

مهما كانت الصياغة الصحيحة لنظرية الجاذبية الكمومية، فهي على أي حال تبقى نظرية في مجال الثقالة الكمومية! لذلك سوف ترث الصعوبات المفاهيمية لفيزياء الكموم، والتي قد تتفاقم. لأنها ليست فقط الجسيمات التي يمكن العثور عليها في تراكب الحالات أو في التشابك، ولكن أيضًا في هندسة الزمكان نفسه.

حول السؤال عن أي تفسير لفيزياء الكموم هو الأنسب للجاذبية أو الثقالة الكمومية، كما هو متوقع، ينقسم المنظرون فيما بينهم. فهناك فكرة العوالم المتعددة التي تحظى بشعبية لدى البعض مثل "كورديستس"، في حين أن فكرة أن فيزياء الكموم تكشف عن بنية علائقية للواقع يفضلها مؤيدو النظرية الحلقية، وهي أقرب تاريخيًا إلى النسبية العامة، التي لديها بالفعل محتوى "علائقي" قوي.

يستكشف عدد صغير من المنظرين أيضًا فكرة أن العلاقة بين المشكلتين قد تكون أعمق. على سبيل المثال، اقترح الفيزيائي والرياضي البريطاني روجر بنروز أن الاختزال الديناميكي قد يكون ظاهرة من أصل الجاذبية. تستند هذه الفكرة إلى حقيقة غريبة ومثيرة للاهتمام: إن مقياس الطول المرتبط بشكل طبيعي بالجاذبية الكمومية ("طول بلانك") صغير للغاية ومقياس الطاقة (! "" طاقة بلانك ") كبير للغاية، ولكن مقياس الكتلة المرتبط بشكل طبيعي بالجاذبية الكمومية ("كتلة بلانك") هو في حدود ميكروغرام، وهي قيمة قريبة بشكل غريب من تلك التي تميز الأنظمة "الصغيرة" (حيث التأثيرات الكمومية واضحة) عن الأنظمة "الكبيرة"، مع السلوك الكلاسيكي، وليس الكمومي. هل هذه مصادفة أم تلميح إلى ارتباط عميق بين الجاذبية ومشكلة تفسير فيزياء الكموم؟ نحن لا نعرف حتى الآن.

1970 كموم

جيل جديد من الخبرات:

يمكن أن تأتي القرائن المفيدة من التجارب المعملية التي هي قيد الدراسة ويمكن إجراؤها في المستقبل القريب. اقترحت ثلاثة فرق مؤخرًا بروتوكولات تختبر الطبيعة الكمومية لقوة الجاذبية. المجموعة حول ماركوس أسبيلماير، من جامعة فيينا ، النمسا ، وسوغاتو بوس ، من الكلية الجامعية ، لندن ، وبشكل مستقل كيارا مارليتو وفلاتكو فيدرال من جامعة أكسفورد ، وهي تجارب قادرة على إثبات تراكب كمومي لاثنين من الأشكال الهندسية المختلفة للزمكان.

تكمن الفكرة في ملاحظة التشابك الكمومي لجسيمين بعد وضع كل منهما في تكوين يكون تراكبًا كموميًا لموقعين مختلفين. بعد ذلك يحدث التشابك بسبب التراكب الكمومي لنسختين من هندسة الزمكان، بسبب المواضع المختلفة للجسيمات.

إذا كانت التجربة ستظهر تلك المساحة لا يمكن للزمن أن يضع نفسه في وضع الكمومي الفائق للحالات، وهذا من شأنه أن يشير إلى علاقة جديدة وعميقة بين الجاذبية والكموم، وربما كان امتداداً للأفكار التي اقترحها روجر بنروز. على العكس من ذلك، في الحالة التي نعتقد أنها الأكثر احتمالية، لوحظ تأثير التشابك، فإن هذا من شأنه أن يشهد على أن عالمنا ليس مرسومًا على قماش في مساحة زمنية معينة: سيكون كذلك نفسه يخضع لألغاز فيزياء الكموم.

لا يوجد مخرج للتشابك:

اعتقد أينشتاين أن التشابك الكمومي قد تم تفسيره من خلال وجود متغيرات خفية تحترم مبدأ المحلية la localité. لكن الأمر ليس كذلك. التجارب الحديثة أثبتت العكس. في عام 1964، قام عالم الفيزياء جون بيل بتجربة باتت شهيرة وارتبطت باسمه أظهر فيها كيفية اختبار طبيعة التشابك الكمومي، وهي ظاهرة يحتفظ بها جسيمان بوصلة "شبحية" حتى عندما يكونان بعيدان عن بعضهما البعض بمسافة بعيدة جداً.

كان التشابك بالنسبة لأينشتاين، دليلًا على أن فيزياء الكموم غير مكتملة: "فالمتغيرات المخفية المحلية" تفسر هذه الظاهرة، كما كان يعتقد. قامت عدة فرق اختبار بتنفيذ تجربة بيل. بدت النتائج تؤكد رفض فرضية المتغيرات الخفية التي تذرع بها آينشتاين وأكدت تنبؤات فيزياء الكموم. لكن هذه التجارب كانت بها عيوب (أو "ثغرات")، والتي لم تقضي تمامًا على فرضية المتغيرات الخفية التي صارت تعمل خلف الكواليس. أخيرًا، في عام 2015، أجرت عدة مجموعات اختبارات بيل الأولى دون أي ثغرة، والتي استبعدت بشكل قاطع أي تفسير بواسطة المتغيرات المخفية المحلية.

بعض الثورات تبدأ بهدوء. كان هذا هو الحال مع الحالة التي بدأت في عام 1964، عندما شرح الفيزيائي الأيرلندي الشمالي جون بيل، ثم في CERN، كيفية الإجابة عن سؤال عميق كان يشغل بال مؤسسي الفيزياء الكمية إلى حد كبير. إنها مسألة معرفة ما إذا كانت الجسيمات التي تفصل بينها مسافات كبيرة تحتفظ بوصلة أو اتصال بينها بحيث تؤثر القياسات التي يتم إجراؤها على أحدهما على الآخر على الفور. في الفيزياء الكلاسيكية، مثل هذا التأثير مستحيل، لأنه لا توجد إشارة يمكن أن تنتشر بسرعة أسرع من سرعة الضوء. ولكن في إطار نظرية الكموم، يبدو أن هذا هو الحال. بفضل التفاوتات الرياضية التي وجدها، فتح بيل إمكانية التحقيق في طبيعة هذا الرابط.

بعد خمسين عامًا، غيّرت أفكار بيل بشكل عميق نظرتنا إلى نظرية الكموم. وقد ألهم اختبار بيل علماء الفيزياء لابتكار تقنيات جديدة. ومع ذلك، لم يتمكن العلماء حتى عام 2015 من التحقق من تنبؤات نظرية بيل بأكثر طريقة شمولية ممكنة. تمثل هذه التجارب نهاية بحث طويل وبداية حقبة جديدة في تطوير التطبيقات الكمومية.

لفهم ما فعله بيل، دعنا نعود إلى جذور فيزياء الكموم، النظرية التي تصف سلوك الضوء والمادة في أصغر المقاييس. أحد الاختلافات الرئيسية هو أن الذرات والإلكترونات والجسيمات دون الذرية الأخرى توجد في حالات مميزة بختم عدم اليقين.

مبدأ عدم اليقين لهايزنبرج:

قد شكل مبدأ الارتياب لهايزنبرغ جدلا بين أكبر تيارين في الفيزياء الحديثة وهما تيار أينشتاين المؤمن بالحتمية فقط والرافض للإحتمالية ، وعبر عن ذلك أينشتاين بمقولته الشهيرة " إن الإله لا يلعب النرد بهذا الكون "....والتيار الثاني هو تيار نیلز بور مؤسس الكم والمؤمن بالإحتمالات وقوة الرياضيات والذي أرسل لأينشتاین قائلا : " لا تخبر الإله عما يجب عليه فعله "...وانتهى هذا الجدل بمؤتمر سولفاي الشهير : عندما تمكن علماء الكوانتم من إثبات صحة معادلاتهم و تنبؤاتهم ، إلا أن أينشتاين ظل رافضاً لفكرة الإحتمالية الخاصة بعالم ميكانيكا الكموم حتى وفاته..!!

وقد وصف هايزنبرغ مبدأه بقوله:

" إن عدم استطاعتنا معرفة المستقبل لا تنبع من عدم معرفتنا بالحاضر ، وإنما بسبب عدم استطاعتنا معرفة الحاضر " ، وذلك كريم على المقولة السائدة : " أنه يمكننا معرفة المستقبل إذا عرفنا الحاضر بدقة «. ومعنى ذلك أنه مهما تطورت وسائل القياس والرصد لدينا لن نتمكن من الوصول لفهم كامل وشامل للطبيعة حولنا دوما هنالك مقدار من عدم الدقة وعدم التأكد...!!

أي عدم التأكد في دقة الموقع مضروبة في عدم التأكد في كمية الحركة (الزخم): لا بد أن يكون أكبر من المقدار h ثابت بلانك: أي أن حاصل ضربهما لا يمكن أن يكون صفرة وهذه النتيجة التي أدهشته وأدهشت الجميع.....في النهاية تقول ميكانيكا الكم أنه من المستحيل الحصول على قياسات تامة: فلم يعد بمقدور الفيزيائيين أن يعطوا توصيفة حتمية للأحداث الذرية وما دونها؛ بل مجرد تنبؤات احتمالية، وفي هذا كسر للاعتقاد العلمي السائد بأن المعرفة البشرية قادرة على التنبؤ الدقيق بمصير الكون من الذرة إلى المجرة: ومبدأ هايزنبرغ هو حقيقة تفسير طبيعة الوجود فقط......!!

 لنعد إلى تجربة جون بيل ونأخذ على سبيل المثال مشكلة دوران الإلكترون، وهي خاصية كمومية بحتة تقابل الزخم الزاوي الداخلي. إذا مر إلكترون ذو دوران أفقي من خلال مجال مغناطيسي موجه عموديًا، فإن الدوران يميل لأعلى مع احتمال 50٪، ولأسفل مع احتمال 50٪، والنتيجة تكون عشوائية بطبيعتها.

قارن ذلك بعملة رميت حولها. نحن نميل إلى الاعتقاد بأن رمي العملة هو أمر عشوائي أيضًا، ولكن إذا عرفنا بدقة كتلة العملة المعدنية، والقوة المستخدمة لرميها، وتفاصيل المسودات التي ضربتها ... يمكننا التنبؤ كيف ستسقط العملة. ينشأ الطابع العشوائي في هذه الحالة من نقص المعلومات عن النظام.

خطر أساسي:

بالنسبة لدوران الإلكترون، إنها مسألة أخرى كاملة. على الرغم من أننا نعرف جيدًا جميع خصائص الإلكترون ودورانه قبل أن يمر عبر المجال المغناطيسي، فإن عدم اليقين الكمومي يمنعنا من التنبؤ بالاتجاه الذي سينقلب فيه الدوران. مع الدوران الأفقي الأولي، يكون الإلكترون في تراكب متساوٍ للوزن لحالات الدوران "العالية" و "المنخفضة". إذا تم إجراء قياس على الإلكترون على طول المحور الرأسي، فإن هذا التراكب يتوقف عن الوجود: يتم تقليله إلى أحد شروطه ويتم الحصول على نتيجة فريدة؛ نقيس دوران موجه لأعلى أو لأسفل. عندما طور الفيزيائيون نظرية الكموم في بداية القرن العشرين، أصيب بعض مؤسسيها، مثل ألبرت أينشتاين وإروين شرودنغر، بالحرج من ضبابية الحالات الكمومية. ووفقًا لهم، لا يمكن أن تكون الطبيعة غامضة حقًا، ونظرية؛ تجاوز فيزياء الكموم يجب أن يتنبأ بدقة بسلوك الجسيمات. سيكون من الممكن بعد ذلك التنبؤ بنتيجة قياس دوران الإلكترون بنفس الطريقة التي يمكن بها معرفة كيفية سقوط قطعة نقود إذا كان لديك معلومات كافية.

والأكثر إثارة للدهشة، أن تراكب الحالات يمكن أن يمتد على جسيمين أو أكثر، وهي ظاهرة أطلق عليها شرودنغر "التشابك"intrication. فوفقًا لنظرية الكموم ، يمكن أن تتشابك خصائص الجسيمات بطريقة تجعل قيمتها الإجمالية معروفة جيدًا ، لكن القيم الفردية تظل غير مؤكدة تمامًا - تمامًا مثل وجود نردين خاصين ، عند رميهما ، سيعطي كل منها نتيجة عشوائية ، لكن مجموعها دائمًا يساوي 7.

حلل آينشتاين وبوريس بودولسكي وناثان روزين عواقب التشابك ونشروا مقالًا في عام 1935 استنتجوا فيه أن نظرية الكموم غير مكتملة. اقترحوا أنه سيكون من الممكن حل هذا التناقض من خلال استكمال النظرية بمتغيرات إضافية لا يمكن الوصول إليها من قبل أليس وبرنارد (نتحدث عن المتغيرات المخفية). بمعنى آخر، ستكون هناك نظرية أكثر جوهرية من فيزياء الكموم حيث تتمتع الإلكترونات بخصائص إضافية. سيصف هذا كيف تتصرف الإلكترونات عند قياسها معًا. إذا كان لدينا طرقة للوصول إلى هذه المتغيرات المخفية، يمكننا أن نضحك على توقع ما سيحدث للإلكترونات. وبالتالي فالضبابية الظاهرة للجسيمات الكمومية هي نتيجة جهلنا. لتعيين هذا التخلف المحتمل لفيزياء الكموم، نتحدث عن "نظرية محلية ذات متغيرات خفية". يشير المصطلح "محلي" إلى حقيقة أن الإشارات المخفية لا يمكن أن تنتشر أسرع من الضوء. بالنسبة للمدافعين عن فيزياء الكموم ، مثل الدنماركي نيلز بور ، كانت نظرية الكموم كاملة ولم يخلق التشابك تناقضًا ، معتبرين أن فيزياء الكموم ليست محلية بطبيعتها. لم يشكك أينشتاين في تنبؤات فيزياء الكموم نفسها، بل كان يعتقد أن هناك حقيقة أعمق تحكم الواقع. بعد مقال EPR لعام 1935، انخفض الاهتمام بهذه الأسئلة الأساسية التي طرحتها فيزياء الكموم. كان يُنظر إلى إمكانية وجود متغيرات خفية على أنها مسألة فلسفية ليس لها أهمية عملية، حيث كان يعتقد أن تنبؤات النظريات مع أو بدون المتغيرات المخفية ستكون هي نفسها. لكن كل هذا تغير في عام 1964، عندما أظهر بيل أنه في ظل ظروف معينة تختلف تنبؤات النظريات المتغيرة الخفية عن تلك الخاصة بفيزياء الكموم. سيكون من الممكن اختبار ذلك من خلال تجربة ما إذا كانت المتغيرات الخفية موجودة وتشرح التشابك الكمومي.

أعاد بيل النظر في التجربة الفكرية للثلاثي آينشتين بودولسكي روزين EPR ، ولكن مع القليل من التغيير في اللعبة: فقد سمح لأليس وبرنارد بقياس دوران إلكترونات كل منهما في أي اتجاه. في التجربة الفكرية الأولية، قام Alice و Bernard بقياس الدوران على طول نفس المحور، وبالتالي عثروا على نتائج مضادة 100٪: وبالتالي، بالنسبة للمحور الرأسي، إذا كانت Alice "عالية"، فإن Bernard لا يزال يقيس " على نحو منخفض، والعكس صحيح. من ناحية أخرى، إذا قاس كل من أليس وبرنارد على طول محاور مختلفة، فإن الارتباطات بين النتائج تكون أكثر تعقيدًا، وهنا تظهر الاختلافات بين نظرية الكموم والنظريات المتغيرة الخفية.

أظهر بيل أنه بالنسبة لمجموعات معينة من الاتجاهات، ستكون الارتباطات بين قياسات أليس وبرنارد أقوى في فيزياء الكموم مقارنة بأي نظرية محلية ذات متغيرات خفية. رياضياتياً، يتم التعبير عن هذه الاختلافات من خلال مبدأ l’inégalité de Bell"عدم مساواة بيل". إنها ترجع إلى حقيقة أن المتغيرات المخفية لا يمكن أن تؤثر على بعضها البعض بشكل أسرع من سرعة الضوء، وبالتالي فهي أقل كفاءة في تنسيق جهودهم: تكون العلاقات المتبادلة محدودة. في فيزياء الكموم، توجد سبينات الإلكترونات المتشابكة معًا في حالة واحدة يمكن أن تمتد لمسافات طويلة. بفضل التريث، تتنبأ نظرية الكموم بارتباطات أقوى تصل إلى 40٪ من تلك الموجودة في النظريات ذات المتغيرات الخفية. وهكذا توفر نظرية بيل التفاوتات التي تشكل حداً أعلى للارتباطات التي يمكن أن توجد في أي نظرية محلية ذات متغيرات خفية. إذا تجاوزت البيانات التجريبية هذا الحد (إذا كانت "تنتهك" عدم مساواة بيل)، فهذا يعني أن النظريات ذات المتغيرات الخفية لا تصف الطبيعة.

بعد وقت قصير من نشر بيل لنتائج تجاربه، وجد الفيزيائي جون كلاوزر من جامعة كاليفورنيا في بيركلي وزملاؤه تفاوتات مماثلة، ولكن من السهل اختبارها في التجارب. أخذ الباحثون القياسات الأولى في أواخر الستينيات، ومنذ ذلك الحين اقتربت التجارب بثبات من الجهاز المثالي الذي اقترحه بيل. وجدت التجارب ارتباطات تنتهك مبدأ عدم مساواة بيل، مما أدى إلى القضاء على النظريات المحلية ذات المتغيرات الخفية. ولكن حتى عام 2015، كانت كل هذه التجارب تستند إلى فرضية مخصصة واحدة أو أكثر بسبب عيوب في الأنظمة. احتوت هذه الفرضيات على عيوب يمكن للنظريات المحلية ذات المتغيرات المخفية استغلالها من حيث المبدأ لاجتياز الاختبار.

في كل تلك التجارب تقريبًا في القرن العشرين، أنتج العلماء فوتونات متشابكة من مصدر، وأرسلوها إلى محطات قياس (تمثل أليس وبرنارد)، وسجل الأخير استقطاب فوتون واحد من الزوج، أي الاتجاه الذي يتذبذب فيه المجال الكهربائي للفوتون، ثم قام الباحثون بعد ذلك بحساب متوسط الارتباطات بين نتائج المحطتين وفحصوا ما إذا كان مبدأ عدم المساواة لدى بيل قد تم احترامه أو انتهاكه.

في التجارب الأولى، أجريت القياسات في اتجاهات ثابتة. في هذه الحالة، كان هناك وقت للتفاعل بين الأجهزة وإنشاء ارتباطات محتملة. بعبارة أخرى، تخبر الإشارات المخفية برنارد، دون الحاجة للسفر بأسرع من الضوء ، بالاتجاه الذي كانت تستخدمه أليس لقياس فوتونها.

هذه "ثغرة محلية":

يعني أن النظرية المحلية ذات المتغيرات المخفية ستحصل على نفس الارتباطات مثل نظرية الكموم.

في عام 1982، أجرى آلان أسبكت Alain Aspect، من معهد البصريات، أورساي وزملاؤه اختبارًا مُحسَّنًا تم فيه إرسال الفوتونات إلى طرفي غرفة. بينما هذه الفوتونات المتشابكة كانت في حالة طيران، وهي زاوية بولا حيث يتغير حجم جهاز القياس بشكل دوري. في أواخر التسعينيات، أتقن أنطون زيلينجر، الذي يعمل حاليًا في جامعة فيينا، وفريقه هذه الإستراتيجية باستخدام اتجاهات استقطاب عشوائية حقًا (وليس دورية فقط) للقياس تم تحديدها قبل إجراء القياسات. إذا كانت الإشارات المخفية موجودة، يجب أن تنتشر أسرع من الضوء للتأثير على هذه القياسات. تم إغلاق الثغرة المحلية بإحكام.

لكن هذه التجارب كان لها عيب كبير: من الصعب العمل مع الفوتونات، الجسيمات التي يمكن أن تضيع أثناء الطيران أو ببساطة لا يمكن رؤيتها بواسطة أجهزة الكشف. في معظم الأوقات، لا يعطي القياس أي نتيجة، لأن الفوتونات ضاعت في الطريق. أُجبر المجربون على استبعاد القياسات الفاشلة وافترضوا أن القياسات الناجحة كانت ممثلة لجميع الأزواج المتشابكة ("افتراض أخذ العينات غير المتحيز"). بدون هذا الافتراض، من المستحيل ضمان أن إضافة الفوتونات المفقودة لا تعطي نتيجة متوافقة مع نظريات المتغيرات الخفية. وصار من الملزم التخلص من الفشل، لذلك لقد ألغى العلماء هذا الهروب في ساحة الكشف في بداية هذا القرن، من خلال التخلي عن الفوتونات لصالح أنظمة أخرى متشابكة ومقاسة ذات كفاءة جيدة: الأيونات والذرات والدوائر فائقة التوصيل. تكمن المشكلة في أنه في هذه الحالات، تتطلب القيود التقنية أن تكون الجسيمات قريبة جدًا من بعضها، مما ترك خطأ الموقع مفتوحًا. اختبار الانذار للجميع أصبح اختبار بيل الذي يتم فيه إغلاق جميع الثغرات والذي بات أحد أكبر تحديات علم الكموم.

بفضل التقدم في التحكم في الأنظمة الكمومية وقياسها، أصبح من الممكن في عام 2015 إجراء اختبار Bell بجهاز مثالي، اختبار Bell بدون ثغرة. في الواقع، في أي وقت من الأوقات، وجدت أربع مجموعات مختلفة من الفيزيائيين نتائج تنتهك عدم مساواة بيل مع إغلاق كلتا الثغرتين. وهكذا قدمت هذه التجارب أدلة لا جدال فيها تدحض النظريات المحلية بمتغيرات خفية.

