أقلام ثقافية

حديث في اللغة (19): عمرو

faroq mawasiهل تتضايقون مثلي عندما تسمعون صوت الواو في لفظ الاسم : عمرو موسى، وبيننا من يسمي عمرُو (يلفظ في النهاية- رو)، فأي خطأ هذا؟

 

الراء ساكنة وليست مضمومة

إذا سألت لغويًا: لماذا نضع هذه الواو أجابك هي فارقة، للتمييز بينها وبين عمر الممنوعة من الصرف.

نقول:

جاء عمرٌو وعمرُ .

رأيت عمرًا وعمرَ .

مررت بعمرٍو وعمرَ .

فواو عمرو تحذف عند النصب. ( تعرفون لماذا؟)

..

فكاهة:

كان داود باشا أحد وزراء الدولة العلية محتارًا في سبب هذا الاعتداء الصارخ على عمرو، إذ أن أغلب النحويين يأتون بأمثلة الضرب:

ضربَ زيدٌ عمرًا للمفعول به

وضرب زيد عمرًا ضربًا مبرحًا للمفعول المطلق ....وهكذا.

فلم يجبه أحد.

وبقي علماء اللغة والنحو معرَّضين لسخرية الوزير... إلى أن وافاه أحد العراقيين وقال له:

لقد سلط الله زيدًا على عمرو لأنه سبق أن سرق.

- ماذا سرق؟

- سرق الواو من جناب حضرتكم – داوُد – فجزاه الله شرًا.

...

وعلى ذكر عمرو: عاتب أبو سعيد الرستمي الصاحب بن عباد، قال له:

أفي الحق أن يعطى ثلاثون شاعرًا

ويحرم ما دون الرضى شاعر مثلي

كما ألحقت واو بعمرو زيادة

وضويق بسم الله في ألف الوصل

....

والشيء بالشيء يُذكر، فقد ذكر أبو نواس في شعره عن الزيادة الشكلية فقط:

قل لمن يدعي سليمى سفاهًا

لستَ منها ولا قلامةَ ظُـفــــــر

إنما كنت من سليمى كواو

أُلحقتْ في الهجاء ظلمًا بعمرو

....

(العَمْـر)-هنا حذفنا الواو إذ لا حاجة للتمييز لأنه ليس علمًا، واللفظة محلاة بالتعريف) فلفظة - العُـمْر أو العَمر= ما يعيشه الكائن، فنقول لعَمرك بمعنى القسم بحياتك.

...

انتبه إلى أن العلم (عمرو) إذا تبعته (بن) فيجب إثبات الواو منعًا للالتباس بين عمرو وعمر، فنقول:

بأي مشيئة عمرو بن هند *** تطيع بنا الوشاة وتزدرينا؟

 

ا. د فاروق مواسي

في المثقف اليوم