ترجمات أدبية

كيت شوبان: عتق.. خرافة الحياة

بقلم: كيت شوبان

ترجمة: د.محمد عبدالحليم غنيم

***

ذات مرة كان هناك حيوان ولد في هذا العالم، وعندما فتح عينيه على الحياة، رأى جدرانًا حابسة تحيط به من كل جانب، لكنها كانت قضبانا من الحديد يأتي من خلالها الهواء والضوء من الخارج ؛ باختصار ولد هذا الحيوان في قفص .

هنا نما وازدهر في القوة والجمال تحت رعاية يد حامية غير مرئية. عند الجوع، كان الطعام دائمًا في متناول اليد. عندما كان عطشانًا، تم جلب الماء، وعندما شعر بالحاجة إلى الراحة، تم توفير سرير من القش ليستلقي عليه ؛ وهنا وجد أنه من الجيد أن يلعق جناحيه الجميلين ويستمتع بأشعة الشمس التي يعتقد أنها موجودة، فقط لإضاءة منزله.

ذات يوم استيقظ من راحته البطيئة، ها! كان باب القفص مفتوحًا: الصدفة فتحته. جلس في الزاوية مندهشا وخائفا. ثم اقترب ببطء من الباب، خوفًا من أنه غير معتاد وكان سيغلقه، لكن لمثل هذا العمل كانت أطرافه عديمة الفائدة. لذلك أخرج رأسه من الفتحة ورأى مظلة السماء تكبر والعالم يكبر .

عاد إلى ركنه ولكن ليس للراحة، لأن تعويذة المجهول كانت فوقه، ومرة تلو الأخرى يذهب إلى الباب المفتوح، ويرى في كل مرة المزيد من الضوء.

ثم مرة واحدة يقف في طوفانه. أخذ نفسا عميقا - بعزيمة من أطراف قوية وبقفزة خرج.

يندفع، في رحلته المجنونة، غير مكترث بالكدمات والتمزق في جوانبه الملساء - يرى ويشم ويلمس كل الأشياء ؛ حتى أنه توقف ليضع شفتيه في المسبح السام، معتقدًا أنه قد يكون لطيفًا.

وبما أنه يتضور جوعاً، فلا يوجد طعام سوى ما يجب أن يبحث عنه والذي يجب أن يقاتل من أجله في كثير من الأحيان ؛ وتثقل أطرافه قبل أن يصل الماء الذي يروى حلقه الظمآن .

لذلك فهو يعيش ويسعى ويجد ويفرح ويتألم. الباب الذي فُتح بالصدفة ما زال مفتوحًا، لكن القفص سيظل فارغًا إلى الأبد!

(تمت)

***

 ....................

* كانت كيت شوبان (1850-1904) مؤلفة قصصية وروايات أمريكية. في هذه القصة القصيرة، يصف الراوي رد فعل حيوان عندما يفتح باب قفصه. يمكن مقارنة حياة الحيوان في القفص بحياته في البرية .

في نصوص اليوم