الاتصالات بواسطة التشابك  INTRICATION:

أحد العلماء (رونالد هانسون) لديه تأثير قتل مع زملائه أول تجربة لسد الثغرات في جامعة دلفت للتكنولوجيا بهولندا. يقول هانسون:" لقد تسببنا في تشابك دوران إلكترونين كل منهما موجود في عيب بلوري من الماس، أي في موقع مفقود فيه ذرة كربون. كان الإلكترونان المتشابكان في المختبرات على جانبي الحرم الجامعي، وللتأكد من عدم وجود اتصال ممكن بين الاثنين، استخدمنا مولد أرقام عشوائي سريع لتحديد اتجاه القياس. تم الانتهاء من هذا القياس وتسجيله محليًا على قرص صلب. لم يكن لدى من قبل أدنى معلومات حول القياس على الجانب الآخر وقت للوصول، حتى في سرعة الضوء. إشارة مخفية تشير إلى أحد أجهزة القياس إلى الاتجاه الذي يستخدمه الآخر لم يكن لديه وقت للقيام بالرحلة بين المختبرين: وهكذا تم التحكم في الخطأ المحلي بالكامل.

جعل هذا التوقيت الصارم من الضروري فصل الإلكترونين بأكثر من كيلومتر واحد، وهي مسافة تزيد بمقدار أمرين عن الأرقام القياسية العالمية السابقة للجسيمات المتشابكة. كيف تشابك الإلكترونات على هذه المسافة؟ استخدمنا تقنية تسمى la téléportation de l’intraction "النقل الآني للتشابك"، حيث نبدأ بربط كل إلكترون بفوتون. ثم نرسل الفوتونات للقاء بعضها البعض، في منتصف المسافة بين المختبرين. ينتهي بهم الأمر على مرآة شبه عاكسة حيث وضعنا أجهزة الكشف على كل جانب. إذا اكتشفنا الفوتونات على جانبي المرآة، فإن لفات الإلكترونات المتشابكة مع كل فوتون نفسها تصبح متشابكة. بمعنى آخر، من خلال التشابك بين الإلكترونات والفوتونات، يتم نقل النغمات إلى كلا الإلكترونين.

غالبًا ما تفشل عملية النقل هذه، حيث تضيع الفوتونات بين الماس والمرآة، كما في التجارب السابقة. لكننا نجري اختبار بيل فقط إذا تم اكتشاف الفوتونين؛ وبالتالي، فإننا نتعامل مع فقدان فوتونات المنبع. بهذه الطريقة نزيل عيب الكشف، لأننا لا نستبعد أي نتائج من اختبارات بيل على الإلكترونات المتشابكة. وبالتالي، فإن فقدان الفوتونات المرتبطة بمسافة الفصل الكبيرة لا يحد من جودة التشابك، ولكنه، من ناحية أخرى، يقلل بشكل كبير من عدد الأحداث المتاحة لنا لاختبار بيل. بعد عدة أسابيع من القياسات في يونيو 2015، وجدنا أن عدم مساواة بيل قد انتهكت بنسبة 20٪، بالاتفاق مع تنبؤات نظرية الكموم. كان احتمال الحصول على مثل هذه النتيجة بالصدفة في إطار نموذج بمتغيرات مخفية محلية (وبافتراض أن الأجهزة تآمرت باستخدام جميع البيانات المتاحة) كانت النسبة 3.9٪. في جولة ثانية من القياسات في ديسمبر 2015، وجدنا معدلًا مشابهًا لانتهاك عدم المساواة في بيل. في نفس العام، أجرت ثلاث مجموعات أخرى اختبارات بيل لعدم الهروب. في سبتمبر، استخدم فريق المعهد الأمريكي للمعايير والتكنولوجيا (NIST) بقيادة أحد علماء الفريق وهو(كريستر شالم) وفريق أنتون زيلينجر، فوتونات متشابكة. بعد فترة وجيزة، استخدم هارالد فينفورتير Harald Weinfurter من جامعة Ludwig-Maximilian في ميونيخ وزملاؤه ذرات الروبيديوم التي تفصل بينها مسافة 400 متر في بروتوكول مشابه لتلك الخاصة بمجموعة رونالد هانسون. من ثم قامت فرق من المعهد القومي للمعايير والتكنولوجيا (NIST) وفيينا بتشبيك حالات الاستقطاب لفوتونين باستخدام أشعة ليزر مكثفة موجهة إلى مادة بلورية معينة. نادرًا جدًا (مرة واحدة تقريبًا لكل مليار فوتون يدخل البلورة)، يتفاعل الفوتون المنبعث من الليزر بطريقة معينة، مما أدى إلى ظهور زوج من الفوتونات التي كانت حالات الاستقطاب فيها متشابكة. باستخدام ليزرات قوية بما يكفي، أنتج الباحثون عشرات الآلاف من أزواج الفوتونات المتشابكة في الثانية. ثم تم إرسال هذه الفوتونات إلى محطات منفصلة 184 متراً في تجربة NIST، و60 مترًا في تجربة فيينا) حيث تم قياس حالات الاستقطاب. تم تحديد اتجاه القياس خلال وقت طيران الفوتونات، مما أدى إلى القضاء على خطأ الموقع. بالنسبة لعيب الاكتشاف، كان لا بد من استعادة أكثر من ثلثي الفوتونات المتشابكة للتأكد من وجود عينة تمثيلية. في NIST، قام العلماء المختبرون بتطوير كاشفات الفوتون الفردي عالية الأداء المصنوعة من مواد فائقة التوصيل الباردة. هذه المستشعرات قادرة على رصد أكثر من 90٪ من الفوتونات التي تصل إليها. وهكذا تمت إزالة الخلل في الكشف. بتكرار هذه القياسات أكثر من 100000 مرة في الثانية، قاموا بسرعة بتجميع نتائج إحصائية مهمة حول الارتباطات بين حالات الاستقطاب للفوتونات؛ كانت الارتباطات الملاحظة في التجربتين أقوى بكثير من تلك التي تنبأت بها النظريات ذات المتغيرات الخفية. في الواقع، فإن احتمال أن تكون نتائج NIST هي نتيجة الصدفة هو في حدود مليار من المليار، والفرص أقل مع تجربة فيينا. اليوم، تستخدم مجموعة NIST نسخة محسّنة من الجهاز لانتهاك عدم مساواة بيل بدرجة مماثلة في أقل من دقيقة، وستؤدي التحسينات المتوقعة إلى زيادة تسريع العملية بمقدار ضعفين. تجبرنا هذه التجارب على الاستنتاج

أن جميع النماذج ذات المتغيرات الخفية، مثل تلك التي يدعمها أينشتاين، غير متوافقة مع الطبيعة. إن الارتباطات التي لاحظناها بين الجسيمات تتحدى حدسنا، وتبين لنا أن الفعل الوهمي عن بعد يحدث بالفعل.

تبرز النتائج أيضًا القوة الرائعة للتشابك للتطبيقات الممكنة. على المدى القصير، فإن أحد المواقف التي قد تكون فيها اختبارات بيل الخالية من العيوب مفيدة هو توليد أرقام عشوائية. تعتمد العديد من تقنيات التشفير على القدرة على توليد أرقام عشوائية. ومع ذلك، من الناحية العملية، من الصعب إنتاج هذا الأخير. مولدات الأرقام العشوائية بعيدة كل البعد عن الخطأ، وإذا كان من الممكن توقع الأرقام التي تنتجها، فإن العديد من الأنظمة المالية وأنظمة الاتصالات ستكون في خطر. لذلك فإن وجود مصدر جيد للأرقام العشوائية له أهمية حاسمة. الاستخدام الأكثر شيوعًا للخوارزميات أو العمليات الفيزيائية هو إنشاء أرقام عشوائية. باستخدام الخوارزميات، إذا عرفنا المعلمات المستخدمة كقيم أولية، فمن الممكن غالبًا التنبؤ بالنتيجة. مع العمليات الفيزيائية، يلزم فهم مفصل للفيزياء الأساسية للنظام. يكفي أن تهرب منك أو تتسلل هذه التفاصيل، وسرعان ما سيستغل القرصان هذه الثغرة. تاريخ الكريبتوغرافي، علم فك الشفرات، مليء بأمثلة لمولدات الأرقام العشوائية من كلا النوعين التي تم كسرها.

إن فيزياء الكموم نعمة لهذه التطبيقات. فمن الممكن "استخلاص" الفرصة الكامنة في العمليات الكمومية من أجل إنتاج أرقام عشوائية حقيقية. يمكننا تحويل الارتباطات المقاسة في اختبار بيل بدون ثغرة إلى سلسلة من الأرقام العشوائية. في عام 2018، استخدم فريق NIST أجهزتهم لإنتاج 1024 بتًا عشوائيًا حقًا من 10 دقائق من البيانات التجريبية. يضمن انتهاك بيل لعدم المساواة أن سلسلة البت عشوائية.

من الممكن تحديد مدى قوة النظام: هناك احتمال واحد من كل 1 تريليون أن سلسلة بت NIST ليست عشوائية تمامًا. وبالمقارنة، قد يستغرق مولد الأرقام العشوائية التقليدية عدة مئات الآلاف من السنين للحصول على بيانات كافية لضمان مثل هذه الجودة من العشوائية. يعمل الباحثون الآن على تطوير أداة عامة: سيكون المولد بمثابة مصدر مرجعي للأرقام العشوائية المؤرخة المرسلة عبر الإنترنت على فترات زمنية محددة لاستخدامها في تطبيقات الأمان.

بشكل عام، فإن التقنيات التي تم تطويرها في تجارب بيل فلاويس Bell Flawless من شأنها أن تجعل من الممكن نشر أنواع جديدة من شبكات الاتصال مثل اختراع إنترنت المستقبل. مثل هذه الشبكات، التي تشكل ما يُطلق عليه غالبًا "الإنترنت الكمومي"، من شأنها أن تؤدي مهامًا تتجاوز قدرات الشبكات التقليدية. سيضمن الإنترنت الكمومي اتصالات آمنة ومزامنة الساعات والعديد من المهام الحساسة الأخرى.

