أقلام ثقافية

طقوس رمضانية: قارع الطبل

المسحرجي..المسحراتي.. ابو طبل.. ابو طبيلة.. كل هذه التسميات تطلق على الشخص الذي يقوم بمهمة ايقاظ الناس قبيل اذان الفجر، لكي يتناولوا سحورهم استعدادا ليوم الصيام الطويل..

وقد اقترنت مهنة المسحرجي بشهر رمضان في بلادنا العربية كل حسب تسميته، وقد اشتهر بالعراق باسم (المسحرجي) او (ابوطبل) نسبة الى الطبل الذي يحمله ويقرع عليه بايقاع مميز ممزقا سكون الليل وهو يجوب الاجياء والحارات والازقة وهو ينادي بصوته الشجي (سحور.. سحور) ذلك الصوت الذي تطرب له اذن الصائم .. وعادة مايرافقه في هذه المهمة اما صديق له او احد اولاده، وهذه المهنة تتوارث من جيل الى جيل ابا عن جد وتبقى محافظة على هذا الموروث الرائع الذي بقي صامدا رغم تقدم الزمن ورغم الاحداث المريرة التي عصفت بالعراق الا انها بقيت مزدهرة خصوصا في المناطق الشعبية، وقد استحدثت الة البوق كتقليد جديد مضافا الى قارع الطبل الذي انفرد بذلك على مر الزمن، هذا الجندي المجهول الذي يجوب الليل لم نكن نراه طيلة فترة الشهر الكريم الا في صباح العيد وهو يقرع على الطبل مع اولاده من اجل ان يعايد الناس ويجمع العيدية التي يستحقها فعلا، وغالبا ماتكون اما مبلغا من المال او كمية من المعجنات (الكليجة) هكذا نسميها في العراق وتسمى (المعمول) في بعض البلاد العربية.. ويعتبر المسحرجي من اهم الطقوس الرمضانية التي حافظت على اصالتها الى الان رغم كل شئ.. رمضان كريم وكل عام وانتم بخير..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم