ترجمات أدبية

في عرض البحر

husan alikhedayrترجمة لنص الشاعر

ايفان بونين

  


 

في عرض البحر / ترجمة: حسين علي خضير

 

السماء، المياه، والريح فقط.

والموجة تجري

وجناح المركب الرمادي

يتمايل منخفضاً

ويكتنفه الخطر.

في عرض البحر

هفت الريح -

والضوء والظل،

وعبر الغيوم

تتراءى زرقة السماء...

اما أنتِ منسية،

وبعيدة دائماً !

بيد ان الامواج

أقبلت نحوي تجنح

وتحرك الرغوة

ولاحت العيون الزرقاء

في الموجة السريعة.

وشئ ما انبعث

مثل هذه المياه الزرقاء،

يذكرني مرة اخرى

بما نسيته الى الأبد.

***

 

بهت لون الليل...

وبساط من الضباب

غدا اكثر بياضاً

في الوهاد والمروج،

وصوت الغابة يدوي،

وبهت بريق القمر

والندى الفضي

على زجاج نافذتي

الباردة.

الضيعة كانت في سبات...

والعتمة في الحديقة،

وشجر الحور الأخضر

لا يتحرك،

والهواء مسموع

قرب نافذتي المفتوحة

مليئة براحة عبير الربيع...

اقترب النهار

ومر الحلم القصير -

واستمر السكون

في الدار،

اخرج من الباب

الى الشرفة

من دون ان يسمعني احد،

وانتظر بهدوء

شروق الضوء...

***

 

لايزال الغروب

يطل في الأفق البعيد،

والريح تهب

من خلال أوراق الشجر

بمنظر بهي،

وتحتها اكتست الحديقة

لوناً فضي

بالضوء، بالغموض، بالروعة:

لاح الهلال

يضئ بنوره الضئيل

فوق المياه الهادئة

وفي اسحار الربيع

وبين أغصان الحدائق

شع نوره.

غداً سيطل مرة اخرى

وفي الفجر

سيذكرني بالوحدة،

وبالربيع، وبالحب الاول،

وبصورتكِ الجميلة والبعيدة...

 

في القافلة

 

تحت ضوء القمر

تتلألأ الرمال والمياه،

في الجنوب البعيد.

نسيت النظرة الحزينة

والصبيانية لحبيبتي.

 

تحت ضوء القمر

تسيل وتتدفق المياه

من الرمال بروعة.

 

تحت ضوء القمر

كل حجر،

وكل شجيرة

اكتست بلون السواد.

والريح تهب من الجنوب

كنفس ثغر الحبيب.

 

* ايفان بونين ( ١٨٧٠- ١٩٥٣) - الحائز على جائزة نوبل للأدب في عام ١٩٣٣

 

في نصوص اليوم