مثل هذه المشاريع تقوم على التشابك الكمومي وجودة الأجهزة، كما في التجارب المذكوره أعلاه. في عام 2017، أظهر فريق Delft طريقة لتحسين جودة الدورات المتشابكة، وفي عام 2018، قاموا بتحسين معدلات التشابك لديهم بثلاثة أوامر من حيث الحجم. بناءً على هذا التقدم، يعمل الباحثون على تطوير أول نسخة أولية من الإنترنت الكمومي والتي يجب نشرها في نهاية عام 2020 في عدد قليل من المدن في هولندا. لقد تركت هذه المنطقة الغامضة علماء الفيزياء في حيرة من أمرهم منذ ولادة نظرية الكموم قبل قرن من الزمان. لكن في السنوات الأخيرة، أجرى سايمون غروبلاشر وآخرون تجارب مع فريقه من جامعة Delft للتكنولوجيا في هولندا، يتمتع إيمون غروبلاشر Imon Groblacher بجنون العظمة. ولم يتوقف أبدًا عن الرغبة في تنمية إبداعاته! ويعلنها: "نحن نحاول إنشاء أشياء كبيرة وكبيرة جدًا." لا يزال يتعين علينا الاتفاق على المصطلح ... لأن أحد أعماله لا يتجاوز طوله بضعة ميكرومترات - بالكاد يزيد عن بكتيريا - وسمكه 250 نانومتر، أو واحد على ألف من السمك. من ورقة. وبالنسبة لهذا الفيزيائي، تعني كلمة "كبير جدًا" "1 ملم × 1 ملليمتر". بالكاد مرئي للعين المجردة! من خلال العمل على هذا المقياس، يأمل هذا العالم في الإجابة عن سؤال غير عادي: هل يمكن العثور على جسم مجهري في مكانين في نفس الوقت؟ هذا الجواب هو في الواقع المعيار للذرات والفوتونات وجميع الجسيمات الأخرى. أكثر من ذلك، في هذا العالم اللامتناهي في أصغر، هذا العالم حيث تسود فيزياء الكموم، يتحدى الواقع الفطرة السليمة: الجسيمات ليس لها موقع ثابت أو طاقة وليس لها أي خصائص محددة - على الأقل طالما أن الشخص لا تراعيهم انتباهاً. توجد في وقت واحد في العديد من الحالات المتراكبة. لكن لأسباب لا تزال غير واضحة إذا أخذناها، فإن الحقيقة التي ندركها مختلفة. يبدو عالمنا بلا ريب غير كمومي. الأشياء الكبيرة - أي من حجم الفيروس - تظهر دائمًا في مكان واحد. اللغز كله موجود: أي جسم يتكون من مادة وطاقة يخضع لقوانين الكموم، فلماذا لا نختبر شاشة geté الكمومية؟ بمعنى آخر، أين ينتهي العالم الكمي وأين يبدأ العالم الكلاسيكي؟ هل هناك فجوة بين الاثنين، عتبة تتوقف عندها التأثيرات الكمومية عن الظهور؟ أم أننا عميان عن ميكانيكا الكموم التي تسود على جميع المستويات؟ قبل ثمانين عامًا، عندما ظهرت نظرية الكموم لأول مرة، تحسر المتشككون على تناقضها الواضح مع قرون من الحدس الفيزيائي. ومنذ ذلك الوقت فصاعدا، أربع تجارب وجهت الضربة القاضية لهذا الحدس؛ ولكن في الوقت نفسه، فتحت هذه النتائج الباب لتسخير الطبيعة بطريقة لم يتوقعها آينشتاين ولا بيل. الثورة الصامتة التي بدأها جون بيل تسير الآن على قدم وساق. في الواقع، "نتجاهل الطبيعة الحقيقية للمادة التمايز والاختلاف بين العالمين الجزئي والكلي"، كما يعترف أنجيلو باسي، الباحث في الفيزياء النظرية بجامعة تريست بإيطاليا. المعضلة تكمن في أن كل شيء يتغير أثناء القياس. عند هذه النقطة، تظهر الخصائص الملموسة، كما لو تم استحضارها بمحاولة بسيطة لمراقبتها. لا تفسر النظرية هذا التحول، ولا لهذا الأمر سبب ظهور إمكانية واحدة فقط بدلاً من واحدة من العديد من الاحتمالات الأخرى. تصف ميكانيكا الكموم ما يمكن أن يحدث عندما تأخذ القياس، لكن ليس ما سيحدث. بمعنى آخر، لا توفر النظرية آلية تشرح الانتقال من المحتمل إلى المثبت. من أجل "حدوث الأشياء" في ميكانيكا الكموم، يعتبر أحد مؤسسي النظرية أنه من الضروري وجود خطأ ميتافيزيقي. في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، صاغ فيرنر هايزنبيرغ فكرة أن القياس "يقلل من الحزمة الموجية" للجسيم وغيرها العديد من القضايا المحتملة. أحداث حساسة للغاية يمكن أن تكشف أسرار الانتقال من الحياة الكمومية إلى الحياة اليومية. لا أحد يعرف ما إذا كانت هذه الجهود ستؤتي ثمارها، ولكن هناك أمر واحد مؤكد: من خلال التحقيق في الخطوط العريضة غير الواضحة للعالم الكمومي، قد يكتشف الباحثون مجالًا جديدًا بالكامل للفيزياء. إن مفارقات المقاييس هذه لا تفي بالغرض.

ومن التداعيات  الجانبية للتطور الكمومي إن ميكانيكا الكموم تقوم بتعديل تدفق الزمن: تعترف فيزياء الكموم بوجود عدة تدفقات زمنية لنفس الجسم. في نظرية النسبية لأينشتاين، لا يتدفق وقت الأجسام التي تتحرك بسرعات مختلفة بنفس المعدل. في ميكانيكا الكموم الكوانتوم، يمكن العثور على نفس الجسم في عدة حالات متميزة. الخلاصة: يمكن أن يكون لنفس الجسم عدة مرات مميزة. وهذه من الغرائب التي تعصف الذهن البشري.

كانت نتيجة هذه الدراسة التي أجراها باحثان أمريكيان مثيرة للإعجاب خاصةً لأنها تتعلق بالزمن، بتوسعها أو تقلصها، وتوضح أن نفس الجسم المادي يمكنه أن يتبع دفقين من الوزمن ... في نفس الوقت - في هذا المستوى، تصبح الكلمات في اللغة اليومية فخاخًا.

لكن الدراسة هي أيضًا وقبل كل شيء خطوة مهمة للفيزيائيين الذين ربطوا حرفيًا لعقود، باستخدام الأوتار والحلقات، للبحث عن نظرية أساسية جديدة تدمج ميكانيكا الكموم مع نسبية أينشتاين، للوصول إلى نظرية "الجاذبية الكمومية" التي ينتظرها الجميع ولكن لا أحد يعرفها بعد.

في الجوهر، أظهر الباحثون أن تأثير تمدد (أو تقلص) الزمن، الذي اكتشفه أينشتاين في وقت مبكر من عام 1905 بنسبية خاصة وأصبح أساسيًا مع النسبية العامة في عام 1915، ممزوجًا بمبدأ التراكب المؤسس لميكانيكا الكموم، يؤدي إلى الاستنتاج الغريب التالي:

نفس النظام الكمومي (جسيم أو غيره) في حالة متراكبة من سرعتين مختلفتين يعيش "في وقت واحد" على تدفقين من الزمن بإيقاعات مميزة. قبل كل شيء، يقترح الباحثون تجربة لإثبات هذه الحقيقة، ويطرحون أيضًا معادلة أساسية جديدة، غير معروفة حتى الآن.

نظريتان، معادلة واحدة:

لنستأنف بهدوء. جسمان يتحركان بسرعات مختلفة يريان أن زمنهما يمر بمعدلات مختلفة. وإذا جعل أحد الأجسام سرعته تتطور لتساوي سرعة الآخر (عن طريق التسارع أو التباطؤ)، فلن تكون هذه الأجسام قد عاشت نفس الفترة الزمنية. يُعرف هذا التأثير، الذي ينبع من نظرية النسبية، باسم "المفارقة المزدوجة": إذا كان الجسمان توأمين، فسيحصل المرء على تفاوت زمني ملحوظ وملموس بين الجسمين التوأمين اللذين تفرق بينهما سرعة التنقل.

وحدة قياس معيارية ، للحجم الكمومي :

GAUTIER VIROL HÉRAULT، HONEYWELL، IBM، QUANTUM، START UP وغيرها من الشركات تتسابق في تصميم  الكومبيوتر الكمومي العملاق الذي سيغير وجه عالم الاتصالات والحوسبة

وبعدالتدقيق في  إدعاءات هانيويل وآي بي إم ، الأمر متروك الآن لشركة IonQ للمطالبة بلقب مبتكر "أقوى كمبيوتر كمومي في العالم". مع حجم كمومي يبلغ 4 ملايين، فإن الشركة الأمريكية الناشئة تفوق بكثير آلة هانيويل الأقوى، والتي تم الكشف عنها في 29 أكتوبر والتي تحتوي على واحدة من 128. ولكن استخدام وحدة القياس هذه موضع جدل. لأنها وحدة قياس تحطيم الأرقام القياسية، فحجم الكموم بات موضع نقاش، وإن أقوى كمبيوتر كمومي لشركة IBM له حجم كمومي يبلغ 64.

السجلات تمطر في عالم الحوسبة الكمومية. مع مرور الأشهر، تتبع أجهزة الكمبيوتر "الأقوى في السوق" بعضها البعض. تقوم IBM وHoneywell، على وجه الخصوص، بنشر تقدمهما بانتظام، مما يشير إلى الحجم الكمي المتطور لأجهزتهما. آخر إعلان: في 29 أكتوبر، أعلنت شركة Honeywell أنها وصلت إلى حجم كمي قدره 128، مقابل 64 سابقًا. بالكاد بعد شهر من إعلان الشركة الأمريكية الناشئة IonQ عن حجم كمومي قدره ... 4 ملايين، دون تحديد كيف حققت ذلك.

تم تقديم وحدة القياس هذه، التي قدمتها شركة IBM في عام 2017 لتقييم قوة الكمبيوتر الكمومي، من قبل البعض على أنها المعيار الذهبي في سباق الحوسبة الكمومية. ومع ذلك، يتجنبها الآخرون، بما في ذلك Google، التي لا تستخدمها أبدًا في اتصالاتها. تم تقديم الحجم الكمومي على أنه سطحي للغاية من قبل العديد من الخبراء، مثل أستاذ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سكوت آرونسون ، سيكون ذا أهمية علمية محدودة.

 

 

جواد بشارةأو حكايات الكوانتوم الغريبة 5

ترجمة وإعداد د. جواد بشارة

كانت هناك عدة تفسيرات ومقاربات متنوعة لميكانيكا الكموم وبالأخص مسألة القياس التي تؤدي إلى انهيار دالة الموجة التي تضمنتها معادلة شرودنغر وكانت تعرف بحالة القياس الكمومي. فهل تعتمد نتيجة هذا القياس على الراصد أم أنه مستقل تمامًا عن عملية القياس؟ بمعنى آخر، هل هناك حقيقة ذاتية أم حقيقة موضوعية؟ في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة Symmetry، أظهر اثنان من علماء الفيزياء الفنلنديين أنه لا يوجد تأثير للمراقب على القياس، وبالتالي فهما يفضلان  وجود واقع موضوعي مستقل تمامًا عن الراصد وعن عملية القياس. ظهرت ميكانيكا الكموم لأول مرة في عشرينيات القرن الماضي ومنذ ذلك الحين اختلف العلماء حول أفضل طريقة لتفسيرها. تدعي العديد من التفسيرات، بما في ذلك تفسير كوبنهاغن الذي قدمه نيلز بور وفيرنر هايزنبرغ، وعلى وجه الخصوص، تفسير فون نيومان-فيغنر، أن وعي الشخص الذي يقوم بعملية القياس يؤثر على نتائجه التي يتوصل إليها. من ناحية أخرى، اعتقد كارل بوبر وألبرت أينشتاين أن هناك حقيقة موضوعية مستقلة.

سلط إروين شرودنغر الضوء على التجربة الفكرية الشهيرة التي تنطوي على مصير قطة مسجونة داخل علبة يمكن أن يتسرب منها غاز سام يقتل القطة ولا أحد يعرف مصيرها طالما بقيت العلبة مغلقة وبالتالي فالقطة هي حية وميتة في نفس الوقت واشتهرت التجربة بقطة شرودنغر، والتي تهدف إلى وصف عيوب ميكانيكا الكموم. في مقالهما الأخير، قام يوسي لندغرن و يوكا ليوكونين Jussi Lindgren و Jukka Liukkonen، اللذان يدرسان ميكانيكا الكموم في أوقات فراغهما، بدراسة مبدأ اللادقة أوعدم اليقين الذي طوره هايزنبرغ Heisenberg في عام 1927. وفقًا للتفسير التقليدي للمبدأ، فإن الموقع والسرعة أو الموقف والزخم لا يمكن تحديدهما بدقة في آن واحد بدرجة مضبوطة، لأن الشخص الذي يقوم بالقياس يؤثر دائمًا على القيم والنتائج الناجمة عن عملية القياس.

1965 الكوانتم

ومع ذلك، في دراستهما، استنتج العالمان أن العلاقة بين الموضع والزخم، ثابتة. بمعنى آخر، الواقع هو شيء لا يعتمد على الشخص الذي يقيسه. استخدم الباحثان التحسين العشوائي الديناميكي في دراستهما. في الإطار المرجعي لنظريتهم، يعد مبدأ عدم اليقين لهايزنبرغ مظهرًا من مظاهر التوازن الديناميكي الحراري، حيث لا تختفي ارتباطات المتغيرات العشوائية. وبهذا الصدد صرح يوسي لندغرن: "تشير النتائج إلى أنه لا يوجد سبب منطقي لاعتماد النتائج على الشخص الذي يقوم بالقياس. وفقًا لدراستنا، لا يوجد ما يشير إلى أن وعي الشخص سيتداخل مع النتائج أو يخلق نتيجة أو حقيقة معينة. التفسير موضوعي وواقعي، وفي نفس الوقت بسيط قدر الإمكان". ويضيف: "نحن نحب الوضوح ونفضل القضاء على أي تصوف". يدعم هذا التفسير تفسيرات ميكانيكا الكموم بناءً على المبادئ العلمية الكلاسيكية.

لم يكن الفيزيائيان الفنلنديان يوسي لندغرين ويوكا ليوكونين في محاولتهما الأولى. ففي العام الماضي نشرا بحثًا آخر، استخدما فيه الرياضيات ببراعة مرة أخرى للتعامل مع ميكانيكا الكموم.

نشر الباحثان ورقة عملهما الأخيرة في ديسمبر 2019، والتي اعتمدت أيضًا على التحليل الرياضياتي كأداة لشرح ميكانيكا الكموم. كانت الطريقة التي استخدموها هي نظرية التحكم الأمثل العشوائية، والتي تم استغلالها لحل تحديات مثل كيفية إرسال صاروخ من الأرض إلى القمر.

الحوسبة الكمومية:

بعد شفرة أوكام، قانون ويليام أوف أوكام في الركون إلى البساطة، اختار الباحثون الآن أبسط تفسير من بين تلك التي تعمل. " ليس مستقبل الحوسبة في عالم الكموم. باستخدام خصائص ميكانيكا الكموم، يأمل العلماء في إجراء حسابات لا تصدق بسرعات لا يمكن أن يضاهيها أقوى كمبيوتر عملاق.

لا يزال الطريق طويلاً للوصول إلى جهاز كمبيوتر كمومي يعمل، لكن الباحثين في جميع أنحاء العالم حريصون على فهم أفضل السبل لاستخدام هذه الأجهزة. السؤال الرئيسي الذي يتم استكشافه هو كيف سيكون شكل "الإنترنت الكمومي"؟ قد يأتي الجواب بفضل بلورات الزمن.

بلورات الزمن هي اكتشاف حديث. تمامًا مثل البلورة العادية، فهي مصنوعة من جزيئات في نمط يتكرر في الفضاء، فإن هذه الكائنات مصنوعة من جزيئات تتكرر ترتيباتها بشكل دوري في الوقت المناسب. إنها غرابة في الفيزياء وليست طريقة لتشغيل آلات الزمن.

كما ورد في مجلة العلوم المتقدمة Science Advances، طرح باحثون من المعهد الوطني للمعلوماتية في اليابان، استخدامًا جديدًا لبلورات الزمن. يمكن استخدام تحليل التفاعل في بلورة زمن الانصهار لمحاكاة سلوك شبكة الكموم المعقدة، وهو أمر لا يمكننا فعله مع أجهزة الكمبيوتر الحالية.

وقالت الباحثة الأولى مارتا إستاريلاس في بيان: "في العالم الكلاسيكي، سيكون هذا مستحيلًا لأنه يتطلب قدرًا هائلاً من موارد الحوسبة". "نحن لا نقدم فقط طريقة جديدة لتمثيل وفهم العمليات الكمومية فحسب، ولكن أيضًا طريقة مختلفة للنظر إلى أجهزة الكمبيوتر الكمومية."

أوضح المؤلف المشارك البروفيسور كاي نيموتو: "هل يمكننا استخدام تمثيل الشبكة وأدواتها لفهم الأنظمة الكمومية المعقدة وظواهرها، وكذلك تحديد التطبيقات؟ في هذا العمل، نظهر أن الإجابة هي نعم".

يخطط الفريق لاختبار هذه الأفكار على بلورات زمن الانصهار الحقيقي ثم استخدامها لاستكشاف خصائص أنظمة الكموم المختلفة. تستخدم أجهزة الكمبيوتر الكمومية الكيوبايتات، وهي النسخة الكمومية من 0/1 بت الكلاسيكية في الأجهزة الرقمية الحالية. يمكن للمعالج الذي يحتوي على عدد قليل من الكيوبايتات أن يتفوق على الأجهزة الحالية. يمكن أن يوفر استخدام بلورات الزمن رؤى حول أفضل طريقة لاستخدام هذه الكيوبايتات.

الجاذبية الكمية:

فهم كيفية التوفيق بين قوة الجاذبية وفيزياء الكموم، حيث يحاول العديد من فرق الفيزيائيين تصميم وإجراء تجارب قادرة على قياس مجالات الجاذبية أو الثقالة بدقة متناهية لاكتشاف السلوك الكمومي. وبالتالي يأملون في رؤية الجسيمات في تكوينات من التراكب الكمومي لموضعين في حالة تشابك تأثيراتها المختلفة.

الخطوة ألأولية كانت لقياس مجال الجاذبية في التجربة التي اقترحها الفيزيائي ماركوس أسبيلماير، وملخص الفكرة هو وضع كرة في حالة تراكب لموقعين مكانيين متزامنين مختلفين ومعرفة ما إذا كان مجال الجاذبية المرتبط بهذه الكتلة ينقسم أيضًا إلى قسمين. لملاحظة هذه التأثيرات، تحتاج أولاً إلى جهاز قادر على قياس المجال بدقة لمعرفة جاذبية الأجسام الصغيرة (هنا كرات ذهبية). في هذه التجربة، يتسبب مغناطيس كهربي مقترن بنابض في اهتزاز كرة. وبواسطة قوة الجاذبية وحدها، يجب أن تتذبذب الكرة الثانية، المستندة على دعامة دقيقة (ناتئ) مماثلة لتلك المستخدمة في مجاهر القوة الذرية. يأمل الفيزيائيون في قياس هذا التأثير الصغير.

تجربة ماركوس أسبلماير:

سيضع الفريق كرة (أرجوانية) في حالة تراكب من موضعين بفضل الليزر، وسيكون مجال الجاذبية لهذا الكرة أيضًا في حالة تراكب وسيكون له توزيعان مكانيان. كيف ستتفاعل كرة الاختبار (الخضراء) مع هذا المجال؟ التفاعل يمكن أن يدمر تراكب الحالات، والتي من شأنها أن تكون علامة على الطبيعة الكلاسيكية للقوة الثقالية، أو يمكن أن يستمر التراكب ويؤدي إلى نظام متشابك من الكرتين، مما يؤكد الطبيعة الكمومية لقوة الجاذبية. إن قراءات فيزياء الكموم كما هي يعني محاولة تفسير فيزياء الكم على غرار أفكار أينشتاين. على وجه الخصوص، لا توجد طريقة لتكملة فيزياء الكم من حيث المتغيرات المخفية المحلية.

كانت هذه النتيجة تقدمًا كبيرًا في فهم فيزياء الكم. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من الصعوبات المفاهيمية التي يواصل الفيزيائيون والفلاسفة استكشافها. بالنسبة للبعض، فإن فيزياء الكموم، كما فسرتها مدرسة كوبنهاغن، ليست نظرية فيزيائية بقدر ما هي مجموعة فعالة من "الوصفات" لحساب نتائج القياسات. ولكن، كما أشار جون بيل بالفعل، هذه المجموعة من الوصفات تمثل مشكلة بحد ذاتها. لماذا يلعب المراقب مثل هذا الدور المهم؟ لماذا يتسبب فعل القياس في انهيار الدالة الموجية إلى أحد مكوناتها؟ أو مرة أخرى، لماذا لا يُظهر النظام العياني أبدًا تراكبًا للحالات؟

لعدة عقود، حاول الفيزيائيون تجاوز تفسير كوبنهاغن للتعامل مع هذه الصعوبات. من خلال استكشاف عدة طرق. دعونا نستحضر الاتجاهات الأربعة الرئيسية التي تم استكشافها لحل الصعوبات المفاهيمية لفيزياء الكموم. يتبنى النهج الأول مبدأ المتغيرات الخفية principe des variations cachées، أي فكرة أن فيزياء الكموم غير مكتملة وأن هناك متغيرات من المستحيل قياسها من الناحية الهيكلية. لكي تتوافق مع ظاهرة التشابك (وبالتالي مع تجارب ألان آسبيه Alain Aspect)، يجب أن تكون ديناميكيات هذه المتغيرات بالطبع غير محلية.

 أفضل النظريات ذات المتغيرات المخفية هي نظرية برولي - بوم Broglie-Bohm، التي اقترحها لأول مرة الفيزيائي الفرنسي لويس دي برولي في عام 1927 تحت اسم نظرية الموجة التجريبية، بناءً على مبدأ ازدواجية الموجة. وهي الأطروحة التي أعلنها قبل بضع سنوات على شكل نظرية. ثم تم تحديدها عام 1952 من قبل الأمريكي ديفيد بوم. في هذا السياق، يتم وصف كل جسيم من خلال موقعه في الفضاء والموجة المرتبطة به، وهو المتغير الخفي الذي يوجه حركة الجسيم. في هذه النظرية الواقعية بالمعنى الذي يقصده أينشتاين، يكون التطور مستمر دون انهيار الدالة الموجية. إذن، اللاحتمية الكمومية هي ببساطة مظهر من مظاهر جهلنا بالمتغيرات الخفية.

المسار الثاني والجريء بشكل خاص هو تفسير العوالم المتعددة، والذي يعتمد على الأفكار التي نشرها الفيزيائي الأمريكي هيوغ إيفريت عام 1956. مع كل عملية قياس، تتحقق كل التوقعات الممكنة الحدوث، لكن في عوالم مختلفة. لذلك لن يكون هناك أي انهيار للدالة الموجية. سيكون الواقع أكبر بكثير مما يمكننا الوصول إليه. ستكون اللاحتمية مظهرًا من مظاهر جهلنا بموقعنا في هذا الواقع الموسع: كل تنبؤات النظرية ستتحقق، لكننا سنحتل "فرعًا" معينًا من الواقع، بحيث نرى واحدًا فقط من النتائج بين كل هؤلاء بداهة ممكنة.

الاحتمال الثالث هو أن فيزياء الكموم ليست متماسكة في حد ذاتها، لأنها ستكون مجرد تقريب لنظرية أكثر أساسية مع ديناميكيات معقدة وغير خطية لم نلاحظها بشكل مباشر بعد. يمكن تحقيق هذه الديناميكية بطرق مختلفة. على سبيل المثال، اقترح العلماء جيانكارلو غيراردي وألبرتو ريميني وتوليو ويبر في عام 1986 ما يسمى بآلية "الاختزال الديناميكي" التي تتسبب بشكل عشوائي في انهيار وظيفة الموجة. بالنسبة لجسيم فردي، فإن انهيار دالة الموجة سيكون حدث نادر جدًا، والذي سيظهر بالنسبة لجسيم فردي، على شكل انهيار وظيفة الموجة ويكون حدثًا نادرًا جدًا، يحدث في المتوسط مرة واحدة كل مليار سنة. ولكن على جسم مجهري يحتوي على ترتيب 1023 جسيمًا، غالبًا ما ينهار التكوين، بحيث تظهر حالة غير متراكبة.

الاحتمال الرابع، أخيرًا، هو الأعز على أحد العلماء (كارلو روفيلي)، الذي اقترحه في عام 1994. الفكرة هي أن نأخذ فيزياء الكموم كما هي، أي. - قل بدون إضافة متغيرات خفية ودون استدعاء عوالم متعددة أو ديناميكية غير ملحوظة. سوف تتولد الجوانب المتناقضة ظاهريًا للنظرية من حقيقة أن المرء ينسى أن يأخذ في الاعتبار الطابع النسبي لجميع الكميات الفيزيائية التي تصف النظام. يتم تعريفها دائمًا بالنسبة إلى نظام مادي آخر (بنفس الطريقة التي يتم بها تحديد سرعة الكائن فقط بالنسبة إلى كائن آخر). هذا التفسير لفيزياء الكموم، المسمى "التفسير العلائقي" interprétation relationnelle، يقوم على النسبية الخاصة. وبالتالي، إذا كان النظام بالنسبة للمراقب في حالة واحدة بعد انهيار دالة الموجة، فقد يظل في حالة تراكب لحالات لمراقب آخر. فالحالات لا تصف النظام المرصود نفسه، بل تصف العلاقة بين النظام والمراقب.

هذه السبل الأربعة لفهم أفضل لفيزياء الكموم جميعها لها تكلفة تصورية عالية، ومع ذلك: يتطلب كل منها التخلي عن شيء ليس من السهل التخلي عنه. تواجه نظرية Broglie-Bohm بعض الصعوبات عندما نريد ربطها بالنظرية النسبية الخاصة وتتطلب قبول أن جزءًا من الواقع غير قابل للرصد من حيث المبدأ.

تطلب فرضية العوالم المتعددة تخيل أنه سيكون هناك عدد لا نهائي من طبقات أو صور الواقع لا يمكن الوصول إليها، ناهيك عن أنه ليس من السهل ربط هذه العوالم المتعددة بتجربتنا. تتضمن نظريات الاختزال الديناميكي ظاهرة الانهيار التلقائي لوظيفة الموجة التي لم يتم ملاحظتها في التجارب. يمنعنا التفسير العلائقي من وصف العالم المادي ككل: يمكننا فقط وصف جزء واحد من العالم بالنسبة إلى جزء آخر.

اختبار الجاذبية الكمومية:

غالبًا ما تكون المناقشات بين المنظرين الذين يدافعون عن أحد هذه الطرق (أو غيرها) متحركة للغاية. ومع ذلك، كما نصح العالم الفيزيائي الأمريكي ريتشارد فاينمان: "القوانين الأكثر عمومية للفيزياء غالبًا ما تقبل بصياغات وتفسيرات مختلفة جدًا. لكن المنظّر الجيد يجب أن يعرف كيفية استخدامها جميعًا، لأنه لا أحد يعرف أيها سيكون الأكثر فعالية ". ربما يكون هذا الموقف هو الأكثر استحسانًا فيما يتعلق بالصعوبات المفاهيمية لفيزياء الكموم. يمكن فقط لبقية القصة أن تخبرنا أي التفاسير هو الأكثر فعالية وفائدة في نهاية المطاف. وكلما كان مجالًا للدراسة يسمح باختبار التفسيرات المختلفة لفيزياء الكموم. إنها النظرية التي تهدف إلى بناء نظرية كمومية للجاذبية أو الثقالة.

في القرن العشرين، سرعان ما أصبح الباحثون يدركون على النحو الواجب أنه من الصعب التوفيق بين الدعامتين العظيمتين في الفيزياء، فيزياء الكموم والنسبية العامة. في حين أنه من الممكن بالفعل في معظم الحالات النظر في واحدة فقط من هذه النظريات، فإن عدم وجود نظرية كمومية للثقالة أو للجاذبية يمنعنا من فهم بعض الظواهر الحقيقية، على سبيل المثال ما يحدث في القلب الثقوب السوداء أو في بداية الكون.

أكثر السبل الواعدة لتطوير نظرية "الجاذبية الكمومية" هما نظرية الأوتار ونظرية الجاذبية الكمومية الحلقية. إذا كانت الأولى تشير إلى أن الجسيمات ليست نقطية، بل سلاسل من الأوتار مادون المجهرية التي تهتز وتتذبذب، فإن الثانية تفترض أن الزمكان نفسه يخضع لجميع الظواهر النموذجية لفيزياء الكموم، ونتيجة لذلك، على وجه الخصوص، لن يكون الفضاء مستمرًا، بل متقطعًا: تصبح المساحات والأحجام كميات كمومية، والتي لا يمكن أن تكون صغيرة بشكل تعسفي. لقد خضعت هذه النظريات لتطور كبير بحيث تمتد التطورات أحيانًا إلى ما وراء السؤال الوحيد عن الجاذبية الكمومية، مع تداعيات كثيرة أخرى، على سبيل المثال، في الرياضيات أو فيزياء المادة المكثفة. فحتى لفترة ما قبل عشر سنوات، اعتقد العلماء أن ظاهرة الجاذبية الكمومية كانت بعيدة عن متناول التجارب، لذا كان من المستحيل الحصول على أدنى دليل تجريبي يسمح لنا بمعرفة الكثير عن الطبيعة الحقيقية للجاذبية الكمومية. ومع ذلك، كان هذا الانطباع خاطئًا جزئيًا، كما أظهرت العديد من التجارب والملاحظات الحديثة.

في LHC (مصادم الهادرونات الكبير)، في CERN، يسرّع الفيزيائيون البروتونات إلى سرعات قريبة من سرعة الضوء لجعلها تتصادم وجهاً لوجه، وبالتالي تنتج تصادمات عالية الطاقة تنبثق منها عناقيد ضخمة ذات عمر قصير جدا. هذه هي الطريقة التي أكدوا بها وجود بوزون هيغز في عام 2012، وهو الجزء المفقود سابقًا من النموذج القياسي أو المعياري لفيزياء الجسيمات. تم تطوير هذا النموذج منذ الستينيات، وهو الذي يصف الجسيمات الأساسية الأولية للمادة.

مثال في قياس سرعة الأشعة الكونية. كانت النتائج واضحة: لم يتم العثور على أي مؤشر على كسر ثابت لورنتز فحسب، بل تم تأكيده حتى على مقاييس طاقة أكبر من تلك المميزة للجاذبية الكمومية. ومن ثم فإن الجاذبية وفئة النماذج التي تتنبأ بحدوث انقطاع في ثابت لورنتز تواجه صعوبة.

منذ عام 2015، تم فتح نافذة جديدة لمراقبة الكون. كان اكتشاف تعاون مختبري Ligo و Virgo لموجات الجاذبية، اهتزازات الزمكان، تأكيدًا مذهلاً للنسبية العامة. لكنها فعلت أكثرمن ذلك. ففي عام 2017، تم الكشف المتزامن عن موجات الجاذبية والموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن اندماج نجمين. كما أظهرت النيوترونات أن هذين النوعين من الموجات ينتشران بنفس السرعة (بهامش خطأ صغير جدًا).

بعض الأسئلة النظرية:

الأوتار والتناظر الفائق: كان جزء كبير من المجتمع العلمي مقتنعًا، استنادًا إلى الحجج النظرية، أنه من الممكن توسيع النموذج القياسي بطريقة بسيطة جدًا وطبيعية بفضل التناظر الفائق (تناظر افتراضي بين جسيمات ذات سبين spin -الدوران أو البرم المغزلي حول المحور الذاتي - بعدد صحيح، وجسيمات تدور بسبين نصف عدد صحيح). يشير هذا الامتداد للنموذج القياسي إلى وجود جسيمات جديدة يُعتقد أنها قادرة على الإنتاج والمراقبة في LHC. بالإضافة إلى ذلك، تستند نظرية الأوتار على التناظر الفائق وكان اكتشاف التناظر الفائق في المصادم LHC مؤشرًا مثيرًا للاهتمام لصالح هذه النظرية. ومع ذلك، لم يكن مثل هذا الكشف قد حدث ولكن بالفعل، تم استبعاد أكثر السيناريوهات في فائق التناظر الطبيعي. لذلك، فإن غياب التناظر الفائق في LHC ليس خبرا تجريبيا جيدا لنظرية الأوتار.

نظرية الأوتار والجاذبية الكمومية:

حلقات التجزئة ليست هي السبل الوحيدة للجاذبية الكمومية. تم استغلال البعض الآخر وواجهوا أحيانًا صعوبة كبيرة بسبب التجربة. على سبيل المثال، في عام 2009، اقترح بيتر هوفافا، من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، نموذجًا للجاذبية الكمومية يكسر ثابت لورنتز، وهو التناظر الرياضياتي الذي من خلاله يؤدي عدم وجود مرجعية مميزة في نتائج النسبية. ضبط النفس. بدافع من هذه التكهنات، بحث علماء الفلك عن علامات كسر ثبات لورنتز في الكون، من أجل سرعة الكون المتسارعة. هذه الديناميكية موصوفة بشكل جيد من خلال معادلات النسبية العامة عندما تحتوي على ثابت، "الثابت الكوني"، والذي يأخذ في هذه الحالة قيمة موجبة. لكن في نظرية الأوتار، هذا الثابت هو بشكل طبيعي سلبي، على عكس الملاحظات. توجد محاولات لتكييف نظرية الأوتار مع ثابت كوني إيجابي، لكنها تظل مثيرة للجدل للغاية. التجارب التي تقرر بشكل نهائي ذلك نادرة في العلوم: بشكل عام، تكتسب الفرضيات أو تفقد مصداقيتها وفقًا لتراكم إمكانيات التحقق من القرائن أم لا. حقيقة أن الثابت الكوني هو إشارة معاكسة لما أشارت إليه نظرية الأوتار يضعف الثقة التي يمكن أن يتمتع بها المرء في هذا المسار.

هذه الأمثلة المختلفة للنتائج الرصدية والتجريبية جعلتنا نتقدم فيما يمكن أن تكون عليه الجاذبية الكمومية.

وهكذا، كان على المتخصصين في نظرية الأوتار الذين اعتقدوا في ثمانينيات القرن الماضي أنهم سيحلون مشكلة الجاذبية الكمومية أن يعيدوا النظر في أهدافهم بسرعة.

كان نهج الجاذبية الكمومية الحلقية أقل اهتزازًا بهذه البيانات الحديثة. ومع ذلك، هناك عدد أقل من الباحثين الذين يعملون في هذا المسار ولا يزال يتعين بذل جهد كبير للحصول على تنبؤات كمية يمكن مقارنتها بالتجارب.

رؤية علمية تترسخ:

هناك على وجه الخصوص، ظاهرتان جلبتا تركيز الكثير من انتباه علماء الفيزياء. أولاً، تشير النظرية إلى أن الانفجار العظيم كان من الممكن أن يكون "نعمة كبيرة"، وهي نتيجة حصل عليها في عام 2007 مارتن بوجوالد، الذي يعمل حاليًا في جامعة ولاية بنسلفانيا. وفقًا لهذه الفكرة، كان الكون في حالة تقلص، وينهار على نفسه. ولكن بسبب الطبيعة المنفصلة للفضاء، عندما يتم الوصول إلى كثافة حرجة، فإن الارتداد كان سيعكس الديناميكيات ويعيد الكون المتوسع. لذلك، لن يولد الكون من تفرد كثافة لانهائية.

وضعت النتيجة صعوبة في العديد من نظريات الجاذبية المعدلة، والتي تتنافس مع النسبية العامة. تم اقتراح هذه لشرح بعض الملاحظات مثل التوسع المتسارع للكون أو المادة المظلمة، لكنها غالبًا ما تتنبأ بأن سرعة هذين النوعين من الموجات يجب أن تكون مختلفة. مرة أخرى، تخبرنا الطبيعة أن بعض اتجاهات البحث كانت خاطئة. ومع ذلك، لمعرفة ذلك، لا يزال يتعين عليك استكشافها.

 

 

 

جواد بشارةأو حكايات الكوانتوم الغريبة 4

ترجمة وإعداد: د. جواد بشارة

ثورة الكموم تهيمن على الوسط العلمي للقرن الحادي والعشرين:

وهذه رحلة صغيرة إلى عالم الكوانتا. في عام 1905 ظهرت فيزياء جديدة من شأنها أن تحدث ثورة في طريقة وصف المادة وتفاعلاتها وهي: فيزياء الكموم. فُتحت معها الأبواب لعالم لا يطيع قوانين الفيزياء الكلاسيكية: ويغوص في عالم اللامتناهي في الصغر مع ذراته وجسيماته ما دون المجهرية.

أجبرت هذه الفيزياء الآباء المؤسسين، آينشتاين وبور وهايزنبرغ وشرودنغر على وجه الخصوص، على إعادة مناقشة الحتمية ومعايير الواقع للفيزياء الكلاسيكية، وكذلك الفصل التقليدي بين المراقب والجسم المرصود. لأول مرة في تاريخ العلم، تطلب أحد التخصصات القيام بجهد تفسيري حتى يتم فهمه وتطبيقه: ما نوع الواقع الذي تمثله الشكلانية الكمومية؟ اليوم، ما مقدار المصداقية التي يجب أن تُمنح للتفسيرات المختلفة المقترحة منذ العشرينيات؟

لا تفشل فيزياء الكموم في إثارة الفتنة والامتعاض والسخط أحيانًا. ومع ذلك، لا يزال مجهولاً، لماذا هي ضحية للصور النمطية: ولماذا يتم التذرع به لدعم هذه الظاهرة الغريبة، لكننا نتجاهل وصف مبادئها الأساسية. ما هي هذه المبادئ التي تجد تطبيقات رائعة أكثر من أي وقت مضى، من الليزر إلى التشفير الكمومي، بما في ذلك النقل الآني؟ من أين تأتي هذه الكفاءة المذهلة لفيزياء الكموم؟ من أساسياتها ثبت أن فيزياء الكم فعالة في وصف الظواهر والتنبؤ بنتائج التجارب ولكن ماذا تقول هذه الفيزياء حقًا عن العالم؟ دائمًا ما يطرح تفسيرها صعوبات ويتم استكشاف السبل المختلفة لحلها. هناك تحدٍ آخر يتمثل في بناء نظرية كمومية للجاذبية أو للثقالة قادرة على وصف اللحظات الأولى للكون وقلب الثقوب السوداء. لديها كفاءة غير معقولة في قلب التقنيات الحديثة. لكن على الرغم من خصوبتها المذهلة فإن تفسيرها يحافظ على بعض المناطق الرمادية الغامضة. في العشرينات من القرن الماضي، أربك سلوك الذرات والجسيمات العلماء. ولشرح بعض الظواهر، مثل إشعاع الجسم الأسود، قام العلماء بتطوير مفاهيم جديدة جذرية تقودهم إلى التفكير بشكل مختلف في المادة وتفاعلاتها. كان عقدًا من الفوران الإبداعي والعمل المكثف، كافياً لعدد قليل منهم لتأسيس واحدة من أجمل التركيبات الفكرية في كل العصور ألا وهي فيزياء الكموم. ومن ثم ميكانيك الكموم. سرعان ما لاقى هذا الإنجاز نجاحًا كبيرًا، بفضل تأكيد تنبؤاته التجريبية الدقيقة. واليوم هو موجود في كل مكان في حياتنا اليومية: في أجهزة الكمبيوتر لدينا، في هواتفنا، في شاشاتنا ...

ومع ذلك، وعلى الرغم من نجاحها الذي لا يمكن إنكاره، تظل فيزياء الكموم غامضة من نواحٍ عديدة، خاصةً لأن هذا الصرح النظري يتطلب عملًا في التفسير، وهو ما يواجه الفيزيائيون صعوبة أكبر في تنفيذه. يجب أن يقال إن نظرية الكم تطرح أسئلة غير مسبوقة ومذهلة: كيف نفهم شكليتها؟ هل هو بسيط

مجرد أداة للتنبؤ بنتائج التجربة؟ ما هي المكانة التي تمنحها الفرصة التي تتدخل في تحديد النتائج؟ هل يتيح لها ذلك الوصول إلى وصف لواقع العالم؟

إذا عانت فيزياء الكموم كثيرًا، فذلك لأنها خرجت من إطار تفسير الفيزياء الكلاسيكية. بالنسبة لأي نظام، تربط الفيزياء الكلاسيكية خصائص مناسبة للنظام (على سبيل المثال، مثل هذه الدراجة زرقاء وتعمل بسرعة 30 كيلومترًا في الساعة)، ولا تنسب دورًا أساسيًا لعملية القياس.، وهو فقط التسجيل المحايد والسلبي للكميات الموجودة بشكل موضوعي (الدراجة زرقاء، سواء نظرنا إليها أم لا).

لا يبدو أن فيزياء الكموم تشترك في مثل هذا "الالتزام الوجودي" القوي. أولاً، لا تمنح الجسيمات أي موضع أو مسار أو شكل محدد جيدًا. ثم وفوق كل شيء، تتخلى عن الاستفادة من فكرة، مهما كانت أولية، أن تنسب إلى الجسيمات حقيقة تكون مستقلة تمامًا عن وسائل ملاحظتها ومراقبتها أو رصدها. هل كانت هذه علامة على التخلي بشكل نهائي عن إطار التفسير الكلاسيكي؟ أو، على العكس من ذلك، أن هذا الجسم الجديد يفتقر إلى المكونات التي، إذا تم أخذها في الاعتبار، ستجعلها "تنسجم مع الخط السائد"؟

حول هذه الأسئلة، أصبح الفيزيائيان نيلز بور وألبرت أينشتاين صديقين بهدوء، لكن بحزم، على عكس بعضهما البعض. اعتبر بور أن فيزياء الكموم أجبرتنا على قلب النظريات التي تفسر العلاقة بيننا وبين ما ندعوه، "الواقع". اعتقد أينشتاين أنه من السابق لأوانه التوصل إلى مثل هذا الاستنتاج. لم يزعم مؤسس النسبية أبدًا أن فيزياء الكموم كانت نظرية خاطئة، ولكن، وفقًا له، لا ينبغي الحكم على النظرية الفيزيائية على أساس كفاءتها التشغيلية وحدها: يجب أيضًا أن تصور الهياكل اتساق حميم مع الواقع. ومع ذلك، في نظره، فإن فيزياء الكموم، على الرغم من نجاحاتها التجريبية المذهلة والتي لا جدال فيها ، لم تفعل ذلك بشكل مرضي للجميع.

في إطار نظرية الكموم، يتم وصف النظام المادي بواسطة كائن رياضياتي وهو، دالة الموجة. تتم كتابة هذا بشكل عام على أنه مجموع عدة وظائف تمثل كل منها حالة معينة، تتأثر بمعامل معين. ثم نواجه "تراكبًا" للحالات المحتملة، وهو وضع لا مثيل له في الفيزياء الكلاسيكية. تنص النظرية بعد ذلك على أنه بمعرفة دالة الموجة، لا يمكننا تحديد نتيجة القياس بشكل عام، ولكن فقط نحسب احتمالات الحصول على نتيجة معينة. ومن بين جميع النتائج المحتملة بشكل مسبق، يتم اختيار واحدة فقط، بشكل عشوائي، بواسطة عملية القياس. هذا الأخير يستلزم "تقليص الاحتمالات" الذي يحدث إن هذا الأخير يؤدي إلى "تقليص الاحتمالات" وهو الأمر الذي يتم بشكل مفاجئ وعشوائي. اعتقد أينشتاين فقط أنه من السابق لأوانه التوصل إلى مثل هذا الاستنتاج لأنها ليست مكتملة. والآن، وفقًا لأينشتاين، يجب على النظرية الفيزيائية الجيدة أن تقضي على الصدفة، وتلغيها، إن لم يكن من بنائها، فعلى الأقل من مبادئها. ثانيًا، تمسك أينشتاين بشكل ما من إدراك "الواقع"، فكرة العالم الواقعي الذي توجد أصغر أجزاء منه بشكل موضوعي، سواء لاحظناها أم لا، مشيرًا إلى أن هذا الواقع يتعرض للخطر من خلال فيزياء الكموم، فقد أراد إثبات وجود عناصر من

حقيقة أن هذه النظرية غير قادرة الإحاطة بماهية وحقيقة الواقع وبالتالي فهي غير مكتملة.

"هل كان الوصف الكمومي للواقع المادي مكتملاً؟" هو السؤال الذي أجاب عنه الباحثون الثلاثة بالنفي وهم ألبرت آينشتاين وناثان روزين وبوريس بودولسكي في مفارقة EPR. يعتمد منطقهم على ثلاث فرضيات. الأولى تنص على صحة تنبؤات فيزياء الكموم. لا شك أن أينشتاين وزملائه يعتبرون أن فيزياء الكموم هي نظرية إن لم تكن خاطئة، فهي ناقصة، فهم يشككون فقط في تماسكها الداخلي واعتبارها نظرية لا محلية.

الفرضية الثانية: لا تأثير يمكن أن ينتشر بسرعة أسرع من الضوء، وفقًا للنسبية الخاصة. والفرضية الثالثة هي أن العالم الحقيقي موجود بشكل موضوعي مستقل عن الملاحظة والرصد والمشاهدة والقياس. لذلك هم يعترضون على وصف قائم على الصدفة وليس وصف عالم موجود بشكل مستقل عن الملاحظة. وبالعكس من ذلك، كان بور نفسه يكره اعتبار أن هناك حقيقة موضوعية مستقلة عن جهاز القياس. ووفقًا له، فإن ما يمكن أن تدعي النظرية الفيزيائية وصفه هو مجرد ظواهر بما في ذلك في تعريفها السياق التجريبي الذي يجعلها ظاهرة. لذلك لم تكن فيزياء الكموم بحاجة إلى تعديل. إن خاصية المحلية localité هذه تنطوي ببساطة على أنه عندما يكون هناك حدثان بعيدان جدًا في الفضاء وقريبان جدًا من الوقت بحيث لا يتوفر للضوء الوقت لربطهما، فلا يمكن لأي من هذين الحدثين التأثير على الآخر؛ ثم تحدث "كل واحدة في ركن خاص بها" ، تمامًا كما لو أن الآخر لم يحدث. وإذا طبقنا معيار الموقع أو المحلية على الجسيمات، فهذا يعني أن كل واحدة تحمل معها، أي "محليًا"، الخصائص التي ستحدد نتائج القياسات.

أخيرًا، يشير المعيار الأخير، أي فرضية الواقع، إلى أنه إذا كان بإمكان المرء أن يتنبأ على وجه اليقين بقيمة الكمية المادية، فعندئذ يوجد عنصر من الواقع المادي يتوافق مع هذه الكمية. القيمة الناجمة ليست هلوسة أو هذيان ولا شبحاً وهناك عنصر من الواقع يتوائم ويتوافق معها بالضرورة وعلى الشكلانية أن تدمجها وبدونها لن تكون مكتملة. أساس ما يسمى بتفسير كوبنهاغن (ومختلف الفروق الدقيقة فيه)، والذي حمله بور وفيرنر هايزنبرغ وآخرون، لطالما اعتبر أنه الطريقة الوحيدة لتصور فيزياء الكموم.

عندما يعارض أينشتاين بور ويبدأ بينهما السجال الشهير:

بدأ الجدل بين أينشتاين وبور في عام 1927، في بروكسل، خلال مؤتمر سولفاي ، وهو مؤتمر علمي جمع أعظم علماء الفيزياء في ذلك الوقت. بحث أينشتاين عن تناقض في "علاقات عدم اليقين التي عرضها هايزنبيرغ Heisenberg»، والتي تتعلق بسلوك الجسيمات الكمومية الفردية. يتم التعبير عن هذه العلاقات الأساسية لنظرية الكموم في شكل عدم التكافؤ أو عدم المساواة التي تربط بين كميتين

"مكملتين لبعضهما البعض"، مثل الموضع والسرعة. تتمثل إحدى نتائج هذه التفاوتات في أنه من غير الممكن معرفة الكميات التكميلية تمامًا في نفس الوقت. لكن مع كل هجوم، نجح بور في مواجهة حجج أينشتاين. في عام 1935، استؤنفت المناقشة حول مقال نشر الثلاثي ألبرت آينشتاين وبوريس بودولسكي وناثان روزين EPR، تضمن نص مقالتهم اعتراضاً على، ليس فقط سلوك جسيم واحد فقط فحسب، بل زوجين من الجسيمات ترتبط خصائصهما على نحو وثيق بحيث يضطرنا الأمر للحديث عن " جسيمات متشابكة " وعنوان المقال " الوصف الكمومي للواقع الفيزيائي هل يمكن اعتباره كاملاً؟  وهو تساؤل رد عليه العلماء الثلاثة بالنفي.

أسباب حجة الثلاثي EPR مبنية على ثلاث فرضيات. تحدد هذه الفرضيات الثلاثة معًا ما يجب أن نفهمه عن «الشيء الحقيقي" أو الواقع، إذ تظل رؤيتهم قريبة من الفطرة السليمة وأفكار الفيزياء الكلاسيكية. مسلحين بهذه الحجج، تعاطى أينشتاين وبودولسكي وروزين تجربة فكرية تعتمد على نظام يتكون من إلكترونين متشابكين، تم إنشاؤه بواسطة عملية تربط سرعتيهما وموقعيهما في علاقات محددة مسبقًا. بتعبير أدق، يغادر الإلكترونان في اتجاهين متعاكسين بنفس السرعة. بقياس سرعة الجسيم 1، نستنتج سرعة الجسيم 2 في نفس اللحظة دون تغيير حالته؛ وبموجب معيار الواقع، فإن سرعة الجسيم 2 هي عنصر من عناصر الواقع. بالاستمرار بنفس الطريقة مع الموضع، توصلوا إلى استنتاج مفاده أن موضع الجسيم 2 هو أيضًا عنصر من عناصر الواقع. الآن، ومع جمعهما فإن هذين التأكيدين يتعارضان مع مبدأ عدم الدقة أو اللايقين لهايزنبيرغ ولذي ينص على أنه لا يمكن قياس وتحديد سرعة وموضع الجسيم بدقة في آن واحد.

جلب هذا التناقض العلماء الثلاثة لاستنتاج أن فيزياء الكم غير قادرة على تفسير عناصر الواقع هذه (هنا الموضع والسرعة). لذلك يجب اعتبار النظرية غير كاملة: المتغيرات التي لا تظهر في شكلها الرياضياتي ستحمل هذه المعلومات، أي عناصر الواقع هذه. وإلا، سيتعين على المرء أن يتخيل أن الموقع والسرعة ليسا من عناصر الواقع؛ وأن القياس الذي تم إجراؤه على الجسيم 1 سيحدد، على مسافة، فورًا وكأنه بمعجزة (بواسطة "التخاطر" كما يقول أينشتاين)، الكميات المتعلقة بالجسيم 2. كان هذا الحل مستحيلًا في نظر الفيزيائيين الثلاثة، لأنه انتهك فرضية الموقع أو المحلية localité وقوانين النسبية المقيدة. ستكون فيزياء الكموم عندئذٍ نظرية يمكن تسميتها بــ "غير محلية".

لفهم المشكلة بشكل أفضل، دعنا نختار توضيحًا أقرب إلى التجربة المشتركة. لنفترض أن لدينا بطاقتين، واحدة زرقاء والأخرى حمراء، ووضعنا كل منهما في مظروف مغلق. دعونا نخلط المغلفين بعيدًا عن الأنظار، ثم نعطي أحدهما لبول والآخر لجولي. عندما يفتح بول مظروفه، يكتشف لون بطاقته. من الواضح أن النتيجة التي يحصل عليها مرتبطة بتلك التي ستحصل عليها جولي: إذا كانت بطاقة بول زرقاء، فستكون بطاقة جولي بالضرورة حمراء، والعكس صحيح. كيف نفسر هذا؟ بكل بساطة من خلال اعتبار أن الألوان الخاصة ببطاقات بول وجولي قد ثبتت قبل فتح المغلف إن هذا الفعل قد كشف عن حالة لم تكن معروفة من قبل بول لكنها كانت محددة مسبقاً وعلى نحو تام جداً. بعبارة أخرى، الأمر لايتعلق بمعرفة بول بلون بطاقته الذي ثبت هذا اللون ولا من حدد لون بطاقة جولي من خلال بعض المعلومات التي انتقلت من المغلف الأول عند بول باتجاه المغلف الثاني عند جولي، فللبطاقتين لونيهما بموجب السبب المشترك الذي ثبتهما عندما تم دسهما داخل المغلفين بالفعل قبل فتح الظرف: لم يكشف هذا الإجراء إلا عن موقف لم يكن معروفًا لبولس بعد، ولكنه تم تحديده تمامًا بالفعل. بعبارة أخرى، ليست حقيقة أن بول يعلم لون بطاقته هو الذي ثبت هذا اللون، ولا هو من كان يحدد لون بطاقة جولي من خلال بعض المعلومات المنقولة من المغلف الأول إلى الثاني. تصادف أن كلتا البطاقتين تحملان اللونين اللذين بحوزتهما بسبب السبب المشترك الذي أمّنهما عندما تم انزلاقهما في المظاريف. هذا النوع من الجدل هو الذي تتكثف فيه فرضية واقع أينشتاين: هناك "عنصر من الواقع المادي" مرتبط بلون بطاقة جولي منذ ذلك الحين، دون فتح الظرف لديها بين يديها، وهي قادرة على التعرف عليه. كل ما عليه فعله هو أن يسأل بول عما حصل عليه ويصل إلى النتيجة. من الواضح أن حالة بطاقات بول وجولي هي مشكلة ذات طبيعة كلاسيكية، حيث يأخذ الجزء الاحتمالي مصدره في مبدئي "خلط إحصائي" للبطاقات. في حالة النظام الكمومي المكون من إلكترونين متشابكين، فإن تراكب الحالات هو الذي يلعب دوره. لكن ما أوضحه أينشتاين وزملاؤه هو أن تطبيق معيار الواقع على النظرية الكموم يؤدي إلى "مفارقة EPR" (وهي الأحرف الأولى للموقعين الثلاثة على المقال الذي أثار المفارقة). بتعبير أدق، لضمان الواقعية ولتجنب تعارضات التماسك الداخلي داخل النظرية، يجب أن تكون هناك متغيرات إضافية غير واردة في فيزياء الكموم. وهكذا فإن هذه الشكليات عالقة في فعل عدم الاكتمال. لذلك يجب أن يوجد، وفقًا لأينشتاين وزملائه، مستوى وصف أدق للواقع من ذلك الذي تقترحه فيزياء الكموم.

بمجرد نشر هذا المقال، قرر بور التصدي للدفاع عن فيزياء الكموم كما هي. لكنه سرعان ما أدرك أن منطق أينشتاين كان دقيقًا للغاية وأن دحضه يجب أن يكون دقيقًا أيضاً. بالطبع، كانت الإجابة التي قدمها على السؤال المطروح (هل فيزياء الكم مكتملة؟) كانت نعم لا لبس فيها، لكن حجته بدت مشوشة إلى حد ما، غيرة قادرة على تحديد حتى أدنى خطأ في حجة EPR، اختصر بور في التأكيد على أن الأدلة التي قدمها أينشتاين لم تكن قوية بما يكفي وأن نقده ركز على معيار واقع الشخص الذي يحاوره.

في الواقع، لم تكن هذه المناقشات ذات أهمية كبيرة للفيزيائيين، حيث لم يكن لها تأثير على طريقتهم في استخدام شكليات فيزياء الكموم، أي إجراء الحسابات والتنبؤات. الذين كانوا لا يزالون على اتفاق مع القياسات. إن خصوبة نظرية الكموم كانت مذهلة للغاية لدرجة أنها لا تبدو ضرورية ولا مفيدة لفهمها وليست تلك الخاصة بالنظريات المفيدة لفهم التنافس بشكل أفضل. في النهاية، كان هناك انفصال كامل بين المتخاصمين، ولكن في عام 1964، في CERN، بالقرب من جنيف، وجد جون بيل، الفيزيائي الأيرلندي الشمالي، المولع جدًا بنظريات الواقعية المحلية، نفسه يدحض موقف أحد الطرفين. في وقت لاحق، تم تعديل تجارب أخرى أكثر اتقاناً ودقة، من الوضوح المفاهيمي وأكثر تفصيلاً.

ساعد نيلز بور وألبرت أينشتاين في العثور على فيزياء الكموم وتفسيرها. من خلال رؤاهم المتناقضة والمناقشات المستفيضة التي ميزت التطورات بعمق لكشف هذه النظرية والتي سمحت بفهمها بشكل أفضل.

اقترحا حالات تجريبية بحيث ستعطي فيزياء الكموم تنبؤات مختلفة عن تنبؤات نظرية تدعي التكاملية باحترام فرضة المحلية وذلك بفضل إدخال "المتغيرات المخفية المحلية"، مهما كانت كبيرة، لا تضعف التشابك. علينا بعد ذلك أن نعترف بالطابع غير المحلي لنظرية الكموم.

كان هذا هو الحال في أوائل الثمانينيات، عندما أجرى فريق من معهد البصريات في أورساي Institut d'Optique d'Oray بقيادة آلان آسبيه Alain Aspect سلسلة من التجارب مع فوتونات متشابكة أثبتت أن تنبؤات الفيزياء الكمومية هي الصحيحة والمضبوطة وليس النظريات المناوئة والمنافسة.

 

 

الصفحة 2 من 4

في المثقف اليوم